القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
|||||||
| المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات |
|
 |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-21-2011, 05:07 PM
|
#1 |
|
 
 |
الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
من خلفاء الختمية البارزين , ومن العلماء العاملين , ذلكم هو الراحل طيب الذكر , الشيخ محمد عثمان الزبير جار السيدة خديجة والامام الختم في مقبرة المعلا بمكة المكرمة فإلى هذا التوثيق بقلم رشيق كتبه ابنه الشيخ عبد الله في كتاب نقتطف منه ما يلي : |
|
|
|
11-21-2011, 05:09 PM
|
#2 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
في نسبه رضي الله عنه : ينتسب شيخنا رضي الله عنه إلي قبيلة الجعافرة الأشراف الحسينية الذين ينحدرون من سلالة جعفر الصادق بن محمد الباقر وتقطن أعداد كبيرة منهم في صعيد مصر ومن هنالك رحل بعضهم إلي السودان في ضمن هجرات آل البيت النبوي الشريف . مولده ونشأته : ولد شيخنا رضي الله عنه في مدينة أمدرمان بحي " أبي روف" سنة 1910م الموافق 1329ه فنشأ وترعرع في هذه البقعة المباركة بين أهله وعشيرته وبدأ في سن مبكرة بدراسة القرآن الكريم في خلوة مجاورة لمنزل والده الحاج الزبير على يد الشيخ الفاضل الفكي محمد الأمين وكانت تلوح عليه من صغره مخايل النجابة والفطنة فتعلم الكتابة والقراءة سريعاً ولم يجد صعوبة في ذلك لشدة اهتمامه وفرط ذكائه ثم شرع في الحفظ فكان له سهلاً ميسوراً يدرس في الخلوة إلي ان وصل إلي سورة الكهف ثم انتقل منها بعد ذلك إلي خلوة الشيخ "ودكنَّه " . (ببيت المال) وظل بها مواصلاً للدراسة إلي ان أكمل حفظ القرآن الكريم وتجويده . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:09 PM
|
#3 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
التحاقه بالمعهد العلمي بأمدرمان : التحق الشيخ بالمعهد العلمي في اليوم الثاني عشر من شهر مايو سنة 1926م الذي يوافق الخامس عشر من المحرم سنة 1345ه وبدأ في تلقي العلم الشريف بهذا المعهد من ذلك التاريخ . وتهيأ له جو الدراسة والتحصيل وانكب على تلقي القلم برغبة ونشاط لا يعرف الكسل والفتور قد شمر عن ساعد الاجتهاد وبذل كل وقته للعلم وصرف وكدِه إليه وساعده على الفهم والاستيعاب حفظه للقرآن الكريم وما وهبه الله من ذكاء حاد وألمعيه متوقدة وذاكرة قوية ما استودعها شيئاً إلا حفظته ووعته . فكان يغدو ويروح إلي المسجد وهو غض الإهاب قد ملئ حيوية ونشاطاً لينهل من معين الميراث النبوي الذي لا ينض ويستقي من بحور العلم الزاخرة . فقد كان عالي الهمة شديد الأوام لا يطفئ ظمأه القليل بل هو دائماً يطلب المزيد من أبواب العلم وفنون المعرفة . وكان يتلقي هذه العلوم عن جهابذة العلماء ونخبة من الأستاذة الأجلاء والشيوخ الأفاضل الذين أضفي عليهم العلم الهيبة والوقار وكساهم الله لباس التقوى ينتفع طالب العلم بأحوالهم قبل أقوالهم يغرسون فيه الصدق والأمانة والزهد والورع ويتربى بملازمتهم وصحبتهم على مكارم الأخلاق . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:10 PM
|
#4 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
مرحلة جديدة في حياته رضي الله عنه : وها نحن الآن نجد شيخنا رضي الله عنه بعد هذه السنوات الطوال التي قضاها في طلب العلم قد جمع حصيلة وافرة من نفائس العلوم وفرائد الحكم وعيون المسائل . واكتسب أخلاقاً عالية وشيماً حميدة بصحبة الصالحين وملازمة الأخيار . وكساه العلم من التقوى حللاً ومن الورع أثواباً وأخذ مكانه بين مصاف أهل العلم وأساطينه حملة الأمانة وورثة الأنبياء . ومن هنا بدأ دوره في بث العلم ونشر الوعي الديني وانخرط مع العاملين في حقول الدعوة وميادين الجهاد والإصلاح الاجتماعي . وعمل على إرشاد المسلمين وتبصريهم في أمور دينهم وتبيين الحلال والحرام لهم وتوجيه النصح والموعظة يبتغي بذلك وجه الله تعالى . وهذه هي رسالة العلماء السامية التي شرفهم الله بها وأثابهم عليها الأجر الجزيل لأنهم يعلمون الناس الخير . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:11 PM
|
#5 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
رحلاته وأسفاره : بدأ شيخنا رضي الله عنه رحلاته في داخل السودان معلما ومتعلماً ومرشداً وواعظاً فسافر أولاً إلي أهله في منطقة النيل الأبيض لأنهم أولى الناس بالاستفادة منه . فلما قدم عليهم ونزل عندهم لم يكن بالقرية مسجد فشرع لهم في تأسيس المسجد فتعاون الناس معه وشاركوا في بنيانه وتشييده وكان ذلك في 18 صفر 1361ه موافق 11/1/1942م واقيمت فيه الجمعة بتاريخ 23 جمادي الثاني 1361ه ثم تولى الإمامة بعد الفراغ من بناء المسجد فكان يخطب ويصلي بهم وعقد لهم حلقة لتدريس الفقه والفرائض فتعطرت القرية بمجالس العلم ونفض القوم عنهم غبار الجهل وفرحوا بهذا الوافد الكريم والأخ الحميم الذي جاء ليعلهم الخير ويفقههم في الدين . ولكن علمه أكبر من أن ينحصر في تلك القرية النائية الصغيرة ورسالته أوسع من أن تقتصر على أهله وعشيرته . فأرتحل إلي الغبشة في التاسع من المحرم 1363ه ومكث بها شهراً ونصفاً ثم ارتحل منها إلي الأبيض في 25 صفر 1363ه وقضي بها فترة ثم عاد إلي أمدرمان . فكانت هذه بداية رحلاته التي استمرت عشرات السنين لم يضع فيها العصا عن عاتقه ولا تضمه بلد حتى يرتحل إلي غيرها وقد تنقل في اغلب مدن السودان ونزل في كثير من قراه يعلم الناس الخير ويمشي بينهم بالنصيحة تارة تجده في أقصي الشمال في دنقلا وديار الشايقية وتارة تجده في مجاهل الجنوب وأدغاله في جوبا وملكال ومرة بالشرق في كسلا وسواكن وأخري في الجزيرة وكوستي والدويم . وكان في أول أمره بعد تخرجه من المعهد يعملاً خياطاً بالجزيرة في منطقة " ودرعية" ثم اشتغل بالزراعة فترة وزاول أخيراً التجارة ليكتسب رزقه بكد يمينه وعرق جبينه ولا يعتمد على الغير فكان له حانوت يجلب له البضائع ثم يسافر لأداء رسالته العلمية واجتمع برجل من كبار العلماء في " تنوب " فقرأ عليه المختصر للمرة الثانية وطرفاً من ألفية ابن مالك . وكما ذكرت فإنه كان يتجول في كثير من المدن والقرى ليعلم أهلها أمور الدين وشرائع الإسلام وإذا وجد في أي مكان واحداً من أهل العلم لا يتواني في الأخذ عنه والاستفادة منه فالحكمة ضالة المؤمن والعلم بالتعلم وهو قد خرج ليعلم ويتعلم ويفيد ويستفيد . ثم انه بعد طواف واسع وجولات طويلة في مدن السودان وبواديه وحصر نشاطه في مناطق معينة وركز علي العمل فيها لانه وجد عند أهلها إقبالاً زائداً ورغبة صادقة علي تعلم العلم وهذه المناطق هي الدويم وكوستي والحاج عبد الله والعاصمة بمدنها الثلاثة الخرطوم وبحري وامدرمان . وكان له إعداداً كبيرة من الطلاب الملتزمين في كل مدينة من هذه المدن استفادوا منه كثيراً وانتفعوا بعلومه ومجالسه العامرة . وفي خلال رحلاته هذه كان يلتقي بكثير من العلماء والصالحين ومشايخ الصوفية المنتشرين في ربوع السودان الواسع واعيان الناس وخيارهم وتوثقت صلته بهم واستفاد منهم وأفاد وكثرت معارفه بأهل البلاد والمدن التي كان يتردد اليها. |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:11 PM
|
#6 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
رحلاته الى خارج السودان : كانت اول رحلة خارجية الى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج وكان ذلك في عام 1948 ثم حج بعدها ما يقارب الثلاثين حجة لم يتخلف فيها عن شهود الموسم وزيارة الراضي المقدسة . ثم سافر بعد ذلك إلي كثير من البلاد الإسلامية ليطلع على أحوال المسلمين ويتعرف عليهم عن كثب فسافر إلي مصر وبيت المقدس وسوريا والأردن ولبنان وخالط أهل تلك البلاد وعاشرهم فترة من الزمن ليست بالقصيرة بل كانت كافية ليتعرف من خلالها على أخلاقهم وتقاليدهم وكثير من شئونهم العامة والخاصة . وقد تصدي للتدريس في العواصم الإسلامية الكبرى فكانت له حلقات عامرة وأيام مشهورة بالحرمين الشريفين في مواسم الحج وفي المسجد الأقصى بفلسطين ومسجد بني أمية بالشام والقاهرة وبيروت وحبرون والخليل وعمان وغيرها من المدن المشهورة في تلك البلاد. بداية الاستقرار ومرحلة عطاء جديدة : وبعد هذه الأسفار المتواصلة والرحلات الطويلة قرر الوالد أن يلقي عصا التسيار ويحط رواحله . ليبدأ مرحلة جديدة ومهمة من هذا العمر المبارك والحياة العامرة بالبذل والعطاء والتضحية والفداء . ففي عام 1969م بني منزله بالثورة الحارة الثامنة بأمدرمان واستقر فيه وبدأ تدريس العلم في بيته هذا لجيرانه الأقربين . فالتف حوله جماعة عن طلاب العلم ومازال العدد يزداد يوماً بعد يوم حتى ضاق بهم المنزل فتحول الدرس خارج البيت إلي الميدان الذي هو مكان المسجد اليوم . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:12 PM
|
#7 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
بناء المسجد بالثورة الحارة الثامنة : ولما كثر عدد الطلاب رأي الوالد أن المسجد ضرورة حتمية لابد منه حتى تقام فيه الصلوات وتؤدي فيه الدروس ويكون مركزاً ومثابة لهذا الجم الغفير من طلاب العلم فقدم طلباً للسلطات المختصة بهذا الأمر وتم التصديق من جانبها واسس المسجد في سنة 1978م وأكتمل العمل فيه سريعاً فصليت فيه الجمعة بعد أربعة أشهر من بناينه فقط . وكانت مدة قياسية مقارنة مع كثير من المساجد التي يستغرق بنائها سنوات طويلة . دروس متنقلة بالعاصمة المثلثة : لم تكن الدروس في هذه الفترة قاصرة على البيت وحده وإنما كان الدرس متنقلاً بين المدن الثلاثة فيوم في مسجد الخرطوم الكبير ويوم في مسجد بحري الكبير ويوم في بمسجد أمدرمان الكبير ويوم في مسجد الادارسة بالثورة ويوم بمسجد الكوارتة بحي المظاهر ويوم في مسجد شيخنا بالثورة الحارة الثامنة . هكذا وزعت أيام الدرس لتعلم الفائدة ويكون العطاء شاملاً .وكانت تتحرك معه إعداد كبيرة من طلبة العلم إلي كل هذه المساجد وكان البعض يجد مشقة ولا يستطيع أن يحضر جميع الدروس لصعوبة التنقل فيكتفي بحضور الدروس القريبة . واستمر هذا النظام لعدة سنوات حتى قرر الشيخ أخيراً بعد مشاورة من يهمهم الأمر من الطلبة والمريدين أن يكتفي بالتدريس في مسجده كل أيام الأسبوع . لأن عدد الطلاب أصبح كبيراً يقدر بالمئات . فرأي الجميع أن المصلحة تقتضي استقرار الدرس وتثيبته في مكان واحد . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:13 PM
|
#8 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
علماء كانت له بهم صلات وثيقة : فمن ذلك صلته الوثيقة بكثير من العلماء الشناقيط أهل مورتانيا وخصوصا المجاورين منهم بالمدينة المنورة وكان يلتقي بهم كل عام في ذهابه الى الحج . وكذلك بعدد من العلماء المصريين وكانت له علاقة خاصة برجلين من اساطين العلم واقطاب الولاية وهما مولانا السيد محمد الحافظ التجاني ومولانا الشيخ صالح الجعفري وقد كان يغشى مجالسهم حينما كان بمصر . وفي الحجاز كانت له صلة خاصة بالإمام العلامة السيد محمد العربي التباني الجزائري المقيم بمكة المكرمة بحارة الشامية والمدرس بمدرسة الفلاح والحرم المكي . وفي المدينة المنورة أيضاً كانت له علاقة حميمة وصلة قديمة بالولي الكامل الشريف محمد بن عبد الله المجدع وهو من أحب الناس إليه وكان ينزل معه في داره بالمدينة المنورة . وفي دمشق الشام مولانا السيد المكي الكتاني والأستاذ الشيخ عبد الوهاب بن يحي الصلاحي إمام جامع دمشق وابنه الهمام محمد ابو الفراج في القدي الشيخ الإمام أحمد الدادسي شيخ الطريقة التجانية هناك والشيخ محمد عبد الرحمن القزاوي . وله أيضاً علاقة حميمة بالشيخ الواصل والعارف الكامل مولانا السيد الحسن الادريسي رضي الله عنه وهو عميد الادارسة وشيخ الطريقة في السودان وقد كان له باع واسع في العلم وقدم راسخ في الولاية . قال الوالد جلست معه مرة من بعد العشاء إلي طلوع الفجر نتباحث في مسائل من العلم فأفادني كثيراً . وبعد وفاته وانتقاله الي الدار الآخرة امتدت صلة الوالد بابنه وخليفته المبارك مولانا السيد محمد الحسن الادريسي رضي الله عنه. |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:13 PM
|
#9 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
وأما صلته بالمراغنة عموماً وبمولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه خصوصاً فهي اشهر من أن تذكر وقد افردنا للمراغنة باباً خاصاً في هذه الكتاب . وكذلك له علاقة وطيدة وصلة حميدة بالعارف الكبير والقطب الشهير سيدي ومولاى الشيخ يوسف إبراهيم بقوي التجاني رضي الله عنه . كان الوالد يزوره كثيراً ويستشيره في بعض أموره وقد زرته مرة معه في مجموعة كبيرة من الأخوان بمنزله بود نوباوي عام 1978م وجاء هو لزيارة الوالد سنة 1985م وصلى معنا الجمعة والقي درساً قصيراً عقب الصلاة . ومنهم مولانا الشيخ الياقوت محمد مالك وكان لوالدنا به علاقة طيبة وصلة مباركة وقد زاره الوالد مرة بعدد كبير من طلبته وباتوا عنده فأكرمهم وأحسن وفادتهم وكان الوالد يثني عليه كثيراً وينوه بفضله . ومنهم العارف الاجل الزاهد سيدي الشيخ الفاتح بن الشيخ قريب الله رضي الله عنه . كانت لوالدنا به صلة طيبة وقد زاره ذات مرة وأخذ يتحدث معه طويلاً والمريدين ينتظرون الشيخ الفاتح لتلاوة الأوراد فنظر والدنا إليهم وقال للشيخ أخرناكم عن الأوراد فقال له مولانا الشيخ الفاتح رضي الله عنه : زيارتك لنا أوراد .. زيارتك لنا أوراد .. زيارتك لنا أوراد . وحينما قدم إلي زيارة السودان الشيخ الإمام العارف الجليل سيدي الشيخ جلول الجزيري التونسي رضي الله عنه ذهب الوالد إليه وزاره بمكان إقامته وكان نازلاً بفندق " أراك " بالخرطوم فالتقى به وتباحث معه في كثير من المسائل العلمية ودار بينهما نقاش طويل في أمور مهمة وأعجب الشيخ جلول بهذا اللقاء وبما دار فيه من مباحثات علمية وشكر الشيخ جلول الوالد على زيارته ودعى له بخير فلما أراد الوالد أن يودعه وينصرف قال له الشيخ جلول ثلاثة مرات : أشهد أنك لعالم .... أشهد أنك لعالم ..... أشهد أنك لعالم وكفى بها شهادة من هذا الإمام . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:14 PM
|
#10 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
كان مالكياً بحق وحقيقة : لقد كان شيخنا رضي الله عنه شديد التمسك بمذهب مالك آخذاً بآرائه الفقهية وترجيحاته السنية فقد كان مالكياً بحق وحقيقة معجباً بالإمام أشد الإعجاب يتبع منهجه وطريقته لا على وجه التقليد الأعمى والتعصب الممقوت . بل لقد كان عالماً بالأصول والقواعد المحكمة التي أسس عليها المذهب وتفرعت عنها مسائله وكان يقول دائماً إننا لن نفارق مالكا أبدا . وشيخنا المترجم له رضي الله عنه قد تفقه بهذا المذهب واقتدى بإمامه وورث منه صفاته الحميدة وأخلاقه الرشيدة وانتفع بعلمه الواسع وفقهه الميسر . فله من ميراث هذا الإمام حظ عظيم ونصيب وافر ويكاد يكون في هذا الزمان من حفاظ خلاصة المذهب والمتمكنين في أبوابه ومسائله وقد امضى حياته كلها في تدريس كتب الفقه المالكي وشرحها لطلاب العلم . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:14 PM
|
#11 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
تصوفه وزهده : أخلص في طاعته لله تعالى وتوجه إليه بصدق وعمل بما علم وجد واجتهد وصبر وثابر فأينعت ثماره وبدت أزهاره وتوالت عليه سحب الفيض الإلهي وتفجرت من جوانبه ينابيع العلم اللدني فزاده الله علما على علم ونورا على نور وظهرت عليه بركات العلماء العاملين ولاحت في محياه سيما الصالحين وألبسه الله من الولاية تاجاً وكساه من التقوي ديباجا فلمع نجمه وبذ أقرانه وارتفع قدره . ورزقه الله وجاهة وقبولا عند الناس فكان مألوفا محبوباً تستهوى مجالسه العامرة طلاب العلم يجدون فيها ضالتهم إذا نزل في أي مكان وعقد حلقة درسه فان الناس يتسارعون إليه ويلتفون من حوله . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:15 PM
|
#12 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
مع السادة المراغنة : لقد أحب شيخنا رضي الله عنه السادة المراغنة الختمية منذ نعومة أظفاره وأيام طفولته وما زالت هذه المحبة تنمو وتزداد مع الأيام حتى اختلطت بدمه ولحمه مازجت روحه وجسده فكان بهم مولعاً مشغوفاً وبذكرهم مغرما ملهوفا . بل إن تسميته ب ( محمد عثمان ) تدل على انتماء قديم لهذا البيت الكريم فقد كانت لجدنا الحاج الزبير رحمه الله محبة وعقيدة في السادة المراغنة فسمي ولديه ( الحسن )و ( محمد عثمان ) تيمنا بالأستاذ الأكبر محمد عثمان الميرغني وبابنه وخليفته السيد الحسن رضي الله عنهما . سلك الطريقة الختمية على يد العارف بالله مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه فكان له مرشداً شيخاً ومربياً روحياً ونال النفحات والبركات والأسرار والأنوار من بحور المراغنة الزاخرة وفيوضاتهم المتدفقة الوافرة ببركة هذا الأستاذ الجليل الذي خلفه وأجازه في الطريقة الختمية اجازة كاملة شاملة في جميع الأذكار والاوراد وكذلك في تدريس العلوم والقرآن وكل ما له فيه أهلية . ومنذ ذلك العهد والتاريخ قويت أواصر المحبة والإخاء بين الوالد والسادة المراغنة وتوشجت العلائق والصلات فكان لا ينقطع عن زيارتهم وحضور مناسباتهم الدينية إذا كان موجوداً مقيماً وإذا نأت به الأسفار فإنه يبعث إليهم بالرسائل ليبقي الحبل ممدوداً والعهد محفوظاً بينه وبين أستاذه الكبير وشيخه الأثير . وهذه رسالة واحدة عثرت عليها قدرا بين مجموعة من الأضابير وهي موجزة مختصرة باسلوب جزل تنم عن فصاحة وبلاغة صاحب البنان الذي مهرها ألا وهو مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه وهي رد على خطاب بعث به والدنا اليه وتكفي لأن تكون شاهدا ونموذجا لما كان يجري بينهما من مكاتبات ونصها كما يلي : |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:16 PM
|
#13 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
المحترم محبنا الشيخ محمد عثمان الزبير طه تولاه الله السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته والمرجو لكم أن تكونوا بخير وبعد : فقد وصل خطابكم وعلمنا ما انتم عليه من الاجتهاد في الشعائر الدينية وشكرناكم على ذلك وعلى ما تضمنه خطابكم من صادق الود والاخلاص جزيتم خيرا . هذا ولازال الخاطر معكم والدعاء بالتوفيق ببلوغ الآمال حاصل وحفظتم . 16/10/1963 علي ميرغني
|
|
|
|
|
11-21-2011, 05:17 PM
|
#14 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
وبعد وفاة مولانا السيد على رضي الله عنه وانتقاله إلي الرفيق الأعلى امتدت صلة الوالد بأبنائه الأطهار وأنجاله الأقمار السيدين العلمين مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والسيد أحمد الميرغني حفظهما الله تعالي وهما رضي الله عنهما يكنان لوالدنا كل تقدير واحترام . ولم ينقطع الوالد عن زيارة ضريح شيخه وأستاذه بعد وفاته بل كان يزوره دائماً كل ثلاثاء عقب الفراغ من درسه المقام بمسجد الخرطوم بحري الكبير ويصحبه في الزيارة عدد كبير من طلبته وتلاميذه فيدخلون الضريح بالتهليل ويقرؤون فيه بعض التوسلات وألواحاً من البراق ثم يختم شيخنا الزيارة بالدعاء والابتهال إلي الله تعالى راجياً منه بلوغ الآمال وأن يمدهم ويفيض عليهم من بركات هذا السيد النبيل والعارف الجليل رضي الله عنه . وقد كان الوالد رضي الله عنه يلقي درساً كل جمعة في الضريح ببحري يحث الناس فيه على طلب العلم والتمسك بالسنة الصحيحة ونبذ البدعة والتعلق بأذيال الصالحين وكان مولانا السيد يجلس بنفسه لاستماع الدرس ليتأسى الناس به ويستفيدوا من نصائح الشيخ وعلومه . وشيخنا المترجم له رضي الله عنه يعتبر علماً من أعلام الطريقة الختمية البارزين وخليفة من اكبر خلفائها الذين لهم دور رائد وجهود مقدرة في خدمة هذه الطريقة المباركة فقد ساهم في نشرها وعمل على إرشاد المريدين وتوجيههم وأخذ على يديه مئات من الناس هذه الطريقة وانتظموا في سلكها فسرت فيهم أسرارها وظهرت عليهم أنوارها وانتفعوا بها انتفاعاً ظاهرا . ومحبته رضي الله عنه في السادة المراغنة عميقة وراسخة جذورها في اعماقه وهو من اعرف الناس بتاريخهم وأشعارهم وكان ينافح عنهم في كل المجالس التي يجلسها ويذكر فضلهم وشرفهم وكمالهم وولايتهم وصلاحهم وكثيرا ما يردد هذا البيت مفتخراً بهم وهو من أشعارهم يقول : نحن المراغنة الأخيار من قدم الختم منا وغوث الكون خادمنا وكان يحب سيرتهم العطرة وقد قالوا من أحب شيئاً اكثر من ذكره ويتواجد عند سماعه لأشعارهم ومدائحهم وكثيرا ما تفيض أعينه بالدمع شوقاً لأولئك السادة الأعلام ومحبة في جدهم خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:17 PM
|
#15 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
في حلقة الدرس : لقد كرس شيخنا رضي الله عنه كل جهوده لتعليم المسلمين فلم يكن يفرط أصلاً في حلقة الدرس أو يتوانى في الحضور إليها بل يجاهد نفسه رغم كل الظروف الصعبة ليصل إلي المسجد حتى لو كان مريضاً فانه يقول إن شفائي في حلقة الدرس ولقد شهدته كثيراً وهو في غاية من الألم والإعياء لا يرخص لنفسه أن يترك الدرس ليرتاح قليلاً ريثما يتماثل للشفاء . وكان يهيئ نفسه مجيئه إلي الدرس فيغتسل أولاً ويستن ثم يتوضأ ويتطيب ويلبس أحسن الثياب . وكان رضي الله عنه يتميز بشخصية قوية تتجلى واضحة لكل من رآه أو اجتمع به وقد جمع الله له بين حسن السمت والديانة والعلم والمروءة فلو رأيته لرايت رجلا العين والقلب هيبة ووقاراً . وكانت حلقة الدرس روضة زاهرة ومثابة طاهرة محفوفة بهالات من التقديس والإجلال . ويعلو النور وجوه التلاميذ والطلاب إذا رأيتها لأول وهله تتذكر عهود السلف الصالح ومجالسهم العامرة المبارك . يجلس حملة الكتب في الصفوف الامامية وهم يقاربون المائة طالب ويجلس من خلفهم مئات لا يحملون كتبا ولكنهم يستمعون للشيخ بانتباه ويتابعون كلامه متابعة دقيقة . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:18 PM
|
#16 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
كراماته : من كراماته رضي الله عنه وهي منقبة عظيمة أنه اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم وسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه والقطب أحمد بن محمد الدردير الإمام المشهور صاحب التصانيف المفيدة فصلى معهما خلف النبي صلي الله عليه وسلم صلاة العصر ثم قدم له إناء ماء فيه ماء غير نظيف وأمر بأن يشربه فعافه فقال له النبي صلي الله عليه وسلم لو شربت هذا الماء فإنك تحفظ مختصر الشيخ خليل متناً وشرحا فشربه وظهرت عليه بركته . واخبرني كذلك من أثق به أن شيخنا رضي الله عنه قال له لما زرت القبر الشريف وسلمت على النبي صلي الله عليه وسلم سمعت رد السلام من داخل الحجرة الشريفة منه صلي الله عليه وسلم قال لي وعليكم السلام ورحمة الله يا محمد عثمان . ومنها أن شيخنا رضي الله عنه كان جالساً مرة في حلقة الدرس في بيته قبل أن يبني المسجد ومعه جماعة من طلبة العلم ففاحت عليهم رائحة الكعبة والحجر الأسود وقد هبت عليهم هذه الرائحة الزكية بقوة شديدة كالإعصار حتى أن بعض الحاضرين لم يتحمل ذلك فصاح وسقط مغشيا عليه لقوة اندفاعها . ومنها أنه كان ذات يوم يمشي في الطريق وبيده عصا من ابنوس فتبعه كلب من خلفه وقرب منه حتى كاد أن يمسك به وينهشه فلم يشعر إلا بالعصا قد أخذت من يده وضرب بها الكلب حتى انصرف فالتفت ولم ير أحدا وقد كسرت عصاه وسلمه الله من الكلب . ومنها أنه كان في منطقة الحاج عبد الله بالجزيرة يلقي درساً في احد المساجد فاعترضه رجلان وتجادلا معه في بعض المسائل فرد عليهما ردا شافيا أفحمهما فغضبا وانصرفا ثم سوس لهما الشيطان على انهما لابد ان يقتلا هذا الرجل الذي جهلهما واحرجهما أمام الجميع فاتفقا على أن يغدرا به ليلا وكانا يعلمان أنه ينام في حوش كبير لوحده فجاءا في جوف الليل ونظرا اليه من فوق الحائط ليتأكدا أن ليس بقربه احد ولكنهما فوجئا وارتعدت فرائصهما حينما نظراه نائماً وبجانبه أسد كبير يحرسه فعلما أنه ممنوع وأصبحا يحدثان بهذه الكرامة . |
|
|
|
|
11-21-2011, 05:19 PM
|
#17 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
وفاته رضي الله عنه : لقد ختم شيخنا رضي الله عنه صحيفته البيضاء النقية بعمل صالح وحج مبرور وخرج من الدنيا طاهراً راضياً مرضياً . بعد أن أفني حياته كلها في طاعة الله تعالي والجهاد في سبيله والسعي في صلاح المسلمين بالإرشاد والتعليم والموعظة والنصيحة. ومع هذا فقد أكرمه الله بأن توفاه مهاجراً في سبيله قال تعالي ( ومن يخرج من بيته مهاجراً الي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيما ) وقد كانت وفاته رضي الله عنه في يوم الثلاثاء 8/8/1986م الموافق 14 ذي الحجة 1406م ه بعد أن بلغ من العمر ستا وسبعين عاما . توفي بجدة بعد الحج مباشرة وهو يتهيا للسفر الي المدينة المنورة التي كنا قد سبقناه اليها , فجاءنا الخبر ونحن في المدينة فتوجهنا من هناك الى جدة نغذ السير ونطوي الأرض طيا حتى وصلنا وتجمع بقية الأخوان ثم اجتمع رأيهم على أن نذهب بالجثمان الى مكة المكرمة ليوارى هناك فتأخرنا في جدة بعض الوقت ثم توجهنا الى مكة فوصلناها في الثلث الأخير من الليل . وفي مكة ذهبنا إلي المغسلة وكشف عن الجثمان فاذا بجبينه ينضح نوراً ويتلألأ ضياء كأنه نائم لم يمت فغسلناه وكفناه ثم توجهنا إلي الحرم وكان وقت الصلاة ما زال بعيداً فوضعنا الجثمان ساعة كاملة في حجر إسماعيل عليه السلام حتى رفع الأذان وصلينا الفجر ثم صلى الناس عليه صلاة الجنازة في ذلك المقام الطاهر المبارك . صلت عليه الجموع الهائلة من الأخيار والأبرار في بيت الله الحرام . وخرجنا بالنعش على الأقدام حتى وصلنا به إلي مثواه الأخير . فدفن في المعلاة في الأرض المقدسة والحرم الطاهر بجوار أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم والصالحين من هذه الأمة وبجوار شيخه وإمامه العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه حيث حط رحاله عنده وأضجع بجانبه . اللهم ارفع درجته وأعل منزلته وأجزل مثوبته. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده آمين آمين . وأخيرا أقول كما كان يردد : قف بالحجون سويعة يا حادي وأقر السلام أهيل ذاك الوادي |
|
|
|
|
11-21-2011, 06:35 PM
|
#18 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
اللهم ارحم الشيخ محمد عثمان واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعل البركة في ذريته الى يوم الدين والشكر اجزله للاخ وليد قاسم |
|
|
|
|
11-21-2011, 11:15 PM
|
#19 |
|
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
جزاك الله خيراً..كنا نسمع عن الشيخ محمد عثمان الزبير من الآباء..في الحاج عبدالله وما جاورها..وكثير منهم تلقي العلم عليه ..رحمه الله كان عالماً عاملاً ذكراه الطيبه لم تفارق كبارنا أبداً |
|
|
|
|
11-23-2011, 10:07 AM
|
#20 | |||||||||
|
مُشرف الفقه والعبادات
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
|
|||||||||
|
|
|
|
11-23-2011, 07:26 PM
|
#21 |
|
 |
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
|
|
|
|
|
11-23-2011, 07:36 PM
|
#22 | |
|
المُشرف العام
|
رد: الخليفة الشيخ محمد عثمان الزبير .... توثيق بقلم ابنه
نور الله قبر خليفتنا وشيخنا الشيخ/محمد عثمان الزبير وأمدنا بإمدادته فى الدنيا والاخرة .. ووفقنا الرحمن جميعاً بالسير على طريق خلفاء المراغنه الكرام رضوان الله عليهم اجمعين وجعلنا اخوة متحابين فيه متمسكين بطريقتنا النورانية حتى نلاقى ربنا ختمية .. لك منى اعطر واطيب التحايا أخى الحبيب الاستاذ/وليد قاسم .. فانت دائما تتحفنا وتسعدنا بذكرى خلفائنا الاجلاء الاصفياء.. حفظك الله ذخرا للطريقة الختمية واعلا قدرك فى الدارين.. |
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-23-2011 الساعة 08:38 PM.
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| كاتب الموضوع | وليد قاسم | مشاركات | 21 | المشاهدات | 6851 |
|  |
| انشر الموضوع |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
العرض العادي
