القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2010, 09:11 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




تحضرني اسئلة هامة في السلوك ارجو من جنابكم ان تجيبوا عليها شاكرين لكم كل الشكر

1 - ما هي اعظم نية وافضلها واقربها الى الله في سلوك طريق القوم ؟؟ وكيف يوفَّق المريد لتلك النية ؟؟

2 - اذا وجد المريد نفسه لا يستشعر الحضور في عبادة ما او مجاهدة في وقت معين ، فهل يستمر بالمجاهدة حتى يستشعر الحضور ؟ ام يتغير لشيء اخر اذ انه لا يستفيد ان لم يكن حاضرا مع الله ؟

3- كيف وماذا ينوي المريد اذا اراد دخول الخلوة ؟ وكيف يعرف الوقت المناسب لدخول الخلوة (هل تتطلب دخول الخلوات استعدادات يعلم بها المريد انه اصبح مهيئا لها)؟

4 - الكثير من المبتدئين وانا منهم واقلهم تعوَّدنا على حياة الراحة والكسل، مثل كثرة النوم وكثرة الاكل وكثرة الكلام والصعوبة البالغة في قيام الليل والصيام ، فكيف يستطيع المريد ان يخالف تلك العوائد و ينتصر عليها وخصوصا فيمن تاخر في الدخول لطريق القوم ؟؟

5 - هل تكفي النية الصادقة للوصول الى المعرفة بالله من غير كثرة الذكر والمجاهدات ؟ وان كان لا فما الحكمة من ذلك ؟

6 - كيف يعامل الانسان ربه سبحانه وتعالى في حياته وفي خلال ال 24 ساعة التي يقضيها في يومه ؟

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:14 PM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




عندما سؤالي جاء رد كالاتي :


اعلم أرشدك الله إلى كنز المعرفة به أنّ أعظم نيّة وأقربها في الطريق إلى الله سبحانه هي أن تكون في معيّتة وأن يكون راضياً عنك، فإنك إن جعلت رضاءه أمامك سهلت عليك أمورك وصلحت لك شؤونك، وذلك أنك إذا فعلت الفعل إرضاءً له فلن تفعل إلاّ الخير وسيرضى هو عنك، ومن رضي عنه قرّبه وأدناه.. وإنك إن جعلت معيّته هدفك فإنك ستحظى بالقوة والولاية والنصرة والتوفيق وغيرها من الأمور التي تثمرها معيّة الحق سبحانه..

والنيّة هي أصل العمل فإن صلحت النية قصر الطريق، وصدّقني يا أخي الكريم أنّ المريد الصادق تأتيه الفتن من كلّ جانب ابتلاءً فلا تحيده عن الله طرفة عين، وتأتيه الأحوال المسكرة فلا تنسيه لذة البقاء مع الله، وتأتيه الكرامات المُعجزة فلا تثنيه عن عبوديته أمام جلال الله، فذلك المريد فما بالك بمن عرفه؟!!

فاجعله مقصدك دائماً، ولا تخطئ ذلك، واعلم أنّ الشيخ هو مرشد مربي، فلا تجعله غاية فتردى، ويجب أن يكون فيه الحكمة التي يرشدك بها (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) فإن لم تنفعك حكمته ولم يسلك بك سبيل التزكية ولم تشرق عليك أنوار التحلية فلا تعلّق نفسك به، ولا يعني ذلك انتقاصاً له، فهذا ولايته لنفسه وليست لغيره، وكثير من الأولياء من يكونون على قدر عظيم في الولاية ولكن لا يصلحون للتربية بل للبركة فقط..

ولا تصحب من الأخوان إلاّ المستقيم الصالح، أمّا أهل اللهو واللعب والغفلة والبعد عن الله فلا تصحبهم إلاّ على قدر حاجتك منهم، وأن تقول لهم حُسنا، ولا تأخذ عنهم علما، وليكن جلوسك معهم نصحاً، فهم يزيّنون لك الدنيا والشهوات، ويملؤونك من ظلمتها، فالبعد عنهم أولى (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)..

أمّا الأقوياء الأشداء في الله الذين هم من أهل الحكمة والبصيرة، فلا بأس لهم من صحبة أهل الدنيا، فإن حديثهم معهم يحييهم بعد موت، وإرشادهم لهم يوقظهم بعد سُبات، فهؤلاء أهل الغفلة إن تركهم الصالحون فمن يكون لهم مُرشداً، وإن لم يروا أنوار المتقين ويشعروا بها فكيف يعرفون زينة التقوى، جعلنا الله وإياكم من الذين اختصهم الله فكانوا رحمة للعالمين، ومن الذين حظوا ببركات دلالات الهدى كما قال عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام..


واعلم رحمك الله واختصك في نعيم قربه أنّ الأصل في العبادة الحضور، فإن غاب الحضور فلا فائدة للسالك يجنيها إلاّ الأجور، فكيف يكون مريداً لله وهو يعبده بالغفلة؟! فهذا لا يصحّ خاصة عند الصادقين في إرادتهم، لأنّ الصادق في إرادته كما أسلفنا سابقاً لا يتستعذب إلاّ الجلوس بين يدي مولاه، ولا يستطعم إلاّ اسم مولاه، ولا تحلو له سيرة إلاّ سيرة مولاه، فعجباً كيف يعبد الله وهو عنه لاه؟!! فليصحّح نيّته وليصحّح إرادته.. ولا يعني ذلك أن الإنسان معصوم من القبض والملل وغيرها من صفات البشرية، فعليه إذا لم يحضر في عبادة فليتحوّل إلى أمر آخر يشعر فيه بالحضور، فإن كان يحضر في الذكر فليذكر، وإن كان يحضر في الصلاة فليصلي، وإن كان يحضر بتلاوة كلام الله فليتلو، وإن كان يحضر في الجلوس مع الصالحين فليجلس، وإن كان يحضر بغير ذلك فليفعل، فالأصل هو أن تكون مع الله..

وأريد أن أوصي أخواني أن لا يعتقدوا أن فلاح المرء هو أن يجعل وقته كله ذاكراً عابداً لله، فتراه يجتهد لهذا كثيراً، فلا تكون النتيجة إلاّ الكسل والملل والضجر والغفلة وغيرها من الأمور ف (إنّ الله لا يملّ حتى تملّوا)، فالقليل القليل الدائم في العبادة خير من الكثير الذي لا يدوم، وهذا الكلام هو حقيقة لا شك فيها.. فمن رحمة الحق بنا أن جعلنا نغفل للقيام بأمورنا الدنيوية وأعمالنا اليومية ومصالح الخلق فلا يعارض هذا الذكر، فإنّ حبّ الله مستقر في القلب، والإخلاص له موجود في المعتقد، فليس الذكر فقط هو ذكر اللسان ولكنه الحضور بالصحبة معه، فإن عملت عملاً فاجعله أول الناظرين، وإن فعلت الفعل فاقصد وجهه سبحانه، وإن واجهك أمر فاستعن به، وإن همّك همّ فالجأ إليه، وإن ألمّت بك مصيبة فاحتسب عنده، وإن أقبلت عليك النعمة فأقبل عليه بالشكر وهكذا..


واعلم وفقك الله أنّ كثرة الطعام مضرّة، ف (ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطنه) والمعدة بيت الداء، والزيادة في الشبع منبت الآفات، فوجبة واحدة في اليوم تقيت، ووجبتين في اليوم إسراف، واحرص أن يكون طعامك فيه جميع احتياجات الجسم من كربوهيدرات وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح، ونوّع في الطعام حتى لا تمرض، واحرص كذلك أن لا تنم بعد الأكل مباشرة إلاّ لو كان نوماً خفيفاً كنوم القيلولة، وأن لا تزيد قيلولتك عن ساعة إلى ساعة ونصف على الأكثر، وأن لا تنم متواصلاً في ليل أكثر من ست ساعات إلى سبع، والنوم المفيد قبل نصف الليل، فبعد ذلك تكون فائدته قليلة، وإياك ثمّ إياك من النوم في الفترة من بعد العصر إلى المغرب فإنها فترة لا يُحمد النوم فيها، ويمكن أن يصاب الإنسان بالخبل أو الجنون أو الحمق..

والطعام والنوم يا أخي هما من حاجات الإنسان الضرورية والتي تهدف إلى إعطاء الجسم حقه للقيام بالعمليات الحيوية المتفرّقة، فلجسدك عليك حقاً، ولعينك عليك حقاً، ولمفاصلك عليك حقا، ولأعضائك عليك حقاً.. وتحرّك بعد الطعام، فإنّ الحركة بعد الطعام تريح المعدة، واعلم أنّ أجود الحركة المشي، وأطيب الطعام ما حمدت الله عليه، وأطيب النوم ما تذكّرت عنده الموت، وأطيب الذكر ما كنت فيه مع الله..


واعلم أنّ المعرفة لا علاقة لها بالمجاهدات الجسدية، وذلك أنّ المعرفة قلبية، فإن جاهدتَ فجاهد قلبك ولا تجاهد بدنك، وأجبر قلبك على حبّ الله، وأجبر نفسك على أن لا تعمل العمل إلاّ لوجه الله، وأن تنصر الله على الشيطان وعلى كلّ ما سواه، وهذا هو الأصل في المجاهدة فعندها يكون جهاداً في الله (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)..

وإياك من تغييب العقل، فمن غيّب عقله ضاعت آدميته، فالسلوك بلا عقل لا يأتي بأدنى خير، وإياك من أن تكون كالميت يحرّكه الآخرون كيفما شاؤوا، بل عليك بإعمال الفكر ووزن الأمور والتحقق والتبصّر والتمعّن والتذكّر فكلّما تعمّقت في فكرك وسبرت أعماق الأمور زادت حكمتك ووصلت إلى لبّ الحقيقة..

أمّا الخلوة فما رأيت أفضل من خلوة الليل، فهي خلوة المحبّين، فقف بين يديه ولو بركعتين، وناجيه مناجاة القريب، وتذلّل إليه مذلّة العبد الأواب المنيب، وأجمل من ذلك أن تكون في كلّّ صلواتك بين يديه في خلوة، فتقف وكأنك وهو فقط، أمّّا الخلوات الطويلة فلا أنصح بها وخاصة في هذا الزمان، لأنّ النفوس ضعفت وما عادت تحتمل.. ولكن من أراد خلوة الذكر فلينوِها ساعة مثلاً أو ساعتين ويجلس مستقبلاً القبلة على طهارة كاملة، وليأخذ الاسم المفرد ويذكر به باللسان والقلب، بالخشوع والحضور والهيبة، فإنّ ذلك بإذن الله ينفعه ولا يضرّه..

أمّا كيف يعامل الإنسان ربّه في حياته وفي خلال يومه، فإنّ عليه أن يعامله بالإخلاص والصحبة، فيقدّمه على كلّ شيء، وأن يحرص على رضاه، وأن يُحسن إلى خلقه، وأن يقف بين يديه في الصلاة بكمال الخشوع والأدب، وعليه أن يرجع إليه بالدعاء والتضرّع في سائر أموره، وأن يذكره في سائر أحواله، وحسبه أن يقول: (ياسم الله) عند كلّ فعل؛ عند أكله وشربه ولبسه وخروجه ودخوله وركوبه وغير ذلك.. كما عليه أن لا يجعل بينه وبين الله أحداً، وأن يحرص على الكمال في تصرفاته، فإن كان كذلك، فهو نجم في سماء العبودية بإذن الله..


أسأل الله لي ولكم الخير والهداية، وأن نعرفه حق معرفته، وأن نصحبه بما يرضيه، والله وليّ المتقين، والحمد لله رب العالمين..

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:16 PM   #3
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صدق الله العظيم
....

جعلنا الله من من يستمعون القول ويتبعون احسنه

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:20 PM   #4
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




واتبعت الاسأله السابقه بما يلي من اسئله :


7 - سيدي ما هو الاخلاص وهل هو وهبي ام كسبي وكيف يأتي ؟

8 - سيدي هل هناك طريقة تجعلني اعرف كيف هي حالتي عند الله ؟
وان سالتني كيف هو عندي اجيبك سيدي بانه رب عظيم يستحق بكل المقاييس وغير المقاييس ان يُعبد وان يُعشق وان نُفني انفسنا وارواحنا عبودية وذلا له

9 - سيدي كيف نتغلب على اولا: النفس ، ثانيا: والشيطان ، ثالثا: الهوى ، رابعا : الخلْق ؟

10 - سيدي ما هي اكثر الامور او الافعال التي تقطع الطريق وترجع المريد الى الوراء ؟

11 - سيدي هل الحرمان دليل البعد والخذلان ؟ مثل حرمان الحب ومثل حرمان الاحوال و مثل حرمان قيام الليل


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:22 PM   #5
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




فأجاب رضي الله عنه ب:


أمّا الإخلاص في لغة الخصوصية فهو غضّ طرف القلب عن كلّ ما سوى الربّ، ويُعدّ مقاماً خاصاً في التوحيد لأهل الولاية. وفيه لا يتطلّع الوليّ لأحدٍ سوى سيّده، ولا يبتغي بعبوديته أحداً سوى مولاه.. وعند الفقير تُعتبر جميع مقامات الخصوص لأهل السلوك مكتسبة إذا ما أحسنوا الإرادة وصدقوا في التوجّه. فإنّ السالك إلى الحقّ إذا لبس ثياب العبودية وحنى رأسه لعظمة مولاه وأفرغ قلبه لسيّده ومصطفاه، وزهد في متع الحياة وشهوات الإرادة، ورفع جميع الحجب بينه وبين ملك الملك والملكوت، رسخ الإخلاص في قلبه، فلم يرضَ بغير سيّده وخالقه معبوداً، وعمل العمل لا يعمله إلاّ لله ولمرضاة الله سبحانه..


وحالك مع الله هو مرآة مقامك عنده (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) فتعظيمك للحق هو صورة قدرك عنده، وحبك له هو صورة حبه لك، وذكرك له هو صورة ذكره لك (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).. فإن أقبلتَ أنتَ على المرآة وجدته أمامك، وإن أقبل هو عليك وجدتَ نفسك أمامه وفي ذلك يقول سبحانه (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ويقول كذلك: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).. واعلم أنه ما دُمتَ أنت معه راغباً فيه مُحبّاً له سالكاً إليه زاهداً فيمن سواه، فإنك بذلك تكون من الذين هداهم الله وأكرمهم بكرامته فاحمده سبحانه على ما هداكَ إليه وقل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ).. فلولاه ما اهتديت، ويكفيكَ كرامة أن قد خلقك إنساناً وجعلك سوياً وزيّنك بالعقل، وجعلك مسلماً ولم يجعلك مجوسياً أو زنديقاً أو مشركاً، وأكرمك بأن جعلك من أمّة خير الرسل سيدنا محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وجعلك من المهتدين ولم يجعلك من الضّالّين، فاحمده سبحانه فلو لم يُردك لما وفقك لتقف أمامه كلّ يوم في صلاتك عدّة مرّات في اليوم، فهذا دلالة على إرادته سبحانه وتقريبه وإدنائه لك، فانظر لنفسك بعدها هل حجبتَ نفسك عنه أم كنتَ من المقبلين عليه؟!


واعلم يرحمك الله أنكَ تستطيع دحض جميع الشرور والأعداء بتوجّهك الحقيقي إلى الله سبحانه، فنوره قوّة، فهو القائل جلّ في علاه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)، فمن اعتصم به نجا، ومن توكّل عليه اهتدى.

أمّا طريقة التعامل مع ما ذكرتَ فأوّل ذلك العلم بها، فمن عرف عدوّه اتقاه، وبعد ذلك عليك أن تستعدّ لوارداتك وتفهمها وعلم مصدرها.. فأمّا النفس فعاشرها بالمعروف فإن جمحت فأدبّها دون ظلم؛ لأنها الأقرب لك، وليس من الأدب أن نعاقب بلا سبب، فإن كانت مطيعةً لله مطمئنة معه راضيةً به فأكرمها، وإن كانت غير ذلك فأدّبها بطاعة الحق إلى أن تستقرّ له، وتأديبها واجب عليك لأنّ فيه فلاحك أو ضياعك (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (.) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)..

أمّا الشيطان فكيده ضعيف، فاستعذ بالله منه، وأكثر من التزوّد من التقوى يضعف، وعليك بالسجود فإنّ السجود قد قصم أكبرهم فهو القاصم كذلك لهم. وطول السجود عذاب لهم فبقدر سجودك يحترقون بنور عزة الحق الذي ملأ قلبك من عظيم أسرار القرب (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).. فالتقوى تُضعفه والسجود يقصمه والذكر يخنسه والاستغفار يذيبه والمناجاة تحرقه ومحبّة الحق تصعقه..

والهوى ما وافق الحق فأكرم به وإن خالفه فتعساً له، يقول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، أمّا من كان الهوى قائداً له يأمره بالشر ويعظم لديه الغفلة فتعساً له من قائد وتعساً لتابعه من تابع، يقول تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)..

أمّا الخَلْق، فأسأس العلاقات معهم هي الحسنى واللين والمداراة، وعليك بالرفق وإياك والعنف فهو لا يأتِ بخير ولا يزيد الأمور إلاّ سوءاً.. والكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الخبيثة تهوي بصاحبها يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (.) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (.) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (.) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)..


أمّا الأمور والأفعال التي ترجع المريد إلى الوراء فهي عديدة ولكنها تختلف في حدّتها ودرجتها، فمنها ما يقصمه قصماً، ومنها ما يورثه القبض والحزن، ومنها ما يحجبه ومنها ما دون ذلك، وتنحصر جميعاً في الذنوب.. وأكثر ما وجدته قد تفشّى في القلوب هو الكِبر والعُجب، فترى الكثيرين يرون أنفسهم أنهم الأفضل والأكبر والأعلم وهذا لعمري داء عضال يقصم الظهور، يقول ربّ العزة جلّ وعلا في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني أحدهما قصمته). ومنها الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فترى البعض منهم يحسد الغير لمجرّد أن أنعم الله عليهم نعمة من عنده. ومنها الشهوات، يقول تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)، والأجدر بالمرء أن يستغفر الله دوماً فإنّ الاستغفار والتوبة يرفعان قدر المرء عند الله، ويعليان ذكره، وانظر في ذلك إلى قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (.) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (.) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) فانظر رحمك الله كيف جعل الله تعالى الرفعة بعد وضع الأوزار وخفّة الظهور من الأحمال!


واعلم هداك الله إلى ساحات أنسه أنّ المؤمن لا حرمان له، فالحب يزيد في قلب المؤمن ولا ينقص، والأحوال رزق قلبيّ علينا أن نحمد الله عليه إن بسطه وأن نحمده كذلك إن قبضه، وحرمان قيام الليل ليس حرماناً من الله سبحانه، فكم من حكاية عن أكثر من واحد من الصالحين لم يكن لهم نصيب من قيام الليل، ومن رحمة الله بعباده أن جعل صلاة العشاء في جماعة تعدل قيام نصف الليل، الفجر في جماعة تعدل قيام الليل كله، وبعض الناس لديهم ظروف تحكمهم كالعمل المبكّر وغير ذلك، يقول تعالى: (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ).. فلا حرمان في نقصان فضائل، وإنما الحرمان في وحشة الظلمة وبُعد المعاصي..


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:24 PM   #6
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذا واللهَ أسأل أن يبارك لنا ولكم في الأوقات، وأن يملأها بالبركات، وأن يوفقنا للخيرات، وهو من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:27 PM   #7
حسن مساوي
شباب الختمية بالجامعات
الصورة الرمزية حسن مساوي



حسن مساوي is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : حسن مساوي




شكرا الشريف علي علي هذه المعلومات

بارك الله فيك

حسن مساوي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 09:47 PM   #8
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





سيدي
جزاكم الله الخير كله وزادكم احسانا ورضوانا ، اسمحوا لي سيدي بان تكرمونا بعلمكم وتجودوا علينا بفيضكم في بعض الاسئلة

12- سيدي ما هي المعرفة بالله ، هل هي شهود لله ام تجلي ام علم لدني ام ذوق ام كشف روحاني ام ماذا ؟
وهل ينطبق على كل عارف جواب هذا السؤال ؟ اقصد كيف نفرق بين معرفة شيخ عن شيخ اخر والله واحد ؟ وشيء اخر سيدي متى يكون العارف عارفا ؟

13- سيدي ما الحكمة في ان سيدنا محمد هو الباب الاوحد لله تعالى ، لاني كما فهمت انه لا يكمل سير سالك الا عن طريق سيدنا محمد ؟

14- سيدي عندما يشعر الانسان بتلونات التجليات في الاوقات فهل هذا من الاحوال الزائلة ام هو حق لا يتغير؟ كأن يشعر الانسان قبل الفجر بتجلي الهيبة اكثر من غيره وبعد الفجر بتجلي النور والكرم اكثر من غيره وبعد العصر بتجلي البهاء والجمال وهكذا ؟

15- سيدي كيف يحصل الانسان على الصدق الكامل مع الله ؟

16- سيدي ما أهمية السنّة في الطريق ؟




علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 10:02 PM   #9
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





أمّا المعرفة بالله تعالى فهي باختصار شديد: القرب من الله مع الإجلال والتوقير له سبحانه، والعارفون بالله هم المقرّبون، وكلّ ما ذكرته أخي الكريم هو نتاج ذلك القرب.

والقرب من الله سبحانه والترقّي في القرب منه مستمرّ لا ينتهي، وفي ذلك يقول الحقّ سبحانه في الحديث القدسيّ: (ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ) دلالة الاستمرارية، وهو قربٌ معنويّ قلبيّ روحانيّ، وله ثمرات وله إشراقات تشرق على العبد.

فالقرب من الله عزّ وجلّ يثمر التعظيم لجنابه؛ فالعارفون به سبحانه هم المعظّمون لجنابه. والقرب من الله عزّ وجلّ يثمر الخشية له سبحانه؛ فالعارفون به هم الذين يخشونه ويخافونه. والقرب من الله عزّ وجلّ يثمر محبته والشوق إليه؛ فالعارفون به هم المحبّون له سبحانه المشتاقون إلى لقائه. والقرب من الله عزّ وجلّ يثمر الأدب الجمّ؛ فالعارفون به سبحانه هم أهل الأدب مع الكلّ وهم الحلماء الحنفاء الكاظمون الغيظ العافون عن الناس المحسنون للجميع. والقرب من الله عزّ وجلّ يثمر صفات الكمال والنزاهة والسمو؛ فالعارفون بالله سبحانه هم أهل الكمال والفضائل والقيم والمعاني الراقية. وفي ذلك اختلفت معرفة عارف عن عارف لاختلاف قربه من المولى جلّ وعلا، فمن كان أكثرهم خشية وأكثرهم حباً وأكثرهم أدباً وأكثرهم رحمة فهو أكثرهم معرفةً وقرباً.. وهناك الأكابر من العارفين وهم الصدّيقون أهل العلم به سبحانه المتفانون في الكمالات القدسانيّة والتنزيهات السبحانية، أقدامهم نبوية، وإلهاماتهم رساليّة، وقلوبهم عرشيّة، وأرواحهم لا تسكن إلاّ عنده سبحانه، هم عنده كبعض ملائكته..


ونتاج المعرفة أمورٌ كثيرة، فمنهم من تنتج معرفته الأحوال العالية، ومنهم من تنتج معرفته الأسرار الزكيّة، ومنهم من تنتج معرفته الحكمة الكاملة، ومنهم من تنتج معرفته العلوم اللدنية، ومنهم الكشوفات ومنهم ما دون ذلك ومنهم ما هو أكثر، كما يمكن أن ينتج لدى بعض العارفين أكثر من أمر في آنٍ واحد، والعارفون يستقبلون كلّ ذلك دون أن يحجبهم أيّ شيء عنه سبحانه فليس بعارف من جعل بينه وبين الله حجاباً (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (.) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، وهم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يجتمعون كما أسلفنا سابقاً في القرب من الله سبحانه والولاء له وإن اختلفت أحوالهم ومشاربهم..

وليس كلّ عارف بالله يصلح للمشيخة لأنها تربية والتربية علم ٌ بالشرائع والظواهر والبواطن والمصالح، وقيادة، وحكمة بالغة. فمن فقد أحد الأركان الثلاثة في التربية فضرره أكبر من نفعه، ويمكن أن يكون المريد عارفاً بالله تعالى ومن كبار العارفين ولكنه لا يصلح لتربيّة غيره في الطريق، وأقلّ المعرفة عند الفقير هي أن يكون القلب متعلّقاً بالله سبحانه مع التعظيم له والرضا به وعنه. وأعلاها عندنا أن يكون العارف بالله قرآناً يمشي على الأرض، والمقصود به كما أخبرت أمّنا عائشة رضي الله عنها عن سيّد العارفين وإمامهم عليه الصلاة والسلام: (كان خلقه القرآن)..


وبهذا جاء رسولنا المصطفى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فقد قال المولى سبحانه وتعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)، فقد أتى عليه الصلاة والسلام معلّماً وموجّهاً ومرشداً بإذن الله بشيراً ونذيراً، فوضع المنهج المتكامل للمعرفة من حيث فهم كلام الله سبحانه والتزكية الفردية والمجتمعية من خلال الآداب والأخلاق والمعاملات وغيرها، فكان إصلاحاً للفرد وللجماعات وللمجتمعات وللأمم بأسرها، وهذه هي وظيفة المشايخ التي عليهم أن يقوموا بها ويتعاونوا عليها ويكون ذلك هدفاً واحداً لهم فيكون الإصلاح شأنهم فإصلاح الدين وإصلاح الدنيا وإصلاح الآخرة وإصلاح النفس وإصلاح المجتمع وهذه هي رسالة الرسل في أممهم (إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، وقد كان من دعائه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (اللهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي)..


لذا فسيدنا محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة هو الباب الأوحد لله ربّ العالمين؛ وذلك من حيث أنه الجامع لجميع الكمالات، ودينه الجامع لجميع محاسن الأديان، فلا يوجد باب يدخل منه العبيد إلى مولاهم إلاّ وقد دلّهم عليه رسول الله، ومن خالف منهجه وهديه وسنته فليس منه (من رغب عن سنتي -أي منهجي- فليس مني)، ومن عمل عملاً ليس عليه أمره ونهجه وهديه عليه الصلاة والسلام فهو عليه مردود (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)؛ فهو عليه الصلاة والسلام بابٌ إلى الله من حيث السلوك المحمّدي الصافي والهديّ النبويّ الزاكي، وهذا المسلك يجب أن يكون عليه كلّ من تبعه في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ من المشايخ والعارفين بالله سبحانه (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، ولهذا كانت جميع الطرق أصل مادّتها ومرجعيتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول الناظم: وكلّهم من رسول الله ملتمسٌ... غرفاً من البحر أو رشفاً من الدّيمِ.

فمن اتخذ أسوة له غير رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فيُخاف عليه الضلال، وخلفاء رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة هم أهل الدلالة على الله بهدي رسول الله وعلى نهج رسول الله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)، فمن وافق رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فقد نجا وأنجا الله من معه، ومن خالف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقد زاغ عن الصراط وزاغ كلّ من معه إلاّ من رحم ربي، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.. لهذا فقد كان عليه الصلاة والسلام هو القدوة الحقيقية، يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ومتبعيه هم ظلاله الذين استضاءت قلوبهم بنور الله وامتلأت بذكره سبحانه وأشرقت عليهم أنوار سبوحيته..


أمّا تجليات الحقّ سبحانه فأنواع مختلفة، فمنها ما هو ملازم لأحداث معينة كالإشراق والغروب ونزول المطر وحدوث البلاء وغيرها، ومنها ما هو ملازم لأفعال ربانية معينة كالرزق والرفع والخفض والرحمة وغيرها وهناك التجليات المتنوّعة المختلفة التي تتجلّى بها الحضرة.. ولا يوجد تجلّي إلاّ ويصاحبه الخشوع له، يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (إذا تجلّى الله لشيء خشع له).. وكلّ تجلّي له حضرة اسميّة تنتجه، فنزول الرزق يصاحبه تجلّي الاسم (الرزاق) والاسم (الباسط) والاسم (القوي) والاسم (المتين) والاسم (الربّ) والاسم (الكريم) والاسم (الفتاح) والاسم (العليم) والاسم (المعطي) وهكذا.. وطلوع الصبح يصاحبه عدّة أسماء كذلك؛ فالاسم (الحيّ) والاسم (المحيي) والاسم (المقدّر) والاسم (النور) والاسم (الرزاق) والاسم (فالق الإصباح) والاسم (المعطي) وغيرها.. فالتجليات المرتبطة بأحداث هي تجليات ثابتة ولكنها تختلف في المقدار، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) ويقول تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) ويقول تعالى: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ).. أمّا التجليات التي ترد على قلب الإنسان فتختلف باختلاف الأوقات والساعات والأحيان والمواقف والمشاهد، والتجلّي بكلّ أنواعه لا يتكرر أبداً إلى أبد الأبد، ولا يتشابه تجليان أبداً، وتعالى الله سبحانه عن التكرار.


أمّا الصدق الكامل مع الله سبحانه، فهو الصدق مع الكلّ، صدقٌ في الأقوال والأفعال والحركات والمعاملات والاعتقادات والتعبيرات وغيرها فيجتمع ذلك في النفس وتعتاده حتى ترتقي للصدق مع الله سبحانه في الأحوال والمقامات والتجليات والمشاهدات وغيرها.. فإنّ رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يقول: (ولا يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً).. ولا يبلغ الرجل أول درجات الصادقين حتى تستوي سريرته وعلانيته فلا تكذب أحدهما على الأخرى، فعندها يصبح صادقاً حتى مع نفسه وصادقاً مع من حوله وصادقاً في فعله ومعتقده وفكره ودعواه وبذلك يعتاد الصدق حتى يكون صادقاً مع الله سبحانه. والمؤمن لا يكذب، فإنّ الكذب ضعف في الشخصية وجُبنٌ وعدم نزاهة، ومن طاوعته نفسه على الكذب فقد هانت عليه الملائكة الحفظة والربّ المطّلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقد خان من أمامه لأنه غشّه في سرد الحقائق والوقائع، ومن غشّ فليس منا، فالصادق مع الخلق يرقى لكي يكون صادقاً من خالق الخلق، فلا يقف أمام ربّه وهو يقول: (الله أكبر) وتراه غافلاً سارحاً عنه فضلاً أنك لو نظرتَ في قلبه لوجدت الله سبحانه من أصغر وأقلّ أولوياته -نعوذ بالله من ذلك- فعلى المرء أن يحرص على نفسه من أن تدّعي ما ليس فيها أو أن تتكلّم بما لم تتذوّقه أو أن تقف أمام الله سبحانه وهي في غفلة عنه، فمن كان فيه ذلك الشيء فليستغفر بعد كلّ صلاة من الغفلة وليسأل الله أن يرزقه الحضور والخشوع والإنابة وأن يرزقه الصدق في كلّ شيء فبذلك يكون من الذين يتحرّون الصدق ويبحثون عنه..


أمّا السنّة فهي هدي رسول الله وطريقته ومنهجه، وتؤخذ من أقواله وأفعاله وتقريراته لأصحابه، وليست العبادات التي كان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يقوم بها إلاّ جزء من سنّتة، وأخلاقه عليه الصلاة والسلام وطريقته في التنظيم والتخطيط والتربية والمعاملة كلّها من السنة، فالسنة هي المنهج العام الذي علّمه لنا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة والذي يتعيّن علينا فهمه والعمل به، وبكلمة بسيطة نستطيع أن نقول أنّ السنة هي الطريق إلى الله تعالى، والطريقة هي سنّته عليه الصلاة والسلام..



علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 10:06 PM   #10
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




نسأل الله العلي القدير ان يديم عليكم فضله ويزيدكم من فيضه وان يزيدكم معرفة به واحسانا

ونشكركم سيدي على دوام تواصلكم لما فيه النفع لكل مسلم ودعمكم الدؤوب في خدمة دين الله

لذا سيدي ما زلنا طامعين لدوام كرمكم وسعة صدوركم في الاجابة على بعض الاسئلة التي تخص السلوك


17 - سيدي هل الوساوس بشكل عام تعطل السلوك الى الله ؟ وكيف نتخلص منها ؟

18- سيدي هل يمكن ان يعرف السالك ربه من غير تفقه في الدين ؟ وما هو اقل حد يجب على السالك معرفته في الفقه الشرعي ؟

19- اذا اطلع الله المريد على شيء من مقام شيخه وشعر بحزن في قلبه من شدة الفرق بين ذلك المريد والشيخ فهل هذا من خواطر الخير ام الشر ؟

20- سيدي هل يعتبر حب المريد ان يكون له علم (سواء شرعي او لدني) ومقام ومعارف مع الغاية الكبرى (رضوان الله ومعيته ومعرفته) نقصا في النية والصدق ؟

21- سيدي كيف نذكر الله الذكر الذي قال فيه تعالى ("فاذكروني اذكركم") ؟

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 10:11 PM   #11
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد







الوساوس هي أحاديث في النفس يصاحبها التصوير بالشرّ أو السوء، فإن كانت الأحاديث تزييناً من النفس لصاحبها بأمر ما فهو تسويل: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا) (وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).. والنفس محلّها الصدر، وهو محلّ الأضداد من خير أو شر ومن شك أو يقين ومن تفاؤل أو تشاؤم إلخ، ألا ترَ الصدر ينبسط وينقبض (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ).. لذا فالنفس محلّ الإلهام ومحلّ الوسوسة (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)..

ويصدر الوسواس من مادة نفس شرّيرة مظلمة لأنه نفث شيطاني، يقول تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ)، حتى لو كانت الوسوسة من النفس فهي لا تكون إلاّ من المادة الشيطانية التي فيها.. فلمّا كانت كذلك فقد كان نور الحقّ سبحانه يخنس تلك المادة فتتلاشى أمام عظمة الحق، ولهذا سُمّي بالوسواس الخنّاس، لخنوسه حال الذكر، وكلّ ذكر صاحبه حضور مع الحق ولّد نوراً في القلب ينعكس على النفس فيضيؤها بجمال جلال الله جلّ وتقدّس في علاه، إلى أن يستولي الإخلاص على النفس لله جلّ جلاله فتسجد لله المعبود فينتفي تأثير المادة الشيطانية عنها (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (.) إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)، وإنّ النفس إذا ذلّت لله عبوديّةً، وسجدت عوالمها لله خضوعاً، فإنّ الشيطان يعتزلها كما يعتزل الساجدين من عباد الله..

يقول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (إذا قرأ أبن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: ياويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار)

والوسواس خفيّ ليس بظاهر للمرء، وكما أنّ الشيطان يسوس فإنّ لإنسان يوسوس كذلك، وصورته أن يسوّل لك أحدهم أمراً فتظلّ تتذكره وتعيد فيه وتزيد فيسيطر على خيالك، فعليك توخّي الحذر من الخيال الفاسد ومن التفكير السيء.. فإن أردتَ كشف الوسواس فعلامته قبضٌ يأتيك في صدرك وله أحياناً نخزات، فالجأ إلى الدعاء والعبودية لله والاستعاذة به، يقول تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) والزم العبودية وسجود الحسّ والمعنى له جلّ جلاله، ألا تراه أتبع الآية بقوله: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)..


واعلم يرحمك الله أنّ الوسواس لا يؤثر في السلوك إلى الله إلاّ إذا اتبعه المرء وانقاد له؛ لأنّ الانقياد للوساوس هو انقياد للمادة الشيطانية وتعزيزها فيصبح المرء شيطانيّ الفكر وهذا هو ما يُسمّى بالغواية.. ومن كرم الحقّ سبحانه أنه قد جعل الثواب لمن كبح النوايا السيئة، فلو أمضاها المرء فعلاً كتب السيئة سيئة واحدة وأمر ملك الشمال أن لا يكتبها إلاّ بعد مضي مدة من الزمن عسى أن يستغفر مقترف السيئة، وهذا من الفضل الإلهي والرحمة التي تبدّد الظلمات، يقول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (إنّ الله كتب الحسنات والسيئات ثمّ بين ذلك: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة)..

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 10:14 PM   #12
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





أمّا جواب السؤال الثامن عشر، فإنّ الشريعة هي تاجٌ على رؤوس العابدين، وزينة العارفين، وحِمى الملِك المبين، فلا تهاون فيها ولا تقصير، ولا تصحّ المعرفة مع جهلٍ في شرع الله، فأهل الله يُفترض بهم أن يكونوا حُماة الدّين، لأنّه منهاج سيّدهم ومولاهم، فهم أفضل من يقوم به ويذود عنه..

والفقه هو الفهم في دين الله، وفي ذلك يقول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدّين).. وأقلّ الحدّ في العلم بالشريعة هو معرفة الحلال والحرام؛ لأنّ ذلك ما يُحاسب الحقّ عليه العبد يوم القيامة، وفقه الطهارة لأنّ العبادة لا تقوم إلاّ بها، وفقه العبادات لقوله عليه الصلاة والسلام: (لفقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد).. كذلك على المرء معرفة الأسس في كلّ عارضٍ يمرّ به، فمثلاً على المتزوّج معرفة فقه الزواج وما يجوز فيه وما لا يجوز، وعلى التاجر أن يعرف فقه البيوع وما له وما عليه، وهكذا كلٌّ بحسب ما يخصّه..

كذلك معرفة الحقوق وأداؤها إلى أصحابها من الأشياء المفروض على المرء تعلّمها والقيام بها؛ لأنّ التفريط في الحقوق وضياعها يُحاسب عليه المرء أمام ربّ العالمين.. لذا يمكننا حصر ما يجب على المرء تعلّمه من الفقه: الفرائض وما تقوم به، والواجبات من حقوق والتزامات عليه للغير، والحلال والحرام في كلّ شيء كالطعام والشراب واللباس والمعاملات وغيرها..


أمّا جواب السؤال التاسع عشر، فإنّ الحقّ سبحانه لو أطلع المريد على شيء من مقام شيخه فهذه كرامة للمريد ليُحسن الاقتداء والمتابعة.. فإنّ العلاقة بين الشيخ والمريد هي علاقة تعليم وتوجيه وإرشاد وتربية، فما دام المريد يتغيّر إلى الأفضل فهذا من فضل الله عليه، وإن لم يتغيّر فليست العلّة بالضرورة من الشيخ المربّي، بل يمكن أن تكون العلّة في المريد ذاته حيث أنه لم يفهم تلك العلاقة ولم يسعى إلى الفائدة في طريق التزكية والسلوك إلى الله ربّ العالمين..

فمعرفة المريد لمقام الشيخ أو لبعض مقامه هي خير وليست شرّ، فصحابة رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة علموا مقامه عند الله وما زادهم ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً وهمّة.. فعلى المريد أن يفرح ولا يحزن لهذا الفرق فهو بإذن الله في رعاية الله وحده..


أمّا جواب السؤال التالي، فإنّ حبّ المريد لتحصيل العلم أمرٌ ضروريّ، فطلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، وبالعلم تُنال الرتب عند الله، يقول تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وقد فضّل الله العلماء على غيرهم في آيات كثيرة، وقد أمر الحقّ سبحانه نبيّه المصطفى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بطلب الزيادة من العلم فقال سبحانه: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، فلا تعارض بين طلب العلم سواء أكان لدنياً أو شرعياً مع طلب القرب من الحق ومعرفته؛ فإنّ العلم يثمر الخشية منه سبحانه ويقرّب العبد من مولاه، يقول تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)..

أمّا طلب المقامات والرفعة، فأغلبه يكون لحظوظ نفسية فهذا خطر على المريد، فأهل الله لا يهتمّون بمقام أو بحال، بل همّهم هو قربهم منه سبحانه ورضاه عليهم، وهذا ما يُفترض بالمريد أن يحرص دائماً على رضا مولاه، ويحاول أن يتقرّب إليه بفعل الخيرات ونفع الخلق وجلب السعادة إليهم.. يقول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)، فكلّ ما لم يكن لله فلا بركة فيه، فعلى المرء أن يتمنّى ما يتمنّى لأجل فائدة الخلق ونفعهم إرضاءً لله العليّ الكريم..

فإن حصل عند المريد شيءٌ من هذا -أي من طلب المقامات أو الكرامات أو غيرها- فعليه أن لا يُعلّق قلبه بذلك، وأن يُحدّث نفسه بأنّ المقام الحقيقي هو حبّ الحق له ورضاه عنه، وأن يجعل هذا هدفه، فإن اختصه الحقّ لأمر ما كمقامٍ أو منصب أو غير ذلك، فهو مسئول عنه أمام الله تعالى، فليس علوّ المقامات شرف بقدر ما هو تكليف ومسئولية..


أمّا إجابة السؤال الحادي والعشرين، فإنّ الذكر عند الفقير يتحقّق بمجرّد الحضور مع الله سبحانه، فتذكّره سبحانه ذكر، والتحدّث بنعمه ذكر، والتفكّر بآلائه ذكر، وأن تعمل العمل ترجو به وجه الله ذكر، فكلّ وجود معه ذكر.. وتختلف الأحوال وقت الذكر فمن هيبة ومن خشية ومن هيام ومن عشق ومن أنس ومن تذلّل ومن تعظيم وغيرها، وهذا الحال يختلف من وقت لوقت ومن شخص لآخر بحسب مشهده وبحسب تجلّي الحقّ له وبحسب درجة القرب منه..

والحقّ سبحانه بمجرّد الحضور معه وذكره فإنه يذكرك على الفور حتى لوكان ذكرك له كان بمجرّد تذكّره في نفسك، وقد ورد في الحديث القدسي: (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي).. فاذكر الله كما تحبّ أن يذكرك، وتوجّه إليه بقلبك توجّهاً حقيقياً وتعلّق به، ولا تحتجب عنه، واجعله مرجعك في جميع شأنك، يصطفيك ويثني عليك في الملأ الأعلى..


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2010, 10:19 PM   #13
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





واستكمالا سيدي للأسئلة ، سائلين العلم والفهم والقرب من الله تعالى ..


22 - سيدي ما هي المشاهدة ، وهل هي غاية ، وكيف يمكن الوصول اليها ؟

23 - سيدي هل الاعتقاد بان شفاء المريد وارتقائه بانظار الشيخ مخالف للعقيدة ، وما هو الاكمل في الاعتقاد ان كان كذلك ؟

24 - سيدي هل الطريق محفوف بالبلاء والمحن والاهوال ، ام قد يكون ذلك للبعض دون الغير ؟

25 - سيدي هل اذا اتى وارد جلال هل يستكين الانسان له ، ام يجعل ذلك قوة لاستقبال ما هو اعظم من ذلك ؟

26 - سيدي اريد ان اتفقه شرعيا في الدين فكيف ابدا ، بالتفصيل لو تكرمتم سيدي ؟ وخصوصا عن الكتب ؟


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 12:50 AM   #14
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد




22 - سيدي ما هي المشاهدة ، وهل هي غاية ، وكيف يمكن الوصول اليها ؟
إجابة السؤال الثاني والعشرين: المشاهدة هي أن تعبد الله كأنك تراه، وهي ربما تكون غاية عند البعض وليست بغاية عند الآخرين وهو الأصحّ، وهي نورٌ قويّ في القلب من شهود سبّوحيات الحقّ على بساط المحاضرة أو المجالسة من جهة المقابلة، وطريقة الوصول إليها أن تكثر من المناجاة للملك الديّان، وخاصّة في الصلاة..


23 - سيدي هل الاعتقاد بان شفاء المريد وارتقائه بانظار الشيخ مخالف للعقيدة ، وما هو الاكمل في الاعتقاد ان كان كذلك ؟
إجابة السؤال الثالث والعشرين: الشيخ هو عالمٌ مربّي، مهذّبٌ مُصلح، ناصحٌ حكيم، يصف لك الدواء ويدعو لك بالشفاء، يصف لك الطريق ويدعوك للسير فيه.. الشيخ يريدك لله ويزيّنك لحضرته، وفي الفكر يُرقّيك ومن صفاء الحكمة يسقيك، يوسّع لك أفقك ويوضّح لك السبيل ويدلّك.. فلا تعتقد فيه ألوهيّة أو ربوبيّة، فإنّما هو عبد مثلك؛ يسأل الله ويدعوه، يخاف منه ويرجوه، ويتضرّع إليه ويخشاه، فاستمع نصحه واسأل الله النفع والفلاح..


24 - سيدي هل الطريق محفوف بالبلاء والمحن والاهوال ، ام قد يكون ذلك للبعض دون الغير ؟
إجابة السؤال الرابع والعشرين: الطريق إلى الله له حلاوة لا يعرفها إلاّ الصادقون.. الطريق إلى الله تحلية بالفضائل والكمالات، وتخلية عن الرذائل والنقائص والمكدّرات، هو جمالٌ وطمأنينة، وراحةٌ وسكينة، هو تعليمٌ وسموّ ورقيّ ورفعة وصفو، هو زكاة لسان وجنان، زكاة نفس وعقل وروح، هو ميزانٌ بين ذاتك ومحيطك، ميزانٌ بين دنياك وآخرتك، هو الجمال كلّه، هو مع الله وإلى الله وبالله ولله وعلى الله فليتوكّل المؤمنون..


25 - سيدي هل اذا اتى وارد جلال هل يستكين الانسان له ، ام يجعل ذلك قوة لاستقبال ما هو اعظم من ذلك ؟
إجابة السؤال الخامس والعشرين: إذا كنتَ تقصد بوارد الجلال أنه الابتلاءات والمصائب، فالأدب أن تتلقّاها بالصبر والرضا والرجوع إلى الله جلّ جلاله، فإنّ الفرج مع الصبر وإنّ مع العسر يُسراً.. أمّا إذا قصدتَ بوارد الجلال أنه تجلّي الحق بالعظمة والكبرياء وغيرها من تجلّيات الجلال فإنّ الأدب أن تتلقاها بالخشوع والسكينة، يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا تجلّى الله لشيءٍ خشع له)، ويقول الحقّ سبحانه وتعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وأهل الله يتذوّقون الجمال في الجلال، فكلّ ما يرد على قلوبهم من الحقّ جمال؛ لأنهم أهل حقيقة وكمال..


26 - سيدي اريد ان اتفقه شرعيا في الدين فكيف ابدا ، بالتفصيل لو تكرمتم سيدي ؟ وخصوصا عن الكتب ؟
إجابة السؤال السادس والعشرين: التفقّه في الدّين هو الفهم فيه، والفقيه هو العالم بالشريعة وأصولها والمسائل ومواردها والمشاكل وحلولها وأمور الخلق وأحوالها.. فإن أردتَ أن تكون فقيهاً فعليك أولاً أن تتعلّم أصول الفقه وقواعده وأن تدرس الفقه المقارن وفقه الاختلاف عند أئمّة الفقه، ويساعدك في هدفك وغايتك تعلّم قواعد اللغة العربية وأساليبها ومواطن البلاغة فيها.. أمّا الكتب فهناك الكثير في المكتبات ولكني أنصحك بأن لا تكثر في بادئ الأمر من القراءة، فخذ كتاباً في الأصول وافهمه جيداً ويا حبّذا لو كان مختصراً، ثمّ اشترِ كتاباً أوسع في الشرح واقرأه وافهمه، وبعد ذلك ابدأ في قراءة كتب فقه الاختلاف والفقه المقارن وهي التي تعرض المسائل على المذاهب الفقهية وتبيّن وجه الاختلاف بينها، وابدأ بكتاب واحد، وهناك كتب كثيرة منها كتاب الفقه على المذاهب الأربعة أو ...وغيرها.. والأهمّ من ذلك كلّه أن تسير في هذا الطريق على يديّ فقيه بصير متمكّن حتى يُسهّل عليك المسائل ويعرّفك ما يصعب عليك من مشاكل..



علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 12:58 AM   #15
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





واستكمالا سيدي للأسئلة ، سائلين العلم والفهم والقرب من الله تعالى ..


27 - سيدي ما هو الاستعداد ، وكيف يستزيد العبد منه ان امكن ، وكيف يستفيد منه العبد ، وهل نحن مسؤولين عنه وسنحاسب عليه ؟

28 - سيدي كيف يستفيد العبد السالك من رؤية اسم الرب تعالى "الله" وعلى اي حال يكون وكيف يكون توجهه بحيث يستقي المعاني والانوار والخيرات عندها ؟

29 - سيدي ما هو افضل وسيلة لتزكية النفس واحبها الى الله واسرعها وسيلة للتزكية ؟

30 - سيدي هل الولاية مثل النبوة من حيث ان النبوة لا يصل احد اليها بجهد وعمل بل هي رحمة الله واجتباء يختص به من يشاء ، فهل الولاية كذلك ؟

31 - سيدي ما هو الحد الادنى من العلم الذي يكون امام الله مقبولا لحديث النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ؟ وما هو الحد الادنى من الانفاق الذي ينجو به العبد يوم لقاء الله عندما يسأله عن ماله فيما انفقه ؟

32 - سيدي من رأى في نفسه وجسده وحياته الكثير من البلاء والذي يقف بينه وبين الطاعات والعبادات فماذا يفعل ؟


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 01:01 AM   #16
القيروان صلاح


الصورة الرمزية القيروان صلاح



القيروان صلاح is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : القيروان صلاح




رأي هذه الأسئلة مباركة ومفيدة

القيروان صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 01:01 AM   #17
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : علي الشريف احمد





27 - سيدي ما هو الاستعداد ، وكيف يستزيد العبد منه ان امكن ، وكيف يستفيد منه العبد ، وهل نحن مسؤولين عنه وسنحاسب عليه ؟


إجابة السؤال السابع والعشرين: الاستعداد في مصطلح القوم هو قابلية النفس وتهيؤها لما يرد عليها في الوقت من واردات، فتتحفّز حينها الإرادة، وتحسن النيّة.. والاستعداد يشحنه الصدق في الطلب، والرغبة في القرب من المولى، وحب الوقوف بين يديه والوجود في حضرته.. فمن زادت همّته في سيّده زاد استعداده، وتفتحت مغاليق فؤاده.. أمّا المحاسبة عليه فلا حساب إلاّ على ذنب قد حذرنا منه المولى سواء في كتابه أم على لسان نبيّه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فالاستعداد للواردات ليس ممّا سيحاسبنا عليه الحق جلّ في علاه..



28 - سيدي كيف يستفيد العبد السالك من رؤية اسم الرب تعالى "الله" وعلى اي حال يكون وكيف يكون توجهه بحيث يستقي المعاني والانوار والخيرات عندها ؟


إجابة السؤال الثامن والعشرين: الأصل في أخذ المدد واستقاء الأنوار والمعاني هو التعظيم، فالتعظيم له سرّ باهر في استجلاب أنوار العطف الإلهي واستقاء المعاني، وهو مفيد لمن أراد استقاء أنوار الجمال، لذا فإننا في الركوع نعظّم الربّ جلّ وعلا، فيثمر حال الحمد عند العبد ويثمر تنزّله سبحانه لسماع نداء عبده بتجلّي: (سمع الله لمن حمده).. ومن هنا كان تعظيم الاسم في القلب على بساط الهيبة حال النظر إليه أو الذكر له هو تنزّل أسرار الاسم في ذلك القلب من عوالم العزّ الإلهي على رقيقة النور؛ فيصبح حينها الاسم دائماً في باطن المريد فينتقل حينها من شهود عظمة الاسم إلى شهود عظمة المسمّى وهيبته وهو الحال الأكمل


ومن أحبّ الله وفني فيه أحبّ أسماءه وصفاته وتجلياته وكلّ ما ينتمي إليه، وأحبّ كل ما أحبّه وبغض كلّ ما أبغضه، وتأدّب معه في ملكه.. فإنّ الضيف يتأدّب في ملك مضيفه، فكيف بالمخلوق! والأرض كلّها لله، والخلق كلهم عياله، فيجب التأدّب في ملكه ومع خلقه؛ لأنّه هو المالك لكلّ شيء والقاهر فوق كلّ شيء، فمن آذاك في ملكه فحسبه مالكك ومالكه، ومن أكرمك فاحمد الله لأنّه أكرمك من ملك الله، وسبحان الله الذي له (غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)..



29 - سيدي ما هو افضل وسيلة لتزكية النفس واحبها الى الله واسرعها وسيلة للتزكية ؟


إجابة السؤال التاسع والعشرين: النفس أقرب الأقربين إليك، والأقربون أولى بالمعروف، فمن أكرم نفسه أكرمته وأكرمه الله، ومن أهانها وتسلّط عليها فرّت منه وقاومته.. لذا كان تأديبها بالتحلية والتخلية فيما يرضاه الله هو أفضل وسيلة لتزكيتها.. فانظر نفسك بمرآة الواعظ الناصح، واحصِ ما فيها من صفات تحتاج لترقية، واسعَ لتعويدها على الفضائل ومحاسن المحاسن، فتفعل بخُلُق وتتكلم بخُلُق وتأخذ بخُلُق وتعطي بخُلُق وتجلس بخُلُق وتقف بخُلُق وتعمل كل عمل بخُلُق فتكون عندها على خُلُق عظيم.. ولا أجمل من أخلاق من امتدح الحقّ أخلاقه فقال عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وامتدح نفسه فقال: (أدّبني ربّي فأحسن تأديبي) وامتدحه غيره فقال: (كان خلقه القرآن) وكانت رسالته للبشرية جمعاء هي الأخلاق فقال: (إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق).. صلى عليه الله سبحانه ما دامت الدهور وتوالت العصور وسلّم تسليماً كثيراً.. ولا يخفى علينا ما لأهمية علماء السلوك الصادقين وأهل الله تعالى الصدّيقين لأنه عنهم تؤخذ التربية والأخلاق الرفيعة لأنهم الأعلم بأخلاق الله تعالى وأخلاق سيد المرسلين والنبيين عليهم جميعاً الصلاة والسلام.. فاعرض نفسك على أقوالهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم تبلغ غايتك وتحقق مقصدك بإذن الله..



30 - سيدي هل الولاية مثل النبوة من حيث ان النبوة لا يصل احد اليها بجهد وعمل بل هي رحمة الله واجتباء يختص به من يشاء ، فهل الولاية كذلك ؟


إجابة السؤال الثلاثين: الولاية تعريفها عند الفقير بأنها هي الولاء لله، والولاء هو قمة الإخلاص، فالولي كلّه لله، ولا ينتظر جزاءً أو شكوراً، يحبّ ما يحبّه الله ويكره ما يكرهه، ينصر الله بروحه ونفسه وكلّ ما يملك.. وهذه المرحلة يمكن الوصول إليها بالاجتهاد، وكلّ ما دعانا إليه المولى جلّ في علاه فإنه يمكن اكتسابه؛ وذلك أن العزيز الحكيم لا يدعونا إلى شيء لا يمكننا أن نصل إليه، وكلّ ما امتدحه سبحانه في كتابه هو ممّا دعانا إليه.. والولاية طريقها قلبي، فمن تقرّب إلى الله بقلبه وتذكّره وأحبّه بكلّ كيانه وأخلص له في اعتقاده وتفانى في طلبه لمولاه وفي ذلك يقول المولى جلّ وعلا: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (.) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فالإيمان به وتقواه طريق قلبي أساسه شدة الإخلاص والتفاني في الحبّ.. فمن عرف الحقُّ صدقَ حاله أدناه وقرّبه وتوّجه بتاج الولاية (ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه)..



31 - سيدي ما هو الحد الادنى من العلم الذي يكون امام الله مقبولا لحديث النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ؟ وما هو الحد الادنى من الانفاق الذي ينجو به العبد يوم لقاء الله عندما يسأله عن ماله فيما انفقه ؟


إجابة السؤال الحادي والثلاثين: الحدّ الأدنى من العلم هو ما تعرف به الحلال والحرام، لأنّك لو فعلت المحرمات وأنت لم تعرف ما حرّمه الله عليك فلا حجة لك بذلك.. لأنّ الحرام قد حذّرنا الله منه في كتابه العزيز.. فتعلّم ما يقي وجهك من النار واجب، ويدخل في حدّ فرض العلم ما لا يصحّ أداء الفرض إلاّ به كمن أراد الصلاة فعليه أن يعرف كيفيتها وأركانها وواجباتها.. أمّا ما سيحاسبك المولى عليه من المال هو ما أمرك به وهو الزكاة، وما نهاك عنه وهو أن تنفق مالك في الحرام كالربا والميسر وشراء المحرّم وغير ذلك.. وكذلك سيحاسبك المولى عن مصادر مالك فكلّ ما أتى من مصدر حرام فهو حرام (وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)..


32 - سيدي من رأى في نفسه وجسده وحياته الكثير من البلاء والذي يقف بينه وبين الطاعات والعبادات فماذا يفعل ؟


إجابة السؤال الثاني والثلاثين: البلاء لا يقف في طريق المؤمن لأنه وسيلته في الصبر والتقرّب من الله بالدعاء والمناجاة والرجوع إليه جلّ وعلا، يعلّمنا مولانا وسيدنا في كتابه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (.) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (.) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فبذلك أصبح البلاء سبباً في التقرّب من الله والرجوع إليه وكان بذلك سبباً في استجلاب الرحمات والصلوات والهداية.. فلا يحجبنّك البلاء عن مولاك لأنّ النفس إذا كان بها ظلمة الحظوظ نفرت وأعرضت، ولكن المؤمن الصادق في طلب مولاه يرجع إليه بالتضرّع والدعاء والتذلّل بين يديه فلا يحجبه شيء عنه.. واعلم أنّ كلّ إقبال على الله يرفع أستاراً من أستار الحُجُب ويزيد البلاء سهولة ويسراً، وكلّ إعراض عنه وإقبال على الأغيار يسدل على القلب الحُجُب ويزيد على النفس وطأة البلاء ومشاكل الحياة.. كما أنّه على المرء أن يخطّط دائماً لإيجاد الحلول المناسبة في حالات المشكلات والتحدّيات التي يمكن أن يجد لها حلولاً، فيحدّد المشكلة ويبحث أصولها وأسبابها ويضع البدائل التي يمكن من خلالها حلّ المشكلة وهكذا إلى أن يجد ما يستطيع من خلاله التقدّم فلا ييأس ولا يُحبَط ولكن يتوكّل على الله (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدرًا)..


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2011, 05:29 AM   #18
الهاشمي

الصورة الرمزية الهاشمي



الهاشمي is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : الهاشمي




يا سيدنا الشريف من الشيخ الذي تسأله و يجيبك ؟

الهاشمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-31-2015, 10:49 AM   #19
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : سراج الدين احمد الحاج




والنيّة هي أصل العمل فإن صلحت النية قصر الطريق، وصدّقني يا أخي الكريم أنّ المريد الصادق تأتيه الفتن من كلّ جانب ابتلاءً فلا تحيده عن الله طرفة عين، وتأتيه الأحوال المسكرة فلا تنسيه لذة البقاء مع الله، وتأتيه الكرامات المُعجزة فلا تثنيه عن عبوديته أمام جلال الله، فذلك المريد فما بالك بمن عرفه؟!!

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-31-2015, 12:21 PM   #20
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: أسئلة في الإرادة والسلوك والمعرفة


أنا : د. سلوى الدابي




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج [ مشاهدة المشاركة ]
والنيّة هي أصل العمل فإن صلحت النية قصر الطريق، وصدّقني يا أخي الكريم أنّ المريد الصادق تأتيه الفتن من كلّ جانب ابتلاءً فلا تحيده عن الله طرفة عين، وتأتيه الأحوال المسكرة فلا تنسيه لذة البقاء مع الله، وتأتيه الكرامات المُعجزة فلا تثنيه عن عبوديته أمام جلال الله، فذلك المريد فما بالك بمن عرفه؟!!


بسيدي إبراهيم سر الختم ***أصلح لنا الأحوال والنيات


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 19 المشاهدات 6517  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه