06-07-2015, 11:51 AM
|
#1
|
شباب الميرغني
|
رد: مُنتديات الختمية تنعي زميلنا بالموقع الخليفة محمد أحمد الفِقَيِّر...
*** حبيب الزومة الفِقَيِّر ***
لأول مرة أمسك الجوال في يدي فتظل الشاشة بيضاء من غير حرف ! ويصيب شاشتي وقلمي السواد. اسرح بنظري وحيدا أحتمي بحلو وسماحة ما خزنته الحياة مع الحبيب، لكن دمعي يجري طاردا الذكري لوعد حق وصدق الرحيل ومابين المدينة والزومة واركويت عيون بكت، وقلوب وجفت، وأيادي توسلت بالدعاء ، وأجساد رجال ترجف من الحزن الزمهرير وسط درجة حرارة الخرطوم اللهيب،،، والفقير ليس رئيس جمهورية و زعيم برلمان ، ولا رفع نفسه بسياج القبلية ولا توشح بسوق المال والبورصة العالمية،، لكنه حشد الناس في مدينة رسول الله صَل الله عليه وسلم،، وهاشم خلف الله يقف حاملا قلوبنا ودموعنا وتوسلاتنا وأماني شوقنا المعلقة فيه، بالبقيع،، ويرسل لنا لحظات الوداع اللقاء الأخير، ليس ملكا ولا رئيس ولا زعيم!، لكنه ملك القلوب بجسده النحيل بالحب والتواضع والقران والصلاة والذكر وحب الحبيب المصطفي محمد بن عبدالله، والله ما رتبت اللجان حشد رحيلك المهيب ، ولا تنادي الناس كسالي لأداء واجب،، لكني هرولت الي اركويت،، لا شاهد اسامة!! هل شاهدت يا الفقير دموع اسامة تسيل؟ حتي يكاد ينكفئ علي راْسه وهو يمشي،، لأكتشف ان الجمع كله هناك اسامة ،، واباذر يتصبر ،، لكنه ينفجر ،، واركويت تبكيك دعاء ،، والزومة تزحف من كل فج عميق ،، وأبنائك طلاب الخلاوي ،، والله يبكون حفاة ، عراة الشوق والحنين ،، والختمية هناك ،، و رجال الدولة يبحثون عنك رأيك السديد ، وصوتك الجهير وقلبك الصافي الصادق الأبيض الجميل!!. يا الفقير الم تحس بهذه القلوب وروحك تحلق هناك،، والله اننا نحبك، والله اننا نحبك،،، والله نحن تعبانين،، هزنا النبأ، ومردقنا الفراق،، هل افترقنا يا الحبيب؟ ومنبرك شاهدا، وساحة المسجد تعطرت بقدمك الحافي،، واركويت تعطرت بروحك وجسدك في الافراح والأتراح!، والنادي يسال فيك عن دعاء ، وعن تلاوة القران ،، وحديث العظة والاعتبار ،، لك مع كل فرد سر ونجوي ، ومع كل أسرة وعائلة ،، هل حقا اكتب فيك ،، وهذه الجموع تقف صباح الخميس باركويت ،، لا احد يكلم احدا ،، فقط دموع الرجال تسيل ،، وندفن حزننا ودمعنا في صدور بَعضُنَا ( حضنا ومقالدة) وحفرة حزنك باقية ،، ود كداس ، خضر علي ادريس ، بابكر ،، المديناب ،، النعيماب ،، محمد عثمان حاج صالح ، وكل ما تقع عيني في وجوه طلبة القران اقبل وجنتيك في خاطري ،، وهل كنت الا حبيبنا ورفقينا وصديقنا ومعلمنا وحادي الركب الي حياض النور والطريق ،،،. إذن العصر ===>
وقبله اكتمل المسجد متسعا باحبابك ،، كل يبحث عنك ؟! . وعند الرحيل نشم الارض نبحث عن اثر!، ونتعلق بكل شيء لعلنا نسد حفر الأنين ومسامات الحزن والفراق ،، حضنا اسامة ولم نشفي ، وتبللنا بدموع أباذر ! ولم نطيب ،، وامتلأ المسجد بمن زرعت في نفوسهم النور والخير ، اما الساحات والطرق فبين داخل وباحث عن نفق! الجمع كله في انتظار شيخ حامد وعبدالباقي ووفد الزومة وسلالة النور ( خيار من خيار) ،،، وإذن العصر ،، لم ندخل المسجد !، بل حتي من بداخله خرج ،، وفد الزومة وأشقائك قد وصل ، يا لنور القران عندما يفيض صبرا ويقين ، والسيف في غمده يلمع وسط الجفير ،،، واصطف الناس في صف طويل ، بطول حبنا وشوقنا ، وصدقك في طريق الحق الذي أردت واخترت ، فسلكته ! ، صفنا مرتب لكنه ( ينبعج ) هنا وهناك من زحام وتسابق ! ، والعطش يسري بالناس ليلا من الصحراء الي النيل ،، حامد يعض شاله في اسنانه يحبس الدمع ان يسيل ( صوتا ) ،، والبرق ان لاح ! فما الذي يمنع الرعد من انين ؟ ،، وَعَبَد الباقي يدس عينه في التراب ،، لكنه لا يقوي علي مشاهدة عبرات عيون المحبين ! لانه حنين ،، فقط تتقاطر الدموع من القادمين والواقفين علي قيف الحزن الان ،،، الفاتحة ،،، ثم بكت الخرطوم والزومة والسودان حبيبنا الفقير ،، اختلط كل شيء ، وفي النائبات نضمد جراحنا بالرجالة والإيمان والتصبر ،،، والدموع !! فقط نقنع العبرة بلا صوت ،،وفيك يلزمنا الصبر الجميل . أمس في منزل اخي محمد الحسن بجبرة ، وضع طعام العشاء ،، جلسنا ، اخي محمد الحسن ، زوجتي ، بنت عمي ، والأبناء، تناولت اللقمة الأولي ،، ثم توقفت ! ، سألوا :: مابك يا محمد ؟ قلت : قلبي يحدثني ،، سوف تحدث لنا وفاة من اليوم الي الغد ،، ليست ساهلة! ، رد محمد الحسن( تفائل خيرا يامحمد) ،، تداخلت زوجتي :: محمد دا انا عارفاهو وعشت معاهو وكلامو دا انا دائماً بخاف منو !!، قالت بنت عمي ( محمد قول بِسْم الله )) ،، قلت قلبي يحدثني !! ،،، في الصباح مبكرا يتكلم اخي في الموبايل !! ،،، ثم قال لي وهو حزين ومعبور :: ( الفقير مات يامحمد) ،، ... قبل ان أواصل غدا لو امتد العمر ( اتسائل ) اين تحلق ارواحنا وما سر الإلهام فينا ؟!.
بقلم محمد يس خيري
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|