[سؤال الأعرابي] - "التاسع والعشرون" عن جابر رضي الله تعالى عنه، أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أرأيت إذا صليت الصلوات [الخمس] المكتوبات، وصمت رمضان وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئًا أأدخل الجنة؟ قال: نعم).
"رواه مسلم".
باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية.
فصل في حقيقة الإخلاص والصدق.
فصل في حقيقة الإخلاص والصدق
وأما الإخلاص، فقال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) الآية.
[و] روينا عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص ما هو؟ فقال: (سألت جبريل عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سر من أسراري أودعته قلب من أحب من عبادي).
[كلام الصوفية في ذلك] وروينا عن الأستاذ الإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى قال: الإخلاص، إفراد الحق في الطاعة بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من التصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو منحة مدح من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى.
-قال: ويصح أن يقال: الإخلاص، تصفية الفعل عن مخالطة المخلوقات.
-قال: ويصح أن يقال: الإخلاص، التوقي عن ملاحظة الأشخاص.
-وروينا عن الأستاذ أبي علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: الإخلاص التوقي عن ملاحظة الخلق؛ والصدق التنقي عن مطالعة النفس.
-فالمخلص: لا رياء له؛ والصادق: لا إعجاب له.
-وروينا عن أبي يعقوب السوسي رضي الله عنه قال: متى شهدوا في إخلاصهم الإخلاص، احتاج إخلاصهم إلى إخلاص!.
-وروينا عن السيد الجليل ذي النون رضي الله تعالى عنه قال: ثلاث من علامات الإخلاص:
(1) استواء المدح والذم من العامة.
(2) ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال.