الموضوع: قرأت لك
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2013, 12:18 PM   #26
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


(56)

" قصة اليهود مع بداية الدعوة الاسلامية . "
سورة البقرة :
لقدكان اليهود هم أول من اصطدم بالدعوة في المدينة ; وكان لهذا الاصطدام أسبابهالكثيرة . . كان لليهود في يثرب مركز ممتاز بسبب أنهم أهل كتاب بين الأميين منالعرب - الأوس والخزرج - ومع أن مشركي العرب لم يظهروا ميلا لاعتناق ديانة أهلالكتابهؤلاء , إلا أنهم كانوا يعدونهم أعلم منهم وأحكم بسبب ما لديهم من كتاب . ثمكانهنالك ظرف موات لليهود فيما بين الأوس والخزرج من فرقة وخصام - وهي البيئة التييجداليهود دائما لهم فيها عملا ! - فلما أن جاء الإسلام سلبهم هذه المزايا جميعا . . فلقد جاء بكتاب مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه . ثم إنه أزال الفرقةالتيكانوا ينفذون من خلالها للدس والكيد وجر المغانم , ووحد الصف الإسلامي الذي ضمالأوسوالخزرج , وقد أصبحوا منذ اليوم يعرفونبالأنصار , إلى المهاجرين , وألف منهم جميعا ذلك المجتمع المسلم المتضام المتراص الذي لم تعهد له البشرية منقبلولا من بعد نظيرا على الإطلاق .
ولقدكان اليهود يزعمون أنهم : " شعب الله المختار " وأن فيهم الرسالة والكتاب .فكانوايتطلعون أن يكون الرسول الأخير فيهم كما توقعوا دائما . فلما أن جاء منالعربظلوا يتوقعون أن يعتبرهم خارج نطاق دعوته , وأن يقصر الدعوة على الأميين منالعرب ! فلما وجدوه يدعوهم - أول من يدعو - إلى كتاب الله , بحكم أنهم أعرف به منالمشركين , وأجدر بالاستجابة له من المشركين . . أخذتهم العزة بالإثم , وعدوا توجيهالدعوةإليهم : " إهانة واستطالة " !!!!!!!
ثمإنهم حسدوا النبي [ ص ] حسدا شديدا . حسدوه مرتين: مرة لأن الله اختاره وأنزلعليهالكتاب - وهم لم يكونوا يشكون في صحته - وحسدوه لما لقيه من نجاح سريع شامل فيمحيطالمدينة .
علىأنه كان هناك سبب آخر لحنقهم ولموقفهم من الإسلام موقف العداء والهجوم منذالأيامالأولى: ذلك هو شعورهم بالخطر من عزلهم عن المجتمع المدني الذي كانوا يزاولونفيهالقيادة العقلية والتجارة الرابحة والربا المضاعف ! هذا أو يستجيبوا للدعوةالجديدة . ويذوبوا في المجتمع الإسلامي . وهما أمران - في تقديرهم - أحلاهما مر !
لهذاكله وقف اليهود من الدعوة الإسلامية هذا الموقف الذي تصفه سورة البقرة , [وسورغيرها كثيرة ] في تفصيل دقيق , نقتطف هنا بعض الآيات التي تشير إليه . . جاءفيمقدمة الحديث عن بني إسرائيل هذ النداء العلوي لهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيا بني إسرائيل اذكروا نعمتيالتيأنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقالمامعكم . ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . وأقيموا الصلاة وآتواالزكاةواركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ? وأنتم تتلونالكتاب ? أفلا تعقلون ?). . وبعد تذكيرهم طويلا بمواقفهم مع نبيهم موسى - عليهالسلام - وجحودهم لنعم الله عليهم , وفسوقهم عن كتابهم وشريعتهم . . ونكثهم لعهداللهمعهم . . جاء في سياق الخطاب لتحذير المسلمين منهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أفتطمعون أن يؤمنوا لكموقدكان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وإذالقواالذين آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:أتحدثونهم بما فتحاللهعليكم ليحاجوكم به عند ربكم ? أفلا تعقلون ?). .( وقالوا:لن تمسنا النار إلاأيامامعدودة . قل:أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ? أم تقولون على اللهمالا تعلمون ?). .( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبليستفتحونعلى الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فلعنة الله علىالكافرين). . . (وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله . قالوا:نؤمن بما أنزل علينا ,ويكفرونبما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم). . .( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقلمامعهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) ..... ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير منربكم). . . (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عندأنفسهممن بعد ما تبين لهم الحق). . . (وقالوا:لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى . تلك أمانيهم). . . (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). . .الخالخ .
وكانتمعجزة القرآن الخالدة أن صفتهم التي دمغهم بها هي الصفة الملازمة لهم فيكلأجيالهم من قبل لإسلامومن بعده إلى يومنا هذا . مما جعلالقرآنيخاطبهم - في عهد النبي [ ص ] كما لو كانوا هم أنفسهم الذين كانوا على عهدموسى - عليه السلام - وعلى عهود خلفائه من أنبيائهم باعتبارهم جبلة واحدة . سماتهمهيهي , ودورهم هو هو , وموقفهم من الحق, والخلق , هو موقفهم على مدار الزمان ! ومن ثميكثرالالتفات في السياق من خطاب قوم موسى , إلى خطاب اليهود في المدينة , إلى خطابأجيالبين هذين الجيلين . ومن ثم تبقى كلمات القرآن حية كأنما تواجه موقف الأمةالمسلمةاليوم وموقف اليهود منها . وتتحدث عن استقبال يهود لهذه العقيدة ولهذهالدعوةاليوم , وغدا كما استقبلتها بالأمس تماما ! وكأن هذه الكلمات الخالدة هيالتنبيهالحاضر والتحذير الدائم للأمة المسلمة , تجاه أعدائها الذين واجهوا أسلافهابمايواجهونها اليوم به من دس وكيد , وحرب منوعة المظاهر , متحدة العقيدة !

................نواصل قصة اليهود :

(57)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس