10-10-2012, 12:15 AM
|
#1
|
|
هل تعود سودانير التي عرفناها
?{? كلما طالعت خبرا او تحقيقا او حديثا عن او حول الخطوط الجوية السودانية تفاديته عن عمد حتى ادفع عن نفسي المزيد من الاحزان والاحباط التي اخذت بخناق هذا الصرح الذي كان متميزا بادائه ودقته وكفاءته في حقب سابقة ، أي منذ عام 1947م والى مطلع التسعينات تقريبا ، حيث طالعت تحذيرا قويا ومباشرا في افتتاحية جريدة الايام الرصينة بعدم السماح بتسيير رحلات للخطوط السودانية بعد ان انهارت وارتبكت وسائل معالجتها وتم بيعها بطريقة غير معروفة ثم عودتها ثم فقدانها لأهم خطوط طيرانها (خط هيثرو) وانهارت كل بنياتها التحتية وما عادت تملك اسطولا جاهزا للعمل ، وان تجمد حركة طيرانها الى ان يتم اعادة تأسيسها او تتضافر مع جهة استثمارية
مقتدرة بصورة تجعلها شريكا استراتيجيا ، تحذير افتتاحية الايام القوي يوازي تماما حجم القضية وما آلت اليه امور واوضاع الخطوط الجوية السودانية والتي كانت بالفعل شركة الطيران الاولى في العالمين العربي والافريقي ، وكان رؤساء افريقيا في حقبة الستينات بوجه خاص نكروما (غانا) وجومو كنياتا (كينيا) وملتون ابوتي (يوغندا) وغيرهم كانوا يطلبونها ويضعون عليها علمهم في رحلاتهم الرسمية لانها كانت الافضل على كافة المستويات ، وقد طلب الامبراطور هيلا سلاسي من الحكومة السودانية الاستعانة بالخطوط الجوية السودانية لتأسيس الخطوط الجوية الاثيوبية وتم ذلك فعلا ، وانطلقت الخطوط الاثيوبية بفضل الاساس والخبرة التي استندت اليها وهي خبرة وكفاءة سودانية صرفة ، بينما انهارت الخطوط الجوية السودانية الى حد ان صحيفة الايام العريقة تحذر في افتتاحيتها من مواصلة سودانير لعملها باوضاعها الراهنة حتى لا تتسبب في كوارث او تشكل خطرا على ركابها ، لابد من تساؤل؟ كيف حدث هذا التدهور المريع والمرعب واللامعقول؟ حدث ذلك عندما تدخلت مصالح وعناصر وصفقات وربما اجندة مريبة لاغتيال نجاح وتفوق سودانير في عالم الطيران الاقليمي حيث كانت الاكثر امنا وسلاما واطمئنانا خاصة عندما تأخذ طريقها للعواصم العالمية في اوروبا ، لندن وباريس وروما وفرانكفورت ، ان ايجاد الشريك الاستراتيجي الحقيقي والمقتدر لتجاوز هذه المرحلة الصعبة المعقدة التي آلت اليها خدمات سودانير يمثل جانبا من الحل الحيوي ولكن الحل الاهم هو اعادة روح الانتماء والارتباط والعمل الدؤوب لصالح الخطوط الجوية السودانية ، ان الذين اسسوها ثم استمروا فيها وشاركوا في نجاحاتها ، وقد عرفتهم عن قرب كانوا اسرة متماسكة ذات كفاءة وخبرة ودراية ، همهم الاول ثم الاول التفاني في اداء عملهم واتقانه ، والاهتمام بالطائرات والشركات وكفاءة الخدمات ، وقد رأيتهم كيف اجتمعوا دفعة واحدة ، اداريين وفنيين وطيارين وعاملين عندما صدر قرار مجلس الامن في اعقاب محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك بحظر طيران الخطوط الجوية السودانية ، كانوا في ذروة حزنهم وغضبهم ولكنهم تمكنوا بصلابة وحنكة من مواجهة القرار بوضع حقائق امام الرأي العام العالمي وبوجه خاص لاتحادات الطيران الاقليمية والدولية وبأن سودانير تخدم المواطنين لا الدولة ، فهي تنقل المرضى والعجزة والمبعوثين والكتب والادوية باجور رمزية واحيانا مجانا للعلاج والشفاء وللدراسة والتحصيل .. الخ ، ووقفت النقابات والاتحادات العالمية للطيران الى جانب زملائهم السودانيين وهددوا بالاضراب اذا حالوا دون وصولها الى مطاراتهم ، العاملون في سودانير وحدهم الذين اسقطوا قرار مجلس الامن وجعلوه (حبرا على ورق) أية خطوة لاعادة (سودانير) لابد ان تستصحب هذه الروح وهذه الارادة ، وان تعيد كافة ذوي الخبرة والدراية والتجربة والانتماء المرتبطين بسودانير ، سودانير كانت السودان الجميل بحق ، ونحن نحتاج ان نعيد الامل والتفاؤل والتصميم ونعيد السودان الجميل.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|