09-08-2012, 06:36 PM
|
#1
|
|
الميرغني بين مصطفى عثمان وعمرو موسى
الميرغني بين مصطفى عثمان وعمرو موسى في تناولي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية وانتهاء خدمة السيد عمرو موسى في مايو المقبل وأكدت أنه أعطى بفكره وخبراته وشخصيته الفذة وجهوده الجادة والصادقة مما اتاح للجامعة العربية دوراً ومكانة ووزناً اقليمياً ودولياً مستحقاً، وقلت أن السيد عمرو موسى ومسيرة عشر سنوات في خدمة الجامعة العربية صنعت معايير تقتضي الأخذ بها والالتفات إليها وبالتالي طرحت حيثيات موضوعية عن الدكتور مصطفى عثمان وزير الخارجية السابق ومستشار رئىس الجمهورية ليكون وبترشيح مشترك بين شطري وادي النيل السودان ومصر أميناً عاماً للجامعة العربية، وفي السياسة وعلى هامشها أو في صميمها تلمع احياناً ومضة، أو تنفرج عن بسمة ما من نوع الواقعة التي رواها لي الدكتور مصطفى عثمان قبل سنوات «2001»، أنه في يوليو 2000 كان في مؤتمر بلومي عاصمة توجو وجلساته مشحونة بقضايا مهمة، وكان أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى من المشاركين المهمين في هذه الإجتماعات، وتوطدت الصلة بينهما وقامت على التفاهم والصداقة والاحترام المتبادل، وفي المطعم الملحق بمقر المؤتمر كانا يتناولان وجبة الغذاء فتلقى برقية من الخرطوم، وأخذ يمعن النظر فيها ويبدو أنه أطال في الأمعان، و في الصمت ايضاً إلى درجة استلفتت انتباه عمرو موسى، فسأله: خير ان شاء الله.. مالك؟ فأجابه د. مصطفى: لقد ابلغوني بأني رزقت بمولود ذكر، ولأن رئىس الدبلوماسية العربية اشتهر بسرعة البديهة والحضور الذهني وبذكاء متقد، قال له: الله.. أنت لسه بتولد؟ .. لسه كمان؟ على أي حال ألف مبروك، وربنا يباركه، وما دام المولود.. ولد.. سميه عمرو.. فأجابه: د. مصطفى.. كويس.. حاضر.. ان شاء الله.وأجرى د. مصطفى بعد ذلك اتصالاً بزوجته في المستشفى ليطمئن علىها، وليقول لها حمداً لله على السلامة، وأثناء المحادثة الهاتفية نقلت إليه رغبتها في ان تسمى المولود «ميرغني» فجاء تعليقه على الاسم «مبروك».. وفي المساء التقى مصطفى عثمان عمرو موسى وقال له: معليش.. ومعذرة.. فرد عليه عمرو موسى.. الله .. حصل أيه؟ فقال له بخصوص تسمية المولود فقد اتصلت بوالدته للأطمئنان عليهما فابلغتني أنهم أختاروا «الميرغني» كاسم للمولود الجديد، وقد وافقت.. وان شاء الله.. المولود القادم نطلق عليه اسم «عمرو»، وبنفس الحضور والذكاء، قال السيد عمرو له على الفور: لا المولود القادم سميه «المهدي» واللى بعده سميه «عمرو»، وتبادلا البسمة والضحك معاً.. ونقل لي أيضاً د. مصطفى عثمان ان السيد محمد عثمان الميرغني في بيته طوال النهار والليل، وعندما أبديت دهشتي من استحالة ذلك، على الأقل آنذاك فقد كان السيد محمد عثمان الميرغني متنقلاً ما بين القاهرة ولندن واسمرة، فرد: حقيقي أنه في بيتي نهاراً وليلاً فأحد أبنائي يحمل اسم «محمد وشقيقه «عثمان» والصغير آنذاك «الميرغني».. فعلاً الأسم بالكامل يحمله ابناؤه الثلاثة وفي بيته.اللمسة الانسانية، وومضته الذكاء، والصلات السلسة ضرورية وحيوية في السياسة في صميمها أو على هامشها، على الأقل يتاح لمثلنا كتابة شئ مغاير ومختلف.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|