10-04-2012, 02:03 AM
|
#1
|
|
هل أحسن سفير الجنوب لمهمته (1
"]أحسن سفير الجنوب لمهمته؟
بتاريخ 26-10-1433 ه
الموضوع: من يوم الى يوم الاستاذ / محمد سعيد محمد الحسن
لم يعد تقديم أوراق اعتماد أي سفير لرئيس دولة في عاصمة ما مجرد مسألة تقليدية تذكارية أو شكليات بروتوكولية أو كلمات محفوظة باردة عن التعاون والمصالح المشتركة، هذا النوع من الأوراق المراسمية انتهت عهوده وأزمانه كما طويت أيضاً الدول التي ارتبطت بها. وبالمقابل احتفظ السفراء والدول ذات الحضارة والعراقة التي ينتمون إليها والعديد منها يمتلك خبرة وحنكة وعراقة يضفي على المبادأة والحدث اللمسة الإنسانية والإشارة الذكية لروابط تاريخية وثقافية وأحيانا ينقلون وقائع ومواقف لها دلالات ويسجلون كلمات الوفاء والعرفان كمدخل حقيقي لإقامة علاقات قوية ومتينة ومتطورة. حضرتني هذه الملاحظة لدى مطالعتي حديث السفير الجديد لدولة الجنوب السيد ميانق دوت وول لدى السودان
(سبتمبر2012) وهل فيه ما يعكس اللمسة الإنسانية والوفاء والذكريات والجذور والمواقف والتضحيات لبلد -أي الجنوب- الذي ظل على مدى حقب في كنف السودان يحمل عبئه ومسئوليته بل ويحميه من التمزيق وتوزيع قبائله على الدول المجاورة كما كانت تخطط الإدارة الحاكمة في الفترة 1889 -1955 بل إن السودان وصل إلى أبعد من ذلك إلى حد اتهامه بالتفريط في وطن موحد استقل عام 1956. واعترف العالم كله باستقلاله وسيادته وبحدوده ومع ذلك حقق لأهل الجنوب رغبتهم وإرادتهم في الانفصال وقيام دولة الجنوب هل نقل أو قال السفير الجنوبي الجديد لدى السودان ما يشير إلى روابط أو وشائج ذات خصوصية بين شعبي(البلدين) السودان والجنوب؟
التفت إلى هذا النموذج عندما وقع انفصال سوريا عن مصر (الجمهورية العربية المتحدة) وقف السفير السوري الجديد أمام الرئيس جمال عبدالناصر وحسب ما نشر آنذاك فان السفير اختلجت العبرات والكلمات في حلقه وهو يقول لعبدالناصر لكم يؤسفني وقوفي أمامكم كسفير وقد كان يفترض في الأصل وقوفي كمواطن في الجمهورية العربية المتحدة لقد كانت الوحدة بين بلدينا(مصر وسوريا) انجازاً عظيماً ومتقدما لصالح العرب والمنطقة بأكملها وإني أرجو أن أسعى إلى ما يقوي هذه الروابط والوشائج التي لن تتأثر بما دون ذلك وسنكون معاً وقوة واحدة.
ثم انظر إلى أول سفير صومالي السيد عبدالرحمن وفيما بعد حاكمها في الصومال قدم أوراق اعتماد لدى السودان قال في حديثه إن شعب الصومال سيظل يذكر بكثير من الاحترام والتقدير والامتنان لشعب السودان وقوفه مع اشقائه الصوماليين حتى تحقق له الاستقلال والسيادة ولا بد أن انقل إليك يا سيادة الرئيس- وقد كان رئيس مجلس السيادة آنذاك السيد سرسيو إير من الجنوب - أن معظم الوزراء والسفراء الذين وقع عليهم عبء الاضطلاع بمهام ومسؤوليات الدولة الوطنية الجديدة في الصومال هم ممن تعلموا في مدارس السودان ويذكرون الأسر والأصدقاء والمعارف الذين عاشوا بينهم ومعهم ويتطلعون للتواصل معهم. هذا السفير قال هذه الكلمات خارج نصوص أوراق الاعتماد قالها بصدق وعفوية ولذلك ظلت في الذاكرة لأنها تحمل مضامين الوفاء والعرفان والاحترام. وخذ نموذجاً آخر فعندما قدم أول سفير لجمهورية الصين الشعبية للفريق إبراهيم عبود رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أوراق اعتماد كأول سفير في المنطقة كلها في العالمين العربي والأفريقي إذ كان السودان أول دولة تعترف بالصين الشعبية رغم اعتراض الدولتين العظميين آنذاك - الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي- وقد قرر آنذاك رئيس وزراء الصين الشعبية شوان لاي التعبير عن التقدير والاحترام لهذه الخطوة الكبيرة - أي الاعتراف بالصين الشعبية- فبادر على الفوز بإرسال سفير الصين وقرر زيارة السودان لينقل شكره وتقديره لشعب السودان. ثم انظر ماذا قال السفير الصيني الجديد في الخرطوم وقارن بينه وبين ما قال سفير الجنوب بالخرطوم]
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|