القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-24-2012, 10:34 AM | #1 | |
المُشرف العام
|
مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
أهديكم أحبتي مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني رضي الله عنه ومن ثمّ مناقب إبنته السيدة مريم الميرغنية ::: *** مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني :: هو السيد محمد هاشم إبن السيد والإمام الختم وختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الميرغني ، ولد قريباً من وفاة الإمام الختم بمكة الشريفة عام 1264ه ، في لحظةٍ طيبةٍ مباركة في يومٍ أغرٍ ، ولد رضي الله عنه على أكمل الأخلاق المحمدية بمكة المكرمة وأهتز له الكون طرباً ، وتربى في حجر العز والسيادة ، ونشأ في كفالة الخير والسعادة ورقَّاه الله لدرجات العناية فحفظ القرآن الكريم ، وحضر العلوم فهبت عليه نسائم المعارف وفتحت له كنوزها ، وتعلقت همته بالتنسك وأنواع العبادات وذكر الله الرحيم ، وأشتغل بالطريقة بعد بلوغه فلاحت عليه أنوار التجليات ، ولقد أخذها عن والده الإمام العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنهما ، فلقد رضي الله عنه بارعاً في العلوم قد أنبع الله على لسانه ينابيع الحكمة ، وأنفجرت له علوم المعارف وكشف عن معاني أسرار التحقيق ، وسطعت عليه سواطع البركات والكرامات ، وأقام بمدينة مصوع لعدة سنوات ، وظهرت عليه البركات وجرت على يده خوارق العادات منذ نعومة أظافره فقصده الناس من كل حدب وصوب حتى نالوا من نفحاته وانتفعوا بإرشاده ، دخل على يده عدد كبير من الناس دين الإسلام الحنيف بدولة اريتريا ، حيث كان خليفة أبيه هنالك ، وبنى المساجد بها والخلاوى لتعليم القرآن الكريم وأحكامه والعلوم الشرعية ، كان في عصره صورةٌ محمدية ذاهد متفاني هائم فى الله حق الهيام ، لو أراد ان ينصب نفسه ملكاً لكان عليه سهلاً ، كانت عليه سمات جده صلى الله عليه وسلم باينة لا تخفى ، ويدعو وفق ما أمر به جده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، أحبه الناس جميعاً وتعلقوا به أشد تعلق فخُضعت له الرقاب طاعةً وحباً وجلاً ، وتيسرت له الأسباب ، فكان القطب المتفرد في أوانه بالمعارف الإلهية المفاضة عليه أنواراً سطوانية ، العالم الرباني والعابد الرحماني بحر الشرائع وينبوع الحقائق ، بحر العلوم وكنز المفاهم الجلية ، من رجال الله الكمل العارفين بالله ، وأخذ عنه الطريقة أممم كثيرة من أراضي الحبشة والسودان وغيرها من البلدان ، وخلف فيها خلفاء لإقامة الرواتب وشعائر الطريقة الختمية ، فما أجتمع عليه مريد صادق إلا ونال من عظيم المنا في أقل زمان ، ومانزل على أرضٍ إلا وخصبت أرضها وحصل لها القصد وبلوغ الأمنية ، وكان كثيراً ما يرى في حالة غيبية ومشاهدات إيمانية ، تسطع عليه الأنوار فيتواجد بمحض الفيض ، وتخضع له الموجودات وتذل له رقاب الملوك والحكام ولا يطيق النظر لسطوته ورؤية جماله إنسان ، كان رضي الله عنه مستغرقاً الأوقات بذكر الله في جميع أحواله ، لا يغفل عن المشاهدة ساعة من الزمان ، وليس له هم سوى الذكر وتلاوة القرآن الكريم ، ولقد ألفَّ رضي الله عنه ديواناّ عظيماً في مدح جده المصطفى صلى الله عليه وسلم وسمَّاه "شفاء القلوب والغرام في مدح من أضحى للأنبياء ختام" فما تلي في مكان إلا ولاحت عليه الأنوار وتشنفت أسماع الحاضرين به ، وله خطب ألفها لصلاة الأعياد فيها من أنواع المعاني ما يكل عنه البيان ، جاء أمر تزويجه بأمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بسواكن من قبيلة الأرتيقا وقصد سواكن يحمل الأمر النبوي الذي كُلِّف به قاصداً البيت الذي أٌمر بالزواج منه وتزوج منه وأستقبل بفرحةً كبيرة زفِرت فيها العيون ، وقد ولد رضي الله عنه القمرين النيِّرين السيد محمد عثمان الميرغني والسيد جعفر الميرغني ولقد توفيا صغيران ، والسيدتين الشريفتين السيدة مريم الميرغنية والسيدة علوية الميرغنية . ولقد جمَّله الباري على أحسن تقويم فكان رضي الله عنه صبيح الوجه معتدل القد مربوع القامة كساه الله الهيبة ، أدعج العينيان ، كثَّ اللحية ، باهر الخدين ، جميل الشفتين ، حلو المنطق ، يخجل البدور من جميل طلعته ، في مشيه يميل كغصن البان ، بادناً متماسكاً معتدل الخلق أقرب إلى الضخامة ، عليه الهيبة والوقار ، كان رضي الله عنه كاملاً فخيماً يتهلل وجهه سروراً ، دائم الكرم مبسوط اليدين بالعطية ، خلع الله عليه ملابس الزينة والجمال . أما أخلاقه رضي الله عنه فلقد تخلق بالأخلاق المصطفوية ، عذب الكلام كأنَّ منطقه الشهد يسع الجميع بجميع الخصال ، ويخاطب كلا بما يليق به ، ذو شجاعة فائقة ولطف تسترق له معاطف القلوب ، يجلس مع الغني والفقير ويعامل كل الخلق بالشفقة والرحمة ويحب الضعفاء ويشيع الجنائز ويعود المرضى ، شديد التواضع في مهابة وكرامة ، عالي الهمة سجية جواد عمَّ جوده الخاص والعام ، يبذل الأموال الكثيرة بلا عد وحسبان فكم جاءه فقير لا يملك شيئاً فعاد ذا ثروة ، سخي الطبع لا يهاب الملوك والحكام بل جميعهم يخضعون له ، نافذ الكلمة ، إذا إبتسم كأنَّ النجوم إنتظمت في فيه ، كثير الخوف والخشية من الله ، يهتم بشأن أمته أشد إهتمام ويحزن لأمورهم ومصائبهم . وأما كراماته رضي الله عنه فعزت أن تحصر ، فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فمنها : أن أحد خلفائه حكى أن رجل من بني عامر أتى إلى السيد هاشم وهو حزين جداً ووقع على السيد بصدق نية طالباً شفاء ولده وأكثر عليه الإلحاح ، فقال السيد للولد المعقد : " قم بإذن الله تعالى " ، فما أتمَّ السيد حديثه إلا وقام الولد على رجليه يمشي ، ومنها : أن خليفته حكى أنه كان مع السيد بكسلا بجهة الختمية ومعهم جمع من الخلفاء في مجلس أُنسٍ ، فتحدث مع السيد وطلب منه أن يريه المنازل التي كانوا بها بمكة المكرمة والمدينة المنورة لمشاهدتها عياناً وألحَّ عليه وأكثر عليه الطلب ، فقبض على عنقه قبضة قوية ن وقال له : " إنظر " ، فأقسم بالله أنه شاهد المنازل على هيئتها بلا ريب ، ومنها : أن السيد طلب منه شربة ماء فخرج لملئ الكأس فحضر فلما دخل الحجرة وجد حضرة السيد هاشم شخصين كلاهما هو ، فرجع خوفاً وتحيراً ثم تماسك وعاد وأعطى أحدهما الكأس وملأ كأساً أخر فناوله وأخذه ، وبعد برهة من الزمن عاد السيد هاشم كما كان ، ومنها : أنه كان مع السيد هاشم بالختمية في ليلة ممطرة شديدة الظلام فطلب من الخليفة أن يجلب له لبناً فخرج مدة من الزمان وعاد ليعطيه السيد فوجد سريره خالياً من ذاته الشريفة ، فألتفت يمنى ويسرى و وجد السيد مضطجعاً في الهواء فرجع بأثره إلى الباب بسرعة ثم عاد بعد أن أحدث حركة قبل دخوله فأذن له فوجده متكئاً على سريره وناوله اللبن فعاتبه على الدخول بغير إستئذان ، ومنها : مما نقل عن خليفة آخر أن السيد كان موجوداً بكسلا في جنينة ذات رياض وعمران ، فحضر جماعة معهم رجل مزمن في المرض أعيا الأطباء داءه وكادت روحه تفارقه لشدة علاجه وألمه لا يرتاح أبداً ، وطلب أهله من السيد أن ينظر له ، فرفع يديه الكريمتين مبتهلاً إلى الواحد المنان ، فما تمََّ دعاؤه إلا وشفي الرجل وصار يسعى على قدميه وعاش ماينوف الخمسة وعشرين سنة بعد ذلك في صحة وطيب خاطر ، ومنها : وأنه كان أيضاً مع السيد بالختمية في منزل وحضرت إمرأة من بني عامر بعد المغرب ووقعت على رجلي السيد وأقسمت عليه أن يدعو الله لأختها المريضة بالشفاء وكانت ملازمة الفراش ثلاثة أشهر وأحضرتها للسيد لتحصل لها البركة فجاءوا بها فتفل عليها السيد بريقه الشريف فحصل لها الشفاء وقامت مع أختها كأن لم يكن أذية ، ومنها : أن من تلامذته طلبوا منه أن يزورهم لأنهم حصل لهم ضرر عظيم من الفئران التي أكلت بذور مزارعهم بالقاش حتى أنهم يزرعوها ثم لا يجدوا في الصباح شيئاً وخافوا الهلاك من عدم النتاج فطلبوا من السيد رفع هذا البلاء المتوجهة فأمر رضي الله عنه أن يؤتى له بواحدٍ من الفئران فأحضروه أمامه فلحظه ببصره الشريف وتفل عليه ريقه فهلك في الحال وبشرهم برفع هذه الآفة المؤذية ، فكان كما بشرهم به ورفع الله عنهم ببركته وأنعم عليهم ، ومنها : أنه كان متوجهاً مع جماعة من الخلفاء إلى بلدة في ليلة شديدة الظلام وأمطرت عليهم السماء فسالت الوديان فتاه جماعة عن الطريق فأضاء لهم نور الأستاذ كالسراج ومشوا فيه إلى أن وصلوا فيالها من فضيلة ، ومنها : أن شخصاً قد تكلم معه بكلامٍ غير لائق بمقامه ، فقال له : " إسكت " ، فلم ينطق بعدها قط ، ومنها : أن شخصاً من كبار الخلفاء كان يدلك أرجل الأستاذ وهو مضطجع على سريره ولم يكن بالمكان أحد ، وأخذت السيد سِنة من النوم ، فبعد برهة وثب رضي الله عنه قائماً كهيئة الطير ثم طار فنزل عند زير الماء وألقى على نفسه ماءاً كثيراً وتكلم بكلام لا يفهم معناه إنسان ، ثم رجع إلى محله كما كان ، فرأى تلميذه واقفاً فسأله : " هل رأيت أمراً مني وأحوالاً غيبية " فأجابه إستحياءاً : " ما نظرت شيئاً ياسيدي " ، فتبسم فأخجل البدور من ثناياه المنظومة كاللآلي ، ومنها : عن ثقاة رواته أنه لما كانت هنالك حروب بجبال الحبشة مع الإيطاليين وأشتد القتال ، قالت عساكر المسلمين : " إننا شاهدنا السيد هاشم ونحن في معمعة القتال والحروب النارية " ، ورأوه واقفاً أمامهم وحفهم الله بعنايته ، ومن أعظم كراماته إسلام النصارى على يديه ومسلكهم الشريعة الإسلامية فكم من الأحباش قد أسلموا على يديه ونالوا عظيم المنا وكان ينزل إليه من رؤوس الجبال كبار الرهبان ويسلمون على يده الشريفة ، ومنهم أن أحدهم دخل قلبه شيئاً من الإسلام وهو نصراني فليلة ذلك رأى في المنام أمراً هاله وأفزعه وعطش حتى كان أن يهلك فرأى نهرين أحدهما عذب فرات ماءه أبيض من الثلج وأحلى من العسل والآخر ملح أجاج فيه حيات وعقارب ، فأراد أن يشرب من الماء العذب فمنعه الحفاظ وقالوا له : " ما هذا ماؤك بل الآخر إلا أن تكون من الأمة المحمدية " ، فحين ذلك رأى السيد محمد هاشم الميرغني فأخذه بيده وأسقاه من النهر العذب حتى إرتوى ، فدخل على قلبه نور الهدى والإيمان ولما أصبح صار ممتلأً بالوحدانية ، ومصدقاً بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فنزع ما كان له من رئاسة وملك وزهد ، وصار يبحث عن السيد هاشم حتى وصل إلى مصوع فأول ما وقع على بصره السيد هاشم ، فقال : " هذا مطلوبي هذا مرغوبي هذا محبوبي وهذا شيخي ومرشدي " ، وقبل ثلاثة أيام من وصوله بشر السيد بقدومه وأمر أن يهيئوا له مجلساً ولما حضر أسلم على يد الأستاذ وأكرمه غاية الإكرام ثم أشار له بالتوجه إلى مكة المكرمة ،ومنها : أن السيد كان بمنزل أحد الخلفاء وقدم له طعام في وقت ظهيرة ، فذاق منه وتركه ، فقال له أحد الخلفاء : " كُلْ يا سيدي لتحصل لنا البركة " ، فرد عليه : " كيف أكل وأنت مفارق الدنيا بعد قليل أيام " ، وكان الرجل على صحة جيدة ، فقال له : " ياسيدي كيف العمل " ، فقال له : " تأهب إلى لقاء مولاك الحنان المنان " ، فأخذ بالتأهب والإستعداد وأحضر كل ما يحتاجه في حالة الممات وكتب وصيته ، وبعد ثلاثة أيام من كلامه قام يتمشى بمنزله ليلاً فلدغته عقرب فتوفى إلى رحمة الملك الديان ، ومنها : أنه كان بمنزل أحد أحبابه في ليلة مظلمة شديدة الظلام والرعد ودخل عليهم في منتصف الليل راكباً دابة وفي نفس الوقت وقعت صاعقة قوية على نخلة فقطعتها إرباً إرباً وسلَّم الله منها صاحب المنزل وعائلته ولم يحصل لهم أذى فعلموا أن السيد ما أتى إلا لأغاثته ، ومنها : أن أحد الخلفاء في فلاة بالقاش قابلهم أسد عظيم بارز الأسنان عينانه كأنهن النار ، فأرتعدت فرائصم خوفاً منه فنجوا منه فعند عودتهم للسيد قصوا عليه ذلك فقال لهم : " إرجعوا إليه وعرفوه أن السيد هاشم الميرغني يدعوك أن تحضر إليه سريعاً " ، فرجعوا وعرفوه فهدى هيجانه ومشى معهم بدون تنفر بهيمي حتى وصل ووقف أمام الأستاذ بإجلال وإنكسار ، فكلمه السيد رضي الله عنه بحروف لم يفهموها ، وقد أمرهم أن ينظروا إليه ولجميع أعضائه المخيفة وهو واقف أمام الأستاذ على أتمِّ الأدب ، وأمرهم أن يعطوه لحماً فأكله وبعد ذلك أمره بالإنصراف فرجع إلى موطنه قاطعاً الوديان والفيافي . ولما أراد الله أن يمنحه عظيم التفضلات والمواهب في الدار الأخروية ويتحفه بالشهود ، قبض روحه الطاهرة يوم الإثنين من شهر جمادى الأخر عام 1319ه 1902م بعمر ناهذ الثلاث والخمسين قضاه في العبادة الخالصة لله وله مشهد عظيم بأرض مصوع التي تشرفت بغيث البرية وغوث الزمان ، ودفن هنالك وبنيت عليه قبة عظيمة من أفخر المباني عليها لوائح البركات وكان يشير أن هذه البقعة ستكون بها زيارة عظيمة ، ولقد رأوه بعض الأخوان الصالحين بمراءٍ منهم كان بالمدينة المنورة وكان كثير القراءة لأحزاب محي الدين بن عربي ، حكى : " أنه رأى ذات يوم محي بن عربي خارجاً من المدينة المنورة جالساً على كرسي متأهباً للوضوء فأقبل عليه وصبَّ له الماء فأتاه رجل من رجال سواكن وبيده رسالة فأستلمها بيده الشريفة وقرأها ، فقال : " سبحان الله العظيم إن السيد محمد هاشم الميرغني قادماً إلى المدينة فلنقم لملاقاته " ، فأنتبه من نومه فسأل أناساً أتوا المدينة المنورة من السودان ، فسألهم عنه وأخبروه أنه لا زال بخير وموجود بمصوع ، فتوجه إلى جدة بعد إسبوع فسمع خبر وفاته هناك قبل ثلاثة أيام فأرَّخ الرويا فإذا هي ليلة الوفاة ، وقد روي بعد وفاته في بلدة "دهلك" وهو يقول : أنا بحر العطاء أنا إبن المصطفى . السيدة مريم الميرغنية : هي السيدة مريم الميرغنية إبنة السيد هاشم وحفيدة ختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الختم ، فلقد كانت رضي الله عنها حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين طاهرة برة تقية وكانت من أهل الفضل والكرم والجود والبذل والإخلاص والإحسان ، وارثة الزهراء التي غمر صيتها الدنيا وعم البلاد التي أُنجِبت بأمرٍ نبوي ، التي قامت برسالة الآباء والأجداد حيث قامت بببناء المساجد المتعددة وأقامت الزوايا الكثيرة وعمَّرت الخلاوى بضياء الذكر ونور القرآن الكريم ، وهي أُم الضعفاء والمساكين وأُم الفقراء والمحتاجين الزاهدة التقية الطاهرة النقية عظيمة السر شديدة البر صاحبة فضلٍ على الأمة ، دوحة الأسرار والمعارف صاحبة المقام الرفيع الشارف الذي رقى على أطوار العقل وفاق إدراكه . كانت رضي الله عنها شبيهة بوالدها السيد هاشم ، وكانت تلبس الرخيص من الثياب وفي الغالب الأبيض ، تعمل بيدها الشؤون من المنزل ، ولم تكن متكبرة ولا متجبرة ، ولم ير أحد منها إلا الوجه والكفين ، وكانت تقابل زائريها ليلاً من وراء حجاب وفق الشرع ، خافضة الطرف كثيرة السكوت تبكي رأفة للفقراء والمساكين ملازمة للأوراد وتلاوة القرآن الكريم ، تبذل النصح في جميع القضايا ، حميمة قوية ترفض كثيراً هدايا الحكام ومنحهم السخية ، كثيرة القيام والصيام لينة العريكة ، على سمة أهل اليقين والإيمان ، لها مجالس خاصة بالنساء تذكرهم بالله وتأمرهن على فعل الخيرات وترشدهن إلى التمسك بالآداب المحمدية ، ولديها بجميع الأراضي بالشرق خلاوى لتعليم القرآن الكريم ، ولقد أسلم على يدها كثير من الرجال والنساء ، وذلك لما أن ظهر لهم من كراماتها وبركاتها ، وقد بنت رضي الله عنها مساجد تقام بها الجمعة والجماعة وتقرأ بها الأوراد وتنشر المدائح وتتلى الأذكار . أما كراماتها رضي الله عنها فهي كثيرة مشهورة بين سائر سالكي الطريقة فما يمر من يوم إلا ويكرمها الله بما تقر به عيون المحبين فلها كرامات كعد الرمل والبحر ، وكانت رحمها الله مجابة الدعاء عظيمة جليلة كريمة الصدر سيدة حليمة فاضلة مهذبة ، ما جاءها ذو حاجة إلا وقضتها له تعين المضطر وتساعد المحتاج ، ومنها : أن يداها كانت علاج لأشد الأمراض ومنه مرض السرطان الذي عجز الأطباء وأغلق الحكماء بابه ، جاءها أحد خلفائها وأخبرها بالورم الذي أصاب بنته وقد أصابها إصابة بالغة طالباً الإستئذان عليها ، فأُذن له ودخل عيها ووضعت الشريفة يداها على على رأس البنت وذهب الورم لحظياً فلم تجد له أثراً قط ، وهذه من أقل كراماتها حيث ظلت تدعو إلى الله حالاً ومقالاٌ ، ومنها : أن إمرأة من أقاربها أصابها مرض أفقدها قوتها الجسدية وقاست من الألم ومكثت خمسة عشرة عاماً طريحة الفراش ونفر منها أهلها لشدة وصعوبة مرضها ولما أراد الله شفاءها أحضرها أهلها للشريفة مريم بعقيدة وتوكل ونظرت إليها الشريفة و وضعت يدها المباركة على رأسها وتفلت عليها بعد قراءة شئ من القرآن الكريم وتعطفت عليها فلما أراد أهلها حملها قالت : " دعوني " ، فشرعت بخفة وخرجت تمشي على رجليها بصحة تامة ، ومنها : أن أحد المحبين مكث ثلاثين عاماً ولم ينجب إلا بنتاً واحدة بعد زواج خمس نساء فقابل الشريفة وأخبرها بذلك ، فقالت له : تزوج فسترزق بهاشم وتاج السر ، فما مضى على كلامها إلا وقد أقرَّ الله عليه بالذرية ، ومنها : أن أحد المقربين لها والملازمين شاكله مرض عضاض حتى يئس من الشفاء فدعت له الله فشفاه الله في الحال ببركتها ، ومنها : أن أهل قرية أتوا بإمرأة مصروعة ويئسوا من شفائها فنظرت إليها فأعاد الله إليها عقلها وعادت بصحة جيدة لوطنها ، وكان الغيث ينزل بدعائها وترجى المطالب الصعبة الخفية وتقضي الأمور وتحل المشاكل وتزال المدلهمات ويفك الأسير وتزال الأحزان ، ما كانت تعرف للدنيا قيمة ولا مكانة ، ولا تكنز الفذهب والفضة ، بل تنفقها على القاصدين والمحتاجين وأبناء السبيل ، فكم من فقير بدعائها أعانه الله ومن مريض شفاه الله ، ومن ملسوع برئَ ، وذو مكانة أستردت مكانته وردت إليه ، وكانت دارها كعبة القاصدين ومحل الزوار وحرم الأمان ، تعج مساجدها وزواياها بالأفراح والأذكار صبحاً وعشية وترتيل القرآن الكريم ، وتعج ضيافتها بالضيوف من تاجر و مزارع ومستخدم وذو مكانة والوجهاء والأعيان تُقدَّم لهم الأطعمة الفاخرة والأشربة المتنوعة وتدفع لهم أجور السفر ، وتتبع البعض إلى الأهل . لما أراد الله إكرامها وذيادة درجاتها نزلت بها ألطاف سنية ، وأشتدَّ الألم والمرض وكانت تبطن ذلك ولا تظهره ، ومع ذلك كانت ملازمة للأذكار ومقابلة الضيوف ، ثم ظهرت بودار ضعف على جسمها فأمتنعت عن المقابلات وأستمر الحال شهوراً والناس يعانون من عدم مقابلتها ، وكانت إذ ذاك ذكرى والدها وأجتمعت الآلآف من المحبين وأهل الطريقة عند الساحات ناصبين الخيام والسرادق محتفلين بالذكرى ، وأتباعها يرحبون بالضيوف في شفافية ومحبة وصدق وراحة تامة ، وكانت رضي الله عنها تشكو من الألم ولم تظهر الضجر بل صبورة شكورة راضية بقضاء الله ، حتى أتت ساعة الرحيل وأقترب الوعد الحق ، تاقت تلك الروح الطاهرة إلى عالم الأرواح ، وألتحق الفرع بأصله في ميادين الرحمة الواسعة في فردوس الجنان ، قبضها الله إليه طاهرة نقية وذلك يوم الأربعاء أول ليلة في شهر رجب عام 1371ه الموافق لعام عام 1952م ، وذلك بمدينة بورتسودان ثم نقل جثمانها الطاهر إلى مقرها الأخير بسنكات لتدفن بقرب مسجدها ومحل تلاوة القرآن الكريم ، وما أصبح الصبح إلا وسرى الخبر على الأرجاء كهب الريح وقدم الناس بدوابهم المختلفة من كل فج من القرى والمدن والجهات البعيدة بعد أن تمَّ جهازها وقدم النعش للصلاة وقدم حفيدها السيد محمد عثمان بن السيد جعفر الميرغني من مدينة كسلا ، وكان المصلون ألآلآفاً من الناس ، ثم دفنت بمسجدها كما أوصت ، تُشيعها ملايين القلوب من أهل المحبة لها ، أشتدَّ الحزن والبلاء وإمتلأت الحناجر بالعبرات ، فلقد كانت سراج الهداية وقمر الرعاية ، غيث وغوث مطر الرحمة وملاذ العفات ، أم اليتامى والأرامل ومكففة دموع اليائسين وكعبة المنقطعين وعونهم و جبر الطالبين ، وأنقطع الكرم بعد موتها عليهم لولا أن خلفها أبناء حفيدها السيد محمد عثمان وهما السيد هاشم السيد محمد سرالختم الميرغني ، فالحمد لله على كرمه بهم ، أنزِل اللهم قبر ضمها سحائب الرحمة والبركات وألحقها بذوي السابقين و أوصلها بجدها المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وشفعها في جميع محبيها و أحباها . |
|
التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 05-24-2012 الساعة 12:16 PM.
|
05-24-2012, 11:23 AM | #2 | |
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
لله درهم رضي الله عن السيد هاشم الميرغني والشريفه مريم الميرغنيه ونفعنا الله بجاههم وببركاتهم,جزاك الله كل خير واحسان الخليفه الفاضل سراج الدين.. |
|
|
05-24-2012, 11:49 AM | #3 | |
مُشرف المنتدى العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
|
|
|
05-24-2012, 12:32 PM | #4 | |
مُشرف الفقه والعبادات
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
أهديكم أحبتي مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني رضي الله عنه ومن ثمّ مناقب إبنته السيدة مريم الميرغنية ::: *** مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني :: هو السيد محمد هاشم إبن السيد والإمام الختم وختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الميرغني ، ولد قريباً من وفاة الإمام الختم بمكة الشريفة عام 1264ه ، في لحظةٍ طيبةٍ مباركة في يومٍ أغرٍ ، ولد رضي الله عنه على أكمل الأخلاق المحمدية بمكة المكرمة وأهتز له الكون طرباً ، وتربى في حجر العز والسيادة ، ونشأ في كفالة الخير والسعادة ورقَّاه الله لدرجات العناية فحفظ القرآن الكريم ، وحضر العلوم فهبت عليه نسائم المعارف وفتحت له كنوزها ، وتعلقت همته بالتنسك وأنواع العبادات وذكر الله الرحيم ، وأشتغل بالطريقة بعد بلوغه فلاحت عليه أنوار التجليات ، ولقد أخذها عن والده الإمام العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنهما ، فلقد رضي الله عنه بارعاً في العلوم قد أنبع الله على لسانه ينابيع الحكمة ، وأنفجرت له علوم المعارف وكشف عن معاني أسرار التحقيق ، وسطعت عليه سواطع البركات والكرامات ، وأقام بمدينة مصوع لعدة سنوات ، وظهرت عليه البركات وجرت على يده خوارق العادات منذ نعومة أظافره فقصده الناس من كل حدب وصوب حتى نالوا من نفحاته وانتفعوا بإرشاده ، دخل على يده عدد كبير من الناس دين الإسلام الحنيف بدولة اريتريا ، حيث كان خليفة أبيه هنالك ، وبنى المساجد بها والخلاوى لتعليم القرآن الكريم وأحكامه والعلوم الشرعية ، كان في عصره صورةٌ محمدية ذاهد متفاني هائم فى الله حق الهيام ، لو أراد ان ينصب نفسه ملكاً لكان عليه سهلاً ، كانت عليه سمات جده صلى الله عليه وسلم باينة لا تخفى ، ويدعو وفق ما أمر به جده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، أحبه الناس جميعاً وتعلقوا به أشد تعلق فخُضعت له الرقاب طاعةً وحباً وجلاً ، وتيسرت له الأسباب ، فكان القطب المتفرد في أوانه بالمعارف الإلهية المفاضة عليه أنواراً سطوانية ، العالم الرباني والعابد الرحماني بحر الشرائع وينبوع الحقائق ، بحر العلوم وكنز المفاهم الجلية ، من رجال الله الكمل العارفين بالله ، وأخذ عنه الطريقة أممم كثيرة من أراضي الحبشة والسودان وغيرها من البلدان ، وخلف فيها خلفاء لإقامة الرواتب وشعائر الطريقة الختمية ، فما أجتمع عليه مريد صادق إلا ونال من عظيم المنا في أقل زمان ، ومانزل على أرضٍ إلا وخصبت أرضها وحصل لها القصد وبلوغ الأمنية ، وكان كثيراً ما يرى في حالة غيبية ومشاهدات إيمانية ، تسطع عليه الأنوار فيتواجد بمحض الفيض ، وتخضع له الموجودات وتذل له رقاب الملوك والحكام ولا يطيق النظر لسطوته ورؤية جماله إنسان ، كان رضي الله عنه مستغرقاً الأوقات بذكر الله في جميع أحواله ، لا يغفل عن المشاهدة ساعة من الزمان ، وليس له هم سوى الذكر وتلاوة القرآن الكريم ، ولقد ألفَّ رضي الله عنه ديواناّ عظيماً في مدح جده المصطفى صلى الله عليه وسلم وسمَّاه "شفاء القلوب والغرام في مدح من أضحى للأنبياء ختام" فما تلي في مكان إلا ولاحت عليه الأنوار وتشنفت أسماع الحاضرين به ، وله خطب ألفها لصلاة الأعياد فيها من أنواع المعاني ما يكل عنه البيان ، جاء أمر تزويجه بأمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بسواكن من قبيلة الأرتيقا وقصد سواكن يحمل الأمر النبوي الذي كُلِّف به قاصداً البيت الذي أٌمر بالزواج منه وتزوج منه وأستقبل بفرحةً كبيرة زفِرت فيها العيون ، وقد ولد رضي الله عنه القمرين النيِّرين السيد محمد عثمان الميرغني والسيد جعفر الميرغني ولقد توفيا صغيران ، والسيدتين الشريفتين السيدة مريم الميرغنية والسيدة علوية الميرغنية . ولقد جمَّله الباري على أحسن تقويم فكان رضي الله عنه صبيح الوجه معتدل القد مربوع القامة كساه الله الهيبة ، أدعج العينيان ، كثَّ اللحية ، باهر الخدين ، جميل الشفتين ، حلو المنطق ، يخجل البدور من جميل طلعته ، في مشيه يميل كغصن البان ، بادناً متماسكاً معتدل الخلق أقرب إلى الضخامة ، عليه الهيبة والوقار ، كان رضي الله عنه كاملاً فخيماً يتهلل وجهه سروراً ، دائم الكرم مبسوط اليدين بالعطية ، خلع الله عليه ملابس الزينة والجمال . أما أخلاقه رضي الله عنه فلقد تخلق بالأخلاق المصطفوية ، عذب الكلام كأنَّ منطقه الشهد يسع الجميع بجميع الخصال ، ويخاطب كلا بما يليق به ، ذو شجاعة فائقة ولطف تسترق له معاطف القلوب ، يجلس مع الغني والفقير ويعامل كل الخلق بالشفقة والرحمة ويحب الضعفاء ويشيع الجنائز ويعود المرضى ، شديد التواضع في مهابة وكرامة ، عالي الهمة سجية جواد عمَّ جوده الخاص والعام ، يبذل الأموال الكثيرة بلا عد وحسبان فكم جاءه فقير لا يملك شيئاً فعاد ذا ثروة ، سخي الطبع لا يهاب الملوك والحكام بل جميعهم يخضعون له ، نافذ الكلمة ، إذا إبتسم كأنَّ النجوم إنتظمت في فيه ، كثير الخوف والخشية من الله ، يهتم بشأن أمته أشد إهتمام ويحزن لأمورهم ومصائبهم . وأما كراماته رضي الله عنه فعزت أن تحصر ، فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فمنها : أن أحد خلفائه حكى أن رجل من بني عامر أتى إلى السيد هاشم وهو حزين جداً ووقع على السيد بصدق نية طالباً شفاء ولده وأكثر عليه الإلحاح ، فقال السيد للولد المعقد : " قم بإذن الله تعالى " ، فما أتمَّ السيد حديثه إلا وقام الولد على رجليه يمشي ، ومنها : أن خليفته حكى أنه كان مع السيد بكسلا بجهة الختمية ومعهم جمع من الخلفاء في مجلس أُنسٍ ، فتحدث مع السيد وطلب منه أن يريه المنازل التي كانوا بها بمكة المكرمة والمدينة المنورة لمشاهدتها عياناً وألحَّ عليه وأكثر عليه الطلب ، فقبض على عنقه قبضة قوية ن وقال له : " إنظر " ، فأقسم بالله أنه شاهد المنازل على هيئتها بلا ريب ، ومنها : أن السيد طلب منه شربة ماء فخرج لملئ الكأس فحضر فلما دخل الحجرة وجد حضرة السيد هاشم شخصين كلاهما هو ، فرجع خوفاً وتحيراً ثم تماسك وعاد وأعطى أحدهما الكأس وملأ كأساً أخر فناوله وأخذه ، وبعد برهة من الزمن عاد السيد هاشم كما كان ، ومنها : أنه كان مع السيد هاشم بالختمية في ليلة ممطرة شديدة الظلام فطلب من الخليفة أن يجلب له لبناً فخرج مدة من الزمان وعاد ليعطيه السيد فوجد سريره خالياً من ذاته الشريفة ، فألتفت يمنى ويسرى و وجد السيد مضطجعاً في الهواء فرجع بأثره إلى الباب بسرعة ثم عاد بعد أن أحدث حركة قبل دخوله فأذن له فوجده متكئاً على سريره وناوله اللبن فعاتبه على الدخول بغير إستئذان ، ومنها : مما نقل عن خليفة آخر أن السيد كان موجوداً بكسلا في جنينة ذات رياض وعمران ، فحضر جماعة معهم رجل مزمن في المرض أعيا الأطباء داءه وكادت روحه تفارقه لشدة علاجه وألمه لا يرتاح أبداً ، وطلب أهله من السيد أن ينظر له ، فرفع يديه الكريمتين مبتهلاً إلى الواحد المنان ، فما تمََّ دعاؤه إلا وشفي الرجل وصار يسعى على قدميه وعاش ماينوف الخمسة وعشرين سنة بعد ذلك في صحة وطيب خاطر ، ومنها : وأنه كان أيضاً مع السيد بالختمية في منزل وحضرت إمرأة من بني عامر بعد المغرب ووقعت على رجلي السيد وأقسمت عليه أن يدعو الله لأختها المريضة بالشفاء وكانت ملازمة الفراش ثلاثة أشهر وأحضرتها للسيد لتحصل لها البركة فجاءوا بها فتفل عليها السيد بريقه الشريف فحصل لها الشفاء وقامت مع أختها كأن لم يكن أذية ، ومنها : أن من تلامذته طلبوا منه أن يزورهم لأنهم حصل لهم ضرر عظيم من الفئران التي أكلت بذور مزارعهم بالقاش حتى أنهم يزرعوها ثم لا يجدوا في الصباح شيئاً وخافوا الهلاك من عدم النتاج فطلبوا من السيد رفع هذا البلاء المتوجهة فأمر رضي الله عنه أن يؤتى له بواحدٍ من الفئران فأحضروه أمامه فلحظه ببصره الشريف وتفل عليه ريقه فهلك في الحال وبشرهم برفع هذه الآفة المؤذية ، فكان كما بشرهم به ورفع الله عنهم ببركته وأنعم عليهم ، ومنها : أنه كان متوجهاً مع جماعة من الخلفاء إلى بلدة في ليلة شديدة الظلام وأمطرت عليهم السماء فسالت الوديان فتاه جماعة عن الطريق فأضاء لهم نور الأستاذ كالسراج ومشوا فيه إلى أن وصلوا فيالها من فضيلة ، ومنها : أن شخصاً قد تكلم معه بكلامٍ غير لائق بمقامه ، فقال له : " إسكت " ، فلم ينطق بعدها قط ، ومنها : أن شخصاً من كبار الخلفاء كان يدلك أرجل الأستاذ وهو مضطجع على سريره ولم يكن بالمكان أحد ، وأخذت السيد سِنة من النوم ، فبعد برهة وثب رضي الله عنه قائماً كهيئة الطير ثم طار فنزل عند زير الماء وألقى على نفسه ماءاً كثيراً وتكلم بكلام لا يفهم معناه إنسان ، ثم رجع إلى محله كما كان ، فرأى تلميذه واقفاً فسأله : " هل رأيت أمراً مني وأحوالاً غيبية " فأجابه إستحياءاً : " ما نظرت شيئاً ياسيدي " ، فتبسم فأخجل البدور من ثناياه المنظومة كاللآلي ، ومنها : عن ثقاة رواته أنه لما كانت هنالك حروب بجبال الحبشة مع الإيطاليين وأشتد القتال ، قالت عساكر المسلمين : " إننا شاهدنا السيد هاشم ونحن في معمعة القتال والحروب النارية " ، ورأوه واقفاً أمامهم وحفهم الله بعنايته ، ومن أعظم كراماته إسلام النصارى على يديه ومسلكهم الشريعة الإسلامية فكم من الأحباش قد أسلموا على يديه ونالوا عظيم المنا وكان ينزل إليه من رؤوس الجبال كبار الرهبان ويسلمون على يده الشريفة ، ومنهم أن أحدهم دخل قلبه شيئاً من الإسلام وهو نصراني فليلة ذلك رأى في المنام أمراً هاله وأفزعه وعطش حتى كان أن يهلك فرأى نهرين أحدهما عذب فرات ماءه أبيض من الثلج وأحلى من العسل والآخر ملح أجاج فيه حيات وعقارب ، فأراد أن يشرب من الماء العذب فمنعه الحفاظ وقالوا له : " ما هذا ماؤك بل الآخر إلا أن تكون من الأمة المحمدية " ، فحين ذلك رأى السيد محمد هاشم الميرغني فأخذه بيده وأسقاه من النهر العذب حتى إرتوى ، فدخل على قلبه نور الهدى والإيمان ولما أصبح صار ممتلأً بالوحدانية ، ومصدقاً بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فنزع ما كان له من رئاسة وملك وزهد ، وصار يبحث عن السيد هاشم حتى وصل إلى مصوع فأول ما وقع على بصره السيد هاشم ، فقال : " هذا مطلوبي هذا مرغوبي هذا محبوبي وهذا شيخي ومرشدي " ، وقبل ثلاثة أيام من وصوله بشر السيد بقدومه وأمر أن يهيئوا له مجلساً ولما حضر أسلم على يد الأستاذ وأكرمه غاية الإكرام ثم أشار له بالتوجه إلى مكة المكرمة ،ومنها : أن السيد كان بمنزل أحد الخلفاء وقدم له طعام في وقت ظهيرة ، فذاق منه وتركه ، فقال له أحد الخلفاء : " كُلْ يا سيدي لتحصل لنا البركة " ، فرد عليه : " كيف أكل وأنت مفارق الدنيا بعد قليل أيام " ، وكان الرجل على صحة جيدة ، فقال له : " ياسيدي كيف العمل " ، فقال له : " تأهب إلى لقاء مولاك الحنان المنان " ، فأخذ بالتأهب والإستعداد وأحضر كل ما يحتاجه في حالة الممات وكتب وصيته ، وبعد ثلاثة أيام من كلامه قام يتمشى بمنزله ليلاً فلدغته عقرب فتوفى إلى رحمة الملك الديان ، ومنها : أنه كان بمنزل أحد أحبابه في ليلة مظلمة شديدة الظلام والرعد ودخل عليهم في منتصف الليل راكباً دابة وفي نفس الوقت وقعت صاعقة قوية على نخلة فقطعتها إرباً إرباً وسلَّم الله منها صاحب المنزل وعائلته ولم يحصل لهم أذى فعلموا أن السيد ما أتى إلا لأغاثته ، ومنها : أن أحد الخلفاء في فلاة بالقاش قابلهم أسد عظيم بارز الأسنان عينانه كأنهن النار ، فأرتعدت فرائصم خوفاً منه فنجوا منه فعند عودتهم للسيد قصوا عليه ذلك فقال لهم : " إرجعوا إليه وعرفوه أن السيد هاشم الميرغني يدعوك أن تحضر إليه سريعاً " ، فرجعوا وعرفوه فهدى هيجانه ومشى معهم بدون تنفر بهيمي حتى وصل ووقف أمام الأستاذ بإجلال وإنكسار ، فكلمه السيد رضي الله عنه بحروف لم يفهموها ، وقد أمرهم أن ينظروا إليه ولجميع أعضائه المخيفة وهو واقف أمام الأستاذ على أتمِّ الأدب ، وأمرهم أن يعطوه لحماً فأكله وبعد ذلك أمره بالإنصراف فرجع إلى موطنه قاطعاً الوديان والفيافي . ولما أراد الله أن يمنحه عظيم التفضلات والمواهب في الدار الأخروية ويتحفه بالشهود ، قبض روحه الطاهرة يوم الإثنين من شهر جمادى الأخر عام 1319ه 1902م بعمر ناهذ الثلاث والخمسين قضاه في العبادة الخالصة لله وله مشهد عظيم بأرض مصوع التي تشرفت بغيث البرية وغوث الزمان ، ودفن هنالك وبنيت عليه قبة عظيمة من أفخر المباني عليها لوائح البركات وكان يشير أن هذه البقعة ستكون بها زيارة عظيمة ، ولقد رأوه بعض الأخوان الصالحين بمراءٍ منهم كان بالمدينة المنورة وكان كثير القراءة لأحزاب محي الدين بن عربي ، حكى : " أنه رأى ذات يوم محي بن عربي خارجاً من المدينة المنورة جالساً على كرسي متأهباً للوضوء فأقبل عليه وصبَّ له الماء فأتاه رجل من رجال سواكن وبيده رسالة فأستلمها بيده الشريفة وقرأها ، فقال : " سبحان الله العظيم إن السيد محمد هاشم الميرغني قادماً إلى المدينة فلنقم لملاقاته " ، فأنتبه من نومه فسأل أناساً أتوا المدينة المنورة من السودان ، فسألهم عنه وأخبروه أنه لا زال بخير وموجود بمصوع ، فتوجه إلى جدة بعد إسبوع فسمع خبر وفاته هناك قبل ثلاثة أيام فأرَّخ الرويا فإذا هي ليلة الوفاة ، وقد روي بعد وفاته في بلدة "دهلك" وهو يقول : أنا بحر العطاء أنا إبن المصطفى . السيدة مريم الميرغنية : هي السيدة مريم الميرغنية إبنة السيد هاشم وحفيدة ختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الختم ، فلقد كانت رضي الله عنها حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين طاهرة برة تقية وكانت من أهل الفضل والكرم والجود والبذل والإخلاص والإحسان ، وارثة الزهراء التي غمر صيتها الدنيا وعم البلاد التي أُنجِبت بأمرٍ نبوي ، التي قامت برسالة الآباء والأجداد حيث قامت بببناء المساجد المتعددة وأقامت الزوايا الكثيرة وعمَّرت الخلاوى بضياء الذكر ونور القرآن الكريم ، وهي أُم الضعفاء والمساكين وأُم الفقراء والمحتاجين الزاهدة التقية الطاهرة النقية عظيمة السر شديدة البر صاحبة فضلٍ على الأمة ، دوحة الأسرار والمعارف صاحبة المقام الرفيع الشارف الذي رقى على أطوار العقل وفاق إدراكه . كانت رضي الله عنها شبيهة بوالدها السيد هاشم ، وكانت تلبس الرخيص من الثياب وفي الغالب الأبيض ، تعمل بيدها الشؤون من المنزل ، ولم تكن متكبرة ولا متجبرة ، ولم ير أحد منها إلا الوجه والكفين ، وكانت تقابل زائريها ليلاً من وراء حجاب وفق الشرع ، خافضة الطرف كثيرة السكوت تبكي رأفة للفقراء والمساكين ملازمة للأوراد وتلاوة القرآن الكريم ، تبذل النصح في جميع القضايا ، حميمة قوية ترفض كثيراً هدايا الحكام ومنحهم السخية ، كثيرة القيام والصيام لينة العريكة ، على سمة أهل اليقين والإيمان ، لها مجالس خاصة بالنساء تذكرهم بالله وتأمرهن على فعل الخيرات وترشدهن إلى التمسك بالآداب المحمدية ، ولديها بجميع الأراضي بالشرق خلاوى لتعليم القرآن الكريم ، ولقد أسلم على يدها كثير من الرجال والنساء ، وذلك لما أن ظهر لهم من كراماتها وبركاتها ، وقد بنت رضي الله عنها مساجد تقام بها الجمعة والجماعة وتقرأ بها الأوراد وتنشر المدائح وتتلى الأذكار . أما كراماتها رضي الله عنها فهي كثيرة مشهورة بين سائر سالكي الطريقة فما يمر من يوم إلا ويكرمها الله بما تقر به عيون المحبين فلها كرامات كعد الرمل والبحر ، وكانت رحمها الله مجابة الدعاء عظيمة جليلة كريمة الصدر سيدة حليمة فاضلة مهذبة ، ما جاءها ذو حاجة إلا وقضتها له تعين المضطر وتساعد المحتاج ، ومنها : أن يداها كانت علاج لأشد الأمراض ومنه مرض السرطان الذي عجز الأطباء وأغلق الحكماء بابه ، جاءها أحد خلفائها وأخبرها بالورم الذي أصاب بنته وقد أصابها إصابة بالغة طالباً الإستئذان عليها ، فأُذن له ودخل عيها ووضعت الشريفة يداها على على رأس البنت وذهب الورم لحظياً فلم تجد له أثراً قط ، وهذه من أقل كراماتها حيث ظلت تدعو إلى الله حالاً ومقالاٌ ، ومنها : أن إمرأة من أقاربها أصابها مرض أفقدها قوتها الجسدية وقاست من الألم ومكثت خمسة عشرة عاماً طريحة الفراش ونفر منها أهلها لشدة وصعوبة مرضها ولما أراد الله شفاءها أحضرها أهلها للشريفة مريم بعقيدة وتوكل ونظرت إليها الشريفة و وضعت يدها المباركة على رأسها وتفلت عليها بعد قراءة شئ من القرآن الكريم وتعطفت عليها فلما أراد أهلها حملها قالت : " دعوني " ، فشرعت بخفة وخرجت تمشي على رجليها بصحة تامة ، ومنها : أن أحد المحبين مكث ثلاثين عاماً ولم ينجب إلا بنتاً واحدة بعد زواج خمس نساء فقابل الشريفة وأخبرها بذلك ، فقالت له : تزوج فسترزق بهاشم وتاج السر ، فما مضى على كلامها إلا وقد أقرَّ الله عليه بالذرية ، ومنها : أن أحد المقربين لها والملازمين شاكله مرض عضاض حتى يئس من الشفاء فدعت له الله فشفاه الله في الحال ببركتها ، ومنها : أن أهل قرية أتوا بإمرأة مصروعة ويئسوا من شفائها فنظرت إليها فأعاد الله إليها عقلها وعادت بصحة جيدة لوطنها ، وكان الغيث ينزل بدعائها وترجى المطالب الصعبة الخفية وتقضي الأمور وتحل المشاكل وتزال المدلهمات ويفك الأسير وتزال الأحزان ، ما كانت تعرف للدنيا قيمة ولا مكانة ، ولا تكنز الفذهب والفضة ، بل تنفقها على القاصدين والمحتاجين وأبناء السبيل ، فكم من فقير بدعائها أعانه الله ومن مريض شفاه الله ، ومن ملسوع برئَ ، وذو مكانة أستردت مكانته وردت إليه ، وكانت دارها كعبة القاصدين ومحل الزوار وحرم الأمان ، تعج مساجدها وزواياها بالأفراح والأذكار صبحاً وعشية وترتيل القرآن الكريم ، وتعج ضيافتها بالضيوف من تاجر و مزارع ومستخدم وذو مكانة والوجهاء والأعيان تُقدَّم لهم الأطعمة الفاخرة والأشربة المتنوعة وتدفع لهم أجور السفر ، وتتبع البعض إلى الأهل . لما أراد الله إكرامها وذيادة درجاتها نزلت بها ألطاف سنية ، وأشتدَّ الألم والمرض وكانت تبطن ذلك ولا تظهره ، ومع ذلك كانت ملازمة للأذكار ومقابلة الضيوف ، ثم ظهرت بودار ضعف على جسمها فأمتنعت عن المقابلات وأستمر الحال شهوراً والناس يعانون من عدم مقابلتها ، وكانت إذ ذاك ذكرى والدها وأجتمعت الآلآف من المحبين وأهل الطريقة عند الساحات ناصبين الخيام والسرادق محتفلين بالذكرى ، وأتباعها يرحبون بالضيوف في شفافية ومحبة وصدق وراحة تامة ، وكانت رضي الله عنها تشكو من الألم ولم تظهر الضجر بل صبورة شكورة راضية بقضاء الله ، حتى أتت ساعة الرحيل وأقترب الوعد الحق ، تاقت تلك الروح الطاهرة إلى عالم الأرواح ، وألتحق الفرع بأصله في ميادين الرحمة الواسعة في فردوس الجنان ، قبضها الله إليه طاهرة نقية وذلك يوم الأربعاء أول ليلة في شهر رجب عام 1371ه الموافق لعام عام 1952م ، وذلك بمدينة بورتسودان ثم نقل جثمانها الطاهر إلى مقرها الأخير بسنكات لتدفن بقرب مسجدها ومحل تلاوة القرآن الكريم ، وما أصبح الصبح إلا وسرى الخبر على الأرجاء كهب الريح وقدم الناس بدوابهم المختلفة من كل فج من القرى والمدن والجهات البعيدة بعد أن تمَّ جهازها وقدم النعش للصلاة وقدم حفيدها السيد محمد عثمان بن السيد جعفر الميرغني من مدينة كسلا ، وكان المصلون ألآلآفاً من الناس ، ثم دفنت بمسجدها كما أوصت ، تُشيعها ملايين القلوب من أهل المحبة لها ، أشتدَّ الحزن والبلاء وإمتلأت الحناجر بالعبرات ، فلقد كانت سراج الهداية وقمر الرعاية ، غيث وغوث مطر الرحمة وملاذ العفات ، أم اليتامى والأرامل ومكففة دموع اليائسين وكعبة المنقطعين وعونهم و جبر الطالبين ، وأنقطع الكرم بعد موتها عليهم لولا أن خلفها أبناء حفيدها السيد محمد عثمان وهما السيد هاشم السيد محمد سرالختم الميرغني ، فالحمد لله على كرمه بهم ، أنزِل اللهم قبر ضمها سحائب الرحمة والبركات وألحقها بذوي السابقين و أوصلها بجدها المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وشفعها في جميع محبيها و أحباها .
رضي الله عنهم وارضاهم وجعلنا الله في حماهم دنيا واخرة وثبتنا علي طريقتهم وثبت اخواننا حيثما كانوا ،،، بارك الله فيك الخليفة السراج وقبل قليل اتصل علينا الخليفة علي محمود من سنكات مكان الحولية واخبرني عن هذا اليوم الحافل بالتجليات والنفحات والامدادات نسال الله ان يُقسِم لنا منها وجميع الاخوان بقدر المحبة كما تحدثت بعده بالاخ الحبيب علي الشريف وسالناهم الدعوات الصالحات ووعد بانزال المزيد من صور الحولية .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم ميرغني ; 05-24-2012 الساعة 12:38 PM.
|
05-26-2012, 01:35 PM | #5 |
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
مدد ياغنية مريم المرغنية الهم امددنا بفيض الساده المراغنةو خصنا بكرمهم واجعلنا من اخص خواصهم واكرم خليفة الشباب الخليفة الخلوق فى دنياه والاخره ومده باسرار الحضرة النبوية وجميع اهله وزريته امين يارب العالمين اخوكم الخليفة محمد سليمان الجعلى |
05-26-2012, 05:04 PM | #6 | |
المدير العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
شكرا الخليفة سراج الدين على هذه السيرة العطرة لسيدى هاشم والشريفة مريم الميرغنية امدنا الله بامداداتهم |
|
|
05-26-2012, 05:20 PM | #7 | |
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
نفعنا الله بهم في الدَّاريْن . وأجزل الله لك العطاء العزيز سراج ضِعْفيْن. وجعلك للختميةِ قرَّة عيْن .
|
|
|
05-26-2012, 06:01 PM | #8 | |
المُراقب العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
رضي الله عنهم وارضاهم وجعلنا الله في حماهم دنيا واخرة وثبتنا علي طريقتهم وثبت اخواننا حيثما كانوا ،،، بارك الله فيك الخليفة السراج وقبل قليل اتصل علينا الخليفة علي محمود من سنكات مكان الحولية واخبرني عن هذا اليوم الحافل بالتجليات والنفحات والامدادات نسال الله ان يُقسِم لنا منها وجميع الاخوان بقدر المحبة كما تحدثت بعده بالاخ الحبيب علي الشريف وسالناهم الدعوات الصالحات ووعد بانزال المزيد من صور الحولية .
مدد يا سيدى هاشم ....
مدد ياستى مريم ....... شكراً يالسراج الوهاج على هذه الإضاء الشاملة الكاملة لمناقب مولانا السيد هاشم وابنته السخية الوفية السيده مريم رضي الله عنهم اجمعين وجعلنا فى حماهم إلى يوم الدين ورزقنا شفاعة جدهم خير المرسلين سيدنا وشفيعنا وحبيبنا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم |
|
|
05-26-2012, 06:52 PM | #9 | |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
شئ لله ياهاشم ...شئ لله ياهاشم ...
شئ لله ياهاشم ... يا ابن طه الخاتم .... السلام يا غنية مريم الميرغنية .... |
|
|
05-01-2014, 03:43 PM | #10 |
مُشرف المنتدى العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
أهديكم أحبتي مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني رضي الله عنه ومن ثمّ مناقب إبنته السيدة مريم الميرغنية ::: *** مناقب مولانا السيد محمد هاشم الميرغني :: هو السيد محمد هاشم إبن السيد والإمام الختم وختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الميرغني ، ولد قريباً من وفاة الإمام الختم بمكة الشريفة عام 1264ه ، في لحظةٍ طيبةٍ مباركة في يومٍ أغرٍ ، ولد رضي الله عنه على أكمل الأخلاق المحمدية بمكة المكرمة وأهتز له الكون طرباً ، وتربى في حجر العز والسيادة ، ونشأ في كفالة الخير والسعادة ورقَّاه الله لدرجات العناية فحفظ القرآن الكريم ، وحضر العلوم فهبت عليه نسائم المعارف وفتحت له كنوزها ، وتعلقت همته بالتنسك وأنواع العبادات وذكر الله الرحيم ، وأشتغل بالطريقة بعد بلوغه فلاحت عليه أنوار التجليات ، ولقد أخذها عن والده الإمام العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنهما ، فلقد رضي الله عنه بارعاً في العلوم قد أنبع الله على لسانه ينابيع الحكمة ، وأنفجرت له علوم المعارف وكشف عن معاني أسرار التحقيق ، وسطعت عليه سواطع البركات والكرامات ، وأقام بمدينة مصوع لعدة سنوات ، وظهرت عليه البركات وجرت على يده خوارق العادات منذ نعومة أظافره فقصده الناس من كل حدب وصوب حتى نالوا من نفحاته وانتفعوا بإرشاده ، دخل على يده عدد كبير من الناس دين الإسلام الحنيف بدولة اريتريا ، حيث كان خليفة أبيه هنالك ، وبنى المساجد بها والخلاوى لتعليم القرآن الكريم وأحكامه والعلوم الشرعية ، كان في عصره صورةٌ محمدية ذاهد متفاني هائم فى الله حق الهيام ، لو أراد ان ينصب نفسه ملكاً لكان عليه سهلاً ، كانت عليه سمات جده صلى الله عليه وسلم باينة لا تخفى ، ويدعو وفق ما أمر به جده المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، أحبه الناس جميعاً وتعلقوا به أشد تعلق فخُضعت له الرقاب طاعةً وحباً وجلاً ، وتيسرت له الأسباب ، فكان القطب المتفرد في أوانه بالمعارف الإلهية المفاضة عليه أنواراً سطوانية ، العالم الرباني والعابد الرحماني بحر الشرائع وينبوع الحقائق ، بحر العلوم وكنز المفاهم الجلية ، من رجال الله الكمل العارفين بالله ، وأخذ عنه الطريقة أممم كثيرة من أراضي الحبشة والسودان وغيرها من البلدان ، وخلف فيها خلفاء لإقامة الرواتب وشعائر الطريقة الختمية ، فما أجتمع عليه مريد صادق إلا ونال من عظيم المنا في أقل زمان ، ومانزل على أرضٍ إلا وخصبت أرضها وحصل لها القصد وبلوغ الأمنية ، وكان كثيراً ما يرى في حالة غيبية ومشاهدات إيمانية ، تسطع عليه الأنوار فيتواجد بمحض الفيض ، وتخضع له الموجودات وتذل له رقاب الملوك والحكام ولا يطيق النظر لسطوته ورؤية جماله إنسان ، كان رضي الله عنه مستغرقاً الأوقات بذكر الله في جميع أحواله ، لا يغفل عن المشاهدة ساعة من الزمان ، وليس له هم سوى الذكر وتلاوة القرآن الكريم ، ولقد ألفَّ رضي الله عنه ديواناّ عظيماً في مدح جده المصطفى صلى الله عليه وسلم وسمَّاه "شفاء القلوب والغرام في مدح من أضحى للأنبياء ختام" فما تلي في مكان إلا ولاحت عليه الأنوار وتشنفت أسماع الحاضرين به ، وله خطب ألفها لصلاة الأعياد فيها من أنواع المعاني ما يكل عنه البيان ، جاء أمر تزويجه بأمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بسواكن من قبيلة الأرتيقا وقصد سواكن يحمل الأمر النبوي الذي كُلِّف به قاصداً البيت الذي أٌمر بالزواج منه وتزوج منه وأستقبل بفرحةً كبيرة زفِرت فيها العيون ، وقد ولد رضي الله عنه القمرين النيِّرين السيد محمد عثمان الميرغني والسيد جعفر الميرغني ولقد توفيا صغيران ، والسيدتين الشريفتين السيدة مريم الميرغنية والسيدة علوية الميرغنية . ولقد جمَّله الباري على أحسن تقويم فكان رضي الله عنه صبيح الوجه معتدل القد مربوع القامة كساه الله الهيبة ، أدعج العينيان ، كثَّ اللحية ، باهر الخدين ، جميل الشفتين ، حلو المنطق ، يخجل البدور من جميل طلعته ، في مشيه يميل كغصن البان ، بادناً متماسكاً معتدل الخلق أقرب إلى الضخامة ، عليه الهيبة والوقار ، كان رضي الله عنه كاملاً فخيماً يتهلل وجهه سروراً ، دائم الكرم مبسوط اليدين بالعطية ، خلع الله عليه ملابس الزينة والجمال . أما أخلاقه رضي الله عنه فلقد تخلق بالأخلاق المصطفوية ، عذب الكلام كأنَّ منطقه الشهد يسع الجميع بجميع الخصال ، ويخاطب كلا بما يليق به ، ذو شجاعة فائقة ولطف تسترق له معاطف القلوب ، يجلس مع الغني والفقير ويعامل كل الخلق بالشفقة والرحمة ويحب الضعفاء ويشيع الجنائز ويعود المرضى ، شديد التواضع في مهابة وكرامة ، عالي الهمة سجية جواد عمَّ جوده الخاص والعام ، يبذل الأموال الكثيرة بلا عد وحسبان فكم جاءه فقير لا يملك شيئاً فعاد ذا ثروة ، سخي الطبع لا يهاب الملوك والحكام بل جميعهم يخضعون له ، نافذ الكلمة ، إذا إبتسم كأنَّ النجوم إنتظمت في فيه ، كثير الخوف والخشية من الله ، يهتم بشأن أمته أشد إهتمام ويحزن لأمورهم ومصائبهم . وأما كراماته رضي الله عنه فعزت أن تحصر ، فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فمنها : أن أحد خلفائه حكى أن رجل من بني عامر أتى إلى السيد هاشم وهو حزين جداً ووقع على السيد بصدق نية طالباً شفاء ولده وأكثر عليه الإلحاح ، فقال السيد للولد المعقد : " قم بإذن الله تعالى " ، فما أتمَّ السيد حديثه إلا وقام الولد على رجليه يمشي ، ومنها : أن خليفته حكى أنه كان مع السيد بكسلا بجهة الختمية ومعهم جمع من الخلفاء في مجلس أُنسٍ ، فتحدث مع السيد وطلب منه أن يريه المنازل التي كانوا بها بمكة المكرمة والمدينة المنورة لمشاهدتها عياناً وألحَّ عليه وأكثر عليه الطلب ، فقبض على عنقه قبضة قوية ن وقال له : " إنظر " ، فأقسم بالله أنه شاهد المنازل على هيئتها بلا ريب ، ومنها : أن السيد طلب منه شربة ماء فخرج لملئ الكأس فحضر فلما دخل الحجرة وجد حضرة السيد هاشم شخصين كلاهما هو ، فرجع خوفاً وتحيراً ثم تماسك وعاد وأعطى أحدهما الكأس وملأ كأساً أخر فناوله وأخذه ، وبعد برهة من الزمن عاد السيد هاشم كما كان ، ومنها : أنه كان مع السيد هاشم بالختمية في ليلة ممطرة شديدة الظلام فطلب من الخليفة أن يجلب له لبناً فخرج مدة من الزمان وعاد ليعطيه السيد فوجد سريره خالياً من ذاته الشريفة ، فألتفت يمنى ويسرى و وجد السيد مضطجعاً في الهواء فرجع بأثره إلى الباب بسرعة ثم عاد بعد أن أحدث حركة قبل دخوله فأذن له فوجده متكئاً على سريره وناوله اللبن فعاتبه على الدخول بغير إستئذان ، ومنها : مما نقل عن خليفة آخر أن السيد كان موجوداً بكسلا في جنينة ذات رياض وعمران ، فحضر جماعة معهم رجل مزمن في المرض أعيا الأطباء داءه وكادت روحه تفارقه لشدة علاجه وألمه لا يرتاح أبداً ، وطلب أهله من السيد أن ينظر له ، فرفع يديه الكريمتين مبتهلاً إلى الواحد المنان ، فما تمََّ دعاؤه إلا وشفي الرجل وصار يسعى على قدميه وعاش ماينوف الخمسة وعشرين سنة بعد ذلك في صحة وطيب خاطر ، ومنها : وأنه كان أيضاً مع السيد بالختمية في منزل وحضرت إمرأة من بني عامر بعد المغرب ووقعت على رجلي السيد وأقسمت عليه أن يدعو الله لأختها المريضة بالشفاء وكانت ملازمة الفراش ثلاثة أشهر وأحضرتها للسيد لتحصل لها البركة فجاءوا بها فتفل عليها السيد بريقه الشريف فحصل لها الشفاء وقامت مع أختها كأن لم يكن أذية ، ومنها : أن من تلامذته طلبوا منه أن يزورهم لأنهم حصل لهم ضرر عظيم من الفئران التي أكلت بذور مزارعهم بالقاش حتى أنهم يزرعوها ثم لا يجدوا في الصباح شيئاً وخافوا الهلاك من عدم النتاج فطلبوا من السيد رفع هذا البلاء المتوجهة فأمر رضي الله عنه أن يؤتى له بواحدٍ من الفئران فأحضروه أمامه فلحظه ببصره الشريف وتفل عليه ريقه فهلك في الحال وبشرهم برفع هذه الآفة المؤذية ، فكان كما بشرهم به ورفع الله عنهم ببركته وأنعم عليهم ، ومنها : أنه كان متوجهاً مع جماعة من الخلفاء إلى بلدة في ليلة شديدة الظلام وأمطرت عليهم السماء فسالت الوديان فتاه جماعة عن الطريق فأضاء لهم نور الأستاذ كالسراج ومشوا فيه إلى أن وصلوا فيالها من فضيلة ، ومنها : أن شخصاً قد تكلم معه بكلامٍ غير لائق بمقامه ، فقال له : " إسكت " ، فلم ينطق بعدها قط ، ومنها : أن شخصاً من كبار الخلفاء كان يدلك أرجل الأستاذ وهو مضطجع على سريره ولم يكن بالمكان أحد ، وأخذت السيد سِنة من النوم ، فبعد برهة وثب رضي الله عنه قائماً كهيئة الطير ثم طار فنزل عند زير الماء وألقى على نفسه ماءاً كثيراً وتكلم بكلام لا يفهم معناه إنسان ، ثم رجع إلى محله كما كان ، فرأى تلميذه واقفاً فسأله : " هل رأيت أمراً مني وأحوالاً غيبية " فأجابه إستحياءاً : " ما نظرت شيئاً ياسيدي " ، فتبسم فأخجل البدور من ثناياه المنظومة كاللآلي ، ومنها : عن ثقاة رواته أنه لما كانت هنالك حروب بجبال الحبشة مع الإيطاليين وأشتد القتال ، قالت عساكر المسلمين : " إننا شاهدنا السيد هاشم ونحن في معمعة القتال والحروب النارية " ، ورأوه واقفاً أمامهم وحفهم الله بعنايته ، ومن أعظم كراماته إسلام النصارى على يديه ومسلكهم الشريعة الإسلامية فكم من الأحباش قد أسلموا على يديه ونالوا عظيم المنا وكان ينزل إليه من رؤوس الجبال كبار الرهبان ويسلمون على يده الشريفة ، ومنهم أن أحدهم دخل قلبه شيئاً من الإسلام وهو نصراني فليلة ذلك رأى في المنام أمراً هاله وأفزعه وعطش حتى كان أن يهلك فرأى نهرين أحدهما عذب فرات ماءه أبيض من الثلج وأحلى من العسل والآخر ملح أجاج فيه حيات وعقارب ، فأراد أن يشرب من الماء العذب فمنعه الحفاظ وقالوا له : " ما هذا ماؤك بل الآخر إلا أن تكون من الأمة المحمدية " ، فحين ذلك رأى السيد محمد هاشم الميرغني فأخذه بيده وأسقاه من النهر العذب حتى إرتوى ، فدخل على قلبه نور الهدى والإيمان ولما أصبح صار ممتلأً بالوحدانية ، ومصدقاً بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فنزع ما كان له من رئاسة وملك وزهد ، وصار يبحث عن السيد هاشم حتى وصل إلى مصوع فأول ما وقع على بصره السيد هاشم ، فقال : " هذا مطلوبي هذا مرغوبي هذا محبوبي وهذا شيخي ومرشدي " ، وقبل ثلاثة أيام من وصوله بشر السيد بقدومه وأمر أن يهيئوا له مجلساً ولما حضر أسلم على يد الأستاذ وأكرمه غاية الإكرام ثم أشار له بالتوجه إلى مكة المكرمة ،ومنها : أن السيد كان بمنزل أحد الخلفاء وقدم له طعام في وقت ظهيرة ، فذاق منه وتركه ، فقال له أحد الخلفاء : " كُلْ يا سيدي لتحصل لنا البركة " ، فرد عليه : " كيف أكل وأنت مفارق الدنيا بعد قليل أيام " ، وكان الرجل على صحة جيدة ، فقال له : " ياسيدي كيف العمل " ، فقال له : " تأهب إلى لقاء مولاك الحنان المنان " ، فأخذ بالتأهب والإستعداد وأحضر كل ما يحتاجه في حالة الممات وكتب وصيته ، وبعد ثلاثة أيام من كلامه قام يتمشى بمنزله ليلاً فلدغته عقرب فتوفى إلى رحمة الملك الديان ، ومنها : أنه كان بمنزل أحد أحبابه في ليلة مظلمة شديدة الظلام والرعد ودخل عليهم في منتصف الليل راكباً دابة وفي نفس الوقت وقعت صاعقة قوية على نخلة فقطعتها إرباً إرباً وسلَّم الله منها صاحب المنزل وعائلته ولم يحصل لهم أذى فعلموا أن السيد ما أتى إلا لأغاثته ، ومنها : أن أحد الخلفاء في فلاة بالقاش قابلهم أسد عظيم بارز الأسنان عينانه كأنهن النار ، فأرتعدت فرائصم خوفاً منه فنجوا منه فعند عودتهم للسيد قصوا عليه ذلك فقال لهم : " إرجعوا إليه وعرفوه أن السيد هاشم الميرغني يدعوك أن تحضر إليه سريعاً " ، فرجعوا وعرفوه فهدى هيجانه ومشى معهم بدون تنفر بهيمي حتى وصل ووقف أمام الأستاذ بإجلال وإنكسار ، فكلمه السيد رضي الله عنه بحروف لم يفهموها ، وقد أمرهم أن ينظروا إليه ولجميع أعضائه المخيفة وهو واقف أمام الأستاذ على أتمِّ الأدب ، وأمرهم أن يعطوه لحماً فأكله وبعد ذلك أمره بالإنصراف فرجع إلى موطنه قاطعاً الوديان والفيافي . ولما أراد الله أن يمنحه عظيم التفضلات والمواهب في الدار الأخروية ويتحفه بالشهود ، قبض روحه الطاهرة يوم الإثنين من شهر جمادى الأخر عام 1319ه 1902م بعمر ناهذ الثلاث والخمسين قضاه في العبادة الخالصة لله وله مشهد عظيم بأرض مصوع التي تشرفت بغيث البرية وغوث الزمان ، ودفن هنالك وبنيت عليه قبة عظيمة من أفخر المباني عليها لوائح البركات وكان يشير أن هذه البقعة ستكون بها زيارة عظيمة ، ولقد رأوه بعض الأخوان الصالحين بمراءٍ منهم كان بالمدينة المنورة وكان كثير القراءة لأحزاب محي الدين بن عربي ، حكى : " أنه رأى ذات يوم محي بن عربي خارجاً من المدينة المنورة جالساً على كرسي متأهباً للوضوء فأقبل عليه وصبَّ له الماء فأتاه رجل من رجال سواكن وبيده رسالة فأستلمها بيده الشريفة وقرأها ، فقال : " سبحان الله العظيم إن السيد محمد هاشم الميرغني قادماً إلى المدينة فلنقم لملاقاته " ، فأنتبه من نومه فسأل أناساً أتوا المدينة المنورة من السودان ، فسألهم عنه وأخبروه أنه لا زال بخير وموجود بمصوع ، فتوجه إلى جدة بعد إسبوع فسمع خبر وفاته هناك قبل ثلاثة أيام فأرَّخ الرويا فإذا هي ليلة الوفاة ، وقد روي بعد وفاته في بلدة "دهلك" وهو يقول : أنا بحر العطاء أنا إبن المصطفى . السيدة مريم الميرغنية : هي السيدة مريم الميرغنية إبنة السيد هاشم وحفيدة ختم أهل العرفان السيد محمد عثمان الختم ، فلقد كانت رضي الله عنها حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين طاهرة برة تقية وكانت من أهل الفضل والكرم والجود والبذل والإخلاص والإحسان ، وارثة الزهراء التي غمر صيتها الدنيا وعم البلاد التي أُنجِبت بأمرٍ نبوي ، التي قامت برسالة الآباء والأجداد حيث قامت بببناء المساجد المتعددة وأقامت الزوايا الكثيرة وعمَّرت الخلاوى بضياء الذكر ونور القرآن الكريم ، وهي أُم الضعفاء والمساكين وأُم الفقراء والمحتاجين الزاهدة التقية الطاهرة النقية عظيمة السر شديدة البر صاحبة فضلٍ على الأمة ، دوحة الأسرار والمعارف صاحبة المقام الرفيع الشارف الذي رقى على أطوار العقل وفاق إدراكه . كانت رضي الله عنها شبيهة بوالدها السيد هاشم ، وكانت تلبس الرخيص من الثياب وفي الغالب الأبيض ، تعمل بيدها الشؤون من المنزل ، ولم تكن متكبرة ولا متجبرة ، ولم ير أحد منها إلا الوجه والكفين ، وكانت تقابل زائريها ليلاً من وراء حجاب وفق الشرع ، خافضة الطرف كثيرة السكوت تبكي رأفة للفقراء والمساكين ملازمة للأوراد وتلاوة القرآن الكريم ، تبذل النصح في جميع القضايا ، حميمة قوية ترفض كثيراً هدايا الحكام ومنحهم السخية ، كثيرة القيام والصيام لينة العريكة ، على سمة أهل اليقين والإيمان ، لها مجالس خاصة بالنساء تذكرهم بالله وتأمرهن على فعل الخيرات وترشدهن إلى التمسك بالآداب المحمدية ، ولديها بجميع الأراضي بالشرق خلاوى لتعليم القرآن الكريم ، ولقد أسلم على يدها كثير من الرجال والنساء ، وذلك لما أن ظهر لهم من كراماتها وبركاتها ، وقد بنت رضي الله عنها مساجد تقام بها الجمعة والجماعة وتقرأ بها الأوراد وتنشر المدائح وتتلى الأذكار . أما كراماتها رضي الله عنها فهي كثيرة مشهورة بين سائر سالكي الطريقة فما يمر من يوم إلا ويكرمها الله بما تقر به عيون المحبين فلها كرامات كعد الرمل والبحر ، وكانت رحمها الله مجابة الدعاء عظيمة جليلة كريمة الصدر سيدة حليمة فاضلة مهذبة ، ما جاءها ذو حاجة إلا وقضتها له تعين المضطر وتساعد المحتاج ، ومنها : أن يداها كانت علاج لأشد الأمراض ومنه مرض السرطان الذي عجز الأطباء وأغلق الحكماء بابه ، جاءها أحد خلفائها وأخبرها بالورم الذي أصاب بنته وقد أصابها إصابة بالغة طالباً الإستئذان عليها ، فأُذن له ودخل عيها ووضعت الشريفة يداها على على رأس البنت وذهب الورم لحظياً فلم تجد له أثراً قط ، وهذه من أقل كراماتها حيث ظلت تدعو إلى الله حالاً ومقالاٌ ، ومنها : أن إمرأة من أقاربها أصابها مرض أفقدها قوتها الجسدية وقاست من الألم ومكثت خمسة عشرة عاماً طريحة الفراش ونفر منها أهلها لشدة وصعوبة مرضها ولما أراد الله شفاءها أحضرها أهلها للشريفة مريم بعقيدة وتوكل ونظرت إليها الشريفة و وضعت يدها المباركة على رأسها وتفلت عليها بعد قراءة شئ من القرآن الكريم وتعطفت عليها فلما أراد أهلها حملها قالت : " دعوني " ، فشرعت بخفة وخرجت تمشي على رجليها بصحة تامة ، ومنها : أن أحد المحبين مكث ثلاثين عاماً ولم ينجب إلا بنتاً واحدة بعد زواج خمس نساء فقابل الشريفة وأخبرها بذلك ، فقالت له : تزوج فسترزق بهاشم وتاج السر ، فما مضى على كلامها إلا وقد أقرَّ الله عليه بالذرية ، ومنها : أن أحد المقربين لها والملازمين شاكله مرض عضاض حتى يئس من الشفاء فدعت له الله فشفاه الله في الحال ببركتها ، ومنها : أن أهل قرية أتوا بإمرأة مصروعة ويئسوا من شفائها فنظرت إليها فأعاد الله إليها عقلها وعادت بصحة جيدة لوطنها ، وكان الغيث ينزل بدعائها وترجى المطالب الصعبة الخفية وتقضي الأمور وتحل المشاكل وتزال المدلهمات ويفك الأسير وتزال الأحزان ، ما كانت تعرف للدنيا قيمة ولا مكانة ، ولا تكنز الفذهب والفضة ، بل تنفقها على القاصدين والمحتاجين وأبناء السبيل ، فكم من فقير بدعائها أعانه الله ومن مريض شفاه الله ، ومن ملسوع برئَ ، وذو مكانة أستردت مكانته وردت إليه ، وكانت دارها كعبة القاصدين ومحل الزوار وحرم الأمان ، تعج مساجدها وزواياها بالأفراح والأذكار صبحاً وعشية وترتيل القرآن الكريم ، وتعج ضيافتها بالضيوف من تاجر و مزارع ومستخدم وذو مكانة والوجهاء والأعيان تُقدَّم لهم الأطعمة الفاخرة والأشربة المتنوعة وتدفع لهم أجور السفر ، وتتبع البعض إلى الأهل . لما أراد الله إكرامها وذيادة درجاتها نزلت بها ألطاف سنية ، وأشتدَّ الألم والمرض وكانت تبطن ذلك ولا تظهره ، ومع ذلك كانت ملازمة للأذكار ومقابلة الضيوف ، ثم ظهرت بودار ضعف على جسمها فأمتنعت عن المقابلات وأستمر الحال شهوراً والناس يعانون من عدم مقابلتها ، وكانت إذ ذاك ذكرى والدها وأجتمعت الآلآف من المحبين وأهل الطريقة عند الساحات ناصبين الخيام والسرادق محتفلين بالذكرى ، وأتباعها يرحبون بالضيوف في شفافية ومحبة وصدق وراحة تامة ، وكانت رضي الله عنها تشكو من الألم ولم تظهر الضجر بل صبورة شكورة راضية بقضاء الله ، حتى أتت ساعة الرحيل وأقترب الوعد الحق ، تاقت تلك الروح الطاهرة إلى عالم الأرواح ، وألتحق الفرع بأصله في ميادين الرحمة الواسعة في فردوس الجنان ، قبضها الله إليه طاهرة نقية وذلك يوم الأربعاء أول ليلة في شهر رجب عام 1371ه الموافق لعام عام 1952م ، وذلك بمدينة بورتسودان ثم نقل جثمانها الطاهر إلى مقرها الأخير بسنكات لتدفن بقرب مسجدها ومحل تلاوة القرآن الكريم ، وما أصبح الصبح إلا وسرى الخبر على الأرجاء كهب الريح وقدم الناس بدوابهم المختلفة من كل فج من القرى والمدن والجهات البعيدة بعد أن تمَّ جهازها وقدم النعش للصلاة وقدم حفيدها السيد محمد عثمان بن السيد جعفر الميرغني من مدينة كسلا ، وكان المصلون ألآلآفاً من الناس ، ثم دفنت بمسجدها كما أوصت ، تُشيعها ملايين القلوب من أهل المحبة لها ، أشتدَّ الحزن والبلاء وإمتلأت الحناجر بالعبرات ، فلقد كانت سراج الهداية وقمر الرعاية ، غيث وغوث مطر الرحمة وملاذ العفات ، أم اليتامى والأرامل ومكففة دموع اليائسين وكعبة المنقطعين وعونهم و جبر الطالبين ، وأنقطع الكرم بعد موتها عليهم لولا أن خلفها أبناء حفيدها السيد محمد عثمان وهما السيد هاشم السيد محمد سرالختم الميرغني ، فالحمد لله على كرمه بهم ، أنزِل اللهم قبر ضمها سحائب الرحمة والبركات وألحقها بذوي السابقين و أوصلها بجدها المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وشفعها في جميع محبيها و أحباها . |
05-01-2014, 04:45 PM | #11 | |
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
جزاكم الله خيرا على هذه السيرة العطرة فهم كرام من كرام من كرام ويكفيهم أن جدهم خير من وطئ الثرى رضي الله عنهم وافضل الصلوات وأتم التسليمات على جدهم |
|
|
04-18-2015, 10:28 AM | #12 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
وقد روي بعد وفاته في بلدة "دهلك" وهو يقول : أنا بحر العطاء أنا إبن المصطفى . |
04-18-2015, 12:02 PM | #13 | |
شباب الميرغني
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
شئ لله ياهاشم ...شئ لله ياهاشم
شئ لله ياهاشم ... يا ابن طه الخاتم ................. والسلام يا غنيَّة.. مريم الميرغنيَّة... |
|
|
04-18-2015, 01:12 PM | #14 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
|
04-19-2015, 05:39 PM | #15 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
يارب صلى على النبى محمد بحر العطا ها قد اتيت الهنا للباب فاقبل من شطا ولقد اتيتك خالقى متذللا ومفرطا والشيب لاح بعارضى ولما ردعت عن الخطا وكذاك بان بمفرقى ومشى رويدا بالخطا وانا الذى جسمى عليل بالذنوب وساقطا متحيرا متأسفا ولفى يدى قد اسقطا واخجلاتاه من اللقاء ومن العتاب اذا الغطا عمرى وايام الصبا وشبابى ولا بل سطا وايست الا منكم غفرا لمن قد افرطا فعلى صلاحى قادر بيديك يارب العطا انى فلست مفرق بين الصواب كذا الخطأ عبد ضعيف غارق بالذنب انى فى غطا وملوث ومدنس بالوزر رق امعطا ومسوف ومعلل وضنين نفسى مفرطا والى المعاصى مهرولا كالافعوان الارقطا فمتى الخلاص ومتى النجاة انقذنى ربى بالعطا بالعفو انى طامع ولدى الرجاء مرابطا هذا المسئ الى متى القبائح لاقطا ان لم تداركنى فانى فى شقا ولفى غطا هاقد أتى بمحمد عبد ذليل خالطا متوسلا مستشفعا متحصنا متحوطا لاغرو فهو محبكم ولخير من نقل الخطأ وعليه جبريل الجليل امسى واضحى هابطا انا ميرغنى هاشم عبد لكم شبه الوطا انا ميرغنى هاشم عبد لكم شبه الوطا وانا جميع معولى ابدا عليكم ما خطأ وعليك صلى دائما ياخير من ركب المطى رب كريم غافر ذنب الذى متورطا رب كريم غافر ذنب الذى متورطا والآل والصحب الكرام اولى التقى بحر العطا ما اظلم الديجور وابيض الصباح وخالطا او من يحافظ للصلاة والوقت ذاك الاوسطا |
التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 04-19-2015 الساعة 05:43 PM. |
04-19-2015, 05:46 PM | #16 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
الله الله انا الفى غايت الهم مشتاق لى زيارة السيدة مريم بسم الله اشرح وابدا يافم بالحى القديم الله اعلم السر والجهر بى حالنا يعلم القادر مريد يعطى ويرحم ثنيت بالنبى الهادى المعظم الختم الرسل ليهم مقدم النور السبق من قبل ادم صلوا عليه صلى الله وسلم اقرب يامريد اصنت افهم مناقب الميرغنية السيده مريم ام جودا يفوق الوابل واليم رمشة عين تغيث اليها ينهم يانعمه الشريفة البابا لازم يلقى رضاها عفوها اليفرج الهم من جور الزمان ونوائبه يسلم يفوز بى جاها فى الدارين منعم بت هاشم طويلة الباع جليلة الجود والكرم والعزة هيله فريدة عصرها المعدوم مثيلة ذرية الرسول طه الوسيلة بت الهاشمية السيدة مريم اجوادة وسخية السيدة مريم مابتبخل على السيدة مريم نظرك ختى لى يالسيدة مريم بت سيدى العظيم السيدة مريم ام قدرا جسيم السيدة مريم بارادة الكريم السيدة مريم كم عافت سقيم السيدة مريم البعجب نظاما السيدة مريم واليطرب كلاما السيدة مريم رباية اليتامى السيدة مريم ركازة العداما السيدة مريم بت بدر البدور السيدة مريم نوراً صافى نور السيدة مريم والله اليزور السيدة مريم تسهله الامور بالسيدة مريم بت شافع الوعيد السيدة مريم الملوك ليكم عبيد يالسيدة مريم كل صبحاً جديد يالسيدة مريم شأن قدرك يزيد يالسيدة مريم ذو البأس الشديد السيدة مريم ام جاهاً عريض السيدة مريم لحاقة بعيد السيدة مريم حضرتا نور وعيد السيدة مريم ذو الطلعه البهية السيدة مريم متواضعة وطيه السيدة مريم الطاهرة التقية السيدة مريم تفوق قمر العشية السيدة مريم الزاهدة الدنية السيدة مريم الذاكرة ونقية السيدة مريم فكته من جنية السيدة مريم صاحب البندقية السيدة مريم بت هاشم طويلة الباع حبابا بالجود ماانسد بابا من خلانى فى خدام جنابا انظر حضرتا واسمع خطابا اليابى الرسول وابناه يندم غطى الران طمس لى قلبه دمدم التبسه اللعين وكساه ثوب غم شقى ولاشك فى النيران مجحم بت بدر البدور المو لفيفة تراتى وتسند الهزلان ضيعفة وسيلتنا الامان من شر وخيفة سريعة النهمة للضايقين خفيفة يقول ود صالح الياس الخليفة متوسلبكم حد الحليفة رفعت يدى سائل الله اللطيف قبل الموت ازورك يالشريفة الصلاة والسلام الاف مردم عدد علم الاله الهويعلم من عبداً حقير قاصر ابلم اقبلها ياكريم اغفرله وارحم |
04-20-2015, 05:42 PM | #17 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
قال الخليفه عبد العزيز محمد الحسن مادحاً الشريفه مريم الميرغنيه: رخية المزن من فاقت سجيتها ** في البذل والمد معنى الهاتن المطرا الكون خادمها بالطوع لازمها ** تمضي اوامرها في الجن والبشرا تعطي وتبذل احساناً ومرحمة ** وقد حكى الدهر عنها اغرب الخبرا غوث وغيث وامدادا به عرفت ** علم وحلم طباع السيدة البرا رحيمة ببني الانسان اجمعهم ** مغيثة في حلول البأس والخطرا فنادها تلقي ماترجوه من امل ** وانزل بساحتها ان خفت من ضررا اقصد حماهاوكن بالفقر مؤتزرا ** وانوى بزورتها حجاً ومعتمرا |
04-22-2015, 10:26 AM | #18 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
أما أخلاقه رضي الله عنه فلقد تخلق بالأخلاق المصطفوية ، عذب الكلام كأنَّ منطقه الشهد يسع الجميع بجميع الخصال ، ويخاطب كلا بما يليق به ، ذو شجاعة فائقة ولطف تسترق له معاطف القلوب ، يجلس مع الغني والفقير ويعامل كل الخلق بالشفقة والرحمة ويحب الضعفاء ويشيع الجنائز ويعود المرضى ، شديد التواضع في مهابة وكرامة ، عالي الهمة سجية جواد عمَّ جوده الخاص والعام ، يبذل الأموال الكثيرة بلا عد وحسبان فكم جاءه فقير لا يملك شيئاً فعاد ذا ثروة ، سخي الطبع لا يهاب الملوك والحكام بل جميعهم يخضعون له ، نافذ الكلمة ، إذا إبتسم كأنَّ النجوم إنتظمت في فيه ، كثير الخوف والخشية من الله ، يهتم بشأن أمته أشد إهتمام ويحزن لأمورهم ومصائبهم . |
04-23-2015, 05:10 AM | #19 |
|
Re: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
شئ لله ياهاشم ...شئ لله ياهاشم شئ لله ياهاشم ... يا ابن طه الخاتم ................. والسلام يا غنيَّة.. مريم الميرغنيَّة... |
02-15-2021, 10:09 AM | #20 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب السيد هاشم الميرغنى والسيدة مريم الميرغنية رضى الله عنهم
انا ميرغنى هاشم عبد لكم شبه الوطا وانا جميع معولى ابدا عليكم ما خطأ وعليك صلى دائما ياخير من ركب المطى رب كريم غافر ذنب الذى متورطا رب كريم غافر ذنب الذى متورطا والآل والصحب الكرام اولى التقى بحر العطا ما اظلم الديجور وابيض الصباح وخالطا او من يحافظ للصلاة والوقت ذاك الاوسطا |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | سراج الدين احمد الحاج | مشاركات | 19 | المشاهدات | 13948 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|