القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-30-2011, 08:49 AM | #1 |
|
الخليفة الشيخ سليمان ملاح .... (توثيق بقلم إبنه عثمان ملاح)...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طلبت وألحيت على الأخ عثمان الشيخ سلمان بالكتابة عن سيرة والده الخليفة الشيخ سلمان ملاح رحمه الله تعالى فلما تهيأت أسباب ذلك كتب هذه السيرة عميقة التفاصيل , مع حلاوة وجزالة في السرد فجزاه الله عنا خيرا |
03-30-2011, 08:50 AM | #2 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العالمين .... والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، رب أغفر لي ولوالدي .... وارحمهما كما ربياني صغيراً . أما بعد فهذه ترجمة مختصرة لأحد رموز وخلفاء الختمية ، كتبناها بطلب من أحد الأخوان الأعزاء ليفيد منها شباب الختمية خاصة .. وكل من يطلع عليها عامة ، فنقول مستعينين بحول الله وقوته . الشيخ ملاح (1923 - 1981م) هو الشيخ سليمان محمد ملاح ، من فخذ الملوحاب .. بطن العويضية .. قبيلة الجعليين المعروفة ، والتي تتشرف بالأتصال برسول الله ، صلي الله عليه وسلم ، عند عمه العباس ، رضي الله عنه ، كبير البيت النبوي ... والبيت الجعلي ، فهو شريف عباسي من جهة الآباء ، مع تداخل حسن وحسين من جهة الأمهات . كانت ولادته بقرية الكردة .. ريفي المتمة .. غرب شندي ، ولقد حفظ القرآن ودرس علومة ، من فقة وتصوف .. إضافة الي النحو والحساب ، بخلاوي المنطقة والتي كانت بمثابة الجامعات التي تقدم العلم الرصين ، والخلق النبوي الرفيع ، فيتخرج الطالب وقد نال قسطاً عالياً من المعرفة .. والتزكية . ولقد نشأ في بيت قرآني ، يحب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، والأولياء الصالحين ، ويعشق التصوف .. ويعيشه ، فكانت تربيته الأولي على يد والده ، رحمة الله ، والذي كان مربيه وقدوته في السير الي الله ، حتي اكرمه الله بالوصول والفتح على يد السيد على الميرغني ، رضي الله عنه ، والذي احبه واكرمه لما انكشف له بنور الولاية ، لما وجده عنده من علو الهمة ، وقوة العزيمة وصدق المحبة لله ورسوله والصالحين ، فكانت له عنده حظوه خاصة . ومكانة عالية ، فأجازة للإرشاد والتربية اجازة كاملة ، إلا أنه لم يتفرغ لذلك ، بل واصل مساعدة والده في التجارة حتي توفاه الله ... فواصل في إدارة مشاريعه التجارية بنفسه ، رحمة الله . |
03-30-2011, 08:51 AM | #3 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
ارهاصات :
لقد تم تشييخ الوالد ، رحمة الله عليه - وعلى الوالدة كما ربياني صغيراً - ، وهو بعد رضيع ، فلقد حملته والدته قبيل فطامه في رفقة من اهل القرية ، الي زيارة الشيخ علي الحفيان والذي كان من كبار أولياء منطقة شندي ، فقالت للشيخ ،لقد اسميناه علياً .. على إسمك ، فتفرس فيه الشيخ بنور الولاية ، ثم أخذ كفه الصغير متأملاً ، ثم أخذ يقول : أنه الشيخ ، ليس بعلي . ومن ذلك الحين أصبح اسم صاحبنا هو الشيخ ، فكان وصفاً ..وعلماً عليه . |
03-30-2011, 08:52 AM | #4 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
اوصافه الخلقية :
كان رحمة الله حنطي اللون ، مستدير الوجه ، مربوع القامة ، غير سمين ولا نحيف . يحب معالي الأمور .. ويكره سفاسفها وكان يغلب عليه البسط .. لذلك كنت تراه دائماً هاشاً باشاً .. باسم الثغر ، جل ضحكه التبسم . يحب الفكاهة والمزاح .. ولا يقول إلا حقا . يحب النظافة والطيب والسلوك عند كل صلاة كما يحب الابيض من الثياب .. خاصة القطني منها ، انيقاً في مظهره ، يلبس ملاية كاملة : الجلابية البلدية والعمامه والشال الذي كان يضعه فوق العمامة مثل الغترة التي يلبسها أهل الحجاز ، كما كان يكره ثياب الشهرة .. وكل زي يدل على صاحبه ، فلم نره يلبس زياً مترفاً ولا متنعماً ولا ملوناً . وببساطة فلقد كان كل من حوله في كل زمان ومكان .. لا يرون منه إلا جميلاً ، ولا ييشمون إلا طيباً ، ولا يسمعون من إلا حسنا ، أي كبائع المسك في الوصف النبوي |
03-30-2011, 08:53 AM | #5 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
اوصافه الخلقية :
كان مثله الأعلى هو الرسول الكريم ، صلي الله عليه وسلم ، فكان يقتدي به في كل حركاته سكناته ، واقواله وافعاله ، حتي صار ذلك طبعاً راسخاً فيه .. دون تكلف او تصنع ، فلقد كان شيخا عارفاً واصلا ، من الاولياء الاكابر .. أهل الرسوخ في اليقين ، والمعرفة والتمكين ، وذلك بشهادة كل من عرفة من أهل هذا الشأن . وهذا إن دل على شئ ، فإنما يدل على أنه كان على قدم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم .. يؤكد ذلك شهادة العارفين من أهل هذا الشأن وعلى رأسهم السيد علي الميرغني ، رضوان الله عليه ، وما كان له عنده من الحظوة والمكانة .. والإجلال والتقدير وكذلك انجذاب أهل التصوف على اختلاف طرقهم ومشاربهم ، وزيارتهم له من شتي الاصقاع ، وتصرفهم معه كتصرف التلميذ والحواري مع الشيخ .. من المحبة والاجلال والتقدير ، وكأنما هناك من يدفعهم لزيارته .. والاستفادة منه ، لأنه رحمه الله كما ذكرنا لم يكن يحب الشهرة والرئاسة ، ولا يسعي إليهما .. ولا يعمل على الاعلان عن نفسه . ومما يؤكد هذه الوراثة المحمدية الكاملة أيضاً .. سلوكة في حياته العامة والخاصة ، حتي في ابسط الاشياء حتي اننا لم نره يضحك قهقهة ، وأنما كان ضحكة تبسماً ، ولم نسمعه يدندن بشعر ولا غناء .. ولا حتي بشئ من المديح .. لانه كان مشغولاً بدوام وكثرة الذكر ، كما كان يتركنا نمشيي أمامه ، ولم يكن يدع أحداً للمشي خلفه . وآخر هذه المؤكدات للوراثة المحمدية الكاملة : الحفظ .. والتوفيق للاستقامة ودوام الذكر حتي أثناء غيبوبات المرض .. وذلك حتي توفاه الله على حسن الخاتمة ولله الحمد . كذلك ما رايناه له ورءاه له غيرنا من رؤي صالحة بعد وفاته ، تفيد بذلك وتؤكده . |
03-30-2011, 08:53 AM | #6 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
ملامح متفرقة من شخصيته :
كان الوالد رحمة الله عبقريا في التخطيط و الادارة والحسابات وعلم النفس ، وشتي مجالات الحياة ، عالما بدينه ودنياه ، وتجلت عبقريته هذه في ممارسته للتجارة و مشاريعه الأخري . فلقد كان الوالد كالشيخ ابي الحسن الشاذلي واسع الثراء ، حيث كان يعمل والده - رحمهم الله جميعاً - بالتجارة ، وكان من الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقامة الصلاة . وكان مع ابيه من اوائل التجار الذين أسسوا للتجارة الحديثة والرأسمال الوطني في هذا البلد . كان يعمل بتجارة المحاصيل عن طريق وكلاء في شتي المدن ، بينما يتولى الاشراف والادارة من الخرطوم ، كما كان يملك اسطولا من عربات الأجرة به ما لا يقل عن ست عربات ، فقام بتصفية تلك المشاريع وتفرغ لادارة محله التجاري الكبير ، والذي كان بمثابة كلية للتجارة والعلوم الادارية ، تخرج فيها ما لا يقل عن خمسة عشر فردا ممن اثروا العمل التجاري ، وكان كلا منهم يعول أسرة ويفتح بيتاً . وتتجلي العبقرية الادارية ، في ادارة تلك المشاريع المتشعبة ، وقيادة ذلك العدد من الرجال بحكمة وحنكة ، مع ممارسة ما يتطلبة ذلك من التعامل مع البنوك بدون فوائد، واذونات الصرف والقبض ، ودفاتر الحسابات اليومية ودفتر الاستاذ ، والجرد السنوي واستخراج الزكاة ، الي غير ذلك من الانشطة دونما أي خبرة او دراسة ، وبنجاح يحسده عليه اهل الخبرة والتخصص في تلك المجالات . كما كان منضبطاً ، يحتفظ بسجل خاص ، يدون فيه كل الاحداث والتعاملات الهامة، الشخصية والعامة ، فيوثقها بتفاصيلها وتواريخها . ومما كان يمتاز به رحمة الله ، قوة توكله علي الله في كل الامور ، حيث كان ذا قدم راسخة فيه ، فيعد كل الاسباب ويخطط لامره ، ويستسشير ويستخير ، حتي انه كان يطلب مشورتنا ونحن الصغار في بعض الامور ، فاذا استقر رايه علي قرار ، عزم متوكلاً علي رب الاسباب . وكان رحمة الله محبوباً مقبولاً من الجميع ، مهاباً من الاعداء والخصوم والحساد ، بل تهابه حتي القضاة ، ولايخاف الا الله ، كم قال الشيخ ابو الحسن الشاذلي : ان الولي اذا تكمل .. كساه الله كسوتين ، كسوة جمال ليكون محبوباً ومقبولاً وكسوة جلال ليكون مهاباً ومطاعاً. كان زاهداً في الدنيا .. يملكها ولا تملكه ، يكتسبها من حلال .. وينفقها في حق ، لان غناه كان بالله .. لذلك كانت الدنيا في يده .. لا في قلبه ، فكان يصل بها رحمه .. ينفق منها علي الفقراء والمحتاجين ، دون من ولا اذى . |
03-30-2011, 08:54 AM | #7 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
ومما اخبرنا به الكبار من الاهل والمعارف ، عن كرمه .. وسخائه ، انه عندما كان يصل رحمه في القرية ويؤانسهم ويسال عن احوالهم ، يعطي عطاء من لايخاف الفقر ، فيعطي بحيث لا تعلم شماله ما فعلت يمينه ، ولا يفرق في عطائة بين فقير وغني ، وصغير وكبير وذكر وانثي ، بينما كان يخص الفقراء بزكاته كما انه قام بتمويل وتأسيس الكثير من الأهل وغيرهم منتجارتهم وزراعتهم ومعايشهم ، دون من ولا أذي ، حتي انه اعتبر ذلك هبات ومنح، ولم يسترد شيئاً من احد منهم .
وفوق ذلك فقد كان يعول الاسر والافراد ، من يتامى وارامل وغيرهم ، ولم ينكشف ذلك الا بعد وفاته فحضر الجميع يبكون بصدق ، ويخبرون عن نفقتة عليهم وعطائه لهم . كما كان الدكان والبيت مفتوحين للاهل والمعارف ، خاصة القادمين من القرية الي للعاصمة ، كذلك اهل الطريقة الصوفية ، كان الجميع يعودون بنفقاتهم وكسوتهم بعد قضاء زيارتهم ومصالحهم ، وهم موفورة كرامتهم . وكان الوالد يذبح خروفاً كل جمعة يهيء من غداء وعشاء يحضره العاملون بالدكان ، وكل من حضر بالبيت والدكان ، وبعد المغرب كانت هناك ليلة .. يقرأ فيها الجميع المولد العثماني ، بصورة دورية ، وبعض المرات تكون القراءة ليلة الخميس .. او الاثنين . ولقد كانت الوالدة تقوم بكل ما يلزم الضيوف وخدمتهم واعداد الطعام لهم ، على مدار الايام ، خاصة في المناسبات كرمضان والاعياد ، دون كلل او ملل ، علي قدر عال من الطيبة والكرم وحسن الخلق ، تهتم بادارة بيتها او تربية ابنائها علي اكمل وجه، فاحسنت تربيتنا . وكان كلاً منهم نعم الزوج الصالح لرفيقه ، يوده ويحترمه ، ولم اسمع اياًٍ منهما يغتاب احداً قط . غفر الله لنا ولهما كما ربونا صغارا ، وجمع بينهما في اعلي عليين ، في مرافقة رسوله الكريم ، عليه افضل الصلاة واتم التسليم .. امين . كما كان يتصف بالعفو والصفح والحلم عمن اساء اليه ، فقد تعرضت مخازن البضائع ايام ثورة اكتوبر للحرائق والسرقات ، نتيجة للهرج والشغب الذي صاحب المظاهرات انذاك ، فسامح الفاعلين ، ومنع بني اخواته العاملين معه في ملاحقتهم ومقاضاتهم . ولقد اخبرني حسن طه . ابن عمتنا وهو مصدر للكثير من المعلومات التي غابت عني عن سيرة الوالد : ان الوالد كان قد اجتمعت فيه ثلاث صفات لم يراه تجتمع في غيره ، ورثها عن ابيه سليمان، عن جده محمد رحمه الله وهذه الصفات هي : ( الفراسة , أي الشجاعة والمروءه والشهامه والنجدة – والسخاء – وكثرة الذكر ودوامه ) . |
03-30-2011, 08:54 AM | #8 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
كما كان محبوباً مقبولاً مسموع الكلمة في اهله وقبيلته ، ويتمتع بعقل راجح .. وحكمته واسعه ، لذلك كان من الافراد القلائل الذين ينتدبون لفض الخصومات ، وإصلاح ذات البين ، فيكتب لهم التوفيق .
* مجالسه : كانت للوالد ، رحمه الله ، مجالس بالدكان والبيت تتم بعفوية يشهدها من حضر من الاهل والمعارف ، واهل الطريقة الصوفية ، خالية من الغيبة والنميمة واللغو ، بل هي مجالس عطرة ، وروضات من رياض الجنة ، لانها كانت عامرة بذكر الله وتفسير كلامه ، وبعض القضايا الفقهية ، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والاولياء الصالحين . هذه المجالس كنا نحضرها ونحن صغار ، فغرست فينا مع تربية الوالدين رحمهما محبة الله ورسوله ومحبة الأولياء الصالحين لأننا كنا نحس بالسكينة والطمأنينة تغمرنا ونحن نحضرها . * مكتبته واطلاعه : ترك الوالد مكتبه عامرة متنوعة ، وبكل كتاب بعض المعلومات .. مما يدل علي حبه للمعرفة ، وسعة علمه ، وغزارة اطلاعه . ولقد كان جلها الكتب الدينية ، خاصة كتب التفسير والفقه والسيرة والتصوف ، اذكر منها تفسير ابن كثير والجلالين وبعض كتب الغزالي وخاصة موسوعته القيمة : احياء علوم الدين ، وقصص الانبياء ، والابريز للدباغ ، وتعطير الانام للنابلسي ، وديوان ابن الفارض ، رياض الصالحين للنووي ، فقه السنة ، وبالطبع المجموعة الميرغنية الكاملة . ولقد فقد غالبية هذه الكتب .. نتيجة لعدم اهتمام المستعيرين بارجاع ما يستعيرونه منها . |
03-30-2011, 08:55 AM | #9 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
زيارته للصالحين :
كان رحمه الله مواظباً علي زيارة الاولياء والصالحين ، علي راسهم السيد علي الميرغني ، وكذلك بقية البيت الميرغني بكسلا ، وغيرهم في طيبة وام ضواًبان وابو حراز وغيرها ، وكان يصحبنا معه لننشأ علي حبهم وننال من دعائهم وبركاتهم ، واذكر ان السيد علي كان يودّنا مودّه خاصة ، وكان يسر للوالد بما يراه بنور الكشف والولاية عنا ، رحمهم الله جميعاً . |
03-30-2011, 08:56 AM | #10 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
عبادته وبرنامجه اليومي :
لقد ذكرنا ان الوالد رحمه الله كان ذا مشرب جمالي ، فلم يكن يعبد الله علي الخوف .. ولا علي الرجاء ، بل علي الحب العميق الذي تخلل جسده وروحه ، فلقد باع نفسه وماله لله فلا تجده إلا في طاعة من أعمال الخير والبر ، علي مدي الأنفاس . يدل علي ذلك برنامج الوالد اليومي المتفرد الذي وفقه الله إليه ، والذي كان يبدا عند منتصف الليل , فقد كان مواظباً علي النوم بعد صلاة العشاء مباشرة ، وبعد تناول عشاء خفيف من الزبادي المضروب في كوب من اللبن . وفي الوقت الذي كنا نذهب فيه للنوم ، كان رحمه الله يستيقظ قبيل منتصف الليل ، ويغتسل ، ثم يبدأ برنامج القيام والتهجد .. والتلاوة والذكر والتضرع والمناجاه لحبيبه الاعلى ، ويختمه بالاستغفار عند الاسحار فلا يفوته التجلي الإلهي .. وتنزل الرحمات ، ولا ساعة الإجابة ابدآ . ثم يوتر قبيل طلوع الفجر ، ثم يقوم بإيقاظنا جميعاً وبعد صلاة الرغيبة والفجر يتلو اوراده ، ويظل يذكر حتي طُلُوع الشّمسِ وتَحِلُّ النَّافِلَةُ ، فيصلي ركعتين ، وعندما ترمض الفصال يصلي الضحي ثمان ركعات ، ثم ياخذ قيلولة خفيفة ليستيقظ عند صلاة الظهر فيصليها وأربعة قبلها ، ثم المغرب وست ركعات بعدها ، ثم العشاء فيتناول العشاء ليواصل برنامجه بعد النوم ، وهو بين كل تلك الاوقات لا يفتر لسانه عن التلاوة التسبيح ، لا يقطعه الا لاكل وشرب او حمام ونوم ، او حديثاً وضرورة ، وله سبحه صغيرة يضبط بها اعداده واوراده وهكذا كان يعمر اوقاته علي مدار اليوم ، طوال عمره ولم يزل لسانه رطباً بذكر الله حتي وفاته . ولم يمنعه حتي مرض الموت عن الذكر وتلاوة القران ، حيث كنا نسمعه كثيراً يردد اخر سورة براءة (لقد جاءكم) واخر سورة الكهف (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات .....) ، وهو غائب عن الوعي ، حتي مات علي ذلك . ومما يدل علي كثرة ذكره ايضاً ان حسن طه المذكور انفاً ذكر انه فتح الخزنة مرة ، فوجد ورقه بخط يد الوالد تقول : اليوم اكملنا توريد عدد ( يا مغيث ) عشرين مليوناً، ولّله الحمد ، وقس عليها غيرها . اما الزكاة فلم يكن يتهاون في اخراجها عند حلول حولها فيقوم بحسابها والزيادة على الواجب عليه منها ، ويوزعها علي الفقراء والمحتاجين والاهل والمعارف وغيرهم . اما نافلتها من الصدقات والمنح والهبات ، فقد كان ينفق كما ذكرنا بغير حساب ولا اشهار ، ولا من ولا اذي ، وعلي القريب والبعيد ، ويصل بها الرحم والاخوان في الله ، وينفقها في كل وجوه البر . اما الصيام فلم يمنعه منه الا الالحاح الشديد من الاطباء ، وكان اجود ما يكون في رمضان ، يظهر ذلك من مائدته العامرة . ومن كان يدعوهم عليها طوال الشهر . اما الحج .. فلم يزد علي حجة الفريضة ، اقتداء بالمصطفي ، صلي الله عليه وسلم ، وابتعاداً عن الرياء ، بل كان يرصد اموال حج النافلة لتحجيج من لم يتمكن من الحج ، وللصرف منها في البر ، وقضاء الحوائج ، حسب فقه الاولويات . كما كان يكثر من زيارة المقابر ، للاتعاظ والسلام علي اهلها والدعاء لهم . وكان بيتنا بحي نمرة اثنين بالخرطوم ،ويفصل بينه وبين مقر الحزب الان حائط ، وتفتح ابواب البيت علي مقابر فاروق . ومن عجائب الامر ان الوالد كان يلزم مكاناً واحداً داخل المقابر .. يظل يذكر ويتلو ويهدي ثواب ذلك للاموات ويدعو لهم منه ، ثم تمضي الايام ويدفن الوالد بعد وفاته في نفس المكان ، وكانه كوشف بمكان سكنه البرزخي ، فاخذ في اعداده .. وتعميره.. وتهيئته لاستقباله . |
03-30-2011, 08:56 AM | #11 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
كراماته :-
اجمع العارفون علي ان الاستقامه هي اكبر كرامه ، وعلي ان الذكر منشور الولاية ، ومن اعطي الذكر .. فقد اعطي ذلك المنشور ، وبحمد الله فقد اعطي الوالد رحمه الله ذلك المنشور ، فكان يذكر الله على كل احواله ، وعلى مدى الانفاس ، ورزق الاستقامة علي ذلك حتي توفاه الله تعالي علي خواتيم براءة والكهف : ( لقد جاءكم رسول من انفسكم ...) ، و ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) . فاكبر الكرامات هي الذكر والاستقامه عليه وحسن الخاتمه . اما الكرامات الحسية ، فحدث ولا حرج ، يروي الكثيرون ممن شهدوها الكثير عنها ، ولقد شملت كل انواع الكرامات من الكشف وعلم ، وغنى قدرة ، الا انني اكتفي بذكر اربع منها : الكرامة الاولي : يذكرها الوالد بنفسه ، فلقد ذكر رحمه الله ان الله اكرمه برؤية وشهود ليلة القدر ، حيث راي نوراً يملا الكون ، حتي انه كان يري النمل على الارض ، واحس بسلام وطمانينة يغمرانه فاخذ في الدعاء . الثانية يرويها من حضرها من العاملين بالدكان ، فقد ذكر حسن طه ان الوالد ، رحمة الله ، حين حدث الشغب والتحريق المصاحب للمظاهرات ايام ثورة اكتوبر 1964م ، اغلق الدكان من الداخل ، وامر الجميع بالوضوء .. والجلوس متحلقين في دائرة على الارض وسط الدكان ، واخذوا في الاستغاثة بالله العلي الكبير .. والاكثار من التكبير , متوسلين بالرسول الكريم ، صلي الله عليه وسلم ، ومستشفعين الى الله بالسيد علي ، ولما انكشفت الغمّة ، وجدوا ان الحرائق قد التهمت كل ما يحيط بالدكان من جهاته الثلاث ، ولم تنل النار من الدكان وبضائعه الا مقدار ثلاث اصابع من اطار خشبي لصورة كبيرة للسيد علي ، وشريط من النار اكل مقدار مسطره من رف واحد تحت الصورة ، دون ان تمس النار شيئا من البضائع ولله الحمد . ثالث هذه الكرامات كنت طرفاً فيها ، حيث طلب مني الوالد رحمه الله مساعدته في اخراج سريره من البرنده الي الحوش ، عند الغروب فخرجت احمل طرفاً من السرير ، وعند اكتمال خروج رجل الوالد الثانية وهو يحمل الطرف الاخر للسرير انهار نصف سقف البرنده وكانما قطع بمنشار ومسطرة محدثاً دوياً هائلاً اسرع بسببه افراد المنزل لنجدتنا ليجدونا معافين والحمد لله ، والغبار يملا المكان . والكرامه الرابعة عاصرتها ايضاً فلقد وقع حريق بالحلواني المجاور لمتجرنا الكائن شمال غرب جامع الخرطوم الكبير ، حيث نسي الطباخون قدور الطبخ تحت نيران الغاز المشتعلة واغلقوا المحل ليلاً . فكان ان اشتعلت النيران بالحلواني وزاد اشتعالها انفجار انابيب الغاز . ووجود صفائح الزيت واسلاك الكهرباء وخلو السوق من المارة . فالتهمت النيران المحل بما فيه ، واكلت السقف .. وتصاعدت السنة اللهب والدخان من خلاله ، حتي رءاها رجال الدفاع المدني في الادارة وراء السكة حديد ، فهبوا لاطفاءها.. وكان ذلك عند الفجر ولم تصب النيران من محلنا التجاري رغم ضخامتها وشدتها ، الا شريطاً من خشب السقف مقدار الاصبع ، وبطول نصف متر ، ولله الحمد . والاعجب من ذلك انه لم يسلم من محل الحلواني الا كرسي حديدي للوالد رحمه الله ، كانوا قد استعاروه ليجلس عليه صاحب الخزينه !! رغم ان النار قد اكلت كل معدات المحل حتي الحديدية منها صهرتها ، وكل ما فوق الكرسي وتحته ، حتي ان الناظر يري السماء من خلال السقف المحترق ، وبرغم من ان الكرسي كان منسوجاً بحبل عادي ، الا ان النار لم تمس منه ولا فلتة من حبل !! . ولقد ارجعوه الينا بعد اسبوعين ، وكان ذلك قبل وفاته بشهور . |
03-30-2011, 08:58 AM | #12 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
رؤي من المبشرات :
اذكر وانا دون الخامسة ، انني رأيت السيد علي الميرغني وهو يركب فرساً احمر عالياً ، والفرس مزين بالذهب ومرصع بالاحجار الكريمه ، ويحيط به ما لا يحصي من المحبين والمريدين ، وهم يرددون الذكر وكان القائد الذي بلجام الفرس ، ويتولي قيادتها وهو يسير امام السيد علي وموكبه الفخم هو الوالد . ولما استيقظت اخبرته بما رايت فسر له سروراً عظيما واخذني معه لزيارة السيد علي ورويت له ما رايت فسر له ايضاً ، وربت علي راسي وهو يدعو لي ، ثم اخبر الوالد رحمهما الله . بتاويلها . الرؤيا الثانية رايتها له بعد حوالي اسبوعين من وفاته ، وذلك بعد صلاة ركعتين بالليل ، وتلاوة صيغة معينة من الصلاة علي الرسول صلى الله عليه وسلم , من قرأها ونام علي ذلك راه صلي الله عليه وسلم . فرايت الوالد رحمه الله وهو حى في قبره ، وهو في كامل ملابسه : الجلابيه البيضاء ، ويجلس جلسة التشهد الاخير في الصلاة ، وعلي روضة من النخيل الاخضر الزاهي ، المسور بالطوب الاحمر علي شكل دائرة تحيط بالقبر ولكنها اوسع منه ، وهو منور الوجه . فاولتها علي كون الوالد حى في قبره ، وان قبره روضة من رياض الجنه ، وان مرتبته الشهادة . |
03-30-2011, 08:58 AM | #13 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
وفاته :
كانت وفاته صبيحة السبت السابع من فبراير عام 1981م ، اثر التهاب لم يمهله طويلاً ، ظل لسانه خلالها رطباً بذكر الله ، ولا يفتر عن الذكر وتلاوة القران ، حتي وهو غائب عن الوعي ، حتي مات علي اخر براءة والكهف ، وذلك بعد الوالدة باربعة عشر شهراً . رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيراً . |
03-30-2011, 09:07 AM | #14 |
مُشرف الختمية أُون لاين
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
يا سلام يا مولانا على هذا السرد العظيم نفعنا الله ببركاتهم دنيا واخرى .... ويا ريت لو تبعه صور يكون ما قصرت تب |
03-30-2011, 10:15 AM | #15 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
أعظم ما قرأت من البر فى سيرة تعظيم الأباء سياحة بالحروف جعلتنا نرى الخليفة الشيخ سلمان ملاح له الرحمة والمغفرة ومن حسن صلاح الزرية اخى وليد ذكر محاسن الاباء والاقتداء بهم جعلكم الله خير خلف لخير سلف ورحم الله امواتكم واموات المسلمين جميعا |
03-31-2011, 02:47 PM | #16 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
كتب هذه النبذة التعريفية ابنه عثمان الشيخ سلمان الاخوة جمال عثمان وعلي الخليفة شكرا على المرور والمشاركة |
04-01-2011, 04:44 PM | #17 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
|
04-01-2011, 11:19 PM | #18 |
مُشرف المنتدى العام
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
رحم الله الخليفة سلمان وجزاكم الله خيرا أخي وليد فقد عرفتنا بهذا الهمام وهذا الابن الذي كتب الترجمة فما خطه يكفي للتعريف به لك الشكر الجزيل |
04-02-2011, 12:45 PM | #19 | |
شباب الميرغني
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
رضي الله عن الشيخ سليمان ملاح وأسكنه فسيح جناته مع من أحبابه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين وأولياء الله الصالحين... ونسأل الله تعالى أن يجعل البركة فيكم أخي عثمان الشيخ ملاح وإخوتك وجميع أهل بيتكم الكريم...
شكراً جميلاً أُستاذي وليد قاسم على إستخراج هذه الدُرر المُضيئة... |
|
|
04-02-2011, 08:34 PM | #20 |
|
رد: الخليفة الشيخ سلمان ملاح ...... توثيق بقلم ابنه
رضي الله عن الشيخ سليمان ملاح وأسكنه فسيح جناته مع من أحبابه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين وأولياء الله الصالحين... ونسأل الله تعالى أن يجعل البركة فيكم أخي عثمان الشيخ ملاح وإخوتك وجميع أهل بيتكم الكريم... اميييييييين
|
04-03-2011, 04:10 PM | #21 |
|
رد: الخليفة الشيخ سليمان ملاح .... (توثيق بقلم إبنه عثمان ملاح)...
رضي الله عن الشيخ سليمان ملاح وأسكنه فسيح جناته مع من أحبابه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين وأولياء الله الصالحين... ونسأل الله تعالى أن يجعل البركة فيكم أخي عثمان الشيخ ملاح وإخوتك وجميع أهل بيتكم الكريم...
شكراً جميلاً أُستاذي وليد قاسم على إستخراج هذه الدُرر المُضيئة..., ولكم منا الشكر اجزله .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | وليد قاسم | مشاركات | 20 | المشاهدات | 8087 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|