القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
منتديات الفقه والعبادات يهتم بفقه العبادات من إصول الكتب الموثوقة... |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-19-2010, 08:30 PM | #1 |
شباب الختمية بالجامعات
|
الامام ابو الحسن الاشعري رضي الله عنه...
ترجمة الإمام أبو الحسن الأشعري هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُردَةَ عامر ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى الأشعري. ولد رحمه الله سنة ستين ومائتين بالبصرة، وقيل: بل ولد سنة سبعين ومائتين، وفي تاريخ وفاته اختلاف منها أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين، توفي رحمه الله ببغداد ودفن بين الكرخ وباب البصرة. كان أبو الحسن الأشعري سنّيا من بيت سنّة ثم درس الاعتزال على أبي علي الجبَّائي وتبعه في الاعتزال، ثم تاب ورَقِيَ كرسيّا في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإني أعرفه بنفسي، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وان الله لا تراه الأبصار وان أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم. قال الفقيه أبو بكر الصَّيرَفي: "كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السَّماسم. وقد استفاد من الأشعري خلق كثير من أكابر العلماء وفحول الأئمة فتأدبوا بآدابه وسلكوا مسلكه في الأصول واتبعوا طريقته في الذب عن الدين ونصرة أهل السنة، إذ كان فضل المقتَدي يدل على فضل المقتدَى به، وهم من أعيان الأئمة ومشاهير القوم وقد ذكرهم مؤرخ الشام وحافظها أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر في كتابه الذي ألفه في الدفاع عن الشيخ أبي الحسن الأشعري مع ذكر مناقبه ومؤلفاته وثناء الأئمة عليه. وقد أفرد قاضي القضاة الشيخ تاج الدين ابن الامام قاضي القضاة تقي الدين السبكي فصلا خاصا بذكر أكابر المنتسبين إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وذلك أثناء ترجمته في كتابه طبقات الشافعية. وقد افتتح ترجمته بقوله: "شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر وتقي بر حمى جناب الشرع من الحديث المفترى وقام في نصرة ملّة الإسلام فنصرها نصرًا مؤزرًا وما برح يدلج ويسير وينهض بساعد التشمير حتى نقَّى الصدور من الشُّبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ووقى بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس فلم يترك مقالاً لقائل وأزاح الأباطيل، والحق يدفع ترهات الباطل " ا. ه. قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني: "كنت في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب بحر، وسمعت الباهلي يقول: كنت في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر"، وقال لسان الأمة القاضي أبو بكر الباقلاني: "أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن ". وقال كذلك أي التّاج السبكي في طبقاته (1) أثناء ترجمة الأشعري ما نصه: ذكر بيان أن طريقة الشيخ- يعني الأشعري- هي التي عليها المعتبرون من علماء الاسلام والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها، وتلاه على قولها حيث ذكروا أن المالكية والشافغية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري ومنتسب له وراض بحميد سعيه في دين الله، مثنٍ بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه، وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمه، وتباهي بإظهار جهلها بقدر سعة علمه".ا ه. وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله: "اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إماما من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الدين على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدع وكان على المعتزلة والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفا مسلولأ، ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة"اه. وترجمه الحافظ أبو بكر البغدادي في تاريخ بغداد (2) بقوله: "أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة " اه. ووصفه المؤرخ ابن العماد الحنبلي (3) بالإمام العلامة البحر الفهامة المتكلم صاحب المصنفات، ثم قال: "وممّا بيض به وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل ا لإيمان والعرفان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبائي التي قصم فيها ظهر كل مبتدع مرائي " اه. وذكر شمس الدين بن خلكان في الأعيان (4) ووصفه بقوله " صاحب الأصول، والقائم بنصرة مذهب أهل السنة، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه " اه. وقال أبو بكر بن قاضي شهبة في طبقاته (5): "الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين" ا.ه. وقال اليافعي في مرءاة الجنان (6) ما نصه: " الشيخ الإمام ناصر السنة وناصح الأمة، إمام الأئمة الحق ومدحض حجيج المبدعين المارقين، حامل راية منهج الحق ذي النور الساطع والبرهان القاطع " ا.ه. ويقول القرشي الحنفي في طبقاته (7): "صاحب الأصول الإمام الكبير وإليه تنسب الطائفة الأشعرية" وقد أثنى عليه الأسنوي الشافعي فقال (8): "هو القائم بنصرة أهل السنة القامع للمعتزلة وغيرهم من المبتدعة بلسانه وقلمه، صاحب التصانيف الكثيرة، وشهرته تغني عن ا لإطالة بذكره "" ا. ه. وأجاب قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني الحنفي على سؤال ورده ببغداد ونصه: "ما قول السادة الأئمة الأجلة في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعري وتكفيرهم، ما الذي يجب عليهم؟، فأجاب بقوله: "قد ابتدع وارتكب ما لا يجوز، وعلى الناظر في ا لأمور أعز الله أنصاره ا لإنكار عليه وتأديبه بما يرتدع به هو وأمثاله عن ارتكاب مثله ". وبعده كتب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعليقا على الجواب المذكور: (الأشعرية أعيان أهل السنة وأنصار الشريعة انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية وغيرهم فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد". ووقع على هذا الجواب أيضا بالموافقة الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي تلميذ الشيخ أبي اسحاق. ويكفي في بيان فضل أبي الحسن الأشعري ثناء الحافظ البيهقي عليه وهو محدث زمانه وشيخ أهل السنة في وقته فقال كلاما أورده بطوله التاج السبكي فية ذكر شرفءاباء وأجداد أبي الحسن وحسن اعتقاده وفضله وكثرة أصحابه مع ذكر نسبه ثم قال البيهقي رحمه الله: "إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حَدَثًا ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين " ا. ه. وقد وصف الإمام الأشعري الحافظ المتقن أبو عمرو بن الصلاح في طبقاته بقوله: "إمام المتكلمين ". وقد صنف الشيخ العلامة ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمر القرطبي رسالة سماها "زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري " رد فيها على بعض المبتدعة الذين هجوا الإمام الأشعري ولما وقف عليها الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد قرظها. أما مؤلفات الشيخ الأشعري رحمه الله فكثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين مصنفا وقيل أكثر من ذلك، نذكربعضا منها: ا- إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان. 2- تفسير القرءان، وهوكتاب حافل جامع. 3- الرد على ابن الراوندي في الصفات والقرءان. 4- الفصول في الرد على الملحدين والخارجين عن الملّة. 5- القامع لكتاب الخالدي في الارادة. 6- كتاب الاجتهاد في الأحكام. 7- كتاب الأخبار وتصحيحها. 8 -تاب الإدراك في فنون من لطيف الكلام. 9- كتاب الإمامة. 10-التبيين عن أصول الدين. 11- الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل. 12- العمد في الرؤية. 13- كتاب الموجز. 14- كتاب خلق الأعمال. 15- كتاب الصفات، وهو كبير تكلم فيه على أصناف المعتزلة والجهمية. 16- كتاب الرد على المجسمة . 17- اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع. 18-النقض على الجبائي. 19- النقض على البلخي. 20- جمل مقالات الملحدين. 21- كتاب في الصفات وهو أكبر كتبه نقض فيه ءاراء المعتزلة وفند أقوالهم وأبان زيغهم وفسادهم. 22-أدب الجدل. 23- الفنون في الرد على الملحدين. 24- النوادر في دقائق الكلام. 25- جواز رؤية الله تعالى بالأبصار. 26- كتاب الإبانة. وأما ما تزعم المجمسمة من أن الإمام الأشعري قرر في كتابه الإبانة ما يوافق التجسيم وأن الله حال في السماء فهو مدفوع بأن النسخ التي يعتمدون عليها في نسبة ذلك إليه مدسوسة عليه ولا يستطيعون أن يظهروا نسخة موثوقًا بها إنما هذه النسخة عمل بعض المجسمة، فهل يعقل أن تكون مثل هذه العبارة من كلام أبي الحسن الأشعري وهي: اتفق المسلمون في دعائهم على قول يا ساكن السماء، فهذه فرية ظاهرة يكفي لكونها كذبا وافتراء عليه أن هذا لا يعرف عن أحد من الأشاعرة خواصهم وعوامهم بل ولا عن أحد ممن سبق أبا الحسن الأشعري ولا من لحقه من أهل الإسلام في الزمن الماضي والحاضر. وقد ساق ابن عساكر عددا وافرا من مؤلفاته لم نذكرها في هذه المقدمة خشية الإطالة فمن شاء فليراجع، وكذا أورد الكثير منها إسماعيل باشا في كتابة هدية العارفين (9). وعلى مذهبه في الإعتقاد علماء مئات الملايين من المسلمين في الشرق والغرب تدريسا وتعليما ويشهد بذلك الواقع المشاهد، ويكفي لبيان حقية مذهبه في الاعتقاد كون هؤلاء الحفّاظ الذين هم رءوس أهل الحديث الحافظ أبو بكر الاسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري ثم الحافظ العلم المشهور أبو بكر البيهقي، ثم الحافظ الذي وصف بأنه أفضل المحدِّثين بالشام في زمانه ابن عساكر أشاعرة، كان كل واحد من هؤلاء علَمًا في الحديث- في زمانه ثم جاء من هو على هذا المنوال الحافظ الموصوف بأنه أمير المؤمنين في الحديث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المَكْنِيُّ بأبي الفضل. فمن حقق عرف أن الأشاعرة هم فرسان ميادين العلم والحديث وفرسان ميادين الجهاد والسنان، ويكفي أن منهم أبو الحسن الباهلي وأبو إسحاق الإسفرايني والحافظ أبو نعيم ا لأصبهاني والقاضي عبد الوهاب المالكي والشيخ أبومحمد الجويني وابنه أبو المعالي إمام الحرمين وأبو منصور التميمي البغدادي والحافظ الاسماعيلي والحافظ البيهقي والحافظ الدارقطني والحافظ الخطيب البغدادي والأستاذ أبو القاسم القشيري وابنه أبو نصر والشيخ أبو إسحاق الشيرازي ونصر المقدسي والفراوي وأبو الوفاء بن عقيل الحنبلي وقاضي القضاة الدامغاني الحنفي وأبو الوليد الباجي المالكي والإمام السيد أحمد الرفاعي والحافظ أبو القاسم بن عساكر وابن السمعاني والحافظ السِّلَفي والقاضي عياض والنووي والإمام فخر الدين الرازي والعزّ بن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب المالكي وابن دقيق العيد والإمام علاء الدين الباجي وقاضي القضاة تقي الدين السبكي والحافظ العلائي والحافظ زين الدين العراقي وابنه الحافظ ولي الدين وخاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني وخاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي والشيخ زكريا الأنصاري والشيخ بهاء الدين الرواس الصوفي ومفتي مكة أحمد زيني دحلان ومسند الهند ولي الله الدهلوي ومفتي مصر الشيخ محمد عليش المالكي المشهور وشيخ الجامع الأزهر عبد الله الشرقاوي والشيخ المشهور أبو المحاسن القاوقجي نقطة البيكار في أسانيد المتأخرين والشيخ حسين الجسر الطرابلسي صاحب "الرسالة الحميدية"، والشيخ عبد اللطيف فتح الله مفتي لجيروت، والشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي بيروت، والشيخ محمد بن درويش الحوث البيروتي وابنه عبد الرحمن نقيب أشراف بيروت، والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، والشيخ أبو محمد الويلتوري المليباري الهندي وقد ألف رسالة سماها "العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية"، والقاضي الجليل ابن فرحون المالكي، والقاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، والحافظ ابن فورك، وأبو حامد الغزالي، وأبو"الفتح الشهرستاني، والإمام أبو بكر الشاشي القفّال، وأبو علي الدقّاق النيسابوري، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، والشيخ محمد بن منصور الهدهدي والشيخ أبو عبد الله محمد السنوسي والشيخ محمد بن علّان الصديقي الشافعي والعلامة علوي بن طاهر الحضرمي الحداد صاحب التآليف الكثيرة، والعلامة المتفنن والفقيه المحقِّق الحبيب بن حسين بن عبد الله بلفقيه، وجميع السادة الحضارمة منءال علوي، والسقاف، والجنيد، والعيدروس. وشافعي العصر رفاعي الأوان الشيخ الفقيه المحدث الأصولي عبد الله الهرري وغيرهم من أئمة الدين كثير لا يحصيهم إلا الله. ومنهم الوزير المشهور نظام الملك والسلطان العادل العالم المجاهد صلاح الدّين الأيوبي طارد الصليبيين من القدس رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين الخير فإنه أمر أن تذاع أصول العقيدة على حسب عبارات الأشعري على المنابر بعد أذان الفجر وأن تعلم المنظومة التي ألفها له ابن هبة الله المكي للأطفال في الكتاتيب. ومنهم الملك الكامل الأيوبي هازم الصليبيين في دمياط، والسلطان الأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون طارد الصليبيين من بلاد الشام، بل وكل سلاطين المماليك رحمهم الله. ومنهم السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية الذي جاء فيه حديث رسول الله: لتفتحن القسطنطينية فلنَعم الأمير أميرها ولنَعم الجيش ذلك الجيش) رواه أحمد، وكذا سائر السلاطين العثمانيين الذين ذبوا عن بيضة المسلمين وحموا حمى المللة قرونًا متتاليةً رحمهم الله. وليس مرادنا بما ذكرنا حصر الاشاعرة, فمن يحصي نجوم السماء او يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء؟ ولكن ما ذكرناه ينبىء عن المراد كما ينبىء عنوان الكتاب عن مضمونه.
قائمة المصادر والمراجع --------------------- (1) طبقات الشافعية (2/ 245). (2) تاريخ بغداد (1 1/ 346-347). (3) شذرات الذهب (2/ 303- 305). (4) وفيات ا لأعيان (3/ 284-286). (5) طبقات الشافعية (1/ 113). (6) مرءاة الجنان (2/ 298). (7) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 21/ 544- ه 54). (8) طبقات الشافعية (1/ 47). (9) هدية العارفين (1/ 676-677) |
التعديل الأخير تم بواسطة حسن مساوي ; 02-19-2010 الساعة 08:46 PM. |
09-28-2011, 08:54 PM | #2 |
مُشرف الفقه والعبادات
|
رد: من هو الامام ابو الحسن الاشعري الذي يبغضه الوهابية
ترجمة الإمام أبو الحسن الأشعري هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُردَةَ عامر ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى الأشعري. ولد رحمه الله سنة ستين ومائتين بالبصرة، وقيل: بل ولد سنة سبعين ومائتين، وفي تاريخ وفاته اختلاف منها أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين، توفي رحمه الله ببغداد ودفن بين الكرخ وباب البصرة. كان أبو الحسن الأشعري سنّيا من بيت سنّة ثم درس الاعتزال على أبي علي الجبَّائي وتبعه في الاعتزال، ثم تاب ورَقِيَ كرسيّا في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإني أعرفه بنفسي، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وان الله لا تراه الأبصار وان أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم. قال الفقيه أبو بكر الصَّيرَفي: "كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السَّماسم. وقد استفاد من الأشعري خلق كثير من أكابر العلماء وفحول الأئمة فتأدبوا بآدابه وسلكوا مسلكه في الأصول واتبعوا طريقته في الذب عن الدين ونصرة أهل السنة، إذ كان فضل المقتَدي يدل على فضل المقتدَى به، وهم من أعيان الأئمة ومشاهير القوم وقد ذكرهم مؤرخ الشام وحافظها أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر في كتابه الذي ألفه في الدفاع عن الشيخ أبي الحسن الأشعري مع ذكر مناقبه ومؤلفاته وثناء الأئمة عليه. وقد أفرد قاضي القضاة الشيخ تاج الدين ابن الامام قاضي القضاة تقي الدين السبكي فصلا خاصا بذكر أكابر المنتسبين إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري وذلك أثناء ترجمته في كتابه طبقات الشافعية. وقد افتتح ترجمته بقوله: "شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر وتقي بر حمى جناب الشرع من الحديث المفترى وقام في نصرة ملّة الإسلام فنصرها نصرًا مؤزرًا وما برح يدلج ويسير وينهض بساعد التشمير حتى نقَّى الصدور من الشُّبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ووقى بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس فلم يترك مقالاً لقائل وأزاح الأباطيل، والحق يدفع ترهات الباطل " ا. ه. قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني: "كنت في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب بحر، وسمعت الباهلي يقول: كنت في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر"، وقال لسان الأمة القاضي أبو بكر الباقلاني: "أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن ". وقال كذلك أي التّاج السبكي في طبقاته (1) أثناء ترجمة الأشعري ما نصه: ذكر بيان أن طريقة الشيخ- يعني الأشعري- هي التي عليها المعتبرون من علماء الاسلام والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها، وتلاه على قولها حيث ذكروا أن المالكية والشافغية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري ومنتسب له وراض بحميد سعيه في دين الله، مثنٍ بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه، وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمه، وتباهي بإظهار جهلها بقدر سعة علمه".ا ه. وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله: "اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إماما من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الدين على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدع وكان على المعتزلة والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفا مسلولأ، ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة"اه. وترجمه الحافظ أبو بكر البغدادي في تاريخ بغداد (2) بقوله: "أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة " اه. ووصفه المؤرخ ابن العماد الحنبلي (3) بالإمام العلامة البحر الفهامة المتكلم صاحب المصنفات، ثم قال: "وممّا بيض به وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل ا لإيمان والعرفان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبائي التي قصم فيها ظهر كل مبتدع مرائي " اه. وذكر شمس الدين بن خلكان في الأعيان (4) ووصفه بقوله " صاحب الأصول، والقائم بنصرة مذهب أهل السنة، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه " اه. وقال أبو بكر بن قاضي شهبة في طبقاته (5): "الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين" ا.ه. وقال اليافعي في مرءاة الجنان (6) ما نصه: " الشيخ الإمام ناصر السنة وناصح الأمة، إمام الأئمة الحق ومدحض حجيج المبدعين المارقين، حامل راية منهج الحق ذي النور الساطع والبرهان القاطع " ا.ه. ويقول القرشي الحنفي في طبقاته (7): "صاحب الأصول الإمام الكبير وإليه تنسب الطائفة الأشعرية" وقد أثنى عليه الأسنوي الشافعي فقال (8): "هو القائم بنصرة أهل السنة القامع للمعتزلة وغيرهم من المبتدعة بلسانه وقلمه، صاحب التصانيف الكثيرة، وشهرته تغني عن ا لإطالة بذكره "" ا. ه. وأجاب قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني الحنفي على سؤال ورده ببغداد ونصه: "ما قول السادة الأئمة الأجلة في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعري وتكفيرهم، ما الذي يجب عليهم؟، فأجاب بقوله: "قد ابتدع وارتكب ما لا يجوز، وعلى الناظر في ا لأمور أعز الله أنصاره ا لإنكار عليه وتأديبه بما يرتدع به هو وأمثاله عن ارتكاب مثله ". وبعده كتب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعليقا على الجواب المذكور: (الأشعرية أعيان أهل السنة وأنصار الشريعة انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية وغيرهم فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد". ووقع على هذا الجواب أيضا بالموافقة الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي تلميذ الشيخ أبي اسحاق. ويكفي في بيان فضل أبي الحسن الأشعري ثناء الحافظ البيهقي عليه وهو محدث زمانه وشيخ أهل السنة في وقته فقال كلاما أورده بطوله التاج السبكي فية ذكر شرفءاباء وأجداد أبي الحسن وحسن اعتقاده وفضله وكثرة أصحابه مع ذكر نسبه ثم قال البيهقي رحمه الله: "إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حَدَثًا ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين " ا. ه. وقد وصف الإمام الأشعري الحافظ المتقن أبو عمرو بن الصلاح في طبقاته بقوله: "إمام المتكلمين ". وقد صنف الشيخ العلامة ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمر القرطبي رسالة سماها "زجر المفتري على أبي الحسن الأشعري " رد فيها على بعض المبتدعة الذين هجوا الإمام الأشعري ولما وقف عليها الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد قرظها. أما مؤلفات الشيخ الأشعري رحمه الله فكثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين مصنفا وقيل أكثر من ذلك، نذكربعضا منها: ا- إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان. 2- تفسير القرءان، وهوكتاب حافل جامع. 3- الرد على ابن الراوندي في الصفات والقرءان. 4- الفصول في الرد على الملحدين والخارجين عن الملّة. 5- القامع لكتاب الخالدي في الارادة. 6- كتاب الاجتهاد في الأحكام. 7- كتاب الأخبار وتصحيحها. 8 -تاب الإدراك في فنون من لطيف الكلام. 9- كتاب الإمامة. 10-التبيين عن أصول الدين. 11- الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل. 12- العمد في الرؤية. 13- كتاب الموجز. 14- كتاب خلق الأعمال. 15- كتاب الصفات، وهو كبير تكلم فيه على أصناف المعتزلة والجهمية. 16- كتاب الرد على المجسمة . 17- اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع. 18-النقض على الجبائي. 19- النقض على البلخي. 20- جمل مقالات الملحدين. 21- كتاب في الصفات وهو أكبر كتبه نقض فيه ءاراء المعتزلة وفند أقوالهم وأبان زيغهم وفسادهم. 22-أدب الجدل. 23- الفنون في الرد على الملحدين. 24- النوادر في دقائق الكلام. 25- جواز رؤية الله تعالى بالأبصار. 26- كتاب الإبانة. وأما ما تزعم المجمسمة من أن الإمام الأشعري قرر في كتابه الإبانة ما يوافق التجسيم وأن الله حال في السماء فهو مدفوع بأن النسخ التي يعتمدون عليها في نسبة ذلك إليه مدسوسة عليه ولا يستطيعون أن يظهروا نسخة موثوقًا بها إنما هذه النسخة عمل بعض المجسمة، فهل يعقل أن تكون مثل هذه العبارة من كلام أبي الحسن الأشعري وهي: اتفق المسلمون في دعائهم على قول يا ساكن السماء، فهذه فرية ظاهرة يكفي لكونها كذبا وافتراء عليه أن هذا لا يعرف عن أحد من الأشاعرة خواصهم وعوامهم بل ولا عن أحد ممن سبق أبا الحسن الأشعري ولا من لحقه من أهل الإسلام في الزمن الماضي والحاضر. وقد ساق ابن عساكر عددا وافرا من مؤلفاته لم نذكرها في هذه المقدمة خشية الإطالة فمن شاء فليراجع، وكذا أورد الكثير منها إسماعيل باشا في كتابة هدية العارفين (9). وعلى مذهبه في الإعتقاد علماء مئات الملايين من المسلمين في الشرق والغرب تدريسا وتعليما ويشهد بذلك الواقع المشاهد، ويكفي لبيان حقية مذهبه في الاعتقاد كون هؤلاء الحفّاظ الذين هم رءوس أهل الحديث الحافظ أبو بكر الاسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري ثم الحافظ العلم المشهور أبو بكر البيهقي، ثم الحافظ الذي وصف بأنه أفضل المحدِّثين بالشام في زمانه ابن عساكر أشاعرة، كان كل واحد من هؤلاء علَمًا في الحديث- في زمانه ثم جاء من هو على هذا المنوال الحافظ الموصوف بأنه أمير المؤمنين في الحديث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المَكْنِيُّ بأبي الفضل. فمن حقق عرف أن الأشاعرة هم فرسان ميادين العلم والحديث وفرسان ميادين الجهاد والسنان، ويكفي أن منهم أبو الحسن الباهلي وأبو إسحاق الإسفرايني والحافظ أبو نعيم ا لأصبهاني والقاضي عبد الوهاب المالكي والشيخ أبومحمد الجويني وابنه أبو المعالي إمام الحرمين وأبو منصور التميمي البغدادي والحافظ الاسماعيلي والحافظ البيهقي والحافظ الدارقطني والحافظ الخطيب البغدادي والأستاذ أبو القاسم القشيري وابنه أبو نصر والشيخ أبو إسحاق الشيرازي ونصر المقدسي والفراوي وأبو الوفاء بن عقيل الحنبلي وقاضي القضاة الدامغاني الحنفي وأبو الوليد الباجي المالكي والإمام السيد أحمد الرفاعي والحافظ أبو القاسم بن عساكر وابن السمعاني والحافظ السِّلَفي والقاضي عياض والنووي والإمام فخر الدين الرازي والعزّ بن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب المالكي وابن دقيق العيد والإمام علاء الدين الباجي وقاضي القضاة تقي الدين السبكي والحافظ العلائي والحافظ زين الدين العراقي وابنه الحافظ ولي الدين وخاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني وخاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي والشيخ زكريا الأنصاري والشيخ بهاء الدين الرواس الصوفي ومفتي مكة أحمد زيني دحلان ومسند الهند ولي الله الدهلوي ومفتي مصر الشيخ محمد عليش المالكي المشهور وشيخ الجامع الأزهر عبد الله الشرقاوي والشيخ المشهور أبو المحاسن القاوقجي نقطة البيكار في أسانيد المتأخرين والشيخ حسين الجسر الطرابلسي صاحب "الرسالة الحميدية"، والشيخ عبد اللطيف فتح الله مفتي لجيروت، والشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي بيروت، والشيخ محمد بن درويش الحوث البيروتي وابنه عبد الرحمن نقيب أشراف بيروت، والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، والشيخ أبو محمد الويلتوري المليباري الهندي وقد ألف رسالة سماها "العقائد السنية ببيان الطريقة الأشعرية"، والقاضي الجليل ابن فرحون المالكي، والقاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، والحافظ ابن فورك، وأبو حامد الغزالي، وأبو"الفتح الشهرستاني، والإمام أبو بكر الشاشي القفّال، وأبو علي الدقّاق النيسابوري، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، والشيخ محمد بن منصور الهدهدي والشيخ أبو عبد الله محمد السنوسي والشيخ محمد بن علّان الصديقي الشافعي والعلامة علوي بن طاهر الحضرمي الحداد صاحب التآليف الكثيرة، والعلامة المتفنن والفقيه المحقِّق الحبيب بن حسين بن عبد الله بلفقيه، وجميع السادة الحضارمة منءال علوي، والسقاف، والجنيد، والعيدروس. وشافعي العصر رفاعي الأوان الشيخ الفقيه المحدث الأصولي عبد الله الهرري وغيرهم من أئمة الدين كثير لا يحصيهم إلا الله. ومنهم الوزير المشهور نظام الملك والسلطان العادل العالم المجاهد صلاح الدّين الأيوبي طارد الصليبيين من القدس رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين الخير فإنه أمر أن تذاع أصول العقيدة على حسب عبارات الأشعري على المنابر بعد أذان الفجر وأن تعلم المنظومة التي ألفها له ابن هبة الله المكي للأطفال في الكتاتيب. ومنهم الملك الكامل الأيوبي هازم الصليبيين في دمياط، والسلطان الأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون طارد الصليبيين من بلاد الشام، بل وكل سلاطين المماليك رحمهم الله. ومنهم السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية الذي جاء فيه حديث رسول الله: لتفتحن القسطنطينية فلنَعم الأمير أميرها ولنَعم الجيش ذلك الجيش) رواه أحمد، وكذا سائر السلاطين العثمانيين الذين ذبوا عن بيضة المسلمين وحموا حمى المللة قرونًا متتاليةً رحمهم الله. وليس مرادنا بما ذكرنا حصر الاشاعرة, فمن يحصي نجوم السماء او يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء؟ ولكن ما ذكرناه ينبىء عن المراد كما ينبىء عنوان الكتاب عن مضمونه. قائمة المصادر والمراجع --------------------- (1) طبقات الشافعية (2/ 245). (2) تاريخ بغداد (1 1/ 346-347). (3) شذرات الذهب (2/ 303- 305). (4) وفيات ا لأعيان (3/ 284-286). (5) طبقات الشافعية (1/ 113). (6) مرءاة الجنان (2/ 298). (7) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 21/ 544- ه 54). (8) طبقات الشافعية (1/ 47). (9) هدية العارفين (1/ 676-677) |
04-22-2013, 12:44 AM | #3 | |
شباب الميرغني
|
رد: من هو الامام ابو الحسن الاشعري الذي يبغضه الوهابية
|
|
|
04-22-2013, 07:38 PM | #4 | |
|
رد: الامام ابو الحسن الاشعري رضي الله عنه...
أبو الحسن الأشعري*** واضع ذا لعلم المرضي بكتبه الموافق الرسول*** فخص بالسنة والقبول لقب تابعوه بالأشاعرة*** وهو بالشيخ اتبع مؤازره ونسبوا له بالأشعرية*** إلى أهل الحق في البرية وقال في موضع آخر: فالأشعريون هم المصيبون*** مخالفوا رأيهم المحرومون وقال في آخر النظم: والشكر له على التوفيق*** لمذهب السنة بالتحقيق شكرا لك اخينا حسن مساوى |
|
|
04-22-2013, 07:41 PM | #5 |
|
رد: الامام ابو الحسن الاشعري رضي الله عنه...
الأشاعرة و الماتريدية من هم إن الله تعالى قد قيّض لهذه الأمة المحمدية رجالاً أفذاذًا يذودون عن حياض دينها الإسلامي الحنيف، فيجاهدون بالبيان والسنان، ويقمعون أوهام الملحدين وزيف الزائفين بالأدلة والحجج والبراهين، وقد جعل الله تعالى في كل زمان أئمة هدى يدافعون عن العقيدة الحقة فيصنفون التصانيف والردود. عجيب أمر التهجم الذي يطال الأشاعرة والماتريدية في يومنا الحاضر ... علمًا أن المسلمين ومئات ملايينهم في الدنيا أشاعرة أو ماتريدية من حيث المعتقد فأردت أن أبين في مقالي متذكرًا بل مذكرًا بمنهج لطالما كان عليه السلف والخلف من هذه الأمة المحمدية. بعد أن تعرض الكثيرون إلى سيرة هؤلاء الأمة ونهجهم. فمن هو الأشعري؟ هو أبو الحسن علي بن اسماعيل بن أبي بشر اسحاق بن سالم بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى الأشعري. إليكم البداية مع جدّه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نزل قول الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} (المائدة / 54). فيشير الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد نزولها إلى أبي موسى الأشعري قائلاً: هم قوم هذا وضرب بيده على ظهر أبي موسى الأشعري، ولما نزلت هذه الآية قدم بعد ذلك بيسير سفائن الأشعريين وقبائل اليمن فان لهم بلاء حسن في الإسلام فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا الايمان يمان والحكمة يمانية .." كما أخرج البخاري في صحيحه عن عمران بن الحصين أن النبي أتاه أناس من بني تميم فقال عليه الصلاة والسلام: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا بشرتنا فأعطنا مرتين فتغير وجهه، فجاءه أناس من أهل اليمن فقال: يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا: قد قبلنا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال: "كان الله ولم يكن شىء غيره". وفيه دليل على أن الله موجود في الأزل قبل خلق الأماكن والأزمان وقبل الخلق كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ليس له كمية صغيرة ولا كبيرة ... هنا كانت البداية مع الجد الأكبر سيدنا أبي موسى الأشعري وتعالوا ننظر في الحفيد أبي الحسن الذي ولد سنة مائتين وسبعين وتوفي سنة 333ه الذي كان سنيًا من بيت سنّة وفي بدء حياته درس مذهب الاعتزال ثم تاب ورقي المسجد الجامع بالبصرة في يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإني أعرفه بنفسي أنا فلان ابن فلان كنت أقول بخلق القرءان وأن أفعال البشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم. وبدأ رحمه الله رحلته في تأييد الشريعة وتفنيد مزاعم أهل الشبه بتآليف تدحض شبههم حتى قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجزهم في أقماع السماسم، وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم ينشىء مذهبًا إنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله فالانتساب اليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمّى أشعريًا ا.ه. وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: "واعتقاد الأشعري رحمه الله مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون" ويقول رضي الله عنه في ءاخر عقيدته " فهذا جملة من اعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة" ويقول تاج الدين عبد الوهاب السبكي أيضًا: وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنّة أبي الحسن الأشعري رحمه الله. ثم يقول: وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة. ويقول الشيخ محمد العربي التبّان شيخ المالكية في الحرم المكي: فحول المحدثين من بعد أبي الحسن إلى عصرنا هذا أشاعرة وكتب التاريخ والطبقات ناطقة بذلك. وأما من استفاد من علم الأشعري وكتبه فكثير وهو أكثر من أن نحصيه في مقال ولكن في ما ذكرنا غيض من فيض وقد كفانا البيهقي المؤنة رحمه الله حين قال بعد ثناء عليه: إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري فلم يحدث في دين الله حدثًا ولم يأت في ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين" ا.ه.... وأما مؤلفات الأشعري رحمه الله فكثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين وعلى مذهبه في الاعتقاد مئات الملايين من المسلمين في الشرق والغرب تدريسًا وتعليمًا ويكفي في حقية مذهبه كون هؤلاء الأكابر من العلماء الحفاظ على مذهبه كأبي بكر الإسماعيلي والبيهقي وابن عساكر الدمشقي وكذلك العسقلاني أبو الفضل، وأبو الحسن الباهلي وأبو اسحق الاسفراييني والحافظ أبو نعيم الأصبهاني والإمام السيد أحمد الرفاعي والقاضي عياض والإمام النووي والإمام فخر الدين الرازي وابن دقيق العيد والحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ زكريا الأنصاري ومفتي مصر الشيخ محمد عليش المالكي وشيخ الجامع الأزهر عبد الله الشرقاوي وغيرهم من ائمة الدين كثير لا يحصيهم إلا الله سبحانه. أحبائي القراء لم أرد بما ذكرت إحصاء الأشاعرة أو حصر فضائل الأشعري فمن ذا الذي يحصي عدد رمال الصحراء ولكن أردت أن أتوقف مذكرًا نفسي مذكرًا القارىء ببعض من الماضي الذي نحتاجه في حاضرنا ولأقول لبعض المتطاولين: كفوا ألسنتكم عن الأشعري وأصحابه فيا ويل من كان الاشعري وأصحابه فيا ويل من كان الأشعري خصمه وكفوا ألسنتكم عن أصحابه كالنووي وابن حجر من أكابر أهل السنّة، وقد كان سيدنا محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وقال فيه الرسول معجزة له عليه السلام: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش” أشعريًا ماتريديا رضي الله عنه وأرضاه هو وسائر السلاطين العثمانيين. فلذلك نحن مع القشيري حيث قال: شيئان من يعذلني فيهما فهو على التحقيق مني بري حب أبي بكر إمام الهدى ثم اعتقادي مذهب الأشعري من هو الماتريدي: •1 هو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، والماتريدي نسبة إلى ما تريد، وهي محلة بسمرقند فيما وراء النهر. •2 وكان الإمام الماتريدي والإمام أبو الحسن الأشعري الإمامين الجليلين اللذين حررا عقيدة اهل السنة والجماعة بالأدلة النقلية والعقلية، وقد لقب الماتريدي ب "إمام الهدى" و "إمام المتكلمين" وغير ذلك من الألقاب وهي ألقاب تظهر مكانته في نفوس مسلمي عصره ومؤرخيه. ورغم ذيوع اسمه واشتهاره واشتهار فرقة الماتريدية المنسوبة إليه فقد كان المؤرخون الذين كتبوا عنه قلة. ولم تذكر المراجع سنة ميلاده بالتحديد ولكن يمكن القول إنه ولد في عهد المتوكل الخليفة العباسي، وإنه يتقدم بمولده على الإمام أبي الحسن الأشعري ببضع وعشرين سنة. ولد في بيت من البيوت التي شغفت بالعلوم الدينية، فنشأ وتعلم علوم الدين منذ صغره، ولم يتقاعس لحظة في الدعوة إلى مذهب أهل السنة والدفاع عنه والتمسك به، ولم يفتر عزمه عن الاشتغال بعلم الكلام والتأليف فيه ونصب الأدلة والحجج والبراهين. مشايخه: إن المراجع لم تذكر إلا القليل من مشايخه الذين تلقى علومه عنهم إلا أنهم جميعًا يصل سندهم في العلم إلى الإمام الجليل أبي حنيفة النعمان، وقد ذكر صاحب "الجواهر المضيئة" أن الماتريدي تخرج بأبي نصر أحمد بن العباسي بن الحسين العياضي، وتفقه على أبي بكر أحمد الجوزجاني ونصير بن يحيى البلخي، ومحمد بن مقاتل الرازي. أما أبو نصر العياضي وأبو بكر الجوزجاني فقد تفقها على الإمام أبي سليمان موسى ابن سليمان الجوزجاني، وهذا الأخير تفقه على صاحبي أبي حنيفة: أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسين الشيباني اللذين تفقها على أبي حنيفة. وأما نصير البلخي ومحمد بن مقاتل الرازي فقد تفقها على الإمامين أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وأبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي اللذين تفقها على الإمام أبي حنيفة كذلك. وأما علومه فقد دارت حول تأويل القرءان الكريم وأصول الفقه وعلم الكلام وما يتعلق به، وقد درس العلوم العقلية، كما درس العلوم النقلية درسًا متقنًا عميقًا، ووقف على دقائقها حتى صار إمامًا مبرز في الفقه والتأويل وعلم الكلام. وبعد أن نال القسط الوفير من الثقافة والعلم انصرف الى التدريس والتثقيف، فصنف وألف وكرس حياته لحماية الإسلام ونصرة عقيدة أهل السنة والجماعة حتى وصفه العلماء بأنه كان إمامًا جليلاً، مناضلاً عن الدين، موط لعقائد أهل السنة، قطع المعتزلة وذوى البدع في مناظرتهم، وخصمهم في محاوراتهم إلى أن أسكتهم. مؤلفاته: كان للإمام أبي منصور الماتريدي العديد من المؤلفات، ومنها ما كان في علم الكلام والعقيدة، ومنها ما كان في أصول الفقه ومنها ما كان في تأويل القرءان. أما في علم الكلام فله عدة مصنفات منها كتاب "التوحيد"، وكتاب "المقالات"، وكتاب "الرد على القرامطة"، و "بيان وهم المعتزلة"، و "رد الأصول الخمسة لأبي محمد الباهلي" و "أوائل الأدلة للكعبي"، و "رد كتاب وعيد الفساق للكعبي"، و "رد تهذيب لجدل للكعبي" وغيرها. وأما في علم أصول الفقه فقد ذكرت كتب الطبقات وكتاب "كشف الظنون" كتابين في أصول الفقه هما: كتاب "الجدل"، وكتاب "مأخذ الشرائع في أصول الفقه" وجاء في "بدائع الصنائع" في أثناء استنباط أوقات الصلوات الخمس من قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيًا وحين تظهرون} (سورة الروم) قال الشيخ أبو منصور الماتريدي السمرقندي إنهم فهموا من هذه الآية فرضية الصلوات الخمس، ولو كانت أفهامهم مثل أفهام أهل زماننا لما فهموا منها سوى التسبيح المذكور. وأما مؤلفات الإمام الماتريدي في تأويل القرءان فمنها كتاب "تأويلات أهل السنة"، وقد ذكره بهذا العنوان صاحب "كشف الظنون" ولكن نسخة "كوبريلي" عنونت ب "تاويلات الماتريدي في التفسير"، وأما أصحاب الطبقات فقد ذكروه باسم "تأويلات القرءان" وهذا الاسم تحمله النسخ الأخرى الموجودة في تركيا والهند وألمانيا والمدينة المنورة ودمشق والمتحف البريطاني وطشقند. ولعل الكتاب كان يحمل الإسمين في مبتدأ الأمر فاختصره المؤرخون وأصحاب الطبقات على ذلك. وقد وصف الإمام عبد القادر القرشي المتوفى سنة 775ه هذا الكتاب بقوله: "هو كتاب لا يوازيه فيه كتاب بل لا يدانيه شىء من تصانيف من سبقه في ذلك الفن". وجاء في نسخة مكتبة "خدابخش" في الصحيفة الولى إسناد كتاب "تأويلات القرءان” إلى الماتريدي، وجاء فيما يليه مقدمة عن مؤلفات هذا الكتاب وعن تعريف التفسير والتأويل، وجاء في مقدمة الكتاب أيضًا ما نصه: "قال الشيخ الإمام الزاهد علم الدين شمس العصر، رئيس أهل السنة والجماعة أبو بكر محمد بن أحمد السمرقندي رحمه الله تعالى: إن كتاب التاويلات المنسوب إلى الشيخ الإمام أبي منصور الماتريدي رحمه الله كتاب جليل القدر، عظيم الفائدة في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في أصول التوحيد، ومذهب أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله في أصول الفقه وفروعه على موافقة القرءان". ا.ه. وذكر صاحب "كشف الظنون" كتاب "تأويلات القرءان" تحت عنوان "تأويلات الماتريدية في بيان أصول أهل السنة وأصول التوحيد"، وصرح بأنه ثمانية مجلدات وأن الشيخ علاء الدين بن محمد بن أحمد هو الذي جمعه. وجاء في "تأويلات القرءان" في تفسير قوله تعالى: {قل رب أرني أنظر إليك قال لن تراني} قوله: "والقول بها - يعني رؤية الرب - لازم عندنا في الآخرة، وحق من غير إدارك ولا تفسير" ا.ه أي من غير تشبيه ولا كيفية. ومن تصانيف الإمام أبي منصور الماتريدي كتاب "شرح الفقه الأكبر"، وهو كتاب يعرف محتواه من عنوانه، فقد تناول كتاب "الفقه الأكبر" لأبي حنيفة بالشرح والإيضاح والتفسير. وفاته: ذكر صاحب كتاب "كشف الظنون" أن الإمام الماتريدي توفي سنة 332ه، غير أنه عاد بعد ذلك في مواطن أخرى فاتفق مع جمهرة المؤرخين على أن وفاته كانت سنة 333ه. وذكر عبد الله القرشي في "الفوائد البهية" بأنه توفي سنة 333ه، وأن قبره بسمرقند. ... وهكذا يتبين لنا من خلال استعراضنا لحياة الإمام أبي منصور الماتريدي كيف اولى هذا العالم وأمثاله علم الكلام الذي يتعلق ببيان صفات الله وتنزيهه عن صفات النقصان الرعاية والاهتمام مما يثبت من جديد أن هذا العلم هو أشرف العلوم وأعظمها على الإطلاق. قول أهل السنة والجماعة في الآيات المتشابهة : "نقول في الصفات المشكلة إنها حق وصدق على المعنى الذي أراده الله ومن تأولها نظرنا فإن كان تأويله قريبًا على مقتضى لسان العرب لم ننكر عليه، وإن كان بعيدًا توقفنا عنه ورجعنا الى التصديق مع التنزيه" نقله الحافظ في الفتح (13 / 183). وهذا هو عين مذهب جماهير الأمة من أهل السنة والجماعة أي (مذهب الأشاعرة والماتريدية) ومما نحب أن نلفت نظر القارىء الكريم إليه مما حصل فيه اللبس والخلط عند من ينتحل السلفية أن هؤلاء يثبتون الكيفية لله تعالى ويزيدون بقولهم: له كيف لا ندركه، وأن الكيف مجهول لدينا فقط لكن للصفة كيفًا !!!. وقد غايروا بمقولتهم الفاسدة المذهب الصحيح الثابت عن أهل السنة والجماعة روى الذهبي بإسناده في مختصر العلو عن الوليد قال: سألت الأوزاعي والليث بن سعد ومالكًا والثوري عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا: امضها بلا كيف (مختصر العلو ص 143). بيان من هم السلف رضوان الله عليهم والسلف أهل القرون الثلاثة الذين ذكرهم الرسول بقوله: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" - رواه البخاري - فعلى تفسير القرن بمائة سنة فالسلف هم من كانوا ضمن الثلاثمائة، ومنهم أي من العلماء من جعل منتهى السلف سنة مائتين وعشرين، والأول هو المشهور، ويقوي ذلك رواية ابن حبان لحديث: "خير الناس" اتي فيها ذكر "ثم الذين يلونهم" ثلاث مرات، واختار ذلك الحافظ ابن عساكر في رسالته التي ألفها في الدفاع عن أبي الحسن الأشعري. الجماعة وليعلم أن أهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره". وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: "أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفيه قوله: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية: "وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة". والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءهم". قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن. الفرقة ثم حدث بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيض الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أتم القيام برد شبههم وإبطالها فنسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون. فإن قيل إن بين الأشاعرة والماتريدية اختلافاً في مسائل العقيدة فكيف يكون كل منهما الفرقة التي قال الرسول: "فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . فالجواب: أنه ليس بينهما اختلاف في أصول العقيدة إنما الخلاف بينهما في بعض فصول العقيدة وفروعها، وهذا لا يقدح في كونهما الفرقة الناجية، فإن هذا الخلاف كالخلاف الذي حصل بين الصحابة في رؤية النبي ربه ليلة المعراج، فقد نفتها عائشة وابن مسعود وأثبتها عبد الله بن عباس وأصحابه من التابعين وأبو ذر الغفاري، مع أن الصحابة متفقون في أصول العقيدة. ومن هذه الفرقة يكون المجدد الذي أخبر الرسول أنه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة وهو من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". رواه أبو داود وغيره. فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدة التي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر. فيا طلاب الحق لا يهولنكم قدح المشبهة المجسمة في هذا العلم بقولهم إنه علم الكلام المذموم لدى السلف، ولم يدروا أن علم الكلام المذموم هو ما ألفه المعتزلة على اختلاف فرقهم والمشبهة على اختلاف فرقهم من كرامية وغيرها فإنهم قد افترقوا الى عدة فرق بينها من ألفوا في بيان الفرق كالإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي ومن أشهر ما ألف في هذا العلم هذه العقيدة المشهوة بالعقيدة الطحاوية التي مؤلفها من السلف، وقد نص على أن ما يذكره في هذه العقيدة هو ما عليه أهل السنة يعني الصحابة ومن بعدهم إلى عصره عامةً، وخص ذكر الإمام أبي حنيفة وصاحبيه القاضي أبي يوسف ومحمد ابن الحسن بتسميتهم بأسمائهم. ثم بعد ان بينا أن الأشاعرة والماتريدية فرقة واحدة في العقيدة يصح لنا أن نقول: الأشعري ماتريدي والماتريدي أشعري. وكان الشافعي أتقن هذا العلم علم الكلام الذي لأهل السنة قبل أن يتقن علم الفقه، والدليل على ذلك ما ثبت عنه أنه جاءه حفص الفرد المعتزلي فناظره فقطعه الشافعي بالحجة في مسئلة خلق الكلام، فلما أصرً حفص على قوله القرءان مخلوق قال الشافعي: "لقد كفرت بالله العظيم". وما قيل في الإمام الجليل أبي الحسن الأشعري يقال في الإمام أبي منصور الماتريدي لأنه مثله قام بتقرير عقيدة السلف بالأدلة النقلية والعقلية بإيضاح واسع، فقد جمع هذان الإمامان الإثبات مع التنزيه فليسا على التشبيه ولا التعطيل ولعن الله من يسمي الأشعري أو الماتريدي معطلاً، فهل خالفا التنزيه الذي ذكره الله بقوله {ليس كمثله شىء} فإنهما نفيا عن الله الجسمية وما ينبني عليها، وهذا ذنبهما عند المشبهة كالوهابية ومن سبقهم من المشبهة. فإن المشبهة قاست الخالق بالمخلوق فنفت موجودًا ليس جسمًا، والإمامان ومن تبعهما وهم الأمة المحمدية قالوا إن الله لو كان جسمًا لكان له أمثال لا تحصى. يتبع مع الجماعة وهذا هو دين الله الذي كان عليه السلف الصالح وتلقاه عنهم الخلف الصالح، وطريقة الأشعري والماتريدي في أصول العقائد متحدة. فالمذهب الحق الذي كان عليه السلف الصالح هو ما عليه الأشعرية والماتريدية وهم مئات الملايين من المسلمين فكيف يكون هؤلاء السواد الأعظم على ضلال، وتكون شرذمة هي نحو ثلاثة ملايين على الحق، والصواب أن الرسول عليه السلام أخبر بأن جمهور أمته لا يضلون وذلك من خصائص هذه الأمة، ويدل على ذلك ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما: "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة" وعند ابن ماجة زيادة: "فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم". ويقوي هذا الحديث الحديث الموقوف على أبي مسعود البدري: "وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة" قال الحافظ ابن حجر: "وإسناده حسن"، والحديث الموقوف على عبد الله بن مسعود وهو أيضًا ثابت عنه: "ما رءاه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رءاه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح"، قال الحافظ ابن حجر: "هذا موقوف حسن". ولا ينافي ما قررناه من أن الجمهور معصومون من الضلالة ما صح مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه سلم من قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة". فإن هذا أريد به طائفة متمسكة من بينهم بالدين على الكمال ولا شك أن المتمسكين بالدين على الكمال هم أقل الأمة، وليس معنى ذلك أن أكثر المنتسبين إلى الإسلام يكونون ضالين من حيث العقيدة خارجين عن الإسلام كما صرحت بذلك الوهابية ووافقهم أبو الأعلى المودودي، فعندهم جمهور المنتسبين للإسلام ليسوا على الهدى بل على الشرك، وقد صح أن أهل الجنة مائة وعشرون صفًا ثمانون من هذه الأمة، فلا يمكن أن يكون هؤلاء الثمانون هذه الشرذمة الوهابية، وهل كانت الوهابية قبل قرنين، فإن معتقدها منبثق من محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة مائتين وألف وست للهجرة وبعض معتقداتها مأخوذ من أحمد بن تيمية المتوفى سنة سبعمائة وثمان وعشرين للهجرة وهو شذ عن ما كان عليه من قبله من أهل الحق بقوله: إن جنس العالم ليس حادثًا إنما الحادث الأفراد أي الأشخاص المعينة فكل شخص وفرد عنده حادث ولكن إلى ما لا نهاية له ولا ابتداء، فجعل العرش أزليًا بنوعه وجنسه بمعنى أن العرش لم يزل مع الله ولكن عينه ليس دائمًا بل يتجدد كل ءان بعد عدم، وقد نقل ذلك عنه الإمام جلال الدين الدواني وهو من ثقات العلماء كما وثقه الحافظ السخاوي في البدر اللامع في تراجم أهل القرن التاسع، ونسب إلى ابن تيمية ذلك الحافظان الجليلان المعاصران له وهما الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي والحافظ أبو سعيد العلائي. من الذين بشر بهم النبي الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة قال تاج الدين السبكي في طبقاته (3 / 36): "ذكر دليل استنبطه علماؤنا من الحديث الصحيح دال على أن أبا الحسن وفئته على السنّة وأن سبيلهم سبيل الجنة. زعم طوائف من أئمتنا أن سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم بشّر بالشيخ أبي الحسن، وأشار إلى ما هو عليه في حديث الأشعريين، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "الايمان يمانٍ والحكمة يمانية، أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبًا". أخرجه البخاري ومسلم . وفي حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يقدم قوم هم أرق أفئدة منكم" فقدم الأشعريون، فيهم أبو موسى ... الحديث. وفي حديث لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا" وضرب بيده على ظهر أبي موسى الأشعري. وقد استوعب الحافظ في كتاب "التبيين" الأحاديث الواردة في هذا الباب وهذا ملخصها: قال علماؤنا: بشّر صلى الله عليه وسلم بأبي الحسن فيها إشارةً وتلويحًا، كما بشر بأبي عبد الله الشافعي رضي الله عنه في حديث: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا" ومالك رضي الله عنه، وفي حديث: "يوشك أن يضرب الناس ءاباط الإبل فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة". وممن وافق على هذا التأويل وأخذ به من حفاظ المحدثين وأئمتهم الحافظ الجليل أبو بكر البيهقي، فيما أخبرنا به يحيى بن فضل الله العمري، في كتابه، عن مكي بن علان، أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي، أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ، قال: أما بعد، فإن بعض أئمة الأشعريين رضي الله عنهم ذاكرني بمتن الحديث الذي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا ابراهيم ابن مرزوق، حدثنا وهب بن جرير، وأبو عامر العقدي، قالا: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري قال: لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} أومأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى، فقال: "هم قوم هذا". قال البيهقي: وذلك لما وجد من الفضيلة الجليلة، والمرتبة الشريفة (في هذا الحديث) للإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، فهو من قوم أبي موسى وأولاده، الذين أوتوا العلم، ورزقوا الفهم، مخصوصا من بينهم بتقوية السنة وقمع البدعة، بإظهار الحجَّة وردّ الشبهة، والأشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل قوم أبي موسى من قومٍ يحبهم الله ويحبونه لما علم من صحة دينهم، وعرف من قوة يقينهم، فمن نحا في علم الأصول نحوهم، وتبع في نفي التشبيه مع ملازمة الكتاب والسنة قولهم جعل من جملتهم. هذا كلام البيهقي. ونحن نقول ولا نقطع على رسول الله صلى الله عليه وسلم: يشبه أن يكون نبي الله صلى الله عليه وسلم إنما ضرب على ظهر أبي موسى رضي الله عنه في الحديث الذي قدمناه، للإشارة والبشارة بما يخرج من ذلك الظهر في تاسع باطن، وهو الشيخ أبو الحسن، فقد كانت للنبي صلى الله عليه وسلم إشارات لا يفهمها إلا الموفقون المؤيدون بنور من الله، الراسخون في العلم ذوو البصائر المشرقة، {ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور} . ثم قال "ذكر بيان أن طريقة الشيخ التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام، والمتميّزون من المذاهب الأربعة، في معرفة الحلال والحرام، والقائمون بنصرة (دين) سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. (قد) قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدلّ على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام، ومن سبقه إلى مثلها، وتلاه على قولها، حيث ذكروا أن الشافعية، والمالكية، والحنفية، وفضلاء الحنابلة أشعريون. هذه عبارة ابن عبد السلام، شيخ الشافعية. وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية، والمالكية، والشافعية، إلا موافق الأشعري، ومنتسب إليه، وراضٍ بحميد سعيه في دين الله و مثن بكثرة العلم عليه، غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمّه، وتباهى بإظهار جهرها بقدرة سعة علمه". إلزمي نفسي بريدي عن هداهم لا تحيدي فأنا أعلنتُ أني أشعريٌّ ماتريدي وقال أيضًا: "أنا أعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني أحدًا، والشافعية غالبهم أشاعرة. لا أستثني إلا ممن لحق بهم منهم بتجسيم أو اعتزال، ممن لا يعبأ الله به، والحنفية أكثرهم أشاعرة، أعني يعتقدون عقد الأشعري، لا يخرج منهم إلا من لحق منهم بالمعتزلة، والحنابلة أكثر فضلاء متقدميهم أشاعرة، لم يخرج منهم من عقيدة الأشعري إلا من لحق بأهل التجسيم، وهم في هذه الفرقة من الحنابلة أكثر من غيرهم" ا.ه. التعطيل أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي قاما بتقرير عقيدة السلف بالأدلة النقلية والعقلية بإيضاح واسع، فقد جمع هذان الإمامان الإثبات مع التنزيه فليسا على التشبيه ولا التعطيل، ولعن الله من يسمي الأشعري والماتريدي معطلاً، فهل خالفا التنزيه الذي ذكره الله بقوله ((ليس كمثله شيء)) (سورة الشورى) ، فإنهما نفيا عن الله الجسمية وما ينبني عليها، وهذا ذنبهما عند المشبهة في هذا العصر ومن سبقهم من المشبهة أيضاً. فإن المشبهة قاست الخالق بالمخلوق فنفت موجوداً ليس جسماً، والإمامان ومن تبعهما وهم الأمة المحمدية قالوا إن الله لو كان جسماً لكان له أمثال لا تحصى. وبارك الله فيكم وقال الشيخ محمد أمين الشهير بابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار": "أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية". وقال الحافظ الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي في "اتحاف السادة المتقين" (2 / 6 - 7): " (الفصل الثاني) أذا أطلق أهل والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية، قال الخيالي في حاشيته على شرح العقائد الاشاعرة هم أهل السنة والجماعة هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطار في ديار ما وراء النهر يطلق بذلك على الماتريدية أصحاب الامام أبي منصور وبين الطائفتين اختلاف في المسائل كمسئلة التكوين وغيرها ا.ه وقال الكستلي في حاشيته عليه المشهورمن أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الاقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري أول من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبه الى السنة أي طريق النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة أي طريقة الصحابة رضي الله عنهم وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي ا.ه. وقال ابن سبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وان اختلفوا في الطرق والبادىء الموصلة لذلك أو في لمية ما هنالك وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف الأول أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية أعني الكتاب والسنة والإجماع الثانية أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية وهم الأشعرية والحنفية وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي وهم متفقون في المبادىء العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه وفي المبادىء السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيره. ا.ه. وليعلم أن كلا من الإمامين أبي الحسن وأبي منصور رضي الله عنهما وجزاهما عن الإسلام خيرًا لم يبدعا من عندهما رأيا ولم يشتقا مذهبا انما هما مقرران لمذاهب السلف مناضلان عما كانت عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحدهما قام بنصرة نصوص مذهب الشافعي وما دلت عليه والثاني قام بنصرة نصوص مذهب أبي حنيفة وما دلت عليه وناظر كل منهما ذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين وهذا في الحقيقة هو أصل الجهاد الحقيقي الذي تقدمت الاشارة اليه فالانتساب اليهما انما هو باعتبار أن كلا منهما عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدى به في تلك المسالك والدلائل ويسمى أشعريًا وماتريديًا .ا.ه |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | حسن مساوي | مشاركات | 4 | المشاهدات | 12045 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|