09-08-2012, 06:41 PM
|
#1
|
|
وقائع الحوار الأخير بين حسني مبارك وجعفر نميري بالقاهرة
وقائع الحوار الأخير بين حسني مبارك وجعفر نميري بالقاهرة
محمد سعيد محمد الحسن
ملاحقة ومتابعة ثورة الشعب في مصر والتي دخلت الأسبوع الثاني ولا تزال في عنفوانها وصبرها وصمودها ومثابرتها والدعوة الملحة برحيل الرئيس حسني مبارك غالبة علي ما عداها، ومنها وعنها يأتي استرجاع وقائع الانتفاضة الشعبية 6 أبريل 1985 وبوجه خاص آخر حوار دار بين الرئيسين آنذاك المشير جعفر نميري وحسني مبارك في مطار القاهرة السبت 6 ابريل1986م.* في واشنطن، والمشير جعفر نميري في منزل السفير نهار الخميس 4 ابريل 1985 تلقى هاتفاً من القاهرة، وكان على الطرف الآخر الرئىس حسني مبارك، المحادثة كانت قصيرة جداً، و كانت سؤالاً واحداً.. هل أنت على علم بما يجري في الخرطوم؟أجاب المشير نميري بكلمة واحدة: عارف، أعلم وأنا حأمر عليك يوم السبت بالقاهرة.. وانتهت المحادثة.بعدها تلقى السفير عمر صالح عيسى محادثة، قال المتحدون انه «يشوب» من الخارجية وانهم تلقوا تقارير من سفارتهم بالخرطوم تنقل بدقة تطورات الموقف، و أنها -أي السفارة الامريكية- قالت: إن الأوضاع ليست تحت سيطرة المسؤولين في الخرطوم، وشدد المتحدث على أهمية ابلاغها ل «الرئيس»، وتم نقلها وحدث وجوم، وقال المشير لمرافقيه: «يظهر أن عمر، يقصد النائب الأول اللواء عمر محمد الطيب ما قادر يتخذ قرارات سياسية، وانه قرر قطع الزيارة لواشنطن والعودة إلى الخرطوم، وطلب من عبد الرحيم سعيد مسؤول المراسم، التجهيز للسفر غداً الجمعة 5 ابريل 1986 وليتوقف في القاهرة ليكون يوم السبت 6 ابريل بالخرطوم وشدد على أن التوقف لساعة واحدة في مطار القاهرة للإلتقاء بالرئىس حسني مبارك، وحدد لذلك نحو الساعة 11 صباحاً بتوقيت القاهرة ويتم التحرك إلى الخرطوم الساعة 12 ظهر السبت.. وفي هذه الأثناء فشلت كل المحاولات التي بذلها للاتصال بالخرطوم وكان شديد الحرص على اللتصال باللواء عمر محمد الطيب، وظهر ان الاتصال بالخرطوم قطع تماماً، وجرت محاولة ليتم الاتصال بواسطة السفارة الامريكية بالخرطوم. ولكن كانت هنالك استحالة، وجربت «سونا» وكان الصمت المطبق.تحركت الطائرة بالرئيس والوفد المرافق نحو الرابعة عصر الجمعة 5 ابريل 1986 بتوقيت واشنطن في طريقها لفرنسا للتزويد بالوقود في نيس والمقرر لوصولها السادسة والنصف صباح السبت 6 ابريل بتوقيت قرينتش.الكابتن محمود ساتي أجرى محاولات للاتصال بمطار الخرطوم وفشلت محاولاته، ولكنه التقط مصادفة مفاجأة وحاسمة.. المحادثة من مطار الخرطوم إلى مطار القاهرة، المتحدث من جانب الخرطوم عرف نفسه «أنه من سلاح الطيران السوداني، وقال لمطار القاهرة «أنه ممنوع وصول أية طائرة خاصة أو تجارية، وان المطار مقفول وان عربات ودبابات تقف على ممر الطائرات، وأن أية طائرة تدخل الأجواء السودانية ستضرب على الفور.. وكرر «مفهوم» وقال الكابتن، ان اللهجة والنبرة تدلان على أنها صادرة من رجل عسكري نقل الكابتن الاشارة أو المحادثة إلى الياور ومجموعة الأمن الخاص وانتهوا إلى عدة تفسيرات، وفي النهاية اتفقوا على نقل المعلومات إلى «الرئيس».. واقلقت الطائرة من مطار نيس الفرنسي في طريقها للقاهرة واتفق على عدم ابلاغ أي راكب في الطائرة بالمحادثة المهمة والتي التقطها الكابتن. في صباح 6 ابريل 1986 اقتربت الطائرة من مطار القاهرة، ولاحظ ركابها بسهولة، انه لا وجود لبساط أحمر، ولا قرقول شرف، ولا مؤشر أو مظهر لاستقبال رسمي، وعندما هبطت الطائرة ووقفت تماماً، كان الرئيس حسني مبارك وحرمه ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع في استقباله وبعد التحية والمصافحة سأل الرئيس نميري: أيه أخبار الخرطوم؟رد الرئيس حسني مبارك.. «وحشة قوي».. ونادى أحدهم وطلب منه البيانات التي التقطت من الخرطوم بما فيها البيان رقم «1» دخلوا غرفة كبار الزوار، تحدث إليه الرئىس حسني مبارك فترة ثم خرجا.سمع الرئيس نميري «اصبح سابقاً» يردد أنه يريد مواصلة الرحلة إلى الخرطوم بينما صمت الرئيس حسني مبارك.* يفيد اتمام هذه الوقائع التي تمت يوم الانتفاضة الشعبية السبت 6 ابريل 1986 وكيف تصرف الرئيس حسني مبارك مع المشير جعفر نميري؟ ثم كيف تلقى محادثة الفريق أول عبد الرحمن سوار الذهب الذي اعلن قرار انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب وانتفاضة في الاطاحة بالنظام المايوي كله واسترداد الديمقراطية
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|