القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-15-2010, 04:33 PM | #1 | |
|
لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
الذب عن آباء النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (منقول)
بقلم : محمد الأمين ولد الهادي ولد بدي - محظرة النباغية بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله الحمد لله الذي فضل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على جميع ملكه وشرف نسبه على كافة أنساب خلقه وبعد: فسلام عليكم يا أهل المحظرة أساتذة وطلابا وتعلمون أن شيخنا (اباه) أبقاه الله لنا وللمسلمين كان ينهانا عن البحث في المسائل الخلافية لكونها مضيعة لوقت الطالب عن ما هو بصدده من طلب وتعلم وربما كانت داعية إلى ما نهى الله عنه من الخلافات والشنآن لكنني لما أعلم في شيخي أطال الله بقاءه من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله لهذا الجناب ما يجرئني على أن أنادي أمامكم بأعلى صوتي وأتحدث إليكم بملأ فمي عن موضوع يدور حول مكانة أبوين هزا، بمولد ابنهما الوحيد،الدنيا وما زال ذلك يهزها إلى اليوم. ولهما شأن لم يف بالإفصاح عنه نور علا بالمنزل وقت الميلاد ، ولا ظهور نجم لم يكن في المنظومة الفلكية من قبل، طفل أنقذ العالم من ضلاله في بيداء مظلمة، وهداها إلى النور المبين وعصمها بالحبل المتين فأي جزاء أيتها الأمة يجزى به من أخرجك من الظلمات إلى النور، وعلمك بعد الجهالة وبصرك بعد العماية وكان بك رؤوفا رحيما يجزى بتقتيل أهل بيته المطهرين والأقربين وعشيرته والتنكيل بهم وتشريدهم بل ويجزى بتكفير خيار الخيار الذين افتخر بهم وقرنهم بالنبوءة (( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب )) والكافر غير مختار ولا كريم . وقد نهى عن الفخر بالكفار لأنهم من جثو جهنم وجعل ذلك من عبية الجاهلية، وقرن صلى الله عليه وسلم أباه عبد الله بنبي الله إسماعيل فقال ((أنا ابن الذبيحين) وأمه صلى الله عليه وسلم مع اثنين من أولي العزم من الرسل جده إبراهيم الخليل وعبد الله وكلمته عيسى ابن مريم عليه السلام فقال صلى الله عليه السلام دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى ابن مريم ورؤيا أمي) وصدق البوصيري وصدَق حيث يقول لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء وما كنت أحسب أن السوأى تبلغ بمن يدعي الإسلام أن يجترئ على أبوي النبي صلى الله عليه وسلم – فداهما أبي وأمي – حتى فوجئت بكتب ومحاضرات وتولع أغمار السفلة بالقيل والقال في آبائه صلى الله عليه وسلم يستمرءون الخوض في ذلك كأنها عقيدة ناشئة يجب نشرها أو ركن من أركان الإسلام يجب بثه أو علم ضروري يجب تبليغه ولم يراعوا في أبويه أنهما الظهر الذي حمله والبطن الذي احتضنه والحجر الذي كفله. وكان الأولى بهؤلاء أن يبحثوا عن آبائهم هم هل ماتوا على الكفر أم ماتوا على الإسلام، وهل هم معذبون أم ناجون؟ وهل نزلت عليهم من النار براءة من ربهم تشغلهم عن آبائهم في الخوض في مصير آبائه صلى الله عليه وسلم وهل لهم من ولد تفزع إليه الخلائق حين يشتد الأمر كحال آبائه صلى الله عليه وسلم فلا عليكم منهم فقد كفيتم أمرهم بما ولدوا – والذي نفسي بيده - لقد ولدا أفضل الخلق آدم فمن دونه تحت لوائه وهو الشافع المشفع من بعثه الله رحمة للعالمين، وهما أولى الناس بمعروفه وما ولداه ليشقيا به وهو المبلغ قوله تعالى {وقل رب ارحمهما كما ربيان صغيرا } وقوله تعالى { رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين } ومن أبى فنحيله إلي بيت الشيخ محمَد وابن حنبل رحمة الله عليه حيث يقول: وإذ أبى إلا اللجاج فقل له في النار من يحجوهما في النار وقل له إن العلماء قالوا بلعنه كما سترى بحول الله في خاتمة هذه المحاضرة بعد عرض موجز لإبطال الشبه وبيان المنازع التي لو تمسك بها المخالف لم تزل قدمه المنزع الأول : أفترض أن الأدلة تعارضت في نجاة الآباء أما كان أسلم وأحوط للمعظم نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتمسك بأدلة القائلين بنجاته ونبذ كل ما سواه إتباعا لأحسن القولين وأدبا مع الجناب الرفيع صلى الله عليه وسلم المنزع الثاني : النظر في طرق الاستدلال، فلا نكتفي في ثبوت الحديث ولو في الصحاح إلا إذا خلا من المعارض فأنت ترى أن الشافعية لم يأخذوا بحديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم لم يقرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم بل لا تصح الصلاة عندهم إلا بها لما قام عندهم من الأدلة الداعية لقراءتها في الصلاة وللمالكية أدلة معارضة لما ثبت في الصحيحين : البيعان بالخيار ما لم يفترقا وللحنفية أدلة عارضوا بها ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا ولغ الكلب في إناء فليغسله سبعا فلم يشترطوا في إزالة نجاسة الكلب سبعا كما لم يأخذ الحنابلة بما في الصحيحين ((من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم)) لأدلة أخرى معارضة له فهؤلاء أهل المذاهب الأربعة عارضوا الأحاديث الصحيحة بأدلة أخرى رجحت عندهم مع أن هذه الأحاديث تتعلق بصميم الأحكام الشرعية فكيف بما هو بمنأى عنها. أما إذا كان المرء لا يحسن إلا صناعة الحديث فهو بمثابة الصيدلي الماهر بأسماء الأدوية وتراكيبها وليس بطبيب فلا يحل له الأخذ من الحديث إلا إذا تبحر في الفقه والأصول وغيرها من علوم الآلة كعلم العربية والنحو والبيان وكذلك الأحاديث التي جرى بها العمل والتي لم يجر بها العمل، قال شيخنا ووالدنا محمد فال (اباه) ابن باب: وقولة سفيان الحديث مضلة لغير فقيه الاجتهاد من أهله مقالة حق وهي في حق قاصر يحل صريح اللفظ غير محله ولم يدر ما منسوخه من ضعيفه ويخطئ في وضع الحديث وحمله المنزع الثالث : الأحاديث والآيات لا تخلو من المعارض أما حديث (( ليت شعري ما فعل أبواي)) فنزلت {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } لم يذكر في شيء من كتب الحديث المعتمدة وإنما ذكر في بعض التفاسير بسند منقطع ويعارضه ما أخرجه ابن الجوزي من حديث علي مرفوعا : هبط جبريل علي فقال: (( إن الله يقرئك السلام ويقول إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك، فمن رده لضعف رد الحديث الآخر, ومعلوم أن الآيات نزلت في اليهود لأنها صدرت بقوله تعالى: { يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } ثم اختتمت بقوله تعالى { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } وتبين أن المراد بأصحاب الجحيم كفار أهل الكتاب, ويرجح ذلك أن الجحيم اسم لما عظم من النار كما أخرجه ابن أبي حاتم ولما أخرج بن جرير وابن المنذر عن ابن جريج عند قوله تعالى : (( لها سبعة أبواب )) إنها السادسة من أركان النار وإنها هي مأوى لأبي جهل فكيف يلحق آباء النبي صلى الله عليه وسلم بعذاب فرعون هذه الأمة، ويخفف عن أبي طالب لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وبره به مع انه أدرك الدعوة وامتنع من الإجابة وقد صح انه أهون أهل النار عذابا . وأما حديث (( لا تستغفر لمن مات مشركا )) فقد أخرجه البزار بسند فيه من لا يعرف وحديث نزول الآية في ذلك مخالف لما ثبت في الصحيحين أن الآية نزلت في أبي طالب لما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه : (( لأستغفرن لك ما لم أنه عنك )) . وطعن أهل المصطلح ما في صحيح الحاكم في مستدركه من حديث (( أمي مع أمكما )) لتفرده به وحلف الذهبي على ضعفه يمينا شرعيا لأن في مسنده عثمان بن عمير. . وأما حديث مسلم أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي ؟ فقال: (( في النار)) فلما قفى دعاه فقال: (( إن أبي وأباك في النار )) فمضطرب متنا محتمل معنى فالمتن قال السيوطي رحمه الله إن زيادة (( أبي في النار )) إنما ذكرها حماد بن سلمه وقد خالفه معمر عن ثابت انه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : (( إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) ومعمر اثبت من حماد وكان لحماد ربيب يدس في كتبه وكان لا يحفظ وإذا حدث بما فيها ربما وهم بخلاف معمر فلم يتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه واتفق الشيخان على التخريج له فكان لفظه اثبت لا سيما إن تأيد اللفظ بوروده في روايات أخرى منها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي أخرجه البزار والطبراني والبيهقي أن أعرابيا قال لرسول صلى الله علبه وسلم : أين أبي؟ قال في النار قال أين أبوك ؟ قال: (( حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) وإسناده على شرط البخاري فتعين الاعتماد عليه وتقديمه على غيره وقد زاد الطبراني والبيهقي في آخره: (( فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار)) وحديث ابن ماجة عن مسلم عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو ، قال : ((في النار)) قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين أبوك، فقال صلى الله عليه وسلم (( حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار. )) فقال فأسلم الأعرابي، وقال قد كلفني رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار فهذا اللفظ العام هو الذي صدر منه صلى الله عليه وسلم كما توضحه هذه الزيادة ورآه الاعرابي بعد اسلامه أمرا يتوجه اليه لا يسعه تركه فلو كان الجواب باللفظ الأول لم يكن مأمورا بشيء فاعلم أن اللفظ الأول من تصرف الراوي في المعنى على حسب فهمه ووقع مثله في حديث آخر بنفي قراءة البسملة وقد أعله الإمام الشافعي رضي الله عنه بذلك وقال أن الثابت عن طريق آخر نفي سماعها ففهم منه الراوي نفي قراءتها فرواه بالمعنى على ما فهمه فأخطأ. قال السيوطي رحمه الله تعالى: ونحن نقول عن حديث مسلم في هذا المقام بنظير ما أجاب به إمامنا الشافعي عن حديث مسلم بنفي قراءة البسملة وأخرج الحاكم في مستدركه وصححه قال : يا رسول الله هل أحد ممن مضى منا في جاهلية في خير ؟ فقال : رجل من عرض قريش: إن أباك المنتفق في النار فكأنه وقع حر بين جلدي و وجهي و لحمي مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممت أن أقول وأبوك يا رسول الله ثم نظرت فإذا الأخرى أجمل فقلت : و أهلك يا رسول الله ؟ فقال : ما أتيت عليه من قبر قرشي أو عامري مشرك فقل أرسلني إليك محمد فابشر بما يسوؤك. فهذا الأعرابي المشرك الجافي لم يتجاسر على مجرد السؤال تأدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم وعدل عن هذا اللفظ إلى ما رآه عنده أجمل فكان غيره من المسلمين أولى منه بالأدب معه صلى الله عليه وسلم 2- أما من حيث المعنى: ((فإن أبي وأباك في النار)) فإنه ظني الدلالة إذ يحتمل أنه يعني بأبيه عمه أبا طاب لأن العرب تسمي العم أبا وجاء بذلك الاستعمال في كتاب الله العزيز قال تعالى{ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } وإسماعيل عمه قطعا وكذلك قوله تعالى{ ووهبنا له له اسحاق ويعقوب.. الى قوله واسماعيل واليسع ويونس ولوطا } وهو عمه على ما وردت به الأخبار ويحتمل أن يكون الضمير في ذريته راجعا إلى نوح ولكنه احتمال مرجوح لان الكلام عن إبراهيم. ويرد الاحتمال انه صلى الله غليه وسلم لما سأله الأعرابي أين أبي؟ وقال له ((إن أباك في النار)) وولى والحزن باد عليه فقال عليه الصلاة والسلام : (( ردوه علي )) فلما رجع قال له : (( إن أبي وأباك في النار )) يحتمل انه يعني بابيه أبا طالب لان العرب تسمى العرب أبا, لا سيما إن انضم إلي العمومة التربية، والعطف والدفاع عنه، ثم انه لو فرض اتفاق الرواة ان المراد أبوه حقيقة عورض بقوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } ومعلوم أن الظني إذا عارضه قطعي رجحه ووجب المصير اليه كما هو مقرر في الأصول وقد سئل فضيلة الشيخ محمد الامين الجكني الشنقيطي عن حديثي مسلم في الأبوين كما في كتاب مجالس فقال لا يرد بهما نص قرآني قطعي المتن وهو قوله { وما كنا معذبين } أي ولا مثيبين أي وهذا النص قطعي الدلالة لا يحتمل غير ما يدل عليه لفظه بالمطابقة بخلاف حديث ((إن أبي وأباك في النار))فإنه ظني الدلالة لأنه يحتمل أن يعني عمه ابا طالب لأن العرب تسمي العم أبا وجاء بذلك الاستعمال في كتاب الله العزيز في موضعين أحدهما قطعي المتن قطعي الدلالة وهو قوله { قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } وإسماعيل عمه قطعا. الموضع الثاني قطعي المتن لكنه ظني الدلالة {ووهبنا له إسحاق ويعقوب ...}إلى قوله { وإسماعيل واليسع ويونس}عليه السلام ولا بعث إليهما ولا بلغتهما دعوة نبي قبله ولم يدركا بعثة ابنهما صلى الله عليه وسلم وكانا في زمن جاهلية طبق الجهل فيها مشارق الأرض ومغاربها، فقد من يعرف الشرائع على وجهها إلا أفراد قلائل من أحبار أهل الكتاب لم يكن بينهم وبين أهل مكة علاقة تدعوهم إلى الدخول في شريعتهم والتفقه في دينهم وأما أبَوَا النبي صلى الله عليه وسلم لم يضربا في الأرض كثيرا ولم يعمرا طويلا بما يحصلا به خلطة أهل الكتاب. فلم يعش والد النبي صلى الله عليه وسلم من العمر سوى ثمانية عشر عاما على ما صححه الحافظ العلائي وماتت والدته في حدود العشرين تقريبا ومثل هذا العمر لا يسع الفحص عن المطلوب في مثل ذلك الزمان لا سيما ابنة عشرين محجبة لا تخالط الرجال فكيف تعرف ما عليه الناس من الديانات والشرائع مع غفلة أهلها من أهل مكة عن ذلك ولذلك استبعدوا الرسالة لما بعث إليهم بها النبي صلى الله عليه وسلم ،{ قالوا أبعث الله بشرا رسولا}، {لو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} فلو كان لأولئك علم من بعثة الرسول ما نفروا كل النفور من الدعوة ، وربما كانوا يظنون أن إبراهيم بعث بما هم عليه لأنهم لا يعرفون شريعته على حقيقتها ولم يجدوا من يبلغها لهم لدثورها وبعد ما بينهم وبينه ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة، وحكم من لم تبلغه الدعوة أنه ناج بشرطه قال تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وهذا هو التحقيق. قال فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : والتحقيق في أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما من أهل الفترة لان تعريف أهل الفترة أنهم القوم الذين لم يدركوا النذارة قبلهم ولم تدركهم الرسالة التي من بعدهم والتحقيق أن والد النبي صلى الله عليه وسلم مات والنبي صلى الله عليه وسلم – بأبي وأمي - وهو حمل في بطن أمه وأمه ماتت وهو في سن السادسة بلا خلاف وإذا فإنهما من أهل الفترة ومن ادعى التخصيص في الأحاديث أبطل ذلك حكمة العام , لأن الله تعالى تمدح بكمال الإنصاف وانه لا يعذب أحدا حتى تقطع حجة المعذب بإنذار الرسل له في دار الدنيا فلو عذب احد من غير إنذار لاختلت الحكمة التي تمدح الله تعالى بها ولثبتت لذلك المعذب الحجة على الله الذي أرسل الرسل لقطعهما كما في سورة النساء {لئلا يكون للناس على الله حجة} وفي سورة النساء {لئلا تصيبهم ..} الآية فيتعين بكل هذه الحجج عذر أهل الفترة بفترتهم في الدنيا. وقد ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن قتادة في الآية انه قال( بان الله ليس بمعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبر وتأتيه من لله بينة)) وقال تعالى :{ ذلك بان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون } وكذلك قوله تعالى { ربنا لو أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين} وبهذه الآيات استدل الزركشي في شرحه على جمع الجوامع على قاعدة أن شكر المنعم ليس بواجب عقلا بل بالسمع مع أن القاعدة الأصولية تنص على أن لا تكليف للعاقل قبل الدعوة، وهل يعد مسلما أو هو على الفطرة أو هو في معنى المسلم وعلى هذا القول جماعة من العلماء في آباء النبي صلى الله عليه وسلم لأنهما لم تبلغهما دعوة وان وردت أحاديث كثيرة أنهم موقوفون إلى أن يمتحنوا يوم القيامة فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار ونحن نرجو أن يكون عبد المطلب وآل بيته ممن يوفقوا في الامتحان إلا أبا طالب فانه أدرك البعثة ولم يؤمن وثبت انه في ضحضاح من النار وفي هذا إشارة إلى أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ليسا في النار لأنهما أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركا البعثة ولا عرض عليهما الإسلام ليمتنعا بخلاف أبي طالب وقد اخبر الصادق المصدوق انه أهون أهل النار عذابا فليس أبوه من أهلها وأما كون أهل الفترة ورد بعض الأخبار بتعذيبهم فقد أجاب العلماء عنه بأجوبة قسموها إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : من أدرك التوحيد ببصيرته كقيس وزيد فقد قال صلى الله عليه وسلم في كل منهما انه يبعث أمة وحده . القسم الثاني : من لم يوحد وأشرك وغير وشرع لنفسه فحلل وحرم وشرعوا عبادة الجن والملائكة واتخذوا بيوتا فعلوا لها سدنة وحجابا يضاهون بها الكعبة كاللآت والعزى ومن هذا القسم عمر بن لحي الذي هو أول من غير دين إبراهيم وسيب السوائب ووصل الوصيلة وحمى الحامي. القسم الثالث : من لم يبدل ولم يغير ولا دخل في شريعة ولم يخترع لنفسه دينا فأتاهم اليقين على حال غفلة عن هذا كله فهؤلاء أهل فترة حقيقية وهم غير معذبين للقاطع كما تقدم. المنزع الرابع : شفاعته صلى الله عليه وسلم وردت أحاديث في شفاعته صلى الله عليه وسلم لأبويه منها ما روى تمام في فوائده بسند ضعيف من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا : ((إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ولأمي )) وما روى الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أبويه فقال ما سألتهما ربي وإني لقائم يومئذ المقام المحمود وفيه إشارة إلى أنه يرجى لهم الخير عند قيامه في ذلك المقام المحمود إذا قيل له سل تعط واشفع تشفع فإذا سئل ذلك أعطيه. فهذه الأحاديث بعضها يشد بعضا لأن الحديث الضعيف إذا كثرت طرقه تقوى بذلك وروى الطبراني عن أم هانئ رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي وإن شفاعتي تنال حاء وحكم)) رواه الطبراني. المنزع الخامس: كانوا على التوحيد لم يثبت عن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم شرك بل كانا على الحنيفية مثلهما في ذلك مثل زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه في الجاهلية ونصر هذا القول الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى وزاد أن آباءه صلى الله عليه وسلم إلى آدم كلهم كانوا على التوحيد وقال إن آزر عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن أباه واحتج لذلك بقوله تعالى { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين } معناه كان ينتقل نوره من ساجد إلى ساجد قال وبهذا التقدير فالآية دالة على إصلاح جميع آباء النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ما كان من الكافرين وإنما ذلك عمه أقصى ما في الأمر أن تحمل الآية على وجوه أخرى وإذا وردت الروايات بالكل ولا منافاة بينهما وجب حمل الآية على الكل ومتى صح ذلك تبين أن والد إبراهيم ما كان من عبدة الأوثان قال ومما يدل على أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا مشركين قوله عليه الصلاة والسلام (( لم أزل أنقل من الأصلاب الطاهرين إلى الأرحام الطاهرات)) وقال تعالى { إنما المشركون نجس} فوجب أن لا يكون أحد من أجداده صلى الله عليه وسلم مشركا اه. قال ابن حجر الهيثمي في شرحه على الهمزية ولا يرد على الناظم آزر فإنه كافر مع أن الله تعالى ذكر في كتابه العزيز أنه أبو إبراهيم صلى الله عليه وسلم وذلك أن أهل الكتابين أجمعوا على أنه لم يكن أباه وإنما كان عمه والعرب تسمي العم أبا وقد قال تعالى {وإله آبائك إبراهيم واسماعيل} مع أنه يعقوب بل لو لم يجمعوا على ذلك وجب تأويله بهذا جمعا بين الأحاديث فأما من أخذ بظاهره كالبيضاوي وغيره فقد تساهل واستروح وقول أبي حيان : إن الرافضة هم القائلون أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنون غير معذبين مستدلين بقوله تعالى {وتقلبك في الساجدين} فلك رده أن مثل أبي حيان إنما يرجع إليه في علم النحو وما يتعلق به وأما المسائل الأصولية فهو عنها بمعزل، كيف والأشاعرة ومن ذكر معهم في ما مر آنفا على أنهم غير معذبين فنسبة ذلك إلى الرافضة وحدهم مع أن هؤلاء الذين هم أئمة أهل السنة قائلون به قصور أي قصور وتساهل أي تساهل. وقوله تعالى {وتقلبك في الساجدين} على أحد التفاسير فيه أن المراد يتنقل نوره من ساجد إلى ساجد، وحينئذ فهذا صريح في أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم آمنة وعبد الله من أهل الجنة لأنهما أقرب المختارين له صلى الله عليه وسلم وذا هو الحق . وذكر السيوطي رحمه الله أنه وجد لهذا أدلة قوية منها عام ومنها خاص فالعام يتركب من مقدمتين ، المقدمة الأولى هي ما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن كل جد من أجداده صلى الله عليه وسلم هو خير أهل قرنه لحديث البخاري (( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه)) وقد كثرت الأحاديث في هذا المعنى في باب فضل العرب وفي طهارته صلى الله عليه وسلم. المقدمة الثانية: ثبت أن الأرض لم تخل من سبعة مسلمين فصاعدا يدفع الله بهم تعالى عن أهل الأرض، فروى عبد الرزاق في مصنفه وابن المنذر في التفسير بسند صحيح على شرط الشيخين عن علي ابن أبي طالب- رضي الله عنه - قال : لم يزل على وجه الدهر في الأرض سبعة مسلمين فصاعدا فلولا ذلك لهلكت الأرض ومن عليها . وروى الإمام أحمد في الزهد والخلال في كرامات الأولياء بسند صحيح على شرطهما عن ابن عباس رضي الله عنه قال ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله تعالى بهم عن أهل الأرض)) فإذا قارنت بين هاتين المقدمتين كان الناتج أنهم على التوحيد لإنه إن كان كل جد من أجداده صلى الله عليه وسلم من السبعة المذكورين في زمانه فهو المطلوب وإن كان غيرهم لزم أحد أمرين إما أن يكون غيرهم خيرا منهم فهو باطل لمخالفته الحديث الصحيح وإما أن يكونوا خيرا منه وهم على شرك فهو باطل بالإجماع وفي التنزيل { ولعبد مؤمن خير من مشرك} وثبت أنهم على التوحيد ليكونوا خير أهل الأرض كل في زمانه. وأما الخاص فروى ابن سعد في طبقاته عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قالما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام). المنزع السادس: إحياؤهما إكراما له صلى الله عليه وسلم : إن الله أحياهما له صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به وإليه جنحت طائفة كبيرة من الأئمة وحفاظ الحديث واستندوا إلى حديث ورد بذلك لكن إسناده ضعيف وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات وليس بموضوع وقد نبه ابن الصلاح وغيره من الحفاظ أن ابن الجوزي ربما يحكم بالوضع على غير الموضوع لا سيما هذا الحديث خالفه فيه كثير من الأئمة والحفاظ وذكروا أنه من قسم الضعيف الذي يحتج به في الفضائل والمناقب لا من قسم الموضوع، منهم الحافظ ابوبكر الخطيب البغدادي، وابن عساكر وابن شاهين والسهيلي والإمام القرطبي ومحب الدين الطبري والعلامة ناصر الدين ابن المنير والحافظ فتح الدين بن سيد الناس ونقله عن بعض أهل العلم وذهب إليه الصلاح الصفدي والحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في أبيات له فقال حبا الله النبي مزيد فضل على فضل وكان به رؤوفا فأحيا أمه وكذاأباه لإيمانٍ به فضلا لطيفا فسلم فالقديم بذا قدير وإن كان الحديث به ضعيفا قال السهيلي رحمه الله في روض الأنف أنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه فأحياهما له فآمنا ثم أماتهما, قال والله قادر علي كل شيء وليست تعجز رحمته وقدرته على شيء والنبي صلى الله عليه وسلم أهل لأن يختصه بما شاء من كرامته. مع أن الحديث الذي أورده السهيلي غير الحديث الذي أورده بن الجوزي في الموضوعات متنا وطريقا وهو حديث آخر مستقلوقد جعله هؤلاء الأئمة ناسخا لما قبله ونصوا على أنه متأخر التاريخ وقال القرطبي رحم الله تعالى – في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: لم تزل تتوالى وتتابع إلى آخر مماته فيكون هذا مما فضله الله به وأكرمه، قال :وليس إحياؤهما وإيمانهما به ممتنع شرعا ولا عقلا، وقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يحيي الموتى وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قال: وإذا ثبت هذا فما يمتنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كراماته صلى الله عليه وسلم، قال ابن حجر الهيثمي : بل في حديث صححه غير واحد من الحفاظ ولم يلتفتوا لمن طعن فيه وإن الله تعالى أحياهما له فآمنا به خصوصية له وكرامة له صلى الله عليه وسلم فقول ابن دحية : يرده القرآن والإجماع ليس في محله لأن ذلك ممكن شرعا وعقلا على جهة الكرامة والخصوصية، فلا يرده قرآن ولا إجماع وكون الإيمان به لا ينفع بعد الموت محله في غير الخصوصية والكرامة وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم ردت له الشمس بعد مغيبها فعاد الوقت حتى صلى علي رضي الله عنه العصر أداء كرامة له صلى الله عليه وسلم وطعن بعضهم في صحة هذا بما لا يجدي أيضا وخبر أن الله تعالى لم يأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم في الاستغفار لامه: إما كان قبل إحيائها له وإيمانها به أو أن المصلحة اقتضت تأخير الاستغفار لها عن ذلك الوقت فلم يؤذن له فيه حينئذ فإن قلت إذا قررتم أنهما من أهل الفترة وأنهم لا يعذبون، فما فائدة الإحياء؟ قال : قلت فائدته إتحافهما بكمال لم يحصل لأهل الفترة لأن غاية أمرهم أنهم ألحقوا بالمسلمين في مجرد السلامة من العقاب، وأما مراتب الثواب العليا فهم بمعزل عنها فأتحفا بمرتبة الإيمان زيادة في شرف كمالهما في حصول تلك المراتب لهما. وقد شدد كثير من العلماء النكير على من ذهب إلى هذا المذهب الرديء ولعن صاحبه قال السهيلي في روض الأنف بعد إيراده حديث مسلم وليس لنا نحن أن نقول ذلك في أبويه صلى الله عليه وسلم (( لا تؤذي الأحياء بسب الأموات)) وقال تعالى {إن الذي يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } الآية وسئل القاضي أبوبكر ابن العربي – رحمه الله تعالى – عن رجل قال إن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار فأجاب من قال ذلك فهو ملعون لقوله تعالى { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} قال ولا أعظم أن يقال عن أبيه في النار. وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي عيينة قال حدثنا نوفل بن الفرات وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز - -رضي الله عنه – قال كان رجلا من كتاب الشام مأمونا عندهم استعمل رجلا من كورة الشام وكان أبوه يزن بالمانوية فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز قال ما حملك على أن تستعمل رجلا على كورة من كور المسلمين كان أبوه يزن بالمانوية قال أصلح الله أمير المؤمنين وما على من كان أبوه كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم مشركا فقال عمر آه ثم سكت ثم رفع رأسه؟ ثم قال أاقطع لسانه؟ أأقطع يده ورجله؟ أأضرب عنقه؟ ثم ولا يلي شيئا ما بقيت فإذا تأملت أيها الناظر في هذه العجالة ونظرت في أدلة المخالف لم تر فيها دليلا قاطعا بل لا ترى إلا ظواهر تحيط بها الاحتمالات من كل جانب مع كونها محفوفة بالجفاء والخسران تعارضها نصوص قطعية الدلالة والمتن فليتخير المخالف فيها لنفسه إما أن يتمسك بظواهر هذه النصوص التي ينتظر صاحبها يوم القيامة ما ينتظر من آذى الله ورسوله أو يصون لسانه ولا يخوض في شيء لم يكلفه الله تعالى به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في الخوض فيه أو يكون مع من قال بنجاتهم ولا شك أن في الاختيارين الأخيرين سلامة وأدب مع الجناب الرفيع قال تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فأيكم يرضى أن يكون أبواه في النار. وإلى هنا نختتم هذه المحاضرة عن الدفاع عن آباء النبي صلى الله عليه وسلم جعلنا الله ممن ينصره ورسله بالغيب ولو كان الفرزدق حيا لعلم أني أحق منه بقوله: أنا الذائد الحامي الذمار وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي . والحمد لله حق حمده حمدا يوافي مزيد نعمه ويكافئ مزيده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. |
|
|
03-12-2011, 04:16 AM | #2 | |
المُراقب العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
إلى ما نهى الله عنه من الخلافات والشنآن لكنني لما أعلم في شيخي أطال الله بقاءه من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله لهذا الجناب ما يجرئني على أن أنادي أمامكم بأعلى صوتي وأتحدث إليكم بملأ فمي عن موضوع يدور حول مكانة أبوين هزا، بمولد ابنهما الوحيد،الدنيا وما زال ذلك يهزها إلى اليوم. ولهما شأن لم يف بالإفصاح عنه نور علا بالمنزل وقت الميلاد ، ولا ظهور نجم لم يكن في المنظومة الفلكية من قبل، طفل أنقذ العالم من ضلاله في بيداء مظلمة، وهداها إلى النور المبين وعصمها بالحبل المتين فأي جزاء أيتها الأمة يجزى به من أخرجك من الظلمات إلى النور، وعلمك بعد الجهالة وبصرك بعد العماية وكان بك رؤوفا رحيما يجزى بتقتيل أهل بيته المطهرين والأقربين وعشيرته والتنكيل بهم وتشريدهم بل ويجزى بتكفير خيار الخيار الذين افتخر بهم وقرنهم بالنبوءة (( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب )) والكافر غير مختار ولا كريم . وقد نهى عن الفخر بالكفار لأنهم من جثو جهنم وجعل ذلك من عبية الجاهلية، وقرن صلى الله عليه وسلم أباه عبد الله بنبي الله إسماعيل فقال ((أنا ابن الذبيحين) وأمه صلى الله عليه وسلم مع اثنين من أولي العزم من الرسل جده إبراهيم الخليل وعبد الله وكلمته عيسى ابن مريم عليه السلام فقال صلى الله عليه السلام دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى ابن مريم ورؤيا أمي" وصدق البوصيري وصدَق حيث يقول لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء الأستاذ / صلاح .. لك لشكر الجزيل على هذا النقل القيم المفيد .. مشاركة مميزة... بارك الله فيك وجزاك الله عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء |
|
|
03-12-2011, 09:16 AM | #3 | |
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
|
|
|
03-12-2011, 09:44 AM | #4 | |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
جزاك الله خيرا اخى صلاح . ياخى نحن عندنا كلام فى ابى طالب . رزقنا الله واياكم كمال الأدب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم واله |
|
|
03-12-2011, 01:58 PM | #5 | |||||||||
مُشرف النور البرَّاق
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
فلينظر كل منا اين هو من هذه المودة |
|||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أمة الختم ; 03-12-2011 الساعة 02:10 PM.
|
03-13-2011, 06:01 PM | #6 |
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
شكرا أخي صلاح على هذه المرافعة القيمة التي نرجو أن تشملنا جميعا بركاتها... كما أرجو أن تفيدنا في أبي طالب كما قال الشقيق ود محجوب.. |
03-14-2011, 09:19 AM | #7 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
أسنى المطالب في نجاة أبي طالب الكتاب: أسنى المطالب في نجاة أبي طالب تأليف: أحمد بن زيني دحلان الشافعيّ المكّيّ (ت 1304 ه ) إعداد وتقديم: صالح الورداني نشر: الهدف للإعلام في البدء نقول: كلّما ظهرت شبهة أو دعوةٌ ناشزة في أفكار البعض، فحاولوا تثبيتها أو بثّها، انبَرَت الأقلام الغيورة أو الآراء المعتدلة المنصفة لتدافع عن حقائق الدين، وتُظهِر للملأ صفحاتٍ من تاريخ الإسلام المُشرق الناصع. فحين أطلَقَ المغرضون تهمةَ عدم إيمان عمّ النبيّ أبي طالب رضوانُ الله عليه، بادر أوّلَ مَن بادر أهلُ البيت النبويّ الشريف إلى الدفاع عن هذا الرجل الذي كان حامي الرسول والرسالة، فشَهِدوا له بالإيمان والجهاد الحكيم، وكشفوا عن مواقفه السامية التي ينبغي أن يفتخر بها كلُّ مسلمٍ غيور، في نصرته لرسول الله صلّى الله عليه وآله في أحرج المواقف، وبثّهِ الأشعار الوفيرة في تأييد الإسلام والنبيّ المصطفى صلّى الله عليه وآله، يوم كان الشعر أقوى وسيلة إعلام وبيان. ثمّ كانت الاحتجاجات في الدفاع عن المدافع الأوّل والناصر المتقدّم هو وأولاده، تابَعَتها خُطَبٌ ومقالاتٌ ورسائلُ وكتب.. منها ما دوّنه الشيخ الفاضل عبدالحسين الأميني أعلى الله مقامه في موسوعته الموفّقة ( الغدير ) حيث أورد في الجزء السابع ص 401 403 أسماء جملة مِن المؤلّفات في خصوص شخصيّة أبي طالب رضوان الله تعالى عليه، نذكر منها: 1. البيان في خِيَرة الرحمان، لأبي الحسن علي بن بلال المهلّبي الأزدي. 2. إيمان أبي طالب، للشيخ المفيد. 3. مُنى الطالب في إيمان أبي طالب، لأبي سعيد محمّد بن أحمد الخزاعي. 4. الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، للسيّد فخار بن مَعَدّ الموسوي. 5. مُنْيَة الطالب في إيمان أبي طالب، للسيّد الحسين الطباطبائي اليزدي الحائري. 6. بُغية الطالب في إيمان أبي طالب، للمفتي الشريف محمّد عبّاس التستري الهندي. 7. مقصد الطالب في إيمان آباء النبيّ وعمِّه أبي طالب، للميرزا محمّد حسين الكركاني. 8. القول الواجب في إيمان أبي طالب، للشيخ محمّد علي الفصيح الهندي نزيل مكّة المعظّمة. 9. شيخ الأبطح، للسيّد محمّد علي آل شرف الدين العاملي. 10. الشهاب الثاقب لرجم مكفِّر أبي طالب، للشيخ ميرزا نجم الدين الطهراني. 11. مَواهب الواهب في فضائل أبي طالب، للشيخ جعفر النقدي. وهنالك مؤلّفاتٌ أخرى غير ما ذكره الشيخ الأميني، منها: إرشاد الهارب من صحّة إيمان الأقارب ( إيمان آباء الرسول صلّى الله عليه وآله وعمّه أبي طالب )، للسيّد هاشم بن يحيى الحسني الشامي الصنعاني ( ت 1158 ه )، تحقيق: عبّاس حميد كريم الزيدي دار الغدير، سنة 1424 ه. بلوغ المآرب في نجاة آباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وعمِّه أبي طالب، للشيخ سليمان الأزهري، تحقيق: سامي الغريري وزهراء أكادمي، مؤسّسة الزهراء عليها السّلام، سنة 1421 ه. منية الراغب في إيمان أبي طالب، للشيخ محمّد رضا الطبسي النجفي، المطبعة العلميّة قمّ المقدّسة، ط 2 سنة 1395 ه. وهذا الكتاب ( أسنى المطالب في نجاة أبي طالب ) في مقدّمة الناشر: إنّ قضيّة تكفير الآباء والأجداد ممّن لهم صلة بالرسول صلّى الله عليه وآله، إنّما هي قضيّةٌ سياسيّة، وليست دينيّة.. ولقد ترسّخت هذه القضيّة في العصر الأموي حين كان الصراع على أشُدّه بين الأُمويّين وبني هاشم، ثمّ تبنّاها فقهاء الشام من بعد. وجاء العبّاسيّون فأهملوا هذه القضيّة، أو تركوا فكرة التكفير تترسّخ في أذهان المسلمين؛ مِن أجل الحطّ من خصومهم. من هنا حالت السياسة دون حسم هذه القضيّة، حيث إنّ الفقه الذي ساد في واقع المسلمين منذ العصر الأموي وحتّى الآن، هو الفقه المعادي لآل البيت، ذلك الفقه الذي تجاوز حدود الآباء والأجداد ليصل إلى شخص النبيّ صلّى الله عليه وآله ذاته.. ذلك الفقه الذي ارتبط بالحكّام ولم يرتبط بالقرآن، ذلك الفقه الذي نتجت منه قضايا كثيرة، لا تقلّ خطورةً عن القضيّة التي نحن بصددها هنا، مثل: قضيّة الإمامة، وقضيّة الروايات، وقضيّة العقائد التي وَرِثها المسلمون! .. ومن هذه الروايات ما يتعلّق بإيمانِ أَبَويِ النبيّ وأجدادِه وأبي طالب.. أمّا مقدّمة المؤلّف زيني دحلان، فقد جاء فيها قوله: قد وقفتُ على تأليف جليلٍ للسيّد محمّد بن رسول البرزنجي الشافعي ( ت 1103 ه ) في نجاة أبوَي النبيّ صلّى الله عليه وآله، وذيّله في آخره بخاتمة أبي طالب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وأثبت نجاتَه. وأقام أدلّةً وبراهينَ من الكتاب والسنّة وأقوال العلماء، يحصل لِمَن تأمّلها أنّ أبا طالب ناجٍ بيقين، مع بيانِ معانٍ صحيحةٍ للنصوص التي تقتضي خلاف ذلك، حتّى صارت جميع النصوص صريحةً في نجاته، وسلك في ذلك مسلكاً ما سبَقَه إليه أحد، بحيث ينقاد لأدلّته كلُّ مَن أنكر نجاته وجحد. وكلُّ دليلٍ استدلّ به القائلون بعدم نجاته قَلَبَه عليهم، وجعله دليلاً لنجاته، وتتبّع كلَّ شبهةٍ تمسّك بها القائلون بعدم النجاة، وأزال ما اشتبه عليهم بسببها، وأقام دليلاً على دعواه. وكان في بعض تلك المباحث مواضعُ دقيقةٌ لا يفهمُها إلاّ الفحول من العلماء، ويعسر فهمها على القاصرين من طلبة العلم.. فأرَدتُ أن أُلخّص في هذه الوريقات المقاصدَ التي أَثبَتَ بها نجاة أبي طالب؛ ليكون مَن عَرفَها في كلّ محفل هو الغالب. واجتهدتُ في تسهيل عبارات تلك المباحث الدقيقة حسب الإمكان، وحذفتُ ما كان زائداً عمّا هو المقصود بالبيان، وزدتُ كلاماً يتعلّق بذلك وجدتُه في: ( المواهب اللّدنيّة )، و ( السيرة الحلبيّة ) له مناسبةٌ لهذه القضيّة، فجاء الجميع وافياً بتحصيل المراد، نافعاً إن شاء الله كلَّ مَن وقَفَ عليه من العباد، وسمّيت هذا المؤلّف: أسنى المطالب في نجاة أبي طالب. أمّا فصول الكتاب أيّها الإخوة فهي أبواب خمسة: الباب الأوّل: إثبات إيمان أبي طالب عليه السّلام. الباب الثاني: أبو طالب والنبيّ صلّى الله عليه وآله. الباب الثالث: شعر أبي طالب رضوان الله عليه. الباب الرابع: أبو طالب والشفاعة. الباب الخامس: نجاة أبي طالب رحمه الله وأعلى مقامه. وللكتاب ملاحق، يخرج منه القارئ بحقائق كثيرة، أهمّها: 1 أنّ إيمان أبي طالب كان مِن الإيمان الأسمى. 2 وأنّ الرجل قد ظُلِم ظُلماً كبيراً مِن قِبل بعض من يدّعون الإسلام. 3 وأنّ الطعن في إيمان أبي طالب رضوان الله عليه كان وراءه أيدٍ معاديةٌ للإسلام ولشخص رسول الله وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، سواء كانت تلك الأيدي مُدّعيةً للإسلام أو مندسّةً في المسلمين! 4 وأنّ حقائق الدين لابدّ أن تبزغ شمسها مهما تكاثفت رياح المنافقين المغبرة وعواصفهم العاوية. |
03-14-2011, 09:24 AM | #8 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
|
03-14-2011, 09:29 AM | #9 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فهذه رسالة للسيد العلامة حسن السقاف حفظه الله تعالى في نجاة أبي طالب رضي الله عنه فيها فوائد غزيرة. نجاة أبي طالب للسيد حسن السقاف بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد لكتاب أسنى المطالب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه البررة المتقين المنتجبين. أما بعد: فالسيد أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يحوط النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحميه ويدافع عنه وحبس معه في الشعب(1) عند فرض قريش الحصار عليه صلى الله عليه وآله وسلم ونقلت أشعار عن السيد أبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن دينه هو دين الحق إلى غير ذلك، وسمي عام وفاته هو والسيدة خديجة عام الحزن فهل يعقل أن هذا الشخص لم يؤمن وأنه مات على الكفر بعد هذا كله ؟! فلنعقد ههنا فصولاً لنصل إلى حقيقة الأمر في إيمان أبي طالب فنقول: فصل سرد ما ورد من أنه كان ينصر الدين ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويمدح النبي والإسلام ويمكننا أن نلخص هذا الأمر بالنقاط التالية: 1- لقد اعترف الجميع حتى القائلون بكفر أبي طالب رضي الله عنه على أنه كان ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمنعه، ومن ذلك قول الحافظ ابن حجر في الفتح(2) 7/194: واستمر على نصره بعد أن بعث إلى أن مات أبو طالب... وكان يذب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويرد عنه كل من يؤذيه(3). وثبت عن ابن مسعود أنه قال: (( فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب(4). وروى البخاري (3883) ومسلم (209) عن العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك...(5). وفي روايةٍ لمسلم (209): كان يحوطك وينصرك. 2 - وقال أبو طالب مادحاً النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأبيض يُسْتَسْقَى الغمام بوجهه // ثمال اليتامى عصمة للأرامل(6) يلوذ به الهُلاك من آل هاش // م فهم عنده في نعمة وفواضل قال ابن كثير(7): إن هذه القصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلا مَنْ نُسِبَت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى. وأخرج البيهقي(8) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشكا الجدب والقحط وأنشد أبياتاً، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ودعا فما رَدَّ يديه حتى ألقت السماء بأبراقها، ثم بعد ذلك جاؤا يضجون من كثرة المطر خوف الغرق، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم حوالينا ولا علينا ))(9). وضحك صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: ((لله در أبي طالب لو كان حياً لَقَرَّتْ عيناه، مَنْ ينشدنا قوله ؟)) فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه: كأنك تريد قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثِمَال اليتامى عصمة للأرامل فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( أجل ))(10). 3- ومما يدل على إيمانه من شعره: ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/194): [ وأخباره في حياطته والذب عنه صلى الله عليه وآله وسلم معروفة مشهورة، ومما اشتهر من شعره في ذلك قوله: والله لن يصلوا إليك بجمعهم **** حتى أوسد في التراب دفينا وقوله: كذبتم وبيت الله نبزي محمداً **** ولما نقاتل حوله ونناضل]. انتهى من (( فتح الباري)). ومن المشهور عنه أيضاً: والله لن يصلوا اليك بجمعهم **** حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة **** وابشر بذاك وقر منك عيونا ودعوتني وعلمت أنك صادق **** ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا ولقد علمت بأن دين محمد **** من خير أديان البرية دينا وهذه الأبيات ذكرها القرطبي في (( تفسيره )) (6/406)(11). 4- عام الحزن، وقد حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة في السنة العاشرة للبعثة وسمي ذلك العام عام الحزن(12). وقال الحاكم في (( المستدرك )) (2/621): (( وتواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما مات عمه أبو طالب لقي هو والمسلمون أذى من المشركين بعد موته))... ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تهجموا على أذيته قال: يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُ فَقْدَك(13). وبعد هذا كله نقول: رجل ربَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاف عليه ونصره وحماه من أعدائه وله أشعار في صحة دينه وفي مدحه وحزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لموته محال أن يكون إلا مسلماً مؤمناً. ولماذا لا يكون حاله كمؤمن آل فرعون الذي قال الله تعالى عنه: { وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يكن كاذباً فعليه كذبه وإن يكن صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } غافر: 28. فإن قالوا: للأحاديث الصحيحة الواردة في أنه مات على الكفر.. قلنا: لم تصح هذه الأحاديث عندنا لما سنبينه إن شاء الله تعالى وهي من صنع الأمويين وأذنابهم الذين كانوا يشتمون سيدنا علياً وآل البيت ويحتقرونهم، والذين جعلوا أبويه صلى الله عليه وآله وسلم في النار. فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب روى البخاري (3884) ومسلم (24) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: ((أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ }(14). أقول: هذا حديث شاذ مردود غير مقبول ولا يجوز التعويل عليه ! وبيان ذلك: اعترف الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن في نزولها في أبي طالب نظر، وهذا طعن صريح في حديث ابن المسيب عن أبيه في رواية قصة موت أبي طالب التي في الصحيحين. وذكر في الفتح (8/508) أنها نزلت في عمه وقال: (( هذا فيه إشكال، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أتى قبر أمه(15) لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية، والأصل عدم تكرر النزول)). أقول: وقوله هنا ( ثبت ) أنها نزلت لما أتى قبر أمه، باطل مردود لاسيما وهي من أهل الفترة(16). وجاء في مسند أحمد (1/99و130) كما أقر بذلك الحافظ في (( الفتح )) (8/508) عن سيدنا علي عليه السلام قال: سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله { ما كان للنبي..} الآية. وهذا حديث صحيح الإسناد(17). وهذه الروايات توجب الاضطراب في سبب نزول الآية وعدم صحة الاستدلال بها على أنها نزلت في أبي طالب أو في والدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وانظر كيف ينزلون الآيات وينقلون الأحاديث في الطعن في أمه صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وعمه وهناك أحاديث ذكرناها في موضوع ( عذاب القبر )(18) يُذكر فيها أن القبر ضم بنتيه صلى الله عليه وآله وسلم وابنه القاسم عليهم سلام الله تعالى وهذا يدلك إلى أن أيدي النواصب الأثيمة التي كانت صاحبة النفوذ والدولة في العهد الأموي والعباسي أدخلت وصنعت تلك الروايات وبثتها ليعتقدها الناس، ونحن والحمد لله تعالى لسنا ممن ينطلي عليهم ذلك. |
03-14-2011, 09:31 AM | #10 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
وبهذا بطل الحديث وبالتالي بطل كون هاتين الآيتين نزلتا في أبي طالب. بيان الأوجه الأخرى التي لا يصح بها نزول { إنك لا تهدي من أحببت } في أبي طالب: وأما قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت.. } الآية، فيمكن الجواب عنها من أوجه منها: 1- أن سياق الآية هو: { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين، وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون } القصص: 55-57. وهذا خطاب لجماعة وليس لأبي طالب مثل قوله تعالى { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } ! وأبو طالب لم يخف أن يتخطف من أرضه بدليل مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلو خاف من ذلك لما دافع عنه وحصر في الشعب معه إلى آخر ما هو معلوم ! 2- كيف يصح عود الضمير على أبي طالب في قوله تعالى { من أحببتَ }(19) وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب الكفار ! فقد قال تعالى ﴿ إنه لا يحب الكافرين ﴾ الروم: 45، وقال تعالى: ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم... ﴾ الآية، المجادلة: 22. ( تنبيه ): لاحظوا كيف آل الأمر في أن تَجْعَل العوامل الأموية الناصبية عم النبي ووالديه عليهم سلام الله تعالى في النار(20) وكيف يدافعون عن أبي سفيان ومعاوية الذي بقي عدواً لآل البيت معلناً ذلك مقترفاً للمعاصي حتى مات. بل وصل الحال بهم وبأذنابهم المعاصرين أن يدافعوا عن مروان بن الحكم ووالده طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاء فيهما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( إنه الوزغ ابن الوزغ ))(21)، وكذا يدافعون عن يزيد والحجاج وأمثال هؤلاء الظالمين ويصنفوا فيهم التصانيف للذب عنهم !أعاذنا الله تعالى من هذا الظلم المبين ! وبقي هنا أن نقول: بأن أبا هريرة روى أن آية { إنك لا تهدي من أحببت } نزلت في أبي طالب عند مسلم (رقم25)!. ونجيب: بأن في سند هذه الرواية يزيد بن كيسان وهو ضعيف كما سيأتي في التعليق على بعض أحاديث هذا الكتاب وراويه أبو هريرة لم يحضر القصة لأنه أسلم سنة سبع من الهجرة كما يقولون! فهو على أقل التقديرات رواها عن حديث ابن المسيب وقد أبطلناه ! والتحقيق أن كل ذلك من تلاعب الأيدي الناصبية الأثيمة ! فحديث أبي هريرة هنا إن صح عنه ولم يكن موضوعاً فهو من مرسلات الصحابة وكان ينبغي أن يخبرنا عمن رواه! لاسيما وأنه أرسل أحاديث ثم حوقق فيها فتبين بعد ذلك أنها لا تصح(22)! [ فائدة ]: بيان أن هناك أحاديث في الصحيحين وغيرهما زعموا فيها أن هناك آيات نزلت في فلان أو في حوادث معينة وليس الأمر كذلك: 1- جاء في البخاري (3812) أن آية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } نزلت في عبد الله بن سلام الإسرائيلي !! ونقل الحافظ في الشرح (7/130) أنه مشكل ونقل إنكار ذلك عن بعض السلف فقال: (( وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبد الله بن سلام لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية ))، ثم نقل تمحلاً مردوداً في تأويل ذلك!. وقال ابن كثير في تفسيره (4/168): (( فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام )). والحديث في فضائل ابن سلام(23) باطل عندنا لا يصح ! 2- ذكر الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (10/230) في شرح الحديث الذي فيه ذكر سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك كان سبب نزول المعوذتين ! وهذا غير صحيح لأن المعوذتين مكيتان وقضية السحر مدنية(24)! بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طالب مات على كفره: أورد البخاري في صحيحه(25) ثلاثة أحاديث يستدل بها كفر أبي طالب وكونه في النار!! منها حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه الذي فيه نزول آيتين في إثبات كفر أبي طالب وقد قدمنا الكلام على ذلك وإبطاله ورده، وبقي الحديثان الآخران وهما: 1- حديث عبدالله بن الحارث قال: حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال: (( هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)). قلت: هذا غير صحيح البتة عندنا ! فلا يليق بالعباس رضي الله عنه أن يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أغنيت عن عمك) ؟!! وأما من الناحية الحديثية: فقد روى هذا الحديث ابن سعد في (( الطبقات )) (1/125) ولفظه عن العباس رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترجو لأبي طالب ؟ قال: (( كل الخير أرجو من ربي)). وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها. والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل: وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية، فأقره عبد الله ابن الزبير، والعباس رضي الله عنه عم جَدِّه ! وقد روى عبد الله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام! وخاصة ما يتعلَّق منها بالصفات(26) ! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في (( تهذيب الكمال )) (14/396). 2- روى البخاري (3885) ومسلم (210) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر عنده عمه فقال: (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)). قلت: هذا الحديث يجاب عنه من وجوه: ( الأول ): أنه مخالف القرآن صراحة !فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم { لا يخفف عنهم من عذابها }(27)، وبأنهم { لا يُفَتَّرُ عنهم }(28)، وبأنهم { ما هم منها بمخرجين } (29)، وبأنهم { لا تنفعهم شفاعة الشافعين }(30)، إلى غير ذلك. والقائلون بعدم إيمان أبي طالب وكفره يقولون بموجب هذا الحديث أنه يخفف عنه من العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !! ونقول لهم: بأن من شروط الشفاعة أن لا تكون إلا لمن ارتضاه الله تعالى ! لقوله جلَّ وعزَّ: { لا يشفعون إلا لمن ارتضى } الأنبياء: 28. والمقرر عند أهل الأصول أن خبر الآحاد متى عارض نص القرآن القطعي سقط الاستدلال به(31). ( ثانياً ): هذا الحديث أورده ابن عدي في كتابه (( الكامل في ضعفاء الرجال )) (4/236) في ترجمة عبد الله بن خباب والظاهر أنه من منكراته، وذكر ابن عدي في ترجمته أيضاً: (( قال السعدي: عبد الله بن الخباب الذي يروي عنه ابن الهاد سألت عنه فلم أرهم يقفون على جده ومعرفته)). ( ثالثاً ): كيف ورد في حديث العباس الذي في مسلم (209) أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح )) وهنا يقول: (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار )) وهذا تناقض واضح ! ( ملاحظة ): من الغريب العجيب فيما رووه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى على ابن أبي سلول المنافق ( والمنافقون في الدرك الأسفل من النار ) واستغفر له وكفنه بقميصه كما هو مروي في الصحيحين وغيرهما، فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نهاه الله تعالى قبل ذلك بسنين عن أن يستغفر للكفار الذين منهم أبو طالب فكيف يستغفر بعد ذلك لابن أبي سلول ويخالف ما أمره الله تعالى به ؟! وهذا مما يؤكد لنا بطلان ما رووه في أبي طالب والله تعالى أعلم. |
03-14-2011, 09:32 AM | #11 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
صل في ذكر العلماء الذين قالوا بإيمان أبي طالب ونجاته ذكر مفتي الشافعية في مكة المكرمة في وقته السيد أحمد زيني دحلان في كتابه هذا (( أسنى المطالب في نجاة أبي طالب )) أسماء بعض العلماء الذين قالوا بنجاته وإيمانه رضي الله عنه وهم: العلامة الشريف محمد بن رسول البرزنجي صاحب الأصل، والأجهوري، والتلمساني، والحافظ السيوطي الشافعي، وأحمد بن الحسين الموصلي الحنفي، ومحمد بن سلامة القضاعي، والقرطبي، والسبكي، والشعراني. وذكر الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن السهيلي (( رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم ))(32). أقول: وقد وقفت على بعض أسماء مؤلفات من قال بنجاة أبي طالب وإليك ذلك: 1- (( بغية الطالب لإيمان أبي طالب وحسن خاتمته )) تأليف العلامة البرزنجي، مخطوط بدار الكتب المصرية. وهذا الكتاب منسوب إلى الإمام الحافظ السيوطي ولما أتينا بمخطوطته من دار الكتب المصرية وجدناه للعلامة البرزنجي وهو موضوع بين رسائل للحافظ السيوطي. 2- ((إثبات إسلام أبي طالب )) تأليف: مولانا محمد معين الهندي السندي التتوي الحنفي (ت1161ه). 3- ((السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب )) تأليف أبو الهدى محمد أفندي بن حسن الصيادي الرفاعي (1266ه -1327ه) كما في الأعلام (6/94). 4- ((غاية المطالب في بحث إيمان أبي طالب )) تأليف السيد علي كبير بن علي جعفر الحسيني الهندي الإله أبادي (1212ه -1285ه). انظر نزهة الخواطر (7/342). 5- ((فيض الواهب في نجاة أبي طالب )) تأليف الشيخ: أحمد فيضي بن علي عارف الجورومي الخالدي الرومي الحنفي (1253ه 1327ه). انظر هدية العارفين (1/195). 6- ((أبو طالب بطل الإسلام )) تأليف صديقنا القاضي الفاضل السيد حيدر ابن العلامة السيد محمد سعيد العرفي حفظه الله تعالى، وللعلامة السيد محمد سعيد العرفي مراسلات مع السيد محمد بن عقيل الباعلوي صاحب (( النصائح الكافية )) و (( العتب الجميل )) أثبتنا جملة منها في مقدمة تحقيقنا (( للعتب الجميل )) وهي مهمة فلينظرها من شاء. وهناك كتب أخرى يمكن تتبعها في (( معجم ما ألف عن أبي طالب عليه السلام )) لعبدالله صالح المنتفكي في مجلة ( تراثنا ) العدد الثالث والرابع سنة 1421ه. 7- وأمّا الإمامية ففي كتاب (( الميزان في تفسير القرآن )) (16/57) ما نصه: ((وروايات أئمة أهل البيت عليهم السلام مستفيضة على إيمانه، والمنقول من أشعاره مشحون بالإقرار على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقيّة دينه.))... 8- وقال الشيخ الطوسي في تفسيره (( التبيان )) (8/164): ((وعن أبي عبد الله وأبي جعفر أن أبا طالب كان مسلماً وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه، ولهم على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم ليس هذا محل ذكرها)). |
03-14-2011, 09:34 AM | #12 |
المدير العام
|
رد: لم تزل في ضمائر الكون تُختار لك الأمهات والآباء
الحواشي السفلية: (1) - أنظر طبقات ابن سعد 1/209، وتاريخ ابن كثير البداية والنهاية 3/84. (2) - قبل شرح الحديث رقم (3883) في أول باب قصة أبي طالب في كتاب مناقب الأنصار. (3) - وانظر أيضاً البداية والنهاية لابن كثير 3/133. (4) - حسن. رواه ابن حبان في الصحيح 15/558 برقم 7083 وابن أبي شيبة في المصنف 6/396 و7/337 والبيهقي في السنن الكبرى 8/209 وأحمد في المسند 1/404 وابن ماجه 150 والحاكم 3/284 والبزار 5/233 وغيرهم وصححه متناقض عصرنا الألباني في صحيح ابن ماجه 1/30 برقم122. (5) - رواه البخاري 3883 ومسلم 209 مع أن في هذه الرواية ما لا نأخذ به لأمور أخرى لكن الأمر الذي استشهدنا واستدللنا به ثابت مقطوع به. (6) - ثبت في البخاري 1009 أن هذا البيت لأبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/496: [وهذا البيت من أبياتٍ في قصيدة لأبي طالب ذكرها بن إسحاق في السيرة بطولها، وهي أكثر من ثمانين بيتاً، قالها لما تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونفروا عنه من يريد الإسلام، أولها: ولما رأيت القوم لا ود فيهم // وقد قطعوا كل العرا والوسائل وقد جاهرونا بالعداوة والأذى // وقد طاوعوا أمر العدو المزايل ويقول فيها: أعبد مناف أنتم خير قومكم // فلا تشركوا في أمركم كل واغل فقد خفت إن لم يصلح الله أمركم // تكونوا كما كانت أحاديث وائل ويقول فيها: أعوذ برب الناس من كل طاعن // علينا بسوء أو ملح بباطل وثور ومن أرسى ثبيراً مكانه // وراق لبر في حراء ونازل وبالبيت حق البيت من بطن مكة // وبالله أن الله ليس بغافل ويقول فيها: كذبتم وبيت الله نبزي محمداً // ولما نطاعن حوله ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله // ونذهل عن أبنائنا والحلائل ويقول فيها: وما ترك قوم لا أبالك سيداً يحوط // الذمار بين بكر بن وائل، وأبيض يستسقى الغمام بوجهه // ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم // فهم عنده في نعمة وفواضل. قال السهيلي: فإن قيل كيف قال أبو طالب (يستسقى الغمام بوجهه) ولم يره قط استسقى إنما كان ذلك منه بعد الهجرة، وأجاب بما حاصله: أن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه وآله وسلم معه غلام. انتهى ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه ] انتهى كلام ابن حجر من الفتح . (7) - في (( البداية والنهاية )) (3/57). (8) - هذا صحيح ثابت فقد روى البيت ( وأبيض يستسقى الغمام ) البخاري (1009) ولفظ ( اللهم حوالينا ولا علينا ) البخاري ومسلم كما سيأتي، وهذا السياق رواه الأصبهاني في دلائل النبوة (1/184) وذكره الحافظ في الفتح (2/295) وعزاه للبيهقي في (( دلائل النبوة )) وقال هناك: (( وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة، وقد ذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقاً عمن يثق به)). (9) - هذا النص (( اللهم حوالينا ولا علينا )) رواه البخاري (933و1013و1014و1015و1020 و1021 1033و3582و6093و6342) في عشرة مواضع، ومسلم (897) وغيرهما. (10) - رواه ابن عدي في الكامل (3/408-409). (11) - وأورد الحافظ ابن حجر البيتين الأخيرين في (( الإصابة )) (7/236) وعبّر عنهما بأنه مما نسب إلى أبي طالب وهذا منه خطأ في التعبير لأنه كان في مقام الرد على أحد الشيعة، ولما ذكر البيت الأول في (( الفتح )) قال: (( ومما اشتهر من شعره )) !! وهذه عادته في التعبير حتى عن الأشياء الثابتة وهي عادة غير محمودة ! ففي (( فتح الباري )) (13/410) يقول عند إثبات مسألة ( حوادث لا أول لها ) التي يقول بها ابن تيمية: (( وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية )) مع أنه يثبتها. (12) - انظر (( التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة )) (1/12) للحافظ السخاوي، وكتاب ((الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصا )) (1/67) للناصري، وكتاب (( لسان العرب )) (13/112) لابن منظور. (13) - حسن، رواه الطبراني في الأوسط (4/141) وأبو نعيم في الحلية (8/308) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/15): (( رواه الطبراني في الأوسط عن شخص لقي ابن سعيد الرازي قال الدارقطني: ليس بذاك، وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه وبقية رجاله ثقات)). ومن الأحاديث الواردة في ذلك عن السيدة عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما زالت قريش كافة ( وفي لفظ كاعة ) عني حتى مات أبو طالب )) رواه الطبراني في الأوسط (1/188)، والديلمي في مسند الفردوس (4/98) وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) (6/15): (( وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف )) قلت: ضعفه الدارقطني وأورده ابن حبان في (( الثقات )) (9/199) ومعناه صحيح مطابق للواقع المنقول في كتب التواريخ والسير فالحديث حسن عندنا. (14) - راوي هذا الحديث عن المسيب هو الزهري ! وهو أمويّ المشرب ! وإليك بعض ذلك: ذكر الذهبي في (( سير النبلاء )) (5/331): أن الزهري قال: (( وتوفي عبد الملك فلزمت ابنه الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري.... ثم لزمت هشام بن عبد الملك، وصير هشام الزهري مع أولاده يعلمهم ويحج معهم)). وقال الذهبي هناك ص (337) أيضاً: (( كان رحمه الله محتشماً جليلاً بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية )). راجع كتابنا (( تناقضات الألباني )) (3/336) فإننا هناك توسعنا في الكلام على الزهري. ومما يجب التنبه إليه ههنا أنه هو راوي قصة الانتحار التي في البخاري وهي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما فتر الوحي عنه أراد أن يتردى من شواهق الجبال ! قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح )) (12/359/6982): (( وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً)). (15) - وقد بينت عدم صحة الحديث الذي رواه مسلم (976) من أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يؤذن له في الاستغفار لأمه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في (( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (84-86). (16) - وقد بينت ذلك مفصلاً في (( صحيح شرح الطحاوية )) ص (82-95). (17) - وعبد الله بن الخليل الراوي عن سيدنا علي عليه السلام وثقه الذهبي في (( الكاشف ))، وابن حبان في (( ثقاته )) (5/29) وقال: (( روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأهل الكوفة ))، وقد روى هذا الحديث الترمذي (3101) وحَسَّنَه. (18) - في (( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (481-482). (19) - قال الماوردي في تفسيره (4/259): (( قوله تعالى ﴿ إنك لا تهدي من أحببت﴾ فيه وجهان:... الثاني: من أحببته لقرابته. قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن.... )). فلاحظ هذا ! (20) - وقد بينت ذلك مفصلاً في (( صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) ص (84-86) وما بعدها. (21) - رواه الحاكم في المستدرك (4/479) من حديث عبد الرحمن بن عوف، ونعيم بن حماد في الفتن (1/131). قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/11): (( وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جياد ))، قلت: ممن روى هذا اللعن أحمد في مسنده (4/5) والبزار (6/159) والضياء في المختارة (9/310) وانظر مجمع الزوائد (5/241) حيث قال إن رجاله رجال الصحيح. (22) - منها حديث عبد الرحمن بن عَتَّاب قال: كان أبو هريرة يقول: من أصبح جنباً فلا صوم له، قال: فأرسلني مروان بن الحكم أنا ورجلاً آخر إلى عائشة وأم سلمة نسألهما عن الجنب يصبح في رمضان قبل أن يغتسل، قال: فقالت إحداهما: قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصبح جنباً ثم يغتسل ويتم صيام يومه، قال: وقالت الأخرى: كان يصبح جنباً من غير أن يحتلم ثم يتم صومه، قال: فرجعا فأخبرا مروان بذلك، فقال لعبد الرحمن: أخبر أبا هريرة بما قالتاه، فقال أبو هريرة: كذا كنت أحسب وكذا كنت أظنُّ، قال: فقال له مروان: بأظن وبأحسب تفتي الناس. رواه أحمد في المسند (6/184) واللفظ له، ورواه البخاري في صحيحه (1926) في كتاب الصيام / باب الصائم يصبح جنباً، وجاء في رواية البخاري أن أبا هريرة قال: (( كذلك حدثني الفضل بن عباس وهُنَّ أعلم )) وقال الحافظ في الفتح في شرحه لهذا الحديث (4/145): (( وفي رواية معمر عن ابن شهاب: فتلوَّن وجه أبي هريرة ثم قال: هكذا حدثني الفضل)). (23) - انظر ما كتبته عنه في مقدمة كتاب (( العلو )) للذهبي ص (24-26). (24) - وقد تكلمت على هذا الأمر ببعض بسط فيه في (( صحيح شرح الطحاوية )) ص (401-402) فراجعه إن شئت. (25) - انظر (( فتح الباري )) (7/193/3883-3885) كتاب مناقب الأنصار / باب قصة أبي طالب. (26) - انظر تحقيقنا على كتاب العلو الحديث رقم (19،154،149،259،278). (27) - الآية: ﴿ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ﴾ فاطر: 36. (28) - الآية: ﴿ لا يُفَتَّرُ عنهم وهم فيه مُبْلِسُون ﴾ الزخرف: 75. (29) - الآية: ﴿ وما هم بخارجين من النار ﴾ البقرة: 167، وقوله تعالى ﴿يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾ المائدة: 37. (30) - الآية: ﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ﴾ المدثر: 48. (31) - ممن نص على ذلك الخطيب البغدادي في كتاب (( الفقيه والمتفقه )) (1/132) وانظر لتحقيق هذه المسألة مقدمتنا لكتاب (( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه )) ص (27-45) ومقدمة كتابنا ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية )) (124). (32) - وما علق به محب الدين الخطيب الناصبي على (( الفتح )) من قوله بأن المسعودي: ( شيعي قح من دعاتهم ) مما لا يلتفت العاقل إليه لما عرف من نصب الخطيب وأنه من دعاة النصب الخبيث عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه، فيقال للخطيب: وأنت ناصبي خبيث من دعاتهم ! فلا حياك الله تعالى ولا بياك !وللعلامة المحدث الكوثري كتاب خاص في صفع هذا الخطيب سماه (( صفعات البرهان على صفحات العدوان)). والمسعودي رحمه الله تعالى هو علي بن الحسين بن علي المسعودي، شافعي ترجمه السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى )) (3/456). |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | صلاح | مشاركات | 11 | المشاهدات | 13333 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|