القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
منتديات الفقه والعبادات يهتم بفقه العبادات من إصول الكتب الموثوقة... |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-24-2011, 02:38 AM | #1 |
|
ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
بسم الله الرحمن الرحيم وبة الااعانة بدءا وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتا ووصفا واسما نص المشككين: (يزعم الشيخ الميرغني السيد محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية " أن الله كلمه وقال له أنت تذكرة لعبادي ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان (الهبات المقتبسة – تأليف الشريف السيد محمد عثمان ) ص 76). الرد على المشككين أولا: التدليس فى النقل و هنا يظهر النص الاصلى كما جاء بالكتاب المذكور: .... قوله تعالى (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) الاية. لما قرأ هذه الاية فى صلاة التراويح ونحن جماعة كثيرة خلفه فى بلاد التاكة ألتفت إلينا وقال لنا: لما قرأت هذه الاية خاطبنى الحق جل جلاله وقال أنت تذكرة لعبادى يا محمد عثمان فمن اراد طريقا يوصله إلىً فليتخذك سبيلا وما يفعلون ذلك إلا أن أريد. أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى وكل من أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العزاب الاليم). 1- يظهر النص الاصلى مدى تعمد التدليس فى النقل من المشككين حيث أنهم أوردوا فى النص (أن الله كلمه) وهذا تدليس واضح حيث أن ما جاء فى النص الصحيح (خاطبنى الحق جل جلاله) وقد كان سعيهم التلاعب بالقارئ بحيث يقول كيف كلمه الله ولكن إذا قالوا خاطبه لها معانى عدة صحيح منها التكليم ولكن فى حال الاولياء والصالحين هو الالهام وإيقاع المخاطبة فى قلوبهم والرد مفصل أن شاء الله من كلام العلماء ويكفى فى ذلك قول أبن تيمية ما نصه (المحدث: الملهم المخاطب). 2- حذف جملة (وما يفعلون ذلك إلا أن أريد) وهى دالة على مشيئة الله تعالى. وقد تعمد المشككين فى حذفها من النص حتى يقولون أن شيطانه الذى أوحى له. 3- التدليس فى النص حيث ذكر (ومن اراد الوصول إلىً فيتخذك سبيلا). وفى النص الاصلى (فمن اراد طريقا يوصله إلىً فليتخذك سبيلا) وهذا يعنى أن الطرق الدالة على الله كثيرة وأن اتباع السيد محمد عثمان طريق ضمن الطرق الموصلة إلى الله تعالى. أما ما أراده أنه هو الطريق الوحيد فهذا ليس صحيح. علماً بأن جميع أهل التصوف بابهم الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الوصول ويكفيك أسم كتاب السيد محمد عثمان الميرغنى فى الحديث (رحمة الاحد فى إقتفاء أثر الرسول الصمد) وأين أنت من أسم كتابه (فتح الرسول ومفتاح بابه للدخول لمن أراد إليه الوصول) وغيرها من أسماء كتب وناهيك بما تحوى تلك الكتب فكلها مبنيه على الكتاب والسنة. ثانيا: جاء عن المشككين: ما نصه: (وأما الرد على ذلك الإفتراء على الله والتضليل بعباده من وجوه : أولاً : كيف يدعي الميرغني أن الله كلمه وخاطبه هل هو نبي أم رسول ؟ يقول الله تعالى ( ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم ) سورة الشورى "51"). الرد على هذا التعليق: جاء فى كتاب روح المعانى الامام الالوسى مفتى العراق السلفى المتوفى 1258ه والذى يرتضى كل معادى للصوفية تفسيره.ما نصه:عند تفسير سورة الشورى الاية 51 عند قوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما شاء) ظاهره حصر التكليم فى ثلاثة أقسام: الاول: الوحى وهو المراد بقوله تعالى (إلا وحيا) وفسره بعضهم بالإلقاء فى القلب سواء كان فى اليقظة او المنام، والإلقاء أعم من الإلهام فإن إيحاء أم موسى إلهام، وإيحاء إبراهيم عليه السلام إلقاء فى المنام وليس إلهاما و إيحاء الزبور إلقاء فى اليقظة كما روى عن مجاهد وليس بإلهام، والفرق ان الإلهام لا يستدعى صورة كلام نفسانى فقد وقد واما اللفظى فلا، واما نحو إيحاء الزبور فيستدعيه، وقد جاء إطلاق الوحى على الإلقاء فى القلب فى قول عبيد بن البرص: وأوحى إلى الله أن قد تأمروا بابل أبى أوفى فقمت على رجلى فإنه أراد قذف فى قلبى. الثانى: إسماع الكلام من غير أن يبصر السامع من يكلمه كما كان لموسى، وكذا الملائكة الذين كلمهم الله تعالى فى قضية خلق آدم عليه السلام ونحوهم وهو المراد بقوله سبحانه: (أو من وراء حجاب) فإنه تمثيل له سبحانه بحال الملك المتحجب الذى يكلم بعض خواصه من وراء حجاب يسمع صوته ولا يرى شخصه. الثالث: إرسال الملك كالغالب من حال نبينا صلى الله عليه وسلم ، وزعم أنه من خصوصيات أولى العزم من المرسلين غير صحيح وهو المراد بقوله عز وجل (أو يرسل رسولا) أى ملكا...ألخ. وأما نحن فنقول والله تعالى أعلم، إن قوله تعالى (وما كان لبشر) على التعميم يقتض الحصر بوجه لا يخص التكلم بالانبياء عليهم السلام ويدخل فيه خطاب مريم، وما كان لأم موسى وما يقع للمحدثين من هذه الأمة وغيرهم، فحمل الوحى على ما ذهب إليه الزمخشرى أولى...ألخ. وبالجملة الذى يترجح عندى ما قاله صاحب الكشف قدس سره أن الاية لا تنفع منكر الرؤية ولا مثبتها، وما ذكر من السبب النزول ليس بمتيقن الثبوت، ويفهم من كلام بعضهم أن الوحى كما يكون بالإلقاء فى الروع يكون بالخط فقد قال النخعى: كان فى الانبياء عليهم السلام من يخط له فى الارض، ومعناه اللغوى يشمل ذلك، فقد قال الامام أبوعبد الله التيمي الأصبهانى: الوحى أصله التفهيم، وكل فهم به شىء من الإلهام والاشارة والكتب فهو وحى ، وقال الراغب أصل الوحى الاشارة السريعة ولتضمن السرعة قيل أمر وحى وذلك يكون بالكلام على الرمز والتعريض وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب وبإشارة ببعض الجوارح وبالكتابة. أنتهى كلام الامام الالوسي من تفسيره. قال أبن تيمية فى مجموع فتاويه (سورة الناس) فصل في {قل أعوذ برب الناس} إلى آخرها. جزء 17 ص 506: وقد قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51"> فأخبر أنه يوحي إلى البشر تارة وحياً منه، وتارة يرسل رسولاً فيوحي إلى الرسول بإذنه ما يشاء....ألخ. وقال علي رضي الله عنه : الربانيون هم الذين يغذون الناس بالحكمة، ويربونهم عليها، وقد قال صلى الله عليه وسلّم : «إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني» وقد أخبر الله تعالى أن القرآن شفاء لما في الصدور، والناس إلى الغذاء أحوج منهم إلى الشفاء في القلوب والأبدان، وفي الصحيحين : عنه صلى الله عليه وسلّم قال : «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة أمسكت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس، وسقوا وزرعوا، وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به». فأخبر أن ما بعث به للقلوب كالماء للأرض، تارة تشربه فتنبت، وتارة تحفظه، وتارة لا هذا ولا هذا، والأرض تشرب الماء وتغتذي به حتى يحصل الخير، وقد أخبر الله تعالى أنه روح تحيا به القلوب فقال : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَبُ وَلاَ الإِيمَنُ وَلَكِن جَعَلْنَهُ نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52">. وإذا كان ما يوحيه إلى عباده تارة يكون بوساطة ملك، وتارة بغير وساطة، فهذا للمؤمنين كلهم مطلقاً لا يختص به الأنبياء. قال تعالى : {وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليَمِّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص : 7"> وقال تعالى : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ ءَامِنُواْ بِى وَبِرَسُولِى قَالُواْ ءَامَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة : 111"> وإذا كان قد قال : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68">. فذكر أنه يوحى إليهم، فإلى الإنسان أولى، وقال تعالى : {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت : 12"> وقد قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 7، 8"> فهو سبحانه يلهم الفجور والتقوى للنفس، فيكون الفرق بين الإلهام المحمود وبين الوسوسة المذمومة هو الكتاب والسنة، فإن كان مما ألقي في النفس مما دل الكتاب والسنة على أنه تقوى لله فهو من الإلهام المحمود، وإن كان مما دل على أنه فجور فهو من الوسواس المذموم، وهذا الفرق مطرد لا ينتقض، وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان فقال : ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان، فاستعذ بالله منه، وما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه. وحقيقته أن الله وكل بالإنس ملائكة وشياطين، يلقون في قلوبهم الخير والشر، فالعلم الصادق من الخير، والعقائد الباطلة من الشر، كما قال ابن مسعود : لمة الملك تصديق بالحق، ولمة الشيطان تكذيب بالحق، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلّم في القاضي : «أنزل الله عليه ملكاً يسدده» وكما أخبر الله أن الملائكة توحي إلى البشر ما توحيه، وإن كان البشر لا يشعر بأنه من الملك، كما لا يشعر بالشيطان الموسوس لكن الله أخبر أنه يكلم البشر وحياً، ويكلمه بملك يوحي بإذنه ما يشاء والثالث التكليم من وراء حجاب، وقد قال بعض المفسرين : المراد بالوحي هنا الوحي في المنام، ولم يذكر أبو الفرج غيره، وليس الأمر كذلك. فإن المنام تارة يكون من الله، وتارة يكون من النفس، وتارة يكون من الشيطان، وهكذا ما يلقى في اليقظة. والأنبياء معصومون في اليقظة والمنام. ولهذا كانت رؤيا الأنبياء وحياً، كما قال ذلك ابن عباس، وعبيد بن عمير، وقرأ قوله : {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يبُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ} [الصافات : 102"> وليس كل من رأى رؤيا كانت وحياً، فكذلك ليس كل من ألقى في قلبه شيء يكون وحياً، والإنسان قد تكون نفسه في يقظته أكمل منها في نومه كالمصلي الذي يناجي ربه، فإذا جاز أن يوحى إليه في حال النوم فلماذا لا يوحى إليه في حال اليقظة، كما أوحى إلى أم موسى، والحواريين، وإلى النحل؟! لكن ليس لأحد أن يطلق القول على ما يقع في نفسه أنه وحي لا في يقظة ولا في المنام إلا بدليل يدل على ذلك فإن الوسواس غالب على الناس. والله أعلم. أنتهى وقال أيضا أبن تيمية فى مجموع فتاوىه (سئل عمن يقول : الطرق إلى الله عدد أنفاس الخلائق. هل قوله صحيح؟) . جزء 10 ص 454: والإلهام في القلب تارة يكون من جنس القول والعلم والظن والاعتقاد، وتارة يكون من جنس العمل والحب والإرادة والطلب، فقد يقع في قلبه أن هذا القول أرجح وأظهر وأصوب، وقد يميل قلبه إلى أحد الأمرين دون اخر، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : «قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر» والمحدث: الملهم المخاطب، وفي مثل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث وابصة «البر ما اطمأنت إليه النفس وسكن إليه القلب والإثم ما حاك في نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك» وهو في السنن.....ألخ. وفي الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ قوله تعالى : {إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 57">». وقال عمر بن الخطاب : اقتربوا من أفواه المطيعين؛ واسمعوا منهم ما يقولون، فإنه تتجلى لهم أمور صادقة. وقد ثبت في الصحيح قول الله تعالى : «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش وبي يمشي».أنتهى. أيضا قال الامام الالوسى فى تفسيره لسورة آل عمران الاية 42: (يا مريم إن الله اصطفاك).... ولا يخفى أن تفسير القول بالإلهام وإسناده للملائكة خلاف الظاهر وإن كان لا منع من أن يكون بواسطتهم أيضا على أنه قول لا يعضده خبر أصلا. وعلى القول الاول يكون التكليم من باب الكرامة التى يمن بها الله سبحانه على خواص عباده ومن أنكرها زعم أن ذلك إرهاص وتأسيس لنبوة عيسى عليه السلام أو معجزة لزكريا عليه السلام، وأورد على القول أن الإرهاص فى المشهور أن يتقدم على دعوى النبوة ما يشبه المعجزة كإظلال الغمام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم الحجر معه. وهذا بظاهره يقتضى وقوع الخارق على يد النبى، لكن قبل أن ينبأ لا على يد غيره كما فيما نحن فيه. واستدل بهذه الاية من ذهب إلى نبوة مريم لأن تكليم الملائكة يقتضيها، ومنعه اللقانى بأن الملائكة قد كلموا من ليس بنبى إجماعاً فقد روى أنهم كلموا رجلا خرج لزيارة أخ له فى الله تعالى وأخبروه أن الله سبحانه يحبه كحبه لأخيه فيه ولم يقل أحد بنبوته وأدعى أن من توهم أن النبوة مجرد الوحى ومكالمة الملك فقد حاد الصواب. أنتهى وقد جاء فى كتاب الدر المنثور للامام السيوطى عند تفسير قوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى): قال أبن عباس: ألهمناها الذى صنعت بموسى. وعن قتادة قال قذف فى نفسها وعنه أيضا قال وحى جاءها عن الله قذف فى قلبها وليس وحى النبوة. أنتهى. وعن الامام ابن كثير فى تفسيره: (وأوحينا إلى أم موسى) هو وحى إلهام بلا خلاف وكما قال تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) وهكذا قال بعض السلف فى هذه الاية (وإذا أوحيت إلى الحوارين أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا) أى ألهموا ذلك فامتثلوا ما ألهموا قال الحسن البصرى ألهمهم الله عز وجل ذلك وقال السدى قذف فى قلوبهم ذلك. أنتهى. جاء عن الامام أبن حجر العسقلانى فى كتابه فتح الباري ج12/ص366: (وقال القاضي عياض ويحتمل أن تكون هذه التجزئة في طرق الوحي إذ منه ما سمع من الله بلا واسطة ومنه ما جاء بواسطة الملك ومنه ما ألقي في القلب من الإلهام ومنه ما جاء به الملك وهو على صورته أو على صورة آدمي معروف أو غير معروف ومنه ما أتاه به في النوم ومنه ما أتاه به في صلصلة الجرس ومنه ما يلقيه روح القدس في روعه إلى غير ذلك مما وقفنا عليه ومما لم نقف عليه فتكون تلك الحالات إذا عددت انتهت إلى العدد المذكور قال القرطبي في المفهم ولا يخفى ما فيه من التكلف والتساهل فان تلك الاعداد انما هي أجزاء النبوة وأكثر الذي ذكره انما هي أحوال لغير النبوة لكونه يعرف الملك أو لا يعرفه أو يأتيه على صورته أو على صورة آدمي ثم مع هذا التكلف لم يبلغ عدد ما ذكر عشرين فضلا عن سبعين قلت والذي نحاه القاضي سبقه إليه الحليمي .... ألخ. وقد ذكر أيضا الامام أبن حجر العسقلانى ما نصه: ...... رابعها نفث الملك في روعه وهو الوحي الذي يخص به القلب دون السمع قال وقد ينفث الملك في روع بعض أهل الصلاح لكن بنحو الأطماع في الظفر بالعدو والترغيب في الشيء والترهيب من الشيء فيزول عنه بذلك وسوسة الشيطان بحضور الملك لا بنحو نفي علم الأحكام والوعد والوعيد فإنه من خصائص النبوة. أنتهى وقال الامام الالوسى فى المجلد 4 الصفحة 94 نقل ما فسره العالم الجليل الشيخ عبد الوهاب الشعرانى ما نصه: (............واعلم أن حديث الحق سبحانه للخلق لا يزال أبداً غير أن من الناس من يفهم أنه حديث كعمر بن الخطاب رضى الله عنه ومن ورثه من الأولياء، ومنهم من لا يعرف ذلك ويقول: ظهر لى كذا وكذا ولا يعرف أن ذلك من حديث الحق سبحانه معه، وكان شيخنا يقول: كان عمر من أهل السماع المطلق الذى يحدثهم الله تعالى فى كل شىء ولكن له ألقاب، وهو أنه إن أجابوه به تعالى فهو حديث، وإن أجابوه بهم فهى محادثة، وإن سمعوا حديثه سبحانه فليس بحديث فى حقهم وإنما هو خطاب أو كلام، وقد رد فى المتهجدين انهم أهل المسامرة، فقد علمت أن الوحى ما يلقيه الله تعالى فى قلوب خواص عباده على جهة الحديث فيحصل لهم من ذلك علم بأمرما، فإن لم يكن كذلك فليس بوحى ولا خطاب فإن بعض الناس يجدون فى قلوبهم علماً بأمر ما مثل العلوم الضرورية عند الناس فهو علم صحيح، لكن ليس صادراً عن خطاب، وكلامنا إنما هو فى الخطاب الإلهى المسمى وحيا، فإن الله تعالى جعل هذا الصنف من الوحى كلاما يستفيد به العلم من جاء له).أنتهى وفى لسان العرب فى مدة وحى: قال وحى الوحى: الاشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفى وكل ما ألقته إلى غيرك يقال وحيت إليه الكلام وأوحيت ووحى وأوحى......... وقال بعضهم فى قوله (إذا أوحيت إلى الحوارين) أتيتهم من الوحى إليك بالبراهيين (وأوحينا إلى أم موسى) قال الوحى ههنا إلقاء الله فى قلبها. وقال أبو أسحاق وأصل الوحى فى اللغة كلها إعلام. ومما يثير الدهشة السؤال الاستفسارى الذى جاء عن المشككين (هل هو نبى أم رسول؟): أريد أن أوضح أن المتشككين ضلوا طريق الصواب فى محاولة أقناع القارئ بأن السيد محمد عثمان الميرغنى يدعى النبوة وهو يوحى إليه ويكلم الله تعالى ولكن سعيهم لم ينجح وإلا لكان كل عاطل قال ما يشاء فى أهل الله. وكل ما نريد هو كما قالوا أهل الحق (عليكم حسن الظن بالناس) ولك أيها المشكك ما جاء عن الامام أبن حجر رحمه الله. جاء فى كتاب الإصابة في تمييز الصحابة للامام أبن حجر ج2/ص323 ما نصه: قال سفيان بن عيينة بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة فقلنا بعضنا لبعض ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم قال فاتبعناه حتى قضى طوافه فسار إلى المقام فصلى ركعتين فلما سلم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا وما قال ربنا قال قال ربكم أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكا ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا له وماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال قال ربكم أنا الحي الذي لا يموت أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا ماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال قال ربكم أنا الذي إذا أردت شيئا كان أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم قال بن عيينة ثم ذهب فلم نره قال فلقيت سفيان الثوري فأخبرته بذلك فقال ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال. هذا حال ابن عيينة وسفيان الثورى رضى الله عنهم فى مثل ما أورده المشككين من أنه مخالفة يريدون ان يقضحوا بها فى ولاية السيد محمد عثمان الميرغنى الختم. ونكتفى بهذا الرد حتى لا يكون به طول يمل منه القارئ الكريم. دليل المشككين الثانى: ثانياً :- كيف يدعي الميرغني أنه هو السبيل إلى الله وقد بين الله في كتابه الكريم أن سبيل التقرب إليه عن طريق كتابه وسنة نبيه وليس الطريقة الختمية حيث يقول الله تعالى ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) الأنعام (155) ويقول الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر (7) وقد جاء في حديث ، أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) رواه الترمذي وقد بين الله تعالى أن كل طريق غير هذا فهو من طرق الشيطان صوفياً كان أو غيره وذلك في قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) سورة الأنعام (153) وقد بين النبي صلى الله عيه وسلم في حديث ابن مسعود في تفسيرها أنه خط خطاً مستقيماً على الأرض وقال هذا صراط الله وهذه هي السبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه فنعوذ بالله من طرق الشيطان . الرد على تعليق المشككين: جاء النص الصحيح من الكتاب: (.....وقال أنت تذكرة لعبادى يا محمد عثمان فمن اراد طريقا يوصله إلىً فليتخذك سبيلا وما يفعلون ذلك إلا أن أريد). ظنوا المشككين أنهم أتوا بالحق وقد تعجبوا من بشارة الله تعالى للامام السيد محمدعثمان بأنه سبيل إلى الله تعالى ولم أعلم ما هو المخالف فى ذلك إلا أنهم أخذتهم الجهالة بالدين وأنساهم شيطانهم ومنزعهم فى تكفير المسلمين إلى تضليل الناس بصنم أهوائهم ولنشرع فى الرد. جاء فى لسان العرب ج11/ص319: سبل السبيل الطريق وما وضح منه يذكر ويؤنث سبيل الله طريق الهدى الذي دعا إليه وفي التنزيل العزيز (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذونه سبيلا). تفسير ابن كثير ج4/ص459: قال تعالى(إن هذه تذكرة) يعني هذه السورة تذكرة (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) أي طريقا ومسلكا أي من شاء اهتدى بالقرآن كقوله تعالى (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر) الآية ثم قال تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) أي لا يقدر أحد أن يهدي نفسه ولايدخل في الإيمان ولايجر لنفسه نفعا (إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما) أي عليم بمن يستحق الهداية فييسرها له ويقيض له أسبابها ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ولهذا قال تعالى (إن الله كان عليما حكيما) ثم قال تعالى (يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) أي يهدي من يشاء ويضل من يشاء فمن يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. أنتهى جاء عن تفسير ابن كثير ج3/ص324: (إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) أي طريقا ومسلكا ومنهجا يقتدى فيها بما جئت به. أنتهى تفسير ابن كثير ج4/ص439: (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) أي ممن شاء الله تعالى هدايته كما قيده في السورة الأخرى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما). أنتهى وفى صحيح البخاري ج3/ص1357: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم). وقال الامام النووى فى كتابه رياض الصالحين ج1/ص5 ما نصه: قال تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) الذاريات وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة فإنها دار نفاد لا محل إخلاد ومركب عبور لا منزل حبور ومشرع انفصام لا موطن دوام فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد وأعقل الناس فيها هم الزهاد قال الله تعالى(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس والآيات في هذا المعنى كثيرة. ولقد أحسن القائل إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا فإذا كان حالها ما وصفته وحالنا وما خلقنا له ما قدمته فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار ويسلك مسلك أولى النهى والأبصار ويتأهب لما أشرت إليه ويهتم بما نبهت عليه وأصوب طريق له في ذلك وأرشد ما يسلكه من المسالك التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وقد قال الله تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى)المائدة وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه قال والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) وأنه قال (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وأنه قال (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) وأنه قال لعلى رضي الله عنه (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم). أنتهى ذكر الامام النووى أيضا فى كتابه رياض الصالحين ج1/ص313: وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء وتنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). متفق عليه وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (قال لعلي رضي الله عنه فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) متفق عليه.أنتهى فأن كل مسلم حق هو دال على الله سبحانه فهو سبيل أى طريق وسبب للدعوة إلى الحق ما دام قائم على الحق بالكتاب والسنة ولعل المشككين قد أسائوا فهم هذه البشارة وتعمدو نقلها خطاً ليضلو بها الناس ويحسبون انهم اهل اهل السنة والسنة منهم براء ودليل ذلك انهم فصلوها كما يحلو لهم لكي يوصلو القارى الى ضلال الختمية ومشايخها وهذا تزيف وتمعمد للكذب حيث بادئ أمرهم وقولهم أنه يدعى النبوة فأخذتهم الجهل بدينهم فعمية ابصارهم كما هو واضح فى نقلهم وسوء فهمهم مع قلة بضاعتهم من الكتاب والسنة والعلوم الاخرى والفهم بغير سند مصيبة (عن ابن المبارك يقول لولا الاسناد لقال كل من شاء ما شاء ). الرد على تعليق المشككين: جاء ما نصه من كلام المتشككين: (يلزم بغضه في الله وبغض طريقته) وذلك لانه جاء ما نصه: (أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى وكل من أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العزاب الاليم). لعل المشككين ضحالة علمهم بالدين أضرة بفكرهم وهذا يلخص فيما يلى: 1) (أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى)حب المسلم لاخيه المسلم: المراء مع من أحب: صحيح البخاري ج5/ص2283: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب). حب الانصار: الدر المنثور ج4/ص270: وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله). وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار.أنتهى. هذا فى حب الانصار من أحبهم أحبه الله أوليس حب الله للعبد يعنى خلوده فى رحمته. محبة أهل بيته: المعجم الكبير ج23/ص380 : عن أم سلمة تقول أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله).أنتهى. هذا فى حب أهل البيت وحب الله للعبد هم الرحمة بعينها وبغض الله لعبده يعنى طرده من رحمته. حب أصحاب النبى: اعتقاد أهل السنة ج7/ص1243: قال أيوب السختياني من أحب أبا بكر الصديق فقد أقام الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الدين ومن أحب علي بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن قال الحسنى في أصحاب محمد فقد برىء من النفاق. أنتهى. فضائل الصحابة لابن حنبل ج1/ص338: عن بن مسعود أنه مر على رجلين في المسجد قد اختلفا في آية من القرآن فقال أحدهما أقرأنيها عمر وقال الآخر أقرأنيها أبي فقال بن مسعود أقرأها كما أقرأكها عمر ثم هملت عيناه حتى بل الحصى وهو قائم قال إن عمر كان حائطا كنيفا يدخله المسلمون ولا يخرجون منه فانثلم الحائط فهم يخرجون منه ولا يدخلون ولو أن كلبا أحب عمر لأحببته ولا أحببت أحدا حبي لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح. أنتهى. الحب فى الله: مسند أبي يعلى ج5/ص440: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من أحب المرء لا يحبه إلا لله).أنتهى. الترغيب والترهيب ج4/ص9: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي). رواه مسلم. وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحب رجلا لله فقال إني أحبك لله فدخلا جميعا الجنة فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر وأحق بالذي أحب لله). رواه البزار بإسناد حسن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحبه في الله قال فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه). رواه مسلم المدرجة بفتح الميم والراء هي الطريق قوله تربها أي تقوم بها وتسعى في صلاحها. وعن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت له والله إني لأحبك لله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت الله فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى (وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتباذلين في) رواه مالك بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه. ولعل المشككين لم يريدوا إلا تضليل القارئ الكريم وقد ضربنا مثلا من الاحاديث وكلها دالة على رضا الله سبحانه عن هذه المحبة وثمرتها هى الخلود فى رحمة الله تعالى. 2) (ومن أبغضك فله العذاب الأليم) بغض أولياء الله: معادة أولياء الله: تفسير ابن كثير ج1/ص134:أن من عادى وليا لله فقد عادى الله ومن عادى الله فإن الله عدو له ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة كما تقدم الحديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالمحاربة وفي الحديث الآخر إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب وفي الحديث الصحيح من كنت خصمه خصمته. فتح الباري ج11/ص342: قوله من عادى لي وليا المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته وقد استشكل وجود أحد يعاديه لأن المعاداة انما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه وأجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلا بل قد تقع عن بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر والمبتدع في بغضه للسني فتقع المعاداة من الجانبين أما من جانب الولي فلله تعالى وفي الله وأما من جانب الآخر فلما تقدم وكذا الفاسق المتجاهر ببغضه الولي في الله وببغضه الاخر لانكاره عليه وملازمته لنهيه عن شهواته وقد تطلق المعاداة ويراد بها الوقوع من أحد الجانبين بالفعل ومن الاخر بالقوة قال الكرماني قوله لي هو في الأصل صفة لقوله وليا لكنه لما تقدم صار حالا وقال بن هبيرة في الإفصاح قوله عادى لي وليا أي اتخذه عدوا ولا أرى المعنى الا انه عاداه من أجل ولايته وهو وان تضمن التحذير من ايذاء قلوب أولياء الله ليس على الإطلاق بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعا بين وليين في مخاصمة أو محاكمة ترجع إلى استخراج حق أو كشف غامض فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع انتهى ملخصا موضحا. وتعقبه الفاكهاني بأن معاداة الولي لكونه وليا لا يفهم الا ان كان على طريق الحسد الذي هو تمنى زوال ولايته وهو بعيد جدا في حق الولي فتأمله قلت والذي قدمته أولى أن يعتمد قال أبن هبيرة ويستفاد من هذا الحديث تقديم الاعذار على الإنذار وهو واضح قوله فقد آذنته بالمد وفتح المعجمة بعدها نون أي اعلمته والايذان الاعلام ومنه أخذ الأذان قوله بالحرب في رواية الكشميهني بحرب ووقع في حديث عائشة من عادى لي وليا وفي رواية لأحمد من آذى لي وليا وفي أخرى له من آذى وفي حديث ميمونة مثله فقد استحل محاربتي وفي رواية وهب بن منبه موقوفا قال الله من أهان ولي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة وفي حديث معاذ فقد بارز الله بالمحاربة وفي حديث أبي امامة وأنس فقد بارزني وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب فكأن المعنى فقد تعرض لاهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي اعمل به ما يعمله العدو المحارب. قال الفاكهاني في هذا تهديد شديد لان من حاربه الله أهلكه وهو من المجاز البليغ لان من كره من أحب الله خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله أكرمه الله وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله. أنتهى بغض المسلم: المستدرك على الصحيحين ج3/ص441: قال صلى الله عليه وسلم (من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضى عمار فلقيته فرضي). رياض الصالحين ج1/ص117: التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين قال الله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) الأحزاب وقال تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) صلى الله عليه وسلم (وأما السائل فلا تنهر) الضحى وأما الأحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هذا من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق في باب ملاطفة اليتيم وقوله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم رواه مسلم. فقولنا للمشككين أهل يعنى عندكم من عادى وأبغض عبدا يدل على الله وقد أكرمه الله بأن بلاد وليست أفراد دخلت الاسلام على يديه لا يحارب الله أعداءه وهل ظهر لكم بعد هذه الادلة معنى من أحبه (خلد فى رحمتى) وأيضا معنى من أبغضك (فله العذاب الأليم). ونكتفى بهذا الرد فقط للاختصار ونسأل الله تعالى أن يوفقنا فى أكمال سلسلة الرد على المشككين وسوف ننوه للسادة الزائرين أن شاء الله على أننا بصدد الانتهاء من تحميل بعض كتب الطريقة التى توضح معانى هامة لغير المتصوفين وتصحيح بعض المفاهيم مع التنويه فى مقدمة كل كتاب على أن مبناه على الكتاب والسنة وأظهار غريبه الذى يدق على افهام غير المتصوفين وتوضيح حالها حتى لا يحاول من هو ليس من هذا الشأن ان يقحم نفسه فيما ليس له به علم ومحاولة تكفير المسلمين والحمد لله رب العالمين. وعلى الله فليتوكل المؤمنون والحمد لله رب العالمين،،،،،
|
09-25-2011, 02:48 AM | #2 | |
المُراقب العام
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
شكراً جزيلاً جميلاً ود الشريف على مجهودك الرئع فى إبراز هذه الحقائق.. |
|
|
09-25-2011, 03:48 PM | #3 | |
شباب الختمية بالجامعات
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
|
|
|
10-01-2011, 11:15 PM | #4 | |
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
|
|
|
10-06-2011, 11:42 PM | #5 |
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
الشكر لكم اخوتى وربنا يوفق ويحق الحق بكلمات ولو كره المبطلون |
12-13-2011, 10:50 AM | #6 | |
مُشرف المنتدى العام
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
|
|
|
12-27-2011, 10:21 PM | #7 |
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
أتاك الله رحمةً مِنْ عِنْدِه وزادك مِنْ لدنه علماً . عوض حسن خوجلي
|
08-18-2012, 04:55 PM | #8 |
|
رد: ردعلى المتشككين فى طريق ختم العارفين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | سليمان ودالشريف | مشاركات | 7 | المشاهدات | 8712 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|