القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > مكتبة الميرغني الإليكترونية
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

تاريخ آل بيت الشريف الهندي .

مكتبة الميرغني الإليكترونية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-14-2010, 06:54 PM   #1
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
Mnn تاريخ آل بيت الشريف الهندي .


أنا : مصطفى علي






بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ آل بيت الشريف الهندي
"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم
وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين"
(الطور/ الآية21)
ينتسب آل الشريف الهندي إلى بيت رسول الله (ص)؛ ويبدأ تاريخهم في السودان بالشريف محمد بن مصطفى بن يعقوب الشهير بمحمد الهندي – ولد سنة 913ه .. 1507م - (وهذا اللقب جاءه من أن مرضعته بمكة المكرمة كانت هندية الأصل) .. وهو الجد السادس للشريف يوسف الهندي مؤسس الطريقة الهندية .. ومؤسس بيت أل الشريف في صورته الحديثة .

الشريف محمد الهندي هو أول من دخل السودان من أجداد البيت ، وقد جاء معه أبناؤه: علي وحسن وآدم؛ من جهة الحجاز في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري (عام 970 ه تقريباً) على ايام دولة الفونج -حسب رواية د. اوفاهي (O'Fahey)- واستوطن اولا جزيرة (مَرْناتْ) بمركز شندي شمال العقبة قري بالسودان .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مكة المكرمة في نهايات القرن التاسع عشر
وكان شغله تعليم القرآن الكريم والحديث الشريف؛ فأسس مسجدا وخلوة لتعليمهما.. وكان رجلا جليلا مهابا محبوبا صاحب كرامات؛ ومن هناك رحل الى بلدة المنسي بالقرب من قرية أربجي – شمال ودمدني – وهو الذي نزل الشيخ تاج الدين البهاري بمسجده فيها.. واجتمع الناس عنده ليسلكهم قي الطريقة القادرية الصوفية .. والشريف محمد الهندي هو الذي دعا للشيخ حسن ودحسونة بالبركة في قصة رواها محقق كتاب "طبقات ود ضيف الله" (ص 137).. ومزار قبره بالمنسي (قرية ودهجا) جنوب الحصاحيصا . ذكر اوفاهي في سبب وفاته: ان ملك الفونج لما أحس بشهرة الشريف محمد الهندي ومكانته؛ قتله في سنار حسدا.. فحمل أبناؤه جثمانه وقبروه بالمنسي.. ويؤيد هذا الخبر، (مما يدل على مكانة الشريف محمد) ان صاحب الطبقات، ذكر في ترجمة حمد النحلان ود الترابي؛ ان سليمان ود التمامي قائد جيش الفونج، حين احتدم الخلاف بينه وبين ود الترابي؛ قال للأخير: " انا قبلك قتلت الحسوبابي، وقتلت ود الهندي، ما بقتلك انت" ؟ وذكر اوفاهي ايضا ان الشريف آدم رجع الى مكة لمشاورة الاسرة فيما حدث.. وكان محل اقامتهم بجبل الهندي وسط مكة وهو معروف حتى الآن.
اما ابنه الشريف علي بلة الهندي، المدفون بشرق جزيرة (مرنات) شمال الخرطوم؛ فقد كان من العارفين .. وهو صاحب القبة البيضاء المقابلة لمرنات؛ الذي شهد للشيخ صالح ود بانقا بالصلاح؛ كما يقول صاحب الطبقات (ص 239) .. ومن ابناء الشريف محمد الهندي الشريف حسن وهو المدفون بالقرب من كمير ود عبود .. والشريف آدم الذي ولد بمكة ودرس القرآن وعلومه على والده ثم رحل معه الى السودان توفى في حياة والده؛ وكان قبل رجوعه الى مكة - فيما ذكرنا اعلاه – أنجب ابنيه الشريف عيسى الغدة؛ وقبله الشريف حمد اب شمباني (عام 1100ه / 1688م) .. اللذان ارتحلا بعد وفاته إلى {القضيضيم} وأقاما مع الكواهلة ردحاً من الزمن ..قال اوفاهي كان حمد (ابن آدم بن محمد الهندي) واسع المعرفة بعلوم القرآن والحديث؛ وكان ورعا كريما ناره لا تنطفئ من كثرة الضيوف واصحاب الحوائج .. انتقل الشريف حمد إلى{نسيم الجنة}؛ بالقرب من حلة كردقيلي على ضفة النيل الازرق قبالة قرية ام سنط جنوب شرق مدني.. حيث استقر مع الرفاعيين إلى أن توفي ودفن هناك .. وارتحل أخوه الشريف عيسى بغرب النيل الأزرق ليؤسس حلته القائمة حتى اليوم والمعروفة بحلة {ود الهندي} جنوب غرب بركات.. وما زال أعقابه بها إلى الآن .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الخريطة من برنامج ناسا- ورلدوايند الإصدار 1.3توضح هجرة الأشراف الآوائل


انجب الشريف حمد ابنه الشريف زين العابدين؛ (سنة 1127ه / 1715م)؛ وهو المقبور مع والده بكردقيلي .. وجاء في مقالة اوفاهي: ان الشريف زين العابدين دخل في خلوة؛ ولما خرج منها استشار اتباعه وتلاميذه في الرحيل من كُردقيلي.. فسافروا الى جهة الصعيد بمنطقة (راشد) من نواحي (القلابات) بمكان يسمى (المسينات) ، عند سفح جبلٍ يسمى (السرف الأحمر) في حدود السودان مع الحبشة. وهناك وجدوا تربة خصبة زرعوها؛ وزادت ثروتهم؛ وبنوا مسيدهم .. واصبح اكبر مسيد يومها؛ يزوره الملوك والاعيان .. ولكن الشريف زين العابدين اعتزلهم؛ وولى امر المسيد والضيوف لابنه الشريف احمد ( ولد قي عام 1185ه / 1771م) ثم عاد الى كردقيلي حيث توفي ودفن مع والده الشريف حمد اب شمباني هناك.خلف احمد إبنه الشريف يوسف ، الذي كان يقيم في بلدة اسمها كردوس من ديار العقليين على النيل الازرق ونهري الدندر والرهد، حيث تزوج منهم وأنجب إبنه الشريف محمد الأمين (المعروف بود الهندي) ابو الحيران قطب القرآن الذي تعلمه مع فنون تجويده.. على يدي والده ثم على العديد من مشايخ وعلماء ذلك الزمان.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وقد رحل الشريف محمد الأمين بعد ذلك إلى مصر وانتسب للازهر الشريف ومن مشايخه فيه الشيخ عُليش والشيخ حسن العدوى والأمير الصغير والباجورى الصغير واستزاد في فن التجويد. وفي الأزهر سأل عن علماء الفقه والتوحيد ، وأساطين علم التجويد ، فأرشدوه إلى الفقيه محمود أبو دريقه ، المقيم في إدفو بمركز أسوان ، وهو العالم المتخصص في هذا المجال ، ومكث معه زماناً إستكمل فيه وعلى يديه أصول علم التجويد ، وتشرب من هذا الفن القرآني البديع، ورجع إلى السودان وقام بتدريسه زهاء الخمسين عاما حتى أصبح فيما بعد (قرآن ود الهندي) معروفاً ومشهوراً بخلاويه الممتدة في شمال وأواسط السودان.
وقد مدحه على ذلك شعراء فطاحل بقصائد خُرَّدْ نذكر منها على سبيل المثال : قصيدة عبدالله ود البنَّا (في رثاء الشريف يوسف بن الشريف محمد الأمين) ، وهو أمير شعراء عصره وقد عاصر حياة إبنه الشريف يوسف وعرف عن ظاهرها الكثير ومطلعها :
أقم لرجال القُطْر ما شئت من حمد ** وقف عند أسباب القرابات والود
إلى أن يقول :
أبوك سمير الله يتلو كتابه ** وينشر نور الوحي في الغور والنجد
ويملي فتتلوه القلوب خواشعاً ** ويدعو فيرجى في الجماهير والحشد
وفيه أيضاً يقول الشاعر محمد المهدي مجذوب : في كتابه (نار المجاذيب) وذلك في مأتم الشريف يوسف قصيدةً مطلعها :
أرو لي يا نُحاس بعض الشجون ** أنها في عزيفك المجنون
إلى أن يقول :
ردّ آباؤك الُهداة إلى ألقرآن ** نوراً من البيان الرصين
أنت مع معشرٍ تخفُ المحاريب ** إليهم في رهبةٍ وفُتون
منهم ذلك الذي رتَّل القرآن ** في أفق خشيةٍ وسُكون
هام في الليل هاتفاً بالتراتيل ** هتاف النسيم بالنسرين
كلَّمته السماء يستنزل التنزيل ** من سرَّ نورها المكنون
رضى الله عنهم ورضوا عنه ** وسُُّروا قلوب حورٍ عِين
و هذا ما كان من أمر أجداد هذا البيت في القرون قبل التاسع عشر تحديدا ومن جاء بعدهم في القرنين التاسع عشر و العشرين الماضيين كالشريف محمد الأمين أبو الحيران قطب القرأن و ابنه العارف بالله الشريف يوسف الهندي -مؤسس الطريقة الهندية- ولهما قصص اكبر واعظم في تاريخ علوم القرآن وحفظه (مع تعليم فنون تلاوته وتجويده) .. بل في تاريخ السودان العربي الإسلامي العزيز وطن الدين والعلم والصلاح .
والله الموفق.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشريف يوسف الهندي و آل بيته

منقول بتصرف ... من موقع السادة الهندية ...


مصطفى علي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى علي ; 12-14-2010 الساعة 07:00 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 07:04 PM   #2
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: تاريخ آل بيت الشريف الهندي .


أنا : مصطفى علي





بسم الله الرحمن الرحيم
علاقة آل الشريف الهندي بالسادة آل الميرغني

عن خصوصية العلاقة بين البيوتات الدينية الثلاثة الكبرى في السودان؛ كتب الاستاذ يحي العوض (صفحة 23) في كتابه: " أصحاب الوقت.. أشراف السودان رجالا ومقامات" يقول: يتضح لنا الدور الرئيسي الذي قام به الشريف يوسف الهنديفقد كان حجر الرحى وقطب هذه العلاقات بل وله علاقة أكثر من خاصة مع (السادة المراغنة)..
كان الشريف يوسف مهموما بخلافة السيد علي الميرغني الذي لم ينجب حتى وقت متأخر من عمره وكان يحثه ليكرمه الله بالذرية؛ وكان الشريف يدعوا له خاصة عندما يتوجه للحجاز.. وذات مرة ألح في الدعاء داخل الحرم النبوي وسمعه مرافقوه وهو يدعو بإلحاح شديد أن يرزق الله السيد علي بولدين..وعندما جاءته البشرى بقدوم المولود الأول للسيد علي الميرغني إبنه السيد محمد عثمان كان الشريف يوسف اكثر الناس فرحا زامر بذبح كل الماشية في زريبته الملحقة بمسيده.
وتعيدنا هذه الواقعة (الدعاء) إلى مقام الشريف يوسف نفسه؛ وقد استجاب الله لدعاء والده الشريف محمدالأمين ليرزقه إبنا في مصاف الختم عثمان مؤسس الطريقة الختمية؛ وشرح ذلك في قصيدة (من ديوانه: "رياض المديح" عنوانها: "صلاة ربي مدى الليالي".. قائلا:

أبي تمنى أن يجٍدلُو ابناً (كالختم عثمان) في المثال
وقد أجاب الإله قصده فالحمد والشكر بالتوالي
أوتيت هذا وزدت عنه من المواهب كذا النوال


".... ويؤكد أن آل الميرغني أكرموه في ارتقائه باطنيا (حين قال في ذات القصيدة) :
وسيدي (حسن) المسمى (بالميرغنى) جلي المجال
بنومي في التاك قد جمعني بالمصطفى وسَرَّ بالي
مكنت من رجله يميني ورجل طه ففي شمالي


ويقول في قصيدة أخرى (من نفس الديوان عنوانها: "أنباء عن أهل الثنية") :
أمة المختار فُزْتُم بالدلالات الجلية
من رسول الله تُملا بالبراهين القوية
بتلقي الختم ضاءت في الأراضي والعلية
أعني أستاذي وجدي روح أصل المرغنية
سيدي عثمان من قد فاز بالبشرى الملية
نِعْم أهل البيت جمعاً وخصوص المرغنية
واعفا الهندي يوسف بدعاء ... المرغني
ما شدى شادٍ وأهدى في الليالي العددية
وصلاة .... وسلامٍ ورضاءٍ ... وتحية
لنبيٍ ثم صحبٍ ثم آلٍ ... ذي مزية


ثم يضيف الاستاذ الكاتب يحي العوض (صفحة 25 من كتابه) قائلا:
"ويكاد مشهد إحتفاء الشريف يوسف بميلاد السيد محمد عثمان يتكرر بصورة مغايرة؛ وفي مناسبة جزينة ( القصة في مجالس الريفي من اعداد الاستاذ ابراهيم عبد القيوم) يروي تفاصيلها الاستاذ محمد الخليفة طه الريفي (نفسه) قائلا:
"لم يكد يذاع بيان رحيل السيد علي الميرغني يوم الأربعاء 12/2/1968م حتىتحول السودان كله إلى مأتم كبير وبدأت الأقاليم تقذف بوفودها على الخرطوم. وفي الوقت الذي كنا نحن مشغولين بما نحن فيه، كان الشريف حسين الهندي مشغولا بشيء آخر؛ فما كاد الجثمان ينقل إلى جنينة السيد علي الميرغني بالخرطوم حتى اخذت اللواري تقبل من بري الشريف وهي محملة بالطعام ووقفت عند باب الجنينة الجنوبي الذي يفتح على شارع الجامعة؛ واخذت براميل الملاح واكوام "الكسرة" تنقل إلى داخل الجنينة واصبح بإمكان كل جائع والناس كلهم جياع وخاصة الذين اتوا من مكان بعيدة أن يتناول ما يحتاج إليه من طعام..
عندما علمت بما فعله الشريف حسين قلت لمن أخبرني جزى الله الشريف حسين كل خير؛ لقد فكر فيما لم يفكر فيه شخص مثلي؛ ولو ترك امر هؤلاء الذين هالهم الخطب إليَّ.. لماتوا جميعا من الجوع.. ورد علي إن الشريف حسين لا يمكن أن يدع امثالك يمتحنون؛ ولو تعلم فإنه عبأ كل اهل بري الشريف لأن يكون تعبيرهم عن حزنهم هو أن يساعدواغيرهم على التعبير عن احزانهم بما يحتاجون اليه نت طعام . وكان ثمر
تلك التعبئة هي ما يتحدث عنه الناس الآن.
هذه قبسات من العلاقات المتجذرة بين بيتي الهندي والميرغني ويخطئ من يظن انها علاقات سياسية تتأثر بأنواء السياسة وتقلباتها؛ فإلى جانب وشائج الإنتماء إلى الدوحة النبوية فإن هذه العلاقات متشابكة لا يتحكم فيها خلاف سياسي مهما كانت اسبابه ومضاعقاته..


منقول من موقع السادة الهندية

مصطفى علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 07:11 PM   #3
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: تاريخ آل بيت الشريف الهندي .


أنا : مصطفى علي








نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشريف يوسف الهندي

الشريف يوسف بن محمد الأمين الهندي
العارف بالله الزعيم الوطني الإسلامي: صاحب "الطريقة الهندية"
( مولود نصف شعبان 1288ه / 1869م توفي يوم الجمعة الموافق 17 ذو الحجة 1361ه /1942م)


هو الشريف يوسف بن الشريف محمد الأمين بن الشريف يوسف بن الشريف أحمد بن الشريف زين العابدين بن الشريف حمد بن الشريف آدم بن الشريف محمد الشهير بالهندي ينتمي نسبه إلى الرسول الكريم ( نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة). ( وقيل إن هذا اللقب جاءه من أن مرضعته بمكة كانت هندية الأصل) وهو أول من دخل السودان من أجداده ، من جهة الحجاز في منتصف القرن العاشر الهجري تقريباً.
والدة الشريف يوسف السيدة شموم بنت الأرباب أحمد ود الزين؛ تزوجها الشريف محمد الأمين ابوه في (السروراب) غرب مدينة ام درمان .. وقد إرتحل بها إلى حلة الشريف يعقوب؛ حيث أنجبت له الشريف يوسف في نصف شعبان عام 1288ه الموافق 1869م . ترعرع الشريف يوسف في حضن والده ، وارتحل معه وعُمره آنذاك خمسة سنوات إلى نواره ، إلى أن ظهر الإمام المهدي عليه السلام وكتب يطلب لقاء الشريف محمد الأمين بالابيض (*) . فقام لمقابلته وعند عودته وافاه الأجل المحتوم (بالرهد) الواقع بين الأبيض وأم روابه . وصلى عليه الإمام المهدي ودفنه هناك وقبره ظاهر يزار . (بهذا فإن الروايات التي تزعُم أن الشريف محمد الأمين كان مجاهداً في المهدية ومات شهيداً في واحدةٍ من معاركها ، غير صحيحةٍ ، وبها خلط إذ أن الذي مات وأستشهد إبان المهدية في معركة سنار هو إبنه الشريف علي وكان أمير راية الأشراف).
ترك الشريف محمد الأمين بجانب على إثنين من الأبناء هما أحمد ويوسف الشهير حتى اليوم (بالشريف الهندي). ذهب الشريف يوسف (الهندي) إلى نُوَّاره مع والده (قرية كانت بها اكبر وآخر خلاويه لتعليم القرآن الكريم)، ومكث معه سبع سنواتٍ هناك وقرأ وحفظ على والده بعضاً من القرآن ، وبمغادرة والده إلى الرهد (رهد غرب السودان) قفل الشريف الهندي راجعاً إلى ذويه (بحلة الشريف يعقوب) ، ولكنه نزح منها واستقر (بالدناقله) - قرية بالقرب منها .
وجاء إلى أم درمان حينما أرسل إليه الإمام المهدي وتقابلا في أبي سعد وأكرم المهدي وفادته . وبعد استشهاد أخيه الشريف علي ، قلده خليفة المهدي امارة الأشراف وهو ابن عشرين سنة . وفي ابان امارته قام الي حرب الطليان (بطوكر) ثم عاد الى ام درمان فحلة (الشريف يعقوب) . وذهب الشريف الهندي حاجاً الى مكة عن طريق مصر ، حيث نزل ضيفاً على صهره الزبير باشا . وفى مكه اكرمه الشريف عون أمير البيت غاية الإكرام كما أكرمه أمير الحرم المدني وسلمه مفاتيح الحرم مدة التسعه عشر يوماً التى أقامها هناك . وتعرف فى المدينه بكثير من العلماء والأشراف . وقابل السيد محمد السنوسي ، ثم عاد قفل راجعاً الى السودان عن مصر أيضاً ، بعد أن عرج على فلسطين لزيارة بيت المقدس قبور الأنبياء ( عليهم السلام ) ومقام سيدنا ابراهيم فى مدينة الخليل ، ومكث فى طور سيناء ستة عشر يوماً (2) .
ولما حل ركابه بحلة حمد نفس المنطقه بشرق النيل الأزرق أخذ فى تأسيس القرى وحفر الأبار ، وزراعة الأراضي وحث الناس عليها دعماً لاستقرارهم وراحتهم . ولم يهمل مسيرة اجداده فى ايقاد نار القرآن ، حيث أنشأ العشرات من الخلاوى فى مختلف بقاع السودان وعين لها الفقهاء المعلمين لأبناء المسلمين علوم الدين . ثم أخذ ينشر مبادئ طريقته المحمديه التى وصفها بذلك التحديد حين قال:
وطريقتي نبوية وشموسها لاتأفل
ما غاب منها كوكب الا بدا متهلل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
واجتمع عليه الناس من كل حدبٍ وصوبٍ واستمر في تأسيس القُرى لهم . " كالحريز" و "نورالدين " و" ود عجبنة " و" الشدايدة " و "العُقدة" ومعظمها على نهر الرهد ، وغيرها من الحّلال التي قامت على الأراضي وحول الأطيان التي اشتراها وشجع الناس على زراعتها والإقامة فيها بدل حياة البداوة والترحال المستمر.
وفي قرية الحريز ألف أشهر مؤلفاته الدينية كالموالد والمدائح - التي في هذا الديوان - وكتاب (النصيحة) في الدين مع ما ألفه من الرواتب والأذكار والسيرة النبوية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وفي عام 1327ه الموافق 1905م اتهمت السلطات الحاكمة آنذاك الشريف بتكوين حركةٍ دينيةٍ تعدُّ العُدة للجهاد ولمقاومة الانجليز في حكم السودان.
وعليه فقد إعتقلته الحكومة في حلة (الربوة) - جنووب بركات - وجاءت به إلى الخرطوم بعد تقديمه للمحاكمة في مدنى وأودع السجن العمومي (بكوبر) لمدة تزيد على 6 شهور.
ولما تكاثرت عليه وفود المحبين والمريدين ، إضطرت الحكومة الانجليزية للإفراج عنه واستبدال سجنه بتحديد إقامته في منطقةٍ مجاورةٍ داخل مديرية الخرطوم ، وتُرك له حق اختيار موقع سكنه الجديد فاختار ناحية " بُرِّى اللاماب " ، التي أصهر إلى أهلها ولم يغادرها إلى أن انتقل إلى جوار ربه ، وضريحه قائم بها يزار.
كان له سفرات معروفة كسفرة عام 1919م لانجلترا ، لتهنئة الحلفاء ضمن وفد السودان لهذا الغرض ، وفي عام 1924م سافر إلى الحجاز ومكث بها ثمانية أشهر ولم يكن حاضراً ثورة 1924م. وهناك قام بأداء حجته الثانية والأخيرة وفيها أقنع الشريف حسين (شريف مكة) بالتنازل عن ملكه لآل سعود وقال له "الملك بيد الله يوليه من يشاء.. وملككم يا شريف إنتهى". وكان أن تم ذلك. وتُفي الشريف حسين إلى قبرص ثم مرض فأُرسل إلى الأردن حيث مات هناك.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الكعبة المشرفة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشريف الحسين بن علي أمير مكة
1924م
أما حياة الشريف التي امتدت إلى 73 عاماً فقد كانت حافلةً زاخرةً بالاحداث وجلائل الاعمال وعظيم المواقف ، ولنترك المجال للمختصين ممن عاصروه وعرفوا عنه الكثير ، الأمر الذي حدا بهم للكتابه عنه شعراً كان أو نثراً . ومن هؤلاء الكتاب القدماء عرفات محمد عبدالله ويوسف مصطفى التنى والمؤرخ محمد عبدالرحيم ومن الشعراء عبدالله البنا ، ومن المعاصرين الأستاذ حسن نجيلة والشاعر محمد المهدي مجذوب وغيرهما . ولما كنا قد تعرضنا لقصائد ود البنا والمجذوب بالذكر أعلاه فماذا قال عرفات أو محمد عبدالرحيم مثلاً عن الشريف الهندي ومؤلفاته وأعماله ؟
وعلقت جريدة ( حضارة السودان ) بتاريخ السبت 11/9/1920 على مقالة المؤرخ محمد عبدالرحيم تحت عنوان " عناية الشريف يوسف الهندي بتاريخ البلاد " بما يلي :
( يعلم القراء من المقالة ... " حياة الأمة برجالها " بقلم كاتبها الفاضل أن سيادة الشريف يوسف الهندي مكب الآن على تأليف مجلدٍ ضخمٍ يضم بين دفتيه أخبار البلاد في جميع أدوارها التأريخية وأنساب القبائل وإرجاعها إلى أروماتها الأصلية .. وأن حضرة الأديب محمد أفندي عبدالرحيم قد وفي الموضوع حقه .. ولكنا نقصد من هذه الكلمة أن نعلن عن طلب سيادة الشريف وهو أنه يرجو من جميع الأعيان أن يوافوه بأنسابهم وسيرة آبائهم سواء كانوا صالحين وأولياء أم ملوكاً أو أغنياء لدرجها بالتأريخ المزمع جمعه وطبعه عما قريب - ويعذرونه فيما يتأخر بأيديهم من هذه الأنساب والسير مما لم يتيسر له أخذه من مصدرٍ آخر والله الموفق ).
تلا المعلم الشريف محمد الأمين الهندي ، إبنه العارف بالله الشريف يوسف ، مؤسس المدرسة الدينية ، التي عرفت باسم " الطريقة الهندية " .. بأذكارها وأورادها ورواتبها وأمداحها ، وتلاوة "موالدها" في لياليها الأسبوعية ، وفي المواسم التي تقام فيها هذه اليالي للذكر- إلى يومنا هذا - تحت رعاية الخليفة القائم الشريف الصديق الهندي حفظه الله.
وقد ضمنت كل هذه الأدبيات الإسلامية في كتيبات ومجلدات ، منها المطبوع والمنشور(9 كتب دينية) ؛ ومنها ما هو مخطوطة تحت الطباعة (10 كتب أدبية وتاريخية ، بينها " تاج الزمان " المشار إليه).
ومن أجل الدين والوطن ، ثار الشريف يوسف الهندي ، وقبله أخوه الشريف علي الهندي ، مع الإمام المهدي في ثورته الإسلامية الظافرة . وحارب الأخوان مع الإمام المهدي حروبه المعروفة ، حتى استشهد الشريف علي الهندي في "معركة سنار" المشهورة ، ليخلفه من ثم أخوه الشريف يوسف على الإمارة وراية الأشراف في المهدية..
لاسيما وقد كان والدهما الشريف محمد الأمين ، على علاقة متينة مع الإمام محمد أحمد المهدي ، الذي زاره في خلوته" بنوارة " - قرية على نهر الرهد - وأحبه لعلمه وورعه وتقواه ، ومن ثم مكث معه شهوراً.
وحين بدأ الإمام المهدي زحفه على الخرطوم استدعاه للسير معه ، في طريقه من الغرب لفتح الخرطوم ، على عهد الحاكم غردون ، فلبى طلبه . والتقيا في " مدينة الرهد " بغرب السودان ؛ إلاّ أن المنية لم تسعف الشريف محمد الأمين ، ليكمل السيرمع الإمام محمد أحمد المهدي إلى فتح الخرطوم ؛ حيث وافاه الأجل المحتوم بالرهد ، ومات الشريف محمد الأمين هناك ، وصلى عليه الإمام المهدي ، ودفنه في الضريح المعروف باسمه في تلك المنطقة.
وتلاه إبنه الشريف يوسف الهندي ، في الحفاظ على سجادتهم وقيادة أسرتهم ، وفي تأسيس مدرستهم المعروفة باسمهم كما ذكرنا أعلاه . وهي الطريقة المدرسية الدينية السودانية الوحيدة نشأة ومحتدا .. وإن تأثرت نهجا وأسلوبا ، بغيرها من المدارس الدينية سالفة العهد - خاصة السمانية .
أما عن تكوين هذه الطريقة المدرسية الدينية ، فهناك قصيدة عصماء طويلة في مؤلفه "رياض المديح" ، جاء فيها :
صلاة ربي مدى الليالي للرسل والصحب ثم آل
بدأت بالله ذي الجلال نظما يفوق على اللآلي
ياسائل الآن عن طريقي فهاك خذه واسمع مقالي
إن الطريق أصله إلآهي ن حضرة العز والكمال
ينزل به روحه الأمين جبريل من ذرى المعالي
على قلب سيد البرايا شيئا فشيئا على التوالي
وقد أتى بالكتاب شرعا مبين الحرمة .. والحلال
وقد مشابواكذا أصحابه إلى ا لممات بلا انخلال
أحيوا طريقه وبينوه مثل النجوم مع الهلال
وعنهموا أخذت رجال خذهم بصدق على التوالي
أحمد ومالكي والشافعي أبو حنيفة أخو النوال
عنهم أخذنا واقتفينا أمرا ونهيا بلا ملال
وهكذا ... يسرد حاكيا في هذه القصيدة ما هي قصة " الطرق المدرسية الدينية " سيرة ومسيرة .. أصلا وفصلا، جوهرا ومعنى .. وقد بدأت - حسب علمه وقوله - من عند سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم )؛ ثم تدرجت منه وبعده، عبر الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم )، إلى الأعلام من التابعين وتابعي التابعين - خاصة الأئمة أصحاب المذاهب الدينية الأربعة المشهورة - ثم إلى الصالحين من الأولياء .. أهل الله؛ ويمكن الرجوع إلى هذه القصيدة في الديوان المشار إليه.
وكان الشريف يوسف الهندي ، واحداً من الزعماء الدينيين الثلاثة ، مع السيد على الميرغني والسيد عبدالرحمن المهدي؛ الذين أسسوا بأنفسهم منارات للدعوة وللهدى الإسلامي في المجتمع السوداني؛ ومن خلال المعلمين بعدهم ، من خلفائهم وتلاميذهم . كمااشتركوا في توعية الشعب وتثقيفه وإرشاده؛ من خلال المؤلفات الدينية والثقافية - أوحتى بالكتابة في الصحف السيارة في أيامهم - حينما أسسوا جريدة "حضارة السودان" ، التى سيأتي ذكرها بعد قليل ، في صدد إعلان الشريف يوسف فيها لأكثر من مرة ، عن كتابه : " تاج الزمان " المذكور أعلاه ، واستنفاره أهل السودان من أجل دعمهم (بالمادة التاريخية) لهذا الكتاب.
بحكم كل هذا ... وبفضل ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام العالمية فضلا عن المحلية ، وربما من ذاك البعد الدولي ، ذاع صيته آنئذ ، أكثر من آبائه السالف ذكرهم . وقد مضى الشريف الحسين إلى ربه في التاسع من ياناير عام 1982م ، شهيدا كعمه الشريف علي الهندي ، حامل لواء الأشراف في حروب المهدية ؛ كما مضى هو ، مناضلا وشهيدا ، في معارك الوطن ومن أجله ، من المهاجرإلى رحاب ربه.
لقد ترك هؤلاء الأشراف الأماجد الثلاثة : محمد الأمين ، ويوسف ، وحسين ؛ ذخيرة طيبة، وتراثا إسلاميا جما : تمثل في خلاوي قرآنية بتجويدها (ومافيها من علوم الفقه والذكر الحكيم) في حالة الشريف محمد الأمين أولا، ثم طريقا مدرسية للدعوة والإرشاد (بكتبها ودواوينها ورسائلها : الدينية والأدبية والتاريخية) في حالة الشريف يوسف ثانيا ، ثم نهجا سياسيا وطنيا قوميا (بحزبه وفلسفته ونظامه ومنجزاته) - في حالة الشريف الحسين ثالثا . وهوأكثر شهرة بفضل السياسة والمعاصرة .... تركوا هذا التراث الغني بأبعاده الواسعة المذكورة ، لشعبهم ولأمتهم العربية والإسلامية ؛ قبل أن يتركوه لأسرتهم أو ذويهم ؛ أسوة و قدوة كانت ، أو عزاً ومفخرة .. سواء ما قام به كل (وشخصيا) - في مجاله من العمل العام - في خدمةالأمة والبلاد ، أو ما تركوا من مؤلفات وأدبيات متعمقة جذورا ، في الدين أوفي السياسة : (الوطنية والقومية) .. فضلا عما فيها كلها ، من ثقافة وعلم ، أوفكر وتاريخ.
إن هؤلاء الأماجد الثلاثة : إبنا وأباً وجد ، ومن كان معهم أو حولهم من خلفائهم وتلاميذهم ، أوأتباعهم وأهلهم وذويهم - وكل من ينتمون إلى " آل الهندي " وأسرتهم الكبيرة الممتدة صهرا ونسبا - كانوا جميعا ملتصقين بالناس ، في كل زمان ومكان ، بل في كل بيت وناد وواد ؛ بعيدين عن الصراع والمطاحنات الحزبية والشخصية ، أو المنازعات وإحن المشاعر الصغيرة كما قلنا.
كانوا بسطاء ولم يكونوا "صغارا" ، وكانوا قريبين من كافة أهل السودان - على امتداد هذا الوطن الحبيب - "لا غريبين" عنهم - حتى أصبح هؤلاء الأماجد الثلاثة بالذات ، قصيدة راقية تنشد نفسها للأجيال ؛ على مدى المشاعروالعواطف الانسانية الرحبة المتبادلة والنبيلة ، في رحاب سودان العز والمجد ، والدين والصلاح.



منقول بتصرف من موقع السادة الهندية ...





مصطفى علي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى علي ; 12-14-2010 الساعة 07:16 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2011, 09:23 PM   #4
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: تاريخ آل بيت الشريف الهندي .


أنا : ود محجوب




مشكور اخى مصطفى على على هذه النفحات المباركة

ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع مصطفى علي مشاركات 3 المشاهدات 14143  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه