القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#41 | |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() الاجتماع الأول السبت 24 مارس - مقر وزارة الدفاع تحدد الموعد صباح السبت 24 مارس 2012، ووصل محمد مرسى إلى مقر وزارة الدفاع ومعه خيرت الشاطر النائب الأول لجماعة الإخوان، بدا أنهما يسعيان إلى التفاهم، فأشار مرسى إلى أن الجماعة تلقت تطمينات من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن عدم اعتراضها على ترشيح الإخوان لأحد أعضائها فى انتخابات الرئاسة، وأكد الشاطر أن الإدارة الأمريكية تبارك بالفعل ترشحه للرئاسة، لكنه لا يفكر فى الأمر. كان لدى الشاطر ومحمد مرسى عرض محدد، وهو أن يتدخل المشير طنطاوى بنفسه لينقذ الجمعية التأسيسية للدستور من الانهيار، وذلك من خلال اجتماع يدعو له بنفسه، يحضره ممثلو الأحزاب، وفيه سيبدى الإخوان مرونة شديدة. اعتقد خيرت الشاطر أنه عندما يبدى نيته فى عدم الاستجابة لما ادعى أنه ضغوط أمريكية عليه بالترشح للرئاسة، فإنه يمكن أن يجعل المجلس العسكرى يستجيب لكل ما يطلبه، ويبدو أن المجلس بالفعل أبدى مرونة مع ما طرحه خيرت ومرسى من الإبقاء على البرلمان، فلا داعى للإسراع بحله، فى مقابل مساندة من يرى المجلس العسكرى أنه المرشح الأنسب للرئاسة. فى هذا اليوم تحديدا تسلم خيرت الشاطر ثلاثة قرارات بالعفو الشامل والعام عنه من القضاء العسكرى فى كل العقوبات التى كانت تحول بينه وبين العمل السياسى، وقد يكون هذا سر إعلان محاميه عبدالمنعم عبدالمقصود بقوة أنه لا توجد أى عوائق تحول بين الشاطر والترشح للرئاسة. الاجتماع الثانى الثلاثاء 27 مارس دعا المشير طنطاوى ممثلى الأحزاب إلى اجتماع لإنقاذ الجمعية التأسيسية، وهو الاجتماع الذى حضره الفريق سامى عنان، فى هذا الاجتماع حاول طنطاوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بدأ كلامه بالتأكيد على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الشرعية الممثلة فى البرلمان وقراراته». المفاجأة أن محمد مرسى لم يلتزم فى الاجتماع بما سبق الاتفاق عليه، وكان صادما للمشير والفريق عندما قال: «إذا بدأنا فى مناقشة تشكيل الجمعية التأسيسية، فنحن نناقش شيئا لا يملكه إلا المجلسان فقط، فهما أصحاب الحق والقرار». ![]() لم يستطع المشير طنطاوى أن يخفى غضبه، وحاول سامى عنان أن ينزع فتيل التوتر بسبب الاتهامات التى حاصرت الإخوان: نحن هنا لتجاوز الأزمة التى وقعت ولا نريد أن نشكك فى كل شىء، البلد فى مأزق والخاسر الأكبر هو الوطن، وأرجو ألا يكون هدف الحوارات هو التجريح. فشلت محاولة سامى عنان فى تهدئة الأمور، وهو ما دفع المشير لأن يقول بحدة: لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى حد الصدام ما كنت دعوت إلى هذا الاجتماع. الاجتماع الثالث الأربعاء 28 مارس لم يستغرق الاجتماع الذى ضم خيرت الشاطر والمشير طنطاوى- جرى الاجتماع فى بيت المشير – وقتا طويلا، حاول خيرت أن يستوعب غضب المشير، أكد أنه فى اجتماع الخميس ستلتزم الجماعة، وأن وجود المشير ضرورى، لكن يبدو أن المشير لم يقتنع بما قدمه خيرت الشاطر، الذى أعاد التأكيد على أنه لن يستجيب للأمريكان فى مسألة ترشيحه للرئاسة. كان المجلس العسكرى بعد اجتماع الثلاثاء قد أدرك أن الجماعة تلعب لعبتها الأخيرة، وأن التلويح بورقة الأمريكان لم يكن للتهديد، بل هناك ما يجرى بالفعل، التقارير المخابراتية أشارت إلى أن هناك اجتماعات مكثفة جرت بين قيادات إخوانية وبعض المسئولين الأمريكان، لكن ليست هناك تفاصيل عما جرى فى هذه الاجتماعات، لكن الأهم من ذلك أن مهندس هذه الاتصالات كان وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم، وأنه من يتحمس لترشيح خيرت فى الانتخابات الرئاسية.. وقد حاول التأثير على الأمريكان لدعم الشاطر بشكل علنى. |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#42 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() كان لابد أن يؤكد المجلس العسكرى للجماعة أن ورقتها أصبحت مكشوفة وبلا قيمة، وقد وصل للجماعة أن المجلس كشف خدعة الشاطر، وهو ما جعل قيادات بالجماعة تلمح إلى أن ترشيح الشاطر ليس إلا ورقة للمناورة، وأن الجماعة يمكن أن تسحب الشاطر، حيث أكدوا أن أمر ترشحه ليس نهائيا، وإن كان الانسحاب لا يمكن أن يتم الآن بل فى اللحظة الأخيرة، وإن كانت الجماعة تواصل تصعيدها الإعلامى، بتصدير خيرت الشاطر كمرشح قوى ومؤكد للرئاسة. عندما خرج خيرت الشاطر من الانتخابات الرئاسية كان تقرير استبعاده واضحا، فقد خرج لعدم حصوله على رد اعتبار فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا والمعروفة إعلاميا بقضية ميليشيات الأزهر، وأكدت اللجنة أنه لا يغير من ذلك رد اعتباره فى الجناية رقم 8 لسنة 1995 عسكرية عليا والتى اقتصر رد الاعتبار عليها فى الحكم الصادر بتاريخ 13/ 3/ 2012، والذى يبين فيها أن الطالب أخفى على المحكمة الحكم الصادر فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا، إذ لو كان قد أشار من قريب أو بعيد ما كان صدر لصالحه حكم رد الاعتبار فى الجناية رقم 8 لسنة 95، لعدم توافر المدة اللازمة للحكم برد اعتباره. عندما تم استبعاد خيرت جن جنونه.. وخرج ليواجه المجلس العسكرى علانية وبشكل مباشر.. فقد صرح بأن جماعة الإخوان المسلمين رصدت بالفعل اتصالات بين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس العسكرى، تفيد بأن المجلس تدخل فى استبعاد بعض مرشحى الرئاسة.. وأن حصول الجماعة على هذه الاتصالات ليس معضلة، حيث إن الجماعة موجودة فى كل مكان. تحدى خيرت الشاطر للمجلس العسكرى تجاوز إلى الإعلان بشكل واضح عن أن الجماعة تتجسس على المجلس العسكرى، ورغم أن هذا التصريح كان يستوجب المساءلة والمحاكمة إلا أنه مر، عندما تراجع الشاطر وقال إنه لم يكن يقصد تسجيل مكالمات ولكن هناك من بين أعضاء الجماعة من نقلوا له ذلك، معللا الأمر بأن رجال الجماعة فى كل مكان.. وأعتقد أن هذا التصريح هو الذى قطع كل قنوات الاتصال بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى. |
![]() |
![]() |
![]() |
#43 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() ورجوع الإخوان عن التظاهر ضد مبارك أثناء زيارته لها عام 1988 وادى الخيانة .. الحلقة الحادية عشرة .. الصفقة الأولى بين مبارك والجماعة: اعملوا فى صمت.. واتركونى أحكم بهدوء .. سر زيارة فؤاد علام لألمانيا ومناقشة وفاة «السنانيرى» الجمعة، 27 ديسمبر 2013 - 08:13 ![]() مبارك نقلا عن اليومى : قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير قد يكون السؤال الذى يحاصرك بعد كل هذه التفاصيل هو: لماذا سمح مبارك للإخوان بالعمل.. ولماذا حاصرهم بعد ذلك؟ ولأن الإجابة تحتاج منا عودة إلى الوراء فإننا الآن فى العام 1981، وكان هذا بعضا مما جرى. من بين ما كان يتاجر به الإخوان طوال عصر مبارك هو أنهم كانوا أصحاب أول شهيد فى عصره، وهو الشهيد كمال السنانيرى الذى مات من التعذيب فى السجن، لكن عندما تتأمل ما جرى، وتستمع إلى أطراف مختلفة ستتأكد أن الإخوان باعوا السنانيرى كما باعوا غيره. فى بحثه عن «الإخوان ومبارك من المهادنة إلى المواجهة» يقول «السعيد رمضان العبادى»: كانت مؤشرات عهد ما بعد السادات غير جيدة بالنسبة للإخوان، فمع تولى مبارك الحكم استمر الإخوان داخل المعتقلات لفترة، بالرغم من الإفراج عن باقى السياسيين المعتقلين، وقد تعرض معتقلو الإخوان خلال تلك الفترة للتعذيب، وكان نصيب الإخوان أن يكون الأستاذ كمال السنانيرى هو أول شهيد للإخوان فى العهد الجديد. فى مذكراته التى سجل فيها شهادته على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر يقول عبدالمنعم أبوالفتوح عن نفس الواقعة: فى سجن استقبال طرة تعرضنا للتعذيب والإساءة كثيرا، لكن ما أصابنا هو قتل الأستاذ كمال السنانيرى، رحمه الله، كان من أكبر الإخوان سنا حين تم القبض عليه فى سبتمبر 1981، وبعد مقتل السادات وزيادة جرعة التعذيب كان الشهيد السنانيرى من أكثر من طالهم التعذيب، وكنت أسمعه يصرخ مستجيرا بالله من شدة التعذيب وبشاعته، فقد كانوا يصبون عليه العذاب للضغط عليه ظنا منهم أنه هو المسؤول عن سفر الشباب المسلم إلى أفغانستان، وقد كان رحمه الله مسؤولا عن ملف القضية الأفغانية. يكمل أبوالفتوح ما جرى: فى 14 نوفمبر 1981 كان الوضع غريبا فى السجن بما يوحى بحدوث شىء غير عادى، ولم يلبث أن جاءنى الشاويش وقال لى: الراجل العجوز الذى فى الزنزانة المجاورة مات. يتهم أبوالفتوح فى مذكراته وبشكل واضح اللواء فؤاد علام بأنه كان وراء قتل السنانيرى، يقول عبدالمنعم: كان قائد السجن فى هذا الوقت فؤاد علام ضابط مباحث أمن الدولة المعروف، ورئيس ما كان يعرف بقسم مكافحة النشاط الدينى، ولم يمض إلا وقت قليل حتى أعلنت نتائج تحقيق وهمى أشارت إلى أن السنانيرى انتحر، وفؤاد علام دائما يعلن براءته من قتل السنانيرى ويصر على أنه انتحر، لكننى لا أصدقه ولا يمكن أن أصدقه، فقد كنت فى نفس السجن وفى نفس الزنزانة المجاورة له، وقد رأيته بنفسى ورأيت توقيعاته، وحين ذهبت إلى مستشفى السجن فى هذا الوقت قابلت قائد المستشفى وهو ضابط، وعلمت منه أنه رأى توقيعات فؤاد علام بخط يده على كل ما كان يحدث فى السجن من انتهاكات لحقوق البشر ومن تعذيب وإيذاء نفسى وبدنى حقير. طبقا لشهادة أبوالفتوح فإن فؤاد علام هو من قتل السنانيرى، لكن ما الذى فعلته الجماعة من أجل قتيلها؟ على أرض الواقع لا شىء على الإطلاق.. وهنا لابد أن نحكى الحكاية من خلال وثائقها. لكن قبل الحكاية، علينا أن ندخل البيوت من أبوابها، من عند هذا الإخوانى محمد كمال الدين السنانيرى، ولد فى العام 1918، حصل على شهادة الثانوية العامة فى العام 34، واكتفى من التعليم بها، حيث اتجه للعمل فالتحق بوزارة الصحة فى قسم مكافحة الملاريا، لكنه ترك العمل بها بعد 4 سنوات فقط. فكر السنانيرى فى أن يكمل تعليمه وأن يلتحق بإحدى الجامعات الأمريكية لدراسة الصيدلة، لكنه رضخ لنصيحة أحد العلماء بعدم السفر إلى أمريكا وكان ذلك لسببين، الأول أن أمريكا هى أرض الكفر، والثانى أن المسلم يجب ألا يشغل نفسه بغير العلوم الشرعية، فتنازل عن حلمه وذهب ليعمل فى ميناء أبوسلطان، وتزامن ذلك مع الحرب العالمية الثانية، أثناء عمله انضم إلى جماعة الإخوان، ومنذ اللحظة الأولى كان عضوا نشطا بها، ولذلك كان طبيعيا أن يتم اعتقاله فى عام 1954 على ذمة محاولة الإخوان لاغتيال عبدالناصر، وظل فى السجن 19 عاما كاملة حيث لم يخرج منه إلا عام 1973. قبل أن يدخل السنانيرى المعتقل كان قد تزوج وأنجب بنتا، لكن الأقدار حرمته منها حيث توفيت بعد شهر واحد من دخوله المعتقل، بذل أهل زوجته كل ما فى وسعهم ليخلصوا ابنتهم منه وبالفعل طلقها، لكنه لم يظل بلا زوجة وهو مسجون، فقد تزوج وهو فى السجن من أمينة قطب شقيقة سيد قطب، عقد عليها ولم يتم الزفاف إلا بعد خروجه من السجن. ذهب السنانيرى إلى سيد قطب وطلب منه الزواج من أخته، فقال له: سأعرض عليها الأمر، وعندما علمت أمينة وافقت على أن تنتظر كمال المحكوم عليه بالمؤبد والذى لم يكن قد قضى من فترة عقوبته سوى خمس سنوات فقط، وبعد فترة شعر السنانيرى بأن الأمر أصبح ثقيلا فأرسل إلى أمينة يخيرها فى أمرها، فأرسلت إليه بقصيدة قالت له من خلالها إن زواجها منه باب من أبواب الجهاد، وأكمل معها حياته لكن لم يرزق منها بأطفال. |
![]() |
![]() |
![]() |
#44 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() فى السيرة الذاتية الرسمية للسنانيرى والتى تنشرها جماعة الإخوان يقال إن أمه حاولت أن تقنعه بكتابة رسالة استعطاف لعبدالناصر فرفض رفضا قاطعا، وحذر من أن يكتب أحد من أهله مثل هذه الرسالة وقال لأمه: كيف يكون موقفى بين يدى الله إذا أرسلت هذه الرسالة وقبضت الليلة؟ أأموت على الشرك، لم يمت على الشرك لكنه مات من التعذيب وظلت نهايته لغزا ما بين الاتهام للداخلية بقتله وتأكيد من الداخلية بانتحاره. فى قضية السنانيرى التى وصلت إلى مكتب النائب العام لم يناقش أحد الأمر بالعقل، كل طرف يقول ما يريد لا ما يجب أن يعرفه الناس، وفى مثل هذه الحالة تضيع الحقيقة. فؤاد علام المتهم الأول من قبل الإخوان بقتل السنانيرى، تحدث بالخير عنه، حيث قال: كمال السنانيرى أحد قيادات الإخوان المعروف عنهم الورع والتقوى، وإن كانت تصرفاته تتسم بالعصبية الشديدة، وهو بالمناسبة كلام قريب من كلام الإخوان عن السنانيرى، فهو عندهم كان ورعا زاهدا قليل الكلام محبا للناس، وكان متعبدا يصوم يوما ويفطر يوما حتى وهو فى السجن تحت التعذيب. يقول علام: فى أكتوبر 1981 أخطرتنا مصلحة السجون بأن كمال السنانيرى انتحر فى السجن باستخدام حبل صنعه من الأقمشة وعلقه فى السيفون، غير أن الإخوان أشاعوا فى العالم كله أنه مات من التعذيب، وقاد المستشار على جريشة «صاحب الرسالة التى طالب فيها مبارك بأن ينصح ابنه جمال بالجلوس مع الإخوان» عملية الهجوم المكثف على النظام المصرى فى الداخل والخارج. وقت هذه الحادثة كان على جريشة يشغل منصب رئيس المركز الإسلامى فى ألمانيا ومسؤول جماعة الإخوان فى أوربا ويشكل حركة رئيسية فى المثلث الذى يدير حركة الإخوان فى أوربا إلى جانب سعيد رمضان صهر البنا فى سويسرا وسالم عزام فى بريطانيا. تحدث على جريشة فى هذه الأزمة بقوة لأنه كان يعرف فؤاد علام جيدا، ففى عام 1958 تعرفا على بعضهما البعض، كان جريشة يعمل وكيلا للنيابة فى السويس وكان علام ضابط مباحث المدينة، كانا يسكنان فى عمارة واحدة، علام فى الدور السابع وجريشة فى الدور الثانى، تكونت بينهما علاقة متينة جدا، لكن جريشة انتقل من السويس، وفى سنة 60 عادت العلاقات بينهما وتبادلا الزيارات، لكن لم تكن العلاقات بنفس القوة، انشغل علام بعمله فى المباحث وانشغل جريشة فى إعداده لرسالة الدكتوراه فى الشريعة بعد تركه النيابة والتحاقه بالعمل فى مجلس الدولة. تباعدت بينهما السبل، بعد ذلك دخل على جريشة السجن فى قضية الإخوان عام 1965، وبعد أن خرج سافر إلى ألمانيا، حيث عمل رئيسا للمركز الإسلامى بها، لكنه لم ينس ما حدث له فى سجون عبدالناصر، رفع دعوى قضائية على وزارة الداخلية بسبب التعذيب الذى تعرض له وحكم له بالتعويض، وأصدر الحكم المستشار محمود هريدى، ومن نافلة القول هنا أن نشير إلى أن المستشار هريدى عمل بعد ذلك فى مكتب المحاماة الذى امتلكه جريشة فى المهندسين، وهو ما لم ينكره جريشة، فقد زاره هريدى بعد صدور الحكم بخمس سنوات فى ألمانيا بدعوة رسمية وجهها له جريشة، وكان هريدى وقتها رئيس محكمة استئناف، وبعد عشر سنوات كان المستشاران هريدى وجريشة شريكين فى مكتب واحد. فى ديسمبر 1981 كان الرئيس مبارك سيزور ألمانيا، لكن قبل الزيارة وصلت معلومات أن الإخوان فى أوربا سيقابلون مبارك بمظاهرات ضخمة، سافر فؤاد علام إلى ألمانيا، قابل هناك على جريشة الذى فوجئ بأن له سطوة وسيطرة على إخوان أوربا جميعا، بعد مفاوضات صعبة قرر جريشة ألا تخرج المظاهرات، لكنه ألمح إلى أنه لا يضمن سلوك الإخوان الأتراك لأنهم غاضبون من قتل السنانيرى بسبب التعذيب، اتفق علام مع جريشة على أن يرسل له المستندات الخاصة بالقضية عن طريق المرشد العام للإخوان عمر التلمسانى، لم يطلب علام من جريشة أن يقتنع لكنه أراد أن يطلع على المستندات وبعد ذلك يقرر. أرسل فؤاد علام تقرير الطب الشرعى والمستندات التى تؤكد انتحار السنانيرى وليس قتله إلى جريشة الذى رد عليه بخطاب قال فيه: الأخ العميد فؤاد بك علام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فقد أوصل لى الأستاذ عمر الأوراق الخاصة بالأستاذ كمال السنانيرى -رحمه الله- واطلعت عليها، وإذ أشكر لك هذا الاهتمام الكريم، فإننى أنوه إلى أننى بدأت أراجع تفكيرى فى هذا الموضوع، وأرى حاليا الكف عن الخوض فى هذه الموضوعات وعسى أن يكون من السلوك العملى ومن حسن معالجة الأمور بهدوء، والصدر الواسع ما يتيح الفرصة لإعادة الثقة كاملة فى نفوس الجميع، والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والتوقيع على محمد جريشة فى 14 مايو 1982. موقف على جريشة لم يمنع أن يصدر التنظيم الدولى للإخوان المسلمين عدة بيانات فى العواصم الأوربية من بينها هذا البيان الذى كان عنوانه «استشهاد الأستاذ كمال السنانيرى»، وجاء فيه: استشهد الأستاذ محمد كمال السنانيرى تحت التعذيب فى سجن ليمان طرة، الذى أشيع أن السادات هدمه، وكان الأستاذ السنانيرى قد اعتقل فى الحملة التى شنها السادات ضد رجال الحركة الإسلامية فى مصر مع الأستاذ عمر التلمسانى والشيخ عبدالحميد كشك وإخوانهم، والأستاذ السنانيرى أحد كبار قيادات الإخوان، وقد أمضى مع إخوته المجاهدين عشرين سنة فى السجون وهم ثابتون على الحق، ومتزوج من الأخت أمينة قطب شقيقة سيد قطب خطبها وهو فى السجن، وظلت تنتظر خروجه حتى زواجهما، تم الدفن تحت الحراسة فى 10 نوفمبر 1981، بعد أن منعت السلطات عائلة الشهيد من إجراء مراسم الدفن والتعزية المعتادة. تلقفت مجلة الدعوة التى تصدر فى الكويت القصة ونشرت البيان بتفاصيله، وأشارت إلى أن شقيق كمال السنانيرى تحدث عن مظاهر التعذيب التى وجدها على جسد أخيه بعد أن تسلم جثمانه، لكن شقيق السنانيرى أرسل لجريدة اللواء الإسلامى رسالة جاء فيها نشرت مجلة الدعوة التى تصدر فى الكويت أن شقيقى المرحوم الحاج محمد كمال الدين السنانيرى قد توفى فى السجن بالتعذيب كما ادعوا أننى رأيت آثار التعذيب بالجبهة والصدر والفخذين، وكانت لحيته نصفها منتوف وأقر أنا شقيق المرحوم كمال أن هذا افتراء وأنه لم توجد باللحية أية آثار تعذيب أو نزع لشعر اللحية كما ادعت المجلة، كما أقر أنه حسب ما رأيته لم يحدث أى تعذيب، إننى إذ أكتب هذا إليكم تقريرا للواقع بخط يدى وعلى مسؤوليتى إحقاقا للحق ودفعا لأى افتراء مثل هذا، التوقيع لواء م. محمد شوقى محمد على فى 27 إبريل 1982 بطاقة عائلية رقم 2139 الوايلى. |
![]() |
![]() |
![]() |
#45 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() من بين الأوراق التى أرسلها فؤاد علام لعلى جريشة كان هناك إقرار آخر من شقيق السنانيرى أقر فيه أنه بمشاهدته لجثة المرحوم ساعة خروجها من المشرحة لم يكن بها سوى علامة حز فى الرقبة من الأمام أظنها من آثار الحبل الذى وضعه حول عنقه ساعة الشنق، أما باقى الجسم فلم يكن به أية آثار لتعذيب، اللهم إلا آثار التشريح الذى تم للجثة بعد الوفاة وهى فتحة من أعلى العنق حتى أسفل البطن وحول الجمجمة وفى الذراع اليسرى من أعلى مكان أخذ العينة للتحليل. شكك على جريشة فى إقرارات شقيق السنانيرى، وقال إنه كتبها تحت ضغط، لتبقى أمامنا الصفقة التى عقدها جريشة مع علام، فقد سافر مبارك إلى ألمانيا ومرت زيارته بسلام، رغم أن الإخوان كانوا قد جهزوا بقوة لإحراج مبارك هناك، ما الذى حصلت عليه الجماعة مقابل تمرير هذه الصفقة؟ لم يبحث أحد عما أخذه الإخوان المسلمون مقابل بيعهم لكمال السنانيرى، لكن سير الأحداث بعد ذلك كان يشير إلى ما جرى، ويمكن لنا باطمئنان أن نتحدث عن أول صفقة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان، وكان مضمونها «اعملوا فى صمت.. واتركونى أحكم فى هدوء». لم تكن رحلة ألمانيا التى أراد نظام مبارك لها أن تنجح هى السبب الوحيد لعقد صفقة مع الإخوان، ولكن كانت هناك أسباب أخرى أهم، فقد كانت هناك مواجهة بين الأجهزة الأمنية والتيارات الإرهابية المتطرفة، وأراد النظام أن يتفرغ للمواجهة مع هذه التيارات، فكان لابد أن يتم تحييد جماعة الإخوان وترك الفرصة كاملة لها فى الشوارع والمساجد. وهنا تظهر لنا دراسة «مبارك والإخوان من المهادنة إلى المواجهة» التى تذهب إلى أنه لم يكن أمام مبارك من أجل تثبيت حكمه وشرعيته سوى الاختيار بين بديلين، أولهما الدخول فى مواجهة شاملة مع الإسلاميين بجميع أطيافهم بمن فيهم جماعة الإخوان من أجل نزع شوكتهم، وهو خيار غير مأمون العواقب وقد يؤدى إلى عدم استقرار الحكم، وثانيهما أن يركز مواجهته مع الجهاديين والمتطرفين على أن يؤجل حسم مسألة العلاقة مع الإخوان إلى مرحلة لاحقة، وقد كان الخيار الثانى هو الأكثر أمنا ورشادا للنظام فى تلك الفترة. ومن بين علامات التقارب العلنية بين مبارك والإخوان كان مشهد جنازة عمر التلمسانى، ففى 22 مايو 1986، شيعت جنازته وشارك فيها كل من الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء، وعدد كبير من أعضاء حكومته وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، فى إشارات واضحة إلى أن النظام لا يعادى الإخوان. ويشير السعيد رمضان العبادى إلى أن الجماعة لم تتردد فى اقتناص الفرصة من أجل إعادة بنائها التنظيمى من جديد، خاصة بعد انتهاء مرحلة اعتقالات سبتمبر 81، ونهاية نظام السادات الذى انقلب عليها فى أواخر أيامه. عملت الجماعة على زيادة حضورها السياسى والمجتمعى منذ بداية الثمانينيات وبالتحديد فى العام 1982، وهو العام الذى خرج فيه قيادات جماعة الإخوان من السجون، فقد شهد هذا العام إعادة جديدة لبناء تنظيم الإخوان على أسس تعتمد على العلانية ونبذ السرية إلى حد ما، والتفاعل مع المجتمع عبر أطره التنظيمية والجماهيرية المختلفة من نقابات وأحزاب سياسية واتحادات وأسر طلابية ونواد لأعضاء هيئة التدريس، وصولا إلى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، ومحاولة الاندماج فى المؤسسات الاجتماعية وخاصة المنتخبة. كان المرشد الثالث للجماعة عمر التلمسانى هو صاحب الفضل فى التركيز من أجل بناء الجماعة من جديد، ويشير أبوالعلا ماضى -أحد الذين ساهموا فى تأسيس الجماعة وقتها- إلى أن التلمسانى لعب دورا محوريا مهما، فقد جمع الشباب من حوله وبدأ يدفع بهم، وفق رؤية سياسية واعية إلى مجلس الشعب والنقابات. كان التلمسانى يريد أن تتحول الجماعة إلى مؤسسة سياسية ودعوية تندمج مع الجماهير من خلال خطاب وسطى يدعو إلى بناء نهضة إسلامية من خلال التفاعل مع المؤسسات الاجتماعية والسياسية المختلفة، وقد تحقق له ذلك لأنه تزامن مع رغبة مبارك فى أن يتفرغ هو الآخر لبناء دولة جديدة. فى الثمانينيات تجلت كل مظاهر الصفقة الكبرى بين الإخوان المسلمين ونظام مبارك، فقد نجحت الجماعة فى المشاركة فى انتخابات 1984 و1987 والدخول فى تحالفات انتخابية مع أحزاب المعارضة، وهو ما حدث أولا فى انتخابات العام 1984 التى خاضتها الجماعة على قوائم حزب الوفد، وحصلت الجماعة وقتها على 9 من إجمالى 58 مقعدا، وفى انتخابات 1987 دخلت الجماعة فى تحالف جديد ضم حزبى العمل والأحرار تحت مسمى التحالف الإسلامى، الذى نجح فى الحصول على حوالى 56 مقعدا حصل منها الإخوان على 36 مقعدا، وشهدت هذه الانتخابات أول ظهور لشعار «الإسلام هو الحل». |
![]() |
![]() |
![]() |
#46 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() نجحت الجماعة فى توسيع قاعدتها الاجتماعية ومد شبكتها التنظيمية من خلال الجامعات والمدارس والمساجد، واستفادت من صمت النظام تجاه هذا التمدد الذى كان يصب بالأساس فى مصلحته، حيث جعل من الإخوان سيفا لمواجهة الجماعات الإرهابية العنيفة مثل تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، وما خرج منهما من خلايا متطرفة عديدة، وذلك تنفيذا للاتفاق الأول بين الطرفين لمحاصرة التيار المتشدد، النظام من أجل تحقيق الاستقرار وتثبيت الشرعية، والإخوان من أجل احتكار الفضاء الدينى والاجتماعى. لم يترك مبارك جماعة الإخوان تواصل عملها وسيطرتها على مفاصل المجتمع، حدث ما جعل النظام ينتبه إلى أن يترك الفرصة للإخوان للسيطرة الكاملة على كل شىء. فى أكتوبر 1992 وقع الزلزال المروع الذى كشف كذبة مبارك الكبرى فى اهتمامه بالبنية التحتية، لكن كشف ما هو أهم على المستوى السياسى، تأخرت الحكومة ولم يشعر الناس بها إلى جوارهم لمواجهة آثار الزلزال، لكن جماعة الإخوان نجحت من خلال شبابها أو النقابات المهنية التى سيطرت عليها فى تخفيف وطأة الزلزال لدى الكثيرين من المتضررين. طبقا لموسوعة الإخوان المسلمين، فإن الجماعة نجحت بحكم انتشارها الشعبى والمجتمعى فى الوصول إلى أماكن الكوارث قبل وصول السلطات الرسمية بساعات، وقد قامت بدور أساسى وفاعل فى إنقاذ العشرات من الموت، ومد يد العون للمشردين ممن تهدمت بيوتهم وصار الشارع مأوى لهم. منذ هذه اللحظة قرر نظام مبارك التدخل لتقليم أظافر الجماعة، حيث قامت بدور الحكومة، وصارت دولة داخل الدولة كما أكدت ذلك تقارير الجهات الأمنية المختلفة التى رفعت لمبارك. كان اهتمام وسائل الإعلام العالمية بدور الإخوان فى مواجهة آثار الزلزال مقلقا لمبارك، وربما كان أشد ما أزعجه أن التقارير التى أذاعتها محطة «سى إن إن» ومحطة «بى بى سى» وكانت تصور الخيام التى كان ينصبها الإخوان للمتضررين والتى حرصت الجماعة على تعليق لافتة «الإسلام هو الحل».. وهو الشعار الذى كانت الجماعة تخوض به معاركها الانتخابية ضد النظام.. فبدأ الخريف الطويل بين الجماعة ومبارك، وهو الخريف الذى لم ينته إلا بسقوط مبارك نفسه. |
![]() |
![]() |
![]() |
#47 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() وادى الخيانة .. الحلقة الأخيرة .. خطة «توطين» عبدالمنعم أبوالفتوح فى مواجهة خطة «تمكين» الشاطر .. خيرت الشاطر أسس شركة سلسبيل واستطاع من خلالها دخول صفقات خاصة بالجيش المصرى السبت، 28 ديسمبر 2013 - 08:22 ![]() خيرت الشاطر نقلا عن اليومى : أبوالفتوح سخر من وجود خطة تمكين أصلا ووصفها بأنها مجموعة أوراق تحمل أفكار أصحابها وطموحهم فقط.. وجهات التحقيق تعثر على خطة انقلاب الجماعة على نظام مبارك قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير بحث نظام مبارك عن مبرر قوى ليضرب تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، فقد تركهم لما يقرب من 12 سنة يعملون دون أن يعترض طريقهم أحد، سمح لهم بأن يدخلوا كل مكان، الجامعات، النقابات، النوادى، الانتخابات، لكنه لم يتوقع أن تتمكن الجماعة من هذا الانتشار الذى أصبح مقلقا ومخيفا... فظهرت قضية سلسبيل... وربما هى القضية الأشهر فى تاريخ العلاقة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان... فكل ما جاء بعدها كان ترتيبا عليها. لن أعتمد فقط على الرواية الأمنية لقضية سلسبيل، ولكن سأعتمد أيضا على رواية الإخوان لها، كما وردت فى موسوعة الإخوان المسلمين، وكتبها الباحث الإخوانى عبده مصطفى دسوقى، ربما لأن فيها أيضا تفاصيل عن بدايات إمبراطورية خيرت الشاطر الاقتصادية. لقد عاد الشاطر إلى مصر فى العام 1986، بعد تغريبة دامت 5 سنوات كان فيها هاربا من نظام مبارك، وهى الفترة التى تشكل حالة من الغموض الكبير، فقد كون معظم علاقاته بإخوان الخارج خلال هذه السنوات، كما أن الفترة التى قضاها فى اليمن عبر هذه السنوات لا تزال مجهولة للكثيرين. احترف الشاطر التجارة وبدأ فى تكوين شركة مع حسن مالك الذى تعرف عليه فى السعودية خلال العام 1983، وخرجت للنور شركة سلسبيل للكمبيوتر، ويقول الشاطر: فى حدود عام 1983 بدأت صلتى بحسن مالك، حينما كنت بالسعودية وبريطانيا، لأنى كنت فى بريطانيا أدرس دكتوراة فى الهندسة، ولكنى انشغلت بالتجارة خلال هذه الفترة وهى تصدير أجهزة الكمبيوتر والمواد الغذائية إلى منطقة الخليج، وحسن كان فى هذا الوقت شغال فى شركة استيراد للمواد الغذائية والتجارة عموما، وكنا بنصدر سيارات مرسيدس من ألمانيا للسعودية، وبدأت علاقتى به فى الفترة دى من خلال التجارة، ثم عدت إلى مصر فى 1986، وكان هو رجع قبلى، فبدأت أفكر وأشتغل بشكل فردى فى مجال الكمبيوتر ولما وجدت أن السوق معقول وفيه طلب عليه تكلمت مع حسن فى الموضوع ده. تم تأسيس «سلسبيل» باسم الشركة الدولية للتنمية والنظم المتطورة فى العام 1986، وبدأ نشاطها الفعلى فى بداية 1987، وعقب ذلك أسس الشاطر شركة جديدة لتطوير أساليب العمل الإدارى والتدريب والدراسات والبحوث بالنسبة لشركات القطاع الخاص والعام أطلق عليها اسم الأمة، واستطاعت أن تنافس بعض الشركات فى السوق، حتى أنها نافست على مناقصة الدورة الأولمبية بمصر، ومناقصة خاصة بالجيش المصرى. لكن لماذا تفجرت قضية سلسبيل؟ من وجهة نظر الإخوان كان هناك سبب واحد مهما تعددت الأسباب التى يتحدثون عنها، وهو تخوف مبارك من نشاط الإخوان الاقتصادى الذى كان يهدد بأن تبتلع الجماعة الدولة. لقد فوجئ الشاطر فى 5 فبراير 1992، بمباحث أمن الدولة مصحوبة بقوة كبيرة تهجم على شركته وتعتقله وتجرى تفتيشا دقيقا للمكان، تم إغلاق الشركة، وتم القبض على 3 متهمين أساسيين هم أصحاب الشركة ومركز الأمة للإدارة وهم خيرت وحسن مالك وطاهر عبدالمنعم، كما اعتقل على ذمتها مجموعة كبيرة من الإخوان المسلمين فى شتى محافظات مصر من بينهم جمعة أمين ومحمود عزت... وترتب عليها أيضا أن أوقفت الحكومة تعاملها مع رجل الأعمال الإخوانى خالد عودة من خلال وقف مشروع كساء العاملين بالدولة، الذى كان مصنع عودة ينتج من خلاله ملابس الموظفين العاملين فى القطاع الحكومى، وخرج خالد عودة وقتها ليعلن أن مبارك كذب على المصريين عندما وعد بأنه لن يبيع القطاع العام. تقول موسوعة الإخوان نصا: لقد انزعج نظام مبارك من الصوت العالى للإخوان فى الميدان الاقتصادى، حيث شهد مستهل التسعينيات صراعا بين الإخوان ومبارك على شرعية الإنجاز، ولم يأت التصادم من فراغ وإنما زادت وتيرته بسبب تطورات وعوامل محلية وخارجية وتفاعل النظام مع تلك التطورات من خلال مجموعة سياسات جديدة، أهمها التخلى عن سياسة احتواء المعارضة السياسية وصياغة تحالفات جديدة مع فئة رجال الأعمال. ويحلو لجماعة الإخوان أن تصور ما حدث فى شركة سلسبيل على أنه كان فزعا من خيرت الشاطر بشكل شخصى، فطبقا لهم كان لوضع الشاطر واحترافه التجارة وانضمامه لجماعة الإخوان ومهنيته العالية فى هذا المجال أن وجد منافسين له بقوة محسوبين على النظام الحاكم، وعمدوا إلى عرقلة مسيرته متذرعين بكونه عضوا فعالا فى جماعة الإخوان المسلمين... ولذلك كانت كل الضربات توجه له ولشركاته تحت ذريعة انتمائه لجماعة محظورة، وكان لدخوله مجال الكمبيوتر - وهى تجارة لم تكن رائجة فى مصر فى هذا التوقيت - أن أغرى كثيرا من رجال الأعمال المقربين من نظام مبارك لمنافسته فى هذا المجال الحيوى واستشعروا رغبة السوق فيه، ومن ثم إغراء النظام به. نأتى إلى النقطة الأهم فى القضية، باعتراف الإخوان أنفسهم، تقول الموسوعة: تقدم الشاطر فى أكثر من مناقصة سواء فى الألعاب الأولمبية أو بعض مناقصات الجيش المصرى، وقد فزع نظام مبارك من كون أحد الإخوان المسلمين مطلع على الأمور العسكرية بهذه الدرجة. تتهم جماعة الإخوان المسلمين صهر علاء مبارك رجل الأعمال مجدى راسخ بأنه كان وراء محاصرة خيرت الشاطر وإغلاق شركته وتعطيل مسيرته الاقتصادية، وتدلل على الأمر بأن ما حدث لم يكن إلا تصفية اقتصادية للرجل، فالقضية نفسها أغلقت بعد أحد عشر شهرا على لا شىء، وحكمت المحكمة للمتهمين بالبراءة، غير أنها أصدرت قرارا بإغلاق شركتى سلسبيل والأمة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#48 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() ما الذى خرج به النظام من هذه القضية ولماذا فجرها من الأساس؟ لقد رصدت تقارير الجهات الأمنية أن شركة سلسبيل التى يملكها الإخوانى خيرت الشاطر قامت من خلال استعانة الجهات الأمنية السيادية بها فى تركيب وصيانة أنظمة الكمبيوتر بها، من الحصول على قواعد معلومات مهمة خاصة بهذه الشركة، وأن الاستعانة بهذه الشركة تمثل خطرا على الأمن القومى. لقد مارس خيرت الشاطر من خلال شركته لعبته المفضلة فى التجسس على النظام وجمع أكبر قدر من المعلومات عنه، وكانت الخطورة أنه فعل ذلك مع الجهات الأمنية السيادية، فلم يتورع عن فعل ذلك مع أجهزة المخابرات وأمن الدولة، بل بعض مؤسسات الجيش، ولم تكن الإشارة إلى الدخول فى مناقصات الجيش واطلاعه على الأسرار العسكرية إلا غطاء لعملية اختراق الإخوان ومبكرا جدا لأسرار الدولة العليا. فى تقرير المضبوطات بقضية سلسبيل يمكن أن نتوقف عند محطة مهمة جدا، فمن مضبوطاتها أوراق تثبت تعاملات بين الشركة وبين أجهزة حساسة فى الدولة، ولم تكن هذه الأجهزة الحساسة إلا المخابرات الحربية وكلية القادة والأركان والكلية الفنية العسكرية وإدارة هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، والهيئة العربية للتصنيع، وهو ما أكد أن هناك اختراقا كاملا لهذه المؤسسات، فلم يكن العاملون فى شركة سلسبيل مجرد مجموعة من الفنيين الذى يشرفون على أنظمة الكمبيرتر فى هذه المؤسسات، ولكنهم كانوا جواسيس أيضا على ما فيها من معلومات، ولم يكن الخطأ هنا هو خطأ الشاطر، ولكن خطأ الجهات الأمنية السيادية، وقد يكون هذا سببا فى إنهاء القضية وتأديب الشاطر، فقد كان التحقيق فيها كفيلا بفضح رموز كبيرة فى النظام. لكن الأهم من ذلك أن النظام وضع يده على ما نعرفه بقضية التمكين، وهى خطة بخط بيد خيرت الشاطر يرسم فيها رؤيته للسيطرة على كل شىء فى مصر، تمهيدا للوصول إلى الحكم. كان مفزعا أن يقرأ رجال نظام مبارك ما جاء فى هذه الوثيقة، وكان هذا بعض منه: أولا: المحافظة على الحالة من التمكين التى يصل إليها المجتمع تتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا، وفى الوقت ذاته ستؤدى حالة التمكين إلى تكالب القوى المعادية الخارجية، لذا كان لابد من الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال أن يكون لدينا رؤية لمواجهة التحديات، سواء من حيث امتلاك الإمكانات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية والقدرة على تطوير تلك الرؤية، وهذا يتطلب إعداد البناء الداخلى بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد. ثانيا: الانتشار فى طبقات المجتمع ويتطلب هذا رفع قدرة الأفراد على التأثير فى قطاع عريض من المجتمع يرفع إمكانات الحوار والقدرة على الإقناع والتدريب وذلك عن طريق: إحداث التوزان بين الدعوة الفردية من أجل الضم للصف والدعوة العامة، وتنمية حلقات القيادة والقدرة على تحريك المجموعات. ثالثا: الانتشار فى المؤسسات الفاعلة وهذا يتطلب: رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية، ورفع قدرة الأفراد على التعامل مع المعلومات. رابعا: وبالنسبة لمهمة إدارة الدولة ومهام المستقبل فإن هذا يتطلب، الاهتمام بمجموعة مختارة تنمى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة، والقدرة على استيعاب المتميزين فى القطاعات المختلفة والاستفادة منهم. خامسا: فى جانب البناء الهيكلى فإن المنهج العملى للإدارة يتطلب توفير المعلومات اللازمة لأداء المهام المختلفة، وإرساء مبدأ التفويض واللامركزية فى الأعمال ما أمكن، وإرساء مبدأ التفرغ لشغل المناصب ذات الأهمية، ومرونة الهيكل بحيث تسمح بإضافات كيانات جديدة استجابة للخطة «جهاز معلومات - علاقات سياسية». أتوقف قليلا عند المسار الذى حددته وثيقة التمكين بالنسبة للمؤسسات الفاعلة، ولاحظ أن هذا كان فى العام 1992، فى هذا المسار أعطت الجماعة المؤسسات ذات التأثير الجيش والشرطة 40 بالمائة تصل إلى 50 بالمائة فى مؤسسة القضاء، و50 بالمائة فى البرلمان، و30 بالمائة فى مؤسسة الإعلام، و20 بالمائة فى المؤسسة الدينية، وتم توزيع خطة الأولويات فى تنفيذ الخطة خلال العامين 93 و94 على أساس هذه النسب، وحددت المعدلات التى يجب تحقيقها خلال تنفيذ الخطة. لم تكن لدى الجهات الأمنية تفسيرات واضحة لهذه النسب ولا ماذا تعنى، لكن ما قالته الجماعة فى وثيقة التمكين ساعد قليلا فى حل اللغز، فقد أشارت وثيقة الشاطر إلى أنهم قطعوا شوطا كبيرا فى مرحلة التمكين بلغت 2100 نقطة فى المؤسسات الفاعلة مقابل 1425 نقطة فى مجال التعليم و900 نقطة فى المجال الاقتصادى، وهو ما كان يشير إلى أن الجماعة تسير بخطى ناجحة جدا فى السيطرة على كل مؤسسات الدولة. كانت هذه الوثيقة هى بداية السد الكبير الذى بنى بين الجماعة ونظام مبارك، حاول الإخوان النفى، لكن أجهزة أمن مبارك أصرت على أنها موجودة، وأنها تمثل أساسا للانقلاب الذى تريد الجماعة أن تقوم به على النظام، ولذلك يمكن أن نقول إن زمن الريبة بدأ بين مبارك والإخوان من هذه اللحظة، لكنها الريبة التى لم تمنع التعامل فيما بينهما، خاصة أنه كان تعاملا يقوم على الصفقات والمصالح فقط. هذه إذن الخطة الأهم التى ظل الإخوان يعملون بها، وظللنا طويلا ننظر إليهم من خلالها، دون أن نهتم بأن هناك خطة أخرى حاول صاحبها أن يفعلها داخل الجماعة لكنها كانت تلقى معارضة كبيرة جدا، أتحدث تحديدا عن عبدالمنعم أبوالفتوح وخطته التى كان يطلق عليها - ولا يزال بالطبع - خطة التوطين. لفت انتباهى أن عبدالمنعم أبوالفتوح يقلل كثيرا من أهمية خطة التمكين المنسوبة لخيرت الشاطر، بل يسخر منها، ولن أكون مبالغا إذا قلت إنه يتعامل معها على أنها ليست موجودة، ففى إطار حديثه عن حصار نظام مبارك لجماعة الإخوان قال فى حوار منشور ومعلن عبر شبكة إسلام أون لاين نصا: لا أحد من الإخوان مثلا يستطيع أن يحتفظ بورقة فيها فكرة لكى ينضجها غدا، لأن الأمن يأتى ليقبض عليه ويحرز الورقة ويقدمها لنيابة أمن الدولة كدليل إدانة، كما حدث فى العام 1992، عندما أخذوا من منزل خيرت الشاطر أوراقا أطلق عليها وثيقة التمكين، وهى أوراق كانت لأشخاص تفكر ولها طموح وآمال وتخطط كيف تصلح مصر. |
![]() |
![]() |
![]() |
#49 |
المدير العام
![]() ![]() ![]() |
![]() فى عرف عبدالمنعم أبوالفتوح إذن أن خطة التمكين ليست موجودة، وقد يكون هذا من ناحية لأنه لم يكن على وفاق فى أى وقت مع خيرت الشاطر، بل كان يرى أنه نده الذى يزاحمه فى المكانة التى يجب أن يحصل عليها داخل جماعة الإخوان التى منحها فكرا بينما خيرت مالا فقط، ومن ناحية ثانية لأنه يريد أن يفسح المجال لخطته هو، والتى حتما سينكرها ويقول إنها مجرد طموح وآمال وخطة لإصلاح مصر. لقد أدرك نظام مبارك أن التعامل مع خيرت الشاطر محفوف بالمخاطر، وأن الجماعة يمكن أن تكون خطرا محدقا بالنظام لو استمر خيرت الشاطر فى السيطرة عليها، ورغم أنه كان مسجونا فى العام 2009 على ذمة قضية غسل الأموال الشهيرة التى أعقبت العرض العسكرى لطلاب الأزهر، إلا أنه كان لا يزال يلاعب عبدالمنعم أبوالفتوح الذى كان هو الآخر سجينا فى قضية التنظيم الدولى، وكان نظام مبارك يلعب بينهما بمنتهى القوة. كانت القضية التى يحاكم بها وعليها أبوالفتوح تحمل رقم 404 لسنة 2009 حصر أمن دولة عليا، ورغم أن محاضر التحريات والتحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا كانت تشير إلى إدانته، إلا أن القضية انتهت ولم تتحرك، وكانت هناك فيما يبدو صفقة أراد رجال جمال مبارك أن يعقدوها مع أبوالفتوح. كانت الصفقة تقوم على خروج عبدالمنعم أبوالفتوح من السجن وتمكينه من الصعود إلى منصب المرشد العام داخل الجماعة والسماح له بتأسيس حزب سياسى وعدد من المقاعد فى برلمان 2010، على أن ينهى عصر خيرت الشاطر ومجموعته فى مجلس الشعب، وتم تيسير الأمر لعبدالمنعم تماما من أجل الخروج، تكفلت الدولة بعلاجه فى المستشفى الفرنساوى، ووصل علاجه وقتها إلى 58 ألف جنيه، وتم إيداعه فى جناح كامل بالمستشفى الفرنساوى، وكان مسموحا لابنته بأن تتواجد معه فى الوقت الذى تريده، كما سمح له نفسه بأن يلتقى بمن يشاء من أصدقائه. لم يكن عبدالمنعم مدركا للسبب الذى من أجله يتم التعامل معه بهذه الطريقة، كانت الخطة يتم تدارسها بين رجال جمال مبارك، وبمجرد أن أشرت إليها نفى أبوالفتوح على موقعه الخاص أن تكون هناك أى صفقة بينه وبين رجال جمال مبارك. ما لم يصل إلى عبدالمنعم أن جبهة خيرت الشاطر وقتها سارعت إلى المعسكر القديم وعقدت الصفقة الأهم بالنسبة للنظام، وهى صفقة لم تكن تشمل عبدالمنعم أبوالفتوح على الإطلاق، فلم يتحدث معه أحد، بل تحدثوا مع رجال الشاطر الذين أبدوا استعدادا للتعاون الكامل مع نظام مبارك ليس فى انتخابات برلمان 2010 فقط، ولكن فى مساندة جمال مبارك فى أن يصل إلى الرئاسة. كان صقور الجماعة يحذرون من وصول عبدالمنعم أبوالفتوح إلى منصب المرشد، كما كانوا يحذرون من وصوله إلى الرئاسة أيضا، فهو ورغم أنه من بناة جماعة الإخوان إلا أنهم لا يعتبرونه منهم، يعتبرون كلامه عن الإصلاح والحوار - الذى بدا أنه غير حقيقى بالمرة - يمثل خطرا على التنظيم المغلق على ذاته والذى يعمل فى السر أكثر من عمله فى العلن. لقد ظل عبدالمنعم أبوالفتوح يجاهد من أجل نشر فكرته وتفعيل خطته، فبدلا من التمكين الذى يمكن أن يجلب على الجماعة صداما هى فى غنى عنه، فلابد من توطين جماعة الإخوان المسلمين أولا، كان عبدالمنعم يعمل على أن يحل الإخوان فى كل مكان، وأن يقوم بأخونة الأفراد فى المؤسسات والهيئات العامة والخاصة، أن يتحول المواطن المصرى إلى إخوانى، وساعتها لن تكون الجماعة فى حاجة إلى أن تقوم بثورة، لأن الدولة تكون فى هذا الوقت تحولت إلى إخوان، كان يرى أن التغيير لا يتم من أعلى بالتمكين، بل يمكن أن يتم من أسفل من خلال التوطين. كانت هذه الخطة تقتضى أن ينافق أبوالفتوح الجميع، ولم يكن الرجل يتورع عن فعل ذلك، وأن يتعامل مع رموز نظام مبارك، ولم يتردد فى فعل ذلك أيضا، بل كان يبدى لهم ودا مبالغا فيه.. كل ذلك لأنه كان يريد أن يصيغ المجتمع كله على هواه الإخوانى، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث. الآن - على الأقل - يمكن أن يكون خيرت الشاطر انتهى تماما، لكن عبدالمنعم أبوالفتوح لا يزال باقيا، ولا تزال الفكرة فى رأسه، يمكن أن يجرى عليها كثيرا من التعديل، بعد أن قصم الشعب ظهر الجماعة، لكننى أعتقد أن عبدالمنعم سيظل متمسكا بفكرته وعاملا عليها حتى تتحقق، لا أقول أنه سينجح، ولكن على الأقل سيظل يحاول، وهو ما تعلمه من جماعته؟ هامش: قبل النهاية بقليل لم يكن هدفى على الإطلاق من البحث فى دفاتر الإخوان ونظام مبارك وقراءة ما ورد بينهما من صفقات أن أحمل الإخوان المسلمين وحدهم مسؤولية ما جرى، وما وصلنا إليها الآن، ولكننى أحمل نظام مبارك وأتباعه وتوابعه أيضا مسؤولية ما جرى ربما بأكبر مما أحمل الأمر للإخوان، لسبب بسيط جدا، وهو أن الجماعة والنظام كانوا طوال الوقت يرقصون على جثة الشعب، يبرمون هذه الصفقات دون أن ينظروا وراءهم أو خلفهم لهذا الشعب الذى يدفع الثمن دائما.. كان الإخوان ومبارك مثل الأفعى والشيطان، تحالفا فى النهاية ضد الشعب لإخراجه من الجنة.. وهو ما حدث فعلا. http://www.youm7.com/News.asp?NewsID...9#.UsuSBtJdXD4 |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | ود محجوب | مشاركات | 48 | المشاهدات | 9670 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|