03-11-2013, 11:37 PM
|
#1
|
|
القرد وألأخلاق
طالما نظر الإنسان إلى غيره من المخلوقات على أنها لا تعقل ولا تميز الخير من الشر وليس لديها عدل أو ظلم أو صدق أو كذب. ولكن القرآن وفي إشارة رائعة يبين لنا أن هذه المخلوقات هي مجتمعات مثلنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. إن هذه الآية نزلت قبل أربعة عشر قرناً في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يتخيل أن الحيوانات والحشرات والطيور هي مجتمعات منظمة تشبه البشر، بل كانت الأساطير منتشرة حول هذه الكائنات.
وسبحان الله! تأتي الدراسات العلمية دائماً لتثبت صدق كلام الله وتؤكد أن كل كلمة في القرآن هي الحق من عند الله تعالى، ولتكون مثل هذه الدراسات برهاناً مادياً على صدق رسالة الإسلام وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء من تلقاء نفسه، بل هو نبي مرسل. وإليكم هذا البحث العلمي الجديد الذي نبهني إليه أحد الإخوة جزاهم الله خيراً.
ففي دراسة جديدة يؤكد العلماء أن القرود تميز بين الخير والشر ولديها أخلاق بالفطرة! ففي سلسلة من الدراسات العلمية تبيَّن للعلماء أن أمَّة القردة تقوم بمحاكمات لأفرادها من أجل إقامة العدل! بل إنها تضحّي بأنفسها من أجل الغير وتساعد غيرها في المواقف الصعبة. كما أنها تتميز بنوع من الذاكرة تجعلها تؤدي التزاماتها تجاه الآخرين.
يظهر البحث الجديد أن الأخلاق ليست صفة إنسانية بل موجودة في عالم الحيوانات بشكل واضح! ويؤكدون أن جينات المخلوقات مصممة لترشد هذه الكائنات الحية نحو الطريق الصحيح. وهنا تتجلى إشارة قرآنية في قول الحق عز وجل: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56]، فالله تعالى أودع في كل مخلوق برنامجاً محكماً يهديه إلى طريقه وإلى حياته الصحيحة لتبقى الحياة مستمرة، يقول تعالى: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)[طه: 50].
|
|
|