القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى)

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2013, 07:16 PM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Red face (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى)


أنا : حسن الخليفه احمد




بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير
آية ( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربى)

( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 ) )

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود رضي الله عنه - قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة ، وهو متوكئ على عسيب ، فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . فقال بعضهم : لا تسألوه . قال : فسألوه عن الروح فقالوا يا محمد ، ما الروح ؟ فما زال متوكئا على العسيب ، قال : فظننت أنه يوحى إليه ، فقال : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) [ ص: 114 ]

فقال بعضهم لبعض : قد قلنا لكم لا تسألوه
.

وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث الأعمش ، به . ولفظ البخاري عند تفسير هذه الآية ، عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث ، وهو متوكئ على عسيب ، إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، فقال : ما رابكم إليه . وقال بعضهم : لا يستقبلنكم بشيء تكرهونه . فقالوا سلوه فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) الآية .

وهذا السياق يقتضي فيما يظهر بادي الرأي أن هذه الآية مدنية ، وأنها إنما نزلت حين سأله اليهود ، عن ذلك بالمدينة ، مع أن السورة كلها مكية . وقد يجاب عن هذا : بأنه قد يكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك ، أو أنه نزل عليه الوحي بأنه يجيبهم عما سألوا بالآية المتقدم إنزالها عليه ، وهي هذه الآية : ( ويسألونك عن الروح ) ومما يدل على نزول هذه الآية بمكة ما قال الإمام أحمد :

حدثنا قتيبة ، حدثنا يحيى بن زكريا ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قالت قريش ليهود : أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل . فقالوا : سلوه عن الروح . فسألوه ، فنزلت : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) قالوا : أوتينا علما كثيرا ، أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا . قال : وأنزل الله : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) [ الكهف : 109 ] .

وقد روى ابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبد الأعلى ، عن داود ، عن عكرمة قال : سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح ، فأنزل الله : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) فقالوا يزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة ، وهي الحكمة ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ؟ [ البقرة : 269 ] قال : فنزلت : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) [ لقمان : 27 ] . قال : ما أوتيتم من علم ، فنجاكم الله به من النار ، فهو كثير طيب وهو في علم الله قليل .

وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت بمكة : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أتاه أحبار يهود . وقالوا يا محمد ، ألم [ ص: 115 ] يبلغنا عنك أنك تقول : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أفعنيتنا أم عنيت قومك ؟ فقال : " كلا قد عنيت " . قالوا : إنك تتلو أنا أوتينا التوراة ، وفيها تبيان كل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي في علم الله قليل ، وقد آتاكم ما إن عملتم به استقمتم " ، وأنزل الله : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ) [ لقمان : 27 ] .

وقد اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا على أقوال :

أحدها : أن المراد [ بالروح ] : أرواح بني آدم .

قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( ويسألونك عن الروح ) الآية ، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرنا عن الروح ؟ وكيف تعذب الروح التي في الجسد ، وإنما الروح من الله ؟ ولم يكن نزل عليه فيه شيء ، فلم يحر إليهم شيئا . فأتاه جبريل فقال له : ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقالوا : من جاءك بهذا ؟ فقال : " جاءني به جبريل من عند الله ؟ " فقالوا له : والله ما قاله لك إلا عدو لنا . فأنزل الله : ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله [ مصدقا لما بين يديه ] ) الآية [ البقرة : 97 ] .

وقيل : المراد بالروح هاهنا : جبريل . قاله قتادة ، قال : وكان ابن عباس يكتمه .

وقيل : المراد به هاهنا : ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( ويسألونك عن الروح ) يقول : الروح : ملك .

وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري ، حدثنا وهب بن رزق أبو هريرة حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا عطاء ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لله ملكا ، لو قيل له : التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة ، لفعل ، تسبيحه : سبحانك حيث كنت " .

وهذا حديث غريب ، بل منكر .

وقال أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : حدثني علي ، حدثني عبد الله ، حدثني أبو نمران يزيد بن سمرة صاحب قيسارية ، عمن حدثه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال في قوله : ( ويسألونك عن الروح ) قال : هو ملك من الملائكة ، له سبعون ألف وجه ، لكل وجه منها سبعون ألف لسان ، لكل لسان منها [ سبعون ] ألف لغة ، يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها ، يخلق الله من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة . [ ص: 116 ]

وهذا أثر غريب عجيب ، والله أعلم .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013, 07:17 PM   #2
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى)


أنا : حسن الخليفه احمد




وقال السهيلي : روي عن علي أنه قال : هو ملك ، له مائة ألف رأس ، لكل رأس مائة ألف وجه ، في كل وجه مائة ألف فم ، في كل فم مائة ألف لسان ، يسبح الله تعالى بلغات مختلفة .

قال السهيلي : وقيل المراد بذلك : طائفة من الملائكة على صور بني آدم .

وقيل : طائفة يرون الملائكة ولا تراهم فهم للملائكة كالملائكة لبني آدم .

وقوله : ( قل الروح من أمر ربي ) أي : من شأنه ، ومما استأثر بعلمه دونكم ؛ ولهذا قال : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أي : وما أطلعكم من علمه إلا على القليل ، فإنه لا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء تبارك وتعالى .

والمعنى : أن علمكم في علم الله قليل ، وهذا الذي تسألون عنه من أمر الروح مما استأثر به تعالى ، ولم يطلعكم عليه ، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى . وسيأتي إن شاء الله في قصة موسى والخضر : أن الخضر نظر إلى عصفور وقع على حافة السفينة ، فنقر في البحر نقرة ، أي : شرب منه بمنقاره ، فقال : يا موسى ، ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر . أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه ؛ ولهذا قال تبارك وتعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

وقال السهيلي : قال بعض الناس : لم يجبهم عما سألوا ؛ لأنهم سألوا على وجه التعنت . وقيل : أجابهم ، وعول السهيلي على أن المراد بقوله : ( قل الروح من أمر ربي ) أي : من شرعه ، أي : فادخلوا فيه ، وقد علمتم ذلك لأنه لا سبيل إلى معرفة هذا من طبع ولا فلسفة ، وإنما ينال من جهة الشرع . وفي هذا المسلك الذي طرقه وسلكه نظر ، والله أعلم .

ثم ذكر السهيلي الخلاف بين العلماء في أن الروح هي النفس ، أو غيرها ، وقرر أنها ذات لطيفة كالهواء ، سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر . وقرر أن الروح التي ينفخها الملك في الجنين هي النفس بشرط اتصالها بالبدن ، واكتسابها بسببه صفات مدح أو ذم ، فهي إما نفس مطمئنة أو أمارة بالسوء . قال : كما أن الماء هو حياة الشجر ، ثم يكسب بسبب اختلاطه معها اسما خاصا ، فإذا اتصل بالعنبة وعصر منها صار إما مصطارا أو خمرا ، ولا يقال له : " ماء " حينئذ إلا على سبيل المجاز ، وهكذا لا يقال للنفس : " روح " إلا على هذا النحو ، وكذلك لا يقال للروح : نفس إلا باعتبار ما تئول إليه . فحاصل ما يقول أن الروح أصل النفس ومادتها ، والنفس مركبة منها ومن اتصالها بالبدن ، فهي هي من وجه لا من كل وجه وهذا معنى حسن ، والله أعلم .

قلت : وقد تكلم الناس في ماهية الروح وأحكامها وصنفوا في ذلك كتبا . ومن أحسن من تكلم على ذلك الحافظ ابن منده ، في كتاب سمعناه في : الروح .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013, 07:18 PM   #3
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى)


أنا : حسن الخليفه احمد




قل الروح من أمر ربي
[85] من انزل القرآن من عند الله على قلب الرسول ؟ و من يسدد الانبياء و يؤيدهم باذن الله ؟


أوليس هو الروح الذي قال عنه ربنا سبحانه و تعالى :

" نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين " ( الشعراء / 193 )فما هو الروح و من أين يأتي و من يسوقه ؟

[ و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ]

و هذا الروح ملك من ملائكة الله ، مخلوق مدبر ، و هو الذي ينزل في ليلة القدر حيث يقول ربنا سبحانه .

" تنزل الملائكة و الروح فيها " و هو الذي يسدد الله به الانبياء و هو اعظم من جبرئيل و ميكائيل ، و كذلك جاء في الاحاديث و اضاف بعضها :

" له سبعون الف وجه لكل وجه سبعون الف لسان يسبح الله بجميع ذلك " (1) .

و يرى بعض المفسرين ان الروح هنا هو روح الانسان ، و الكائنات الحية ، بيد ان سياق الآية يدل الى ان المراد منه هو روح القدس ، أو ليس الحديث لا يزال عن القرآن و هو الذي نزل به الروح الأمين ، بلى لا يمكننا ان نقول روح الانسان ، و جميع الاحياء بل حتىارواح الملائكة تقتبس الحياة من ذلك الروح ، و الروح واسطة بين الانسان و الحياة ، و هناك العقل هو ظل من ظلال الروح ، و العلم الانساني جزء من علم الروح ، ذلك الملك العظيم ، و هكذا اختلفت الاحاديث المأثورة عن مصادر الوحي في معنى الروح هنا ، فبينما نجد بعضها يؤكد على انه الملك العظيم ، يقول : بعضها بانه روح الانسان ، و الواقع انهما معا من مشكاة واحد ، تعال نقرأ معا بعض تلك النصوص :


(1) راجع كتاب نور الثقلين / ج 3 - ص ( 215 - 219 )1 - يروي حمران عن ابي جعفر ( الباقر ) و ابي عبد الله ( الصادق ) عليهما السلام بعد السؤال عن قوله يسألونك عن الروح . قالا : " ان الله تبارك و تعالى احد صمد ، و الصمد الشيء الذي ليس له جوف ، فانما الروح خلق من خلقه ( له ) بصر و قوة و تأييد يجعلهفي قلوب المؤمنين و الرسل " .

2 - و روى ابو بصير عن احدهما الباقر أو الصادق (ع) قال : سألته عن قوله : " و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " ما الروح ؟

قال : " التي في الدواب و الناس " قلت : وما هي ؟ قال : " هي من الملكوت ، من القدرة " .

3 - و روى ابو بصير ايضا قال : سألت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " قال : " خلق اعظم من جبرئيل و ميكائيل ، كان مع رسول الله ، و هو مع الأئمة و هو من الملكوت " (1) .

و هكذا نجد الروح من الملكوت ، سواء الذي يؤيد الله به الرسول أو الذي يحيي به الله البشر و الاحياء ، إلا ان الله يعطي منه لمن يشاء كيف يشاء بقدر ما يشاء ، و هو اعلم بحقيقته لذلك قال ربنا :

[ و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ]

[86] و لئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ]ان القرآن ليس من صنع الرسول ولا غيره من البشر ، انما اوحي اليه عن طريق(1) المصدر


الروح ، و الدليل على ذلك : ان باستطاعة ربنا سبحانه أخذ هذا الوحي من نبيه ، و لا يستطيع النبي ان يفعل شيئا ، و هذا دليل على قدرة الله .

[87] [ إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا ]

و من رحمة الله بعباده تنزيله الوحي عبر الروح على رسوله ، و هذه هي اكبر النعم على امة الرسول حيث يتبعون منهاجه و يستضيؤون بقبسات هديه ، و العقل و العلم ظلال لتلك الروح و مثل هذه الروح لا تقهر ، و مثل هذا القرآن لا يهزم .

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013, 07:21 PM   #4
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى)


أنا : حسن الخليفه احمد




قل الروح من أمر ربي

د. جمال الحسيني أبوفرحة

يقول تعالى: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا". الإسراء:85

وقد كانت هذه الآية مثار خلاف كبير بين المفسرين؛ والرأي الشائع أن المقصود بالروح هنا هو الروح الذي يكون به حياة الجسد، وأن المعني بقوله "من أمر ربي" أي العلم بالروح من شأنه واختصاصه وحده تعالى؛ ومن ثمة فلا جدوى من البحث العلمي في الروح؛ بل إن ذلك البحث ليعد تكذيبًا للقرآن وتطاولا على الله تعالى من وجهة نظر أصحاب هذا التفسير.

وقد عارض هذا الرأي آخرون وقالوا إن الإسلام لا يحجر على الفكر ولا يمنع قط من البحث في أي مجال من مجالات العلم طالما كان هناك فائدة ولو محتملة من ورائه؛ وإن وضع الإسلام لذلك بعض الضوابط والآداب لكنها لا تحول بحال دون قيام أي بحث علمي.

وقد ذهب بعض هؤلاء إلى أن المقصود بالروح هنا هو القرآن الكريم واستدلوا على ذلك بالسياق الذي وردت هذه الآية فيه بدءًا من قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا" الإسراء: 82 إلى قوله: "ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا" الإسراء: 89؛ كما استدلوا على ذلك بأن القرآن الكريم سمي روحًا في آيات قرآنية كثيرة، منها: قوله تعالى: "وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان" الشورى: 52.بل سمي الوحي بصفة عامة في القرآن روحًا؛ كما في قوله تعالى: "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده" النحل: 2

ولم يمانع آخرون من أن يكون المقصود بالروح هنا جبريل عليه السلام فقد سمى القرآن الكريم جبريل عليه السلام روحًا كما في قوله تعالى: "نزل به الروح الأمين" الشعراء:193، وقوله عن مريم عليها السلام: " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا" مريم:17 وعلى ذلك يكون قوله: "قل الروح من أمر ربي" أي تنزله على الرسول – صلى الله عليه وسلم- من أمره تعالى، وهو معنى قوله تعالى: "وما نتنزل إلا بأمر ربك" مريم:64.

وذهب آخرون إلى أن المقصود بالروح هنا ملك من الملائكة في السماء السابعة يقوم على يمين العرش صفًا واحدًا والملائكة صفًا وهو المشار إليه في قوله تعالى: "يوم يقوم الروح والملائكة صفًا" النبأ:38 وعلى ذلك فإن المقصود من قوله: "قل الروح من أمر ربي" أي أمر التكوين: (كن)؛ يقول تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون" يس: 82، والمعنى أن هذا الروح على عظمته مخلوق من العدم كبقية الخلق بالأمر الإلهي (كن).

وقيل إن المقصود بالروح هنا هو عيسى عليه السلام؛ فقد وصف القرآن الكريم عيسى عليه السلام بأنه روح؛ يقول تعالى: "إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" النساء:171 وعلى ذلك يكون المقصود من قوله: "قل الروح من أمر ربي" أي أمره "كن" كما سبق بيانه، والمراد أنه مخلوق كسائر الخلق وليس الأمر كما يحسبه النصارى الذين ينكرون كونه عليه السلام من أمره تعالى "كن" ويدعون إلوهيته.

أما إذا فهمنا الروح هنا بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى: "وأيدهم بروح منه" المجادلة:22 أي برحمة منه، فإن المعني من قوله: "قل الروح من أمر ربي" أي رحمته من شأنه وحده؛ فهو "يدخل من يشاء في رحمته" الشورى:8 ، و"يختص برحمته من يشاء" آل عمران:74.

ولا مانع أخيرًا في رأيي من أن يكون المقصود بالروح هنا ذلك المعنى الشائع وهو الروح الذي تقوم به حياة الجسد، والمقصود من قوله: "قل الروح من أمر ربي" أي من أمره (كن)؛ فهو مخلوق بأمر التكوين؛ أما القول بأن المقصود من (أمره) أي العلم بالروح من شأنه واختصاصه تعالى وحده دون أحد من خلقه؛ فليس هناك ما يقطع بذلك حتى نحرّم البحث في علم الروح.

وأما القول بأن قوله تعالى" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" يرجح أن السياق سياق حديث عن علمه تعالى لا خلقه فهو ترجيح أراه مرجوحًا بما سبق بيانه في حديثنا؛ وعلى كل، فهو لا يقطع بذلك حتى نقيم عليه حكمًا شرعيًا بتحريم البحث في الروح؛ ومن ثم يبقى الأمر على الإباحة.
والله أعلم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 3 المشاهدات 5494  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه