02-01-2013, 07:17 PM
|
#1
|
|
رؤية الامام القرطبى للنبى صلى الله عليه وسلم يقظة
قال الامام القرطبي في كتابه المُفْهِم لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم المجلد6صفحة (24-25 ) :
قد قررنا أنَّ المدركَ في المنام أمثلةٌ للمرئيات لا نفس المرئيات ، غير أنَّ تلك الأمثلة تارة تكون مطابقةً لحقيقة المرئيِّ ، وقد لا تكون مطابقة . ثمَّ المطابقة قد تظهر في اليقظة على نحو ما أدركتَ في النوم ، كما قد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " أُريتُكِ في سَرَقَةٍ مِن حرير ، فإذا هي أنتِ " ومعناه: أنه رآها في نومه على نحو ما رآها في يقظته .
قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات . منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصداً إلى الحج سمعتُ أخباراً سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ الذي غلب على دمياط فعزمتُ على المقام بتونس إلى أنْ ينجلي أمر العدو ، فأُريتُ في النوم كأني في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ قريباً مِن منبره ، وأُناس يُسلِّمون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فجاءني بعض من سلَّم عليه ، فانتهرني وقال: قُمْ فسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقمتُ فشرعتُ في السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فاستيقظت ، وأنا أسلِّم عليه ، فجدَّد الله لي عزماً ويسَّر عليَّ فيما كان قد صعبَ مِن أسبابي ، وأزال عنِّي ما كنتُ أتخوَّفه مِن أمر العدو ، وسافرتُ إلى أنْ وصلت إلى الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً في كتف السلامة ، فوجدتها والديار المصرية على أشدّ خوفٍ ، وأعظم كربٍ ، والعدو قد استفحل أمره ، وعظمت شوكته ، فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيامٍ حتَّى كسر الله العدو ، ومكَّن منه مِن غير صُنْع أحدٍ من المخلوقين ، بل: بلطف أكرم الأكرمين ، وأرحم الراحمين . ثمَّ: إنَّ الله تعالى كمَّل عليَّ إحسانه وإنعامه ؛ وأوصلني بعد حجِّ بيته إلى قبر نبيه ومسجده ، فرَأَيتُهُ وَاللَّهِ في اليقظة على النَّحو الذي رأيته في المنام مِن غير زيادة ولا نقصان )
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|