القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-04-2013, 07:48 PM | #121 | |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
4- باب حسن الخلق
3133- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا. 5- باب المحافظة على الدِّين، وبذل المال والنفس دونه 3134- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، ثنا شُعبة، عن قتادة، عن يونس بن جُبير، قال: شيّعنا جُنْدبًا إلى حصن المكاتب، فقلنا له أوصنا. فقال: عليكم بالقرآن، فإنه نور الليل المظلم، وهدي النهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدّم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المحروم من حُرم دينه، وإن المسلوب من سُلب دينه، وإنه لا غنى يُغني بعده النار، ولا فقر يُفقر بعده الجنة، إن النار لا يُفك أسيرها ولا يستغني فقيرها. 3135- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ مِنْ أَسْوَأَ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ. 6- باب...... 3136- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ يُوسُفَ الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ. 7- باب الضيق على المؤمن في الدنيا 3137- قالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَا سَلْمَانُ، إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ. 8- باب....... 3138- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حدثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ عَمَّنْ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ، قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلاَ يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا. 9- باب فضل العمل الصالح في الزمن السوء 3139- قال ابن أبي عمر: حدَّثنا المقرئ، ثنا حَيْوة، أنا شُرَحْبيل بن شَريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِيّ يحدث، أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: لخير أعمله اليوم أحبّ إليّ من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنّا اليوم قد مالت بنا الدنيا. 10- باب وقوع البلاء بالمؤمن الكامل إبتلاء 3140- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلاً لَمْ يُصِبْهُ خَيْرٌ قَطُّ، وَلاَ بَلاَءٌ قَطُّ، إِلاَّ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ: ابْتَلُوا عَبْدِي، أَوْ زِيدُوا عَبْدِي قَالَ سُفْيَانُ: لاَ أَدْرِي بِأَيَّتِهِمَا بَدَأَ، قَالَ: فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ، فَيُبْتَلَى، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْبَلاَءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: زِيدُوهُ فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلاَءِ، وَكَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ فِي الرَّخَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ وَأَشْكَرَهُ، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ لاَ يُبَدَّلُ وَلاَ يُغَيَّرُ، حَتَّى يَلْقَانِي. 11- باب الحث على الصبر 3141- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، قدْ أَخْرَجُوهُ مُفَرَّقًا إِلاَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ. 3142- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحْرِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إِلاَّ أَتَاهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ. 3143- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنٍ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ النَّاسَ الْيَوْمَ كَشَجَرَةٍ ذَاتِ جَنَاءٍ، وَيُوشِكُ أَنْ يَعُودَ النَّاسُ كَشَجَرَةٍ ذَاتِ شَوْكٍ، إِنْ نَافَرْتَهُمْ نَافَرُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ بِالْمَخْرَجِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ. 12- باب ذم الغصب 3144- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي أَبْو عَمْرٍو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، سَتَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كَفَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ عُذْرَهُ. - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. - وَحدثنا أَبُو مُوسَى، نا عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ الضَّرِيرُ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ. - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ بُرْدٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهِ. 13- باب فضل من ترك المعصية من خوف الله تعالى 3145- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ لاَ يُؤَدِّيَهُ، زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ يَشَاءُ، وَمَنْ دَعَتْهُ بُغْيَةٌ إِلَى نَفْسِهَا، فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءْ. 14- باب المبادرة إلى الطاعة 3146- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أبْو وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ تَلاَطُخِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ، أَمْشِي إِلَيْكَ، وَامْشِ إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. 15- باب الترهيب من مساوئ الأعمال 3147- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ، فَجَمَعَهُمْ فَكَانُوا بِالْبَابِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، إِيَّاكُمْ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ بِالأَعْمَالِ، وَتَجِيئُونَ بِالأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ. 3148- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلاَثَةُ أَخِلاَّءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ، تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ، فَذَالِكَ أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلاَثَةِ عَلَيَّ. 3149- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: كَمَا لاَ يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لاَ يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ عَلَى أَهْلِهِ. 3150- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مؤمَّل، ثنا مُكبّر بن عثمان، ثنا الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مَرْثَد المَذْحِجي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: إن الله تبارك وتعالى بنى دينه على أربعة أركان، فمن لم يصبر عليهن ولم يعمل بهن لقي الله تعالى من الفاسقين، قال: وما هن يا أبا ذر، قال رضي الله عنه: يُسلِّم حلال الله لله، وحرام الله لله، وأمر الله لله، ونهي الله لله، لا يُؤتمن عليهن إلا الله. قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: كَمَا لاَ يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لاَ يَنَالُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ. 16- باب التخويف من يوم القيامة 3151- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أبْو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَجُلاَنِ، قَالَ: فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ أَوْ لَيُزَكِّيَنَّ، وَلَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِبَاطِلٍ، وَلاَ أَدْرِي مَا اجْتَرَأَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَقَالَ مُحَارِبٌ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَعِظُ رَجُلاً ذَلِكَ الْيَوْمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَإِنَّ الطَّيْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَتَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِي بِمَا فِي أَجْوَافِهَا مَا لَهَا طَلِبَةٌ. 3151- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ: وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ. 17- باب الحث على العمل 3152- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: أَلاَ إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاَثًا، وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ. 18- باب عيش السلف 3153- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بِكُمَا قُوَّةٌ تَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلاً؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلاَمَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللَّهِ تَسْلِيمَكَ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ مَا أُرَاهُ، قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فَبَسَطَتْ لَهُمَا بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ عِذْقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ، وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُؤُوسَهُمْ لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا، وَحَمِدُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهُمْ وَقَالَ البَّزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ دَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي الْهَيْثَمِ: إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَقِيقٍ، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ، فِيهِ: قَالَتْ لَهُ أُمُّ الْهَيْثَمِ: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ. 3154- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَاتَنِي الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ قَالُوا: لاَ، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ، وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَبَادَرَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا فَخَرَجْنَا نَمْشِي، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيْنَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ مِنْ حُشِّ بَنِي حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً، وَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً، مَا زَارَ نَاسًا أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي مِنْهُ فِي القَمَرِ وَنَأْكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ أَوْ قَالَ: إِيَّاكَ وَذَاتِ الدَّرِّ، فَأَخَذَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: قُومِي، فَطَحَنَتْ وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ، وَتُوقِدُ تَحْتَهَا حَتَّى فَرَغَ الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ، فَثَرَدَ، وَغَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ صَفَقَتْهَا الرِّيحُ، فَبَرَّدَ، فَصَبَّ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلاَّ الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِلْوَاقِفِيِّ: مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ؟ قَالَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ، فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: هَذَا سَبْيٌ، فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُ، فَقَالَ: كُنْ أَنْتَ تَخْتَارُ لِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: خُذْ هَذَا الْغُلاَمَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا الْقِصَّةَ، قَالَتْ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي، قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنْتَ، قَالَ لَكَ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَنْ تُعْتِقَهُ، قَالَ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى. 3155- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْيرُ بْنُ سُرَيْجٍ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: لَمْ يُنْخَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَقِيقٌ قَطُّ. 3156- وَقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة أحدثكم إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: قالت حفصة بنت عمر لعمر – رضي الله عنهما-: لو أنك لبست ثيابًا ألين من ثيابك، وأكلت طعامًا ألين من طعامك، فقال رضي الله عنه: أَخْبَرَنَا أخاصمك إلى نفسك، ألم تعلمي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا؟، حتى بكت، قال- رضي الله عنه-: قد قلت لك، ولكني أشاركهما في عيشهما الشديد، لعلي أشاركهما في عيشهما الرخي؟، فأقر به، وقال: نعم. رواه النسائي في الكبرى عن سُويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن إسماعيل، عن، فإذا كان مصعب سمعه من حفصة رضي الله عنهما، فهو صحيح، و إلا فهو مرسل صحيح الإسناد. 3157- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ هُوَ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ مِنْ بَيْتِي جَائِعًا حَرِضًا قَدْ أَذْلَقَنِي الْبَرْدُ، فَأَخَذْتُ إِهَابًا مَعْطُوفًا، قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، فَجُبْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ مَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَبَلَغَنِي، فَخَرَجْتُ فِي نَوَاحِي الْمَدِينَةِ، فَاطَّلَعْتُ إِلَى يَهُودِيٍّ فِي حَائِطٍ مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ؟ هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَافْتَحِ الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ دَلْوًا وَيُعْطِينِي تَمْرَةً، حَتَّى مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ، ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، إِذَا طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسُتِرَتْ بُيُوتُكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ قُلْنَا: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نُكْفَى الْمَئُونَةَ، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ. 3157- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نَحْوَهُ، قُلْتُ: رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بِهِ مُخْتَصَرًا، وَرَوَى أَحْمَدُ، مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعْضَ قِصَّةِ التَّمْرِ. 3157- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَيْكُمْ إِلاَّ يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ، قَدْ رَأَيْتُنِي بَكَيْتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ، فَأَرْسَلْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَطْعِمُهُ لِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا بُنَيَّةُ، وَاللَّهِ مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ مَا تَرَيَْ، لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنِ ارْجِعِي فَسَيَرْزُقُكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَلَمَّا جَاءَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي، انْقَلَبْتُ وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ نَخْلاً لِي وَأُطْعِمُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزِعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً، حَتَّى امْتَلَأَتْ يَدَايَ مِنَ التَّمْرِ، فَقَعَدْتُ فَأَكَلْتُ، ثُمَّ شَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا لَكَ بَطْنًا، لَقَدْ لَقِيتُ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثُمَّ نَزَعْتُ كَذَلِكَ لاِبْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعْتُ، فَانْقَلَبْتُ رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأُؤَامِرُ نَفْسِي آخُذُهُ أَمْ أَذَرُهُ، فَأَبَيْتُ إِلاَّ أَخْذَهُ، وَقُلْتُ: أَسْتَشِيرُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، قَالَتْ: هَذَا رِزْقُ مِنَ اللَّهِ، فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ السُّوقَ، فَإِذَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ مِنْ يَهُودِ فَدَكَ يَبِيعُ دَقِيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا اكْتَلْتُ، قَالَ: مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي وَابْنَتُهُ امْرَأَتِي، فَأَعْطَانِي الدِّينَارَ، فَجِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا رِزْقُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَرَارِيطَ، ذَهَبٍ فِي لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ فَقَطَّعْتُهُ لَهَا، وَنَصَبْتُ، ثُمَّ عَجَنْتُ وَخَبَزْتُ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا، وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ، قَالَ: مَا هَذَا؟ أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي؟ فَقُلْنَا: بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرْكَ الْخَبَرَ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ طَيِّبًا، أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: هُوَ طَيِّبٌ، فَكُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُبْضِعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذْكَرَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ادْعِي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَجِئْتُهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لَكَ: إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ، فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ، فَأَرْسَلَ بِهِ، فَأَعْطَاهُ الأَعْرَابِيَّةَ، فَذَهَبَتْ. 3158- وقَالَ عَبد: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلْنَا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الأَنْصَارِ، فَجَعَلْنَا نَلْتَقِطُ مِنَ التَّمْرِ وَنَأْكُلُ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا لَكَ لاَ تَأْكُلُ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أَشْتَهِيهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ، إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَةٍ وَيُضَعِّفُ الْيَقِينَ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلاَ ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلاَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، فَمَنْ كَنَزَهَا يُرِدْ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَلاَ وَإِنِّي لاَ أَكْنِزُ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَلاَ أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ. 3159- وقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَعَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً، قَالَ: فَحَوَّلَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَدَّرْتِ عَلَيْنَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا رَأَى الْمَنَاخِلَ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى قُبِضَ. 3160- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فِرَاشٍ حَشْوِهِ لِيفٌ، وَوِسَادَةٍ حَشْوِهَا لِيفٌ، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا يُبْكِيكِ؟ فَقُلْتُ: مَا أَرَى مِنْ أَثَرِ هَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَبْكِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ. حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ الْجَفْنَةِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي مَنَاقِبِهَا. 3161- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا هُشيم بن حُصَين، عن أبي وائل، عن مسروق قال: لما حضره الموت قال: أموت على أمر لم يَسنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما، أما إني لم أدع صفراء ولا بيضاء، إلا ما في سيفي هذا، فبيعوه وكفنوني به. 3162- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن الحسن قال: قال أبو برزة رضي الله عنه: كانت العرب تقول من أكل الخبز سَمِن، فلما افتتحنا خبير، أجهضناهم عن خبزة لهم، فقعدت عليها فأكلت حتى شبعت، فجعلت أنظر في عطفي، هل سمنت؟ 3163- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادِلَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالُوا: اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَهُ، قَالَتْ لِلْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّا لاَ نَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ، فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ، وَنَسَفَتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وَجَعَلَتْ أَدَمَهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرَتْ عَلَيْهِ فُلْفُلاً، وَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ هَذِهِ وَيُحْسِنُ أَكْلَهَا. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ. وقال أحمد في الزهد: حدَّثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا مهدي، عن محمد بن سيرين قال: أعرس ابن أخت لنا فصنع طعامًا، فقال ابن سيرين: كان الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث أيامًا لا يأكل، فإذا وجد جلدة، اجتزأ بها، فإن لم يجد، عصب على بطنه حجرًا. 3165- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنَا صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ نَخْلَةٍ وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلاً لَطِيفَ الْبَطْنِ، طَوِيلاً، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ، فَسَقَطَ عَلَيْنَا، فَأَخَذْنَا صَفِيحَةً مِنْ حِجَارَةٍ فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ شَدَدْنَاهَا إِلَى صُلْبِهِ، فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فَمَشَى مَعَنَا، ثُمَّ قَالَ: كُنْتُ أَحْسَبُ الرِّجْلَيْنِ يَحْمِلاَنِ الْبَطْنَ فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ. |
|
|
01-04-2013, 07:49 PM | #122 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
19- باب الزجر عن المباهاة بالمطعم والملبس
3166- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، وَنَبَتَتْ عَلَيْهِ أَجْسَادُهُمْ. 3166- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بِهِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ الْمُقْرِئُ بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمَارَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَ مَنَاكِيرَ عَنْ مَجَاهِيلَ. 20- باب الحذر من فتنة الغنى، وكثرة المال 3167- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حُميد بن هلال العدوي، ثنا زهير بن حيّان العدوي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: دعاني عمر رضي الله عنه، فإذا بين يديه نطع عليه ذهب منثور نثر الحثا، قال ابن عباس رضي الله عنهما: والحثا التبن، فقال: هلم فاقسم بين قومك، والله أعلم حين حبس هذا عن نبيه وعن أبي بكر، أخيرًا أراد أم شرًا، فجعل عمر رضي الله عنه، يبكي ويقول في بكائه: والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر رضي الله عنه، إرادة الشر بهما، وأعطانيه إرادة الخير بي. هذا حديث حسن. - رواه الهيثم بن كليب الشاشي في مسنده: حدَّثنا ابن المنادي، ثنا أبو النَّضر هاشم بن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حُميد بن هلال، ثنا زهير بن حيّان، وكان يغشى ابن عباس رضي الله عنه، يقول: دعاني عمر رضي الله عنه، فذكره. 3168- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ الضَّبِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ. 3168- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بِهِ. 3169- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا بِلاَلُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلاَلُ، وَلاَ تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلاً. 3170- حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَلَّ مَالُهُ، وَكَثُرَ عِيَالُهُ، وَحَسَّنتَ صَلاَتَهُ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ. 3171- حدَّثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي البَخْتَري، عن رجل من بني عبس قال: كنت مع سلمان رضي الله عنه، فذكر قصة، قال: ثم ذكر كنوز كسرى، قال: إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم، لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم، ولا مد من طعام، ففيم ذاك يا أخا بني عبس؟، ثم مررنا ببيادر تُذرى، فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم، لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم مد من طعام، ففيم ذاك يا أخا بني عبس؟ 21- باب فضل التقلل من الدنيا، ومدح أهل الزهادة فيها 3172- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مِنْ بَنِي جُمَحَ، يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: أَوَتُقِيلَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي وَتَتْرُكُونِي، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ نَفْرِضُ لَكَ رِزْقًا؟ قَالَ: فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلاً عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ، فَقَالُوا: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلَأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، وَلاَ بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ لِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الْجَنَّةِ، لَأَشْرَقَتْ لَهَا الأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَدُفُّونَ كَمَا يَدُفُّ الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ، فَيَقُولُونَ: مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ وَلاَ آتَيْتُمُونَا، فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلاَ: صَدَقَ عِبَادِي، فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا. 3173- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَا تَزَيَّنَ الأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِيهَا. 3174- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ. 3175- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ: لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ. 3176- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ الْبَصْرِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ، وَحَرَقُوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَإِنْ شِئْتَ فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فَتُسَرُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا تَلْقَى مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلاَمِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيمَ إِذًا يَقْتَتِلُونَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ، تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا أَلْيَنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ، تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ مَحْنِيَّةٌ أَصْلاَبُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْعَطَشِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ، وَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلاَلَةِ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ، أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ، وَعَطَشُهُ، وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، الْأصفِيَاءُ الأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَتَحِفُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، يَنَعَّمَ النَّاسُ، وَتَنَعَّمُوا هُمُ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ، وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابَ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ، وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لاَ يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ، الأَرْضُ بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاَقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، وَيَسْخَطُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ، يَا أُسَامَةُ، وإِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لاَ يُعَذِّبُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ، فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلاَلَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طَلَبُوا الْفَضْلَ مِنَ الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَلَّبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَلُّبَ الْكِلاَبِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلاَ عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ، عَقَلُوا حِينَ ذَهَبَ عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ. 3177- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أبو مُعَاوِيَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. 22- باب فضل الرزق في الوطن 3178- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْمُدْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارًا، وَإِخْوَانُهُ صَالِحِينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ. 23- باب إظهار عمل العبد وإن أخفاه 3179- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن عوف، ثنا معبد الجُهَني، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: لو إن رجلاً دخل بيتًا في جوف بيت فأدمن هناك عملاً، أوشك الناس أن يتحدثوا به، وما من عامل عَمِلَ عملاً، إلا كساه الله تعالى رداء عمله، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًا فشر. 3180- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى مَسلمة بن مَخْلَد: أما بعد، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله عز وجل أحبه الله تبارك وتعالى، وإذا أحبه حببه إلى خلقه، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله عز وجل، وإذا أبغضه الله تعالى، بغّضه إلى الخلق. 24- باب جواز الإحراز بتحصيل القوت، مع العمل الصالح 3181- قال الحارث: حدَّثنا أبو عبد الرحمن، ثنا أبو عمر الصفار، عن عُبيد الله بن العَيْزار، قال: لقيت شيخًا بالرمل من الأعراب كبيرًا، فقلت له: لقيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، فقلت: من؟، قال: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قلت له: فما سمعته يقول؟، قال سمعته رضي الله عنه يقول: أحرز لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا. 25- باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا 3182- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ. 3183- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ. 3184- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ. 3185- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: عَادَ خَبَّابًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْحَوْضَ، فَقَالَ: كَيْفَ بِهَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ. 3186- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ، شَكَّ الرَّاوِي، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. 3187- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ. 3188- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: إنما الدنيا مثل الثَّغب، ذهب صفوه، وبقي كدره. 3188- حدَّثنا خالد، ثنا يزيد، عن أبي جُحيفة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: ذهب صفو الدنيا، فلم يبق منه إلا الكُدْرة، والموت اليوم تحفة لكل مسلم. 3188- وقال الحارث: حدَّثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جُحيفة به، ولم يذكر ابن مسعود رضي الله عنه. 26- باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم 3189- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله بن داوود، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سيرين قال: قال عمر رضي الله عنه: اتقوا الله عز وجل، واتقوا الناس. 3190- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ورَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ. 3190- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ. 3191- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا روح بن حاتم، ثنا هُشيم، عن مجالد، عن الشَّعبي، عن صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: تعودوا الصبر، فيوشك أن ينزل بكم البلاء، كما أنه لا يصيبكم ما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3192- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جرير، عن منصور، عن الشَّعبي قال: قال صعصعة بن صوحان لابن زيد- يعني ابن صوحان-: أَخْبَرَنَا كنت أحب إلى أبيك منك، وأنت إلي من ابني، خصلتان أوصيك بهما: خالص المؤمن، وخالق الفاجر، فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن، وإنه لحق علينا إن نخالص المؤمن. 27- باب التبرك بآثار الصالحين 3193- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي دَارِهِ، فَقَالَ: تَكَارَّ، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ نَحَرْتُ جَزُورًا، وَقَدْ أَمَرَ بِقِسْمَتِهَا، فَقَالَ لِلَّذِي يَقْسِمُهَا: أَعْطُوا عَمْرًا مِنْهَا قَسْمًا، فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: أَخَذْتَ الْقَسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا، قَالَ: فَتَنَاوَلَ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي، فَقُلْتُ: خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَضَعُهَا، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَاتهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلاَ تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي، أَدْعُ لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَدَعَوْتُهَا حِينَ هَيَّأْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ، فَشَرِكْهَا فِيهَا، فَشَرَكْتُهَا، ثُمَّ خَلَطَتْهَا، وَقَالَتِ: اذْهَبْ بِهَا. 3194- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ، فَاسْتَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةٍ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً، فَجَعَلْهَا فِي مُقَدَّمِ قُلُنْسُوَتِهِ، فَمَا وَجَّهَهَا فِي وَجْهٍ إِلاَّ فُتِحَ لِي. 3195- حدَّثنا هاشم بن الحارث، ثنا عُبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: استَوهبت من أم سليم رضي الله عنها من المسك التي كانت تعجنه بعرق النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت لي منه، فلما مات محمد، حنط بذلك السُّك. |
01-04-2013, 07:54 PM | #123 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
28- باب فضل المداومة على العمل
3196- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو فَاخِتَةَ التَّيْمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تِلْكَ شِرَّةُ الْإِسْلاَمِ، لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَارْتقُبْهُ عِنْدَ فَتْرَتِهِ، فَإِنْ قَارَبَ، فَلَعَلَّ، وَإِنْ هَلَكَ، فَتَبًّا لَهُ. 29- باب ذكر الأبدال 3197- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، أو عبد الله بن صفوان، قال: قال رجل يوم صفين: اللهم ألعن أهل الشام، فقال علي رضي الله عنه: لا تسبوا أهل الشام جمًا غفيرًا، فإن بها الأبدال، قالها ثلاثًا. أخرجه أحمد في مسند علي رضي الله عنه مرفوعًا. 3197- أخبرنا النَّضر، عن صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد الله، عن علي رضي الله عنه مثله. رواه الذهلي في علل حديث الزهري، عن محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان به، وله شاهد من حديث ابن زُرير الغافقي عن علي رضي الله عنه موقوفًا أيضًا، رواه ابن يونس في تاريخ مصر. 30- باب بركة أهل الطاعة 3198- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَهْلاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مَهْلاً، لَوْلاَ شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ، بِهِ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 31- باب ما يكرم به الرجل الصالح 3199- قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا محمد بن سُوْقة، عن محمد بن المُنْكَدر، قال: إن الله تعالى ليحفظ الرجل الصالح في ولده، وولد ولده، ودويرته التي ولد فيها، والدويرات حوله، فلا يزالون في حفظ. 32- باب ما جاء في القُصّاص والوُعّاظ 3200- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَهْلاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مَهْلاً، لَوْلاَ شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ، بِهِ، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 3201- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، قال: سمعت أبي يحدث أن عَلِيًّا رضي الله عنه مرّ بقصَّاص، فقال: ما يقول؟، قالوا: يقص، قال رضي الله عنه: لا، ولكن يقول: اعرفوني. 3202- وقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَحْشَاءُ، أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَادَى: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، فَلَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ، سَخِطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً، حُمِّلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أَرَضِينَ، مُطَوَّقَةٍ نَارًا تُوقَدُ فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ فَقِيلَ: وَكَيْفَ يَبْنِي بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ: يَبْنِي فَضْلاً عَمَّا يَكْفِيهِ، وَبَنِيهِ مُبَاهَاةً، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً، وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شَكْوَاهُ، لَمْ ترْفَعْ لَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى حَسَنَةٌ، وَلَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلاَلاً بِمَالٍ حَلاَلٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ، لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ إِلاَّ ذُلاً وَهَوَانًا، وَأَقَامَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ، فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى وَلَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ تَعَالَى وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، وَإِنِ اخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ، وَلَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حَافَتِهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ وَاصِفٍ. 3203- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حماد، عن خالد بن دينار، عن محمد بن سيرين قال: إن القصص بدعة. 3204- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا عبد الوهاب، عن هشام، عن الحسن قال: لما مرض سلمان رضي الله عنه مرضه الذي مات فيه، أتاه سعد رضي الله عنه، يعوده، وهو أمير الكوفة، فجعل سلمان رضي الله عنه يبكي، فذكر الحديث، ثم قال: وأما أنت أيها الرجل، فاتق الله تعالى عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا قسمت، وعند لسانك إذا حكمت. 3205- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا. 3206- وقال أبو بكر: حدَّثنا أبو أسامة، عن بعض أصحابه، عن يزيد الرَّقَاشي قال: اختصم قوم في القصص، فحسَّنه قوم وكرهه قوم، فأتوا أنس بن مالك رضي الله عنه فذكروا له ذلك وسألوه، فقال: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال، ولم يُبعث بالقصص. 33- باب كراهية تنجيد البيوت بالستور، والتبقر في التزين 3207- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامِ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ، فَرَأَى رَجُلاً ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةِ فَرْوٍ، فَقَالَ: فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، وَقَالَ: هَكَذَا بِيَدِهِ وَوَصَفَّ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بَاطِنَ الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ: تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَيْ أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ تَقَعَ عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَوَلاَ أَبْكِي وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةُ قُلْتُ: أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ قِصَّةَ الْقَوْلِ عِنْدَ التَّوْدِيعِ فَقَطْ، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ. 34- باب كراهية التبختر في المشي فيه حديث أبي الحجاج الثّمالي رضي الله عنه، الآتي إن شاء الله تعالى في آخر الكتاب، في باب عذاب القبر. 35- باب ذم الشح 3208- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مَحَقَ الْإِسْلاَمَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ. 3209- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد، ثنا حُصَين، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال: إذا كان جوف الليل، اطَّلَعَ ملكٌ فقال: سبحوا الملك القدوس، ثم يطلع ملك آخر فيقول: سبحوا الملك القدوس. فعند ذلك تحرك الطير أجنحتها، ثم يطّلع ملكٌ آخر فيقول: يا باغي الخير هلم، ثم يطلع ملك آخر فيقول: يا باغي الشر أقصر، ثم يطلع آخر فيقول: اللهم اجعل لمنفق خلفًا، ثم يطّلع آخر فيقول: اللهم اجعل لممسك تلفًا. 3210- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ. 36- باب فضل من أحب لقاء الله تعالى 3211- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى كَرِهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، فَبَكَى الْقَوْمُ، فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لاَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ}، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ. 37- باب التحذير من الرياء والدعاء بما يذهبه 3212- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ: هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلِ الشِّرْكُ إِلَّّا أَنْ يُجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ، أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ، قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ، لِسُوءِ حِفْظِهِ وَاخْتِلاَطِهِ، وَشَيْخُهُ مُبْهَمٌ. 3212- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ}، أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:.. فَذَكَرَهُ. 3212- وَحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ. 3212- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَفَهِدٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، بِهِ. 3213- وَقَالَ إِسْحَاقُ، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ صَلاَتَهُ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلاَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةٌ يَسْتَهِينُ بِهَا رَبَّهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. 3214- أخبرنا الفضل بن موسى، ثنا الجعيد بن عبد الرحمن قال: كنا عن السائب بن يزيد، فجاءه الزبير بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وفي وجهه أثر السجود، فقال من هذا؟ فقلنا الزبير بن سهل، فقال والله ما هذا بسيما التي سماه الله عز وجل ولقد سجد على وجهي منذ ثمأنين سنة، فما أثر السجود بيني عيني. هذا إسناد صحيح موقوف. 3215- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ جَبَلَةَ الْيَحْصُبِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا، أَنْ قَالَ: إِنَّ قَائِلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ غَدًا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُخَادِعِ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: وَكَيْفَ يُخَادَعِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ الْمَرَائِي يُنَادَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءَ يَا فَاجِرُ، يَا كَافِرُ، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أَجْرُكَ، فَلاَ خَلاَقَ لَكَ الْيَوْمَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَالْتَمِسْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، لَأَنَا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ قَالَ يَزِيدُ: أَظُنُّهُ قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا، وَ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}. 3216- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بِدجٍّ، وَرُبَّمَا قَالَ: كَأَنَّهُ جَمَلٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي فَأَنَا أَجْزِيكَ عَلَيْهِ وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي، فَيُجَازِيكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ. 38- باب التحذير من محقرات الأعمال 3217- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ، الْحَدِيثُ. 3218- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلاَّ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلاَ فَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ، كَمَا يَتَهَافَتُ الذُّبَابُ. 3218- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيُّ بِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: وَآخِذٌ بِحُجَزِكُمْ، وَزَادَ: كَمَا يَتَهَافَتُ الْفِرَاشُ وَالذُّبَابُ وَالْحَنْطَبُ. 3218- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، بِهِ. 39- باب الزجر عن الاستكثار من الدنيا 3219- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا حَمْزَةُ، أَنَفْسٌ تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَفْسٌ أُحْيِيهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ نَفْسَكَ. قال أحمد في الزهد: حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا حسين بن محمد بن عربي، عن رجل لا أعلمه إلا سعيدًا الأزرق، عن محمد بن واسع قال رأى أويس رضي الله عنه رجلاً يصلي يقوم ويقعد، فقال ما لك؟ قال أقوم، فيجيء الشيطان فيقول إنك ترائي، فأجلس، ثم تنازعني نفسي إلى الصلاة، فأقوم، ثم يقول إنك ترائي، فأجلس،. قال لو خلوت كنت تصلي هذه الصالة؟ قال نعم. قال صلِّ، فلست بمراءٍ. 40- باب بقية التحذير من الرياء 3221- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال ابن عمر رضي الله عنه إن رجلاً قدم على ابن عمر رضي الله عنه فقال له كيف أنتم والضحاك بن قيس رضي الله عنه؟ قال نحن وهو، إذ لقيناه، قلنا له ما يحب، وإذا ولينا عنه، قلنا له غير ذلك. قال ذك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق. 3222- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: أَتَيْنَا الزُّهْرِيُّ فَأَمَرَ بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَا نَعَايَا الْعَرَبِ، ثَلاَثًا، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ. 3223- وقال الحارث: حدَّثنا الحكم بن موسى، ثنا هقل: هو ابن زياد، عن الاوزاعي، حدثني الزهري، عن عروة قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنه قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه يا أبا عبد الرحمن، أنا ندخل على الغمام يقضي بالقضاء نراه جورًا، فنقول وفقك الله تعالى، وننظر الرجل منا يثني عليه. قال رضي الله عنه أما نحن معاشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا. رواه البخاري من طريق محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده رضي الله عنه مختصرًا. |
01-04-2013, 07:57 PM | #124 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
41- باب فضل الجوع
3224- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ خَمِيصُ الْبَطْنِ. 42- باب فضل الفقير القانع 3225- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلاَّ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الْجَنَّةَ، لَأَعْطَاهُ، وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. 43- باب ذم الكبر 3226- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلاَمٍ، مَرَّ فِي السُّوقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدِ أَغْنَاكَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ هَذَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الْكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. 3227- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ: الطَّرِيقَ، فَقَالَتِ: الطَّرِيقُ مَهْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهَا فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ. 3228- حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، نا الأَزْهَرُ بْنُ سِنَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى بِلاَلِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلاَلُ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبُ، حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ، فَإِيَّاكَ يَا بِلاَلُ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَسْكُنُهُ. 3229- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ح. 3229- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكْ إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِهِ. 3230- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: أَنَّ أَصْحَابَ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ، فَجَعَلُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَجِيئُوا فِي الْعَشَاشِ وَالْعَبَاءِ، فَفَقَدَهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عَبَاءَةٍ، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي، ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ فِي الْعَبَاءَةِ، جَاؤُوا فِي أَكْسِيَتِهِمْ، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ فَقَدَهَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، أَوْ قَالَ: ذَرَّةٌ مِنْ كِبْرٍ. 44- باب الصمت 3231- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي الْحَدِيثِ لِمُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنْتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ. 3232- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث، ثنا محمد بن بكر، ثنا عثمان بن سعد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: الصمت حُكُمٌ، وقليل فاعله. 3233- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ. 3234- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن عبد الرحمن رضي الله عنهما قال قال عبد الله يا بني، ليسعك بيتك، وابك على خطيئتك، واخزن لسأنك. وحديث أبي ذر رضي الله عنه في ذلك في أول أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 3235- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْبَغَوِيُّ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُسَيْبٍ، عَنْ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ بِهِ، فَذَكَرَهُ فِي التَّارِيخِ، قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: لاَ أَعْرِفُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيْرَهُ. 3236- وَقَالَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْحَنَفِيُّ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنِ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ جَاءَتْ أَكْثَرَ مِنْ عُكَاظَ وَمَا يَشْعُرُ. 3236- وَحدثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، بِهِ. 3237- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا سَعْيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَمْ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، يَقُولُ: مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ. 3238- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عِقَالِ بْنِ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْيَيْكَ وَرِجْلَيْكَ، قَالَ: فَنَهَضْتُ، وَأَنَا أَقُولُ: حَسْبِي. 45- باب الإيثار 3239- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ، فَلْيَكْسِ أَحَدَهُمَا، أَوْ ليَتَصَدَّقْ بِأَحَدِهِمَا. 46- باب قصر الأمل 3240- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن الشَّعبي قال: إن رجلاً كان يجلس إلى مسروق، فكان في آخر من ودعه، فقال يا أبا عائشة، إنك قريع القراء وسيدهم، وإن زينك لهم زين، وإن شينك لهم شين، فلا تحدثن نفسك بفقر، ولا بطول عمر. 47- باب السلامة في العزلة 3241- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن مكحول قال: إن كان في الجماعة فضل، فإن السلامة في العزلة. 48- باب الحُزن 3242- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو نَشِيطٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بِهِ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. 49- باب فضل الحدة 3243- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْفَارِسِيِّ، وَكَانَتْ فِيهِ حِدَةٌ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَخْطَأَتْنِي، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْحِدَّةَ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي. 3243- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِهِ. 3244- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ الطَّوِيلُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي. 50- باب الاستعطاف 3245- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّؤَاسِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي، فَأَعْرَضَ صلى الله عليه وسلم عَنِّي ثَلاَثًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللهِ إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى، قَالَ: فَرَضِيَ صلى الله عليه وسلم عَنِّي وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، بِهَذَا، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ لَهُ إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ. 51- باب خير الجلساء 3246- قَالَ عَبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ. 3246- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ بِهِ. 52- باب فضل سكنى المقابر 3247- َقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة أحدثكم عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه رضي الله عنه، قال قيل لعلي بن أبي طالب عنه ما لك تركت مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاورت المقابر – يعني البقيع-؟ فقال وجدتهم جيرأن صدق، يكفرون السيئة، ويذكرون الآخرة؟ قأقرّ به أبو أسامة، وقال نعم. 53- باب فضل هجر الفواحش 3248- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ، فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ. 54- باب ثمرة طاعة الله تعالى في الأشربة من طريق مالك بن الصباح عن رجل من ثقيف، حديث يدخل في هذا. 3249- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن هشام، عن حفصة، عن الربيع بن زياد، عن كعب رضي الله عنه، قال: ما استقر لعبد ثناء في الأرض، حتى يستقر في السماء. 55- باب فضل البكاء من خشية الله تعالى 3250- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي هُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَبْكِي عَبْدٌ فَتَقْطُرُ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ قَطْرُ السَّمَاءِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وَفِي يَدِهِ قِطْعَةٌ مِنْ خُبْزٍ، فَلَمَّا ذَكَرَ صلى الله عليه وسلم شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم وَجْهَهُ، وَقَالَ: أَلاَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ؟ فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا. قَالَ: وَقَالَتْ بَرَكَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ، وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تَحْتَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ صلى الله عليه وسلم، وَبَكَتْ بَرَكَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَنَتَفَتْ رَأْسَهَا، فَزَجَرَهَا صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَنَحْنُ سُكُوتٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الَّذِي رَأَيْتِ مِنِّي رَحْمَةٌ لَهَا، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: وَاللَّهِ مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى النَّارَ، مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ فَيَقْذِفَنِي فِيهَا. 56- باب التوبة والاستغفار 3252- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم، فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الشَّدَائِدِ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ: وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نَازَلْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: شَهْرٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: جُمُعَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَوْمٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ آخِر خُطْبَةٍ خَطَبَهَا. دَاوُدُ وَشَيْخُهُ مَعْرُوفَانِ بِالْوَضْعِ. 3253- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ. 3254- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً. 3254- حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا، بِهِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ، وَلَكِنْ قَالَ: مِئَةَ مَرَّةٍ. 3255- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ تَعَالَى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ، فَسَعَى فِي بَغَائِهَا يَمِينًا وَشِمَالاً، حَتَّى أَعْيَى أَوْ أَيِسَ مِنْهَا، فإِذَا قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو أَنْ يَجِدَهَا فِيهِ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا. 3256- حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ شَكَّ الْوَلِيدُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلاً عَالِمًا أَوْ عَابِدًا، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، كُلَّهَا يَقْتُلُهَا ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا يَقْتُلُهَا ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَئِنْ قُلْتُ لَكَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لَقَدْ كَذَبْتُ، هَاهُنَا دَيْرٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فَاعْبُدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمْ، لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتُوبُ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكًا أَنْ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ، فَهُوَ مِنْهُمْ، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ، فَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ. 3257- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا، فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَتَى آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ، وَمَا أَدْرِي، وَلَكِنْ هَاهُنَا قَرْيَتَانِ: إِحْدَاهُمَا: يُقَالُ لَهَا: نَضْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لاَ يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى: يُقَالُ لَهَا: كَفْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لاَ يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، فَانْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَةَ، فَإِنْ عَمِلْتَ عَمَلَهُمْ وَتُبْتَ، فَلاَ تَشُكَّ فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فَسَأَلَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ رَبَّهَا، قَالَ جَلاَّ وَعَلاَ: انْظُرُوا أَيَّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَةَ بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا. 3258- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سَبْعَةٌ مُغْلَقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ. 3258- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. 3259- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَمَلَنِي عَلِيٌّ خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَبَّانَةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيَّ فَضَحِكَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: ضَحِكْتُ لِضَحِكِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لِعَجَبِهِ لِعَبْدِهِ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُهُ. 3260- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ الْكِنْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ، إِلاَّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ. 3261- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفُورِ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالاِسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ، قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ فَأَهْلَكُونِي بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالاِسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، أَهْلَكْتُهُمْ بِالأَهْوَاءِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ. 3262- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَبِيعٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ، فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ. 3263- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فِيهِ: إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ، وَلاَ تُحَقِّرَنَّ مِنَ الْمَعَاصِي شَيْئًا وَإِنْ صَغُرَ فِي أَعْيُنِكُمْ، فَإِنَّهُ لاَ صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ، وَلاَ كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارِ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ، فَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَمَنِ اخْتَارَ النَّارَ عَلَى الْجَنَّةِ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ شَيْئًا نَهَى عَنْهُ إِلاَّ وَقَدْ بَيَّنَهُ لَكُمْ لِيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ. 3264- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ الْمَاصِرُ، عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ. |
01-04-2013, 07:58 PM | #125 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
57- باب النهي عن التنطع
3265- َقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة: أحدثكم مِسْعَر قال: أخرج إليّ معن بن عبد الرحمن كتابًا، فحلف لي أنه خط أبيه، فإذا فيه: قال عبد الله والذي لا إله غيره، ما رأيت أحدًا كان أشد خوفًا على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد خوفًا من أبي بكر رضي الله عنه، وإني لأرى عمر رضي الله عنه كان أشد خوفًا عليهم، أو لهم.؟ فأقر به أبو أسامة، وقال: نعم. 3265- وقال أبو بكر: حدَّثنا أبو أسامة، به. 3265- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو بكر، به. 3266- وقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ، اقْرَؤُوا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ، فَيَتَعَجَّلُونَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. 3267- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْقَصْدِ فَنِعِمَّ مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ فَأُولَئِكَ بُورٌ. 3267- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، بِهَذَا. 58- باب كراهة البناء فوق الحاجة 3268- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ الْعَبَّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اهْدِمْهَا، فَقَالَ: أَوَأَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اهْدِمْهَا ثَلاَثًا. 3269- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ أبى عَمَّارٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَانِبٍ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَبْصَرَ قُبَّةً مَبْنِيَّةً، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ فَقُلْتُ: لِفُلاَنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ بِنَاءً كِفَافٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا قَوْلُكَ، فَكَسَرَهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. 59- باب كراهة سكنى البادية، والزجر عن العزلة بغير سبب 3270- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ. هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ. 3271- أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذَّاء، عن إياس، معاوية بن قُرَّة رضي الله عنه قال: البداوة شهران، فما زاد فهو تعرّب. هذا موقوف صحيح.. 3272- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ بَدَا جَفَا. 3272- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. وحَدِيثُ عَسْعَسِ بْنِ سَلاَمَةَ مَضَى فِي الْجِهَادِ. 3273- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَدَلِ بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَطْوَلُ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرَ يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ، فَيَقُولُونَ لَوْ أَقَمْتَ، فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنِ التَنَاءَةِ، فَمَنْ أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ ثَلاَثًا، فَقَدْ تَنَأَ، أَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، بِهِ. - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حِمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، بِهِ. 60- باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى 3274- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجُرَيْري، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إنه كان يجالسه بالكوفة، فبينما هو يومًا في صفّة له، وتحته فلانة وفلانة، امرأتان ذواتا منصب وجمال، وله منهما ولد كأحسن الولد، سقسق على رأسه عصفور، ثم قذف ذا بطنه فنكته بيده، ثم قال: والذي نفس عبد الله بيده، لأن يموت آل عبد الله ثم أتبعهم، أحب إلي من أن يموت هذا العصفور. 37- كتاب الزهد والرقائق 1- باب اجتناب الشبهات تقدم في البيوع. 2- باب فضل كتم الغيظ 3274- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ، مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلاَّ مَلَأَ اللهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا. 3- باب تقديم عمل الآخرة على عمل الدنيا 3275- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن الأعمش قال: وقال حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه في ركب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فمرّ بهم رجل، فسألهم، فأجابوه، ثم انتهى إلى معاذ رضي الله عنه وهو واضع رأسه على رحله يحدث نفسه، فقال: عمَّ سألتهم؟ فقال: سألتهم عن كذا، فقالوا: كذا، وسألتهم عن كذا، فقالوا كذا. فقال معاذ رضي الله عنه: كلمتان، إن أنت أخذت بهما أخذت بصالح ما قالوا، وإن أنت تركتهما تركت صالح ما قالوا، إن أنت ابتدأت بنصيبك من الدنيا، يَفُتْك نصيبك من الآخرة، وعسى أن لا تدرك بينهما الذي تريد، وإن ابتدأت نصيبك من الآخرة يمرّ بك على نصيبك من الدنيا، فينتظم لك انتظامًا، ثم يدور معك حيثما تدور. 3276- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه التؤدة في كل شيء حسن، إلا في عمل الآخرة. 3277- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ. خَالَفَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، فَرَوَاهُ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3277- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ، فَجَعَلَ الصَّحَابِيَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فَوْقَ مَحْمُودٍ أَحَدًا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3278- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، بِهِ، وَزَادَ، وَتَلاَ مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}، قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. 3279- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الزِّمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وَإِلاَّ، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلاَ يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ. 3280- حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْجُنَيْدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ أَبِي وهْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أَفْشَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ، جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أُمُورَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ، وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ. 3281- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا، جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ. 3282- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ مَا يخَفِيَ. 3283- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنْمٍ، افْتَرَقَتْ أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ فَسَادًا مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا فِي دِينِهِ. 3284- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا، لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلاَلاً اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. 3284- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ، مِثْلَهُ. هَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3285- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ يَعْنِي بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَبْتُمْ. 3286- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، وَوَارَى عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بَخٍ. 3287- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَتَتْ إِبْلِيسُ جُنُودَهُ، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعِثَ نَبِيُّ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا مَا أُبَالِي أَنْ لاَ يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ، إِنَّهُمْ لَنْ يَنْفَلِتُوا مِنِّي وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلاَثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ، وَالشِّرُّ كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ. 4- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 3288- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يقول: أنبأنا أبو نَضْرَة، عن أبي سعيد- يعني: مولى أبي أسيد- يقول: إن عثمان رضي الله عنه، نهى عن الحكرة، فلم يزل رجل يستشفع حتى يترك مولاه، فدخل الزبير بن العوام رضي الله عنه، السوق، فإذا هو بموالي بني أمية يحتكرون، فأقبل عليهم ضربًا، فبينا هو كذلك إذا بعثمان رضي الله عنه مقبلاً على بغلة- أو دابة- فمشى إليه، فأخذ بلجام البغلة فهزه هزًا شديدًا- وأُراه قال له: إنك، وإنك- غير أنه اشتد عليه في القول، ثم تركه. فلما نزل، ألقيت له وسادة فجلس عليها، وجاء الزبير رضي الله عنه، فسلم عليه، وقال: والله يا أمير المؤمنين، إني لأعلم أن لك علي حقًا، ولكني رجل إذا رأيت المنكر لم أصبر. فقال له عثمان رضي الله عنه: اجلس. فأجلسه على الوسادة التي إلى جنبه. 3289- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أبو عَامِرٌ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِرْقِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَهُ شَيْءٌ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَسَمِعْتُ مِنَ الْحُجُرَاتِ، فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا إِلَيْهِ فَلاَ يُجِيبُكُمْ، وَتَسْأَلُونَهُ فَلاَ يُعْطِيكُمْ، وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلاَ يَنْصُرُكُمْ، قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بْنِ هَانِئٍ. 3290- أخبرنا بَقيَّة بن الوليد، حدثني خالد بن يزيد الفزاري، عن الحسن قال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ردَّ على أُبي بن كعب رضي الله عنه قراءة آية، فقال أُبي رضي الله عنه: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت يلهيك يا عمر الصفق بالبقيع. فقال عمر رضي الله عنه: صدقت، إنما أردت أن أجربكم: هل فيكم من يقول الحق؟ فلا خير في أمير لا يقال عنده الحق، ولا يقوله. هذا منقطع. 3291- أخبرنا أبو أسامة، ثنا أبو سنان: عيسى بن سنان، عن يعلى بن شدّاد بن أوس قال: ذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبة، فقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: كذبتَ، أمك هند هي أعلم منك. ثم صلى، ثم أرسل إلى عبادة رضي الله عنه، فنفرت الأنصار معه، فاحتبسهم، ودخل عبادة رضي الله عنه، فقال له معاوية: ألم تتق الله تعالى وتسحيي إمامك، كذَّبتني على المنبر. فقال عبادة رضي الله عنه: أليس قد علمت أني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، أني لا أخاف في الله لومة لائم، فكيف إذا كذبت على الله تعالى. ثم خرج معاوية عند العصر فصلى، ثم أخذ بقائمة المنبر فقال: يا أيها الناس، إني ذكرت لكم حديثًا على المنبر فكذبني عبادة، فدخلت البيت فسألت، فإذا الحديث كما يحدثني عبادة، فاقتبسوا منه، فهو أفقه مني. 3292- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، أراه عن عبد الملك بن عُمير، عن الربيع بن عُمَيلة، قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنها ستكون هَنَات وهَنَات، بحسب امرئ إذا رأى أمرًا لا يستطيع له تغييرًا، أن يعلم الله أن قلبه له كاره. وحديث مخوّل البهزي، سبق في أول الإيمان. 3293- وقال الحارث: حدَّثنا يزيد، عن ابن أبي خالد، عن إبراهيم بن بَشير، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال: دخل أبو مسعود رضي الله عنه على حذيفة رضي الله عنه، وهو مريض، فأسنده إليه، فقال له أبو مسعود رضي الله عنه: أوصنا. قال: إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره، وتنكر ما كنت تعرفه، وإياك والتلوّن في دين الله تعالى. 3294- حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 3295- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلِنَبِيِّهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. 3295- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. |
01-04-2013, 07:59 PM | #126 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
38- كتاب الأذكار والدعوات
1- باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 3321- َقَالَ إِسْحَاقُ: نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ هُوَ الأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ الدُّعَاءَ، يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. 3322- أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، نا مَعْبَدُ، أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، صلى الله عليه وسلم. 3322- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ هِلاَلٍ الْعَنَزِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فَذَكَرَهُ. 3323- وقَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَبُو الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ. رَوَاهُ وَاللَّيْلَةِ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، بِهِ. وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. 3324- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلاَّ، أَهْرَاقَ مَا فِيهِ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ. 3325- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا محمد بن مُنيب، عن السَّري بن يحيى عن رجل من طيء- وأثنى عليه خيرًا- قال: كنت أسأل الله تعالى أن يريني الاسم الذي إذا دُعي به أجاب، فرايته مكتوبًا في الكواكب في السماء: يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام. 3326- وقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيِّ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أَنَا مُتُّ، فَلاَ يُصَلَّى عَلَيَّ صَلاَةٌ إِلاَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ يُصَلِّي عَلَيْكَ، يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فَيُصَلِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَكَانَهَا عَشْرًا. 3327- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلاً يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ، وَمَطْهَرَةٍ، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَتَنَحَّى، فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ، حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَرَفَعَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ. 3328- وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَى مَا أَمَّنْتَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ. 3329- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ، قُلْتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ. 3330- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَيَّ. هَذَا مُرْسَلٌ. 3331- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الأَعْمَى، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. 3332- وَحدثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. 3333- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ أَوْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلاَّ بَلَّغَهُ: يُصَلِّي عَلَيْكَ فُلاَنٌ وَيُسَلِّمُ عَلَيْكَ فُلاَنٌ. 2- باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم 3334- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الرَّبَذِيُّ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. 3334- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ. 3335- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، فَإِنَّهُ لَهُ بِهَا زَكَاةٌ. 3- باب الترهيب من الغفلة عن ذكر الله تعالى 3336- قالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ حُدَيْجِ بْنِ صَوْمِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْغَفْلَةُ فِي ثَلاَثٍ: عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَغَفْلَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَرْكَبَهُ الدَّيْنُ. 3336- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، بِهِ. 3337- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: زُبَيْدٌ، قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّةً أَوْ غَفْلَةً، نَادَى فِيهِمْ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَتَتْكُمُ الْمَنِيَّةُ رَاتبَةً، إِمَّا شِقْوَةٌ، وَإِمَّا سَعَادَةٌ، قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: وَقَالَ لَنَا هَذَا الشَّيْخُ: أَنَا الْعَامَ خَيْرً مِنِّي الْعَامَ الأَوَّلَ، كَانَتْ لِي الْعَامَ الأَوَّلَ شَاةٌ، وَلَيْسَ لِي الْعَامَ شَاةٌ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالى لِي أَنْ يُزَوِّجَنِي امْرَأَةً صَالِحَةً، قَالَ: فَدَعَى اللَّهُ تَعَالَى فَهُيِّئَتْ لِي امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ. 4- باب فضل الدعاء 3338- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءُ نِصْفٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا انْتَحَى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ. 3339- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدُّعَاءُ سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. 3340- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنْجِيكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَيُدِرُّ لَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ؟ تَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكُمْ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ. 3340- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، بِهِ. 3341- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لاَ يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ لاَ يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، وَلاَ يَسْقُطُ لِلْمُؤْمِنِ دَعْوَةٌ. 3342- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن بكار، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء. 3342- وحدَّثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان، ثنا حبان بن علي، عن عطاء بن عجلان، عن أبي نَضْرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، وزاد: فإذا دعوتم، فليدع منكم الصغير، والكبير، والأعمى، والفصيح، فإنكم لا تدرون أيكم يجاب .... الحديث. 3343- وقال الحارث: ثنا علي بن الجَعْد، ثنا الرَّبيع بن صَبِيح قال: كان الحسن يقول: ربما أخر الله عز وجل للعبد الدعوة، ويؤتها له يوم القيامة، لا يحب أن يكون أصابه عرض من الدنيا. 5- باب جوامع الدعاء 3344- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جُبَرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكِ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْكَوَامِلِ وَالْجَوَامِعِ، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ سَأَلَتْهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ... الْحَدِيثُ. تَابَعَهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ جَبْرٍ وَخَالَفَهُ أَبُو نَعَامَةَ، عَنْهُ. 3344- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنَ عَلَيْهَا وَهِيَ تُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تُصَفِّقُ وَلاَ يَفْقَهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْخُذِي بِجَوَامِعِ الْكَلاَمِ وَفَوَاتِحِهِ؟ قَالَتْ: وَمَا جَوَامِعُهُ وَخَوَاتِمُهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ مِنْ قَضَاءٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رُشْدًا. أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. 3345- حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: وَاقِيَةٌ كَوَاقِيَةِ الْوَلِيدِ قَالَ أَبُو يَعْلَى: يَعْنِي الْمَوْلُودَ. 3346- وَثنا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي عِصْمَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُعَلِّمُكَ مِمَّا عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَاي، وَعَمْدِي، وَهَزْلِي، وَجِدِّي، وَلاَ تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، وَلاَ تَفْتِنِّي بِمَا حَرَمْتَنِي. 3347- وَقَالَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالْعِفَّةَ، وَالأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ. 3348- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الأعمى، عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، مَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ خَيْرًا، عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا؟ اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلاَمَ مُنْتَهَى رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وَفَقِيرٌ فَارْزُقْنِي. 3348- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْعَلاَءِ بِهَذَا. 6- باب الزجر عن الإفراد بالدعاء 3349- قَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا، فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ حَجَرتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 3350- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا. 7- باب رفع اليدين بالدعاء 3351- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ زُرَيْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الأَعْمَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَصَابَتْهُ شِدَّةٌ وَدَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ صلى الله عليه وسلم. 3352- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلاَلٍ صَاحِبِ هَذِهِ الدَّارِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ صلى الله عليه وسلم. 3353- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلاَ تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلاَبَةَ: مَا مَعْنَى هَذَا؟ فَرَفَعَ بِشْرٌ يَدَيْهِ، وَقَالَ: هَكَذَا التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ. 8- باب ما يقول إذا دعا للقوم 3354- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اجْتَهَدَ لِأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَلاَةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، لَيْسُوا بَأَثَمَةٍ وَلاَ فُجَّارًا، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ. 3354- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اجْتَهَدَ لِأَخِيهِ فِي الدُّعَاءِ، قَالَ:... فَذَكَرَهُ. 9- باب الدعاء بكف واحد 3355- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو بَاسِطًا كَفَّيْهِ، فَقَالَ: أَحِّدْ فَإِنَّهُ أَحَدٌ. 3356- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ حَدَّثَهُ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: أَحِّدْ فَإِنَّهُ أَحَدٌ. |
01-04-2013, 08:01 PM | #127 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
10- باب الأمر بالاسترجاع في كل شيء، وسؤال الله عز وجل كل شيء
3357- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِيَسْتَرْجِعْ أَحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي شِسْعِ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمَصَائِبِ. 3357- وَحَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى الشِّسْعَ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ، لَمْ يَكُنْ. 3357- حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، بِهَذَا. 3358- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الشِّسْعَ، فَإِنَّ اللَّهَ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ، لَمْ يَتَيَسَّرْ. 11- باب ما يقول إذا أخذ مضجعه 3359- قَالَ أَبُو بكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ، وَبِنَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا، لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، إِنْ قَبَضْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ. إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ. 3360- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ تُهَلِّلِينَ اللَّهَ تَعَالَى ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وَتُسَبِّحِينَهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَإِنَّ تِلْكَ مِائَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. 3361- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرٍ، أنا رَجُلٌ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنَا شَهْرٌ عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ. 3362- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هو ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِفِرَاشَهِ، فَيُفْرَشُ لَهُ، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ هَمَسَ لاَ نَدْرِي مَا يَقُولُ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، إِلَهَ أَوْ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالْقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ. 12- باب ما يقول إذا استيقظ 3363- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَيْثٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَّاءِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ رُوحَهُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، قُلْتُ: إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ إِسْحَاقَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، بِهِ، وَأَظُنُّ إِسْمَاعِيلَ غَلَطَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيثُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 13- باب ما يقول إذا أرق 3364- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُؤْرَقُ، أَوْ أَصَابَهُ أَرَقٌ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونَ. 3365- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُلاَثَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي، فَقُلْتُهَا، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ، قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ مَتْرُوكٌ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَرِجَالِهِ لاَ بَأْسَ بِهِمْ، إِلاَّ الْمُبْهَمَ، فَأَظُنُّهُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّ، فَإِنْ يَكُنْ فَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَهُوَ مُظْلِمُ الْحَدِيثِ، انْتَهَى وَوَهَّاهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَتَرَكَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَكَذَّبَهُ الْخَطِيبُ. 14- باب ما يقول إذا خرج من بيته 3366- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِي رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ أَوْ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ. 15- باب ما يقول من طنّت أذنه 3367- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَذْكُرْنِي، وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ، وَلِيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ: وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ. 16- باب ما يقول من ركب السفينة 3368- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا الْبَحْرَ أَنْ يَقُولُوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، الآيَةَ. تَابَعَهُ يُوسُفُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاَءِ، وَيَحْيَى ضعيف جدا. 17- باب ما يرد بالدعاء من البلاء 3369- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَاينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ. الْمُلَيْكِيُّ ضَعِيفٌ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَفْظٍ آخَرَ. 3370- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: لا بأس أن تؤمن على دعاء الراهب إذا دعا لك، وقال: إنهم مستجاب لهم فينا، ولا يستجاب لهم في إنفسهم. 18- باب دعاء المريض 3371- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ فِي مَرَضِهِ، نَجَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ، وَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مَرَضِكَ، نَجَّاكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ النَّارِ، أَنْ تَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ وَالْبِلاَدِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُ أَكْبَرُ، كِبْرِيَاءُ رَبِّنَا وَجَلاَلُهُ وَقُدْرَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِقَبْضِ رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا، فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أَرْوَاحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى، فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ، فَإِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا، تَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ. 19- باب أفضل الدعاء 3372- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ ثَوْرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا فُلاَنٌ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ تَعَالَى صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا قِيلَ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ كَانَ قَبْلُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ سَأَلَ السَّائِلُونَ مِنْ رَبِّهِمْ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ. 20- باب الدعاء للغيرى حديث ميمونة بنت أبي عَنْبَسة رضي الله عنها تقدم في النكاح. 21- باب الزجر عن الدعاء على النفس والولد 3373- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ إِجَابَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. |
01-04-2013, 08:02 PM | #128 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
الجزء الثالث عشر
22- باب ما يقول من سافر 3374- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَفَرًا قَطُّ إِلاَّ قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ: اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ، وَإِلَيْكَ تَوَجَّهَتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي، وَأَنْتَ رَجَائِي، اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَزَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لِي، وَوَجَّهْنِي لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتُ. 3375- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانِهِ، فَإِنَّهُمْ يَزِيدُونَهُ بِدُعَائِهِمْ إِلَى دُعَائِهِ خَيْرًا. 3376- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَلاَ نَشْزًا مِنَ الأَرْضِ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ. 23- باب اتقاء دعوة المظلوم 3377- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ: اخْشَوْا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ. 24- باب ما يقول إذا هاجت الريح 3378- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ثَارَتِ الرِّيحُ اسْتَقْبَلَهَا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلاَ تَجْعَلْهَا رِيحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلاَ تَجْعَلْهَا عَذَابًا. 3378- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ نَحْوَهُ. 3379- وَحَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ. 3380- وَقَالَ عَبد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَسَلُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا. 3381- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْفَعُهُ، كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَقْحًا لاَ عَقِيمًا. 25- باب ما يقول إذا انفلتت دابته 3382- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، فَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الأَرْضِ حَاضِرًا سَيَحْبِسُهُ. 26- باب ختم المجلس 3383- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ جَلَسَ مَجْلِسًا فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَفَّارَاتٌ لِخَطَايَا الْمَجْلِسِ. إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَأَبُو مَعْشَرٍ الْحَنْظَلِيُّ الْكُوفِيُّ اسْمُهُ: زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ، وَفِي بَابِ الاِسْتِغْفَارِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ حَدِيثٌ فِي الاِسْتِغْفَارِ. 27- باب الحمد 3384- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ هَجَمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هُوَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلاَّ صَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلاَثَةَ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَ كَلِمَتَكَ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 3385- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، قَالَ حَمَّادٌ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فَقَدِ اكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الأَوْفَى. 28- باب فضل الذكر 3385- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ، أَيْ يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا. 3386- وَقَالَ عَبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى أَخْرَجَهُ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، بِهِ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ. 3387- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى غَفِرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى سَرَايَا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ تَحِلُّ فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَذَكِّرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ. 3387- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ هُوَ ابْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَهُ. 3387- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، بِهِ. 3387- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، بِهِ وقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، فَذَكَرَهُ قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 3388- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا لِلصَّلاَةِ، أَوْ ذِكْرٍ، إِلاَّ اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُنْتَهَاهَا مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَإِلاَّ فَخَرَتْ عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الْبِقَاعِ. 3388- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، بِهِ، وَزَادَ: وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ يُرِيدُ الصَّلاَةَ إِلاَّ زُخْرِفَتْ لَهُ الأَرْضُ. 3389- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عنِ الْعَلاَءِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: حِلَقُ الذِّكْرِ. 3390- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ. 3391- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتَدَارَسُونَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ أَظَلَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَإِلاَّ كَانُوا أَضْيَافَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى يَقُومُوا. 3392- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسِيرُ بِالدُّفِّ مِنْ جُمْدَانَ إِذِ اسْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا مُعَاذُ، أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مَضَى نَاسٌ وَتَخَلَّفَ نَاسٌ فَقَالَ: أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ الَّذِينَ يَسْتَهْتِرُونَ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 3393- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَسَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا: وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لاَ، وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ قَالَ اللَّهُ: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَخِيرَةَ، بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا مُنْقَطِعٍ، وَأَصْلُهُ فِي التِّرْمِذِيِّ، وَغَيْرِهِ. 3394- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْمَجَالِسُ ثَلاَثٌ: غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، وَشَاجِبٌ فَالْغَانِمُ: الَّذِي يُكْثِرُ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي مَجْلِسِهِ، وَالسَّالِمُ: الَّذِي يَسْكُتُ لاَ عَلَيْهِ وَلاَ لَهُ، وَالشَّاجِبُ: الَّذِي يَكُونُ كَلاَمُهُ وَعَمَلُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 3395- حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، حَدَّثَنَا مِخْرَاقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: الْمَجَالِسُ ثَلاَثَةٌ: فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ الشَّاجِبُ، فَالْغَانِمُ: عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَالسَّالِمُ: عَبْدٌ لَمْ يُمْلِ عَلَى كَاتِبِهِ خَيْرًا وَلاَ شَرًّا وَالشَّاجِبُ: الَّذِي أَخَذَ فِي الْبَاطِلِ فَهُوَ يَسْتَجِرُ عَلَى نَفْسِهِ. 29- باب فضل الذكر بعد صلاة الصبح والعصر 3396- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا فَحَسَبْنَا دِيَاتِهِمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ، فَبَلَغَ سِتَّةً وَتِسْعِينَ أَلْفًا، وَهَاهُنَا مَنْ يَقُولُ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ إِلاَّ: ثَمَانِيَةً، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. 3396- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ. - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: لأَنْ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ رَقَبَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ، فرقهما قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. - حَدَّثَنَا أَبُو الرَبِيعٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ- تَعَالَى مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ. - وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهَذَا نَحْوَهُ. وَزَادَ: كُلُّهُمْ مُسْلِمٌ. 3397- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا الطَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ، فَقَعَدَ مَقْعَدَهُ فَلَمْ يَلْغُ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ، كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لاَ ذَنْبَ لَهُ. 30- باب الذكر في الصلاة 3398- قَالَ أَبُو يعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَجْهُكَ أَعْظَمُ الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ، وَأَهْنَاهَا، تُطَاعُ رَبُّنَا فَتَشْكُرُ، وَتُعْصَى رَبُّنَا فَتَغْفِرُ، وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ الْغَمَّ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَلاَ يُجْزَى بِآلاَئِكَ أَحَدٌ، وَلاَ يَبْلُغُ مَدْحَكَ قَوْلُ قَائِلٍ. 31- باب الذكر في الصباح والمساء 3399- قَالَ عَبد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحْنَا قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ، وَالْعَظَمَةُ، وَالْخَلْقُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ هَذَا النَّهَارِ صَلاَحًا، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. 3400- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُعَانٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارَكَ فَقَدِ احْتَرَقَتْ فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي؟ فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارَكَ فَقَدِ احْتَرَقَتْ فَقَالَ: لاَ، وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي، فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ، فَتَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ، وَلاَ أَهْلِهِ، وَلاَ مَالِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَسَمَّى الرَّجُلَ الصَّحَابِيَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْمُبْهَمُ هُنَا فَإِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يُجَالِسْ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3401- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَمِنْكَ وَلَكَ وَإِلَيْكَ، مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلاَةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتُ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعِنٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتُ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. 3402- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لاَ يَدْرِي مَا يَفْجَؤُهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى. 3403- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا المعتمر، قال: سمعت منصور، يحدث عن رِبعي بن حِراش، عن رجل من النخع، عن أبيه، عن سلمان رضي الله عنه قال: إذا قال العبد حين يصبح: اللهم أنت ربي لا شَريك لك، وأصبحت وأصبح الملك لله لا شَريك له. إذا قالها العبد إذا أصبح وإذا أمسى كفرت عنه ما أحدث بينهما، أو قال أصاب بينهما. 3404- حدَّثنا أبو عوانة، ثنا حُصَين، عن عبد الله بن سبرة قال: كان ابن عمر إذا أصبح قال: اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيبًا في كل خير تقسمه في الغداة: من نور تهدي به، ورحمة تنشرها، ورزق تبسطه، وضر تكشفه، وبلاء تدفعه، وفتنة تصرفها، وسوء تدفعه. 32- باب الحث على لزوم التسبيح 3405- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا صِيدِ صَيْدٌ، وَلاَ عُضِّدَتْ عِضَاةٌ، وَلاَ قُطِعَتْ وَشِيجَةٌ إِلاَّ بِقِلَّةِ التَّسْبِيحِ ثُمَّ خَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْغُرَابِ، هَذَا مُعْضَلٌ أَوْ مُرْسَلٌ، وَالْحَكَمُ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ. حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي فَضْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ، فِي كِتَابِ الأَدَبِ. 3406- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن المسعودي، عن عبد الله بن مخارق، عن أبيه، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: إذا حدثتكم بحديث، أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل، قال: ما قال عبد سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، إلا قيّض الله عز وجل عليهنّ ملكًا يُضجعهن تحت جناحيه، ويصعد بهن إلى السماء، لا يمرّ على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يُحيّي بهنّ وجه الرحمن عز وجل، ثم تلا عبد الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. أخرجه الحاكم. 3407- حدَّثنا يحيى، ثنا شُعبة، حدثني منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إ لا الله، والله أكبر، أحبّ إليّ من أن أنفق بعدد ذلك في سبيل الله عزّ وجلَّ. 3408- حدَّثنا إسماعيل، ثنا الجُرَيْري، حدثني رجل، قال: قلتُ لفقيه بمكة: إن لنا فقيهًا – أعني الحسن – إذا سكت فإنما هجيراه سبحان الله، وبحمده، سبحان الله العظيم.. فقال: إن صاحبكم هذا لفقيه، ما قالها عبدٌ سبع مرات، إلا بني له بيت في الجنة. 3409- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ وَهُوَ ابْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَلَّلَ مِئَةً، وَكَبَّرَ مِئَةً، وَسَبَّحَ مِئَةً، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ يُعْتِقُهَا، وَسَبْعِ بَدَنَاتٍ يَنْحَرُهَا. 3410- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ إِلاَّ صَارِخٌ يَصْرُخُ: يَا أَيُّهَا الْخَلاَئِقُ، سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. 33- باب فضل الذكر الخفي 3411- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفَضِّلُ الذِّكْرَ الْخَفِيَّ الَّذِي لاَ تَسْمَعُهُ الْحَفَظَةُ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلاَئِقَ لِحِسَابِهِمْ، وَجَاءَتِ الْحَفَظَةُ بِمَا حَفِظُوا، أَوْ كَتَبُوا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ: انْظُرُوا، هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا تَرَكْنَا شَيْئًا مِمَّا عَلِمْنَاهُ، وَحَفِظْنَاهُ، إِلاَّ وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ، وَكَتَبْنَاهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ لَكَ عِنْدِي خَبِيئًا لاَ تَعْلَمُهُ، وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ وَهُوَ الذِّكْرُ الْخَفِيُّ. 34- باب عظمة ذكر الله تعالى 3412- قَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ. 35- باب التكبير 3413- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ. 3414- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ، فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يُجَلِّي الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ. 36- باب حسرة من تفرق من غير ذكر 3415- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا فِي مَجْلِسٍ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَذْكُرُوا اللَّهَ تَعَالَى وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً. 3416- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا جَلَسَ قَوْمٌ قَطُّ مَجْلِسًا، لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ تَعَالَى، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 37- باب الاستعاذة 3417- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَعْبَدٍ، أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ مَتْنَهُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ أبي الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهَذَا إِنْ كَانَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَضَرَ الْقِصَّةَ فَهُوَ مِنْ مُسْنَدِهِ. 3418- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ ح قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَنْ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَبْعًا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ سَبْعًا قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ. 3418- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ هُوَ ابْنُ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، فَذَكَرَهُ. 3419- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى، عن أبي حيّان، حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال: كتب إليّ أبو هريرة رضي الله عنه، ثم شافهني بعد ذلك مشافهة، قال: إن كعبًا رضي الله عنه حدثنا أنه قال فيما يقول من التوراة تجده مكتوبًا: إن الشيطان لا يطيق لعبد من لدن يمسي حتى يصبح يقول: اللهم غني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من الشر في السامة والعامة، وأسألك باسمك وكلمتك التامة، من خير ما تُسأل، ومن خير ما تُعطي، وخير ما تُخفي، وخير ما تُبدي، اللهم إني أسألك باسمك وكلمتك التامة من شر ما يُجلي به النهار إن كان نهارًا، وإن كان ليلاً، قال: من شر ما دجن به الليل. وحديث أبي ذر رضي الله عنه، في أول أحاديث الأنبياء عليهم السلام. 3420- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا إسماعيل، أنا أيوب، عن محمد، عن أنس رضي الله عنه، أنه قال: أشهد أن الله حق، وأن لقاءه حق، وأن الساعة حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن عذاب القبر، ومن عذاب جهنم. موقوف صحيح. 3421- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ الْحَدِيثَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ: وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ يَعْنِي: الْغَرَقَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 3422- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ تَعَالَى فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مَلَكًا يَذُودُ عَنْهُ الشَّيْطَانَ. 3423- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، وَفَهْدٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ... الْحَدِيثَ. 38- باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله 3424- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. 3425- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَقِيتَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَلاَ آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أُكْثِرَ مِنْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. 3426- وَقَالَ عَبد: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزٍ الْجَنَّةِ؟ تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. 3427- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُذَيْلٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ السَّاحِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقُلْتُ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلاَّ بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلاَ قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلاَّ بِقُوَّةِ اللَّهِ، هَكَذَا أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 3428- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ. 39- باب الزجر عن الدعاء بالبلاء لمن لا يطيقه تقدم في باب فضل العيادة من كتاب الطب، حديث كثير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه... إلخ. 3429- َقَالَ إِسْحَاقُ: أنبا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ بِسَبْعِ سِنِينَ، وَمِنْ دُونِهَا بَابٌ مُغْلَقٌ، وَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الرِّيحُ مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الأَزِيبُ، وَعِنْدَكُمُ الْجَنُوبُ. 3429- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، بِهِ قُلْتُ: وَيَزِيدُ بْنُ جُعْدُبَةَ، هُوَ ابْنُ عِيَاضٍ، مَتْرُوكٌ. 3430- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا إِلَى الأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَغِلَظُ كُلٍّ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِئَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالأَرَضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ. 3431- أخبرنا حكّام بن سَلْم الرازي، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: السموات أولها موج مكفوف، والثانية من صخرة، والثالثة من حديد، والرابعة من نحاس، والخامسة من فضة، والسادسة من ذهب، والسابعة من ياقوت. 3432- حُدثت عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن سعد الطائي قال: حُدّثت أن العرش ياقوته حمراء. حديث: خلق الله الخلق، وقضى القضية.. في كتاب الإيمان من باب القدر. |
01-04-2013, 08:04 PM | #129 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
39- كتاب بدء الخلق
1- باب ما يصلح في أيام الأسبوع 3433- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: يَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ غَرْسٍ وَبِنَاءٍ، وَيَوْمُ الاِثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ، وَيَوْمُ الثُّلاَثَاءِ يَوْمُ دَمٍ، وَيَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ أَخْذٍ وَلاَ عَطَاءَ فِيهِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ الدُّخُولِ عَلَى السُّلْطَانِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ تَزَوُّجٍ وَبَاءَةٍ، وَيَوْمُ السَّبْتِ يَوْمُ صَيْدٍ. 2- باب خلق الأرض 3434- قال الحارث: حدَّثنا يحيى ابن أبي بُكير، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار قال: قلت لكعب: ما يمسك هذه الأرض التي نحن عليها؟ قال: أمر الله تعالى. قال: قلت: قد علمت أن أمر الله عز وجل الذي يمسكها، فما أمر الله ذلك؟ قال: شجرة خضراء في يد ملك، قائم على ظهر الحوت منطوٍ، والسماوات من تحت العرش. قلت: فما ساكن الأرض الثانية؟ قال: الريح العقيم، لما أراد أن يهلك عادًا، أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابًا. قالوا: ربنا مثل منخر الثور. قال: إذًا تكفئ الأرض ومن عليها. قال: فجعل مثل موضع الخاتم. قال: قلت: فمن ساكن الأرض الثالثة؟ قال: حجارة جهنم. قال: قلت: فمن ساكن الأرض الرابعة؟ قال: كبريت جهنم. قلت: وإن لها لكبريتًا؟ قال: أي والذي نفسي بيده، وبحار لو طرحت فيها الجبال لتفتت من حرها. قال: فقلت: من ساكن الأرض الخامسة؟ قال: حيات جهنم. قلت: وإن لها لحيات؟ قال: إي والذي نفسي بيده أمثال الأودية. قلت: فمن ساكن الأرض السادسة؟ قال: عقارب جهنم؟ قلت: وإن لها لعقارب؟ قال: إي والذي نفسي بيده، أمثال الفلك، وإن لها أذنابًا مثل الرماح، وإن إحداهن لتلقى الكافر، فتلسعه اللسعة، يتناثر لحمه على قدميه. قال: قلت: فما ساكن الأرض السابعة؟ قال: تلك سجِّين فيها إبليس، موثق استعدت عليه الملائكة، فحبسه الله تعالى فيها، يدًا أمامه، ويدًا خلفه، ورجلاً أمامه ورجلاً خلفه، وتأتيه جنوده بالأخبار، وله زمان يرسل فيه. 3- باب الأرواح 3435- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني أبو إسحاق، عن عمرو بن مُرّة، قال: قال عبد الله رضي الله عنه الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. 4- باب الملائكة عليهم السلام 3436- َقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلاَهُ الأَرْضَ السَّابِعَةَ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِهِ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ وَأَيْنَ تَكُونُ. صَحِيحٌ. 5- باب الجن 3437- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُنِيبٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْجِنَّ ثَلاَثَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ، وَخَشَاشُ الأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ، وَخَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِنْسَ ثَلاَثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا}، وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ، وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ، وَصِنْفٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ. 3438- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْجِنَّ عَلَى ثَلاَثَةِ أَثْلاَثٍ: ثُلُثٌ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلاَبٌ، وَثُلُثٌ يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ. تقدمت في باب عظمة الله عز وجل. 6- باب الحجب التي دون الله 3439- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلاَّ زَهَقَتْ نَفْسُهَا. 40- كتاب ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 3441- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَحْدَهُ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ لاَ يَرَانِي، وَأَقُولُ مَا خَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا وَحْدَهُ، إِلاَّ وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ، أَوْ عَلَى وَحْيٍ، فَجَعَلْتُ أُؤَامِرُ نَفْسِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَبَتْ نَفْسِي إِلاَّ أَنْ آتِيَهُ، فَجِئْتُ فَسَلَّمْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَلَسْتُ طَوِيلاً، لاَ يَلْتَفِتُ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُمْ فَارْكَعْ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ، فَمَكَثَ صلى الله عليه وسلم طَوِيلاً لاَ يُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم إليَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ}. ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أََلََّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ أَصَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَتَكَلَّمُ، حَتَّى طَالَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَأَتنَفْتُ الْحَدِيثَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ، فَمَا الصَّلاَةُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّيَامُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَرْضٌ مُجْزِئُّ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَغْلاَهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ، وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: تُعِينُ ضَعِيفًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَتَكُفُّ هَذَا وَأَشَارَ صلى الله عليه وسلم إِلَى لِسَانِهِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَتَدْرِي مَا مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ؟ قُلْتُ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي فَلاَةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلاَةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ كَانَ الأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رُسُلاً؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَ مِائَةِ رَجُلٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قُلْتُ: وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، جَبَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قُبُلاً ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم. 1- باب آدم وعدد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 3442- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: آدَمُ فَقُلْتُ: أَوَ نَبِيًّا كَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَمِ الأَنْبِيَاءُ؟ فَقَالَ: ثَلاَثُمِئَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا. 3443- أنا أَبُو حَيْوَةَ الْحِمْصِيُّ شُرَيْحٌ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلاَمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيةَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَمِ الأَنْبِيَاءُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، فَقَالَ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ثَلاَثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا. 3443- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ المَسْعُودِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ. 3444- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ نَبِيٍّ: إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، وَأَرْبَعَةَ آلاَفٍ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ. 3445- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ خَلاَ مِنْ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ثَمَانِيَةُ آلاَفِ نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، ثُمَّ كُنْتُ أَنَا. 2- باب حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 3446- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكِيرٍ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلاَّ حَجَّاجٌ، وَلاَ عَنْ حَجَّاجٍ إِلاَّ الْمُسْتَلِمُ، وَلاَ رَوَى الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتٍ إِلاَّ هَذَا. - وَأَخْرَجَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْحَسَنَ بْنَ قُتَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ إِيَّاهُ عَنْ حَمَّادٍ. 3- باب خلق آدم عليه الصلاة والسلام 3447- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا، خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالاً كَالْفَخَّارِ، كَانَ إِبْلِيسُ يَمُرُّ بِهِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ خُلِقْتَ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ ثُمَّ نَفَخَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ جَرَى فِيهِ الرُّوحُ بَصَرُهُ وَخَيَاشِيمُهُ، فَعَطَسَ فَلَقَّنَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَمْدَ رَبِّهِ، فَقَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ، فَقُلْ لَهُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَجَاءَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالُوا؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، قَالَ: يَا آدَمُ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا ذُرِّيَّتِي؟ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: اخْتَرْ إِحْدَى يَدَيَّ يَا آدَمُ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: أَخْتَارُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ، فَبَسَطَ اللَّهُ تَعَالَى كَفَّهُ، فَإِذَا كُلُّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. 4- باب صالح وثمود عليهما الصلاة والسلام 3448- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِالْحِجْرِ مِنْ وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَسْرِعُوا السَّيْرَ وَلاَ تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أَهْلُهَا. 3449- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُدَامَةَ، عَنِ السَّعْدِيِّ، وَكَانَ السَّعْدِيُّ، امرأ صدق، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، اخْرُجُوا، فَإِنَّهُ وَادٍ مَلْعُونٌ، خَبِيثٌ، إنْ لاَ تَخْرُجُوا يُصِبْكُمْ كَذَا وَكَذَا. 5- باب أيوب عليه الصلاة والسلام 3450- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ فِي بَلاَئِهِ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ، زَادَ الْبَزَّارُ: كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ، وَيَرُوحَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ قَالَ لَهُ صَاحِبِهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَكَشَفَ عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ، لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَعْلَمُ أَنِّي أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ، فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي، فَأُكَفِّرَ عَنْهُمَا كَرَاهَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلاَّ فِي حَقٍّ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَكَانِهِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَتَلَفَّتَتْ تَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا وَقَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ مُذْ كَانَ صَحِيحًا، قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرُ الْقَمْحِ، وَأَنْدَرُ الشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلاَّ عَقِيلٌ، وَلاَ عَنْهُ إِلاَّ نَافِعٌ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ. 6- باب يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام 3451- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أُوتِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ ثُلُثَ الْحُسْنِ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. 3452- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ، فَأَكْرَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: ائْتِنَا فَأَتَاهُ، فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ؟ فَقَالَ: نَاقَةٌ يَرْكَبُهَا، وَأَعْنُزُ يَحْلُبُهَا أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، أَضَلُّوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ لاَ نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلُ عِظَامَهُ مَعَنَا، قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ قَالُوا: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قَالَتْ: حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي؟ قَالَ: مَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ، مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ، فَأَنْضَبُوهُ فَقَالَتِ: احْتَفِرُوا، فَحَفَرُوا، وَاسْتَخْرَجُوا عِظَامَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الأَرْضِ إِذِ الطَّرِيقُ مِثْلُ النَّهَارِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 3453- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً قَالَ لِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وَأَمَّا الَّذِي أَحَنَى ظَهْرِي، فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُو اللَّهَ تَعَالَى؟ قَالَ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، ثُمَّ انْطَلَقَ جِبْرِيلُ وَدَخَلَ يَعْقُوبُ إِلَى بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي وَحَنَيْتَ ظَهْرِي، فَارْدُدْ عَلَيَّ رَيْحَانَتَيَّ، فأَشُمُّهُمَا شَمَّةً، ثُمَّ اصْنَعْ بِي بَعْدُ مَا شِئْتَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ: أَبْشِرْ فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا لَكَ، وَلَأَقْرَرْتُ بِهِمَا عَيْنَيْكَ، وَيَقُولُ لَكَ: يَا يَعْقُوبُ، أَتَدْرِي لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ؟ وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ مَا فَعَلُوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ، وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً، فَأَكَلْتُمُوهَا وَلَمْ تُطْعِمُوهُ وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُحِبَّ مِنْ خَلْقِي شَيْئًا حُبِّي الْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينَ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَكَانَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ، وَإِذَا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ. 7- باب أخبار موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام 3454- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ إِلَى فِرْعَوْنَ، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: إِهْيَا أَشَرْ إِهْيَا، قَالَ الأَعْمَشُ: فَفَسَّرُوهُ: الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ. 3455- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ: {لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ}، قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ، فَمَاتَ هَارُونُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: أَنْتَ قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَلاَئِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَرُّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَتَكَلَّمَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ بِمَوْتِهِ حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَبْرِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الرَّخَمُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصَمَّ أَبْكَمَ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. 3456- وَقَالَ عَبد: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا، فَكَانَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، كُلُّهُمْ مِنْ وَلَدِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. وسيأتي إن شاء الله تعالى في تفسير البقرة شيء من هذا. 3457- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَلاَمٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فُلِقَ الْبَحْرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. 8- باب ذكر داود عليه الصلاة والسلام 3458- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت للعباس رضي الله عنه دار قريبة من المسجد، فسأله عمر رضي الله عنه، فقال: أعطنيها، أوبعنيها لأدخلها المسجد، فأبى، وقال عمر رضي الله عنه: فاجعل بيني وبينك رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل أُبي بن كعب رضي الله عنه، فقضى على عمر رضي الله عنه، فقال عمر رضوان الله عليه: إنك لمن أجرأ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أومن أنصحهم لك يا أمير المؤمنين. ثم قال: لو ما علمت إن داود عليه الصلاة والسلام أمر ببناء بيت المقدس، فأدخل بيوتًا بغير إذن أهلها، فلما بلغ البناء حجز الرجال، منع بناءه، فقال: أي رب ففي عقبي من بعدي. 3458- أخبرنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَر، أنا زيد بن أسَلْم بهذا الحديث نحوه. وقال فيه: فقال أبي كعب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لما أراد.... الحديث. 3459- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد، حدثني الجُرَيْري، عن أبي عطَّاف قال: كان داود عليه الصلاة والسلام إذا قرب الأناء من فيه، ليشرب، فذكر خطيئته، بكى حتى يفيض الأناء من دموعه. 9- باب عزير عليه الصلاة والسلام 3460- قَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ أَدْرِي عُزَيْرًا كَانَ نَبِيًّا أَمْ لاَ. 10- باب ذكر عيسى عليه الصلاة والسلام 3461- قَالَ إِسْحَاقُ أَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِفَاطِمَةَ: إِنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِيٌّ قَطُّ، إلاَّ عُمُرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَهُ نِصْفَ عُمُرِ صَاحِبِهِ، وَعُمُرُ عِيسَى أَرْبَعِينَ، وَأَنَا عِشْرِينَ قُلْتُ: مَعْنَاهُ عَمَّرَ فِي النُّبُوَّةِ. |
01-04-2013, 08:06 PM | #130 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
11- باب قصة كرسف
3462- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: جَاءَ عَكَّافُ بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلاَلِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَكَّافُ أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لاَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: أَنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، وَدَاوُدَ، وَكُرْسُفَ فَقَالَ: وَمَا كُرْسُفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صَلاَةٍ، وَلاَ صِيَامٍ، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَدَارَكَهُ اللَّهُ بِمَا سَلَفَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ. 12- باب الخضر واليسع عليهما الصلاة والسلام 3463- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي الْبَحْرِ، وَالْيَسَعَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي الْبَرِّ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ، بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَيَحُجَّانِ وَيَعْتَمِرَانِ كُلَّ عَامٍ، فَيَشْرَبَانِ مِنْ زَمْزَمَ شَرْبَةً تَكْفِيهِمَا إِلَى قَابِلَ. ضَعِيفٌ جِدًّا. 13- باب ما كان في بني إسرائيل 3464- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وهب بن جرير، ثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان في بني إسرائيل، أو في بعض الملوك رجل، فقال: لا اعلم اليوم أحدًا أعزّ مني. قال: فبعث الله تعالى إليه أضعف خلقه، فدخلت في منخره، فجعل يقول: اضربوا، اضروا. فضربوا رأسه، بالفؤوس حتى هشّموا رأسه. 3465- أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ أَرَادَ التَّوْبَةَ فَأَتَى رَاهِبًا بِأَرْضٍ عَرِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: لاَ جَرَمَ، وَاللَّهِ لَأُكَمِّلَنَّهُمْ بِكَ مِائَةً، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، قَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، وَكَمَّلْتُهُمْ مِائَةً بِرَاهِبٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَرَكِبْتَ عَظِيمًا، وَمَنْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَبَذَ السَّيْفَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَخْدُمَنَّكَ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الْمَوْتُ، قَالَ: عَاهَدَهُ أَنْ لاَ يَعْصِيَهُ، قَالَ: فَجَاءَ قَوْمٌ سَفَرًا، أَوْ مُسْنِتُونَ، وَكَانَ يَتَطَبَّبُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَلْ تَأْمُرْنِي بِشَيْءٍ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَاسْجُرِ التَّنُّورَ قَالَ: فَذَهَبَ فَسَجَرَهُ حَتَّى حَمِيَ فَقَالَ: قَدْ حَمِيَ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: اذْهَبْ فَقَعْ فِيهِ قَالَ: فَذَهَبَ، فَوَقَعَ فِيهِ، ثُمَّ ادّكَرَ الرَّاهِبُ، فَقَامَ وَقَامَ مَنْ مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ فِي التَّنُّورِ، يَرْشَحُ عَرَقًا، لَمْ تَضُرَّهُ النَّارُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ تَوْبَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ فَلَأَخْدُمَنَّكَ أَبَدًا، حَتَّى تُفَارِقَنِي قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ أَحَدُهُمْ أَصْبَحَ وَقَدْ كَتَبَ كَفَّارَةَ ذَنْبِهِ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهِ، فَفَضَّلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَأُمِرْتُمْ بِالاِسْتِغْفَارِ، فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: وَلَقَدْ أَعْطَى هَذِهِ الْأُمَّةَ آيَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لَهُمْ بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3466- أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي قَوْمٍ كُفَّارٍ، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: طَالَمَا كُنْتُ فِي كُفْرِي فَلَآتِيَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ فَأَكُونَ رَجُلاً مِنْهُمْ، فَخَرَجَ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ فَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، وَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، فَقَيَّضَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُمَا بَعْضَ جُنُودِهِ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَقْرَبَ هُوَ مِنْهَا، فَقَاسُوا بَيْنَهُمَا، فَوَجَدُوهُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ أَقْرَبَ، فَكَانَ مِنْهُمْ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ. 3467- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَسَّانٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ. هَذَا مُرْسَلٌ. 3468- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو داود الحَفَري: عمر بن سعد، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله رضي الله عنه قال: عبدَ اللهَ تعالى راهبٌ في صومعته ستين سنة، فنزلت امرأة إلى جنبه، فنزل إليها فكان معها ست ليال، ثم سقط في يده، فهرب فأتى مسجدًا فمكث فيه ثلاثة لا يطعم، ثم أتى برغيف فكسره بإثنين، فأعطى مسكينًا عن يمينه نصفه، وآخر عن يساره نصفه، ثم قبضه الله تعالى، فوزن الستون في كفة، والست الليالي في كفّة، فرجحت الست، فوزن الست بالرغيف، فرجح الرغيف. 3469- أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: تعبد رجل ستين سنة... فذكر نحوه. هذا إسناد صحيح موقوف. 3470- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: كان يدخل في شق الرمانة خمسة من بني إسرائيل. 3471- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو اليد هشام بن عبد الملك، ثنا شُعبة، أنبأنا أبو إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: دعا نبيّ على أمته، فقيل له: أتحب أن أسلط عليهم الجوع؟ قال: لا. قيل له: أتحب أن ألقي بأسهم بينهم؟ قال: لا. قال: فسلط عليهم الطاعون، موتًا دقيقًا، يحرق القلوب، ويقل العدد. 41- كتاب فضائل القرآن 3472- قَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ يُحَنَّسَ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ أخ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ، لَمْ يَكْتُبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِئَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِئَةِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الأَجْرِ، الْقِيرَاطُ مِنْهُ بِمِثْلِ التَّلِّ الْعَظِيمِ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. 3472- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يُحَنَّسَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِئَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ، رَفَعَهُ... الْحَدِيثَ. 3472- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ. 3472- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، بِهِ. 3473- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِئَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِئَتَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِئَةِ إِلَى الأَلْفِ، أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ، وَالْقِنْطَارُ دِيَةُ أَحَدِكُمْ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا قَالَ: وَإِنَّ أَصْغَرَ الْبُيُوتِ مِنَ الْخَيْرِ، الْبَيْتُ الَّذِي لاَ يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ. 3474- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صَخْرٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَرَأَ آيَةً كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ قِنْطَارٌ، الْقِنْطَارُ: مِئَةُ رَطْلٍ، وَالرَّطْلُ: اثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَالْوُقِيَّةُ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ قَرَأَ ثَلاَثَمِئَةٍ آيَةٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ: يَا مَلاَئِكَتِي نَصَبَ عَبْدِي، أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، وَمَنْ بَلَغَهُ عِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَضِيلَةٌ فَعَمِلَ بِهَا إِيمَانًا، وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ. 3475- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِهِ حَسَنَةً، لاَ أَقُولُ: {الم} حَرْفٌ، وَلَكِنِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةٌ: الأَلْفُ، وَاللاَّمُ، وَالْمِيمُ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ، فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ. 3476- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ... الْحَدِيثَ. 3476- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ. 3477- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ، أَحِلُّوا حَلاَلَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدَوْا بِهِ، وَلاَ تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَمَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِي كَمَا يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلاَ تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعُكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ يُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدِّقٌ، وَإِنَّ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طَهْ، وَالطَّوَاسِينَ، مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً. 3478- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تَاجِرٍ قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ، لاَ يَقُومُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولاَنِ: بِمَ كُسِبنَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ، مَا دَامَ كَانَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلاً. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ حَسَنٌ. 3479- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ الْكِتَابُ الأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ، عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: زَاجِرٍ، وَآمِرٍ، وَحَلاَلٍ، وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَآمِنُوا بِحَلاَلِهِ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ، وَقَولُوا: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ. - وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْهَجَرِيِّ إِلاَّ ابْنُ عَجْلاَنَ، وَلاَ رَوَاهُ هَكَذَا إِلاَّ الْهَجَرِيُّ. 3479- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، بِهِ. 3480- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرُ اللَّهَ تَعَالَى رَجُلاً سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ، لَمَا قَامَ فَقَامُوا حَتَّى لَمْ يُحْصَوْا، فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ ثَلاَثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ ذَلِكَ. 3480- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلاً سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم... فَذَكَرَهُ. 3481- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ الْقُرْآنَ يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الأَخْيَارُ، وَالأَحْمَرُ، وَالأَسْوَدُ، اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَهُ، يُقِيمُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ لاَ يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَتَعَجَّلُونَ ثَوَابَهُ، وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ. 1- باب متى نزل القرآن 3482- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ لاِثْنَتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 2- باب كتابة المصحف 3483- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا أبو وائل القاص المرادي الصنعاني , قال: سمعت هانئ البربري، مولى عثمان بن عفان يقول: لما كان عثمان رضي الله عنه يكتب المصاحف شكّوا في ثلاث آيات، فكتبوها في كتف شاة، وأرسلوني إلى أُبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما، فدخلت عليهما، فناولتها إلى أُبي بن كعب رضي الله عنه فقرأها، فوجد فيها: لا تبديل للخلق ذلك الدين القيم. فمحى بيده رضي الله عنه أحد اللامين، وكتبها: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]. قال: ووجد رضي الله عنه فيها: فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسن. فمحى النون وكتبها {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]. وقرأ رضي الله عنه منها: فأمهل الكافرين. فمحى الألف وكتبها {فَمَهِّلِ} [الطارق: 17] قال رضي الله عنه ولا أعلمه إلا قال فيها، فنظر فيها زيد بن ثابت رضي الله عنه، ثم انطلقت بها إلى عثمان رضي الله عنه، فأثبتوها في المصاحف كذلك. هذا إسناد ضعيف. 3- باب جمع الناس عثمان رضي الله عنه على حرف واحد 3484- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: إن ابن عباس سمع رجلاً يقول: الحرف الأول. فقال ابن عباس رضي الله عنه: ما الحرف الأول؟ فقال له رجل: يا ابن عباس إن عمر رضي الله عنه بعث ابن مسعود رضي الله عنه معلمًا إلى أهل الكوفة، فحفظوا قراءته، فغيَّر عثمان رضي الله عنه القراءة، فهم يدعونه الحرف الأول. فقال ابن عباس رضي الله عنه: إنه لآخر حرف عرض به إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه الصلاة والسلام. 4- باب القراءة بالألحان 3485- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَسَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَسَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، بِهَذَا. - قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَسَلْ، بِهِ وَقَالَ الْبَزَّارُ: مَا رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ عَسَلٍ، إِلاَّ هَذَا، وَلاَ رَوَاهُ َنْ شُعْبَةَ، إِلاَّ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ. - قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا بَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي مُسْنَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعِلَلِ. 3486- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: إن أبا موسى رضي الله عنه، وكان يقرأ ذات ليلة، ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن، فقيل له، فقال: لو علمت لحبرته تحبيرا، ولشوقته تشويقًا. صحيح. 3487- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ بِالْحُزْنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِالْحُزْنِ قُلْتُ: أَخْرَجَهُ الْآجُرِّيُّ فِي كِتَابِ أَخْلاَقِ الْقُرَّاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَطَاءٍ، أنا عُوَيْنُ بْنُ عَمْرٍو بِهِ. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أنا عُوَيْنُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو رِيَاحِ بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيهِ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَوْنٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ. 5- باب الترهيب من الكلام في القرآن بغير علم تقدم فيه حديث في باب الزجر عن كتمان العلم. 6- باب فضل القراء 3488- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا حسين بن محمد، ثنا حفص أبو عمر القارئ، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنت مع علي فسمع ضجتهم في المسجد يقرؤون القرآن، فقال: طوبى لهؤلاء، هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3489- قَالَ إِسْحَاقُ أنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ وَالْبَرَرَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ، آتَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، وَمَنْ مَاتَ حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهُ، وَلاَ يَدَعُهُ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ أَشْرَفِ أَهْلِهِ، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلاَئِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ عَلَى سَائِرِ الطَّيورِ، وَكَمَا فُضِّلَتْ عَيْنٌ فِي مَرْجَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا لاَ تُلْهِيهِمْ رِعَايَةُ الأَنْعَامِ، عَنْ تِلاَوَةِ كِتَابِي؟ فَيَقُومُونَ فَيَلْبِسُ أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يُكْسَى أَبَوَاهُ إِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ حُلَّةً خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَيَقُولاَنِ: أَنَّى لَنَا هَذَا، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا؟ فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. 3490- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ يَعْنِي: ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ... الْحَدِيثَ. 3491- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرَّ حَامِلٍ، تَعَدَّى حُدُودِي، وَضَيَّعَ فَرَائِضِي، وَرَكِبَ مَعْصِيَتِي، وَتَرَكَ طَاعَتِي، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ، حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى صَخْرَةٍ فِي النَّارِ، وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، قَدْ كَانَ حَمَلَهُ، فَحَفِظَ أَمْرَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ، حَفِظَ حُدُودِي، وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي، وَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ، حَتَّى يُقَالَ: شَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، وَيَسْقِيَهُ كَأْسَ الْخَمْرِ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 3491- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بِهِ. 3492- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ. 3493- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ تَعَالَى إِكِْرَامِ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ، وَالْإِمَامِ الْعَدْلِ. 3494- قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْعُوَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَقَالَ: مَا غَنِمَ فُلاَنٌ أَفْضَلَ مِمَّا غَنِمْتَ، تَعَلَّمْ خَمْسَ آيَاتٍ. 3495- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. 3495- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ. 3496- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَهُمْ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ عَلَى هَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَبْشِرُوا فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، وَلاَ تَضِلُّوا، وَلاَ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. 3497- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلِيَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلاً قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ حَجَزَهُ آخِرَهُ عَنْ أَنْ يَسْرِقَ. 3498- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْقُرْآنُ غِنًى لاَ فَقْرَ بَعْدَهُ، وَلاَ غِنًى دُونَهُ. 3499- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ شَارَةٍ، وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ، وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ. هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحٌ. 3500- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ صِهْرٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: مُسْلِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ، وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ فِي الْهَوَاءِ، وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ وَأَقْبَلَتِ الْمَلاَئِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ، فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فُرِغَ مِنْهُ، دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولاَنِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ هَذَا الْحَرْفُ: حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا بِهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ: لاَ وَاللَّهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ، وَأُظْمِئُ نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ، وَسَمْعَكَ، وَبَصَرَكَ، فَتَجِدُنِي مِنَ الأَخِلاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فَأَبْشِرْ، فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى رَبِّهِ فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا، وَدِثَارًا قَالَ: فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ، وَدِثَارٍ، وَقِنْدِيلٍ، مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ، فَيَقُولُ: هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي؟ فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ، وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَحْمِلُونَهُ وَيَفْرِشُونَ ذَلِكَ الْفِرَاشَ تَحْتَهُ، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ، ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ عَنْهُ، فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ، فَلاَ يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ، حَتَّى يَلْحَقُوا فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ، فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعَمِئَةِ عَامٍ، ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ، فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يَوْمَيْنِ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ، وَالْإِقْبَالِ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ، بَشَّرَهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِيبَ سُوءٍ، أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، أَوْ كَمَا قَالَ. |
01-04-2013, 08:08 PM | #131 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
7- باب عقاب من تعلم القرآن ثم نسيه أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه
3501- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفِيهِ: وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا، لَقِيَ اللَّهَ مَجْذُومًا مَغْلُولاً، وَسَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا، وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا، لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ، وَدَعَّ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى، وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، فَيَقُولُ لَهُ: رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ: كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا، وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَفَقُّهًا فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ، مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى الْمَلاَئِكَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا، بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَلاَ يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ، إِلاَّ عُذِّبَ بِهِ، لِشِدَّةِ غَضِبِ اللَّهِ تَعَالَى وَسَخَطِهِ عَلَيْهِ. وقال أحمد في الزهد: حدَّثنا زيد بن الحُباب، ثنا خالد بن دينار، قال: سمعت أبا العالية يقول: كنا نعدّ من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه، حتى ينساه. 3503- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إسماعيل، ثنا زياد بن مِخْراق، عن معاوية بن قرَّة، عن أبي كنانة قال: إن أبا موسى جمع الذين قرأوا القرآن فإذا هم قريب من ثلاثمائة، فعظّم القرآن، ثم قال: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن لكم ذخرًا، وكائن عليكم وزرًا، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخّ في قفاه فقذفه في النار. 3504- وحدثنا يحيى، عن سفيان، حدَّثنا الأعمش عن عبدالله بن مُرّة، عن أبي كنف قال: قال عبد الله: إني أكره أن يكون القارئ سمينًا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: قال عبد الله: إني لأكره أن أرى القارئ سمينًا نسيًا للقرآن. 3505- حدثنا يحيى، عن عبد الملك، ثنا عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. 3506- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تُجَادِلُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ جِدَالاً فِيهِ كُفْرٌ. 8- باب من كره تعليم الصبيّ القرآن حتى يميز 3507- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الحسن بن عمرو، عن فُضيل، عن إبراهيم- وهو النخعي- قال: كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم القرآن حتى يعقلوا. 9- باب الأمر بإعراب القرآن 3508- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ، وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ. 3508- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، وَبِهِ. وَلَمْ يَشُكَّ. 10- باب في كم يقرأ القرآن 3509- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يزيد، ثنا هشام، حدثتني حفصة، عن أبي العالية قال: إن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث. وحديث زبيد السلمي تقدم في الزهد. 3510- حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن محمد بن ذكوان، قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: كان عبد الله رضي الله عنه يختم القرآن من الجمعة إلى الجمعة، وكان يختم في رمضان في ثلاث. 3511- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا المُقْرئ، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي عبيدة قال: إن عبد الله رضي الله عنه كان يقرا القرآن في كل ثلاث، وقلما كان يأخذ منه بالنهار. 42- كتاب التفسير 3512- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مُرّة، عن أبي مَعْمَر، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أيُّ سماء تُظِلُّني، وأيُّ أرض تُقِلُّني، إذا قلت في كتاب الله عز وجل ما لا أدري، أو ما لم أسمع. 3513- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يُفَسِّرُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ آيًا بِعَدَدٍ عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 3514- حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصمٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ. 1- باب سورة الفاتحة 3515- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ وَاسْمُهُ عَبْثَرٌ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَرَدَّدَهَا سَاعَةً حِينَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا أُنْزِلَتْ مِنْ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ. 3516- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إسماعيل، أنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب. 3517- قال يونس: وكان الحسن يقول ذلك أيضًا. 3518- وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أنا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: إِنَّ، أَبَا سَعِيدٍ، مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَالْتَفَتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا صَلَّى لَحِقِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَ سُورَةً مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي التَّوْرَاةِ، وَلاَ فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَهَا قَالَ: فَجَعَلْتُ أُبْطِئُ فِي الْمَشْيِ رَجَاءَ أَنْ يَذْكُرَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: الَّذِي وَعَدْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا تَقْرَأُ إِذَا اسْتَفْتَحْتَ الصَّلاَةَ؟ فَقُلْتُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِ السُّورَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، ولَكِنِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلاَءِ، فَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ. 3519- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ تَعْدِلُ بِثُلُثَيِ الْقُرْآنِ قُلْتُ: أَبَانٌ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، مَتْرُوكٌ. 2- سورة البقرة 3520- قال أحمد في الزهد: حدَّثنا هاشم- هو ابن القاسم- ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن الأسود قال: من قرأ البقرة في ليلة توج بها تاجًا في الجنة. 3521- قَالَ إِسْحَاقُ أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالرَّوْحَاءِ، فَرَأَى أُنَاسًا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى هَذِهِ الأَحْجَارِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ رَاكِبًا مَرَّ بِوَادٍ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَصَلَّى، ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَغْشَى الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَيْنَا مِنْكَ لِأَنَّكَ تَأْتِينَا قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنِّي أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَيْفَ تُصَدِّقُ التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ، وَالْفُرْقَانُ التَّوْرَاةَ، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا، وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، وَمَا تَقْرَؤُونَهُ مِنْ كِتَابِهِ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ فَقُلْتُ: هَلَكْتُمْ وَاللَّهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ لاَ تَتَّبِعُونَهُ؟ فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ، وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ، فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ يَنْزِلُ بِالشِّدَّةِ، وَالْغِلْظَةِ، وَالْحَرْبِ، وَالْهَلاَكِ وَنَحْوِ هَذَا فَقُلْتُ: فمَنْ سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ يَنْزِلُ بِالْقَطْرِ، وَالرَّحْمَةِ وَكَذَا قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ فَقَالُوا: أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ قُلْتُ: فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلاَ يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا لَقِيتُهُ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَرَأَ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مِنْ عِنْدِ الْيَهُودِ إِلاَّ إِلَيْكَ لَأُخْبِرَكَ بِمَا قَالُوا لِي، وَقُلْتُ لَهُمْ، فَوَجَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ سَبَقَنِي قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَشَدُّ فِي اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. 3522- أخبرنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير بن سعيد، قال: سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يخبر القوم: إن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة، وتسميها العجم أناهيد، فكان الملكان يحكمان بين الناس، فأتتهما كل واحد منهما عن غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي إن في نفسي بعض الأمر، أريد أن أذكره لك، قال: اذكره يا أخي، لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك. فاتفقا على أمر في ذلك، فقالت لهما: لا حتى تخبراني بما تصعدان به إلى السماء، وما تهبطان به إلى الأرض. قالا: بسم الله الأعظم نهبط، وبه نصعد. فقالت: ما أنا بمواتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه. فقال أحدهما لصاحبه: علّمها إياه. قال: كيف لنا بشدة عذاب الله؟ فقال الآخر: أَخْبَرَنَا نرجو سعة رحمة الله عز وجل. فعلماها إياه، فتكلمت به، فطارت إلى السماء، ففزع ملك لصعودها، فطأطأ رأسه، فلم يجلس بعد، ومسخها الله تعالى، فكانت كوكبًا. 3523- أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلاً، كَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، فَمُسِخَ، وَلَعَنَ اللَّهُ الزَّهْرَةَ، فَإِنَّهَا فَتَنَتِ الْمَلَكَيْنِ. 3524- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد الأخنسي، ثنا محمد بن فُضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} [البقرة: 266] فقال: الإعصار الريح الشديد. 3525- وبه في قوله تعالى {كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء} [البقرة: من الأية 19] قال الصيب: المطر. 3526- وَبِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، قَالَ: يَعْرِفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَلِكَ، لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}، وَكَذَبُوا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} إِلَى قَوْلِهِ: وَمَنْ عَادَ، فَأَكَلَ الرِّبَا، {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}، قَالَ: فَبَلَغَنَا وَاللَّهِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ ثَقِيفَ، وَبَنِي الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانُ بَنُو الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ لِثَقِيفَ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَكَّةَ، وَوَضَعَ يَوْمَئِذٍ الرِّبَا كُلَّهُ، وَكَانَ أَهْلُ الطَّائِفِ قَدْ صَالَحُوا عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِبَاهُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا، فَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ صَحِيفَتِهِمْ: أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ لاَ يَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلاَ يُؤْكِلُوهُ، فَأَتَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ بِبَنِي الْمُغِيرَةِ إِلَى عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالُ بَنُو الْمُغِيرَةِ: مَا جُعِلْنَا أَشْقَى النَّاسِ بِالرِّبَا، وَوُضِعَ عَنِ النَّاسِ غَيْرِنَا، فَقَالَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ: صُولِحْنَا عَلَى أَنَّ لَنَا رِبَانَا فَكَتَبَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} لاَ تَظْلِمُونَ فَتَأْخُذُونَ الْكَثِيرَ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتُبْخُسونَ مِنْهُ، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أَنْ تَذْرُوهُ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} ثُمَّ الْآيَةَ، فَذَكَرُوا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ نَزَلَتْ آخِرَ الْقُرْآنِ. 3527- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد... فذكر حديثًا. قال يزيد: وعن الفضيل عن عطية قال: تاهوا في اثني عشر فرسخًا، أربعين سنة، وجعل بن ظهرانيهم حجر له مثل رأس الثور، إذا نزلوا انفجر منه اثنتي عشرة عينًا. 3528- قال: وعن سليمان التَّيْمي، عن أبي مِجْلَز في قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} [البقرة: 57] قال: أظلت عليهم في التيه. 3529- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ ثُمّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، وَيُعْتِقُ، ثم يَقُولُ: لَعِبْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ طَلَّقَ أَوْ عَتَقَ فَقَالَ: لَعِبْتُ، فَلَيْسَ قَوْلُهُ بِشَيْءٍ يَقَعُ عَلَيْهِ وَيَلْزَمُهُ قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ يَلْزَمُهُ الشَّيْءُ. 3530- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سليمان التَّيْمي، عن قتادة، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب رضي الله عنه، إنه كان يقرأ: {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِرُهَا} [البقرة: 259]. 3531- وعن يحيى، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قال: إن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان يقرأ: {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا} [البقرة: 259] أعجم الزاي. 3532- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عبد الله بن عمر، ثنا عَبْدة، ثنا النَّضر بن عربي، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تبارك وتعالى: {فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259] قال: لم يتغير. 3533- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْإِيمَانِ فَقَرَأَ: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}. هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَهُ شَاهِدٌ. 3534- أخبرنا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن حسين، عن أبي علي الرحبي، عن عِكْرِمة قال: سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما مقبله من الشام عن الإيمان فقرأ: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ} [البقرة: 177] الآية. وله طريق أخرى في الإيمان. 3535- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ تعالي مِنَ الأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ، مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، بِهِ. 3536- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان، عن أيوب، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أشهد إن السلف المضمون إلى أجل قد أحله الله تعالى، وأذن فيه، قال الله تعالى جل ذكره: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} [البقرة: 282]. 3537- وَقَالَ إِسْحَاقُ: حدَّثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، قال: كان عبد الله يرى أنها الصبح، يعني: الصلاة الوسطى. 3538- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَسألته يعني النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هِيَ الْعَصْرُ الَّتِي فُرِّطَ فِيهَا. 3539- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَنَافِعُ مولي ابن عمر، قَالاَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثَهُمَا، أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، قَالَ: فَاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مُصْحَفًا، وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلاَ تَكْتُبْهَا حَتَّى تأتِنِي بِهَا فَأُمْلِهَا عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتَهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتِ: اكْتُبْ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} صَلاَةِ الْعَصْرِ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي تَفْسِيرِ الدَّرَجَةِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الرَّمْيِ مِنْ كِتَابِ الْجِهَادِ. وَحَدِيثُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} تَقَدَّمَ فِي إِمْضَاءِ الطَّلاَقِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ. 3540- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن محمد بن عباد، ثنا سفيان قال: سمعت خُصَيفًا يحدث عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {فَلاَ رَفَثَ} قال: الرفث الجماع، {وَلاَ فُسُوقَ} قال: الفسوق المعاصي، {وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197] قال: الجدال المراء. 3541- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتْبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلاً، وَايْمُ اللَّهِ لاَ تَصَلِونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ افْعَلُوا ما شَئْتُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي دفينتي بِمَكَّةَ، وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، نَقْبَلُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، قَالَ: رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}. - رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّفْسِيرِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِهِ. 3542- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ خَلِيلِ رَبِّنَا، أَفَلاَ نَتَّخِذَهُ مُصَلًّى؟ فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. 3543- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو هشام، ثنا أبو عامر، عن زَمْعَة، عن سلمة، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ} [البقرة: 210] قال: ظلل من السحاب، قد قطعن طاقات. 3544- حدَّثنا شيبان، ثنا همّام، عن قتادة، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213] قال: على الإسلام كلهم. وقال الكلبي: على الكفر كلهم. 3545- حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَثْفَرَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: أَثْفَرَ فُلاَنٌ امْرَأَتَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. 3- باب فضل سورة البقرة 3546- قَالَ إِسْحَاقُ أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلِي، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رَأَيْتُ مِثْلَ الْقَنَادِيلِ نُورًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَلاَ مَضَيْتَ يَا أَبَا عَتِيكٍ؟ فَقَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ إِذْ رَأَيْتُ أَنْ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ، تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ تَنْزِلُ لِلْقُرْآنِ. 3547- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَما أَنَا أُصَلِّي، قَائِمًا لَيْلَةً، وَقَدْ قَرَأْتُ الْبَقَرَةَ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 3548- وَأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ح وَأنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 3549- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ أُسَيْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَغَشِيَتْنِي مِثْلُ السَّحَابَةِ فِيهَا الْمَصَابِيحُ، وَامْرَأَتِي نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي، وَهَى حَامِلٌ، وَالْفَرَسُ مَرْبُوطٌ فِي الدَّارِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَنْفِرَ الْفَرَسُ، فَتَفْزَعُ الْمَرْأَةُ فَتُلْقِي وَلَدَهَا، فَانْصَرَفْتُ مِنْ صَلاَتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحْتُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ أُسَيْدُ، ذَلِكَ مَلَكٌ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ قُلْتُ: رَوَاهُ البخاري تَعْلِيقًا، وَمسلمُ، وَأَحْمَدُ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى من مسند أسيد رضي الله عنه. 3550- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسَمَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. 3551- وَثنا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلاً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي بَيْتِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى. 3552- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني أبو إسحاق، عن عمرو، عن سعد أو سعيد، عن عمر رضي الله عنه قال: ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام حتى يقرأ الآيات الأواخر من سورة البقرة، فإنهن من كنز تحت العرش. 4- باب فضل آية الكرسي 3553- قَالَ إِسْحَاقُ أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حَتَّى يَخْتِمَ وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَهُ، فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَفِيهِ صِفَةُ الْكُرْسِيِّ. 3554- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الحسن بن حماد، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي. 3555- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ... الْحَدِيثُ. مُرْسَلٌ إِسْنَادُهُ إِلَى الْحَسَنِ صَحِيحٌ. 5- باب سورة آل عمران 3556- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سَلَمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه.... فذكر قصة عن عليّ رضي الله عنه، ثم قال: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: 96] قال رضي الله عنه: أما إنه ليس بأول بيت كان، قد كان نوح عليه الصلاة والسلام قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكانوا في البيوت، وكان إبراهيم في البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس {مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 96- 97]. 3556- وقال الحارث: حدَّثنا العباس بن الفضل، ثنا حماد بن سَلَمة به. وفي باب وقعة أحد من المغازي حديث في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا} [سورة آل عمران: 154]. 3557- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد بن عبد الله، ثنا حُميد الأعرج، عن مجاهد قال {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] هو قولك: أدخل وأنت آمن. 3558- وقال أبو بكر: حدَّثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباط، عن السُّدي، عن عبد خير، عن عبد الله رضي الله عنه قال: ما كنت أرى إن أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا، حتى نزل {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ} [آل عمران: 152]. 3559- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ هُوَ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ بَيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ يَأْتِي رَحِمَهُ فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إِلاَّ أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ يَتَلَمَّظُ، حَتَّى يُطَوِّقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}. 3560- وقال الحارث: حدَّثنا الحسن بن قتيبة، ثنا إسرائيل، عن سماك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 110] هم الذين هاجروا إلى المدينة. 3561- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا جعفر، عن حُميد الأعرج، عن مجاهد قال: كان الحارث بن سويد أسلم ثم لحق بقومه، وكفر، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} [آل عمران: 86] إلى آخر الآية. قال: فحملهن إليه رجل من قومه، فقرأهن عليه، فقال الحارث: والله إنك ما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله تعالى لأصدق الثلاثة، ثم رجع فأسلم إسلامًا حسنًا. 3562- حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: النُّعَاسُ عِنْدَ الْقِتَالِ أَمَنَةٌ، وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلاَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ. 3563- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ مِنهَالَ، يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْمَعْ لِي مَنْ هُنَا مِنْ قُرَيْشٍ الْحَدِيثَ. تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الْوَرَعِ، وَالتَّقْوَى، مِنَ الرَّقَائِقِ. 3564- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا حسن، ثنا أبو عمرو القارئ، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما إن ابن مسعود رضي الله عنه، يقرأ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغَلَّ} [آل عمران: 161] بفتح الغين، فقال لي: قد جاز له إن يغل، وإن يقتل، إنما هي: {أن يغُل} يعني بضم العين، وما كان الله عز وجل ليجعل نبيًا غالاً. 6- سورة النساء 3565- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن الحجاج الصواف، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي المهلب قال: رحلتُ إلى عائشة رضي الله عنها في هذه الآية: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا. 3566- أخبرنا أبو عامر العَقَدي، ثنا عبد العزيز بن المطلب، حدثني أبي، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: الكبائر سبع: الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، ورمي المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم. 3567- أخبرنا ابن عُلَيَّة، عن زياد بن مِخْراق، عن طَيْسَلة بن ميّاس الهُذَلي قال: كنت مع النجدات فأصبت ذنوبًا لا أراها إلا من الكبائر، فأتيت ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: هي تسع، وعدَّهن: الإشراك بالله، وقتل النفس بغير حقها، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد الحرام، والتي تستسحر، وبكاء الوالدين بالعقوق. فلما رأى ابن عمر رضي الله عنهما فرقي قال: أتخاف أن تدخل النار؟ فقلت: نعم. قال: أو تحب أن تدخل الجنة؟ فقلت: نعم. فقال: حي والدك... فذكر الحديث. 3568- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي سَرِيَّةٍ، فَمَرُّوا بِقَوْمٍ مُشْرِكِينَ فَفَرُّوا وَأَقَامَ رَجُلٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَقَتَلَهُ الْمِقْدَادُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ فَقَالَ: وَدَّ لَوْ أَنَّهُ فَرَّ بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ فَقَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْأَلُوهُ، فَأَتَوْهُ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَدَّ لَوْ أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ، وَأَهْلِهِ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} إِلَى قَوْلِهِ {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} يَعْنِي: تُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ، وَأَنْتُمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَمَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلاَمَ فَتَبَيَّنُوا. 3569- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ دَامَ، بَصَرَهُ مَفْتُوحَةٌ عَيْنَاهُ، وَفَرَغَ سَمْعُهُ، وَبَصَرُهُ، لِمَا جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ: {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}، قَالَ: فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا ذَنْبُنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقُلْنَا لِلأَعْمَى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَيْهِ قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اكْتُبْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى. 3570- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو عامر العَقَدي، ثنا عبد الجليل- وهو ابن عطية- عن محمد بن المنتشر قال: قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأعرف أشد آية في كتاب الله تعالى. فأهوى عمر رضي الله عنه فضربه بالدرة، وقال: ما لك نقّبت عنها حتى علمتها. فانصرف حتى إذا كان الغد قال له عمر رضي الله عنه: الآية التي ذكرت أمس. قال: وهل تركتني أخبرك عنها. فقال له عمر رضي الله عنه: ما نمت البارحة. فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله عز وجل: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] الآية، ما منا أحد يعمل سوء إلا جزي به. فقال له عمر رضي الله عنه: إنَّا حين نزلت ما نفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك، ورخّص قال: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 110]. 3571- أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سَلَمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة قال: لما قُتل عثمان رضي الله عنه... فذكر حديثًا فيه: ثم قام آخر فسأله- يعني عَلِيًّا رضي الله عنه-: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} [النساء: 128] قال رضي الله عنه: عن مثل هذا فاسألوا، هو الرجل يكون له المرأتان، فتعجز إحداهما أو تكون ذميمة، فيصالحها على إن يأتيها كل ليلتين أو ثلاثًا مرة. 3572- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَاصَمَ رَجُلاً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}. 3573- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَظُنُّ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ الزُّبَيْرَ اخْتَصَمَ هُوَ وَرَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَضَى صلى الله عليه وسلم، لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، وَهَمَزَهُ بِفِيهِ، فَقَالَ يَهُودِيُّ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَلْمِزُ نَبِيَّهُ، نَحْنُ أَطْوَعُ مِنْهُمْ، أَمَرَنَا نَبِيُّنَا لِنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا فَقَتَلْنَا أَنْفُسَنَا. 3574- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ، هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا فَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَيُقَالُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَةِ يَوْمَ ذَهَبَتْ، فَيَحْمِلُهَا فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا هَوَتْ، وَهَوَى فِي إِثْرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. 3575- وَقَالَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِهِ، فَنَظَرَ فَإِذَا حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَرَأَهَا صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ فَلَقَّنَهَا حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَنَظَرَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهَا فَلُقِّنَهَا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ فِي الْكَلاَلَةِ، فَلَقِيَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَحْمَقُ إِنْ ظَنَنْتُ أَنَّ إِمَارَتَكَ تُحَمِّلُنِي غُلاً، وَتَقُولُ: لُقِّنْتَهَا، هُوَ مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ: يرَحِمَكَ اللَّهُ، لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَقَّنَنِيهَا فَلَقَّنْتُكَ كَمَا لَقَّنَنِيهَا، فَوَاللَّهِ، لاَ أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَبَدًا. 3576- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْمًا تَأَجَّجَ أَفْوَاهُهُمْ نَارًا فَقِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا}. 3577- قال أبو يعلى: حدَّثنا سعيد، أخبرني عيسى بن صدقة، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: اتقوا الله تعالى، وأدوا الأمانة، فإن الله عز وجل يقول: وأدوا الأمانات إلى أهلها. 3578- حدَّثنا عبد الله بن عمر بن أبَان، ثنا عبد الرحمن، عن أشعث، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج ضَمْرَة بن جندب رضي الله عنه من بيته مهاجرًا، فقال لأهله: احلموني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: 100]. 3579- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ تَمَامِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْإِيَادِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} وَقَدْ كَانَتْ شَقَّتْ عَلَيْكُمُ الْآيَةُ الَّتِي قَبْلَهَا {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَشِّرَ أَصْحَابِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ غَفَرَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قُلْتُ: نَعَمْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ عُوَيْمِرٍ ثُمَّ قَالَ كَعْبُ بْنُ ذُهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنَا رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَضْرِبُ أَنْفَ نَفْسِهِ بِأُصْبُعِهِ. |
01-04-2013, 08:10 PM | #132 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
7- سورة المائدة 3580- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَدُّوا لِلْحُلَفَاءِ عُقُودَهُمُ الَّذِي عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعَقْلُ عَنْهُمْ، وَالنَّصْرُ لَهُمْ. 3581- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا يزيد بن هارون، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: اختار موسى عليه الصلاة والسلام من كل سبط رجلين، فدخلوا مدينة الجبارين، فخرج كل قوم ينهون سبطهم أن يدخلوا، إلا يوشع بن نون وكالب بن يوحنه. 3581- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، ثنا ورقاء بهذا إلى قوله: أن يدخلوا عليهم. 3582- قال: حدَّثنا يزيد، عن الفضيل، عن عطية قال: تاهوا في اثني عشر فرسخًا، أربعين عامًا، وجعل بين ظهرانيهم حجر له مثل رأس الثور، فإذا نزلوا انفجر منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا رحلوه حملوه على ثور فاستمسك. 3582- حدَّثنا يزيد، ثنا فُضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي قال: تاهوا في اثني عشر فرسخا، أربعين عامًا، وجعل لهم حجرًا مثل رأس الثور، يحمل على ثور، فإذا نزلوا منزلاً وضعوه، فضربه موسى عليه الصلاة والسلام، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا ساروا حملوه على ثور واستمسك الماء. 3583- حدَّثنا يزيد، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عِكْرِمة، في قوله تعالى {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [المائدة: 26] قال: محرمة عليهم أن يدخلوا أبدًا، ويتيهون في الأرض أربعين سنة. 3584- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ عِيسَى، قَالَتْ: حَدَّثَنِي عَمِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِهِ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ، فَعَرَفْنَا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَانْدَقَّتْ كَتِفُ رَاحِلَتِهِ الْعَضْبَاءِ مِنْ ثِقَلِ السُّورَةِ. 3585- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا زهير، ثنا ابن فُضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت قومًا كانوا خيرًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن من القرآن. 3586-وقال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا زكريا، عن الشَّعبي، عن جابر رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [المائدة: 41] قال: يهود المدينة. {سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} قال: أهل فدك {لَمْ يَأْتُوكَ} إلى آخر الآية. 3587- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هُمْ قَوْمُ هَذَا، يَعْنِي: قَوْلَهُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. 3588- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نَحْنُ الْيَوْمَ نَحْكُمُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَعَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الأَدْيَانِ. 3589- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا نُصَيْرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ، عَنْ حَامِيَةَ بْنِ رِقَابٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا}، فَقَالَ: دَعِ الْقِسِّيسِينَ فِي الصَّوَامِعِ، وَالْخِرَبِ، أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ: صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا}. 3589- وقال الحارث: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا نُضَيْر بن زياد، فذكره، بلفظ: فقال: هم الرهبان الذين في الصوامع والخرب دعوهم فيها، قال سلمان رضي الله عنه: وقرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ} فأقراني: ذلك بأن منهم صديقين. 3590- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو كريب، ثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: إن كانا لتأتي عليَّ السنة أريد أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فأتهيب منه، وإن كنا لنتمنى الأعراب. حديث الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه في قوله تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79] في كتاب الإيمان. 3591- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كانوا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكروا هذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فقال رجل من اليهود:.. الحديث. فقال عمر: فأكمل الله تعالى لنا الأمر، فعرفنا أنّ الأمر بعد ذلك في انتقاص. قلت: أصله مخرج عندهم من حديث طارق بن شهاب عن عمر رضي الله عنه دون ما هنا. 3592- وقال عبد: حدَّثنا إبراهيم بن الحكم، ثنا أبي، عن عِكْرِمة، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة، وسورة التوبة، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: احلّوا ما أحلّ الله فيهما، وحرّموا ما حرّم الله فيهما. 3593- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن يحيى، قال: سمعت القاسم يقول: قالت عائشة رضي الله عنها لما سمعت الناس يقولون: يحرم كل ذي ناب من السباع، قلتُ: {لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} [الأنعام: 145] إلى آخر الآية، قال: وإن البرمة تكون في مائها الصفرة ثم لا يحرمها ذلك. 3594- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا معتمر، عن بُرد بن سنان، عن عبادة بن نُسي، عن غُضَيْف بن الحارث قال: كتب إليّه عامل – يعني عمر رضي الله عنه-: إن لنا جيرانًا من السامرة، يقرؤون بعض التوراة والإنجيل، ولا يؤمنون بالغيب، فما ترى في ذبائحهم؟ فكتب إليه: إن كانوا يقرؤون بعض التوراة وبعض الإنجيل ويسبتون فذبائحهم كذبائح أهل الكتاب. 3595- وقال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا مجالد، عن الشَّعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: زنا رجل من أهل فدك، فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة: أن سلوا محمدًا عن ذلك، فإن أمركم بالجلد فخذوه عنه، وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه. فسألوه عن ذلك، فقال: أرسلوا إلي أعلم رجلين منكم. فجاءوا برجل أعور، يقال له: ابن صوريّا، وآخر، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: أنتما أعلم من قبلكما. فقالا: قد نحا قومنا لذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما: أليس عندكما التوراة فيها حكم الله تعالى؟ قالا: بلى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنشدكما بالذي فلق البحر لموسى، وظلل عليكم الغمام، وأنجاكم من آل فرعون، وأنزل المن والسلوى على بني إسرائيل ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقال أحدهما للآخر: ما نشدت بمثله قط؟ ثم قال: نجد ترداد النظر زنية، والإعناق زنية، فإذا شهد أربعة أنهم رأوه يبدي ويعيد كما يدخل الميل في المكحلة، فقد وجب الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو ذاك. فأمر به فرجم، ونزلت {فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} [المائدة: 42] الآيات. 3595- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن سفيان فذكره وأوله {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ} [المائدة: 41] قال: نزلت في ابن صوريا حين أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث. ولم يذكر أوله، وزاد فيه: والقبلة زنية. وآخره: كما يدخل الميل في المكحلة فالرجم. ولم يذكر ما بعده. وهو عند أبي داود وغيره باختصار فيه أيضًا. 3595- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن ابن جُريج، أخبرني نافع. أن عبد الرحمن بن أبي هريرة سأل ابن عمر رضي الله عنهما، عن حيتان كثيرة ألقاها البحر، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: أميتة هي؟ قال: نعم. فنهاه، قال: فلما دخل دعا بالمصحف، فقرأ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ} [المائدة: 96] قال: فطعامه ما يخرج منه، فكلوه ليس به بأس، وكل شيء فيه يؤكل ميتًا فيه، أو ميتًا جنبه. قلت: رواه مالك في الموطأ عن نافع نحوه، فقال بعد قوله: فقرأ {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ} [المائدة: 96]، فأرسلني إلى عبد الرحمن فقال: لا بأس به فكله. 3595- وقال الحارث: حدَّثنا سُريج بن يونس، ثنا مروان- هو ابن معاوية- حدثني خُصَيف، عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدًا من أصحابه... الحديث. وأنزلت فيهم {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] الآية. - وسيأتي إن شاء الله تعالى في السيرة النبوية. 8- سورة الأنعام 3596- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جرير، عن ليث، عن شَهْر بن حوشب نزلت سورة الأنعام ومعها زجل من الملائكة قد نيطوا السماء الدنيا إلى الأرض، وهي مكية غير آيتين: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ} [الأنعام: 151]. 3597- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآتين: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، و{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قالوا: الذين قالوا ربنا الله ثم عملوا بها، ثم استقاموا على أمره، قالوا: والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، لم يُذنبوا. قال: لقد حملتموها على أمر شديد. {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}، يقول: بشرك، و {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} عليها، فلم يعدلوا عنا بشرك ولا غيره. 3598- أخبرنا أبو أسامة، عن بعض المكيين، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، قال: البدع والشبهات. 3599- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ حَدَّثَهُ، عَنْ مَاهَانَ، قَالَ: إِنَّ قَوْمًا أَتَوَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّا أَصَبْنَا ذُنُوبًا عِظَامًا، فَمَا إِخَالُهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَدْبَرُوا نَزَلَتْ: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} فَدَعَاهُمْ صلى الله عليه وسلم، فَتَلاَهَا عَلَيْهِمْ. 3600- حدَّثنا أبو الأحوص، ثنا سعيد بن مسروق، عن حسان الفهري، عن ابن عباس في قوله {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ} [الأنعام: 59] قال: ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وبها ملك موكّل يكتب ما يسقط من ورقها. 3601- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو بدر، عن عمرو بن قيس، عن رجل، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ليتق امرؤٌ أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء، ثم قرأت: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159]. 3602- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهُ صَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً، تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَسَجَدَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَطَالَ السُّجُودَ، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، أَنِ اسْكُتُوا فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ صَلاَةَ رَغْبَةٍ، وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاَثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَلاَّ يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَلاَّ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لِلَّهِ أَبُوكَ سَمِعْتَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ عَشْرًا. وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، نَحْوَهُ. 3603- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} قَالَ: جَاءَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَوَجَدُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا مَعَ بِلاَلٍ، وَصُهَيْبٍ، وَخَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم، حَقَرُوهُمْ، فَأَتَوْهُ، فَخَلَوْا بِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَ لَكَ مِنَّا مَجْلِسًا، تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا، فَإِنَّ وُجُوهَ الْعَرَبِ تَفِدُ عَلَيْكَ، فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ وَهَذِهِ الأَعْبُدَ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ، فَأَقِمْهُمْ عَنَّا، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَأَقْعِدْهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: نَعَمْ قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا، قَالَ: فَدَعَا صلى الله عليه وسلم، بِالصَّحِيفَةِ، وَدَعَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِيَكْتُبَ، وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إِلَى قَوْلِهِ {مِنَ الظَّالِمِينَ}، ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، فَدَنَوْنَا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، قَالَ: فَمَجَالِسُ الأَشْرَافِ، {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}، قَالَ: عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ، {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}، قَالَ: هَلاَكًا ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ، وبِمَثَلِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْعُدُ مَعَنَا، فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ، وَإِلاَّ صَبَرَ أَبَدًا حَتَّى نَقُومَ. 3603- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ، مُخْتَصَرًا. 9- سورة الأعراف 3604- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عفان، ثنا حماد بن سَلَمة، عن ثابت قال: قال علي رضي الله عنه، إنا سمعنا الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَبذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152] قال: وما نرى القوم إلا افتروا فرية ما أراها إلا ستصيبهم. ذكره في أثناء حديثه. 3605- أخبرنا عفان، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن أيوب قال: تلا أبو قِلابة هذه الآية فقال: هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة، الذلة في الحياة الدنيا. 3606- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا أبو أسامة، حدثني عتيق بن حيّان الأزدي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن السبعين الذي اختار موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة، أنهم لم ينهوا عن العجل، ولم يرضوا به. 3607- وقال الحارث: حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا إبراهيم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث، قال: سمعت تبيع ابن امرأة كعب يقول: في قوله عز وجل {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} [الأعراف: 25] قال: الأرض منها خلق الله تعالى آدم، وفيها يدفنون إذا ماتوا {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} تمطر السماء أربعين ليلة، فيخرج الموتى من الأرض. وله شاهد في الصحيح. 3608- 3609- قال الحارث: ثنا هوذة [ح]. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَصْحَابِ الأَعْرَافِ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَتُهُمْ آبَاءَهُمْ. وَزَادَ الْحَارِثُ: وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هُمْ قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ، وَسَيِّئَاتُهُمْ، فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ، وَالنَّارَ، سَيُدْخِلُهمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي رَحْمَتِهِ، وَلاَ أَدْرِي أَذَكَرَ قَتْلاً أَمْ لاَ. 3610- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْهِلاَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أَصْحَابُ الأَعْرَافِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قَوْمٌ خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ، فَاسْتُشْهِدُوا فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ، وَمَنَعَتْهُمُ الْمَعْصِيَةُ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ. 3611- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ. 3612- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَسْخِ، أَنْ يَكُونَ لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ فَكَانَ لَهُ نَسْلٌ وَلاَ عَقِبٌ قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَعْرُورِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، سَأَلْتُ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَلَيْثٌ وَاهِي الْحِفْظِ. 10- باب سورة الأنفال 3613- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَنَصَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَفَتَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ مَنْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ نَفَلَهُ مِنْ بَعْدِ الْخُمُسِ، فَرَجَعَ رِجَالٌ، وَكَانُوا يَسْتَقْدِمُونَ، وَيَأْسِرُونَ، وَيَقْتُلُونَ، وَتَرَكُوا الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ، وَلَمْ يَنَالُوا مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ رِجَالٍ مِنَّا يَسْتَقْدِمُونَ، وَيَأْسِرُونَ، وَتَخَلَّفَ رِجَالٌ لَمْ يَصِلُوا بِالْقِتَالِ، فَنَفَلْتَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: رُدُّوا مَا أَخَذْتُمْ، وَاقْسِمُوهُ بَيْنَكُمْ بِالْعَدْلِ وَالسَّوِيَّةِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْفَقْنَا وَأَكَلْنَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَاحْتَسِبُوا بِذَلِكَ. 3614- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن مالك، عن الزهري، عن القاسم قال: إن رجلاً سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن النفل؟ فقال: الفرس من النفل، والسلب من النفل. فأعاد عليه، فقال: هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر رضي الله عنه. 3615- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ شَرِيحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} قَالَ: هُمُ الْجِنُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يُخَبِّلُ أَحَدًا فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ. 3616- وقال الطيالسي: حدَّثنا الصلت بن دينار، ثنا عُقبة بن صهبان، وأبو رجاء العطاردي قالا: سمعنا الزبير وهو يتلو هذه الآية: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] فلقد تلوت هذه الآية: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً} زمانا ًوما أراني من أهلها، فأصبحنا من أهلها. 11- سورة التوبة 3617- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو عامر العَقَدي، ثنا شُعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْرَان، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: إن آخر ما نزل من القرآن {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]. 3617- أخبرنا وكيع، عن شُعبة، بهذا الإسناد مثله. هذا إسناد حسن. 3617- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا هُشيم، ثنا منصور، عن الحسن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه نحوه. حديث ابن عمر رضي الله عنهما في ذكر النسيء تقدم في باب حرمة مكة. 3618- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدة بن سليمان، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل، وهو يقرأ: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} [التوبة: 100] حتى ختم الآية، فقال عمر رضي الله عنه: إنصرف، إنصرف، فقال: من أقرأك هذه السورة؟ فقال: أقرأنيها أُبي بن كعب. فقال: لا تفارقني حتى نذهب إليه. فجاء فاستأذن وهو متكئ، فأذن له، فقال: زعم هذا أنك أقرأته آية كذا. وتلاها عليه. فقال: صدق. فقال عمر لأبي: أتلقيتها من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فرد عمر ثلاث مرات، كل ذلك يقول له أبي: نعم. ثم قال: إني أشهد أن الله تعالى أنزلها على محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بها جبريل عليه الصلاة والسلام من عند الله تبارك وتعالى، لم يؤامر فيها الخطاب ولا ابنه. قال: فخرج عمر وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر. 3619- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ، وَلاَ الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ، وَلَكِنْ يُوَسِّعْ جِلْدَهُ، {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}. هَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا لِضَعْفِ سَيْفٍ. 3620- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لاَ يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ. أَبُو سَوْرَةَ ضَعِيفٌ. 3621- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّائِحِينَ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هُمُ الصَّائِمُونَ. هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. 3622- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَ يَزِيدُ فِيهِ مَعَ ضَعَفِهِ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَأَنَّ الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ. 3623- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول: مات رجل من المنافقين، فلم أصل عليه، فقال عمر رضي الله عنه: ما منعك أن تصلي عليه؟ قلت: إنه منهم. فقال: أبالله منهم أنا؟ قلت: لا. قال: فبكى رضي الله عنه. إسناده صحيح، وقد استنكره يعقوب بن سفيان من حديث زيد بن وهب. 3624- قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد، سمعت الحسن، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} [التوبة: 73] قال: جهاد الكفار بالسيف، وجهاد المنافقين باللسان. 3625- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد العزيز بن المختار، حدثني طلق بن حبيب، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: لقد رأيت الدخان في مسجد ضرار حيث انهار. 3626- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. 3627- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُنَا أَنْ يَتْرُكَ لِوَلَدِهِ مَالاَ يَبْقَى بَعْدَهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ، فَانْطَلِقُوا، وَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا لَمْ نَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِمَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَإِنَّمَا فُرِضَتِ الْمَوَارِيثُ فِي الأَمْوَالِ لِتَبْقَى بَعْدَكُمْ قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُكْنَزُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ. 3627- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا. 3628- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس رضي الله عنه قال: قرأ أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة: 41] فقال: ما أسمع الله تعالى عذرًا لأحد، ثم خرج إلى الشام، فلم يزل بها مجاهدًا حتى مات بها. 3629- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ بَاتَ يَجُرُّ الْجَرِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ، عَلَى صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ قَالَ: فَانْقَلَبْتُ بِأَحَدِهِمْ إِلَى أَهْلِي، وَجِئْتُ بِالْآخَرِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَأَخْبَرْتُهُ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ، فَقَالَ: انْثُرْهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: وَسَخِرُوا بِهِ، لَقَدْ كَانَ اللَّهُ غَنِيًّا عَنْ صَاعِ هَذَا الْمِسْكِينِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ}. 12- سورة يونس 3630- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ سَبَقَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ، قَالَ: فَيَنْظُرْ إِلَى ذِي الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً، كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ، لاَ تَشُكُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا، وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}، وَقَالَ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا: الَّذِينَ قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَالْحُسْنَى: الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 3631- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا، يَعْنِي: بِالْمُثَنَّاةِ. 13- سورة هود 3632- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاَتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالاِضْطِرَابِ، أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ، فَرَّقَهُمَا كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ بِهِ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا. 3633- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا محمد بن جابر، عن أبي إسحاق الهمداني قال: سمعت الضحاك بن قيس يقرأ: {نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا تَشَاء} [هود: 87] يعني: بالتاء. 14- سورة يوسف 3634- قَالَ إِسْحَاقُ أنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلاَّدٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَلاَهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} إِلَى قَوْلِهِ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} فَتَلاَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حَدَّثَتْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ، قَالَ خَلاَّدٌ: وَزَادَ فِيهِ آخَرُ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ ذَكَّرْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ. 3634- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، َالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي بِهِ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ، أَيْضًا عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ سَعْدٍ، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 3635- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ومحمد بن حاتم المؤدب، والمعلى بن مهدي، ونسخته، من كتاب زكريا وهو ولفظه، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ: نُسَْابِيٌّ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، مَا اسْمُهَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِشَيْءٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى نُسَْابِيٌّ الْيَهُودِيِّ فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ إِنْ أَنْبَأْتُكَ بِأَسْمَائِهَا؟ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هِيَ خِرْبَانُ، وَالذَّيَّالُ، وَالطَّارِقُ، اللِّسَانُ، وَقَايِسُ، وَوَثَّابُ، وَعَمُودَانِ، وَالْفَيْلَقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالصَّرُوحُ، وَذُو الْفَرَعِ قَالَ: يَقُولُ نُسَْابِيٌّ: وَاللَّهِ إِنَّهَا أَسْمَاؤُهَا قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا رَآهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: هَذَا أَمْرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ، قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ، وَالْقَمَرُ أُمُّهُ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ، مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ السُّدِّيِّ. 3636- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الأخنسي، ثنا ابن فُضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} [يوسف: 44] قال: هي الأحلام الكاذبة. 3637- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن فُضيل بن عياض، عن حُصَين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [يوسف: 31]، قال: الأترج. 3638- وحدَّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} [يوسف: 72] قال: هو المكوك الفارسي، الذي يشرب فيه الأعاجم يلتقي طرفاه. 3639- حدَّثنا يحيى، عن عبد الوارث، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: الصواع والسقاية واحد، هو الإناء الذي يشرب فيه. 3640- وقال الحارث: حدَّثنا يحيى ابن أبي بُكير، ثنا إسرائيل، عن خُصَيف، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عُيّر يوسف عليه الصلاة والسلام بثلاث: بقوله {اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42]، وقوله لإخوته: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف: 70]، {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} [يوسف: 77] وقال: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52] فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: ولا حين هممت؟ قال: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} [يوسف: 53] الآية. 15- سورة الرعد 3641- قال عبد الله بن أحمد في الزهد، حدَّثنا الحسن بن حماد الورَّاق، ثنا عثام، عن الأعمش قال سمعت شقيقًا يقول: اللهم إن كنت كتبتنا عندك أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء، فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب. 3642- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}. 3643- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} قَالَ: يَمْحُو اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَشَاءُ مِنَ الأَشْيَاءِ مِنَ الأَصَلِ، وَيَزِيدُ فِيهِ مَا يَشَاءُ قُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَبُو صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ} يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ. 16- سورة الحجر 3644- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبيد الله بن عمر، ثنا أبو بكر النكري: عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72] قال: وحياتك. 3645- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا ذَرَأَ مِنْ نَفْسٍ، أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلاَّ بِحَيَاتِهِ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}. 17- سورة النحل 3646- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى بِئْرِ الْمُشْرِكِينِ، يَسْتَقِي مِنْهَا، وَحَوْلَهَا ثَلاَثُ صُفُوفٍ يَحْرُسُونَهَا، فَاسْتَقَى فِي قِرْبَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ، حَتَّى أَتَى الصَّفَّ الأَوَّلَ فَأَخَذُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنَّمَا أَسْتَقِي لِأَصْحَابِكُمْ، فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ، فَأَخَذُوهُ، فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَرَكُوهُ فَذَهَبَ، فَعَادَ فَأَخَذُوهُ، فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَيْلَ فَاسْتَنْقَذُوهُ، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}. 3647- وقَالَ مُسَدَّدٌ: أخبرنا يحيى، ثنا شُعبة، حدثني فراس، عن عامر، عن مسروق، قال: إن عبد الله بن مسعود قرأ: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا. فقال فروة بن نوفل: نسي: إن إبراهيم، فقال عبد الله رضي الله عنه: ما نسيت إنّا كنّا نشبّهه بإبراهيم. وسئل عبد الله رضي الله عنه عن الأمة، قال: معلم الخير. وسئل عن القانت، قال: المطيع لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. 3648- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُرَيْج بن يونس، ثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه، في قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنحل الطوال. صححه الحاكم. 3649- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُرَيْج، ثنا إبراهيم بن سليمان، عن الأعمش، عن الحسن، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88]، قال: خمسة أنهار يعذبون ببعضها في الليل، وببعضها في النهار. |
01-04-2013, 08:13 PM | #133 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
الجزء الرابع عشر
18- سورة الإسراء 3650- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا حسين بن محمد، ثنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مِهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم: ووصى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ إياه. فلصقت إحدى الواوين بالأخرى. فقرأ لنا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد. فكان ميمون يقول: إن على تفسيره لنورًا. قال الله تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13]. 3651- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامر في قوله عز وجل {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ونقص من الثَّمرات. 3652- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح وعِكْرِمة في قوله عز وجل {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] قال: السنين: حبس عنهم المطر، ونقص من الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، وعصاه، ويده. 3653- حدَّثنا عباد بن العوام، عن أشعث بن سوّار، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قال: كانوا يجهرون بالدعاء: اللهم ارحمني، فلما نزلت هذه الآية أمروا أن لا يتخافتوا، ولا يجهروا. عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، في نزول قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ} [الإسراء59- 61] الآيات الثلاث. يأتي إن شاء الله في تفسير سورة الشعراء. 19- سورة الكهف 3654- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الأَسَدِيُّ، ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ: أَنَّهُ مَنْ قَالَ: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا، كَانَ لَهُ نُورٌ مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ الْمَلاَئِكَةُ. 3655- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ وَكَانَ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، لَمْ يَضُرَّهُ. حَدِيثٌ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا، مَضَى فِي الأَنْعَامِ. 3656- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فَقَالَ: فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ، لَوْلاَ مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الأَرْضِ. - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بِهِ. 3657- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ: وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا، قَالَ: مَدِينَةً لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ، لَوْلاَ أَصْوَاتُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ النَّاسُ دَوِيَّ الشَّمْسِ حِينَ تَجِبُ فَحَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سِتْرًا: بِنَاءً لَمْ يُبْنَ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ، وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ، كَانُوا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ، حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ. 20- سورة طه 3659- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بشر، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: إن المعيشة الضَّنك التي قال الله تعالى هي عذاب القبر. 3660- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد بن عيسى، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، قال: إن أبا السمح أخبره عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، فذكر نحوه في أثناء حديث. 3661- وقال الحارث: حدَّثنا أسود بن عامر شاذان، ثنا شَريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {طه} [طه: 1] أي: طه: يا رجل، وهي بالنبطية. 3662- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، ثنا حماد بن سَلَمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان – أي العجل – إذا خار سجدوا، وإذا سكت رفعوا رؤوسهم. 3663- وحدَّثنا يزيد، ثنا جويبر، عن الضحاك، في قوله تعالى: {لَهُ خُوَارٌ} [طه: 88] قال: خار خورة، ولم يثنِّ. ألم تر أن الله عز وجل قال {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} [طه: 89] وقال جل وعلا: {أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً} [الأعراف: 148]. 3664- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَيْفٌ، فَبَعَثَنِي صلى الله عليه وسلم إِلَى يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ: بِعْنَا أَوْ أَسْلِفْنَا إِلَى رَجَبٍ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لاَ أَبِيعُهُ وَلاَ أُسْلِفُهُ إِلاَّ بِرَهْنٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ، إِنِّي أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ، أَمِينٌ فِي الأَرْضِ، اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ فَذَهَبْتُ بِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ. 21- سورة الحج 3665- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وكيع، ثنا سفيان، عن السُّدي، عن مرة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: من همَّ بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، وإن هم بعدنِ أبين أن يقتل في المسجد الحرام أذاقه الله عز وجل من عذاب أليم، ثم قرأ {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25] الآية. موقوف قوي الإسناد. 3666- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا الحسن بن موسى، ثنا شيبان، عن منصور، عن مجاهد قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يضرب قبتين قبة في الحل، وقبة في الحرم، فقيل له: لو كنت مع ابن عمك وأهلك؟ فقال: إن مكة بكة، وإنّا أُنبئنا أن من الإلحاد فيها: كلا والله، وبلى والله. هذا موقوف صحيح. 3667- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَهْلِ دِينٍ كُنْتُ مَعَهُمْ، فَذَكَرَ مِنْ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامِهِمْ، وَعِبَادَتِهِمْ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ إِلَى قَوْلِهِ: شَهِيدٌ. 22- سورة قد أفلح المؤمنون 3668- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ أَكْتُبُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُمْلِيهَا: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ حَتَّى بَلَغَ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: لَمْ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ خُتِمَتْ بِمَا تَقُولُ: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. جَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ، ضَعِيفٌ. 3669- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا الفضيل بن عياض: قال سمعت الثوري يقول في قوله تعالى: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 106] قال: القضاء. 23- سورة النور 3670- قال أبو يعلى: حدَّثنا إبراهيم بن الحجاج النِّيلي، ثنا صالح المُرِّي، عن الحسن، عن بعض المهاجرين، وعن يزيد الرَّقَاشي، وجعفر بن زيد، عن زفر، قال: قال بعض المهاجرين: لقد طلبت هذه الآية عمري، فما قدرت عليها، قول الله عز وجل: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا} [النور: 28] وإني لأستأذن على بعض إخواني فيقال لي: ارجع، فأرجع وأنا قرير العين. 3671- حدَّثنا أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا ابن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} يقول: قطعًا، يجعل بعضها فوق بعض {فَتَرَى الْوَدْقَ} يعني: المطر {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [الروم: 48] من بينه. 3672- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ الأَنْصَارِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِحَاجَةٍ لَنَا، فَعَثَرَتْ، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ لِرَجُلٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ أَبْشِرِي، فَقَامَ إِلَيَّ أَبِي وَأُمِّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَبَّلُونِي، فَدَفَعْتُ فِي صُدُورِهِمَا، فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا وَلاَ حَمْدِ صَاحِبِكُمَا، أَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا عَذَرَنِي وَبَرَّأَنِي وَسَاءَ ظَنُّكُمَا، إِذْ لَمْ تَظُنَّا بِأَنْفُسِكُمَا خَيْرًا... الْحَدِيثَ. 24- سورة الفرقان 3673- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا هُشيم، عن يونس، عن الحسن، {حِجْرًا مَّحْجُورًا} [الفرقان: 22] قال: كانت المرأة إذا رأت شيئا تكرهه قالت: حِجْرًا. 25- سورة الشعراء 3674- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد، أنا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن المهاجر. في قوله تعالى: {فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} [الشعراء: 36] قال: الشرط. 3675- حدَّثنا يزيد، عن المسعودي، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل بنو إسرائيل مصر وهم ثلاثة وسبعون أنسانا، وخرجوا منها وهم ستمائة ألف. فقال فرعون: {إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} [الشعراء: 54]. 3676- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سَابُورَ، وَحُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرَى مَنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلاَةِ كَمَا يَرَى مَنْ بَيْنِ يَدَيْهِ. 3677- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّمَا تَقْتَحِمُونَ بِالنَّبْلِ. 3678- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَمْرٍو الأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ مَوْلاَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتِ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ، صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ، إِنِّي نَذِيرٌ، فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ، فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: أَتَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ، وَإِنَّ مُوسَى سُخِّرَ لَهُ الْبَحْرُ، وأنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، فَادْعُ اللَّهَ تعالي أَنْ سَيِّرَ عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ، وَيُفَجِّرَ لَنَا أَنْهَارًا، فَنَتَّخِذَهَا مَخَايِضَ فَنَزْرَعُ وَنَأْكُلُ وَإِلاَّ فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحْيِيَ لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا، وَإِلاَّ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُصَيِّرَ لَنَا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا، فَنَحُتُّ مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ، فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم سِمَاتُ الْوَحْيِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ، وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ، وَلَكِنَّهُ جَلَّ وَعَلا خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا فِي بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنَ مُؤْمِنَكُمْ، وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ فَلاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ، فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ، فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ، وَأَخْبَرَنِي إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنْ يُعَذِّبَكُمْ عَذَابًا شَدِيدًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَنَزَلَتْ: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ، إِلَى ثَلاَثِ آيَاتٍ، ونَزَلَتْ: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ الْآيَةَ. 26- سورة القصص 3679- قال أبو يعلى: حدَّثنا محمد بن يحيى، ثنا فُضيل بن سليمان، ثنا كثير بن قاروند، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] قال: معاده آخرته. 27- سورة الروم 3680- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْض، قَالَ: لَقِيَ نَاسٌ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَلاَ تَرَى إِلَى صَاحِبَكَ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَوا: فَهَلْ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا فَعَلْتُهُ إِلاَّ تَصْدِيقًا لِلَّهِ تعالي وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَتَعَرَّضْ لَهُمْ، وَأَعْظِمْ لَهُمُ الْخَطَرَ، وَاجْعَلْهُ إِلَى بِضْعِ سِنِينَ، فَإِنَّهُ لَنْ تَمْضِيَ السِّنُونَ حَتَّى تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَهَلْ لَكُمْ فِي الْعَوْدِ؟ فَإِنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ، قَالُوا: نَعَمْ، فَبَايَعُوهُ، وَأَعْظَمُوا الْخَطَرَ، فَلَمْ تَمْضِ السِّنُونَ حَتَّى ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، فَأَخَذَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الْخَطَرَ، وَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَذَا لِلنَّجَائِبِ. 28- سورة السجدة 3681- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا معتمر، عن ليث، عن طاووس قال: فضلت سورة: {الم تَنزِيلُ}، و{تَبَارَكَ} على كل سورة من القرآن بستين حسنة. 3682- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ. 29- سورة الأحزاب 3683- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مصحفًا في حجر غلام له، فيه: النبي أولى بالمؤمنين من إنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم وألوا الأرحام بعضهم. فقال: احككها يا غلام. فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أُبي بن كعب رضي الله عنه. فانطلق عمر رضي الله عنه إلى أُبي بن كعب رضي الله عنه. فقال: شغلني القرآن، وشغلك الصفق بالأسواق. إذ تعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء. إسناد صحيح على شرط البخاري. 3684- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد الدَّوْرَقي، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي رجاء عبد الله بن واقد، عن محمد بن مالك، عن البراء رضي الله عنه، في قوله تعالى {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44]، قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه. حديث حذيفة رضي الله عنه في نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ} [الأحزاب: 9] يأتي إن شاء الله تعالى في المغازي في غزوة الخندق. حديث أم هانئ في {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب: 50] يأتي في المناقب. 3685- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي: لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى. تَقَدَّمَ فِي أَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. 3686- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، كُلَّمَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَوْ قَالَ: صَلاَةِ الْفَجْرِ، مَرَّ بِبَابِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَيَقُولُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَابَطْتُ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَاءَ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: الصَّلاَةَ، الصَّلاَةَ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا، قُلْتُ: أَبُو دَاوُدَ هُوَ نَافِعٌ فِي الَّذِي قَبْلَهُ. 3687- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَمْرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ أَتَى بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ يَقُولُ: الصَّلاَةَ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ. أَبُو دَاوُدَ هُوَ نَافِعٌ، وَقِيلَ: نُفَيْعٌ الأَعْمَى، كَذَّبَهُ قَتَادَةُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، بِمَعْنَاهُ. 30- سورة فاطر 3688- قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ الْهُنَائِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ، كُلُّ هَؤُلاَءِ فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَمَنْ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَيَاةِ وَالرِّزْقِ، وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَثَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ، وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَمِثْلِي وَمِثْلُكَ، قَالَ: فَجَعَلَتْ نَفْسَهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَعَنَا. 31- سورة يس 3689- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ يَس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ. 3690- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ يس يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ يس فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ يس وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَمُوتَ رَيَّانَ، وَيُبْعَثَ رَيَّانَ. 3691- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ، قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَس: أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. 3692- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَلِيُّ، اقْرَأْ يس، فَإِنَّ فِي يس عَشْرَ بَرَكَاتٍ: مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلاَّ شَبِعَ، وَلاَ ظَمْآنُ إِلاَّ رَوِيَ، وَلاَ عَارٍ إِلاَّ اكْتَسَى، وَلاَ عَزَبٌ إِلاَّ تَزَوَّجَ، وَلاَ خَائِفٌ إِلاَّ أَمِنَ، وَلاَ مَسْجُونٌ إِلاَّ خَرَجَ، وَلاَ مُسَافِرٌ إِلاَّ أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ، وَلاَ مَنْ ضَلَّتْ ضَالَّتَهُ إِلاَّ وَجَدَهَا، وَلاَ مَرِيضٌ إِلاَّ بَرِئَ، وَلاَ قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلاَّ خُفِّفَ عَنْهُ. 32- سورة الصافات 3693- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سِماَك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر رضي الله عنه، في قوله عز وجل {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] قال: وأشباههم. هذا إسناد صحيح. 33- سورة ص 3694- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْري، ثنا حنظلة بن عبد الحميد، عن الضحاك بن قيس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أتى علينا زمان، وما ندري ما وجه هذه الآية: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [الضحى: 18] حتى رأينا الناس يصلون الضُّحى. 3695- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد بن عمران، ثنا ابن فُضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله جل جلاله: {رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36] قال: الرخاء المطيعة. وأما حيث أصاب قال: حيث أراد. 3696- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا هُشيم، عن سيَّار بن أبي الحكم، عن يحيى بن عبَّاد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عمر رضي الله عنه سجد في ص. 3697- حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} [ص: 6] قال: عقبة بن أبي معيط. 3698- وبه عن مجاهد، في قوله عز وجل: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} [ص: 7] قال: في النصرانية. 3699- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي: ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي أَتَانِي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبًّا يُبَلِّغَنِي حُبَّكَ. 3700- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جَاءَنِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا فِي صَدْرِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ، أَمَّا الدَّرَجَاتُ: فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ: فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكَ السَّيِّئَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً وَأَنَا بَيْنَهُمْ فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ. 34- سورة الزمر 3701- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا الأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هُذَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ تَفْسِيرِ: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، الأَوَّلُ، وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنُ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، أُعْطِيَ عَشْرَ خِصَالٍ، أَمَّا أَوَّلُهُنَّ: فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الأَجْرِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ: التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ، وَالزَّبُورَ، وَالْفُرْقَانَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ، وَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ. 3701- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، فقال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ: مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ... الْحَدِيثَ. 3702- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ: مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ الْمُتَقَلِّدُونَ أَسْيَافَهُمْ حَوْلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ نِمَارُهَا أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ، مَدُّ خِطَاهَا، مَدُّ أَبْصَارِ الرِّجَالِ، يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ إِلَهِي، وَإِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلاَ حِسَابَ عَلَيْهِ. وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ حَدِيثٌ فِي: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا. 35- سورة فصلت 3703- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: هم الذين لم يشركوا بالله عز وجل شيئًا. 36- سورة حم عسق 3704- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصَّفِيرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ آيَةً، ثُمَّ فَسَّرَهَا، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، قَالَ: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَخَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا، فَاللَّهُ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَيَأْخُذَ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ. 3704- قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ذُيَابَ بْنَ مُرَّةَ، يَقُولُ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يُبَيِّنْ، ثُمَّ عَطَفَ، فَقَالَ: أَلاَ أَرَاكُمْ؟ قَالُوا: مَا كُنَّا نَتَفَرَّقُ حَتَّى تُبَيِّنَ لَنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، فَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فَلَنْ يَرْجِعَ، وَهِيَ فِي حَم عسِق. 3705- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ، قَالَ: هُوَ مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَأَعْطَاهَا فَدَكًا. 3706- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سَبْرَة، قال: خطبنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقال: أنتم المؤمنون، وأنتم أهل الجنة، وإني لأطمع أن يدخل من تصيبون من فارس والروم الجنة، إن أحدهم إذا عمل عملاً قلتم: أحسنت يرحمك الله، أحسنت بارك الله فيك، ويقول الله عز وجل: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ} [الشورى: 26]. 3707- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمُ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، فَكَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ وَاسِطَةَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ، لَمْ يَكُنْ بَطْنًا مِنْ بُطُونِهِمْ إِلاَّ وَقَدْ وَلَدُوهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ إِلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ إلا أَنْ تَوَدُّونِي، لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ، وَتَحْفَظُونِي لَهَا، صَحِيحٌ، وَفِي الْبُخَارِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعْنَاهُ. 3708- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: صَعِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفَسِّرُ: حم عسق؟ فَوَثَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَم: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَعَيْنٌ؟ قَالَ: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ عَذَابَ يَوْمِ بَدْرٍ قَالَ: فَسِينٌ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، قَالَ: فَقَافٌ؟ فَجَلَسَ فَسَكَتَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ؟ فَوَثَبَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَقَافٌ؟ قَالَ: قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ النَّاسَ. 37- سورة الزخرف 3709- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ، قَالَ لِمُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا مُعَاذُ، مَا عُرْوَةُ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْإِخْلاَصُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالطَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ثَلاَثٌ، مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ أَجْرَمَ: مَنِ اعْتَقَدَ لِوَاءً فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَوْ عَقَّ وَالِدَتَهُ، أَوْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ يَنْصُرُهُ فَقَدْ أَجْرَمَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ. 3710- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، ثنا سفيان وشُعبة، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس رضي الله عنهما، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] قال: نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام. 38- سورة الدخان 3711- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ. 3712- وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ. 3713- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ: بَابٌ يَدْخُلُ عَمَلُهُ مِنْهُ، وَبَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلاَمُهُ، فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ، وَبَكَيَا عَلَيْهِ، وَتَلاَ هَذِهِ الْآيَةَ: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى الأَرْضِ عَمَلاً صَالِحًا، تَبْكِيَ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلاَمِهِمْ، وَلاَ عَمَلِهِمْ كَلاَمٌ طَيِّبٌ، وَلاَ عَمَلٌ صَالِحٌ، فَتَفْقِدَهُمْ، فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ البخاري والترمذي بَعْضَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. 39- سورة الأحقاف 3714- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَادٍ حَمَلَتِ الرِّيحُ أَهْلَ الْبَادِيَةِ بِأَمْوَالِهِمْ، وَمَوَاشِيهِمْ، فَلَمَّا رَفَعَتْهُمْ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ قَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، قَالَ: فَأَكَبَّتْ الْبَادِيَةِ عَلَى الْحَاضِرَةِ. 3714- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، نَحْوَهُ. 3715- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْإِسْلاَمَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنَّ الْيَهُودَ يَجِدُونَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ مَنْعُوتًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، إِلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، فَسَمَّاهُمْ لَهُ، وَخَبِّئْنِي فِي بَيْتٍ، فَسَلْهُمْ عَنِّي وَعَنْ وَالِدِي، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ، وَإِنِّي سَأَخْرُجُ عَلَيْهِمْ، فَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ، فَفَعَلَ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ، فَخَبَّأَهُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ أَمَرَهُ بِهِمْ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ عِنْدَكُمْ؟ وَمَا كَانَ وَالِدُهُ؟ فقَالُوا: سَيِّدُنَا، وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ، أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُسْلِمُ، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ، أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُسْلِمُ، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ، أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: لاَ يُسْلِمُ أَبَدًا، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ مِنْكَ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ لِعَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنَّا نَخْشَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى هَذَا، قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ. 40- سورة القتال 3716- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ: إِنِّي لَأَخْرُجَ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بِلاَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَكْرَمُهُ عَلَيْهِ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلاَةَ هَذَا الأَمْرِ بَعْدِي، فَلاَ تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ. 3716- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، بِهِ. 3716- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حَنَشٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: أَنْتِ أَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ، فَأَعْدَى الأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ. 3717- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقْرِئُ شَابًّا، فَقَرَأَ: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا، فَقَالَ الشَّابُّ: عَلَيْهَا أَقْفَالُهَا حَتَّى يَفْرِجَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقْتَ، وَجَاءَهُ نَاسٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ لَهُمْ، فَجَاءَهُمْ بِهِ، فَقَالَ: أَصَبْتَ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرَى أَنَّهُ سَيَلِي مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالُوا: اسْتُشْهِدَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الشَّابُّ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقْتَ، فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَهْدِيهِ، وَاسْتَعْمَلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ. 41- سورة الفتح 3718- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا هُشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، في قوله تعالى {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 16] قال: فارس، والروم. 3719- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُمُعَةَ جُنْيدَ بْنَ سَبْعٍ، يَقُولُ: قَاتَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا، وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلاَثَةَ رِجَالٍ، وَسَبْعَ نِسْوَةٍ، وَفِينَا نَزَلَتْ: وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ. أَبُو خَلَفٍ اسْمُهُ حُجْرٌ. |
01-04-2013, 08:15 PM | #134 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
42- سورة الحجرات
3720- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن مغيرة قال: أتيت إبراهيم النخعي فقلت: إن رجلاً خاصمني يقال له: سعد العنزي- فقال إبراهيم: ليس بالعنزي ولكنه الزبيدي- في قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] فقال: هو الاستسلام. فقال إبراهيم: لا، بل هو الإسلام. 3721- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، قَالَ: نَعَمْ، قُمْ مَعِي، فَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى بَابِ دَارٍ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ دَخَلَ، فَلَبِثَ مَلِيًّا، ثُمَّ دَعَانَا، فَأَدْخَلَنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَلْهَا عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقُلْتُ: حَدِّثِينِي عَنْهُ رَحِمَكِ اللَّهُ، قَالَتْ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، دَخَلَ بَيْتَهُ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا شَأْنُ ثَابِتٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي مَا شَأْنُهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ، وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ، وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ، قَالَتْ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، فَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: ثَابِتٌ، مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُنْزِلَ عَلَيْكَ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ، وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ قَتْلِهِ، وَوَصِيَّتِهِ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي مَنَاقِبِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3722- وَقَالَ مُسَدَّدٌ وَإِسْحَاقُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا فَنَحْنُ نَشْهَدُ بِهِ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا عِشْنَا فِي جَنَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَأَتَوَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُنَادُونَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ: لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ. 3722- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، بِهِ. 3723- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا، فَقَالُوا: نُفَخِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهْدِيهِ فِي الْبِلاَدِ، وَنُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ أَقْبَلُوا عَلَى أَثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ مِنْ صَلاَةِ الْأُولَى، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ، فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلاَةِ الْعَصْرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ. 43- سورة ق 3724- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا عبد الجليل- وهو ابن عطية- ثنا أبو مِجْلَز قال: ثم إن عمر بن الخطاب استلقى في حائط من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى، وكانت اليهود تفتري على الله عز وجل، يقولون: إن الله تبارك وتعالى فرغ من الخلق يوم السبت، ثم تروح، فقال الله عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق: 38] فكان أقوام يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتى صنع عمر رضي الله عنه. 3725- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عِكْرِمة في قوله عز وجل: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} [ق: 10] قال: الباسقات الطوال. والنضيد: المتراكم. 3726- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَسألته- يعني النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- عَنْ: وَإِدْبَارَ النُّجُومِ، وَأَدْبَارَ السُّجُودِ، فَقَالَ: أَدْبَارَ السُّجُودِ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَ إِدْبَارَ النُّجُومِ: الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. 44- سورة الذاريات 3727- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا نَزَلَتْ عَلَيْنَا آيَةٌ كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْهَا، وَلاَ أَعْظَمَ عَلَيْنَا مِنْهَا، قُلْنَا: مَا هَذَا إِلاَّ مِنْ سَخَطَةٍ أَوْ مَقْتٍ، حَتَّى أُنْزِلَتْ: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: ذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ. 3727- أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حَمَّاد بن زيد، ثنا أيوب، عن مجاهد قال: خرج علينا علي رضي الله عنه معتجرًا ببرد مشتملاً في خميصة، قال: لما نزلت {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ} [الذاريات: 54] اشتد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق منا أحد إلا أشفق لهلكة، إذ أُمر النبيُ صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنهم حتى نزلت: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] فطابت أنفسنا. 3727- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا ابن عُلَيَّة، ثنا أيوب فذكره، بلفظ: أحزننا ذلك، فقلنا: أُمر النبيُ صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا، حتى نزلت... والباقي مثله، ولم يقل: فطابت أنفسنا. قلت: رواه حماد بن زيد عن أيوب مثله، ورواه وهيب بن خالد عن... كذا رواه الهيثم بن كليب في مسنده، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد به وأتم منه. وحديث مجاهد عن علي رضي الله عنه، عند أحمد في مسنده لحديث غير هذا. 3728- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سَلَمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا – وكان سلُّ السيف فينا عظيمًا – فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السوق فإذا أنا بنفر في ظل القصر جلوسًا، نحو أربعين رجلاً، وإذا سلسلة قد عرضت على الباب، فقلت: لأدخلن. فذهبت أدخل، فمنعني البواب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت، فإذا أشراف الناس، وإذا وسادة، فجاء علي رضي الله عنه- رجل جميل في حلة له ليس عليه قميص، ولا عمامة- فسلم ثم جلس، فلم ينكر من القوم غيري، فقال رضي الله عنه: سلوني عما شئتم، ولا تسألوني إلا عما ينفع ولا يضر. فقال له رجل: ما قلت حتى أحببت أن نقول لك، فأسألك؟ فقال: سلني عما شئت. فقال: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1]؟ فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أَخْبَرَنَا أسألك عما أريد. قال رضي الله عنه: الرياح. قال: فما {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2]؟ قال رضي الله عنه: السحاب. قال: فما {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: 3]؟ قال رضي الله عنه: السفن. قال: فما {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4]؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي رضي الله عنه. 3728- وقال الحارث: حدَّثنا العباس بن الفضل الأزرق العبدي إملاءً ببغداد وهو من أهل البصرة، ثنا حماد بن سَلَمة، فذكره بطوله. 3728- وقال ابن منيع: حدَّثنا الحجاج بن محمد، ثنا ابن جُريج، عن أبي حرب، عن أبي الأسود [ح] وعن رجل، عن زاذان قالا: بينا الناس ذات يوم عند علي رضي الله عنه إذ وافقوا منه نفسًا طيبة، قالوا: حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين.. فذكر الحديث. قال: فقام عبد الله بن الكوا الأعور- رجل من بني بكر ابن وائل- فقال: يا أمير المؤمنين ما {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1]؟ فذكر مثله. وزاد قال: في {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] قال: ذات الخلق الحسن. وزاد فيه أيضًا: ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا. هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وفرّقته في أبوابه. 3729- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا مسعدة بن اليسع، ثنا الجُرَيْري، عن أبي العلاء بن الشخير قال: لما نزلت: {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [الذاريات: 23ٍ] خرج رجال بأيديهم العصي فقالوا: أين الذين كلفوا ربنا حتى حلف؟ 45- سورة الطور 3730- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سَلَمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة قال: فقام آخر فقال: أخبرني عما أسألك عنه. قال: سلني عما ينفع ولا يضر. فقال: ما {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5]؟ قال: السماء. قال فما {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} [الطور: 4]؟ قال علي رضي الله عنه لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت الكعبة. فقال: لا، ولكنه بيت في السماء بحيال البيت الحرام، يقال له: الضراح حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه. 46- سورة النجم 3731- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، ثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن عبد الرحمن بن نافع قال: إن أبا هريرة سئل عن هذه الآية وهو شاهد: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] قال رضي الله عنه: هي النظرة، والغمزة، والقبلة، والمباشرة، فإذا مس الختان الختان فهو الزنا، وقد وجب الغسل. 3732- حدَّثنا يحيى، عن مالك، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عمر رضي الله عنه قرأ النجم فسجد، ثم قام فقرأ سورة أخرى. 3733- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُهَا حَتَّى اسْتَثْبَتُّهَا، ثُمَّ حَالَ دُونَهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ. 3734- حدَّثنا أبو كريب، ثنا عُبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 61] قال: كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم شامخين، ألم تر إلى الفحل كيف يخطر شامخًا. 47- سورة القمر 3735- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ الْآيَةَ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَيُّ جَمْعٍ يُهْزَمُ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، وَيَقُولُ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ هُوَ. 3735- قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ. هَذَا مُنْقَطِعٌ. 3736- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا علي بن عاصم، ثنا داود ابن أبي هند، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] قال رضي الله عنه: مضى انشقاق القمر بمكة. 3737- وبه، عن ابن عباس، {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] قال: يوم بدر. 3738- في قوله تعالى {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77] قال: يوم بدر. 48- سورة الرحمن تقدم في فضلها حديث علي رضي الله عنه في الأدب، في باب ما يقول إذا هرَّ عليه الكلب. 3739- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ، قَالَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: هَذَا إِذَا تَابَ. 3740- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةَ: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لاَ يَقْرَؤُونَهَا هَكَذَا، فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ، وَقَالَ: هَكَذَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 3741- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، ثنا شُعبة، عن عبد الملك بن مَيْسَرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رضي الله عنه قال: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قال: الدر المجوَّف. 49- سورة الواقعة 3742- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بَنَاتَهَ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. 3742- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بِهِ. 3743- حدَّثنا عبدان، ثنا نوح، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة، في قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ} [الواقعة: 29] قال: الموز. 3744- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا، قَالَ: مِنْهُنَّ الثَّيِّبُ، وَغَيْرُ الثَّيِّبِ. 3745- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عُقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم به. 3745- 3746- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَمُسَدَّدٌ جميعا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ، قَالَ: كِلْتَاهُمَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. رَوَاهُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، مَرْفُوعًا. 50- سورة الحديد وسورة المجادلة 3746- قال أبو يعلى: حدَّثنا محمد المقدمي، ثنا الفضيل بن سليمان، عن مطَرِّف، عن أبي حازم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] أقبل بعضنا على بعض: أي شيء أحدثنا؟ أي شيء صنعنا؟ 3747- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال علي رضي الله عنه: إن في كتاب الله تعالى الآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا عمل بها أحد بعدي، آية النجوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] إلى آخر الآية، قال: كان عندي دينار بعته بعشرة دراهم، فناجيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت كلما ناجيته قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] إلى آخر الآية. 3747- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، عن ليث به. قلت: رواه الترمذي من طريق علي بن علقمة، عن علي رضي الله عنه بغير هذا السياق. 51- سورة الحشر 3748- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي حُميد بن عبد الله السلولي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان راهب يتعبد في صومعة، وإن امرأة كان لها إخوة، فعرض لها شيء، فأتوه بها، فزيَّنت له نفسَها، فوقع عليها، فحملت، فجاءه الشيطان فقال: اقتلها، فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت، فقتلها، ودفنها، فجاؤوه فأخذوه فذهبوا به، فبينما هم يمشون به إذ جاءه الشيطان فقال: أَخْبَرَنَا الذي زينت لك، فاسجد لي سجدة أنجك، فسجد له، فذلك قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ} [الحشر: 16]. 3749- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَبَرَ صَائِمًا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، يَمْشِي فَلاَ يَجِدُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَيُصْبِحُ صَائِمًا، حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي أَجِيءُ اللَّيْلَةَ بِضَيْفٍ لِي، فَإِذَا وَضَعْتُمْ طَعَامَكُمْ فَلْيَقُمْ بَعْضُكُمْ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهُ يُصْلِحُهُ، فَلْيُطْفِئْهُ، ثُمَّ اضْرِبُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الطَّعَامِ كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ، فَلاَ تَأْكُلُوا حَتَّى يَشْبَعَ ضَيْفُنَا، فَلَمَّا أَمْسَى ذَهَبَ بِهِ، فَوَضَعُوا طَعَامَهُمْ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهَا تَصْلِحُهُ، فَأَطْفَأَتْهُ، ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ فِي الطَّعَامِ كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ وَلاَ يَأْكُلُونَ، حَتَّى شَبِعَ ضَيْفُهُمْ، وَإِنَّمَا كَانَ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ خُبْزَةً هِيَ قُوتُهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ثَابِتٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا ثَابِتُ، لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ تَعَالَى الْبَارِحَةَ مِنْكُمْ، وَمِنْ صَنِيعِكُمْ، قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ. 3750- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلاَةٍ لِأَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. 3751- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رُخِّصَ لَهُمْ فِي قَطْعِ النَّخْلِ، ثُمَّ شُدِّدَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَوَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا إِثْمٌ فِيمَا قَطَعْنَا، أَوْ فِيمَا تَرَكْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ. 52- سورة الممتحنة 3752- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: هُوَ النَّوْحُ. هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ. 3753- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا معاوية بن عمرو، ثنا مُِنْدَل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتأخرت امرأته في المشركين، فأنزل عز وجل {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] ويقول: إن أسلم رجل وأبت امرأته، فليتزوج إن شاء أربعًا سواها. 3754- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ لِتُسْلِمَ، حَلَّفَهَا: بِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ رَغْبَةً فِي أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إِلاَّ حُبًّا لِلَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. 3755- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قُرْطًا وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، لَفْظُ أَبِي دَاوُدَ، وَفِي رِوَايَةِ الْآخَرِ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسَدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِهَدَايَا: ضِبَابٍ، وَسَمْنٍ، وَأَقِطٍ، فَلَمْ تَقْبَلْ هَدَايَاهَا، وَلَمْ تُدْخِلْهَا بَيْتَهَا، فَسَأَلَتْ لَهَا عَائِشَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، فَأَدْخَلَتْهَا مَنْزِلَهَا، وَقَبِلَتْ هَدَايَاهَا. 3756- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالاَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ عُمَرُ: كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ كِتَابًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ، فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ فِي أَثَرِ الْكِتَابِ، فَأَدْرَكَا الْمَرْأَةَ عَلَى بَعِيرٍ، فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنْ قُرُونِهَا، فَأَتَيَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ، فَقَالَ: يَا حَاطِبُ، أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ كُنْتُ غَرِيبًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَهْلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَخَشِيتُ، فَكَتَبْتُ كِتَابًا لاَ يَضُرُّ اللَّهَ، وَرَسُولَهُ شَيْئًا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَنْفَعَةً لِأَهْلِي، قَالَ عُمَرُ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْكِنِّي مِنْ حَاطِبٍ، فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَذَكَرَ الْحُمَيْدِي عَنِ الْبُرْقَانِيِّ أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ، قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ خَلَفَ، وَلاَ أَبُو مَسْعُودٍ، قُلْتُ: أَخْرَجَ مُسْلِمٌ بِهَذَا السَّنَدِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ غَيْرَ هَذَا. 53- سورة المنافقين 3757- قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا أبو هارون المدني قال: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة أبدًا حتى تقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعز وأنا الأذل. قال: وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي، فوالذي بعثك بالحق ما تأملت وجهه قط، هيبة له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لأتينك به، فإني أكره أن أرى قاتل أبي. 54- سورة الطلاق 3758- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن مطَرِّف بن طريف، عن عمرو بن سالم، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية التي في سورة البقرة في عِدد النساء، قالوا: قد بقي عدد من النساء لم يذكرن: الصغار، والكبار اللائي قد انقطع عنهن الحيض، وذوات الحمل، فأنزل الله تعالى الآية التي في سورة النساء الصغرى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]. 3758- أخبرنا يحيى بن آدم، عن المفضل بن مهلهل، عن مطَرِّف بن طريف، عن عمرو بن سالم قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدة المطلقة وعدة المتوفى عنها زوجها، قال أُبي: يا رسول الله،... فذكر نحوه. 3759- أنا الفضل بن موسى، ثنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن ابن عباس في قوله {وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] قال: الفاحشة المبينة أن تسفه على أهلها، فإذا فعلت ذلك حل لهم إخراجها. 55- سورة التحريم 3760- قال الحارث: حدَّثنا عبد العزيز بن أبَان، ثنا مَعْمَر بن أبَان، ثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطح رضي الله عنه، فأنزل الله عز وجل {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] فأحل يمينه، وأنفق عليه. 3761- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سِماَك بن حرب، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى: {تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم: 8] قال: يتوب من الذنب، ثم لا يعود فيه. هذا إسناد صحيح موقوف. 3762- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا هُدبة، وإبراهيم بن الحجاج، قالا: ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه.... فذكر حديثًا. قال: وبإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها، فكان إذا تفرقوا عنها أطلقتها الملائكة، فقالت {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11]، قال: فكشف لها عن بيتها في الجنة. صحيح موقوف. 56- سورة تبارك 3763- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِرَجُلٍ: أَلاَ أُطْرِفُكَ بِحَدِيثٍ تَفْرَحُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى، يَا أَبَا عَبَّاسٍ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ: اقْرَأْ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، فَاحْفَظْهَا، وَعَلِّمْهَا أَهْلَكَ، وَجَمِيعَ وَلَدِكَ، وَصِبْيَانَ بَيْتِكَ، وَجِيرَانَكَ، فَإِنَّهَا الْمُنْجِيَةُ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ، تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وَتَطْلُبُ إِلَى رَبِّهَا أَنْ يُنَجِّيَهُ مِنَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ فِي جَوْفِهِ، وَيُنَجِّي اللَّهُ بِهَا صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي. وَرَوَاهُ الترمذي، مُخْتَصَرًا. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ، لَكِنْ قَالَ: يَعْنِي: يَس. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 57- سورة ن 3764- قَال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ، قَالَ: عَنْ نُورٍ عَظِيمٍ، يَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا. 58- سورة الحاقة 3765- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أنا عمران أبو الهذيل، أنا عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه، في قوله تعالى {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] الآية. قال: هو أربعة من الملائكة يحملونه على أكتافهم، لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه ثور، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه أنسان، لكل واحد منهم أربعة أجنحة، فأما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأما جناحان فينتهضوا بهما، ليس لهم كلام إلا: قدّسوا الله القوي العلي، قد ملأت عظمته ما بين السماوات والأرض. هذا موقوف ضعيف الإسناد. 59- سورة سأل 3766- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله تبارك وتعالى: {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} [المعارج: 16] قال: لحم الساقين. 60- سورة الجن 3767- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَيْلاَنَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِ مَسْعُودٍ: حُدِّثْتُ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ فَقَالَ: أَجَلْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ، وَقَالَ: خَطَّ عَلَيَّ خَطًّا، وَقَالَ: لاَ تَبْرَحْ فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ لِي: لَوْ خَرَجْتَ مِنَ الْخَطِّ لَمْ آمَنْ أَنْ يَتَخَطَّفَكَ بَعْضُهُمْ، وَقَالَ: إِنَّ الْجِنَّ تَشَاجَرُوا فِي قَتِيلٍ بَيْنَهُمْ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، وَقَالَ: رَأَيْتُهُمْ مُسْتَثْفِرِينَ بِثِيَابِ بَعْضٍ، وَقَالَ: هُمْ جِنُّ نَصِيبِينَ سَأَلُوهُ الزَّادَ. 3767- أنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَانْطَلَقَ بِي مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَرَازِ، ثُمَّ خَطَّ لِي خُطَّةً، فَقَالَ: لاَ تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، فَمَا جَاءَ حَتَّى جَاءَ السَّحَرُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أُرْسِلْتُ إِلَى الْجِنِّ فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ الَّتِي أَسْمَعُهَا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هِيَ أَصْوَاتُهُمْ حِينَ وَدَّعُونِي، وَسَلَّمُوا عَلَيَّ. 61- سورة المزمل 3768- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 4] قال: بيّنه بيانًا. 3769- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا} وأصوب قِيلاً. فقال له رجل: إنما نقرؤها {وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل: 6]. فقال: إن أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد. 3770- حدَّثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنه قالت: لما نزلت {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} [المزمل: 11] لم يكن إلا يسيرًا حتى كانت وقعة بدر. 62- سورة المدثر 3771- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، ثنا سيف، قال: سمعت مجاهدًا يقول: بينما ابن عباس رضي الله عنهما جالسًا في حوض زمزم، والناس يسألونه، إذ جاء رجل فسأله عن {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} [المدثر: 33] فسكت رضي الله عنه، فلما ثوّب المؤذن، أو نادى المنادي، قال رضي الله عنه: أين السائل عن: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ}؟ قال: قد دبر الليل. 3772- وقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَمْعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ حَبِيبَةَ، أَوْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: كُنَّا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، أَطْفَالٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ جِيءَ بِهِمْ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ، فَعَقَّبَ، قَالَ: نَفَعَتِ الْآبَاءَ شَفَاعَةُ أَبْنَائِهِمْ. 63- سورة المرسلات 3773- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سَلَمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة، عن علي رضي الله عنه قال: {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 2] الرياح. ذكره في حديث طويل. 3774- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا ابن فُضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا} [النبأ: 14] قال رضي الله عنه: المعصرات: الرياح. ماء ثجاجًا. قال: منصبًا. 64- سورة النبأ 3775- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا، قَالَ: الْحِقْبُ أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلاَثُونَ يَوْمًا، وَالسَّنَةُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، وَالْحِقْبُ ثَلاَثُونَ أَلْفَ أَلْفَ سَنَةٍ. 65- سورة التكوير 3776- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرة قال: فما {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16]؟ قال: الكواكب. يعني عَلِيًّا ذكره في حديث طويل. 3777- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، قال: تَزْوِيجُهَا أَنْ يُؤَلَّفَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى شَبَهِهِمْ. 66- سورة إذا السماء انشقت 3778- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن علي بن سويد، حدثني أبو رافع قال: صليت خلف عمر رضي الله عنه العشاء، فقرأ {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} [الإنشقاق: 1] فسجد فيها. 3779- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا هُشيم، ثنا أبو بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الإنشقاق: 19] قال: يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم، يقول: حالاً بعد حال. 67- سورة البلد 3780- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ، يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ، يَعْنِي: بِفَتْحِ السِّينِ مِنْ يَحْسَبُ. 68- سورة الضحى 3781- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الأَعْوَرُ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا، وَكَانَتْ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَمَاتَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لاَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ، مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لاَ يَأْتِينِي، فَمَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ خَيْرٌ مِنَّا الْيَوْمَ، قَالَتْ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدَيْهِ، فَلَبِسَهُمَا وَخَرَجَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ وَكَنَسْتُهُ، فَأَهْوَيْتُ بِالْمَكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَإِذَا بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ، فَلَمْ أَزَلْ أُهَيِّئُهُ حَتَّى بَدَا لِي الْجَرْوُ مَيِّتًا، فَأَخَذْتُهُ بِيَدِي، فَأَلْقَيْتُهُ خَلْفَ الدَّارِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ اسْتَبْطَنَتْهُ الرِّعْدَةُ، فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ، دَثِّرِينِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى إِلَى قَوْلِهِ فَتَرْضَى، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمِهِ، فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً، فَتَطَهَّرَ، وَلَبِسَ بُرْدَيْهِ. 69- سورة إذا زلزلت 3782- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، فَأَمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ مَا عَمِلْنَاهُ مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِكَ مِمَّا تُجْزَوْنَ بِهِ، وَيُؤَخَّرُ الْخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الْآخِرَةِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِمَعْنَاهُ فِي سُؤَالِهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَالطَّرِيقُ الَّتِي سُقْنَاهَا صَحِيحَةٌ، إِنْ كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 70- سورة الماعون 3783- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً جِدًّا، فِيهِ: وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ جَارَهُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مَنَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، وَلاَ يُقْبَلُ لَهُ عُذْرٌ. 71- باب فضل {قل يا أيها الكافرون} وما بعدها....، إلى آخر القرآن 3784- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُدَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الرِّفَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ جُبَيْرٌ: وَكُنْتُ غَنِيًّا، كَثِيرَ الْمَالِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً، وَأَقَلِّهِمْ زَادًا، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا، حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي. 3785- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ هُوَ فِيهِمْ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، يَقُولُ: نِعْمَ السُّورَتَانِ قَرَأْتُهُمَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ: الأَحَدُ الصَّمَدُ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. 3786- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ تَقْرَؤُونَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، عِنْدَ مَنَامِكُمْ. 72- سورة إذا جاء نصر الله والفتح 3787- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى، وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، حَتَّى خَتَمَهَا، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ الْوَدَاعُ... الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ. 3787- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِطُولِهِ. 3787- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، هُوَ ابْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا بُهْلُولٌ، هُوَ ابْنُ مُوَرِّقٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، بِطُولِهِ. 73- سورة تبت 3788- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ، وَهَى تَقُولُ: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا، وَدِينَهُ قَلَيْنَا، وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَرَأَ قُرْآنًا، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَتْ، وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، فَقَالَ: لاَ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، قَالَ: فَوَلَّتْ، وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا، قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ، أَوْ قَالَهُ غَيْرُهُ: فَعَثَرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ، فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنِّي لَحَصَانٌ فَمَا أُكَلِّمُ، ثَقَافٌ فَمَا أُعَلَّمُ، وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِي الْعَمِّ، ثُمَّ قُرَيْشٌ بَعْدَهُ أَعْلَمُ. 3788- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ، بِطُولِهِ. 3789- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ، وَانْصَرَفَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ تَرَكَ؟ قَالَ: مَا زَالَ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي بِجَنَاحِهِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أبو أَحْمَدُ، بِهِ. 74- سورة الإخلاص 3790- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يُطِيقُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قَالَ: يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. 3791- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. 3791- حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يرَفَعَهُ، قَالَ: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ، وَمَنْ أَشْرَكَ. 3792- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه،.... فذكر الحديث في قصة معاوية بن معاوية الليثي رضي الله عنه، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك. 75- سورة المعوذتين 3793- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى مُحَمَّدٍ. 3794- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مِغْلَسٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْفَلَقُ: جَهَنَّمُ. 3795- حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا، وَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَؤُهُمَا. |
01-04-2013, 08:18 PM | #135 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
43- كتاب المناقب
1- باب علامات النبوة 3796- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَصَلْتُ الْحَدِيثَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ باليمن، في عهد رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ ذِرَاعَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُ فِيهِمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَ الْيَمَامَةِ، وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ. فِيهِ انْقِطَاعٌ. 3797- وَأنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فَحَنَّتْ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ. 3798- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ. 3799- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلاَمِ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَعَلَّمَنَا صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ. 3800- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْرَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلاَ يُرَى، فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلاَةٍ، لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلاَ عَلَمٌ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ، اجْعَلْ لِي فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لاَ نُرَى، قَالَ: فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَجْتَمِعَا، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَجَاءَتَا، فَجَلَسَ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا. قَالَ: وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفَلاَةٍ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا مَسِيرَنَا، وَمَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ، عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خُذُوا أَحَدَهُمَا، وَرُدُّوا الْآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسِرْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ، فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: سَنَيْنَا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَتَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا لاَ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَرَوَاهُ الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، بِطُولِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ: كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ حَسْبُ. 3801- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَكَذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلاَةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَانْفَجَرَتْ عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ فُلاَنًا ظَلَمَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسْأَلُ صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، وَدَاءٌ فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي، وَصَدَقَتِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ: هُوَ مَا سَمِعْتَ. 2- باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم 3802- قال أبو يعلى: حدَّثنا زكريا [ح]. وإسحاق، قالا: ثنا هُشيم، عن سيار، عن أبي هبيرة الأنصاري، عن جابر رضي الله عنه... فذكر حديث البعير، قال جابر رضي الله عنه: فلقيت رجلاً من اليهود فأخبرته بالذي كان، فجعل يتعجب، ويقول: أعطاك الثمن، ورد عليك البعير !. 3803- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأَجْوَدِ؟ اللَّهُ الأَجْوَدُ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ. 3- باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم 3804- قَالَ عبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلاَءٍ، فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ، فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ، خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا: إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ، يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ، فَقَالَ: خُذْ لِمَجْلَدِكَ، فَاقْتَصَّ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ: خُذْ بِمَجْلَدِكَ، فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَعْفُوَ قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ، وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ؟ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ، وَكُنْتَ نَائِمًا، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا، أَعْرَضْتَ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ، فَقُلْتَ: لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاقْتَصَّ، قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ، قَالَ: اقْتَصَّ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا، إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فيه حديث رافع بن خديج رضي الله عنه في مسح بطنه فما اشتكاه بعد. وحديث أنس رضي الله عنه في باب الخطبة، من كتاب النكاح. 4- باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم 3805- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي سَلاَمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ حَدَّثَهَا، أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ، لاَ يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا، فَسَأَلَهُ: مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ جَمَلاً لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ، فَأُصِبْتُ، فَنَفَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ، فَأَبْصَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ، وَإِنَّهُ لاَبْنُ ثَمَانِينَ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ. 3806- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا، فَوُضِعْتُ فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فَوُزِنْتُ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ فجِيءَ بِعُثْمَانَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، فَرُفِعَتْ. 3807- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ. 3808- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ، عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ لَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَوَقَفَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي فُلاَنٌ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا زَالَ فِي خَنْقٍ وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، فَأَكْسَعَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ أُسَامَةُ: وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ، فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ، وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ، قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ أُسَامَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهَكَذَا كَانَ يَدْعُوهُ بِهِ تَحَشُّمَةً، نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا، قَالَ: فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ: نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا، فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، وَإِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، قُمْ، فَاخْرُجْ، فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ، وَمَا قَطَعْتُ النَّاسَ، وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أَحَدًا، وَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا، أَوْ رَجْمًا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ رَأَيْتُ نَخَلاَتٍ صِغَارًا، إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، فَقَالَ لِي: يَا أُسَيْمُ، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ، حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُلْ ذَلِكَ لِلرَّجْمِ فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ تَفَاقُرَهُنَّ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَلاَ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: صلى الله عليه وسلم خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَلَمَّا دَخَلَ صلى الله عليه وسلم الْخِبَاءَ، قَالَ لِي صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ، انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. 3809- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلاَمِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فَقَالَ لِي: اذْهَبْ، فَارْدُدْهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَاحِلَتِي قَدْ كَلَّتْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ، فَقُلْتُ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلاَمِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلاَ أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لِي، فَأَمَّرَنِي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ لِي صلى الله عليه وسلم كِتَابًا آخَرَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلاً، فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِي، ثُمَّ أَتَاهُ صلى الله عليه وسلم آخَرُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فَجَزَّأَهَا، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ، أَوْ أَعْطَيْنَاكَ بِحَقَّكَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَلَزِمْتُهُ، وَكُنْتُ قَوِيًّا، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي صلى الله عليه وسلم، فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لاَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ، وَقَدْ تَلاَحَقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لاَ، إِلاَّ شَيْءٌ قَلِيلٌ لاَ يَكْفِيكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ كَفَّهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْإِنَاءِ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ: يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلاَ أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَسُقِينَا وَأَسْقَيْنَا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي: مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فيَ الْمَاءِ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَرَادَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَأَقَمْتُ الصَّلاَةَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ، قَالَ: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ، وَأَنَا أُومِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ، قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ، فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا، إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا، وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا، فَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وَقَدْ أَسْلَمْنَا، وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ لَنَا، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا، فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا، وَلاَ نَتَفَرَّقَ، فَدَعَا بِسِتِّ حَصَيَاتٍ، فَتَرَكَهُنَّ فِي يَدِهِ، وَدَعَا فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ، فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، بَعْضَهُ مُفَرَّقًا. 3810- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ آتِهِ مَالاً وَوَلَدًا، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ، وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ، لاَ أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلاَ سَقْطٌ. هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ. 3811- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، إِذِ امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لاَ يَقْرَبُنِي، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لاَ تَقْرَبُهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، إِنَّ عَهْدِي بِهَا لهَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسُّوقِ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أُدُمًا، فَلَمَّا رَأَتْهُ طَرَحَتِ الْأُدُمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ إِلاَّ أَنْتَ. 3812- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي: ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، كَانَتْ تَحْتَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بِكَفِّهَا، فَقُلْتُ لَهَا: اصْنَعِي وَأَنْعِمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَرْسَلَكَ أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ قَالَ: ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ مِنْ؟ كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأُدْمَ، قَالَ: فَأَتَوْهُ صلى الله عليه وسلم بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ، أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا. وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ. 3813- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبَرْجَمِيُّ، عَنْ أَبِي ظِلاَلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ، فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ، فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ رَبِيبَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَبِيبَةُ، أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ يَأْتَدِمْ بِهَا فَانْطَلَقَتْ بِهَا رَبِيبَةُ، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْكَ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ، فَجَاءَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَبِيبَةُ، أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي، فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، وَمَعَهَا رَبِيبَةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَعَلَتْ، قَدْ جَاءَتْ بِهَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَعْجَبِينَ إنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ؟ كُلِي، وَأَطْعِمِي، قَالَتْ: فَجِئْتُ الْبَيْتَ، فَقَسَمْتُ فِي قَعْبٍ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَتَرَكْتُهَا، فِيهَا مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ. 5- باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم وطاعتها 3814- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي، فَجَاءَتْ تَجِدُّ السَّيْرَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي، فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ، فَأَكُونُ مَعَكَ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 3815- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً، لاَ أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً، فَنَادَى صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ، قَالَ: فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ قَالَ: وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: كَانَ بِالْحَجُونِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً، فَدَعَا صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَمَرَهَا صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا، قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَحَدِيثُ أُسَامَةَ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ. 6- باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم على ما يتكلم به أعداؤه وغيرهم في غيبته 3816- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ، وَهُوَ فِي مَكَانِهِ: لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: غَلَبْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. 7- باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بالخلفاء بعده 3817- قَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ، ثُمَّ لِيَضَعْ عُمَرُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي. 3818- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ جَدَّتَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُمَرُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، قَالَتْ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هَذَا أَمْرُ الْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي. 3819- حَدَّثَنَا أَبُو بَهْزٍ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُعْلِمُهُ؟ قَالَ: أَعْلِمْهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، فَإِذَا عُمَرُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ الْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ، وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ، هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ، وَبَكْرٌ، وَعَبْدُ الأَعْلَى: وَاهِيَانِ، وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا، فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الأَعْلَى، فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ، مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلأَنْصَارِ: قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ: عُمَرَ، أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَلَمَا قَالَ عُمَرُ: الأَمْرُ شُورَى فِي سِتَّةٍ. 8- باب حسن شمائله ووفاء عهده حديث طارق بن عبد الله رضي الله عنه، تقدم في البيوع. 9- باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم 3820- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَوْ مُزَيْنَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَؤُلاَءِ وُفُودُ الذِّئَابِ، تَسْأَلُكُمْ أَنْ تَرْضَخُوا مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم الْحَاجَةَ، قَالَ: فَأْذَنُوهُنَّ، قَالَ: فَأْذَنُوهُنْ، وَلَهُنَّ عُوَاءٌ. وَتَقَدَّمَ فِي الذَّبَائِحِ حَدِيثٌ فِي الذِّئَابِ. 10- باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم 3821- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ، فَادفنهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنُّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ، قَالَ: لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ، فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِهِ. 3822- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ح وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ، وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ فَذَهَبْتُ فَبَغِيتُ لَهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: شَرِبْتُهُ، فَتَبَسَّمَ. 3823- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا، فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا. 11- باب بركته حيًا وميتًا 3824- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُحَدِّثُونَ وَيُحَدِّثُ لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَةٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَمَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ. حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. 12- باب حياته في قبره في حديث أبي هريرة عند أبي يعلى في ذكر عيسى: ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه. يأتي في أشراط الساعة. 13- باب تواضعه صلى الله عليه وسلم وإنصافه 3825- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي، يَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَطْرَ اللَّيْلِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَيُجِيبُهُ. 3826- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عَائِشَةَ أَنْ تُهَيِّئَ مِنْ أَمْرِ أُسَامَةَ شَيْئًا، إِمَّا مُخَاطًا أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، يَتَوَلَّى ذَلِكَ مِنْهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْبَهِيِّ عَنْهَا، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ. 3827- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نَابِلٍ مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ ثَفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرٌ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً. 3828- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَلاَ نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا، وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ. 3829- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلاَ أَمَةٍ وَلاَ صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلاَّ أَصْغَى إِلَيْهِ، وَلاَ يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ آدَمِيٌّ يَدَهُ قَطُّ إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ. 3829-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، بِهِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ. 3830- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً نَادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ. 3831- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ، فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ... الْحَدِيثَ. 3832- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا بِالْعِيَالِ. 14- باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم 3833- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ فَأْتِنِي بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، وَآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ، فَقَالَ: خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ، وَتَطَّيَّبَ بِهِ، فَقَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبِ، فَسُمُّوا بُيُوتَ الْمُطَيَّبِينَ. 3834- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فَيُقَالُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. 15- باب حلمه صلى الله عليه وسلم 3835- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَرُدُّهُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعِ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسِ ابْنِ فَارِسٍ، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ، مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ رَعَى، قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَى الْقَرَارِيطِ، وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ النَّبِيَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لاِبْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الأَدَبِ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرِ، عْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، زَادَ فِيهِ عَطَاءً. 3836- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ: مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلاَ لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ: مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ. غَرِيبٌ بِهَذَا اللَّفْظِ. |
01-04-2013, 08:20 PM | #136 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
16- باب إخباره صلى الله عليه وسلم بأن فارس تنقرض وأن الروم تبقى فكان كذلك
3837- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَارِسُ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ، ثُمَّ لاَ فَارِسَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا، وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ، كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلْفَهُ قَرْنٌ، أَهْلُ صَبْرٍ، وَأَهْلُ بَحْرٍ، لِآخِرِ الدَّهْرِ، هُمْ أَصْحَابُكُمْ، مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ. 17- باب بركة يده صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم من لمس المرأة الأجنبية 3838- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْسَحْ وَجْهِي، وَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي، قَالَ: فَمَسَحَ صلى الله عليه وسلم وَجْهَهَا، وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى لَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ، فَسَفَّلَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ فَأَبَى، وَبَاعَدَهَا. 3839- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا، فَمَسَحَهُ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِلَيْكِ عَنِّي، كَذَا فِيهِ، لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ. 3839- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكُنَّ يَأْتِينَهُ، فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ، قَالَ: فَدَفَعَهَا، وَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي. 18- باب قوته صلى الله عليه وسلم على الجماع 3840- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُعْطِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً فِي الْجِمَاعِ. 3841- وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلاً، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. 19- باب...... 3842- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرًا، فَجَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلاَنَةَ، وَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلاَنَةَ، حَتَّى قَسَمَ بَيْنَ نِسَائِهِ قَبْضَةً قَبْضَةً، ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً يَأْكُلُ مِنْهَا، وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَأَكَلْتُهُ. 3843- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: بَعَثَتْنِي عَمَّتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُهُ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ الْبَحْرَيْنِ، فَأَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْحِلْيَةِ مِلْءَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، هَذَا لَكِ. 3844- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بِهَذَا السَّنَدِ، كَانَ يُعْجِبُهُ صلى الله عليه وسلم الْقِثَّاءُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْقِثَّاءَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ، مُخْتَصَرًا. 20- باب صفته صلى الله عليه وسلم 3845- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. 21- باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم 3846- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا تَقَلَّبَ طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلاَّ ذَكَرْنَا مِنْهُ عِلْمًا. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ. 3846- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ... بِهَذَا. 3847- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلاَمِ، وَخَوَاتِيمَهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَلَّمَنَا. 3848- َثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الْكَلاَمُ اخْتِصَارًا. 22- باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 3849- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا أَمَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ إِلاَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}، وَقَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}. فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ. 3850- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَمَعَهُ شَيْطَانٌ، قَالُوا: وَمَعَكَ؟ قَالَ: وَمَعِيَ، إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ. 3850-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جَدِّي هُوَ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَى قَوْلِهِ: فَأَسْلَمَ، وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَقَالَ: مَا رَوَى شَرِيكٌ، إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَآخَرَ يَعْنِي: الَّذِي ذَكَرَهُ مُسَدَّدٌ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. 3851- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: إِنَّ أَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلاَئِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَيَقُومُ، وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا. هَذَا مَوْقُوفٌ. 3852- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. 3853- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُقبَةَ، عنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ؟ قَالَ: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ، آدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلاَ فَخْرَ. وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا. 3854- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: لاَ يُفَضَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ، وَلاَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيلِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَحَدٌ. 3854- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ. 23- باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم 3855- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ يُنَازِعُهُ الْكَلاَمَ إِلاَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالْإِنْجِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالْقُرْآنَ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ نَاشَدَهُ: هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ، نَجِدُ مِثْلَكَ، وَهَيْئَتَكَ، وَمِثْلَ مَخْرَجِكَ، وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا، فَلَمَّا خَرَجْتَ تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا، فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ، وَإِنَّهُمْ لَأُمَّتِي، وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا. 3856- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا بِشْر بن السَّرِي، ثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لمّا كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود، فأقبل رأس الجالوت فتلقى سبايا اليهود. فأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة، فقال لي: هل لك أن تمشي معي إلى هذا الأنسان على أن يثمن لي في هذه الجارية؟ فأنطلقت معه فدخلنا على شيخ مستكبر له ترجمان، فقال لرجل معه: سل هذه الجارية هل وقع عليها هذا العربي؟ قال: ورأيت أنه غار حين رأى حسنها، فراطنها بلسانه، ففهمت الذي قال، فقلت له: لقد أثمت بما تجد في كتباك بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها. فقال لي: كذبت، وما يدريك ما في كتابي؟ قال: قلت: أَخْبَرَنَا أعلم بكتابك منك. قال: أنت أعلم بكتابي مني؟ قلت: نعم، أنا علم بكتابك منك. قال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن سلام. قال: فانصرفت من عنده ذلك اليوم، فأرسل لي رسولاً لتأتيني بعزمة. وبعثت إلي بدابة، قال: فانطلقت إليه احتسابًا رجاء أن يسلم فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي. فقلت له: إنه والله لهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي تجدونه في كتابكم. فقال لي: فكيف أصنع باليهود؟ قال: قلت إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئًا. فأبى أن يسلم، وغلب عليه الشقاء. صحيح موقوف. 24- باب اعتراف القدماء بأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم 3857- قال الحارث: حدَّثنا سعيد بن عامر، عن حبيب بن الشهيد، عن عِكْرِمة بن خالد قال: إن ناسًا من قريش ركبوا البحر عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فألقتهم الريح على جزيرة من جزائر البحر، فإذا فيها رجل فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن ناس من قريش. قال: وما قريش؟ قالوا: أهل الحرم، وأهل كذا. فلما عرف، قال: نحن أهلها لا أنتم. فإذا هو رجل من جرهم. قال: أتدرون لأي شيء سمي أجياد؟ كانت خيولنا جيادًا عطفت عليه. قال: فقالوا إنه خرج فينا رجل يزعم أنه نبي، وذكروا له أمره، فقال: اتبعوه، فلولا حالي التي أنا عليها لحقت معكم به. 25- باب نفع شفاعته 3858- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ لَهَا: أَتَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا؟ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي، قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي خَلاَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا: إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي وَجًا وَحَكَمَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَهُمْ قَبِيلَتَانِ: جَاهٌ قَبِيلَةٌ مِنْ خَوْلاَنَ، وَحَكَمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَذْحِجٍ. 26- باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه 3859- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ... الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: فَضِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي آخِرِهِ: ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا قَامَ حَتَّى السَّاعَةِ. 3860- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَقَالَ بِلاَلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِدًا، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤَذِّنَ وَأُقِيمَ، وَتُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ وَأَقَامَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَمَا فَرَغَ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنْتُمْ، لاَ يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ. 3861- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأَرْضِ. 3862- حدَّثنا يحيى الحِمَّاني، ثنا حُصَين بن عمر، ثنا مخارق، عن طارق، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ} [الحجرات: 3] قال أبو بكر رضي الله عنه: أقسمت أن لا أكلم النبي صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار. 3863- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ، فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ خَلْفِي وَهِيَ عَائِشَةُ، قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ، أَعْنِيكَ مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ: أَبُوهَا. نَافِعٌ مَتْرُوكٌ. 3864- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ. 3864- حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، نَحْوَهُ، وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 3865- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ هُوَ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُعَاتَبَةٌ، فَاعْتَذَرَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَجَلَسَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ، فَجَلَسَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلاَ أَرَى ذَلِكَ إِلاَّ لِشَيْءٍ بَلَغَكَ عَنِّي، فَمَا خَبَرَ جَثْوِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَلاَّ أَعِيشَ فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ؟ إِنِّي جِئْتُكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ صَاحِبِي: صَدَقْتَ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه. 3866- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلاَّ وَجَدْتُ فِيهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي. 3867- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، الْحَدِيثَ وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ شَاةً الْحَدِيثَ، وَفِيهِ وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، مِثْلَهُ، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ بَقَرَةً الْحَدِيثَ، وَفِيهِ يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ، قَالَ: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خَسَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ، وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا، وَلَمْ يَذْكُرُوا الشَّهَادَةَ إِلاَّ فِي قِصَّةِ الْبَقَرَةِ حَسْبُ. 3868- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل، عن قيس قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه، رجلاً خفيف اللحم، أبيض. 3869- حدَّثنا الحسن بن موسى، حدَّثنا ابن لَهِيْعَة، عن أبي النَّضر، قال: سمعت أبا سلمة يذكر عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قال: إن عائشة رضي الله عنه ذكرت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخضب بالحناء. 3870- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: بَيْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ تَقُولُ لِأُمِّهَا أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: أَلاَ أَقْضِي بَيْنَكُمَا؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَتْ: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا، وَدَخَلَ طَلْحَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْتَ يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ، إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى فِيهِ ضَعْفٌ، وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، أَوْ مِنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، وَإِلاَّ فَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا، وَذِكْرُ طَلْحَةَ فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ. 3870- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِنَاءِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ، مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يَوْمِئِذٍ عَتِيقًا. 3871- َقَالَ إِسْحَاقُ: سمعت جرير بن عبد الحميد، يقول: إن لم أفضل أبا بكر وعمر على علي رضي الله عنهم أكون قد كَذّبتُ عَلِيًّا، وإني إلى تصديق علي رضي الله عنه أحوج مني إلى تكذيبه. 3872- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو أحمد، ثنا مِسْعَر، عن أبي عون، عن رجل من بني أسد قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل، ولحيته كأنها لهب العرفج. 3873- حدَّثنا ابن أبي زائدة، ثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مُلَيْكة قال: قلت لأبي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله. قال رضي الله عنه: أَخْبَرَنَا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرضى بذلك. 3874- وقال أبو بكر: حدَّثنا وكيع، ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم قال: رأيت عمر بن الخطاب بيده عسيب نخل، وهو يقول: اسمعوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. صحيح موقوف. 3875- وقال معاذ بن المثنى في زيادات مسدد: حدَّثنا أبو مكيس الخادم، ثنا ضَمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن سَلمة بن كُهَيل، عن هزيل بن شُرَحْبيل، قال عمر بن الخطاب لو وزن إيمان أبي بكر رضي الله عنه بإيمان أهل الأرض لرجح بهم. 3876- حدَّثنا أبو مكيس، ثنا سفيان، عن مالك بن مغول البجلي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وددت أني شعرة في صدر أبي بكر رضي الله عنه. قلت: للأول شاهد مرفوع من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند ابن عدي، في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز ابن أبي رواد. 3877- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ. إِنَّ رَجُلاً خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، الْحَدِيثَ مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: وَفِيهِ وَلَكِنْ وُدٌّ، وَإِخَاءُ، إِيمَانٍ. 3878- حدَّثنا أمية بن خالد بن الأسود، عن ثابت، عن سُمَيّة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي أبو بكر رضي الله عنه: ما عندنا من المال غير قدح ولقحة، فإذا أنا مت فابعثي بهما إلى عمر رضي الله عنه، فلما مات بعثت بهما إلى عمر رضي الله عنه، فقال: يرحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. وحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه من المشركين بمكة، يأتي إن شاء الله تعالى في السيرة النبوية. 3879- وقال أبو بكر: حدَّثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن، ثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس رضي الله عنه قال: لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه، قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. قالوا: من هذا؟ قال: ابن أبي قحافة. 3879- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، ثنا ابن أبي عبيدة به وفي آخره: المجنون. صحيح، أخرجه الحاكم من طريق ابن نمير به، واختاره الضياء. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في البخاري. 3880- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا الدَرَاورْدِي، ثنا عبد الواحد ابن أبي عون، عن موسى بن مناح، قال: كان القاسم بن محمد رجلاً صدوقًا صموتًا، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: اليوم تنطق العذراء من خدرها، سمعت عمتي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، تقول: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة، واشرأب القوم، وعاد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم معزى طيرت في حش، فوالله ما اختلفوا في لفظة إلا طار أبي فنائها. ثم ذكرت عمر رضي الله عنه فقالت: ومن رأى عمر رضي الله عنه علم أنه خلق غناء للإسلام، ثم قالت رضي الله عنها: كان رضي الله عنه والله أحوذيًا، نسيج وحده، قد أعد للأمور أقرانها، ما رأيت مثل خلقه رضي الله عنه. حتى تعد سبع خصال لا أحفظها. 3880- وقال الحارث: حدَّثنا يحيى ابن أبي بُكير، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم قال: قالت عائشة رضي الله عنها، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي.... فذكره. 3880- ورواه أيضًا عن أحمد بن يونس، وإسحاق بن بشير، كلاهما عن عبد العزيز. وقد تبين برواية ابن أبي عمر تقصير عبد العزيز. 27- باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3881- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن جعفر بن محمد أنه ذكر أبا بكر رضي الله عنه فأثنى عليه، وقال: ولدني مرتين. 3882- حدَّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كسر بعير من المال، فنحره عمر رضي الله عنه، فدعا عليه ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس رضي الله عنه: لو صنعت هذا كل يوم تحدثنا عندك؟ قال رضي الله عنه: لا أعود لمثلها، إنه مضى لي صاحبان سلكا طريقًا، فإني إن عملت بغير عملهما سلك بي غير طريقهما. 3883- حدَّثنا حماد، عن مجالد، عن الشَّعبي قال: إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه. 3883- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا عباد بن عباد، عن مجالد به نحوه. 3884- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ جَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَبَتَهُ؟ فَقَالَ: مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ؟ مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا، أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي. 3885- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: أتى أهل نجران عَلِيًّا رضي الله عنه فقالوا: نسألك خطك بيدك، وشفاعتك بلسانك أن تردنا. قال: كان عمر رضي الله عنه رشيد الأمر، فلو طعن عليه يومًا لطعن عليه يومئذٍ. 3886- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَمَّارُ، أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ مِثْلَ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا، مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. 3887- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن أشعث، عن الحسن قال: إن كان أحد لا يعرف الكذب فعمر رضي الله عنه. 3888- حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا يونس، عن الحسن، قال: قال عمر رضي الله عنه لو مات جمل في عملي ضياعًا خشيت إن يسألني الله تبارك وتعالى عنه. 3889- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عبد الرزاق، أنا مَعْمَر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أسماء بنت عميس قالت: دخل رجل من المهاجرين على أبي بكر وهو يشتكي في مرضه، فقال له: استخلفت علينا عمر، وقد عتا علينا، ولا سلطان له، فكيف لو ملكنا، كان أعتى وأعتى، فكيف تقول لله إذا لقيته؟ فقال أبو بكر: اجلسوني. فاجلسوه، فقال: أبالله تُعَرِّفوني؟ قال: أقول إذا لقيته استخلفت عليهم خير أهلك. رجاله ثقات. 3890- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الأعلى أبو همّام، ثنا داود ابن أبي هند، عن سعيد بن المسيب قال: ما أعلم أحدًا من الناس كان أعلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 3891- وقال ابن أبي عمر والحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا عاصم بن كليب أخبرني أبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قال عمر رضي الله عنه وددت أني خرجت منها – يعني الإمارة – كفافًا لا علي ولا لي... الحديث، وسيأتي إن شاء الله تعالى بطوله في كتاب الخلافة. 3892- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: صعدت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك، قال رضي الله عنه: إن أبي لم يكن له منبر. قال رضي الله عنه: ثم أخذني رضي الله عنه بين يديه، فجعلت أقلب حصى في يدي، فلما نزل ذهب بي إلى منزله فقال: من أمرك بهذا؟ فقلت: ما أمرني بهذا أحد. قال: جعلت تغشانا، جعلت تأتينا. قال: فأتيته يومًا وهو خالٍ بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فرجع، فلما رأيته رجع رجعت فلقيني بعد فقال: لم أرك تأتينا؟ فقلت: قد جئت وكنت خاليًا بمعاوية رضي الله عنه، وجاء ابن عمر رضي الله عنه فرجع، فلما رأيته رجع رجعت، فقال عمر رضي الله عنه: أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر، إنما أنبت في رؤوسنا ما ترى الله عز وجل وأنتم، ووضع يده رضي الله عنه على رأسه. 3893- أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه كان يقول: اللهم لا تجعل قتلي بيد رجل صلى لك سجدة. 3894- وقال أبو بكر: حدَّثنا ابن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر رضي الله عنه ثوبًا غسيلاً، فقال صلى الله عليه وسلم: أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟ قال رضي الله عنه: غسيل يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: البس جديدًا، وعش حميدًا، وتوف شهيدًا، ويعطيك الله تعالى قرة عين في الدنيا والآخرة. هذا مرسل أو منقطع، وقد روي موصولاً من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أخرجه أحمد وغيره دون آخره. 3895- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا أيوب بن واصل، ثنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن رجل، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: بعث إلي عمر رضي الله عنه فأتيته، فلما بلغت الباب سمعت نحيبه، فقلت: اعتُري أمير المؤمنين. فدخلت فأخذت بمنكبه، وقلت: لا بأس، لا بأس يا أمير المؤمنين. قال: بل أشد البأس. فأخذ بيدي فأدخلني الباب، فإذا حقائب بعضها فوق بعض، فقال: الآن هان آل الخطاب على الله تعالى، إن الله عز وجل لو شاء لجعل هذا إلى صاحبيَّ – يعني: النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه – فسنَّا لي فيه سنة اقتدي بها. فقلت: اجلس بنا نفكر، اجلس بنا نفكر. فجعلنا لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن أربعة آلاف أربعة آلاف، وجعلنا للمهاجرين أربعة آلاف أربعة آلاف، ولسائر الناس ألفين ألفين. 3896- وقال أحمد بن منيع والحارث جميعًا: حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد الرحبي، عن المقدام بن معدي كرب قال: لما أصيب عمر رضي الله عنه دخلت عليه حفصة رضي الله عنها، فقالت: يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين. فقال عمر لابن عمر رضي الله عنهما: أجلسني يا عبد الله، أجلسني، فلا صبر لي على ما أسمع. فأسنده إلى صدره رضي الله عنه فقال لها: إني أحرّج عليك لما لي عليك من الحق ألا تندبيني بعد مجلسك هذا، وأما عينيك فلم أملكهما، إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة تلعنه. 3897- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: لما صدر عمر رضي الله عنه من منى أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة من البطحاء، ثم ألقى نفسه عليه، فلزق بثوبه، واستلقى، ومد يده إلى السماء، فقال: اللهم ضعفت قوتي، وكبرت سني، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط. ثم قدم رضي الله عنه المدينة فخطب فقال: يا أيها الناس إني قد سننت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتكم على واضحة- وصفق يحيى بيديه- إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالاً... وذكر الحديث. قال سعيد: فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رضي الله عنه. 3898- وقال الحارث: حدَّثنا يحيى بن أبي بُكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه غداة طعن، فكنت في الصف الثاني، وما يمنعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، كان رضي الله عنه يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة، فإن رأى أنسانًا متقدمًا أو متأخرًا أصابه بالدّرّة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول، فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر رضي الله عنه يريد الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فناجاه عمر رضي الله عنه غير بعيد ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم طعنه. فرأيت عمر رضي الله عنه قائلاً بيده هكذا، يقول: دونكم الكلب فقد قتلني. فماج الناس، فقال قائل: الصلاة عباد الله، قد طلعت الشمس، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بأقصر سورتين في القرآن: إذا جاء نصر الله، وأنا أعطيناك الكوثر. قال: فاحتمل عمر رضي الله عنه، فقال: يا عبد الله ناولني الكتف، فلو أراد الله تعالى أن يمضي ما فيها أمضاه، قال عبد الله رضي الله عنه: أَخْبَرَنَا أكفيك أمحوها. فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري. فمحاها عمر رضي الله عنه بيده، وكان فيها فريضة الجد. ثم قال رضي الله عنه: ادعوا لي عَلِيًّا وعثمان رضي الله عنهما، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وسعدًا يرضى الله عنهم. قال: فدعوا، فلم يكلم رضي الله عنه أحدًا من القوم إلا عَلِيًّا وعثمان رضي الله عنهما، قال: يا علي إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أعطاك الله تعالى من الفقه والعلم، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه. ثم قال رضي الله عنه: يا عثمان لعل هؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفك، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله، ولا تحملن على بني أبي معيط على رقاب الناس. ثم قال رضي الله عنه: يا صهيب، صل بالناس ثلاثًا، وأدخل هؤلاء في بيت، فإذا أجمعوا على رجل، فمن خالفهم فليضربوا رأسه. فلما خرجوا قال رضي الله عنه: إن ولوا الأجلح سلك بهم الطريق. فقال له عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فما يمنعك؟ قال رضي الله عنه: أكره أن أحملها حيًا وميتًا. هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري بأتم من هذا السياق، وقد توخيت ما زاد عليه. 28- باب ذكر قتل عمر رضي الله عنه 3899- َقَالَ إِسْحَاقُ: ثنا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب لما قتل عمر قالت أم أيمن: اليوم وهى الإسلام. ذكره عن قبيصة بن عُقبة، عن سفيان، عن قيس. 3900- قال ابن أبي عمر: حدَّثنا ثمامة بن عبيدة العبدي، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: لما طعن عمر رضي الله عنه دخلنا عليه، وهو يقول: لا تعجلوا إلى هذا الرجل، فإن أعش رأيت فيه رأيي، وإن أمت فهو إليكم، قالوا: يا أمير المؤمنين إنه والله قد قتل وقطع. قال رضي الله عنه: أَخْبَرَنَا لله وإنا إليه راجعون. ثم قال رضي الله عنه: ويحكم من هو؟ قالوا: أبو لؤلؤة. قال رضي الله عنه: الله أكبر. ثم نظر إلى ابنه عبد الله فقال: أي بني، أي والد كنت لك؟ قال: خير والد، قال رضي الله عنه: فأقسم عليك لما احتملتني حتى تلصق خدي بالأرض، حتى أموت كما يموت العبد. فقال عبد الله رضي الله عنه: والله إن ذلك ليشتد علي يا أبتاه. قال: ثم قال: قم فلا تراجعني. قال: فقام فاحتمله حتى ألصق خده بالأرض. ثم قال رضي الله عنه: يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله تعالى، وحق عمر إذا مت فدفنتني لما لم تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر بثمانين ألفًا فتضعها في بيت مال المسلمين. فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – وكان عند رأسه-: يا أمير المؤمنين وما قدر هذه الثمانين ألفًا، قد أضررت بعيالك، أو بآل عمر. قال رضي الله عنه: إليك عني يا ابن عوف. فنظر إلى عبد الله رضي الله عنه فقال: يا بني، واثنين وثلاثين ألفًا أنفقتها في اثنتي عشرة حجة حججتها في ولايتي ونوائب كانت تنوبني في الرسل تأتيني من قبل الأمصار. فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أبشر، وأحسن الظن بالله تعالى، فإنه ليس أحد منا، من المهاجرين إلا وقد أخذ مثل الذي أخذت من الفيء الذي قد جعله الله تعالى لنا، وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وقد كانت لك معه صلى الله عليه وسلم سوابق. فقال رضي الله عنه: يا ابن عوف، ودَّ عمر أنه لو خرج منها كما دخل فيها، إني أود أن ألقى الله تعالى فلا تطلبوني بقليل ولا كثير. ثمامة تكلم فيه علي بن المديني وغيره. وسياق قصة عمر رضي الله عنه في الصحيحين ليس فيها غالب هذا المذكور هنا. 3901- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا قطن بن نسير الغبري، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البُنَانِي، عن أبي رافع رضي الله عنه قال: كان أبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة فكان يصنع الرحا، وكان المغيرة بن شعبة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل عليّ غلتي، فكلمه يخفف عني. فقال له عمر رضي الله عنه: أتق الله تعالى، وأحسن إلى مولاك. ومن نية عمر رضي الله عنه أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف عنه، فغضب العبد، وقال: وسع الناس عدله كلهم غيري، فاضمر على قتله فاصطنع خنجرًا له رأسان، وشحذه وسمّه، ثم أتى به الهرمزان، فقال: كيف ترى هذا؟ فقال: أرى أنك لا تضرب به أحدًا إلا قتلته. فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة، حتى قام وراء عمر رضي الله عنه، وكان عمر رضي الله عنه إذا أقيمت الصلاة فتلكم يقول: أقيموا صفوفكم، فذهب يقول كما كان يقول، فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه، ووجأه في خاصرته فسقط عمر رضي الله عنه، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً فهلك منهم سبع، وجرح منهم ستة، وحمل عمر رضي الله عنه فذهب به إلى منزله. وماج الناس حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: يا أيها الناس الصلاة الصلاة. ففزعوا إلى الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر رضي الله عنه، فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه، فأتى بنبيذ فشربه، فخرج من جرحه، فلم يدر أنبيذ هو أم دم، فدعا رضي الله عنه بلبن فشربه، فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين. فقال رضي الله عنه: إن يكن القتل بأسًا فقد قتلت. فجعل الناس يثنون عليه، فقال: على ما تقولون؟ وددت إن خرجت منها كفافًا، وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي. فتكلم ابن عباس رضي الله عنهما فقال: لا والله لا تخرج منها كفافًا... فذكر الحديث. قال: وكان عمر رضي الله عنه يستريح إلى كلام ابن عباس رضي الله عنه، فقال: كرر، فكرر عليه. فقال رضي الله عنه: على ما تقول؟ لو إن لي طلاع الأرض لافتديت به من هول المطلع. أخرجه ابن حبان عن أبي يعلى بطوله، وأصله في الصحيح بقليل من هذا السياق، ومعظمه ليس فيه. 3902- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخذ تبنة، وقال: وددت أني هذه، وودت أن أمي لم تلدني، ووددت أني كنت نسيًا منسيًا. 3903- وبه إلى عاصم، عن أبَان بن عثمان، عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ويل لي وويل لأمي إن لم يغفر الله لي. ثلاث مرات، فقضى ما بينهما كلام. |
01-04-2013, 08:21 PM | #137 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
لجزء الخامس عشر 29- باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه
3904- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: ذَكَرَ رَجُلاَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قُتِلَ شَهِيدًا فَتَعَلَّقَهُ الْآخَرُ، فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ شَهِيدًا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُبَارِكَ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: وَمَا لَكَ لاَ يُبَارَكُ لَكَ وَقَدْ أَعْطَاكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعُوهُ. 3905- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ شَهِيدًا، فَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالُوا: لَوْلاَ أَنْ تَنْهَانَا أَوْ نَهَيْتَنَا أَلاَ نَقْتُلَ أَحَدًا قَتَلْنَاهُ، يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَهِيدٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنْتَ تَشْهَدُ، أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَعْطَانِي... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 3906- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَقَعَ فِيهِ، قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْسٍ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فقال عثمان رضي الله عنه وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلاَمِ، وَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَمَا مَسَسْتُ بِهَا ذَكَرِي، وَلاَ تَغَنَّيْتُ، وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، الْحَدِيثَ قُلْتُ: عِنْدَ بَعْضِهِمْ بَعْضُهُ. 3907- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا حماد بن خالد، ثنا الزبير عمن حدثه قال: إن كان عثمان رضي الله عنه ليصوم النهار، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله. 3908- حدَّثنا النَّضر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عُكيم قال: كان عثمان إذا سمع الأذان قال: مرحبًا بالقائلين عدلاً وبالصلاة مرحبًا وأهلاً. 3909- حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: رأيت عثمان رضي الله عنه ذات ليلة عند المقام، قد تقدم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف. 3910- حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى قال: أشرف علينا عثمان يوم الدار، فقال: يا أيها الناس لا تقتلوني، فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا. وشبك بين أصابعه رضي الله عنه. 3911- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِهِ، وَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ، وَذَهَلَ عَنْ ضِعْفِ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ. 3912- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَاءَهُ، اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَخَلَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ كَاشِفًا عَنْ رُكْبَتِهِ فَمَدَّ رُكْبَتَهُ، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجُوا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَلَمْ تُصْلِحْ ثَوْبَكَ عَلَى رُكْبَتِكَ، وَلَمْ تُؤَخِّرْنِي عَنْكَ حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ، أَلاَ أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتِ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يَخْرُجَ. 3913- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ عَنِّي أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ، قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٌ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَانْطَلَقَ يُخْبِرُ ذَاكَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا قَوْلُهُ يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} الآيَةَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي أَتْرُكَ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنِّي لاَ أُطِيقُهَا أَنَا وَلاَ هُوَ، فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سَلاَمٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: رَفَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَوْتَهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ وَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ تُبَايِعْ، وَفَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ؟ قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا قَوْلُكَ: إِنَّكَ شَهِدْتَ بَدْرًا وَلَمْ أَشْهَدْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلَّفَنِي عَلَى بِنْتِهِ، وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ، وَأَعْطَانِي أَجْرِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ أُبَايِعْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ عَمِلْتَ ذَلِكَ، فَلَمَّا احْتَبَسْتُ ضَرَبَ صلى الله عليه وسلم بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ وَشِمَالُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرٌ مِنْ يَمِينِي وَأَمَّا قَوْلُكَ: فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ أَفِرَّ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الْآيَةَ فَلِمَ تُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ؟ قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلاَّ سَلاَّمٌ. 3915- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن أبي بكر، حدَّثنا يوسف بن يزيد، حدَّثنا إبراهيم بن عمر بن أبَان، قال: حدثني ابن شهاب، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه شهد ذلك حين أعطى عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العسرة فجاء رضي الله عنه بسبعمائة أوقية ذهب. 3916- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاحْتُبِسَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُ فَجَعَلَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ الأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ، وَامْرَأَتُهُ عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدِّبَابَةِ، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَحِبَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلامُ. 3917- حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أَتَانِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فَبَيْنَا أَنَا فِيهَا إِذْ رَقَبْتُ بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً، فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا وَلاَ أَكْمَلَ مِنْهَا جَمَالاً، تُسَبِّحُ اللَّهَ بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ، قُلْتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ خَلَقَنِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا لِلأَمِينِ الأَمْعَرِ الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 30- باب فضائل علي رضي الله عنه وتقدم منه في آخر فضل عمر رضي الله عنه. 3918- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ، فَحَدَّثَ عَنْ صَفِيَّةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إِلاَّ لَهَا قَرَابَةٌ وَعَشِيرَةٌ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أُوصِي بِكِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3919- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم: سَيِغْدِرُونَكَ مِنْ بَعْدِي. 3920- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي، رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَابْنُ مَاجَةْ مَاجَةْ. حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ إِلَيَّ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِي. 3922- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَرَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتقِيمُنَّ الصَّلاَةَ، وَلَيُؤْتُونَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلاً مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلْيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلِيهِمْ وَلْيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَهُمْ قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَذَا. 3922- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. 3923- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 3924- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو قطن، ثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نتحدث أن من أقضى أهل المدينة ابن أبي طالب رضي الله عنه. وقال البزار: حدثنا محمد بن أحمد بن الجُنيد، ثنا يحيى بن محمد بن السَّكن، حدثنا شعبة به. وصححه الحاكم. 3925- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عُلَيْمٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إِسْلاَمًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. 3926- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الصمد، ثنا شُعبة، ثنا فُضيل، عن أبي حَرِيز، عن الشَّعبي، عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجعت من جنازة قولاً ما أحب أن لي به الدنيا جميعًا. 3927- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَتَرَكْتَنِي؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: تَرَنِي تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، لاَ يَدَّعِيهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ إِلاَّ كَذَّابٌ. 3928- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عَلِيُّ، خُذِ الْبَابَ، فَلاَ يَدْخُلَنْ عَلَيَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُونِي فَأَخَذَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَابَ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْنٌ، فَرَجَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَصْبِرْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ رَجَعَ، فَقَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذْنٌ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَهُ واسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُوهُ قَالَ: وَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَتْحِ الْبَابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زَوْرًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَزُورُوكَ، وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَخْبَرْتَ بِالزَّوْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَأَخْبَرْتَهُ بِعِدَّتِهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَكَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ ثَلاَثَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، زَادَكَ اللَّهُ إِيمَانًا وَعِلْمًا. 3929- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا جِئْنَاهُ قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ غَيْرِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلاً مِكْبَابًا، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ. 3930- حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا بِالْجُحْفَةِ بِغَدِيرِ خُمٍّ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ. 3931- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْمَسْجِدَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ، نَعَمْ. 3931- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. وَقَالَ وَالْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ، وَإِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِهِ. - وَقَالَ: وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، بِهِ. 3932- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالاَ: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ... الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ: فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ، إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أُنْكِحَكِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ. 3933- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عُمَيْرَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ: مَا أَحْسَنَهَا وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا فَلَمَّا خَلاَ لِيَ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لاَ يُبْدُونَهَا إِلاَّ مِنْ بَعْدِي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِكَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بِهِ، لاَ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلاَ جَاءَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَيْرُ هَذَا. 3934- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِ اتَّبَعَهُمَا فَقَامَ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ، فَدَخَلَ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُعْتَزِلٌ عَنْهَا، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ شِهَابُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَدَعَا صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ وَسَمَّتَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِمَا. 3935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وَظَبَابَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّعَامِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، وَقَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَلِكَ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ وَالِي، اللَّهُمَّ وَالِي. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الْكَحَّالُ الأَزْرَقُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَارٌ، فَقَسَمَهَا صلى الله عليه وسلم بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ... الْحَدِيثَ. 3936- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنْ مَطِيرِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَفِينَةَ، صَاحِبِ زَادِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي، وَغَيْرُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِالْغَدَاءِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً، فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ أَحْسَبُهُ قَالَ: إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ، ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عَلِيٌّ، قَالَ: افْتَحْ لَهُ فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا. 3937- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ شَرُوسٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ ابْنِ مِينَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْتَزَمَ عَلِيًّا، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ. 3938- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فَتَذَاكَرْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي يَقُولُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَكُنْتُ أُوتَى مِنْ بَعْدُ، فَيُقَالُ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَرِّضُ بِكَ، يَقُولُ: اتَّقُوا فِتْنَةَ الْأُخَيْنِسِ، فَأَقُولُ: هَلْ سَمَّانِي؟ فَيَقُولُونَ: لاَ فَأَقُولُ: إِنَّ خَنَسَ النَّاسِ لَكَثِيرٌ، معَاذَ اللَّهِ أَنْ أُؤْذِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، بِهِ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 3938- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، بِهِ. 3939- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا قَالَ: فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ؟ قَالَ، قُلْتُ: مَعَاذَ اللَّهِ قَالَ، لاَ تَسُبَّهُ، فَلَوْ وُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مِفْرَقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّ عَلِيًّا مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا سَمِعْتُ. 3940- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا علي بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه. يقول: هلك فيّ رجلان: محب مفرط، ومبغض مفتري. 3940- حدَّثنا عباد بن العوام، ثنا هلال بن خبَّاب، عن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه قال: سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول على المنبر وأشار بأصبعه السبابة والوسطى: هلك في رجلان: محب غال ومبغض قال. 3940- وعن عباد، عن هلال، عن زادان قال: سمعته يحدث عن علي رضي الله عنه مثله. إلا أنه لم يذكر الأصبعين. 3941- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا لِي وَلَكُمْ، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي. 3942- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّهْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ، قَالَ: طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَنِي فِي جَدْوَلٍ نَائِمًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُمْ، مَا أَلأَمَ النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ قَالَ: فَرَآنِي صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُمْ وَاللَّهِ لَأُرْضِيَنَّكَ، أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِي، مَنْ مَاتَ فِي عَهْدِي فَهُوَ أَسِيرُ اللَّهِ، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الْإِسْلاَمِ. 3943- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى قَالَ: فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلاَهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلاَهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، سَبَبُهُ بِيَدِهِ، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَحَدِيثُ غَدِيرِ خُمٍّ قَدْ أَخْرَجَهُ النِّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَعَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا. 3944- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ، وبَعْضُ جُلَسَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيُّ مَوْلاَهُ، قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. وَحَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ. 3945- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيَّبُونَ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا. وَحَدِيثُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ. 3946- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن قتادة، عن جُرَي بن كُلَيب قال: رأيت عَلِيًّا رضي الله عنه يأمر بشيء، و عثمان رضي الله عنه ينهى عنه، فقلت لعلي: إن بينكما لشرًا. قال رضي الله عنه: ما بيننا إلا خير، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين. 3947- حدَّثنا عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه قال: خطب علي فقال: يا أيها الناس، والله الذي لا إله إلا هو ما رزيت من مالكم قليلاً ولا كثيرًا إلا هذه، وأخرج رضي الله عنه قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال: أهداها إلي دهقان. 3948- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَضَرَبَنَا بِعَسِيبٍ كَانَ بِيَدِهِ رَطْبٍ، فَقَالَ: تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟ إِنَّهُ لاَ يُرْقَدُ فِي الْمَسْجِدِ فَانْجَفَلْنَا وَانْجَفَلَ مَعَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَعَالَ يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكَ لَتَذُودُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ عَنِ الْمَاءِ بِعَصًا لَكَ مِنْ عَوْسَجٍ، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى مَقَامِكَ مِنْ حَوْضِي. 31- باب فضائل فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها رضي الله عنها وفضل ابنيها رضي الله عنهما 3949- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مَلَكٌ عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، ويبَشِّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَبَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. 3950- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ خَيْرَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: خَطَبَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّ أَسْمَاءَ مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. 3951- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَنِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تُقَطَّعُ الأَسْبَابُ وَالأَنْسَابُ وَالأَصْهَارُ إِلاَّ صِهْرِي، فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا. 3952- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ النَّاسُ: أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَلِكَ؟ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ نَاسٌ: لَيَجِدَنَّ مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لاَ أَجِدُ لِفَاطِمَةَ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي؟ إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ. هَذَا مُرْسَلٌ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَانْقَلَبَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَهُو سَيِّئُ الْحِفْظِ. 3953- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَدِيجَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَمَرْيَمُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَفَاطِمَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَفْظِ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ، وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذِكْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ وَحَدِيثُ أَبِي الْحَمْرَاءِ فِي ذِكْرِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الأَحْزَابِ. 3954- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ عِنْدَنَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ نَائِمَانِ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِرْبَةٍ فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جَاءَ صلى الله عليه وسلم يَسْقِيهِ، فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ يَشْرَبُ فَمَنَعَهُ، وَبَدَأَ بِالْحَسَنِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي وَإِيَّاكَ وَهَذَانِ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَهَذَا الرَّاقِدُ، يَعْنِي عَلِيًّا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ. 3954- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ. 3955- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ: إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ زائدَةً، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ، وَإِنِّي مَيِّتٌ فَبَكَتْ، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي. هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. 3956- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان، عن زكريا، عن الشَّعبي، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: أرسلني النبي صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة رضي الله عنها فجاءت تمشي مشية أبيها، فحدثها فبكت، فسئلت رضي الله عنها فقالت: لا أخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا. هذا إسناد صحيح، وقد أخرجوا من طريق الشَّعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها نحوه مطولاً، لكن ليس فيه الإرسال فيحتمل أن تكون امرأة أخرى. 3957- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زُريع، ثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قال: قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت أحدًا قط أصدق من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وسلم، وكان بينهما شيء فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب. 3958- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ، فَلَمْ يُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فَأَتَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ؟ فَقَالَتْ: لاَ وَاللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بَعَثَتْ جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا، فَوَضَعَتْهُ فِي جَفْنَةٍ لَهَا، وَغَطَّتْ عَلَيْهَا، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شِبْعَةِ طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَدْ أَتَى اللَّهُ بِشَيْءٍ فَخَبَّأْتُهُ لَكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: هَلُمَّيِ بِهِ فَأَتَتْهُ بِهِ فَكَشَفْ عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بُهِتَتْ وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ تَعَالَى، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَقَدَّمَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا بُنَيَّةُ؟ فَقَالَتْ: يَا أَبَتِ، هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّةُ شَبِيهَةً لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ شَيْئًا فَسُئِلَتْ عَنْهُ، قَالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٌّ، وَفَاطِمَةُ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَجَمِيعُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَهْلُ بَيْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا، حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِيَ، قَالَتْ: فَأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِهَا عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي، وَجَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهَا بَرَكَةً وَخَيْرًا كَثِيرًا. 3959- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فَاطِمَةَ حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ، قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلاَّ عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ ضَعِيفٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ مُرْسَلاً. 3960- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ. 3960- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. 3961- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ، فَبَاعَ عَلِيٌّ دِرْعًا لَهُ وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ، فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ، وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا بِهِ، وَأَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَلاَ تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ وَلَدِهَا، قَالْ: فَسَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِرَضَاعِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: وَأَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَضَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، كَانَ أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ. 3962- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ. 3963- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو نصر، ثنا حماد، عن عمَّار، قال: إن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه. 3963- وقال عبد بن حميد: حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد به. 3964- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 3965- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. 3966- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما عند رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: هِيَ حَسَنُ فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهُ، يَعْنِي: الْحَسَنَ، أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْحُسَيْنِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُعِينَ الْحَسَنَ. هَذَا مُرْسَلٌ. 3967- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِيَ، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قَدَمَيْهِ... الْحَدِيثَ. 3968- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ يَعْنِي الأَشْقَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: نِعْمَ الْفَرَسُ تَحْتَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَنِعْمَ الْفَارِسَانِ هُمَا. 3969- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إِلاَّ وَلَدَ فَاطِمَةَ فَأَنَا وَلِيُّهُمَا وَأَنَا عَصَبَتُهُمَا. 3970- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فَيَجِئَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ فَيَرْكَبُ عَلَى ظَهْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَطَلْتَ السُّجُودَ؟ فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ارْتَحَلَنِي ابْنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ. 3971- َقَالَ إِسْحَاقُ: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَكَ يَقْتُلُونَهُ. 3971- وَقَالَ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَ. |
01-04-2013, 08:23 PM | #138 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
32- باب فضل أهل البيت صلوات الله عليهم
3972- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي. 3972- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ. 3972- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. 3973- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ آخِذٌ بِحَلَقَةِ الْبَابِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَ، أنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ. 3973- حدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِلاَلٍ، أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تَعْرِفُونِي؟ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جُنْدُبٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ حَنَشٍ. 3974- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أُثَالِ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا الْهَيْبَةُ مُتَوَرِّكَةً الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ لِلْحَسَنِ، فِيهَا سَخِينٌ حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قُدَّامَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ؟ قَالَتْ: فِي الْبَيْتِ، فَدَعَاهُ فَجَلَسُوا جَمِيعًا يَأْكُلُونَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إِلاَّ سَامَنِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، تَعْنِي: دَعَانِي إِلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ لَفَّهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِثَوْبِهِ. أَخْرَجَهُ مُخْتَصَرًا. 3975- وقال الحارث: حدَّثنا خلف بن الوليد، ثنا الأشجعي، عن سفيان قال: وبلغني أن علي بن الحسين جاءه قوم فأثنوا عليه، فقال: ويحكم ما أكذبكم، وأجرأكم على الله تعالى، نحن قوم من صالحي قومنا، وحسبنا أن نكون من صالحي قومنا. 33- باب فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه 3976- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عُقبة رضي الله عنها، وكانت من المهاجرات الأول قالت: غُشِي على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه غَشْيَة حتى ظنوا أنه فاضت نفسه، فخرجت أم كلثوم رضي الله عنها إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال: أغشي علي. قالوا: نعم. قال: صدقتم، إنه جاءني ملكان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين. فقال ملك آخر: أَرْجِعناه فإن هذا ممن كتب له السعادة، وهم في بطون أمهاتهم، وسيُمتَّع به بنوه ما شاء الله تعالى، فعاش بعد ذلك شهرًا، ثم مات رضي الله عنه. وقال أبو أسامة: قال: رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال، قال الله عز وجل: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً} [الأنعام: 9] أي: في صورة رجل. 3977- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَنْقَضَي مِنْهَا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الأَرْضِ. وَحَدِيثُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَقَدَّمَ فِي اللِّبَاسِ. 3978- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيِّنُ الصَّوْتِ، لَيِّنُ الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ فَاضَتْ عَيْنُهُ غَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاضَتْ عَيْنُهُ فَقَدْ فَاضَ قَلْبُهُ. 3979- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنَا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ يَعْنِي: فِي قِصَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 34- فضل الزُبير رضي الله عنه 3980- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا ابن أبي عَروبة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له ابن عمر رضي الله عنهما: إن كنت من آل الزبير وإلا فلا. رواه البزار: حدثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بهذا. وقال: ما رواه عن أيوب إلا سعيد ولا عنه إلا يزيد. 3981- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ فِيمَا أَحْسِبُ ابْنَةَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِوَلَدِي، وَلِوَلَدِ وَلَدِي: فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِأُخْتٍ لِي كَانَتْ أَسَنَّ مِنِّي: إِنَّكِ مِمَّنْ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 35- باب فضل طلحة رضي الله عنه 3982- قال ابن أبي عمر: حدَّثنا سعيد بن سالم القدَّاح، عن عثمان بن ساج، عن رجل قد سماه ذهب عني اسمه أنه دخل مع موسى بن طلحة على علي بن أبي طالب، فأدناه حتى أجلسه معه على الفراش، ثم أخذ بذراع موسى فغمزها، ثم قال: هون عليك يا ابن أخي، فوالله إني لأرجو أن يجعلني الله عز وجل وأباك – يعني طلحة – ممن نزع الله ما في صدورهم من غِل إخوأنًا على سررٍ مُتقابلين. 3983- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي الْفِنَاءِ، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ. 3984- وقال الطيالسي: حدَّثنا أبو بكر الهُذَلي، ثنا أبو المليح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ذكر طلحة رضي الله عنه عند عمر رضي الله عنه فقال: ذاك رجل فيه بأوٌ منذ أصيب يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 36- باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 3985- وقال الطيالسي: حدَّثنا عيسى بن عبد الرحمن، أنا إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ما من موتة أموتها أحب إلي من أن أقتل مظلومًا. 3986- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اتَّقُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ. 37- باب فضل الأصهار والأختان رضي الله عنهم 3987- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِّيُّ، وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي، وَلاَ أُزَوِّجُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي، إِلاَّ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ. 3988- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرْوَلُ بْنُ جَندلٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَزِيمَةٌ مِنْ رَبِّي وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلاَ أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي، إِلاَّ كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ. 3989- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عُمَرُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: أَلاَ تُهَنُّونِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ سَبَبِي وَنَسَبِي. هَذَا مُنْقَطِعٌ. 3989- قَالَ: وَأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ: أَلاَ تُهَنُّونِي؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِفَاطِمَةَ، وَلِعَلِيٍّ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فَذَكَرَهُ، قَالَ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ. 38- باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم 3990- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا حجَّاج بن محمد، ثنا ابن جُريج، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود، وعن ابن جُريج، عن رجل، عن زاذان قالا: بينا الناس ذات يوم عند علي رضي الله عنه إذ وافقوا منه طيب نفس، فقالوا: حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين. قال رضي الله عنه: كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي، فأيهم تريدون؟ قالوا: النفر الذي رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم. قال رضي الله عنه: أيهم؟ قالوا: عبد الله بن مسعود؟ قال: علم السنّة وقرأ القرآن، وكفى به علمًا. ثم ختم به عنده فلم يدروا على ما أراد بقوله كفى به علمًا. كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن؟ قالوا: فحذيفة؟ قال رضي الله عنه: عَلِم أو عُلِّم أسماء المنافقين، وسأل عن المعضلات حتى عَقِل عنها، فإن سألتموه عنها تجدونه بها عالمًا. قالوا: فأبو ذر؟ قال رضي الله عنه: وعاء ملئ علمًا، وكان رضي الله عنه شحيحًا حريصًا، شحيحًا على دينه، حريصًا على العلم، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع، أما إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ. قالوا: فسلمان رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول وأدرك العلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول، والكتاب الآخر، وكان رضي الله عنه بحرًا لا ينزف. قالوا: فعمار بن ياسر رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: ذاك امرؤ خلط الله تعالى الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره لا يفارق الحق ساعة، حيث زال زال معه، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئًا. قالوا: فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين؟ قال رضي الله عنه: مهلاً نهى الله عن التزكية. قال: فقال قائل: فإن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] قال رضي الله عنه: فإني أحدثكم بنعمة ربي تبارك وتعالى، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتُديتُ، وبين الجوارح مني ملئ علمًا جمًا. 3991- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج، فقال الأوس: منّا غسيل الملائكة حنظلة الراهب، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنّا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت رضي الله عنهم. وقال الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم. رواه البزار من طريق عبد الوهاب بن عطاء. وأصله في البخاري. 3992- وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَرَ بِالشُّورَى دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَة، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا بِرضًا، فَقَالَ: أَسْنِدُونِي، فَأَسْنَدُوهُ، قَالَ: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَا عَلِيُّ، يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ. مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً. مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ، فَقَالَ: مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَبَدَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَسَوَّاهُ لَهُ حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا طَلْحَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلاَمُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُنْجِيَكَ مِنْهَا. مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ؟ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ نَامَ فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَمْ تَزَلْ؟ قَالَ: لَمْ أَزَلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِيكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أَذُبَّ عَنْ وَجْهِكَ شَرَرَ النَّارِ. مَا عَسَى أَنْ تَقُولُوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. ومَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ فِي مَنْزِلِ فَاطِمَةَ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَبْكِيَانِ جُوعًا وَيَتَضَوَّرَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟ فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِصَحْفَةٍ فِيهَا حَيْسَةٌ وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالَةٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَفَاكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضَامِنٌ. 3993- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلاَثَةً فَأَحِبَّهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، قَالَ: وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ وَعِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آنِفًا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الأَنْصَارِ، فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْأَلَهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلاَ أَكُونُ مِنْهُمْ، فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي، ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، فَلَقِيَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: نَعَمْ، أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فَأَحْمَدُ اللَّهَ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ، يَعْنِي: فَلاَ يضَرَ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَاكَ، فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَمَنْ هُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بَيِّنٌ فَضْلُهَا، عَظِيمٌ خَيْرُهَا، وَسَلْمَانُ وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ: النَّضْرُ، وَسَعْدٌ لم يكونا قوبين، وما رَوَاهُ إِلاَّ جَعْفَرٌ. 3994- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةِ إِلاَّ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيُّ. هَذَا مُنْقَطِعٌ. 3995- وقال الحارث: حدَّثنا المقرئ، حدَّثنا عمر بن عُبيد الله، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت. 3996- حدَّثنا يزيد، ثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن مجاهد قال: قرأ عمر رضي الله عنه على المنبر: {جَنَّاتِ عَدْن} [التوبة: 72] فقال: لا يدخلها إلا نبي، هنيئًا لك يا صاحب القبر، وأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو صديق، هنيئًا لك يا أبا بكر، أو شهيد، وأنى لعمر بالشهادة، وإن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة لقادر على أن يسوقها إليَّ. 3997- حدَّثنا محمد بن عبد الله بن كُنَاسة، ثنا الأعمش، عن حبيب عن أبي البَخْتَري، قال: ذكرنا عنده أبا بكر وعمر وعليًا رضي الله عنهم، فقال: نعم الرأي، وإني لأجد لعلي في قلبي من الليطة مالا أجد لهما. 3998- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَعُمَرُ أَجْرَأُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعُثْمَانُ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا. 3999- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلاَمِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْضَلهُمْ عَلِيُّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ. 4000- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَكَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ قَالاَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِرَاءٍ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدٌ رضي الله عنهم. 39- باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه تقدم في الباب قبله غير حديث فيه. 4001- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، قِيلَ: وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلاً فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرْسٌ فَقَالَ: إِنَّكَ لاَ تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ فَصَرَعْتُهُ؟ ثمّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ أَسْوَدُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ذَاكَ الشَّيْطَانُ. هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي تَرْجَمَتِهِ وَالأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، تَأْتِي فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ، وَكَذَا صِفَةُ قَتْلِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4002- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَمَرَّ بِعَمَّارٍ وَبِأُمّ عَمَّارٍ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ: صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ. 4003- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أحمد بن المقدام، ثنا عبد الله بن جعفر، حدثني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد، فإذا نقل الناس حجرًا نقل عمار رضي الله عنه حجرين، فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين..... 40- باب فضل أبي موسى رضي الله عنه 4004- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحْتَسِبٌ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَعَدَ أَبُو مُوسَى فِي بَيْتِهِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي مُوسَى؟ قَعَدَ فِي بَيْتٍ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدَنِي مِنْ حَيْثُ لاَ يَرَانِي مِنْهُمْ أحدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ حَيْثُ لاَ يَرَاهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَسَمِعَ صلى الله عليه وسلم قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ. 4005- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، فَرَّقَهُمَا قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى يَقْرَأُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ. 41- ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه 4006- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: هَبَطْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَنَاوَلْتُهُ شِسْعِي، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، وَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ لِيُصْلِحَ نَعْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِي: انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ ثُمَّ قَالَ لِي: انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ قَالَ: ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِي: انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: هَذَا فُلاَنٌ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ وَالَّذِي قَالَ صلى الله عليه وسلم لَهُ: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلاَنٌ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الْآخَرَانِ لاَ أُخْبِرُ بِهِمَا أَحَدًا. أَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ. 4007- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. 4008- لَكِنْ رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَقَالَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الْخَرَّازِ، عَنْهُ، وَأَوَّلُهُ: شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لاَ تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ. 4009- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سُريج، ثنا يحيى بن زكريا، حدثني إسماعيل، عن قيس، قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: لقد منعني كثيرًا من القراءة الجهاد في سبيل الله تعالى. صحيح. 4010- وبه قال خالد رضي الله عنه: ما ليلة يُهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام، بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المجاهدين أُصبِّح بها العدو. 4011- حدَّثنا سُريج، ثنا يحيى بن زكريا، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السَّفر قال: نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه على المَرَازِبة فقالوا له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم. فقال رضي الله عنه: إيتوني به. فأتي به، فأخذه بيده ثم اقتحمه، وقال: بسم الله. فلم يضره شيئًا. 4012- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا فَحَلَقَ شَعْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَمَا وُجِّهْتُ فِي وَجْهٍ إِلاَّ فُتِحَ لِي. 42- باب فضل سلمان رضي الله عنه 4013- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ، بَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَسَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ. 4014- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا داود، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه قالوا: دخل سعد على سلمان يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا عبد الله، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك. وحديث علي رضي الله عنه تقدم في باب ما اشترك فيه جماعة. 43- باب فضل زيد بن صوحان رضي الله عنه 4015- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ. 44- باب فضل حسان رضي الله عنه 4016- قال أبو يعلى: حدَّثنا محمد بن بكار، ثنا حُدَيْج بن معاوية، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: قد جاء حسان اللعين. فقال ابن عباس: ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ونفسه. 4017- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَاتًا، فَقَالَ: شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلِ وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاَهُمَا لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ وَأَنَّ أَخَا الأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَأَنَا. 45- باب فضل صفوان بن المعطل رضي الله عنه 4018- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يُسَمَّى سَفِينَةَ: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ جُعْتُ قَالَ: مَا أَنَا بِمُعْطِيكَ حَتَّى يَأْمُرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَيَنْزِلُ النَّاسُ فَتَأْكُلَ قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ قَالُوا: احْبِسْ أَوَّلَ احْبِسْ أَوَّلَ فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بِالرَّاحِلَةِ، قَالَ لَهُ: اخْرُجْ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي؟ قَالَ: فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا زَالَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتَجَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ، وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خَبِيثُ اللِّسَانِ، طَيِّبُ الْقَلْبِ. 46- باب فضل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه 4019- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَحَدَهُ الأَعْرَابِيُّ الْبَيْعَ، فَقَالَ: لَمْ أَبِعْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ بِعْتَنِي، فَمَرَّ عَلَيْهِمْ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَسَمِعَ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ بِعْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ وَلَمْ تَشْهَدْنَا؟ قَالَ: قَدْ شَهِدْنَا عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ حَتَّى مَاتَ خُزَيْمَةَ رضي الله عنه. 4019- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لاَ تَقُولُ إِلاَّ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. 4019- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. 4020- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا، فَجَحَدَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ، أَتَجْحَدُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: إِنْ شَهِدَ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا خُزَيْمَةُ، إِنَّا لَمْ نُشْهِدْكَ، فَكَيْفَ تَشْهَدُ؟ قَالَ: أَنَا أَصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، أَلاَ أُصَدِّقُكَ عَلَى ذَا الأَعْرَابِيِّ؟ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلاَمِ رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه. 47- باب فضل أبي هريرة رضي الله عنه 4021- قال أحمد في الزهد: حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن خالد الحَذاء، عن عِكْرِمة قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديته، أو قال: ديتي. 48- باب فضل زيد بن عمرو بن نفيل وورقة رحمهما الله 4022- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ، عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّينَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بِالْمَوْصِلِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ؟ قَالَ: مِنْ بَنِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فَمَا تَلْتَمِسُ؟ قَالَ: أَلْتَمِسُ الدِّينَ قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّصْرَانِيَّةُ، فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا تعَبُّدًا وَرِقًّا الْبِرَّ أَبْغِي لاَ الْخَالَ وَهَلْ تَرَى مَهْجَرًا كَمَنْ قَالَ آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يَقُولُ: أَبْغِي لَكَ اللَّهُمَّ عَانٍ رَاغِمٌ مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمٌ ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ قَالَ: وَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رَأَيْتَ وَكَمَا بَلَغَكَ، أَفَأَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا لاَ نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. 4023- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى وَسُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ. إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدٌ وَفِيهِ ضِعْفٌ. 4024- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، أَمْلاَهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا، قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا زَيْدُ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي مِنْهُمُ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلاَّ شَيْخًا بِالْحِيرَةِ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ وَمِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ، قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلاَلٍ، فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْدُ يَا مُحَمَّدُ قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: مَا كُنْتُ لَآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، وَأَنَا مَعَهُ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: يَسَافٌ وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَمَسَّحْنهُمَا، فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَأَمَسَّحنَّهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا زَيْدُ، أَلَمْ تُنْهَ؟ وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ: إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ. 49- باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه 4025- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ. 4026- حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سَلَمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: إن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً} [التوبة: 41] فقال: ألا أرى ربي يستنفرني شابًا وشيخًا؟ جهزوني. فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبض، ومع أبي بكر رضي الله عنه حتى مات، ومع عمر رضي الله عنه، فنحن نغزو عنك. قال: جهزوني. فجهزوه، فركب البحر حتى مات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير. 4026- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عبد الرحمن بن سلام، ثنا حماد به. صححه ابن حبان. تقدم له حديث في الجنائز، وحديث في المغازي حكمه في بني قريظة. 50- باب فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه 4027- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ اللَّهِ لِقَاءَ سَعْدٍ فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي: السَّرِيرَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ: تَفَسَّحَتْ أَعْوَادُهُ قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً، فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ بِهِ، وَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التَّفْسِيرِ لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. |
01-04-2013, 08:27 PM | #139 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
51- فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه
له حديث في باب عيش السلف من كتاب الزهد والرقائق. 52- فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه 4028- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، قَالَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَارَزَ رَجُلاً فَقَتَلَهُ، وَجَرَحَ نَفْسَهُ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَهُ أَجْرَانِ. 4029 وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: إِنَّ عَمَّهُ جُرِحَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَتَلَ رَجُلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَكَ أَجْرَانِ. 53- باب فضل صهيب رضي الله عنه 4030- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو سَلمَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ والله لاَ يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي تُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنْ قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ، وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَصَحَّ اتِّصَالُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ لِلْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ للْبَقَرَةَ. 4031- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ، إِنَّ فِيكَ خِصَالاً ثَلاَثًا أَكْرَهُهَا لَكَ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلاَ مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَايْمُ اللَّهِ، لاَ أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا، وَذَكَرَ الْكُنْيَةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: يَا صُهَيْبُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: أَلَكَ وَلَدٌ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: اكْتَنِ بِأَبِي يَحْيَى قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ وَذَكَرَ الاِدِّعَاءِ، قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي فَعَلَّمَتْنِي لُغَتَهَا، فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لَكْنَتِي قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَهَذَا السِّيَاقُ أَوَفَى، وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ، وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طَرَفٌ آخَرُ وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ إِسْنَادِهِ، وَاسْتِيفَاءِ سِيَاقِهِ. 54- باب فضل النابغة الجعدي رضي الله عنه 4032- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي: وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَا وَتُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الْجَوْنَ أَشْقَرَا وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صِحَاحًا وَلاَ مُسْتَنْكَرًا أَنْ يُعَفَّرَا بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدَنَا وَجُدُودَنَا وَإِنَّا لَنَبْغِي فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: فَلمّا أنْشَدْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَرِيبٌ إِذَا مَا أُورِدَ الأَمْرُ أَصْدَرَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ قَالَ: فَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ. 55- باب فضل المُقْعَد الذي مات في حياته صلى الله عليه وسلم 4033- قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلاَهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَسْجِدِهِ، قَالَ: فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَسْجِدِهِ، فَكَانَ إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لِيَرُدُّوهُ، فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ، لاَ أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَابْنُوا لِي خُصًّا، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، وَكُلَّمَا أَصَابَ طُرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمُقْعَدِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَهَضْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: لاَ يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي، فَدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جِبْرِيلُ عَليْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قَاعِدٌ عِنْدَ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ، فَأَمَّا إِذَا جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ، وَكَفَّنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ، تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. 56- باب فضل ابن أم مكتوم رضي الله عنه 4034- قال الحارث: حدَّثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية، وعليه درع وبيده راية. 57- فضل عويمر أبي الدارء رضي الله عنه له في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه ذكر، وقد تقدمت. 58- باب فضل جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة رضوان الله عنهما حديث علي رضي الله عنه في شأن بنت حمزة رضي الله عنهما تقدم في الحضانة. 4035- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبٌ وهُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنٍ يَعْنِي: ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ لاَ يُخْرِجَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمْرَتَهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنْتِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَيْهَا لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَمَرَّ بِهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: إِلَى مَنْ تَدَعُونِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ علَيْهَا، وَمَرَّ بِهَا جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَاشَدَتْهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْهَا، ثُمَّ مَرَّ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِلَى مَنْ تَدَعُينيِ؟ فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَلْقَاهَا خَلْفَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلَمَّا نَزَلُوا أَدْنَى مَنْزِلٍ أَتَى زَيْدٌ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 4036- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُصِيبَ جَعْفَرٌ، وَكُنْتُ أُحِبُّ جَعْفَرًا رضي الله عنه. 4037- حدَّثنا عبد الله، عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان حُصر فيما قيل من جعفر رضي الله عنه تسعون، بين ضربة بسيف وطعنة برمح. أصله في الصحيح. 4038- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. 4039- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قَطُّ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلاَّ أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، مُخْتَصَرًا. 4040- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 59- باب فضل أبي أمامة رضي الله عنه 4041- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِي، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَأَنَا طَاوٍ، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ، فَقَالُوا: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ، فَقَالَ: خُذْ، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ، فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بِمُذَيِّقَةٍ قَالَ: فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا قَالُوا: إِنَّا رَأَيْنَاكَ بجْهَدُ، فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي، فَأَسْلَمُوا عَنْ آخِرِهِمْ رضي الله عنهم. 4042- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا الهيثم، ثنا الوليد، عن ابن جابر، قال: حدثني سَلِيم بن عامر قال: قلت لأبي أمامة: ابن كم كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما سألني عنها غيرك قبلك، كنت ابن ثلاث وثلاثين، ولقد رأيتني، وحضرت خطبته فجعل يميل بصدر راحلته فتكاد أن تزيلني عن السماع، فأضع كتفي في صدر راحلته فأزيلها. 60- باب فضل عبد الله بن قيس الأنصاري رضي الله عنه 4043- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلاَّ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، لِمَ تَبْكِي؟ فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ. 61- باب فضل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما 4044- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ وَهُوَ غُلاَمٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ. 4044- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ عَلَى شَرْطِ أَبِي دَاوُدَ، أُخْرِجَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَوْرَدْتُهُ. 4044- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ نَحْوَهُ، وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِي بَيْعَهِ أَوْ قَالَ: فِي صَفْقَتِهِ. 4045- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سِيْرين قال: إن رجلاً جلب سُكّرًا إلى المدينة فكسد عليه، فقالوا له: ائت عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، فأتاه فاشتراه منه: بدَه دوازده، وقال: من شاء أخذ. فقال الرجل: آخذ معهم؟ قال: خذ. 62- باب فضل أبي الدّحداح رضي الله عنه 4046- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ، قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي وَحَائِطَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، فَجَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي حَتَّى أَتَى إِلَى الْحَائِطِ وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا، فَنَادَى: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، قَالَتْ: لَبَّيْكَ قَالَ: اخْرُجِي، فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي. حُمَيْدٌ ضَعِيفٌ. 63- باب فضل أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه 4047- َقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة: أحَدََّثكم مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، عمن حدثه، إنه لم يسمع صوتًا أشد من صوته – يعني أبا سفيان يوم اليرموك – وهو تحت راية ابنه يقول: هذا يوم من أيام الله تعالى، اللهم أنزل نصرك. 4047- قال: قال مِسْعَر مرة أخرى في هذا الحديث: حدَّثنا من سمع أبا سفيان يوم اليرموك... فذكر مثله، فأقر به أبو أسامة. 64- باب فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه 4048- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ الْعُرَيْجِيِّ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَجْزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعْمِلُكَ وَيُدْنِيكَ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلاَ أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ لِي، أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، يَعْنِي عَمَّارًا، وَابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا جَدَّ بِهِ، يَعْنِي النَّزْعَ، جَمَعَ يَدَيْهِ وَوَضَعَهَا مَوْضِعَ الْغُلِّ مِنْ عُنُقِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، فَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ رَحْمَتُكَ قَالَ: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ هَجِيرَاهُ حَتَّى قُبِضَ. 65- باب يسارٍ رضي الله عنه 4049- قال الطيالسي: حدَّثنا جِْر بن فَرْقد، ثنا سَلِيط بن عبد لله بن يسار الأنصاري رضي الله عنه قال: بايع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. 66- باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه 4050- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: جَاءَ الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَجَلَسَ وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَوْ سَلَّمَ هَذَا عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَتَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا مِنَ الثَّمَانِينَ الَّذِي صَبَرُوا مَعَكَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، أَرْزَاقَهُمْ وَأَرْزَاقُ أَوْلاَدَهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ، كَذَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلُ، فَقَالَ: عَنِ الْمَسْعُودِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، فَخَالَفَ فِي إِسْنَادِهِ، فَقَالَ: عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَخَالَفَ الْمَتْنِ، فَقَالَ: وَيَفِرُّ النَّاسُ عَنْكَ غَيْرَ ثَمَانِينَ فَيَصْبِرُونَ مَعَكَ، وَهُوَ مِنْهُمْ فَالأَوَّلُ جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا مَضَى، وَالثَّانِي جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا يَأْتِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 67- باب فضل معاوية رضي الله عنه 4051- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْخِلاَفَةِ مُنْذُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِنْ. 68- باب فضل بشير بن الخصاصية رضي الله عنه 4052- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ امْرَأَةِ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: مِنْ رَبِيعَةَ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَوْلاَهُمُ انْقَلَبَتِ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا، أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ رَبِيعَةَ. 69- فضل عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه 4053- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا، فَقَالَ: مَتَّعَهُ اللَّهُ بِشَبَابِهِ. 70- فضل أبي سلمة غير منسوب له قصة مع عمر رضي الله عنه أثنى عليه فيها يأتي في باب فضل القرون الثلاثة. 71- فضل عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه 4054- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَقِيلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ: حُبُّ الْقَرَابَةِ، وَحُبٌّ لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ إِيَّاكَ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. 72- فضل عُروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه في المغازي، في الحديبية، وفي حُنين. 73- فضل عمرو بن حريث رضي الله عنه 4055- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ. 4055- حَدَّثَنَا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: ذَهَبَ بِي أَبِي وَأُمِّي... الْحَدِيثَ. 74- فضل حذيفة رضي الله عنه 4056- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلاَ تُمْسِكْ بِيَدِكَ الْحَجَرَ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، وَانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، وَحُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسٌ، فقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَأَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ فِي خَيْرٍ أَوْ إِلَى خَيْرٍ. 4056- وَبِهِ إِلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا؟ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا مِنَ الأَوَّلِ. 75- فضل رافع بن خديج رضي الله عنه 4057- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثتَنِي جَدِّتي، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَافِعُ إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّكَ شَهِيدٌ، قَالَ: فَفَعَلَ. 76- فضل أنس رضي الله عنه 4058- قال الطيالسي: حدَّثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: إني لأرجو أن ألقى النبي صلى الله عليه وسلم فأقول: يا رسول الله خُويدمُك أنس. 4058- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا هارون، ثنا أبو داود بهذا. 4059- حدَّثنا عبد الله بن أبي بكر أخو المُقَدمي، ثنا جعفر، ثنا ثابت قال: كنت إذا أتيت أنسًا رضي الله عنه يُخْبَر بمكاني، فأدخل عليه فآخذ يديه فأقبلهما، وأقول: بأبي هاتين اليدين اللتين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقبل عينيه، وأقول: بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم. 77- فضل سفينة رضي الله عنه 4060- قال أبو يعلى: حدَّثنا عبد الأعلى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدر، عن سفينة رضي الله عنه قال: ركبتُ البحر في سفينة فكُسرت بنا، فركبت لوحًا منها، فطرحني في أجمة فيها الأسد، فلم يرعني إلا به، فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فضربني بمنكبه وطأطأ رأسه، وجعل يغمزني بمنكبه، ثم مشى معي حتى أقامني على الطريق، ثم ضربني بيده وهمهم ساعة، فرأيت أنه يودّعني. وقال البزار: حدَّثنا محمد بن بشار، ثنا عثمان بن عمر، به. 78- فضل ابن مسعود رضي الله عنه له رضي الله عنه في ترجمة حذيفة رضي الله عنه ذكر. 4061- وَقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة: أحدثكم أبو طلق بن حنظلة، حدثني أبي، عن أوس بن ثُرَيْب.... فذكر حديثًا، قال: فضرب عمر رضي الله عنه بين كتفي ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: لقد جعل الله تعالى في قلبك يا ابن مسعود من العلم غيرَ قليل. قال: فأقر به أبو أسامة. والحديث بتمامه مذكور في عِشرة النساء. 4062- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا المُقْري، ثنا المسعودي، عن القاسم قال: أول من أفشى القرآن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. 4063- حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَتَى سَارِيَةً، فَوَقَفَ إِلَيْهَا يُصَلِّي، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: نَابِذْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، وَهُوَ لاَ يَسْمَعُهُ، فَقَرَأَ: قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَخْلِصْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، وَجَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ وَهُوَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَاكَ لاَ يَسْمَعُهُ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالنَّصِيبَ الأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالثَّرَاءَ، وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لاَ يَنْقَطِعُ، وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ، وَلِبَاسَ التَّقْوَى، وَزِينَةَ الْإِيمَانِ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ. 4064- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله- هو ابن المبارك- عن المسعودي، عن سليمان بن مينا، عن نفيع مولى عبد الله قال: كان عبد الله رضي الله عنه من أجود الناس ثوبًا أبيض، وأطيب الناس ريحًا. وحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في ترجمته. وحديث القاسم: كان عبد الله رضي الله عنه إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نعليه من رجليه. في كتاب الأدب. 4065- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص، عن عُقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: ما أرى رجلاً أعلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود رضي الله عنه. فقال أبو موسى رضي الله عنه: لئن قلت ذاك لقد كان يسمع حين لا يُسمع، ويدخل حيث لا ندخل رضي الله عنه. 4066- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا، وَبِالْإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. 4067- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالسِّوَاكِ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجِبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدِ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ سَهْلٌ. 4068- وقال الحارث: حدَّثنا عبد العزيز بن أبَان، ثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي المليح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أستر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل، وأوقظه إذا نام، وأمشي معه في الأرض... الحديث. 79- فضل ابن عباس رضي الله عنهما 4069- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد- هو ابن هارون- ثنا جرير- هو ابن حازم- عن يعلى- هو ابن حكيم- عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: تعال فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير. فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم؟ ! قال: فتركت ذلك، فأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث، فإن كان يبلغني عن الرجل فآتيه وهو قائل، فأتوسّد ردائي على بابه، يسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيرأني، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث، فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي، يسألونني فقال: كان هذا الفتى أعقل مني. 4070- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا ابن داود، عن الأعمش، عن عبد الملك بن مَيْسَرة، عن طاووس قال: جالست سبعين أو خمسين شيخًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أحد منهم خالف ابن عباس رضي الله عنهما فيلتقيان، إلا قال: هو كما قلت. أو قال: صدقت. 4071- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن ابن جُريج، عن طاووس قال: ما رأيت الذي هو أعلم من ابن عباس رضي الله عنهما، ولا أورع من ابن عمر رضي الله عنهما. 4072- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا إسماعيل، ثنا أيوب، قال: نبئت عن طاووس قال: ما رأيت أحدًا أشد تعظيمًا لحرمات الله تعالى من ابن عباس رضي الله عنهما، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت. 4073- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وكيع، ثنا مِسْعَر، عن عبد الملك بن مَيْسَرة، عن طاووس قال: ما رأيت ابن عباس خالفه أحد حتى يقرره..... الحديث تقدم في الحج. 80- مناقب أبي ذر رضي الله عنه 4074- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ، فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي، وَكَفِّنُونِي، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم، فقولوا هذا أبو ذر، صاحب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا، فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَقَامَ إِلَيْهِ غُلاَمٌ، فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ، الْقُرَظِي مَا عَرَفْتُهُ، فَإِنْ كَانَ هُوَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، فَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ. وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ يعْنَى هَذَا. 4074- أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم بن كليب، ثنا سلمة بن نُباتة قال: خرجنا عُمَّارًا فعمدنا إلى منزل أبي ذر رضي الله عنه، فإذا هو قد أقبل يحمل عظم جزورٍ أو يُحْمَل معه، فأتى منزله، ثم أتانا فسلم علينا... فذكر الحديث. فقال لهم: في كل كذا وكذا جزورًا ينحرونها فيأكلونها، ولي في كل جزور عظم، فقال رجل: يا أبا ذر ما مالك؟ فقال رضي الله عنه: لي قطيع من إبل، وصَرِيْمَة من غنم في إحداها ابني، وفي الأخرى غلام أسود اشتريته فهو عتيقٌ، يخدمني إلى الحول، ثم هو عتيق. قال: فقال رجل يا أبا ذر والله ما من الناس عندنا أحد أكثر أموالاً من أصحابك. فقال: والله ما لهم في مال من الحق إلا ولي مثله. قال: فجعلنا نستفتيه، فقال رجل: يا أبا ذر عندنا رجل يصوم الدهر إلا الأضحى والفطر؟ قال رضي الله عنه: لم يصم ولم يفطر. قال: إنه وإنه. قال: فأعادها... الحديث. 4075- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه. 4076- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلاَمِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلاَثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَرَأَيْتُ الاِسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: جُنْدَبٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. 4077- وَبِهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا ذَرٍّ، أُرِيتُ أَنِّي وُزِنْتُ بِأَرْبَعِينَ أَنْتَ فِيهِمْ، فَوَزَنْتُهُمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عُيِّرَ بِكَ، قَالَ: اسْكُتِي، مَلَأَ اللَّهُ فَاكِ تُرَابًا. 4078- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو، عن أبي عمرو بن حماس، عن مالك بن أوس قال: كنت أسمع بأبي ذر رضي الله عنه، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه، فكتب إليه عثمان رضي الله عنه أن يقدم عليه، فكتب إليه معاوية: إن كان لك بالشام وأهله حاجة فأخرج أبا ذر، فإنه قد ثقل الناسُ عندي. فقدم أبو ذر رضي الله عنه وتصايح الناس: هذا أبو ذر، هذا أبو ذر. فخرجت أنظر إليه فيمن نظر، فدخل المسجد وعثمان رضي الله عنه فيه، فأتى سارية فصلى عندها ركعتين، ثم أتى عثمان رضي الله عنه فسلم فما سبه ولا أنبه، فقال عثمان رضي الله عنه: أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت على البئر استسقي. ثم رفع أبو ذر رضي الله عنه بصوته الأشد فقرأ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا} إلى قوله {مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة34- 35] فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الربذة. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأُقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي. 4080- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتِي، وَجُنْدَبٌ طريدُ أُمَّتِي، يَعِيشُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَاللَّهُ يَبْعَثُهُ وَحْدَهُ. 4081- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: وددت لو أني شجرة تُعْضَد. |
01-04-2013, 08:28 PM | #140 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
81- مناقب ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه
4082- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ بكرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، قَالَ: فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحُمِلَ عَلَيْهِمْ، فَانْكَشَفُوا قَالَ: قَالَ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا الْقَوْمُ، فَبَقِيَا يُقَاتِلاَنِ حَتَّى قُتِلاَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا، فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ، إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ، فَتُضَيِّعَهُ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ، مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ، فَأَخَذَ دِرْعِي، وَمَنْزِلُهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرَ، وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طُولِهِ، وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً، وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلاً، فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَفُلاَنٌ مِنْ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلاَنٌ وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ، فَتُضَيِّعُهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ، فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ، فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ، يُسْتَنُّ فِي طُولِهِ، فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ، وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ، فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ بِرُؤْيَاهُ، فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزَتْ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 82- مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه 4083- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لَضَعِيفٌ، وَإِنَّ أَوْثَقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سَلاَمَةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لاَ يَعْنِينِي. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ وَخَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ مُتَّصِلاً دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ. وحديث جندب رضي الله عنه عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه موقوف مضى في العلم. وحديث الحسن المرسل في تفسير الأحقاف. 83- مناقب حنظلة بن ِحِذْيَم رضي الله عنه 4084- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ حَنْظَلَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبِي حَنِيفَةُ بْنُ حِذْيَمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ذُو بَنِينَ، وَهَذَا أَخْصَ بَنِيِّ فَسَمَتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ وَأَخَذَ بِيَدِي، وَمَسَحَ رَأْسِي بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ، يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ، فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ. 84- فضل أبي كعب الحارثي رضي الله عنه 4085- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الزراق، ثنا مَعْمَر، عن زياد بن جبل، عن أبي كعب الحارثي هو ذو الإداوة قال: سمعته يقول: خرجت في طلب إبل لي ضوال، فتزودت لبنًا في إداوة، ثم قلت في نفسي: ما أنصفت فأين الوضوء، فأهرقت اللبن، وملأتها ماء، وقلت: هذا وضوء، وهذا شراب. فكنت أبغي إبلي فإذا أردت أن أتوضأ اصطببت من الإدواة ماء فتوضأت، وإذا أردت إن أشرب أصطببت لبنًا فشربته فمكثت بذلك ثلاثًا. فقالت له أسماء النجرانية: يا أبا كعب أقطيبًا كان أم حليبًا؟ فقال: إنك لبطالة، بل كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ. أما إني حدثت بهذا الحديث نفرًا من قومي فيهم عليّ بن الحارث سيد بني قيان، قال: ما أظن الذي تقول كما قلت. قلت: الله أعلم بذلك. ثم رجعت إلى منزل فنمت تلك الليلة فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي، فقلت: يرحمك الله لم تعنيت إلي؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ قال: أَخْبَرَنَا أحق بذلك أن آتيك، ما نمت الليلة إلا أتأني آت فقال: أنت الذي تكذب من يحدث بأنعم الله تعالى. ثم خرجت حتى أتيت المدينة فأتيت عثمان بن عفان رضي الله عنه فسألته عن شيء من أمر ديني، فقلت: يا أمير المؤمنين إني رجل من بني الحارث من أهل اليمن أريد أن أسألك عن أشياء فمر حاجبك أن لا يحجبني. فقال رضي الله عنه: يا وثاب إذا جاء الحارثي فأذن له. فكنت إذا جئت فقرعت الباب فقال: من ذا؟ فقلت الحارثي: قال ادخل. فدخلت فإذا عثمان رضي الله عنه جالس وحوله نفر سكوت لا يتكلمون، كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت، ثم جلست، ولم أسأله عن شيء لما رأيت من حالهم... فذكر الحديث. 85- فضل البراء بن مالك رضي الله عنه 4086- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلت على البراء بن مالك رضي الله عنه وهو مستلقٍ على فراشه، وهو ينشد أبياتًا من الشعر، كأنه يتغنى بهن، فقلت له: رحمك الله قد أبدلك الله به، ما هو خير منه، القرآن. فقال: أترهبُ أن أموت على فراشي؟ لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك، وقد قتلت مائة منفردًا سوى من شاركت في ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 86- باب أخبار عَبْدِ خَيْرٍ 4087- قال أبو يعلى: حدَّثنا الحسن بن حمّاد الكوفي، ثنا مُسْهِر بن عبد الملك بن سلع، أخبرني أبي قال: قلت لعَبْدِ خَيْر كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قال: نعم، كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى خير واسع، وكان أبي ممن خرج وأنا غلام، فلما رجع قال لأمي: مري بهذي القدر فلترق للكلاب فإنا قد أسلمنا فأسلم. 87- باب سعيد بن المسيّب 4088- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه. 88- باب أخبار أبي عثمان النهدي 4089- قال أبو بكر: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم الأحول قال: سأل صُبَيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع فقال له: هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أسلمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأديت له ثلاث صدقات ولم ألقه، وغزوت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عدة غزوات، شهدت فتح القادسية، وجلولاء، ونهاوند، واليرموك، وأذربيجان، ومهران، ورستم، فكنا نأكل السمن، ونترك الودك. قال: فسألته عن الظروف؟ فقال: لم يكن يُسأل عنها. يعني: ظروف المشركين. 89- فضل الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر 4090- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هُودُ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ، فَلَقِيَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا، فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَرَّبَ، وَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: قَوْمٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلاَدَ، التِّجَارَةُ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: أَجَلْ، فَمَشَى مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ، حَتَّى نَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ، فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا، وَقَعَدُوا إِلَيْهِ وَبَقِيَ الأَشَجُّ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الْإِبِلَ وَعَقَلَهَا، وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: الأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ قَالَ: أَجِبِلًّا جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: بَلْ جِبِلٌّ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ لَهُمْ يَأْكُلُونَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ الْبَرْنِيِّ. وَاسْمُ جَدِّ هُودَ مَزِيدَةٌ. 90- أخبار أبي عنبة الخَوْلاني رحمة الله عليه 4091- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا الهيثم بن خارجة، ثنا الجراح بن مليح، قال: سمعت بكر بن زرعة الخَوْلاني قال: سمعت أبا عنبة الخَوْلاني، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ممن أكل الدم في الجاهلية. 91- أخبار عبد الله بن أُنيس رحمه الله 4092- قال أبو يعلى: حدَّثنا الصلتُ بن مسعود، ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عمي الحسن بن يزيد، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه سرية وحدهُ. قلت: وهو مختصر من حديث طويل. 92- أخبار مسلمة بن مَخْلَد رحمه الله 4093- قال أبو يعلى: حدَّثنا عثمان، ثنا وكيع، ثنا موسى بن علي، عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مَخْلَد يقول: ولدت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر. 93- أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلا في الفتن. 94- باب ما يُستدل به على أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم أفضلُ من أزواجه رضي الله عنهن 4094- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ، وَيَزَوَّجَ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ فَزَوَّجَهُ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ. 95- فضل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها 4095- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيِّ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي يَزِيدُ مِنْ وَلَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فُلاَنَةُ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلُ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ إِسْلاَمًا. 4096- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَدِيجَةَ، لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَبْصَرْتُهَا فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ، فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ. 96- فضل عائشة رضي الله عنها 4097- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا حسين بن محمد، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: لما نزلت عليهم رخصة التيمم بالصّعُدات، دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنه فقال: إنك لمباركة، أنزلت علينا رخصة التيمم. 4098- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيَّ حَوْفٌ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ تَزَوَّجَنِي، فَأُلْقِيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ. 4098- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهِ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ. 4099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قُلْتُ: سَبَّتْنِي فَاطِمَةُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا فَاطِمَةُ، سَبَبْتِ عَائِشَةَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ، وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ؟ قَالَتْ: بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ، فَأَحِبِّيهَا، قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ نَقُولُ لِعَائِشَةَ شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا. 4100- وَقَالَ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دَعُوا عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. 4101- وقال الطيالسي: حدَّثنا شُعبة، عن أبي إسحاق عمن سمع عمارًا- وذكر رجلٌ عنده عائشة رضي الله عنها فنال منها- فقال عمار: اسكت مقبوحًا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4102- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَاتِقِهِ، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ الدِّرْكِلَةَ، وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ حَسَّانَ عَجُوزُ صِدْقٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ زَوْجُهَا، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ: لاَ يُبْغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ. - وقال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي، عن محمد بن عُبيد، عن هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجل بعد وفاة عائشة رضي الله عنها، فسأله عبيد بن عمير: كيف رأيت وجدَ الناس عليها؟ قال: والله ما اشتد وجدهُم كل ذاك. قال عبيد بن عمير: إنما يحزن على عائشة رضي الله عنها من كانت له أُمًّا. 4105- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُمُّ سَلَمَةَ الصَّرْخَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَرْسَلَتْ جَاريَتَهَا انْظُرِي مَا صَنَعَتْ، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ أَبَاهَا. 4106- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَآخَرُ مَعَهُ، أَنَّهُمَا أَتَيَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا فُلاَنُ، سَمِعْتَ حَدِيثَ حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: فِيَّ تِسْعٌ، لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِلاَّ مَا آتَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صُوَيْحِبَاتِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: نَزَلَ الْمَلَكُ بِصُورَتِي، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِتِسْعٍ، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْوَحْيُ وَأَنَا وَإِيَّاهُ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ونَزَلَ فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَادَتِ الْأُمَّةُ أَنْ تَهْلِكَ فِيهِنَّ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقُبِضَ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرَ الْمَلَكِ وَأَنَا. 4107- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا بِشر بن الوليد، ثنا أبو جعفر، عن سليمان الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أعطيتُ تسعًا ما أعطيهنّ امرأة إلا مريم... فذكر نحوه. فقالت: وإن كان الوحي ينزل عليه وهو في أهله متفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه صلى الله عليه وسلم وأنا معه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصدّيقه، لقد خلقت طيبة وعند طيب، ولقد وُعدت مغفرة ورزقًا كريمًا. وحديث ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها في قصة الدُّّّّّّرج الذي بعث به عمر رضي الله عنه إليها لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، يأتي إن شاء الله تعالى في الفتوح العمرية. 97- فضل أم ورقة رضي الله عنها 4108- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا، وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ، فَقَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلاَمُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلاَهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا، فَأُتِيَ بِهِمَا، فَصُلِبَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ. أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُ هُنَا. 98- فضل جمرة اليربوعية الحنظلية رضي الله عنها 4109- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَطْوَانُ هُوَ ابْنُ مِشْكَانَ، عَنْ جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي. 99- فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها 4110- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَدْ أُعْطِيَتْ جَمَالاً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْحَيَاءِ.... الْحَدِيثَ. 4111- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا: خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجَدارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَسْتُ أَعْنِي هَذَا، وَلَكِنْ أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ. 4111- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا. 100- فضل ميمونة رضي الله عنها 4112- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ: ثَقُلَتْ مَيْمُونَةُ بِمَكَّةَ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُخْتِهَا أَحَدٌ، فَقَالَتْ: أَخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ، فَإِنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، حَتَّى أَتَوْا بِهَا سَرِفَ إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ الْقُبَّةِ فَمَاتَتْ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا فِي لَحْدِهَا، أَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ خَدِّهَا فِي اللَّحْدِ، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ. 101- فضل صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها 4113- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ، خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ، وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: دُونَكَ الرَّجُلَ، فَجَبُنَ حَسَّانُ، وَأَبِي عَلَيْهَا، فَتَنَاوَلَتْ صَفِيَّةُ السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ، حَتَّى قَتَلَتْهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ لِصَفِيَّةَ بِسَهْمٍ كَمَا يُضْرَبُ لِلرِّجَالِ. تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيَّ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ. 102- باب سودة رضي الله عنها 4114- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاَقِهَا، فَقَالَتْ: أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي؟ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بالَّذِي أنَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عَلَيَّ؟ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، لَمَا رَاجَعْتَنِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرْتُ، وَمَا بِي حَاجَةٌ إِلَى الرِّجَلِ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَهَبُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي بِقُرَّةِ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ رضي الله عنها. 103- ذكرُ أم سلمة رضي الله عنها 4115- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلاَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَبْدِلْ أُمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَسَأَدْعُو اللَّهَ يُذْهِبُهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِرَحَاءَيْنِ، وَجَرَّةِ الْمَاءِ. 4116- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي وَفَاتِهِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ فِيَّ خِلاَلاً ثَلاَثًا، فَسَمِعَ عُمَرُ مَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ، فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا تَرُدِّينَهُ، قَالَتْ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهَا قَالَ: فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُنَّ، فَلاَ تَجِدُ مَا يَجِدْنَ النِّسَاءُ مِنَ الْغَيْرَةِ، قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. 4117- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ عَلَى شَيْءٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ. 4117- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ. 104- ذكر حفصة رضي الله عنها 4118- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ: مَالِكِ؟ أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ مَرَّةً، ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لاَ أُكَلِّمُكِ أَبَدًا. 4119- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ، فَجَاءَ خَالاَهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَجَلْبَبَتْ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. 4119- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَوْ يَزِيدَ، نَحْوَهُ. 105- ذكر صفية بنت حيي رضي الله عنها 4120- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَتْنَا عَلِيلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أَمِينَةَ، تَقُولُ حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَى صَفِيَّةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، يَوْمَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَقُودُهَا مَسْبِيَّةً، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ، قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَرْسَلَهَا، فَكَانَ ذِرَاعُهَا فِي يَدِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَعْتَقَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَأَمْهَرَهَا رَزِينَةَ، قُلْتُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولاَتٍ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَكَذَا تَقَدَّمَ عَنْهَا نَفْسِهَا، فِي كِتَابِ النِّكَاحِ. 4121- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلاَلٍ، قَالَ: إِنَّ صَفِيَّةَ قَالَتْ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمَكِ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي، وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. 4122- حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَبِيعِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَجُزِ نَاقَتِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ، فَيَمَسَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَيَقُولُ: يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا صَفِيَّةُ، إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ، مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا. 4122- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَ فِي حَيِّ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قَطَّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 106- ذكر أم أيمن رضي الله عنها 4123- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا روح، ثنا هشام، عن عثمان بن القاسم قال: خرجت أم أيمن رضي الله عنها مهاجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهي ماشيةٌ ليس معها زاد، وهي صائمة في يوم شديد الحر، فأصابها عطش شديد حتى كادت تموتُ من شدة العطش، قالت: فلما غابت الشمس إذا أنا بخفيق شيء فوق رأسي، فرفعت رأسي فإذ أنا بدلوٍ من ماء برشاءٍ أبيض، فدنا مني حتى إذا كان مني حيث أستمكن تناولته فشربت منه حتى رويت، فلقد كنت أصوم بعد ذلك في اليوم الحار ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعدها. 107- ذكر زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما 4124- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جُذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا. 108- ذكر أسماء بنت عميس رضي الله عنه لها في حديث تزويج علي بفاطمة تقدم في النكاح، وفيه: قالت: فدعا لي بدعاء إنه لأوثق عملي عندي. 109- باب أم هانئ 4125- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَاسْمُهُ بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {هَاجَرْنَ مَعَكَ}، قَالَتْ: لَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ، وَلَمْ أَكُنْ هَاجَرْتُ مَعَهُ، كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ. 110- ذكر أم مالك الأنصارية رضي الله عنها 4126- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مَالِكً الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِعُكَّةِ سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً فَعَصَرَهَا، ثُمَّ رفَعَهَا إِلَيْهَا، فَرَجَعْتُ، فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا، فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ قَالَتْ: رَدَدْتَ عَلَيَّ هَدِيَّتِي، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَنِيئًا لَكِ أُمَّ مَالِكٍ، هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ اللَّهُ لَكِ ثَوَابَهَا. 111- باب فضل قريش تقدم في أول كتاب الخلافة والإمارة أحاديث من هذا. 4127- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال: كنت أسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لا يدخل أحد من قريش في باب إلا دخل معه ناس. ولا أدري ما تأويل قوله، حتى طعن عمر رضي الله عنه، فأمر صهيبًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس، وأمر أن يجعل للناس طعامًا... فذكر الحديث. وقد مضى في الجنائز. 4128- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لِأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا نَكَالاً، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالاً. 4128- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بِهَذَا. 4129- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ، عَنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَسُبُّوا قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نَكَالاً عِقَابًا، أَوْ وَبَالاً، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالاً. 4130- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: انْظُرُوا قُرَيْشًا، فَاسْمَعُوا قَوْلَهُمْ، وَدَعُوا فِعْلَهُمْ. 4131- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اطْلُبُوا الْقُوَّةَ وَالأَمَانَةَ فِي الأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ قَوِيَّ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلاَنِ عَلَى أقَوَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلاَنِ عَلَى أَمِينِ مَنْ سِوَاهُمْ. 4131- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ. 4132- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ. 4133- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ، وَلاَ تُعَلِّمُوهَا، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا، وَلاَ تُؤَخِّرُوهَا، فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ. 112- عدم قيام بني هاشم لأحد 4134- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ لِأَخِيهِ، إِلاَّ بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَقُومُونَ لِأَحَدٍ. 4135- حَدَّثَنَا شَبَّابُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ النَّاسِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَأَوَّلُ قُرَيْشٍ فَنَاءً بَنُو هَاشِمٍ. 113- فضل المهاجرين رضي الله عنهم 4136- قال الحارث: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا قيس- هو ابن الربيع- عن عثمان بن أبي زرعة، عن مولاة لأبي موسى، عن أبي موسى رضي الله عنه، في قوله عز وجل {الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} [التوبة: 100] قال: من صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 114- باب فضل الأنصار رضي الله عنهم 4137- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَجِيرَانِهِمْ. حَدِيثٌ فِي الْوَصِيَّةِ بِالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي بَابِ: الْخُلَفَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ. 4138- قال أبو بكر: ثنا عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لقد لبثنا في المدينة سنتين قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا نعمر المساجد ونقيم الصلاة. 4139- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي إِمْرةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ السِّمَاطَيْنِ، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلاَ تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأَنْصَارِ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، قَالَ: فَأَرْسَلَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى. 4140- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيِّ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ، يَعْنِي: الأَنْصَارَ لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ، وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: كَلا، مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ تَعَالَى لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ. 4141- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعْدٌ، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِنَّ يَعْنِي جَوَارِي بَنِي النَّجَّارِ. 4142- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ زِيَارَةَ الأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا زَارَ خَاصًّا أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامًّا أَتَى الْمَسْجِدَ. 4143- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ الطِّبِيبِ، قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النِّسَا، فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظُفَرَ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالُوا: كَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمْ لَنَا، أَوْ يُعْطِينَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: نَعَمْ، أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ بِشَطْرٍ، فَإِنْ عَادَ اللَّهُ عُدْنَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهَ خَيْرًا، فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ قَسَمَ حُلَلاً بَيْنَ النَّاسِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا ابْنِي، فَبَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: صَلِّ يَا أُسَيْدُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي، قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلاَنٍ، وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌ، فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ، فَلَبِسَهَا، فَظَنَنْتَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لاَ يَكُونُ فِي زَمَانِكَ. |
01-04-2013, 08:31 PM | #141 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
الجزء السادس عشر
115- باب فضل قبائل من العرب 4144- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُرَيْشٌ، وَالأَنْصَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ، وَسُلَيْمٌ أَوْلِيَاءُ لِي، لَيْسَ لَهُمْ وَلِي دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: فَلَقِيتُ إِسْحَاقَ بْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيكَ فَذَكَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُمْ سَبْعَةٌ، لاَ أَدْرِي الَّذِي نَقَصَ مِنْهُمْ قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ ذَكَرَ أَبِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّ الَّذِيَ نَقَصَ مِنْهُمْ: سُلَيْمٌ قُلْتُ: الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ مِنْ طَرِيقِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هُوَ الأَصَحُّ. 116- باب عامر وبنو تميم 4145- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، أَنْتُمْ مِنِّي. 4145- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، نَحْوَهُ. 4145- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، بِهِ. 4146- َقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ، أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، إِلاَّ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلاَثِ قَبَائِلَ، سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: جَمَلٌ أَزْهَرُ، يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ، وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: زَهْرَةٌ تَنبَعُ بِمَاءٍ، وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبَى اللَّهُ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلاَّ خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِّ، رُجْحُ الأَحْلاَمِ، ثَبْتُ الأَقْدَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالاً لِلدَّجَّالِ، وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. 117- بنو حمير والسُّكون 4147- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْغَازِي الْعَنْسِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يقَولُ: إِنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الأَمْلُوكِ: أَمْلُوكُ حِمْيَرَ، وَسَعْيَانُ، وَالسَّكُونُ، وَالأَشْعَرِيينَ. 118- بنو ناجية 4148- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عنُ سَعْدٍ قَالَ: إِنَّ بَنِي نَاجِيَةَ ذُكِرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي قَالَ: وَأَحْسَبُهُ، قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ غَيْرَهُمَا، يَعْنِي سَامَةَ بْنَ لُؤَيٍّ، فَقَالَ رَجُلٌ: عَلَّقَتْ مَا بِسَامَةِ الْعَلاَقَةَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَالَ ذَلِكَ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 4148- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَنِي نَاجِيَةَ، فَقَالَ: هُمْ مِنَّا قَالَ سَعْدٌ: يَرْوُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ. 4148- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَسَمِعْتَ مَا يُذْكَرُ فِي بَنِي نَاجِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُمْ حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ أَعَنْ ثِقَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَقَدْ أَتَوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَهْدَوْا لَهُ رِحَالاً عِلاَفِيَّةً، قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي مُدْرِكَ بْنَ الْمُهَلَّبِ فِي عَسْكَرِهِ، فَذُكِرَتْ بَنُو نَاجِيَةَ، وَثَمَّ رَجُلٌ جَدُّهُ سَعِيدٌ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ. 119- الأنصار رضي الله عنهم 4149- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُحَدِّثُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ، بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَذْكُرْ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ ثَابِتٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنْ مِثْلِ النَّضْرِ مَعَ حِفْظِهِ، وَإِتْقَانِهِ مَقْبُولَةٌ. 120- أسلم 4150- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ هُوَ ابْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَاءَتْهُ سُنْبُلَةَ الأَعْرَابِيَّةُ بِقَعْبِ لَبَنٍ، أَهْدَتْهُ لَهُ، قالِ صلى الله عليه وسلم: أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ فَأَفْرَغَتْهُ، فَتَنَاوَلَهُ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ قُلْتَ: لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَعْرَابَ أَسْلَمَ، لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ، وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُوا. 121- عبد القيس 4151- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ابْدَؤُوا بِالأَحْمَسِيِّينَ وَدَعَا لَنَا. 122- أحمس 4152- قال الطيالسي: حدَّثنا شُعبة، عن مخارق، عن طارق، أنه سمعه يقول: قدم وفد بجيلة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ابدءوا بالأحمسين. ودعا لنا. 123- ربيعة ومضر 4153- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ، وَإِذَا عَزَّتْ رَبِيعَةُ، فَذَلِكَ ذُلُّ الْإِسْلاَمِ. 4153- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ. 124- بكر بن وائل 4154- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ، كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ خُرَاسَانَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ، يَعْنِي: قَدْ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اجْعَلْ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ يَلُونَهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ الْعَدُوَّ لاَ يَظْهَرُ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. 125- باب ذم العباد وهم طائفة من نصارى العرب 4155- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الْإِسْلاَمِ الْعُبَّادُ مِنَ الرُّومِ. 126- باب ذم البربر 4156- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الْقُرَشِيَّ، أَخْبَرَهُ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: الْخَبَثُ أَحَدٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَسِتُّونَ فِي الْبَرْبَرِ. 127- باب فضل الصحابة والتابعين على الإجمال 4157- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان, حدثني نسير بن ذعلوق, قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم أفضل من عمل أحدكم عمره. 4158- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَلاَّمٍ الطَّوِيلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي مَثَلُ النُّجُومِ يَهْتَدُونَ بِهَا، إِذَا غَابَتْ تَحَيَّرُوا. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. 4159- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ النُّجُومِ يُهْتَدَى بِهِمْ، فَأَيُّهُمْ أَخَذْتُمْ بِقَوْلِهِ اهْتَدَيْتُمْ. حَمْزَةُ ضَعِيفٌ جِدًّا. 4160- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ أُحُدًا ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وفِي الأَرَامِلِ، وَالْمَسَاكِينِ، وَالْيَتَامَى، لَيُدْرِكَ فَضْلَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، مَا أَدْرَكَهُ أَبَدًا. 4161- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخَرُونَ أَرْدَى. 4161- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. 4161- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ فَذَكَرَهُ. 4162- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللَّهِ لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي. 4163- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سِيُحْدِثُونَ وَيَفْعَلُونَ. 4164- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَكُونُ لِأَصْحَابِي مِنْ بَعْدِي زَلَّةٌ، يَغْفِرُهَا اللَّهُ تَعَالَى لِسَابِقَتِهِمْ مَعِي، يَعْمَلُ بِهَا قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يُكِبُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ. 4165- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلاَ يَجِدُونَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلاَ يَجِدُونَهُ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي وَرَاءَ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَتَسْتَنْصِرُونَ بِهِ فَتُنْصَرُوا؟ فَيُقَالُ: لاَ فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ وَيُقَالُ: مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ فَلَوْ سَمِعُوا بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ لَأَتَوْهُ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ فَذَكَرَهُ، بِلَفْظِ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَحِبَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ فَيُلْتَمَسُ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيُسْتَفْتَحُ بِالرَّجُلِ، ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَيُلْتَمَسُ، فَلاَ يُوجَدُ، حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَيْتُمُوهُ، ثُمَّ يَبْقَى قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ بِهِ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ من طريق عمرو بن دينار، ومسلم من طريق أبي الزبير، كلاهما، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ الصَّوَابُ. - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوْ يَسْمَعُونَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ. هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ مَعًا. 4167- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فَلاَ تَسَبُّوهُمْ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّهُمْ. 4168- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْتَغَى الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي، كَمَا تُبْتَغَى الضَّالَّةُ فَلاَ يُوجَدُ. 4169- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيُّ، عَنِ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ؟ فَضَجُّوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمُ الأَلْوَانُ، وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ وَجِئْتُمْ بِأُخْرَى؟ قَالُوا: مَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ، وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ وقَالُوا: فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ. 4170- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، وَلاَ يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلاَّ بِالْمِلْحِ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا طَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ، إِسْمَاعِيلُ، وَلَيْسَ بِالْحَافِظِ. 4171- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ، وَيُصَدِّقُونِي تَصْدِيقَكُمْ، وَيَنْصُرُونِي نَصْرَكُمْ، فَيَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي. 128- باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بسوء 4172- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا زكريا بن عدي، عن عبيدة الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة قال: كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في نفر, فذكروا عَلِيًّا رضي الله عنه فشتموه, فقال سعد: مهلاً عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنا أصبنا ذنبًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] وأرجوا أن تكون رحمة من الله تعالى سبقت لنا. فقال بعضهم: إن كان والله يبغضك ويسميك الأخينس. فضحك سعد رضي الله عنه حتى استعلاه الضحك، ثم قال: أوليس الرجل قد يجد على أخيه في الأمر، يكون بينه وبينه، ثم لا يبلغ ذلك أمانته. وذكر كلمة أخرى. 4173- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: صَحِبْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دَعُوا أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي، فَإِنَّهُ مَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ، تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، وَمَنْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ. 129- باب حق الصحابي رضي الله عنه في بيت المال زيادة على حق المسلم حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في كتاب الخلفاء في باب الإمامة في قريش. 130- باب فضل القرون الأول 4174- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي زَمَنِ الأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَالأَعْرَابُ يَأْتُونَ بِالزِّقَاقِ يَسْتَقُونَ بِهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَامِحِ الْبَصَرِ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، وَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي هِلاَلٍ، وَاسْمِي كَهْمَسٌ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي أَنَا مِنْهُ، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغَطٌ فِي أَسْوَاقِهِمْ قَالَ مُعَاوِيَةُ: قَالَ كَهْمَسٌ: أَتَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلاَءِ مِنْ أُولَئِكِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ سَبَقَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي الصَّوْمِ، وَطَرَفٌ فِي النِّكَاحِ. وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. - وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، بِهِ. - وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَسَمَوَيْهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ يَزِيدَ، مِثْلَهُ. - وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى مِنْ طَرِيقِ مُوسَى، بِهِ. 4175- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَدِّدُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لاَ حُجَّةَ لَهُمْ. 4176- وَبِهِ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ. 4177- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتُمْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْيُنِكُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْمَانِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: طُوبَى لَكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَفَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي ثَلاَثًا. 4177- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، بِهِ. 4178- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: مَذْحِجِيَّانِ أَوْ كِنْدِيَّانِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بَلْ كِنْدِيَّانِ فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا كِنْدِيَّانِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ اتَّبَعَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ، وَصَدَّقَكَ وَلَمْ يَرَكَ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ. 4178- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ، فَلَمَّا رَآهُمَا، قَالَ: كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ حَتَّى أَتَيَا، فَإِذَا رَجُلاَنِ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ، فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ، وَصَدَّقَكَ، وَاتَّبَعَكَ، فَمَاذَا لَهُ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ، لِيُبَايِعَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ، وَصَدَّقَكَ، وَاتَّبَعَكَ، وَلَمْ يَرَكَ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ وَانْصَرَفَ. 131- باب فضل هذه الأمة 4179- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَلَقِيَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ، وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الْبَشَرِ، لاَ أُفَارِقُكَ وَأَنَا أَطْلُبُكَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ مَا اصْطَفَى إِلَيْهِ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: قَالَ: لاَ وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ آدَمُ صَفِيُّ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ، وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ تَسَمَّى اللَّهُ بِاسْمَيْنِ سَمَّى بِهِمَا أُمَّتِي: هُوَ السَّلاَمُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ، طَلَبْتُمْ يَوْمًا ذُخِرَ لَنَا، لَنَا الْيَوْمُ، وَلَكُمْ غَدًا، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى، بَلْ يَا يَهُودِيُّ أَنْتُمُ الأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَلْ وَالْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الأَنْبِيَاءِ، حَتَّى أَدْخُلَهَا، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأُمَمِ، حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي. 4180- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي مِنْ دُونِ الْبَشَرِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ، فَأَعْطَانِيهَا. 4181- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلاَلاً، فَنَادَى بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً، قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَدَنَا النَّاسُ، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَالْتَفَتُوا، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ فَدَنَا النَّاسُ، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَالْتَفَتُوا، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِمَنْ نُوسِعُ، لِلْمَلاَئِكَةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، إِنَّهُمْ إِذَا كَانُوا مَعَكُمْ، لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَلاَ خَلْفَكُمْ، وَلَكِنْ عَنْ يَمِينِكُمْ وعَنْ شِمَالِكُمْ فَقَالَ: وَلَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِينَا وَلاَ خَلْفَنَا، أَهُمْ أَفْضَلُ مِنَّا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، اجْلِسْ فَجَلَسَ. 4182- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ أَنْفَعُ أَوْ آخِرُهُ. 4183- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ الْعَتَكِيَّةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، الْمِئَةُ أُمَّةٍ، إِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَإِنَّ أُمَّتِي، الْخَمْسُونَ مِنْهُمْ أُمَّةٌ، فَإِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. 4184- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الأَعْرَجُ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ، وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ. 4185- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ. 4186- حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا أبو داود الحفري، حدَّثنا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن هذه الأمة مرحومة، لا عذاب عليها، إلا ما عذبت به أنفسها. قلت: وكيف تعذب أنفسها؟ قال: أما كان يوم النهر عذاب، أما كان يوم الجمل عذاب، أما كان يوم صفين عذاب. 132- باب فضل أهل اليمن 4187- قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَسى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي: ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ إِلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ، وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَهُمْ يَدْخُلُونَ مَعِي ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم فَذَهَبَ، مَا لَبِثَ أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعِي ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَوْ أَنَّا سَأَلْنَاهُ، أَوَغَيْرُنَا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا كَانَ إِلاَّ قَلِيلاً أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَعَدَ فَقَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَعِي فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَغَيْرُنَا هُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، الْمَطْرُحُونَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ، الْمَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ، لَمْ يَقْضِهَا. 4188- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ، الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: لَمْ يُسْنِدِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، غَيْرَ هَذَا قُلْتُ: حُسَيْنٌ ضَعِيفٌ. 133- باب فضل العجم وفارس 4189- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن المنهال، عن رجل قال: كنت في المسجد يوم الجمعة, وعلي بن أبي طالب يخطب على منبر من الآجر، وخلفي صعصعة بن صوحان، فكلمه رجل بشيء خفي علينا، فعرفنا الغضب في وجهه، فسكت، فجاء الأشعت بن قيس، فجعل يتخطى رقاب الناس حتى كان قريبًا، فقال: يا أمير المؤمنين، غلبتنا هذه الحمراء على وجهك، فضرب صعصعة بين كتفي بيده، فقال: أَخْبَرَنَا لله وإنا إليه راجعون، ليبدين اليوم من أمر العرب أمرًا كان يكتمه، قال: فغضب غضبًا، وقال: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة، يتمرغ أحدهم على حشاياه، ويهجر أقوام تذكر الله عز وجل، فيأمرني أن أطردهم وأكون من الظالمين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد سمعت محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول: والله ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتموهم عليه بدءًا. َقَالَ إِسْحَاقُ: وسماه غير جرير: عباد بن عبد الله الأسدي. قلت: وهو كما قال. 4189- وقال الحارث: حدَّثنا أبو النضر، حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: كان علي رضي الله عنه يخطب، وقد أحدقت به الموالي... فذكر الحديث بتمامه. 4189- وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة, عن شريك, عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله. 4189- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، به. 4190- وقال أبو بكر: حدَّثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن قيس بن سعد رضي الله عنه رواية، قال: لو كان الإيمان معلقًا بالثريا، لناله ناس من أهل فارس. 4190- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو بكر وهارون بن معروف، قالا: حدَّثنا سفيان، به. ورواه البزار، وصرح برفعه، وقال فيه: وربما قال: من بني الحمراء بني الموالي. صحيح. 44- كتاب فضل البلدان 1- باب عسقلان 4191- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْمِسْوَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، كَأَنَّهَا عَائِشَةُ، فَقَالَ لَهَا: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: هِيَ مَقْبَرَةٌ بِعَسْقَلاَنَ. 4192- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَأَكْثَرَ الصَّلاَةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبَرَةِ عَسْقَلاَنَ، يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ، كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا. 2- باب البصرة والكوفة 4193- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنِي أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ، قَعَدَ لَهُمْ وَأَغْلَظَ، فَتَفَرَّقُوا، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ أَسَأْتَ، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ مُدَاهِنُونَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: بَلاَيَا، بِالْعِرَاقِ وَذَلِكَ بِالْكُوفَةِ، فَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَأَقْوَمُ الأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُ مُؤَذِّنًا، يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ. - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَتَنْزِلُ بِهِمْ بَلاَيَا عِظَامٌ، ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ أَهْلِ الأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنًا، يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ. 4194- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَخْصَاصًا إِلاَّ أَخْصَاصًا كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا يَدْفَعُ عَنْ هَذِهِ يَعْنِي: الْكُوفَةَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الأَخْصَاصُ: بُيُوتٌ عِنْدَنَا مِنْ قَصَبٍ. 3- باب أهل مصر 4195- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِي الْخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَغَيْرَهُمَا، يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ، جَعْدَةٌ رُؤُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلاَغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى يَعْنِي: قِبْطَ مِصْرَ. رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلاَ رَيْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صُحْبَتِهِ. 4- باب فضل من نزل حمص من الصحابة رضي الله عنهم 4196- قال الحارث: حدَّثنا داود بن رُشَيد، حدَّثنا أبو حَيْوة، عن أرطاة، عن أبي الضحاك قال: أتيت ابن عمر رضي الله عنهما فسألته عن شيء من العلم، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الشام. قال: من أي أهل الشام؟ قلت: من حمص. قال: من حمص جئت تطلب العلم هاهنا. قلت: ما يمنعني أن أطلب العلم من مثلك، وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! قال: فأخبرك أن القاصية الأولى ساروا تلو رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا الشام، ثم جندك خاصة، فانظر ما كانوا عليه، فإنه السنة. 5- فضل الشام حديث النواس رضي الله عنه: عقر دار المؤمنين بالشام. يأتي إن شاء الله تعالى في الفتن. 4197- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لاَ يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. 4198- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا.... الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ الشَّامِ. 4199- قَالَ سَعِيدُ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلاَ وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ. 4200- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: خَوْلِيٌّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْقِ بِغُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. 4201- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، حدَّثنا محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، سمعت سعيد بن المسيب يقول: وَجّ واد مقدس. قلت: هو بفتح الواو, وتشديد الجيم وهو بالطائف. 6- فضل الطائف 4202- قال الحُمَيْدِي: حدَّثنا عبد الله بن الحارث بن عبد الملك، حدثني محمد بن عبد الله ابن إنسان، عن عبد الله بن عبد ربه بن الحكم بن عثمان، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن كعب، قال: سمعته يقول: إن وَجًّا مقدس، منذ عرج الرب إلى السماء يوم قضى الخلق. قال الحميدي: وَجّ بالطائف. 7- فضل نعمان 4203- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نُعْمَانَ. 8- فضل مكة شرّفها الله تعالى 4204- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد، حدَّثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عياش بن أبي ربيعة قال: لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها. 45- كتاب السيرة والمغازي 1- باب مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 4205- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدَّثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يقول: حدثني صالح بن إبراهيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، حدثني من شئت من رجال قومي، عن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال: إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أسمع ما أرى وأعقل، إذ أشرف يهودي على أطم يصرخ بأعلى صوته: يا معشر يهود. فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما شأنك؟ فقال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به. قال: فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ فقال: ابن ستين سنة. 4206- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي نَاصِرَةَ، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرُّكَبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقِطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ، فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا، وَمَا أَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ بِهِ، إِلاَّ أَنَّا نَرْجُو الْغَيْثَ، وَكَانَتْ لَنَا غَنْمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ يَتِيمٌ، وَإِنَّمَا يُكْرَمُ الظِّئْرُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ، أَوْ عَمُّهُ، أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صَوَاحِبِي أَخَذَ رَضِيعًا وَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ هَذَا الْيَتِيمَ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلاَ أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلاَ آخُذُ شَيْئًا، فَقَالَ: قَدْ أَصَبْتِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَأَمْسَيْتُ افْتِلُ ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ، حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي، وَرَوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ تَعْلَمِينَ، وَاللَّهِ، لَقَدْ أَصَبْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً، وَلَقَدْ أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ: فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شِبَاعًا، وَكُنَّا لاَ نَنَامُ لَيْلَنَا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلاَدِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِي الْقَمْرَاءَ، فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ، لَقَطَعْتُ بِالرَّكَبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ: أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلاَمًا مُبَارَكًا قَالَتْ: فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يَزِيدُنَا اللَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قَدِمْنَا، وَالْبِلاَدُ سَنَةً، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا، بِطَانًا حُفَّلاً فَتَحْلِبُ وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلاً، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا، وَيْلَكُمُ اسْرَحُوا حِينَ تَسْرَحَ رُعَاؤُكُمْ، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إِلاَّ جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ، قَالَتْ: وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلاَمِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ أَقْدَمْنَاهُ مَكَّةَ، أَنَا وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لاَ نُفَارِقُهُ أَبَدًا، وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا: أَيُّ ظِئْرٍ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ، نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تَبْرُئِي مِنْ دَائِكِ، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلاَثَةً أَوْ أَرْبَعَةً، فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي غَنَمٍ لَهُمْ، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلاَنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، فَأَخَذَاهُ، فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: مَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ فَقَالَ: أَتَانِي رَجُلاَنِ فَأَضْجَعَانِي، فَشَقَّا بَطْنِي فَصَنَعَ بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلاَّ وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُ، قَالَ: فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟ فَقُلْنَا: لاَ شَيْءَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ، وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيَهُ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَلَتْ: إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ، فَلَمْ تَدَعَنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، فَقَالَتْ: كَلاَّ وَاللَّهِ لاَ يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لاِبْنِي شَأْنًا، أَفَلاَ أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ؟ إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ، فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلاً قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلاَ أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى، أَوْ قَالَتْ: قُصُورَ بُصْرَى، ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ، مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بِيَدِهِ عَلَى الأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا، فَقَبَضَتْهُ وَانْطَلَقْنَا. 4206- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّعْدِيَّةُ: قَدِمْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ.... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 4206- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، وَنَسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم... فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ. 4207- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ النُّعْمَانِ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَكَبِيرُهُمْ، وَمِدْرَهُهُمْ، يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَسَبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، أَلاَ وَإِنَّكَ تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَ الأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، وَلاَ أَنْتَ مِنْ هَؤُلاَءِ، وَلاَ مِنْ هَؤُلاَءِ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالأَوْثَانَ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةَ؟ وَلِكُلِّ أَمْرٍ حَقِيقَةٌ، فَأْتِنِي بِحَقِيقَةِ قَوْلِكَ، وَبَدْءِ شَأْنِكَ قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَسْأَلَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا، فَاجْلِسْ فَثَنَى رِجْلَهُ، وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ إِنَّ حَقِيقَةَ قُولِي وَبَدْءَ شَأْنِي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشِّرَ بِي أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وإِنِّي كُنْتُ بِكْرًا لِأُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا بِثِقَلِ مَا تَجِدُ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي، فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَ إِلَيَّ الأَوْثَانُ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ الشِّعْرُ، فَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذَا أَنَا بِرَهْطٍ ثَلاَثٍ، مَعَهُمْ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلَآنُ نُورٍ وَثَلْجٍ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ، وَقَالُوا: مَا لَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلاَمِ؟ أَنَّهُ غُلاَمٌ لَيْسَ مِنَّا وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلاَمٍ يَتِيمٍ، لَيْسَ لَهُ أَبٌ فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لاَبُدَّ فَاعِلِينَ، فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيْنَمَا شِئْتُمْ، فَلْنَأْتِكُمْ فَاقْبَلُونَا مَكَانَهُ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلاَمَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لاَ يُجِيبُونَهُمْ، انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ، يُعَلِّمُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَمَدَ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي، فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَكَانِهَا، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي، وقَالَ لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي، فَأَخْرَجَ قَلْبِي، وَأَنَا أَنْظُرُ فَصَدَعَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يَمْنَةً مِنْهُ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَى بِالْخَاتَمِ فِي يَدِهِ مِنْ نُورِ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فَخَتَمَ قَلْبِي، فَامْتَلَأَ نُورًا وَحِتمَةً، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَنَحَّى صَاحِبَهُ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَمُنْتَهَى عَانَتِي، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشِّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا، ثُمَّ قَالَ الأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي: زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي، ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ لِمَ تُرَعْ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، لَقَرَّتْ عَيْنُكَ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ، فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ، تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تَقُولُ: يَا ضَعِيفَاهُ قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يُقَبِّلُونَنِي، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا مِنْ ضَعِيفٍ ثُمَّ قَالَتْ: وَاوَحِيدَاهُ قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يُقَبِّلُونَنِي، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ، وَمَلاَئِكَتَهُ، وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ، فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَلَمَّا بَصُرَتْ بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أَلاَ أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ، فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا، قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ، فَإِذَا هُمْ لاَ يُبْصِرُونَهُمْ، فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ، فَقَالَ: هَذَا الْغُلاَمُ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا لَيْسَ بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً، وَفُؤَادِي صَحِيحًا، وَلَيْسَ بِي قَلْبَةٌ، فَقَالَ أَبِي وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي: أَلاَ تَرَوْنَ ابْنِي كَلاَمُهُ صَحِيحٌ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلاَمِ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا آلَ الْعَرَبِ، اقْتُلُوا هَذَا الْغُلاَمَ، وَاقْتُلُونِي مَعَهُ، فَوَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلاَمَكُمْ وَأَحْلاَمَ آبَائِكُمْ، وَلْيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ، وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمِلُونِي وَرُدُّونِي إِلَى أَهْلِي، فَأَصْبَحْتُ مُعَزًى مَا فَعَلَ بِي، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: سَلْ عَنْكَ، قَالَ: وَكَانَ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ، فَكَلَّمَهُ بِلُغَةِ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: التَّمَادِي قَالَ: فَهَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ؟ قَالَ: نَعَمْ، التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ، أَعَانَهُ عِنْدَ الْبَلاَءِ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: لاَ أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلاَ أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ، قَالَ: إِلَى مَا تَدْعُو؟ قَالَ: أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ، وَتَكْفُرَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فَيُطَهِّرُكَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالَكَ، وَتَقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ، قَالَ: فَهَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ؟ فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الْوَطَاءَةُ فِي الْعَيْشِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلاَدِ قَالَ: فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ. |
01-04-2013, 08:32 PM | #142 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
2- باب محبة عبد المطلب جده فيه وبركته صلى الله عليه وسلم في صغره
4208- قال أبو يعلى: حدَّثنا وهب بن بَقيَّة، أنبأنا خالد، عن داود، عن عباس، عن كندير بن سعيد، عن أبيه قال: حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز: رد إلي راكبي محمدًا رده إلي واصطنع عندي يدًا قلت: من هذا؟ قالوا: هذا عبد المطلب بن هاشم ضلت إبل له، فأرسل في إثرها ابنًا له في طلبها، فاحتبس عليه، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها. قال: فما برحت حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل، فقال: يا بني، والله لقد حزنت عليك هذه المرة حزنًا، لا تفارقني أبدًا. أخرجه الحاكم نحوه , وقال في آخره: لقد جزعت عليك يا بني جزعًا لم أجزعه على شيء , والله لا أبعثك في حاجة أبدًا , ولا تفارقني بعد هذا أبدًا. 3- باب أولية النبي صلى الله عليه وسلم وشرف أصله 4209- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ، فَتُسَبِّحُ الْمَلاَئِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الأَرْضِ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَهُ فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَزَلْ يَنْقِلُنِي مِنْ أَصْلاَبِ الْكِرَامِ إِلَى الأَرْحَامِ، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ، لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ. 4210- قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي، فَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ. 4211- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ، غَيْرُ نَسَبِي وَسَبَبِي. وَحَدِيثُ الْمِسْوَرِ، فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. 4- باب عصمة الله تبارك وتعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة 4212- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إِلاَّ مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ، كِلْتَيْهِمَا يَعْصِمُنِي اللَّهُ مِنْهُمَا، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لِأَهْلِهَا يَرْعَاهَا: أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجْتُ، فَجِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ، وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: فُلاَنٌ تَزَوَّجَ فُلاَنَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، قَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ الْكِبَارِ إِلاَّ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ هُذا، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. 4213- وَقَالَ الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَطَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نُهِيتُ عَنِ التَّعَرِّي. 5- باب شهوده صلى الله عليه وسلم مشاهد المشركين قبل البعثة منكرًا عليهم 4214- قال أبو يعلى: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا جرير، عن الثوري، عن ابن عقيل، عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم، قال: فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل؟ فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم. قلت: هذا الحديث أنكره الناس على عثمان بن أبي شيبة, فبالغوا, والمنكر فيه قوله عن الملك أنه قال: عهده باستلام الأصنام. فإن ظاهره إنه صلى الله عليه وسلم باشر الاستلام، وليس ذلك مرادًا, بل المراد أن الملك أنكر شهوده لمباشرة المشركين استلامهم أصنامهم. 6- باب البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مس الصنم إنما مسه موبخًا لعابديه 4215- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَجِدُ مِنْ يَدِهِ رِيحَ النُّحَاسِ، فَكَأَنَّ جِبْرِيلَ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَفَعَلْتَ ذَلِكَ؟ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ. وَقَدْ مَضَى فِي مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم نُهِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ مَسِّ الصَّنَمِ. 7- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 4216- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ، أَشْفَارِ الْعَيْنِ، لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلاَ مُتَفَحِّشًا، كَانَ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا. 4217- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلاَنِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ، إِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لَهُ: يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي، فَمَدَّ يَدَهُ، وَقَالَ: أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ وَلاَ دَمٍ، وَلاَ عِرْضٍ إِلاَّ بِحَقِّهِ، رَحِمَ اللَّهُ امَرَأً سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الأَخْذِ، سَهْلَ الْعَطَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ التَّقَاضِي ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ لَهُوَ هُوَ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الأَنْفِ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، فإذا ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ، شَعْرٌ أَسْوَدُ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ، قَالَ: فَدَنَا مِنَّا، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُقَصَّنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ، فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ، فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ، وَأَهْلَكْتَهُمْ، وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ؟ قَالَ: ذَاكَ اللَّهُ قُلْتُ: مَا تَدْعُوا إِلَيْهِ؟ قَالَ: أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أتَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ، وَتَكْفُرُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الزَّكَاةُ؟ قَالَ: يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا، قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ، قَالَ: فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ قَالَ: قَدْ عَرَفْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَادْعُهُمْ فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ. 4218- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ مَوْلاَيَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا أَحْمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 8- باب بناء الكعبة 4219- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا: ثُمّ حَدَّثَ يَعْنِي: عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ السَّكِينَةَ، وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ مِثْلَ الْحَجَفَةِ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَبْنِي سَاقًا، يَعْنِي: بِنَاءً، وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قَالَ لِإِسْمَاعِيلَ: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ حَجَرًا، فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْحَجَرِ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ مَنْ لاَ يَتَّكِلُ عَلَى بِنَائِي وَبِنَائِكَ، فَوَضَعَهُ ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ، تَنَازَعُوا فِيهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: هَذَا الأَمِينُ، فَأَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ فَبَسَطَهُ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ رَجُلاً، فَأَخَذَ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعَهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ. 4219- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَقَيْسٌ، وهو ابن الربيع، وسلام، وهو ابن الأحوص، كلهم، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا هُدِمَ الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ، تَشَاجَرُوا، مَنْ يَضَعُهُ؟ فَاتَّفَقُوا أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَدَخَلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ، فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ، وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعُوهُ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 4219- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ، يَعْنِي: قُرَيْشًا اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ، يَعْنِي: قَبْلَ الْبَعْثَةِ. 4219- وقال الحارث: حدَّثنا العباس بن الفضل الأزرق ببغداد إملاءً، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد قال: قال رجل لعلي علي رضي الله عنه: أخبرني عن بنائه؟ قال: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم، أن ابن لي بيتًا، قال: فضيق على إبراهيم عليه السلام ذرعًا، فأرسل الله تعالى ريحًا يقال لها: السكينة، ويقال: الخجوج، لها عينان ورأس، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت، ويقيل إذا قالت، فسارت، حتى انتهت إلى موضع البيت، فتطوقت عليه، مثل الحجفة، وهي بإزاء البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم ساقًا فإذا اشتد عليهما الحر، استظلا في ظل الجبل، فلما بلغا موضع الحجر، قال إبراهيم لإسماعيل: ائتني بحجر أضعه، يكون علمًا للناس، فاستقبل إسماعيل الوادي، وجاء بحجر، فاستصغره إبراهيم، ورمى به، وقال: جئني بغيره، فذهب إسماعيل، وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل، فقال له إبراهيم: قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك. قال: فبنى البيت، وجعل يطوف حوله، ويطوفون ويصلون، حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت فبنته العمالقة، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا، فبنته قريش، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه، فقالوا: أول من يطلع من الباب.... الحديث. 4220- وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهِ مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَهُولَةٍ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلاً عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ، كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، مُرَبَّعَةً مِنْ جَانِبٍ، وَمُدَوَّرَةً مِنْ جَانِبٍ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ، انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ ليَأْخُذُوا خَشَبَهَا فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ تَاجِرًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُوَرِ الْبَيْتِ بَيْضَاءَ الْبَطْنِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَهُ، يَأْخُذَ مِنْهُ حِجَارَتَهُ، سَعَتِ إلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَعَجُّوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ: وَقَالُوا: رَبَّنَا، لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وَإِلاَّ فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا جَوَابًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، أَسْوَدَ الظَّهْرِ، أَبْيَضَ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَغَرَزَ مَخَالِبَهُ فِي بَطْنِ الْحَيَّةَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا يَجُرُّهَا وَذَنَبُهَا سَاقِطٌ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ جِيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، فَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، وَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ بَعْضُ النَّمِرَةِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بِنَائِهَا وَبَيْنَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَذَكَرَ حَرِيقَهَا فِي زَمَانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَابِطٍ، أَنَّهُ لَمَّا بَنَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَشَفُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَإِذَا الْحَجَرُ فِيهَا مِثْلُ الْحَلَقَةِ، مُشَبَّكٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، إِذَا حُرِّكَتْ بِالْعَتَلَةِ، تَحَرَّكَ الَّذِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: فَأَرَانِيهِ زَيْدٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا أَمْثَالَ الْحَلَقَةِ مُشَبَّكَةً أَطْرَافُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا هَدَمُوا الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ، كَأَنَّمَا عُنُقُهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوا مِنْهَا، فَجَاءَ طَائِرٌ ظَلَّلَ نِصْفَ مَكَّةَ، فَأَخَذَهَا بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: وَخَرَجُوا يَوْمًا، فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، فَسَرَقَ مِنْ حِلْيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ عَادَ فَسَرَقَ، فَلُصِقَ الْحَجَرُ عَلَى رَأْسِهِ. 4221- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ، حِينَ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَكَانَتِ الرِّجَالُ تَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ، وَالشِّيدُ: مَا يُجْعَلُ بَيْنَ الصَّخْرِ، قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا، وَابْنُ أَخِي مُحَمَّدٌ، فَكُنَّا نَنْقُلُ عَلَى رِقَابِنَا، وَنَجْعَلُ أُزُرَنَا تَحْتَ الصَّخْرِ، فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا، وَمُحَمَّدُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ وَقَعَ فَانْبَطَحَ، فَجِئْتُ أَسْعَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَامَ فَاتَّزَرَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَكَتَمْتُ ذَلِكَ النَّاسَ، خَشْيَةَ أَنْ يَرْوَهُ جُنُونًا. 9- باب المبعث 4222- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ هُوَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، قَالَتْ: قَالَ: وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنَّ السَّلاَمَ خَيْرٌ، ثُمَّ أُرِيَ، صلى الله عليه وسلم يَوْمًا آخَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ فَهِبْتُ مِنْهُ، قَالَتِ: انْطَلَقَ، يُرِيدُ أَهْلَهُ، فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَابِ، فَقَالَ: فَكَلَّمَنِي، حَتَّى آنَسْتُ بِهِ ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ إِذَا أَنَا بِهِ، وَمِيكَائِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ إِلَى الأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَصَلَقَنِي لِحَلاَوَةِ الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى قَوْلِهِ: مَا لَمْ يَعْلَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ حَتَّى جِئْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَمَا تَلَقَّانِي حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ، إِلاَّ قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَتِ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. 4222- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا هُوَ وَخَدِيجَةُ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ، قَالَ: فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ، فَجِئْتُ مُسْرِعًا، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَسَجَّتْنِي ثَوْبًا، وَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ، فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ، فَوَزَنْتُهُ، حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، مِنْ فَوْقِهِ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. 4223- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِينَ. 10- باب أذى المشركين في أصنامهم 4224- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرني شبابة بن سوار المدائني، حدَّثنا نعيم بن حكيم، حدَّثنا أبو مريم، أنه حدثه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة، فنأتي العذرات، فنأخذ حريراق بأيدينا، فننطلق به إلى أصنام قريش، فنلطخها، فيصبحون، فيقولون: من فعل هذا بآلهتنا؟ فينطلقون إليها، ويغسلونها باللبن والماء. إسناده صحيح. 4225- وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ لِي: ابْتَغِ لِي مَاءً، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي دَلْو، فَجَعَلَ يَبُلُّ بِهِ الثَّوْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهِ الصُّوَرَ، وَيَقُولُ: قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا يُصَوِّرُونَ مَا لاَ يَخْلُقُونَ. 11- باب ما آذى المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وثباته على أمره 4226- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي أَبِيعُهَا، وَمَرَّ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، تُفْلِحُوا، قَالَ: وَرَجُلٌ يَتَّبِعُهُ بِالْحِجَارَةِ، قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيَهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، هُوَ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلاَمُ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةِ، حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ.... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 4227- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ، مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي، فَارْجِعُوا. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4228- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ. 4228- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ: إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ، يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا، وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ: فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ لاَ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ، إِلاَّ جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ. 12- باب إسلام عمر رضي الله عنه 4229- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلاَمِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضَ لَيْلاً، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ الْحِجْرَ، وَعَلَيْهِ نَعْلاَهُ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ عُمَرُ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ مَا تَتْرُكُنِي لَيْلاً وَلاَ نَهَارًا قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ، اسْتُرْهُ قُلْتُ: لاَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ بِالشِّرْكِ. 13- باب الهجرة إلى الحبشة 4230- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلاَءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ: أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، أَوْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: مَا أَرَاكَ إِلاَّ قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوْا، وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا قَالَ إِسْحَاقُ: يَعْنِي مُتَغَضِّبًا، حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: خَبَّابٌ، يُقْرِئِهُمَا سُورَةَ طه، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِسَّ عُمَرَ، دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالاَ: مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا، وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ، فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، قَالَ: فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَ وَجْهَهَا فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمْ تَقْرَؤُونَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ: أُخْتُهُ: لاَ، أَنْتَ رِجْسٌ، أَعْطِنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَقَرَأَ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَى قَوْلِهِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَلاَمَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعَزِّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُوحَى إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ، قَالَ: نَعَمْ، هَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ، وَحَمَائِلِ السَّيْفِ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ مُنْتَهِي يَا عُمَرُ، حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اللَّهُمَّ أَعِزِّ الدِّينِ بِعُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. 4230- حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 4230- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَوَّلَهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم، عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ قَالَ: فَتَقَلَّدَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، السَّيْفَ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ الْحَدِيثَ. 4231- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضًا أَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا لاَ أَخَافُ أَحَدًا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النَّجَاشِيَّ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ حَسَدْتُهُ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَسْتَقْتِلَنَّ لِهَذَا وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلاً ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطْفَةَ أَبَدًا، لاَ أَنَا وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: ادْعُهُ قُلْتُ: إِنَّهُ لاَ يَجِئُ مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولاً، فَجَاءَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ، نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَادَى هُوَ مِنْ خَلْفِي: ائْذَنْ لِعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي، قَالَ: فَدَخَلَ هُو وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَحَرُوا نَحَرُوا، أَيْ تَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَمْرُو: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَتَشَهَّدَ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: صَدَقَ هُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، قَالَ: فَصَاحَ، وَقَالَ: أَوَّهْ، حَتَّى قُلْتُ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لاَ تَكَلَّمُ، قَالَ: أَنَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى؟ قَالَ: يَقُولُ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، وَلاَ هَذِهِ، وَلَوْلاَ مُلْكِي لَتَبِعْتُكُمْ، وَقَالَ لِي: مَا كُنْتُ لِأُبَالِيَ أَنْ أَلاَّ تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ، وَقَالَ لِآذِنِهِ: مَتَى أَتَاكَ هَذَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ، إِلاَّ أَنْ أَكُونَ عِنْدَ أَهْلِي، فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ أَهْلي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبِي فَأَذَنْ لَهُ، قَالَ: وَتَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ لَقِيتُهُ خَالِيًا مِنْ جَعْفَرٍ، فَاسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ مَرَّةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَ: فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: تَعْلَمْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ: هَدَاكَ اللَّهُ تَعَالَى، فَاثْبُتْ، قَالَ: وَتَرَكَنِي وَذَهَبَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا شَهِدُوا مَعِي، فَأَخَذُونِي، فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيفَةً، أَوْ ثَوْبًا، فَجَعَلُوا يُغَمُّونَنِي، فَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، وَمِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، حَتَّى أُفْلِتَ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ، قَالَ: فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، حَتَّى مَا تُرِكَ عَلَيَّ قِشْرَةٌ، وَمَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إِلاَّ قِنَاعُ حَبَشِيَّةٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ، قَالَ: آذِنْهُ، إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ، قَالَ: اسْتَأْذِنْ، فَأَسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْرًا قَدْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي، قَالَ: كَلاَّ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: كَلاَّ، قَالَ: بَلَى، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: اذْهَبْ مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلاَ يَقُولُ شَيْئًا إِلاَّ كَتَبْتُهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ، حَتَّى مَا تَرَكْتُ شَيْئًا حَتَّى الْقَدَحِ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أَنَّ إِسْلاَمَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ عَلَى يَدِ النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لاَ يُسَاوِي شَيْئًا، وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الْجُمْلَةِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 4232- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الملائي، ثنا زكريا، عن الشعبي قال: كانت الهجرة من الحبشة ليالي خيبر. 14- باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام واقتراح قريش عليه الآيات حديث الزبير رضي الله عنه , تقدم في تفسير الشعراء. 15- باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة 4233- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ، وَالْكَهَانَةِ، وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالُوا: أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ، أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا، وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ، مَا نَنْتَظِرُ إِلاَّ مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى أَنْ يَقْدِمَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلاً وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فَنُزَوِّجُكَ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَرَغْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَتَّى بَلَغَ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلاَّ قَدْ كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنْيَةً، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لاَ تَدْرِي مَا قَالَ قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ. رَوَاهُ عَبْدٌ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، من طريق جعفر بن عون، عَنِ الأَجْلَحِ. 16- باب الإسراء 4234- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ مِقْلاَصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِيهِ فَرَايِصُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَوْ فَأَمَرَنِي فِي عَلِيٍّ بِثَلاَثِ خِصَالٍ: بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ. 4235- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى أُمّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِغَلَسٍ، فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: شَعَرْتُ أَنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبِ الْأُذُنَيْنِ، فَرَكِبْتُ وَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ، وَقَصُرَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا أَخَذَنِي فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلاَهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، لاَ يَفُوتَنِي، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فَشَرِبْتُ الأَبْيَضَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ: شَرِبْتَ اللَّبَنَ، وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لاَرْتَدَّتْ أُمَّتُكَ ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، قَالَتْ: فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ وَقُلْتُ: أَنْشُدُكُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا، فَيُكَذِّبَكَ مَنْ صَدَّقَكَ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ، كَأَنَّهَا طَيُّ الْقَرَاطِيسِ، فَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ، كَأَنَّهُ يَخْطَفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ صلى الله عليه وسلم، قَدْ خَرَجَ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْلَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ، وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنَشَرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِ: صِفْهُمْ لِي فَقَالَ: أَمَّا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، وَدُونَ الطَّوِيلِ، وَعَرِيضُ الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، مُتَرَاكِبُ الأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، خَارِجُ اللِّثَةِ، عَابِسٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا، وَخَلْقًا قَالَ: فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ، كَانَ أَمَمًا، غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، نَصْعَدُ شَهْرًا وَنَنْحَدِرُ شَهْرًا، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ، وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، لاَ أُصَدِّقُكَ، وَمَا كَانَ الَّذِي تَقُولُ قَطُّ، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، وَأَقْسَمَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، لاَ يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لاِبْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ فَصِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلاً، وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلاً فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَصَيَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: صَدَقْتَ، صَدَقْتَ قَالَتْ نَبْعَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكَ الصِّدِّيقَ قَالُوا: يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هُوَ أَغَنْى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ بِالرَّوْحَاءِ، قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ، لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ قَالُوا: هَذِهِ وَالْإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الْإِبِلُ، وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، عَلَيْهِ جَوَالِقُ مَخِيطٌ بِبَيَاضٍ، لاَ أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ، أَمْ لاَ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذِهِ وَالْإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ، هِيَ ذِهِ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ فَانْطَلَقُوا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الأَمْرَ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم، فَرَمُوهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} قُلْتُ لِأُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتِ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلاَّ طُغْيَانًا وَكُفْرًا. 4236- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَسَارَ بِهِمَا فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ، ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ، فَسَارَ بنا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَزَئِيرًا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسَرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ: عَلَى مَنْ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ قَالَ: عَلَى رَبِّهِ، قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وَحِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، أَتَدْنُو مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَتْ لِي الأَنْبِيَاءُ، مَنْ سَمَّى اللَّهُ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: مُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. 4236- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. 17- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 4237- َقَالَ إِسْحَاقُ: حُدّثت عن ابن إسحاق قال: فلما انطلق سراقة راجعًا من طلب النبي صلى الله عليه وسلم وطلب أبي بكر رضي الله عنه، جعل يذكر ما رأى من الفَرَس، ويذكر ما أصابه من الجهد في طلبهما، فسمع أبو جهل بذلك، فخشي أن يُسْلم حين رأى ما رآه، فقال في ذلك أبياتًا: بني مدلج إني أخاف سفيهكم سراقة يستغوي لنصر محمد عليكم به ألا يفارق جمعكم فيصبح شتى بعد عز وسؤدد يظن سفيه الحي أن جاء بشبهة على واضح من سنة الحق مهتد فأنى يكون الحق ما قال إن غدا ولم يأت بالحق المبين المسدد ولكنه ولى غريبًا بسخطه إلى يثرب منا، فيا بعد مولد ولو أنه لم يأت يثرب هاربًا لأشجاه وقع المشرفي المهند فأجابه سراقة فيما قال، فقال: أبا الحكم الله لو كنت شاهدًا لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه عجيب ولم تشكك بأن محمدًا أتانا ببرهان فمن ذا يكاتمه عليك فكف القوم عنه فإنني أرى أمره يومًا ستبدوا معالمه بأمر يود النصر فيه ويا لها لو أن جميع الناس طُرًا تسالمه. 4238- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ، يَعْنِي: وَهُمَا فِي الْغَارِ. 4239- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان، عن ابن جدعان قال: كان أسنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني في الهجرة- أبو بكر الصديق، وسهل بن بيضاء رضي الله عنهما. 18- باب بيعة العقبة 4240- قال أبو بكر: حدَّثنا عيسى- هو ابن يونس- عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: لقد لبثنا بالمدينة سنتين، قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمر المساجد، ونقيم الصلاة. 4241- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النُّقَبَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ لَهُمْ: تَؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي قَالُوا: فَمَا لَنَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَكُمُ الْجَنَّةُ مُخْتَصَرٌ. صَحِيحٌ أَخْرَجُوهُ مُطَوَّلاً. 4241- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. 19- من باب الهجرة 4242- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ، قَرِيبَانِ مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُ فَرَسِي، وَهُوَ فِي الْمَرْعَى، فَنَفَرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي، فَرَكِبْتُهُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مَخَافَةَ، أَنْ يَشْرَكَنِيَ فِيهَا أَهْلُ الْمَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَاغٍ يَبْغِينَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ قَالَ: فَوَحَلَ بِي فَرَسِي، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ مِنَ الأَرْضِ، فَوَقَعْتُ عَلَى حَجَرٍ، فَانْفَلَتَ، فَقُلْتُ: ادْعُ الَّذِي فَعَلَ مَا أَرَى أَنْ يُخَلِّصَهُ، وَعَاهَدَهُ أَنْ لاَ يَعْصِيَهُ أَبَدًا، قَالَ: فَدَعَا صلى الله عليه وسلم لَهُ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ: أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: هَاهُنَا عَمِّ عَنَّا النَّاسَ، وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ، قَالَ: فَكُنْتُ لَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ طَالِبًا، وَآخِرَ النَّهَارِ لَهُمْ مَسْلَحَةً، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا فَلَمَّا قَدِمَ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُ قَالَ سُرَاقَةُ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ، أَتَيْتُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ. 4242- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِطُولِهِ وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ بِمَعْنَاهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِي هَذَا مُغَايَرَةٌ فِي مُوَيْضِعَاتٍ. 4243- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْتَخْفِيَيْنِ فِي الْغَارِ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فَاسْتَسْقِيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا، حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، وَقَدِ اهْتُجِنَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ائْتِنَا بِهَا فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ، فَسَقَى الرَّاعِيَ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبْدُ: بِاللَّهِ، مَنْ أَنْتَ؟ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، قَالَ: أَوَتُرَاكَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلاَّ نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: أَتَّبِعُكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا، فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ فَتَبِعَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنَ الْغَارِ. 20- باب سرية نخلة حديث عامر بن ربيعة في قصة عمرو بن سراقة رضي الله عنه , تقدم في كتاب الزهد , في باب عيش السلف. |
01-04-2013, 08:33 PM | #143 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
21- باب غزوة بدر
4244- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى أو خالد- شك معاذ بن المثنى الراوي عن مسدد- حدَّثنا عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عمرو بن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: كانت صبيحة بدر يوم الاثنين لسبع عشرة مضت من رمضان. 4245- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدَّثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن بعض بني ساعدة، عن أبي أسيد: مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه قال بعد ما ذهب بصره: لو كنت أبصر لأريتك الآن ببدر الشعب الذي خرجت منه الملائكة، لا أشك ولا أتمارى. 4246- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَفَعْتُ إلَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَضَرَبْتُهُ، فَقَتَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، وَوَجَدْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ أَسِيرًا، فَقَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَأَنْتَ تُكَذِّبُنِي؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ بِفَخِذِهِ حَلَقَةً مِثْلَ حَلَقَةِ الْبَعِيرِ، قَالَ: صَدَقْتَ، هِيَ كَيَّةُ نَارٍ اكْتَوَى بِهَا مِنَ الشَّوْكَةِ قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ، يَقُولُ: مَا تَنْقِمُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ مِنِّي بَازِلٌ عَامَيْنِ سَدِيسٌ سِنِّي لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي قُلْتُ: قِصَّةُ أَبِي جَهْلٍ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ وَهَذَا الْإِسْنَادُ ضَعِيفٌ. 4247- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ فَذَكَرَهُ. 4247- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو أحمد، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه في قوله تعالى {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال: 44] قال: لقد قَلُّوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبي: أتراهم سبعين؟ فقال: أراهم مائة، حتى أخذنا رجلاً منهم، فسألناه، فقال: كنا ألفًا. قلت: هذا إسناد صحيح, إن كان أبو عبيدة سمعه من أبيه, فقد اختلف في سماعه منه. 4248- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ الْوَاحِدُ الْعَشَرَةَ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَيْنِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ} إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ، فَقَالَ: {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يَعْنِي: غَنَائِمَ بَدْرٍ، يَقُولُ: لَوْلاَ أَنِّي لاَ أُعَذِّبُ مَنْ عَصَانِي، حَتَّى أَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى} الآيَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِسْلاَمِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ الْأُوقِيَّةِ الَّتِي أَخَذْتُ مَعِي، فَأَعْطَانِي بِهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ قَدْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَعَالَى هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ، هَكَذَا وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. 4249- أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدَّثنا أبي، قال: سمعت ابن إسحاق، يقول: حدثني عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: رأيت قبل هزيمة القوم، والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود، أقبل من السماء مثل النمل الأسود، فلم أشكك أنها الملائكة، فلم يكن إلا هزيمة القوم. إسناده حسن إن كان إسحاق بن يسار سمعه من جبير. 4250- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: يَا مَنْصُورُ، أَمِتْ. 4251- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدَّثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أي خال، أخبرني عن قصتك يوم بدر. قال رضي الله عنه: اقرأ بعد العشرين والمائة من آل عمران تجد قصتنا: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: 121] إلى قوله {أن تفشلا} [آل عمران: 122] قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين، إلى قوله: {وأنتم تنظرون} [آل عمران: 143] قال: هو تمني المؤمنين لقاء العدو، إلى قوله: {إذ تحسونهم بإذنه} [آل عمران: 152]. 4252- وَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُعَوِّرَ آبَارَهَا يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ. 4253- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ أَمْتَحُ، أَوْ أَمِيحُ مِنْهُ، فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ رِيحًا أَشَدَّ مِنْهَا إِلاَّ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الْأُولَى: مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالثَّانِيَةُ: إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالثَّالِثَةُ: جِبْرِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا هَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى الْكُفَّارَ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا، حَمَلَنِي، فَصِرْتُ عَلَى عُنُقِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ، فَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ، فَطُعِنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إِبْطِي. 4254- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، إِذْ تَبَسَّمَ فِي صَلاَتِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ: مَرَّ بِي مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَعَلَى جَنَاحِهِ أَثَرُ غُبَارٍ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، فَضَحِكَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَيْهِ. 22- باب فضائل من شهد بدرًا 4255- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمنِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ، تُوُفِّيَ، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي آخِرِ رَحْلِهِ، وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهِ، وَثَلاَثَةَ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ. 4256- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِسَهْمِهِ يَوْمَ بَدْرٍ. وَحَدِيثُ حَاطِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَضَى فِي تَفْسِيرِ الْمُمْتَحَنَةِ. 23- ذكر من قتل ببدر 4257- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، أُوتِيَ بِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَسِيرًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ: تَقْتُلُنِي مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي وَأَنَا سَاجِدٌ، فَوَطِئَ عَلَى عُنُقِي، فَوَاللَّهِ مَا رَفَعَهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَيْنَيَّ سَتَقَعَانِ، وَأَتَى بِسَلَى جَزُورٍ فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَمَاطَتْهُ عَنْ رَأْسِي قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ. 4258- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا وهب بن جرير، حدَّثنا أبي، قال: سمعت ابن سيرين يقول: ضربه ابنا عفراء، وذفف عليه ابن مسعود رضي الله عنه. يعني: أبا جهل. 24- باب قتل كعب بن الأشرف 4259- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَيْتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ، يَعْنِي: كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ، فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ، وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لاَ يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ، فَقَالَ لَهَا: لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْبِ الْعَجُوزِ، فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَإِنَّهُ لاَ عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ثُمَّ إِنَّ أَبَا نَائِلَةَ شَامَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا حَتَّى اطْمَأَنَّ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، قَالَ: فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ، قَالَ: وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً، فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلاَّ أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ، قَالَ: وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّيُوفَ لاَ تَعْنِي شَيْئًا، ذَكَرْتُ مِغْوَلاً فِي سَيْفِي فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ، فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ، فَوَقَعَ، ثُمَّ خَرَجْنَا، فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعُرَيْضِ، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ، وَنَزَفَ الدَّمُ فَوَقَفْنَا لَهُ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، قَالَ: فَتَفَلَ صلى الله عليه وسلم عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ، رَجُلٌ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ يَضْرِبُهُ، وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَقَتَلْتَهُ؟ وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ: آللَّهُ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلَى لَقَتَلْتَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، إِنَّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلاَمِ حُوَيِّصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ فَقَطْ، وَهُوَ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ الْمَوْصُولُ، وَالْبَاقِي مُدْرَجٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو، عنِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4259- وقال الحُمَيْدِي: حدَّثنا سفيان، حدَّثنا العبسي، عن عكرمة قال: قالت امرأته: إني أسمع صوتًا أجد منه ريح الدم، قال: إنما هو أبو نائلة أخ لي، لو وجدني نائمًا ما أيقظني، وإن الكريم إذا دعي إلى طعنة لأجاب. وسمى الذين أتوه مع أبي نائلة: محمد بن مسلمة، وعبّاد بن بشر، والحارث بن معاذ، وأبو عبيس بن جابر. 25- باب وقعة أحد 4260- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدَّثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير رضي الله عنه قال: والله إني لأنظر يومئذ إلى خَدَم النساء، مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئًا، وإنا لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد، ولقد أصيب أصحاب اللواء، وصبروا عنده حتى صار إلى عبدٍ له حبشي، يقال له صواب، ثم قتل صواب فطرح اللواء، فما يقربه أحد من خلق الله تعالى، حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لهم، وثاب إليه الناس. قال الزبير رضي الله عنه: فوالله إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلاً قد أجهضناهم عنه، فرغبوا إلى الغنائم، وتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل من خلفنا، فحطمتنا، وكرّ الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدًا قد قتل، فأعظم الناس، وركب بعضهم بعضًا، فصاروا أثلاثًا ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولاً، وثلثًا منهزمًا، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة رأوا الناس وقعوا في الغنائم: قد هزم الله تعالى المشركين، وأخذ المسلمون الغنائم فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له. فتنازعوا في ذلك. ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين. هذا إسناد صحيح، له شاهد في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه. 4260- وبهذا الإسناد إلى الزبير رضي الله عنه قال: والله إن النعاس ليغشاني، إذ سمعت ابن قشير يقولها، وما أسمعها منه إلا كالحلم، ثم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]. قال: والذين تولوا عن جولة الناس: عثمان بن عفان، وسعد بن عثمان الزرقي، وأخوه عقبة بن عثمان، حتى بلغوا جبلاً بناحية المدينة يقال له: الحاجب ببطن الأعوص، فأقاموا به ثلاثًا، فزعموا أنهم لما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد ذهبتم فيها عريضة. ثم قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني المنافقين {وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: 155] الآية. قال: ابتغاءً وتحسرًا، وذلك لا يغني عنهم شيئًا. ثم كانت القصة فيما يأمر به نبيه صلى الله عليه وسلم ويعهد إليه، حتى انتهى إلى قوله {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا} يعني يوم بدر فيمن قتلوا وأسروا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} التي كانت من الرماة، قال فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} يقول: علانية أمرهم، ويظهر أمرهم {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ} فيكون أمرهم علانية، ويعني عبد الله بن أبي ومن معه، ممن رجع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى عدوه {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} وذلك لقولهم حين قال لهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم سائرون إلى أحد حين انصرفوا عنهم: أتخذلوننا وتسلمونا لعدونا. فقالوا: ما نرى أن يكون قتالاً، لو نرى أن يكون قتالاً لأتبعناكم، يقول الله عز وجل {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ} من ذوي أرحامهم، ولم يعنِ تعالى إخوانهم في الدين {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} قال الله عز وجل {قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 165- 168] َقَالَ إِسْحَاقُ: هكذا حدثنا به وهب، وأظن بعض التفسير من ابن إسحاق، يعني: قوله كذا يعني كذا. قلت: بل انتهى حديث الزبير رضي الله عنه إلى قوله تبارك وتعالى: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} ومن قوله: قال: والذين تولوا إلى آخر الحديث من حديث إسحاق بغير إسناد. 4260 – َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْخَوْفُ وَأُرْسِلَ عَلَيْنَا النَّوْمُ، فَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ وذَقَنُهُ، أَوْ قَالَ: ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللَّهِ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَالْحُلْمِ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} فَحَفِظْتُهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ذَلِكَ {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} إِلَى قَوْلِهِ {مَا قُتِلْنَا هَهُنَا} لِقَوْلِ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ، قَالَ: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} حَتَّى بَلَغَ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}. 4260- أَخْبَرَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصْعِدِينَ فِي أُحُدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي الْمِهْرَاسَ، فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَدْمَى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ الَّذِي أَدْمَاهُ يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. 4261- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، فَخُمِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكُسِرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَجَاءَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ائْتِنِي بِمَاءٍ فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي جَحْفَةٍ مِنَ الْمِهْرَاسِ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ عَافَهُ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ كَلِمُوا وَجْهَ نَبِيِّهِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا مَا صَنَعَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ رُمْحًا شَرْعِيًّا فِيهِ فَأَتَاهُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَنْظُرَ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي بِآخِرِ رَمَقٍ، وَاقْرَأْ عَلَى قَوْمِكَ السَّلاَمَ، وَقُلْ لَهُمْ: إِنْ هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمِنْكُمْ شُفُرٌ تَطْرِفُ، فَإِنَّهُ لاَ عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُحَدِّثُهُ الزُّبَيْرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا، فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّةً، فَقُلْتُ: مَا أَعْرَضَ عَنِّي إِلاَّ مِنْ شَرٍّ هُوَ فِيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا آخُذُهُ، فَأَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنَثَنِيَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَاتَّبَعْتُهُ لأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَجَعَلَ لاَ يَأْتِي رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلاَّ قَتَلَهُ، فَأَتَى رَجُلاً كَانَ كَاطِبًا فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ: إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ وَنَفْتَرِشِ النَّمَارِقْ أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ فَشَهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا دُجَانَةَ فَعَلْتَ كَذَا وكذا، حَتَّى أَتَيْتَ الْمَرْأَةَ فَشَهَرْتَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَفْتَ يَدَكَ عَنْهَا، قَالَ: أَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا. 4262- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} الآيَةَ. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ. 4263- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، نَظَرَ وَرَاءَهُ، فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ: أَوَقَدْ أَسْلَمُوا؟ قَالَ: إِنَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ: فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لاَ نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4264- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا بَكِيرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ، وَقَالَ: لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي بِنُحْصِ الْجَبَلِ يَعْنِي شُهَدَاءَ أُحُدٍ. 4265- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَصِيفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ. 4265- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، لَكِنْ قَالَ: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ طَلْحَةَ. 4266- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ، مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمُدَّتِ النَّمِرَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَانْكَشَفَتْ رِجْلاَهُ، فَمُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مُدُّوهَا عَلَى رَأْسِهِ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شَجَرِ الْحَرْمَلِ. 4267- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو موسى، حدَّثنا محمد بن مروان العقيلي، عن عمارة ابن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: قال لي علي رضي الله عنه لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، نظرت إلى القتلى، فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فقلت: والله ما كان صلى الله عليه وسلم ليفرّ، وما أراه في القتلى، ولكني أرى أن الله عز وجل غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم، فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم، فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم. 4268- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوَالِي، فَضَرَبْتُ رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ، قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنَا الرَّجُلُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ قُلْتَ: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنَا الرَّجُلُ الأَنْصَارِيُّ؟ فَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا فَذَكَرَهُ. - وَقَال أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ حِمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، بِهِ. فَلَزَمَ مِنْ هَذَا أَنْ تَرْجَمَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ نَافِعٍ، لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ فِي الصَّحَابَةِ، وَلاَ أَصْلَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 4269- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَأَرَاهُ فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَآهُ وَقَدْ شُقَّ بَطْنُهُ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ، صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ، كَفِّنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جُرْحٌ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ. 4270- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ. 4270- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ إِلَى فَاطِمَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: اغْسِلِي سَيْفِي هَذَا، فَقَدْ أَحْسَنْتُ الضِّرَابَ الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَئِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أَحْسَنَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ. 4271- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلاً يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دُونَهُ، قَالَ: أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْمَشْرِقِ رَجُلٌ لاَ أَعْرِفُهُ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لاَ أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي وَجْنَتَيْهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا، يُرِيدُ طَلْحَةَ، وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبْتُ، لَأَنْزِعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَتَرَكَهُ فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ، فَيُؤْذِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَزَمَ عَلَيْهِ بِفِيهِ، فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لَأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْجِفَارِ، فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ طَعْنَةٍ، وَضَرْبَةٍ، وَرَمْيَةٍ، وَإِذَا قَدْ قُطِعَ أُصْبُعُهُ، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ. أَخْرَجَهُ بْنُ حَبَّانَ مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، بِهِ. 26- باب غزوة الأحزاب وقريظة 4272- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَلَبِ الأَحْزَابِ، وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ، اغْتَسَلَ، وَاسْتَجْمَرَ، وَوَضَعَ عَنْهُ لَأْمَتَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4273- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلاَلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَاثِمٌ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الأَحْزَابِ، فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إِلاَّ حَيَاءً مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ: وَبَرَدُ الْحَرَّةِ وَبَرَدُ الصَّبَخَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلاَ بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلاَ حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ هُنَيَّةً، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ، قَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ، اقْعُدْ، فَأَخْبِرِ النَّاسَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَفَرَّقَ النَّاسُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ فِي عُصْبَةٍ تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ نَرْجُو مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ، وَفِي هَذَا زِيَادَاتٌ قَالَ الْبَزَّارُ لَمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ هَذَا: لاَ يُرْوَى عَنْ بِلاَلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 4273- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الأَحْزَابِ، أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي، فَصَلَّى صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ، فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، بِيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ صَلَّى صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا فُلاَنُ قُمْ قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لاَ أَقُومُ إِلَيْكَ الْآنَ، ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ قُمْ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ لَحُلَّفٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ سَبِخَةٌ يَابِسَةٌ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ قَطَعْتُهَا، فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ: وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتَخْبُو أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ؟ لَهَذَا عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ صلى الله عليه وسلم يَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ وَذَكَرَ الآيَةَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الآيَةَ. 4274- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدَيْنَا وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقَيْنَا حَبَّذَا رَبًّا وَحَبَّذَا دِينًا. 4275- وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الْآخِرَةِ فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ. وَالْعَنْ عَضْلاً وَالْقَارَةَ هَمْ كَلَّفُونَا نَقْلَ الْحِجَارَةِ. 4276- وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الأَنْعُمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ صَوْتًا مِنْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ فُتِحَتِ الرُّومُ ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا. 4277- وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ لَيْلَةَ الأَحْزَابِ الزُّبَيْرَ، وَرَجُلاً آخَرَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَةٍ فَنَظَرَا، ثُمَّ جَاءَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مِرْطٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ، فَأَدْخَلَهُمَا فِي الْمِرْطِ، وَلَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّ سَلَمَةَ قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ السَّنَدِ ذُكِرَ فِيهِ نَظَرٌ. 27- ذكر قريظة 4278- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمُوسَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ. 4279- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ يَدْعُوهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّمَا مَثَلُنَا مَثَلُ رَجُلٍ، كَانَ لَهُ جَنَاحَانِ، فَقَطَعَ أَحَدُهُمَا وَبَقِيَ الْآخَرُ، فَأَبَوْا. مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. 4280- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، هُوَ الْجُعْفِيّ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ بَنُو قُرَيْظَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ادْعُوا إِلَيَّ سَيِّدَكُمْ يَحْكُمُ فِي عِبَادِهِ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: احْكُمْ قَالَ: أَخْشَى أَلاَ أُصِيبَ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: احْكُمْ فِيهِمْ فَحَكَمَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ. هَذَا إِسْنَادٌ كُوفِيٌّ، فِيهِ ضَعِيفَانِ: جَابِرٌ، وَسُفْيَانُ. 4281- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا نَسِيتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ، وَقَدِ اغْبَرَّ شَعْرُهُ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ. 4281- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ نَحْوَهُ، وَالأَوَّلُ أَعَمُّ تَقَدَّمَ حَدِيثُ صَفِيَّةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي فَضْلِهَا. 28- باب قصة العُرنيين 4282- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو ابن حماس، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قال عثمان لأبي ذر رضي الله عنهما: أين كنت يوم أُغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت على البئر أسقي. 29- باب بعث بني لَحْيان 4283- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ فِي غَزْوَةٍ أَغْزَاهَا بَنِي لِحْيَانَ: لِينعَثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا. 4283- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، مِثْلَهُ. 30- باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر 4284- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، رَفَعَهُ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ، إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى الْإِسْلاَمِ، فَإِنْ أَسْلَمْتَ فَلَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ، فَإِنْ لَمْ تَدْخُلْ فِي الْإِسْلاَمِ، فَأَعْطِ الْجِزْيَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الآيَةَ، وَإِلاَّ فَلاَ تَحُلْ بَيْنَ الْفَلاَّحِينَ وَبَيْنَ الْإِسْلاَمِ أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ، أَوْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ. 31- باب بعث عمرو بن أمية الضمري 4285- قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ، آلِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَعْمَامِهِ، وَأَهْلِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَعَثَ مَعِي رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: ائْتِيَا أَبَا سُفْيَانَ فَاقْتُلاَهُ بِفِنَائِهِ، فَنَذَرُوا بِنَا، فَصَعِدْنَا فِي الْجَبَلِ، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ غَارًا، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي دِيلِ بْنِ بَكْرٍ، فَدَخَلَ مَعَنَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَاضْطَجَعَ وَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى، فَقَالَ: وَلَسْتُ بِمُسْلِمٍ مَا دُمْتُ حَيًّا وَلاَ دَانٍ بِدَيْنِ الْمُسْلِمِينَ فَقُلْتُ: نَمْ فَسَتَعْلَمُ، فَنَامَ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَوَجَدْتُ رَجُلَيْنِ بَعَثَتْهُمَا قُرَيْشٌ، فَقُلْتُ لَهُمَا: اسْتَأْسِرَا، فَأَبَى أَحَدُهُمَا فَقَتَلْتُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 4285- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي آلُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَعْمَامِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَعَثَ مَعِي رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، بَعْدَ مَا قُتِلَ خُبَيْبٌ وَأَصْحَابُهُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: اقْتُلاَ أَبَا سُفْيَانَ بِفِنَائِهِ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي، حَتَّى قَدِمْنَا بَطْنَ يَأْجَجَ مِنْ قِبَلِ الشِّعْبِ، قَالَ: وَكَانَ صَاحِبِي رَجُلاً سُهَيْلاً، لَيْسَتْ لَهُ رِحْلَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ خِفْتَ شَيْئًا، فَانْطَلِقْ إِلَى بَعِيرِكَ، فَارْكَبْهُ حَتَّى تَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِأَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رَشُّوا أَفْنِيَتَهُمْ، فَجَلَسُوا فِيهَا، وَأَنَا أَعْرَفُ فِيهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الأَبْلَقِ، فَلَمْ يَزَلْ عَنِّي حتى طُفْنَا سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى مَرَرْنَا بِمَجَالِسِهِمْ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرٌو، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ خَيْرٌ، وَكَانَ عَمْرٌو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلاً فَاتِكًا، يُسَمَّى الْخُلَيْعَ، قَالَ: فَشَدَّدْنَا حَتَّى صَعِدْنَا الْجَبَلَ، فَدَخَلْتُ غَارًا، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ التَّيْمِيُّ، يَخْتَلِي لِفَرَسٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْغَارِ، قُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَئِنْ رَآنَا هَذَا لَيَدُلَنَّ عَلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَأْتُهُ بِالْخِنْجَرِ تَحْتَ ثَدْيِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَاضِيَةَ، فَصَرَخَ صَرْخَةً أَسْمَعَهَا أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: فَجَاؤُوا، وَرَجَعْتُ إِلَى مَكَانِي، فَدَخَلْتُ فِيهِ، فَجَاءَ أَهْلُ مَكَّةَ فَوَجَدُوا بِهِ رَمَقًا، فَقَالُوا مَنْ طَعَنَكَ، فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ مَاتَ، فَمَا أَدْرَكُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِمَكَانِنَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا، فَإِذَا نَحْنُ بِخُبَيْبٍ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تُنْزِلَ خُبَيْبًا عَنْ خَشَبَتِهِ فَتَدْفِنَهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَتَنَحَّ عَنِّي، فَإِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكَ فَخُذِ الطَّرِيقَ، فَعَمَدْتُ لِخُبَيْبٍ، فَأَنْزَلْتُهُ عَنْ خَشَبَتِهِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى ظَهْرِي، فَمَا مَشَيْتُ بِهِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا حَتَّى بَدَرَنِي الْحَرَسُ، وَكَانُوا قَدْ وَضَعُوا عَلَيْهِ الْحَرَسَ، قَالَ: فَطَرَحْتُهُ، فَمَا أَنْسَى وَجْبَتَهُ بِالأَرْضِ حِينَ طَرَحْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ عَلَى الصَّفْرَاوَاتِ، حَتَّى انْصَبَبْتُ عَلَى الْعَلِيلِ عَلِيلَ ضَجْنَانَ، وَهُمْ يَتْبَعُونَنِي، فَدَخَلْتُ غَارًا، فَذَكَرَ قِصَّةَ الَّذِي قَتَلَهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْغَارِ عَلَى بِلاَدٍ أَنَا بِهَا عَالِمٌ، ثُمَّ أَخَذْتُ عَلَى رُكُوبَةٍ فَرَأَيْتُ رَجُلَيْنِ بَعَثَتْهُمَا قُرَيْشٌ يَتَحَسَّسَانِ الأَخْبَارَ، فَقُلْتُ لِأَحَدِهِمَا: اسْتَأْسِرْ، فَأَبَى فَرَمَيْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ، فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 4285- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ، فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا، فَحَلَّيْتُ خُبَيْبًا، فَوَقَعَ فِي الأَرْضِ، فَانْتَبَذْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ، وَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ، قَالَ: فَمَا رُئِيَ خَبِيبٌ رُمَّةٌ حَتَّى السَّاعَةِ وَقَدْ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. 32- باب الحديبية 4286- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا عكرمة بن عمار، أخبرنا أبو زميل سماك الحنفي، أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب. هذا إسناد صحيح، له شاهد في الصحيح، من حديث المسور رضي الله عنه وغيره. 4287- أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر قال: سألت الزهري: من كاتب الكتاب يومئذ؟ فضحك، قال: هو علي رضي الله عنه، ولو سألت هؤلاء- يعني بني أمية- لقالوا: هو عثمان رضي الله عنه. 4288- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ، يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ، أَوْ لاَ تَرْجِعُ إِلَيْكَ يَدُكَ، وَالْمُغِيرَةُ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ، قَالَ: أَجَلْ يَا غُدَرُ، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرَتِكَ هَذَا إِسْنَادٌ فِي نِهَايَةِ الصِّحَّةِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ، وَهَذَا أَحْسَنُ اتِّصَالاً، فَلِهَذَا اسْتَدْرَكْتُهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الأَمِيرِ بِالسَّيْفِ. 4289- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ: أَيْ قَوْمُ قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ، فَأَتَاهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٌ فِي السِّلاَحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: كُفَّ يَدَكَ مِنْ قَبْلِ أَلاَ تَصِلَ إِلَيْكَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا بَعْدُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ قَطُّ، مَا هُوَ مَلِكٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْهَدْيَ مَعْكُوفًا، وَمَا أَرَاكُمْ إِلاَّ سَتُصِيبُكُمْ قَارِعَةٌ فَانْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَصَعِدَ سُوَرَ الطَّائِفِ، فَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ صَاحِبِ يَاسِينَ هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ، وَمَرْوَانَ دُونَ مَا فِي آخِرِهِ، وَالَّذِي فِي آخِرِ هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا رُمِيَ بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ، بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَسْلَمُوا بَعْدُ. 4290- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالسُّقَيَا، قَالَ مُعَاذٌ: مَنْ يَسْقِينَا فِي أَسْقِيَتِنَا؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ فِتْيَانٍ مَعِي حَتَّى أَتَيْنَا الْأُثَايَةَ، فَأَسْقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ عَتَمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، إِذْ رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ الْمَاءَ، قَالَ: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ رَاحِلَتَهُ فَأَنَخْتُهَا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةَ. إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 33- قصة قتل ابن أبي الحقيق 4291- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَبِي أُمِّي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا قَتَادَةَ، وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ لِنَقْتُلَهُ، فَخَرَجْنَا لَيْلاً، فَتَتَبَّعْنَا أَبْوَابَهُمْ، فَغَلَّقْنَاهَا عَلَيْهِمْ مِنْ خَارِجٍ، ثُمَّ جَمَعْنَا الْمَفَاتِيحَ، فَصْعَدَ الْقَوْمُ فِي النَّخْلِ، وَدَخَلْتُ أَنَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي دَرَجَةِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ اللَّهِ أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ؟ قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ لاَ يُرَدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ، فَقَامَتْ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ: دُونَكَ، فَشَهَرَ عَلَيْهِ السَّيْفَ، فَذَهَبَتِ امْرَأَتُهُ لِتَصِيحَ، فَأَشْهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، فَأَدْرَكَهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ، فَأَكَفَّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَ وِسَادَةً فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لَأَضْرِبَهُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ قِصَرِ الْبَيْتِ، فَوَخَزْتُهُ وَخْزًا، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا، فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ، فَسَقَطَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ مِنَ الدَّرَجَةِ، فَقَالَ: وَارِجْلاَهُ كُسِرَتْ رِجْلِي، فَقُلْتُ: لَيْسَ مِنْ بِرِجْلِكَ بَأْسٌ، وَوَضَعْتُ قَوْسِي فَاحْتَمَلْتُهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَصِيرًا ضَئِيلاً، فَأَنْزَلْتُهُ فَإِذَا رِجْلُهُ لاَ بَأْسَ بِهَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَحِقْنَا أَصْحَابَنَا، وَصَاحَتِ الْمَرْأَةُ، وَابَيَاتَاهُ فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ لِقَتْلِهِ، فَذَكَرْتُ مَوْضِعَ قَوْسِي، فَقُلْتُ: لاَ أَرْجِعُ حَتَّى آخُذَ قَوْسِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَهْلُ خَيْبَرَ، قَدْ ثَوَّرُوا، وَإِذَا مَا لَهُمْ كَلاَمٌ إِلاَّ مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟ فَجَعَلْتُ لاَ أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَلاَ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي، إِلاَّ قُلْتُ كَمَا يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟ حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ، فَصَعِدْتُ مَعَ النَّاسِ، فَأَخَذْتُ قَوْسِي، ثُمَّ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِي، فَكُنَّا نَسِيرُ بِاللَّيْلِ، وَنَكْمُنُ بِالنَّهَارِ، فَإِذَا كَمِنَّا النَّهَارَ أَقْعَدْنَا نَاطُورًا يَنْظُرُنَا حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، كُنْتُ أَنَا نَاطِرَهُمْ، ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي، فَانْحَدَرُوا، فَخَرَجُوا جَمْزًا، وَانْحَدَرْتُ أَنَا فِي آثَارِهِمْ، فَأَدْرَكْتُهُمْ حَتَّى بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لاَ، وَلَكِنْ رَأَيْتُ مَا أَدْرَكَكُمْ مِنَ الْعِيَاءِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الْفَزَعُ، وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ بِالنَّاسِ، فَقَالَ: أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَقَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، فَدَعَا صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ فِي ظُبَاتِ السَّيْفِ. 34- باب غزوة خيبر 4292- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ: الْفَزَارِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا، فَلْيَرْجِعْ وَأَمَرَ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلِكَ، فَرَجَعَ نَاسٌ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ، فَمَرَّ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى سَوْادٍ، فَنَفَرَ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَوَقَصَهُ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ؟ قَالُوا: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا بِلاَلُ، مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ: مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا، فَلْيَرْجِعْ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَأَبَى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. بِشْرُ ضَعِيفٌ جِدًّا. 4293- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الْمُطَاعِ الأَسْلَمِيَّةَ، وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَسْلَمَ حِينَ شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ شِدَّةِ الْحَالِ، فَنَدَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، فَنَهَضُوا، فَرَأَيْتُ أَسْلَمَ أَوَّلَ مَنِ انْتَهَى إِلَى الْحِصْنِ، فَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، حَتَّى فَتَحَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا، وَهُوَ حِصْنُ الصَّعْبِ بْنُ مُعَاذٍ، بِالنَّطَاةِ. 4294- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي صَالِحِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلاَثَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. 4295- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، فَقَاتَلَ وَرَجَعَ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْغَدِ فَقَاتَلَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا صلى الله عليه وسلم بِعَلِيٍّ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ، فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ: يَقُولُ سَلَمَةُ: فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً، وَنَحْنُ خَلْفَهُ، نَتَّبَّعُ أَثَرَهُ، حَتَّى رَكَزَ رَايَتَهُ فِي رَضْمٍ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: الْيَهُودِيُّ، لِأَصْحَابِهِ، غَلَبْتُمْ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، أَوْ كَمَا قَالَ، فَمَا رَجَعَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ. 35- باب غزوة مؤتة 4296- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: أُلاَقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَقِيتُهُ مِنْكَ أَمْسِ هَذَا صُورَتُهُ مُرْسَلٌ، فَإِنْ كَانَ قَيْسٌ سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. |
01-04-2013, 08:35 PM | #144 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
36- باب غزوة الفتح
4297- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ، وَقَالَ: لاَ نَصَرَنِي اللَّهُ، إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلْيَتَجَهَّزَا لِهَذَا الْغَزْوِ قَالَ: فَجَاءَا إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالاَ لَهَا: أَيْنَ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ مِنَ الدَّهْرِ. 4298- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أُخْتِهَا، عَائِشَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ. مُحَمَّدٌ هُوَ: ابْنُ زَبَالَةَ ضَعِيفٌ جِدًّا. 4299- وقال أبو بكر: حدَّثنا إسحاق بن منصور، حدَّثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمَّن الناس إلا أربعة. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلاَئِلِ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، إِلاَّ أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صَبَايَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَارَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، فَإِنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: وَنَذَرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِذَا رَآهُ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَشْفَعَ لَهُ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الأَنْصَارِيُّ، اشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ آتَاهُ، فَوَجَدَهُ فِي حَلَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ الأَنْصَارِيُّ يَتَرَدَّدُ وَيَكْرَهُ، أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ فِي حَلَقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِيِّ: قَدِ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تُوُفِّيَ بِنَذْرِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِبْتُكَ، أَفَلاَ أَوْمَأْتَ إِلَيَّ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَيْسَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَكُونَ يُومِئُ قَالَ: وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُتِلَ خَطَأً، فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنْ بَنِي فِهْرٍ، لِيَأْخُذَ عَقْلَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْعَقْلَ وَرَجَعَ، نَامَ الْفِهْرِيُّ، فَوَثَبَ مَقِيسٌ فَأَخَذَ حَجَرًا فَجَلَدَ بِهِ رَأْسَهُ فَقَتَلَهُ، وَأَقْبَلَ يَقُولُ: شَفَى النَّفْسَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالْقَاعِ مُسْنَدًا يُضَرِّجُ ثَوْبَيْهِ دِمَاءُ الأَخَادِعِ وَكَانَتْ هُمُومُ النَّفْسِ مِنْ قَبْلِ قَتْلِهِ تُلِمُّ وَتُنْسِينِي وِطَاءَ الْمَضَاجِعِ قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا، وَغَرِمْتُ عَقْلَهُ سَرَاةُ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابُ فَارِعِ حَلَلْتُ بِهِ نَذْرِي، وَأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي وَكُنْتُ إِلَى الأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ وَأَمَّا أُمُّ سَارَةَ: فَإِنَّهَا كَانَتْ مَوْلاَةَ قُرَيْشٍ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَعْطَاهَا شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهَا رَجُلٌ، فَبَعَثَ مَعَهَا بِكِتَابٍ إِلَى مَكَّةَ فَذَكَرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ كَذَا فِي الأَصْلِ. 4299- وقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ هُوَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: اسْمُ ابْنِ خَطَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ كُلَّهُمْ آمِنِينَ، إِلاَّ ابْنَ خَطَلٍ، وَقَيْنَتَيْهِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ اللَّيْثِيَّ، فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الأَمَانَ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ، إِلاَّ إِحْدَى الْقَيْنَتَيْنِ، فَإِنَّهَا أَسْلَمَتْ. 4300- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُرَيْشٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَبْرَؤُوا مِنْ حِلْفِ بَنِي بَكْرٍ، أَوْ تَدُوا خُزَاعَةَ، وَإِلاَّ أُوذِنَكُمْ بِحَرْبٍ فَقَالَ قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ صِهْرُ مُعَاوِيَةَ: إِنَّ بَنِي بَكْرٍ قَوْمٌ مَشَائِيمُ، فَلاَ نَدِي مَا قَتَلُوا، لاَ يَبْقَى لَنَا سَبَدٌ وَلاَ لَبَدٌ، وَلاَ نَبْرَأُ مِنْ حِلْفِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَى دِينِنَا أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، وَلَكِنَّا نُؤْذِنُهُ بِحَرْبٍ. هَذَا مُرْسَلٌ، صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ. 4301- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ، وَصَامَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَرَّ ظَهْرَانَ فِي عَشَرَةِ آلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِئَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ، وَقَدْ خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، يَتَحَسَّسُونَ الأَخْبَارَ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ نَزَلَ، قُلْتُ: وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً، لَيَكُونَنَّ هَلاَكُهُمْ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَرَكِبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءَ، حَتَّى جِئْتُ الأَرَاكَ، رَجَاءَ أَنْ أَلْتَمِسَ بَعْضَ الْحَطَّابَةِ، أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ، يَأْتِي مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُوا إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسِيرُ أَلْتَمِسُ مَا جِئْتُ لَهُ، إِذْ سَمِعْتُ كَلاَمَ أَبِي سُفْيَانَ، وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ نِيرَانًا، وَلاَ عَسْكَرًا، فَقَالَ بُدَيْلٌ: هَذِهِ وَاللَّهِ خُزَاعَةُ، قَدْ خَمَشَهَا الْحَرْبُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَقَلُّ وَأَذَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، وَإِصْبَاحُ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةَ، فَرَكِبَ وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ، فَخَرَجْتُ بِهِ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينِ، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ؟ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، قَالُوا: هَذِهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ عَرَفَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَفَعْتُ الْبَغْلَةَ، فَسَبَقْتُهُ، بِقَدْرِ مَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ، فِي غَيْرِ عَقدٍ وَلاَ عَهدٍ، فَدَعْنِي أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقُلْتُ: قَدْ أَجَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ يُنَاجِيهُ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ، قُلْتُ: مَهْلاً يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مَا قُلْتَ هَذَا، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ: مَهْلاً يَا عَبَّاسُ، لاَ تَقُلْ هَذَا، فَوَاللَّهِ لَإِسَلاَمُكَ حِينَ أَسْلَمْتَ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِ أبي الْخَطَّابِ أَبِي لَوْ أَسْلَمَ، وَذَلِكَ أَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلاَمَكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِسْلاَمِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبَّاسُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنَا بِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَحْلَمَكَ، وَمَا أَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، لَقَدْ كَادَ أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي، أَنْ لَوْ كَانَ إِلَهٌ غَيْرَهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْءٌ قَالَ الْعَبَّاسُ: فَقُلْتُ: وَيْلَكَ، أَسْلِمْ، وَاشْهَدْ، أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، فَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: احْبِسْهُ بِمَضِيقٍ مِنَ الْوَادِي، عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ، حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ اللَّهِ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ حَيْثُ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتِ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا، فَكُلَّمَا مَرَّتْ رَايَةٌ، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَأَقُولُ: بَنُو سُلَيْمٍ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ أُخْرَى، فَيَقُولُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ فَأَقُولُ: مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِمُزَيْنَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ كَتِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَضْرَاءُ، فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، لاَ يُرَى مِنْهُمْ إِلاَّ الْحَدَقُ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا لِأَحَدٍ بِهَؤُلاَءِ قِبَلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْيَوْمَ لَعَظِيمٌ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ: فَنَعَمْ إِذًا قُلْتُ: النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُمْ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدْ أَتَاكُمْ بِمَا لاَ قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ، فَقَالَتِ: اقْتُلُوا الْحَمِيتَ الدَّسِمَ حَمِسَ الْبَعِيرُ مِنْ طَلِيعَةِ قَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لاَ تَغُرَّنَّكُمُ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللَّهُ، وَمَا يُغْنِي عَنَّا دَارُكَ؟ قَالَ: وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرَوَى مَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، طَرَفًا مِنْهُ فِي قِصَّةِ الصَّوْمِ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا، وَرَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ مُخْتَصَرًا جِدًّا، وَلَمْ يَسُقْهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ، وَأَحْمَدُ بِتَمَامِهِ وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ بِتَمَامِهِ فِي الزُّهْرِيَّاتِ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَالسِّيَاقُ الَّذِي هُنَا حَسَنٌ جِدًّا. 4302- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا يعقوب القُمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، رنّ إبليس رنة، فاجتمعت إليه ذريته، فقال: ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك بعد يومكم هذا، ولكن أفشوا فيهم – يعني بمكة – النوح والشعر. 4303- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَفِي الْبَيْتِ أَوْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا، تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَبَّتْ لِوَجْهِهَا، ثُمَّ قَالَ: جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، فَرَأَى فِيهِ تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ، وَقَدْ جَعَلُوا فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ الأَزْلاَمَ يَسْتَقْسِمُ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَعْفَرَانَ، فَلَطَّخَهُ بِتِلْكَ التَّمَاثِيلِ. إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4304- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، أَرْسَلَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ، مِنْهُمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّهُ يُرِيدُ حُنَيْنًا، قَالَ: فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُكُمْ، قَالَ: فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا، وَأَبَا مَرْثَدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْمَرْأَةِ بِرَوْضَةِ خَاخٍ وَفِيهِ: قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ قُبُلِهَا. 4305- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ، أَحَدُهُمَا بِجَنْبَيْ صَاحِبِهِ، يُشِيرَانِ إِلَى بِلاَلٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ يَكْرَهَهُ اللَّهُ يُغَيِّرُهُ. 4306- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِأَصْغَرِ بَنَاتِهِ: اصْعَدِي بِي عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَفِيهَا: وَكَانَ فِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَمَرَّ عَلَيْهَا رَجُلٌ فَاقْتَطَعَهُ، فِي آخِرِهِ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ: يَا أُخْتَهْ، احْتَسِبِيهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الأَمَانَةَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلَةٌ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ، إِلاَّ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ الأَخِيرِ. 37- باب غزوة حنين 4307- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ انْكَشَفَ عَنْهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ، يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ، آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، ادْعُ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةً فَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفٌ، قَدْ طَرَحُوا الْجُفُونَ وَكَسَّرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. 4308- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ، قَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ. 4308- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. 4309- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن عوف، حدثني عبد الرحمن صاحب السقاية، حدثني رجل كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال: لما التقينا نحن وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقوموا لنا حلب شاة أن كشفناهم، فبينا نحن نسوقهم في أدبارهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء أو الشهباء، فنلقى عندها رجالاً بيض الوجوه، فقال: شاهت الوجوه، ارجعوا فانهزمنا من قولهم، فركبوا أكتافنا فكانت إياها. 4310- وقال عبد: حدَّثنا موسى بن مسعود، حدَّثنا سعيد بن السائب الطائفي، حدثني أبي: السائب بن يسار قال: سمعت يزيد بن عامر السوائي قال: وكان شهد حنينًا مع المشركين ثم أسلم، فنحن نسأله عن الرعب الذي ألقاه الله تعالى في قلوب المشركين يوم حنين كيف كان؟ قال: كنا نأخذ الحصاة، فنريمها في الطست فيه الماء فيطن، قال: كنا نجد في أجوافنا مثل هذا. 4311- وَبِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: فَذَكَرَ انْكِشَافَةً انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينِ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ: ارْجِعُوا، شَاهَتِ الْوُجُوهُ، قَالَ: فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ، إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو الْقَذَى فِي عَيْنَيْهِ. 4312- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ أَنْ يُنَادِيَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ثُمَّ اسْتَحَثَّ النِّدَاءَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ، أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبِهَتْهُمْ إِلاَّ الْإِبِلُ تَحِنُّ إِلَى أَوْلاَدِهَا، فَلَمَّا الْتَقَوْا الْتَحَمَ الْقِتَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ وَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ، فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ: هُزِمُوا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ النَّاسِ قِتَالاً بَيْنَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم. 38- باب غزوة الطائف تقدم في غزوة الحديبية قصة عروة بن مسعود رضي الله عنه. 39- باب غزوة تبوك 4313- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، هُوَ ابْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعَيْنِ الرُّومِ، أَوِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا غَزْوَةُ تَبُوكَ، أَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَلْقَ الْعَدُوَّ غَدًا، وَهُمْ شِبَاعٌ، وَنَحْنُ جِيَاعٌ، فَخَطَبَ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ، فَلْيَأْتِنَا بِهِ وَبَسَطَ نِطَعًا، فَأُتِيَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا النَّاسَ، فَقَالَ: خُذُوا فَأَخَذُوا، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصَهُ فَيَأْخُذُ فِيهِ، فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ مُحِقٌّ فَيَدْخُلُ النَّارَ. 4314- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ، فَلاَ يُكَلِّمَنَّهُ، وَلاَ يُجَالِسْهُ وَفِيهِ: هَذِهِ طَيْبَةُ، أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلاَ يُكَلِّمُهُ، وَلاَ يُجَالِسُهُ. 4315- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، إِذْ مَالَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: أَيْنَ النَّاسُ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَاحْتُبِسَ قَدْرَ مَا يَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَرَكِبْنَا حَتَّى أَدْرَكْنَا النَّاسَ. إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. 4316- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ، فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مُتَّبِعُهُ، وَلَكِنْ لاَ أُرِيدُ أَنْ أَدَعَ مُلْكِي، وَبَعَثَ مَعَهُ بِدَنَانِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَجَعَ وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَذَبَ وَقَسَمَ الدَّنَانِيرَ. 40- باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر دومة 4317- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّ خَيْلَكَ انْطَلَقَتْ، وَإِنِّي خِفْتُ عَلَى أَرْضِي وَمَالِي، فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا لاَ يُتَعَرَّضُ لِشَيْءٍ هُوَ لِي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِالَّذِي عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. 41- باب وفد الحبشة 4318- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي خَصِيفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَأَقَرُّوا، وَأَسْلَمُوا، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} إِلَى قَوْلِهِ {الشَّاهِدِينَ} ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَتْهُ وَفَاتُهُ، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ. 42- باب وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 4319- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونَنِي رِدَائِي، وَيَطِئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ، أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولٍ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: لاَ، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ وَوَصَلَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ، وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ، وَلَئِنْ كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ، لَمْ يُعْجِزِ اللَّهَ أَنْ يَحْثُوَ عَنْهُ، فَيُخْرِجَهُ إِلَيْنَا، فَخَلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلْنَدْفِنَهُ، فَإِنَّهُ يَأْسُنُ كَمَا يَأْسُنُ النَّاسُ قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ نَحْوَهُ. 4320- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، فَذَكَرَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ كَبُرَ سِنِّي، وَدَقَّ عَظْمِي، وَأُنْهِكَ جِسْمِي، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي، أَلاَ وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا، فَقَدْ تَرَوْنِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. 4321- قال أبو يعلى: حدَّثنا كامل، حدَّثنا ابن لَهِيْعَة، حدَّثنا أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب. هذا الحديث من منكرات ابن لهيعة. 4322- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ قَالَ: صَفْرَاءُ، فَقَالَ: ابْنَ عَمِّ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرُبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ، وَشَعْرُهُ، وَبَشَرُهُ، وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ: إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، ألاَّ إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي، وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: ابْنَ عَمِّي، لاَ أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي قَالَ: فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ فَسَأَلَكَ، فَقُلْتَ: مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا؟ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلاَثَةَ دَارِهِمَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا فَضْلُ، أَعْطِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ، فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا، قَالَ: ثُمَّ أَتَى صلى الله عليه وسلم بَيْتَ عَائِشَةَ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَ مَا قَالَ لِلرِّجَالِ. 4323- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4324- وقال الطيالسي: حدَّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: إن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت، فقبل جبهته. 4325- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَوَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِخْفَاءَهُ دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَأَلْحَدَ لَهُ لَحْدًا، وَنَصَبَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصْبًا. 4326- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ، أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَيْهِ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ، وَتَفْضِيلاً لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، يَقُولُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَزَادَ: وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، قَالَ: وَهَبَطَ مَعَ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ، يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: يَا أَحْمَدُ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ لَهُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ، إِنْ أَمَرْتَنِي بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فَقَالَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ امْضِ لِمَا أُمِرْتَ لَهُ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ، وَلاَ يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْآثَارِ الَّتِي سَمِعَهَا الطَّحَاوِيُّ، عَنِ الْمُزَنِيِّ عَنْهُ، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: بَلَى، فَحَدَّثَنَا، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ، كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ فِيهِ بَعْدُ تَرَكْتُهَا فَقَالَ: أَوَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، بِهَذَا أُمِرْتُ، وَأُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ، قَالَ: فَنَظَرَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ جِبْرِيلَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ الثَّوَابَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. - وقال عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد: حدَّثنا أبو كامل الجحدري، حدَّثنا أبو عوانة، عن هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حتى ختم السورة، نُعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة. 43- باب غسل النبي صلى الله عليه وسلم 4328- قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: سَمِعُوا صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْرَعَ الْعَبَّاسُ، فَأَصَابَ رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، لاَ تَلُومِينَنِي هَذِهِ، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: الرَّفِيقُ الأَعْلَى، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ، فَلَمَّا قَضَى عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَوْتُ، غَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إِلاَّ أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ... الْحَدِيثُ. فِيهِ انْقِطَاعٌ. 4328- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَحْوَهُ. وقد رواه البزار، عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن عبد الرحمن المحاربي، عن ابن الأصبهاني، أنه أخبره، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. 4329- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ طَلِيقٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا، صلى الله عليه وسلم، فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، آوَاكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ، وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ الْآيَةَ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ قُلْنَا: فَمَتَى الأَجَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: دَنَا الأَجَلُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى الْكَأْسِ الأَوْفَى، وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَالْعَيْشِ الأَهْنَا قُلْنَا: فَمَنْ يُغَسِّلُكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، الأَدْنَى فَالأَدْنَى قُلْنَا: فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فِي ثِيَابِي هَذِهِ، أَوْ فِي ثِيَابِ مِصْرَ، أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ قُلْنَا: فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَبَكَى صلى الله عليه وسلم وَبَكَيْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَهْلاً، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي، وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا، فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، وَلاَ تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ، وَلاَ بِصَيْحَةٍ، وَلاَ رَنَّةٍ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاَةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا: فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَهْلِي مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرٍ، يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ قُلْتُ: فِي هَذَا تُعُقِّبَ عَلَى الْبَيْهَقِيِّ، حَيْثُ قَالَ: إِنَّ سَلامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ الْبَزَّارُ: رُوِيَ هَذَا عَنْ مُرَّةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَالأَسَانِيدُ عَنْ مُرَّةَ مُتَقَارِبَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ مُرَّةَ، إِنَّمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ، وَلاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَيْرُ مُرَّةَ. |
01-04-2013, 08:38 PM | #145 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
الجزء السابع عشر
47- كتاب الفتوح 1- باب ذكر فتوح العراق 4364- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ قِبَلَ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ. 4365- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا بشر بن السَّري، ثنا حماد بن سَلَمة، عن أبي عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في أصبهان، وفارس، وأذربيجان، بأيهم يبدأ بها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، فإن قطعت الجناحين لاذ الرأس بالجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فأبدأ بأصبهان. قال: ودخل عمر رضي الله عنه المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي، فانتظره حتى قضى صلاته، فقال: إني مستعملك. فقال: أما جابيًا فلا، ولكن غازيًا. قال: فإنك غاز. قال: فسرحه وكتب إلى أهل الكوفة أن يلحقوا به، وفيهم الزبير بن العوام، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر، والمغيرة بن شعبة، والأشعث بن قيس، وعمرو بن معد يكرب رضي الله عنهم. قال: فأتاهم النعمان رضي الله عنه، وبينه وبينهم نهر، فبعث عليهم المغيرة بن شعبة. قال: ومَلِكهم ذو الجناحين، فاستشار أصحابه، فقال: ما ترون أقعد لهم في هيئة الحرب، أم أقعد لهم في هيئة الملك وبهجته؟ قالوا: لا، بل أقعد لهم في هيئة الملك وبهجته. 4366- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن حماد بن سَلَمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل قال: كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مهران ورستم وبلاد فارس: من خالد بن الوليد إلى مهران ورستم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أعرض عليكما الإسلام، فإن أقررتما بالإسلام فلكما ما للإسلام، وعليكما ما على الإسلام، وإن أبيتما فإني أعرض عليكم الجزية، فإن أبيتما فإنَّ عندي رجالاً يحبون القتال كما تحب فارس الخمر. 4367- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا أبو الحارث، سُريج بن يونس، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثنا مجالد، عن عامر- يعني الشَّعبي- قال: وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد- يعني يوم اليمامة وقتل أهل الردة- أن يسير إلى الحيرة، ثم يمضي إلى الشام، فلما نزل الحيرة، كتب إلى أهل فارس، ثم قال: إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم، فأغار عليهم، حتى انتهى إلى سورا، فقتل وسبى، ثم أغار على عين التمر، فقتل وسبى، ثم مضى إلى الشام. قال عامر- يعني الشَّعبي-: فأخرج إليّ ابنُ بقيلة- يعني: عبد المسيح الحيري- كتاب خالد بن الوليد رضي الله عنه إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي هو أهله، الذي فصل حزمكم، وفرق جماعتكم، ووهن بأسكم، وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا، فاعتقدوا مني الذمة، وأدو الجزية، وابعثوا إلي بالرهن، و إلا فوالذي لا إله إلا هو، لأقاتلنكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة، والسلام على من اتبع الهدى. وحديث نضلة بن عمرو في فتح حلوان يأتي إن شاء الله تعالى في الفتن. 2- باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه من الفتوح 4368- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله بن داود، عن بشر بن أبي إسحاق، عن أبي السفر قال: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا بعث إلى الشام بايعهم على الطعن والطاعون. 4369- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا زهير، ثنا زيد بن الحُباب، ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، ثنا ابن أبي مُلَيْكة، عن ذكوان مولى عائشة قال: إن درجًا أتي به عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فنظر إليه أكثر أصحابه، فلم يعرفوا قيمته، فقال: أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها. قالوا: نعم. فأتي به عائشة رضي الله عنها، ففتحته، فقيل: هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب، فقالت رضي الله عنها: ماذا فتح عمر بن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تبقني لعطية قابل. 3- باب فتح الإسكندرية 4370- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ الطَّحَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أَمِيرُهُمْ حَتَّى نَزَلْنَا، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلاً أُكَلِّمُهُ وَيُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ: لاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي، فَخَرَجْتُ مَعِيَ بِتَرْجُمَانٍ وَمَعَهُ تَرْجُمَانُهُ حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرَانِ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ الْعَرَبَ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ، وَنَحْنُ أَهْلَ بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا، وَشَرَّهُ عَيْشًا، نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ، وَيُغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بَأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفًا، وَلاَ أَكْثَرِنَا مَالاً، قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، يَأْمُرُنَا بِمَا لاَ نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا، فَشَنَّعْنَا بِهِ وَكَذَّبْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَتَّبِعُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَقَاتَلَنَا وَقَاتَلْنَاهُ، فَقَتَلَنَا، وَظَهَرَ عَلَيْنَا وَغَلَبَنَا، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ظَهْرَ عَلَيْهِمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ جَاءَكُمْ حَتَّى يُشْرِكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ، وَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ فِينَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبْتُمُوهُ، وَلَمْ يُشَارِفْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ، وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ، فَخُلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا، وَلاَ أَشَدَّ قُوَّةً مِنَّا، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا كَلَّمْتُ رَجُلاً قَطُّ أَمْكَرَ مِنْهُ. 4371- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: لَمَّا صَدَّ أَهْلُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَصَبَ عَلَيْهَا الْمَنْجَنِيقَ. 4- باب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه 4372- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المعتمر بن سليمان، أنا أبي، أنا أبو نَضْرَة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، وكان رضي الله عنه في قرية خارجًا من المدينة – أو كما قال – فلما سمعوا به، أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، قالوا: كره أن يقدموا عليه المدينة أو نحو ذلك، فأتوه فقالوا له: ادع بالمصحف، قال: فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح السابعة- وكانوا يسمون سورة يونس السابعة- فقرأ حتى أتى هذه الآية: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] فقالوا له: قف، أرأيت ما حُمي من حمى الله تعالى آلله آذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: امضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى، فإن عمر رضي الله عنه حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت حميت لإبل الصدقة، امضه، فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا وكذا، وكان الذي يلي عثمان رضي الله عنه في سِنّك- قال: يقول أبو نضرة: يقول ذلك لي أبو سعيد وأنا في سنك، قال أبي: ولم يخرج وجهي يومئذ، لا أدري لعله قال مرة أخرى: وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة-. قال: ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها، فقال: استغفر الله وأتوب إليه. ثم قال لهم: ما تريدون؟ قالوا: فأخذوا ميثاقه وكتب عليهم شرطًا، ثم أخذ عليهم أن لا يشقوا عصًا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم، أو كما أخذوا عليه، فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فرضوا، واقبلوا معه إلى المدنية راضين. قال: فقام رضي الله عنه فخطبهم، فقال: إني والله ما رأيت وفدًا في الأرض هو خير من هذا الوفد الذي من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فيحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا. قال: فغضب الناس، وقالوا: هذا مكر بني أمية. ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم، قالوا له: ما لك؟ إن لك لأمرًا ما شأنك؟ فقال: أَخْبَرَنَا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه، فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان رضي الله عنه، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يقتلهم أو يصلبهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عَلِيًّا رضي الله عنه، فقالوا: ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا عليه. قال: والله لا أقوم معكم إليه. قالوا: فلِمَ كتَبْتَ إلينا؟ قال: والله ما كتبتُ إليكم كتابًا قط. قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون. فانطلق علي رضي الله عنه يخرج من المدينة إلى قرية، فانطلقوا حتى دخلوا إلى عثمان رضي الله عنه، فقالوا له: كتبت فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمك. فقال رضي الله عنه: إنهما اثنتان: أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو، ما كتبتُ، ولا أمليتُ ولا علمتُ، وقد تعلمون إن الكتاب يكتب على كتاب الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق. قال: فحاصروه رضي الله عنه، فأشرف عليهم وهو محصور ذات يوم، فقال: السلام عليكم. قال أبو سعيد: فوالله ما اسمعُ أحدًا من الناس ردّ عليه السلام، إلا أن يرد الرجل في نفسه، فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم؟ قال: فذكر شيئًا في شأنه، وذكر أيضًا- أرى كتابته المفصل- ففشا النهي، فجعل يقول الناس: مهلاً عن أمير المؤمنين. ففشى النهي، فقام الأشتر- فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر- قال: فلعله قد مكر به وبكم. قال: فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا. ثم إنه رضي الله عنه أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعون بها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم. قال: ثم إنه رضي الله عنه فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، ذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا عثمان، أفطر عندنا الليلة. قال أبي: فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال رضي الله عنه: لقد أخذت مني مأخذًا- أو قعدت مني مقعدًا – ما كان أبوك ليقعده – أو قال ليأخذه – فخرج وتركه، ودخل عليه رضي الله عنه رجل يقال له: الموت الأسود فخنقه، ثم خنقه، ثم خرج، فقال: والله لقد خنقته فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه، حتى رأيت نفسه يتردد في جسده كنفس الجان. قال: فخرج وتركه. قال: وفي حديث أبي سعيد: ودخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله. فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله تعالى. والمصحف بين يديه، فأهوى بالسيف، فاتقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطعها، فما أدري أبانها، أم قطعها، ولم يُبنها، قال عثمان رضي الله عنه: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل. قال: وقال في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي، فأشعره مشقًا، فانتضح الدم على هذه الآية {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] قال: فإنها في المصحف ما حُكّت بعد. قال: وأخذت بنت الفرافصة رضي الله عنها حُلِيّها- في حديث أبي سعيد- فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل رضي الله عنه، فلما أشعر – أو قُتِلَ – تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله ما أعظم عجيزتها ! فقال أبو سعيد: فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا. قلت: رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض. 4373- أخبرنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَر، عن الزهري، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه قال: كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه قبل أن يأتي أهل مصر يدخل على رؤوس قريش، فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل- يعني: عثمان رضي الله عنه-. فيقولون: والله ما نريد قتله. فيخرج وهو متكئ على يدي، يقول: والله، ليقتلنه. ثم قال لهم: لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى أربعين يومًا. فأبوا، فخرج عليهم بعد أيام، فقال لهم: لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى خمس عشرة ليلة. هذا إسناد حسن. 4374- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنِ ابْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَمْ تَزَلْ مُحِيطَةٌ بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَوْمِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَذْهَبَنَّ ثُمَّ لاَ يَعُودُ إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَإِنَّ السَّيْفَ لَمْ يَزَلْ مَغْمُودًا فِيكُمْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَسُلَّنَّهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لاَ يُغْمَدُ عَنْكُمْ أَبَدًا، أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا قُتِلَ نَبِيُّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلاَ قُتِلَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا. 4375- أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن أيوب الأحمر- وهو أيوب بن عايد- عن حُميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل قال: كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يأتي على أتان من أرض له يوم الجمعة، فذكر الحديث نحو حديث معمر. 4376- حدَّثنا النَّضر بن شُميل، ثنا سليمان- وهو ابن المغيرة- ثنا حُميد- وهو ابن هلال- العدوي، ثنا عبد الله بن مغفل قال: كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يجيء من أرض له على أتان أو حمار يوم الجمعة، فيبكر، فإذا قضى الصلاة أتى أرضه، فلما هاج الناس بعثمان رضي الله عنه، قال لهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه: لا تقتلوه، واستعتبوه، فوالذي نفسي بيده، ما قتلت أمة نبيها، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفًا، وما قتلت أمة خليفة، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفًا، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان، ثم قال لهم: لا تقتلوه واستعتبوه. قال: فما نظروا فيما قال، فقتلوه، قال: فجلس على طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أتاه علي رضي الله عنه، فقال له: أين تريد؟ فقال: العراق، فقال: لا تأت العراق، وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالزمه، ولا أدري هل ينجيك، فوالله لئن تركته لا تراه أبدًا، فقال من حوله: دعنا فلنقتله. قال علي رضي الله عنه: إن عبد الله بن سلام منا رجل صالح. قال ابن مغفل: وكنت استأذنت ابن سالم في أرض إلى جنب أرضه أن أشتريها، فقال لي بعد ذلك: هذا رأس أربعين سنة، وسيكون بعدها صلح، فاشترها. قال سليمان: فقلت لحميد: كيف يرفعون القرآن على السلطان؟ فقال: ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان. 4377- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالد بن زياد الزيّات، حدثني زرعة بن عمرو، عن أبيه قال: كان أبي رابع أربعة فيمن دفن عثمان رضي الله عنه يوم الدار، بعد العشاء الآخرة بالبقيع. 4378- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا شبابة بن سَوَّار، ثنا يحيى بن أبي راشد مولى عمرو بن حريث، عن عُقبة بن أُسيد ورجل آخر سماه، كلاهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: حدثتني نائلة بنت الفرافصة الكليبة امرأة عثمان رضي الله عنهما قالت: لما حوصر عثمان رضي الله عنه ظل يومه صائمًا، فلما كان عند الإفطار سألهم الماء العذب، فقالوا: دونك هذا الركيّ، وإذا ركيّ يُلقى فيه النتن، فبات تلك الليلة على حاله لم يطعم، فلما كان من السحر، أتيت جارة لنا، على أحاجين- يعني: أسطحة متواصلة- فسألهم الماء العذب، فجئته بكوز من ماء، فلما نزلت فإذا هو رضي الله عنه نائم أسفل الدرجة يغطّ، فأيقظته، فقلت: هذا ماء عذب قد أتيتك به، فرفع رضي الله عنه رأسه، فنظر إلى الفجر، فقال: إني صائم أصبحت صائمًا. فقلت: ومن أين ولم أر أحدًا أتاك بطعام ولا شراب؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع عليّ من هذا السقف، ومعه دلو من ماء، فقال: اشرب يا عثمان. فشربت، فرويت. ثم قال: ازدد. فشربت حتى تملأت، فقال صلى الله عليه وسلم: إن القوم سينكرون عليك فإن تركتهم أفطرت عندنا. قالت: فدخلوا عليه من يومه، فقتلوه رضي الله عنه. 4379- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكندي قال: أشرف علينا عثمان رضي الله عنه يوم الدار، فقال: يا أيها الناس، لا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا. وشبّك بين أصابعه رضي الله عنه. 4380- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ عُثْمَانَ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ وَإزْارُهُ مَحْلُولٌ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ، فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ، فَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى أَصَابَتْ رُكْبَتُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُكْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَزَرَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا، فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي، بَيْنَ آمِرٍ وَمَاكِرٍ وَخَاذِلٍ، فَبَيْنَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ، إِذْ تَسْمَعُ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ: أَلاَ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حُكْمِ أَعْدَائِهِ وَلِيٌّ، فَكَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثَلاَثًا. 4381- حدَّثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حسين المعلم، عن نافع قال: لبس ابن عمر رضي الله عنهما الدرع، يوم الدار- دار عثمان رضي الله عنه- مرتين، فدخل عليه، فقال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أعرف له حق النبوة، وحق الولاية، وصحبت أبا بكر، فكنت أعرف له حق الولاية، ثم صحبت عمر، فكنت أعرف له حق الولاية، وحق الوالد، وأنا أعرف لك مثل ذلك، فقال رضي الله عنه: جزاكم الله خيرًا يا آل عمر، أقعد في بيتك حتى يأتيك أمري. 4382- حدَّثنا خالد بن القاسم، ثنا أبو معشر، قال: سمعت أبا سعيد المَقْبُري، يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت محصورًا في الدار مع عثمان رضي الله عنه فرموا رجلاً منا، فقتلوه، فقلت: يا أمير المؤمنين، طاب الضراب، قتلوا منا رجلاً. فقال رضي الله عنه: عزمت عليك يا أبا هريرة لما رميت بسيفك، فإنما تُرَادُ نفسي، وسأقي المسلمين بنفسي، قال أبو هريرة رضي الله عنه: فرميت بسيفي فما أدري أين هو حتى الساعة. 4383- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالاَ: بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، أَحَصَرُوكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَدْلَى لِي دَلْوًا شَرِبْتُ مِنْهُ، فَإِنِّي أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: الْفِطْرَ عِنْدَهُ صلى الله عليه وسلم، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَالَ لاِبْنِهِ: اخْرُجْ، فَانْظُرْ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا، فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ. 4384- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبيد الله بن عمر، ثنا عفان، ثنا وُهَيْب، عن موسى بن عُقبة، عن أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت قال: نام عثمان رضي الله عنه في ذلك اليوم الذي قتل فيه، وهو يوم الجمعة، فلما استيقظ قال: لولا أن يقول الناس تمنى عثمان رضي الله عنه أمنية، لحدثتكم حديثًا. قال: قلنا: حدثنا أصلحك الله، فلسنا نقول كما يقول الناس. قال رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال: إنك شاهد معنا الجمعة. وقال البزار: حدَّثنا محمد بن المثنى، ثنا المغيرة بن مسلمة، ثنا وُهَيْب، عن موسى، حدَّثنا أبو علقمة، به. - وأخرجه الحاكم. 4385- وقَالَ أَبُو يَعْلَى أيضًا: ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت أبا جعفر الرازي يذكر عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عثمان رضي الله عنه أصبح يحدث الناس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: يا عثمان، أفطر عندنا. فأصبح رضي الله عنه صائمًا وقُتِلَ من يومه رضي الله عنه. |
01-04-2013, 08:39 PM | #146 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
ورواه البزار، عن إبراهيم بن زياد، عن إسحاق بن سليمان، به.
- وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن سليمان، وصححه. 4386- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة، ثنا محمد بن عباد الهُنَائي، حدَّثنا ابن أبي فضالة، أنا الحضرمي، عن أبي مريم بن رضيع الجارود قال كنت بالكوفة، فقام الحسن بن علي خطيبًا فقال: يا أيها الناس رأيت البارحة في منامي عجبا، ً رأيت الرب تبارك وتعالى فوق عرشه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش، فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فوضع يده على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء عمر رضي الله عنه، فوضع يده على منكب أبي بكر رضي الله عنه، ثم جاء عثمان رضي الله عنه، فكان نبذة، فقال: يا رب سل عبادك فيم قتلوني؟ قال: فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض. قال: فقيل لعلي رضي الله عنه: ألا ترى ما يحدث به الحسن رضي الله عنه؟ قال رضوان الله تعالى عليه: يحدث بما رأى. 4387- حدَّثنا سفيان بن وكيع، ثنا جميع بن عمير العجلي، عن مجاهد أو مجالد، عن طحرب العجلي، عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعًا يده على العرش، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه واضعًا يده على النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت عمر رضي الله عنه واضعًا يده على أبي بكر رضي الله عنه، ورأيت عثمان رضي الله عنه واضعًا يده على عمر رضي الله عنه، ورأيت دمًا بينهم، فقلت: ما هذا الدم؟ قيل: دم عثمان رضي الله عنه يطلب الله تعالى به. 4388- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عبد الله بن الأعرابي، ثنا سعيد بن مسلم، عن ابن عون، قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان رضي الله عنه. 4389- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قِلابة قال: إن رجلاً من قريش يقال له: ثمامة، كان على صنعاء، فلما قتل عثمان رضي الله عنه خطب، فبكا بكاء شديدًا، فلما أفاق، قال: اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وصارت ملكًا وجبرية، من غلب على شيء أكله. 4390- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد- هو ابن هارون- أخبرنا أبو الأشهب، عن الحسن أنه سمعه يقول: لقد رأيت الذين تكلموا في عثمان رضي الله عنه وتخاصموا في المسجد، حتى ما أرى أديم السماء، وإن أنسأنًا من حجر النبي صلى الله عليه وسلم أشار بمصحف، وقال: ألم تعلموا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم بريء ممن فارق دينه، وكانوا شيعًا {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] الآية. 4391- حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: إن معك في الدار عصبة مستنصرة ينصر الله تعالى بأقل منها، فأذن لي فلأقاتل، فقال رضي الله عنه: أنشد الله رجلاً أهراق فيّ دمه، أو قال أهراق فيّ دمًا. 4392- َقَالَ إِسْحَاقُ، ثنا أبو عامر العَقَدي، عن محمد- وهو ابن طلحة بن مصرف- حدثني كنانة مولى صفية بنت حيي أنه شهد مقتل عثمان قال: أَخْبَرَنَا يومئذٍ ابن أربع عشرة سنة، قال: أمرتنا صفية أن نرحل بغلة بهودج فرحلناها، ثم مشينا حولها إلى الباب، فإذا الأشتر وناس معه، فقال لها الأشتر: ارجعي إلى بيتك فأبت، فرفع قناة معه أو رمحًا فضرب عجز البغلة، فثبت البغلة، ومال الهودج حتى كاد أن يقع، فلما رأت ذلك قالت: ردوني، ردوني. قال: قد خرج من الدار أربعة نفر من قريش مضروبين محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان، فذكر الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، وابا حاطب، ومروان بن الحكم، قلت: فهل تدمى محمد بن أبي بكر من دمه بشيء؟ قال: معاذ الله، دخل عليه، فقال عثمان: لست بصاحبه. وكلَّمه بكلام فخرج ولم يدر من دمه بشيء. قلت: فمن قتله؟ قال: رجل من أهل مصر يقال له: جبلة فجعل يقول: أَخْبَرَنَا قاتل نعثل، قلت: فأين عثمان يومئذٍ؟ قال: في الدار. 5- باب براءة علي رضي الله عنه من قتل عثمان رضي الله عنه 4393- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله، عن ربيح، عن أبي موسى، عن عبد الله بن أبي سفيان، قال: إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال: إن بني أمية يقاتلونني، يزعمون أني قتلتُ عثمان رضي الله عنه، وكذبوا، إنما يريدون الملك، ولو أعلم أنه يُذهب ما في قلوبهم أني أحلف لهم عند المقام: والله ما قتلتُ عثمان ولا أَمرتُ بقتله، لفعلتُ، ولكن إنما يريدون الملك، وإني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} [الحجر: 47] الآية. 6- باب قتال أهل البغي 4394- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلاَءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طَلْحَةَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ، وَابْنُ عَبَّادٍ، فَقَالاَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا، أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ، وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا؟ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْتَ فَجْأَةٍ، وَلاَ قُتِلَ قَتْلاً، وَلَقَدْ مَكَثَ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يَرَى مَكَانِي، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْرَ دِينِهِمْ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، فَأَشَارَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَأْلُ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْ مَعْشَرِ قُرَيْشٍ رَجُلاً، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ، فَلاَ تَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلاَّ لَحِقَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَبْرِهِ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً، أَنَا فِيهِمْ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلاً، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ يخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلاً، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَايَعَهُ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي، فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَدِ انْجَلَتْ، وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى، وَلاَ طَلِبَةٌ، فَوَثَبَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي، يَعْنِي: مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لاَ قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي، وَلاَ عِلْمُهُ كَعِلْمِي، وَلاَ سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي، وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَا مِنْهُ، قَالاَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، يَعْنِيَانِ: طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ. 4394- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ سَوَاءً، قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنِّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ. 4395- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النِّسَائِيُّ، عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: لاَ يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحِهَا، وَلاَ يُقْتَلُ أَسِيرُهَا، وَلاَ يُتْبَعُ هَارِبُهَا. 4396- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ قَالَ لاِبْنِ أُمِّ عَبْدٍ: هَلْ تَعْلَمُ إِلَى آخِرِهِ، وَزَادَ وَلاَ يُقْسَمُ فَيْئُهُمْ، هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ. 4397- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لِي أَرَاكَ تَسْتَحِيلُ النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ، أَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ شَيْئًا رَأَيْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ، وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ، وَلاَ ضُلَّ بِي، بَلْ عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى. 4398- وبه- أي: عن علي رضي الله عنه- عهد إلىَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، المارقين. رواه البزار: حدثنا عباد بن يعقوب، ثنا الربيع.... وقال: لا نعلمه عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد. 4399- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ. |
01-04-2013, 08:39 PM | #147 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
7- باب وقعة الجمل
4400- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدِيبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ، وَتَنْجُوَ بَعْدَ مَا كَادَتْ. 4401- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت حُصَينًا يحدث عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال: خرجنا حجاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن في منازلنا، نضع رحالنا، إذ أتأنا آتٍ، فقال: إن الناس قد فزعوا، وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد...... فذكر الحديث في مناشدة عثمان رضي الله عنه الصحابة وإقرارهم رضي الله عنهم بمناقبه. قال الأحنف بن قيس: ولقيت طلحة والزبير رضي الله عنهما، فقلت: لا أرى هذا إلا مقتولاً، فمن تأمراني أن أبايع؟ قالا: عَلِيًّا. فقلت: أتأمراني بذلك وترضيانه لي؟ فقالا: نعم. فخرجت حتى قدمتُ مكة، فأنا لكذلك إذ قيل قُتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فأتيتها، فقلت لها: أنشدك الله من تأمريني أن أبايع؟ قالت رضي الله عنها: عَلِيًّا. فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه لي؟ قالت: نعم. قال: فرجعت، فقدمت على علي رضي الله عنه بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة، ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتأنا آتٍ فقال: هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم قد نزلوا جانب الخُرَيْبَة. فقلت: فما جاء بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يستنصروا على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا. فأتاني أفظع أمر أتاني قط، فقلت: إن خذلاني قومًا معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتالي رجلاً ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروني ببيعته لشديد. فلما أتيتهم، قلت لهم: ما جاء بكم؟ فقالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا. فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك الله أقلت لك بمن تأمرينّي؟ فقلتِ: عَلِيًّا. فقلت: ُ أتأمريني وترضينه لي؟ فقلتِ: نعم؟ فقالت: نعم. فقلت للزبير رضي الله عنه: يا حواري رسول الله ويا طلحة، أنشدكما بالله، أقلت لكما من تأمرانّي أن أبايع؟ فقلتما لعليّ. فقلت: أتأمراني به وترضيانه لي؟ فقلتما: نعم؟ فقالا: نعم. فقلت فوالله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أمرتموني ببيعته، أختاروا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي باب الجسر، فألحق بأرض كذا- يعني بأرض العجم- حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو اعتزل فأكون قريبًا منكم، لا معكم ولا عليكم. فقالوا: نأتمر، ثم نرسل إليك. قال: فأتمروا، فقالوا: إما أن يفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه المفارق والخاذل، وإما أن يلحق بمكة ليتعجبنكم في قريش، ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه قريبًا ها هنا، حيث تطؤون على صماخه، فاعتزل بالجلحاء من البصرة، على فرسخين، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف. ثم التقى الناس، فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال: وكان كعب بن سور يقرأ المصحف، ويذكّر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل كعب، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير رضي الله عنه سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال: فلقيه النعر- رجل من بني مجاشع- فقال: أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليّ فأنت في ذمتي، لا يوصل إليك فأقبل معه. قال: فأتى إنسان الأحنف بن قيس، فقال: ها هو ذا الزبير قد لقي سفوان قال فما يأمن؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعض حواجب بعض بالسيف، ثم لحق ببنيه وأهله، قال: فسمع عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النعر. 4401- وأخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن حُصَين، ثنا عمر بن جاوان، رجل من بني تميم، وذاك أني قلت له: أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس ما كان؟ فقال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: أتيت المدينة وأنا حاج.... فذكر الحديث نحو ما تقدم. قال: فسمعه غواة من الناس منهم ابن جرموز، وفضالة، ونفيع، فانطلقوا في طلبه، فلقوه مقبلاً مع النعر، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه، فطعنه طعنة ضعيفة، وهو على فرس له ضعيف، فحمل عليه الزبير رضي الله عنه على فرس له، يقال له: ذو الخمار، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير رضي الله عنه قاتله، نادى فضالة ونفيعًا، فحملا على الزبير رضي الله عنه فقتلاه. 4402- أخبرنا المعتمر بن سليمان، حدثني رجل من موالي بني تميم، يقال له: أبو سفيان إن عاتكة امرأة عمر رضي الله عنه قالت: غدر ابن جرموز بفارس بهمة يوم اللقاء وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشًا رعش اليدين ولا اليد شلت يمينك إن قتلت لمؤمنًا حلت عليك عقوبة المتعمد. 4403- أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاصْطَفُّوا، دَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ مَقَامِي هَذَا، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُهُ تَبِعَهُ، يَعْنِي: طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَمَاهُ مَرْوَانُ بِسَهْمٍ، فَشَدَّ فَخِذَهُ بِحَدِيَّةِ السَّرْجِ. 4403- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، بِهِ. 4404- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ: خَلاَ عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوِ يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلاَنٍ: لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ، لاَ جَرَمَ، لاَ أُقَاتِلُكَ. 4405- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني أبو عون، عن أبي الضحى قال: قال سليمان بن صرد للحسن بن علي رضي الله عنهما: أعذرني عند أمير المؤمنين. فقال الحسن: لقد رأيته يوم الجمل وهو يلوذ بي، وهو يقول: وددت أني متُّ قبل هذا بكذا وكذا سنة. قال شعبة: فلقيت منصورًا فقال: ما يدري ذلك الأعور.- يعني: أبا عون-. 4406- وقال الحارث: حدَّثنا قراد أبو نوح، عن شُعبة، عن محمد بن عُبيد الله بن أبي عون الثقفي، عن أبي الضحى، عن سليمان بن صرد قال: جئت إلى الحسن رضي الله عنه، فقلت: اعذرني عند أمير المؤمنين حيث لم أحضر الوقعة، فقال الحسن رضي الله عنه: ما تصنع بهذا، لقد رأيته يلوذ بي وهو يقول: يا حسن ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة. 4407- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد، عن جميع بن عمير قال: إن أمه وخالته دخلتا على عائشة رضي الله عنها..... فذكر الحديث، قالتا: فأخبرينا عن علي رضي الله عنه، قالت: أي شيء تسأليني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعًا، فسالت نفسه في يده، فمسح به وجهه. قالتا: فلم خرجت عليه؟ قالت رضي الله عنها: أمر قضي، فوددت أني أفديه بما على الأرض. [إسناد ضعيف: صدقة بن سعيد وجميع بن عمير ضعيفان / موقوف]. 4408- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَ نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، بِهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ، وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بِلاَكِ بْنِ يَقْطُرَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4409- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْعَصُ الْخَيْلَ، يَعْنِي: يَوْمَ الْجَمَلِ فَنَوَّهَ بِهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فَقَالَ: أَتُنَاجِيهِ؟ وَاللَّهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ، قَالَ: فَضَرَبَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجْهَ دَابَّتِهِ، وَانْصَرَفَ. 4410- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْوٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ رضي الله عنهما حين توافقا، فقال له علي رضي الله عنه: يا زبير، أنشدك، أسمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيًّا وَأَنْتَ ظَالِمٌ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ ذَاكَ إِلاَّ فِي مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 8- باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارًا الفئة الباغية 4411- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلاً ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4411- وَقَالَ الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، بِهَذَا. 4411- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ. 4412- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4413- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حَبَّةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ، فَحَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لاِبْنِ سُمَيَّةَ: وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4414- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَقْتُلُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4415- وَبِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلِّيَا عَنْهُ، وَاتْرُكَاهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ، قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّارِ. 4416- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا أَبَتِ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4417- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ دَخَلَ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا، قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلاَ تَعْصِهِ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ. 4418- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: أَطِعْ أَبَاكَ، فَأَطَعْتُهُ. 4419- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ، فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلاَنَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلاَنَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ، فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَوْلاً، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ. 4420- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ انْصَرَفُوا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ. 4421- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صِفِّينَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ؟ قَالَ: أَجَلْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ: بَلَى، قَدْ سَمِعْتُهُ، قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فَذَكَرَهُ، قَالَ: وَيْحَكَ، مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي قَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ. 4422- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ، قَالَ عَمَّارٌ: ائْتُونِي بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا، شَرْبَةُ لَبَنٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ. 4422- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، نَحْوَهُ. 4423- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِعَ بِقُرَيْشٍ وَوَلِعَتْ بِهِ، فَغَدَوْا عَلَيْهِ وَضَرَبُوهُ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُغْضَبًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ، فَعَلَ اللَّهُ بِقُرَيْشٍ وَفَعَلَ، غَدَوْا عَلَى رَجُلٍ فَضَرَبُوهُ، فسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4424- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ هُوَ ابْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالاَ: إِنَّ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلاَ يُقْتَلُ، فَيَجِيءُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: اذْهِبْ عَنْكَ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، ثُمَّ أُتِيَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا لَآخِرُ شَرْبَةٍ أَشْرَبُهَا في الدُّنْيَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4425- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ مُغِيرَةَ، عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ تُمَرِّضُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ: جَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَعُودُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. 4426- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ لْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، فَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ: اخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ؟ وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي، فَقَالَ: أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ، فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ، أَنْشَأَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وَثَبَ الْخَيْلُ منِ الشَّدِّ مَعَجْ جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جُفْرَتُهُ فَإِذَا وَثَبَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ وَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا: لَوْ شَهِدَتْ جَمَلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نُضَارِبُ. 4427- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إِلَى جَنْبِ الأَحْنَفِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالأَحْنَفُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَنَّ آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ لَبَنٍ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ، وَقَالُوا: جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ، فَنَاوَلَتْهُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضْلَهُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي الأَحْنَفُ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا، فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ، قَالَ: فَغَشِيَنَا الْقَوْمُ، فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الأَسِنَّةِ الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ رضي الله عنه. |
01-04-2013, 08:40 PM | #148 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
9- باب......
4428- قال الحارث: حدَّثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان قال: اجتمع رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم ابن مسعود، وحذيفة، وسعد، وابن عمر، وعمار رضي الله عنه فذكر حذيفة رضي الله عنه فتنة، فقال: أما أنا فإن أدركتها علمت المخرج منها. وقال ابن مسعود رضي الله عنه وأنا إن أدركتها علمت المخرج منها. فقال سعد رضي الله عنه: أما أنا إن أدركتها فوجدت سيفًا يقول: هذا مؤمن فدعه، وهذا كافر فاقتله، قاتلتُ وإلا لم أقاتل. قال ابن عمر رضي الله عنهما: وأنا معك. فقال عمار رضي الله عنه: أما أنا فإن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي، ثم قصدت نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى يتفرق. هذا منقطع. 4429- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا شَريك، عن محمد بن عبد الله المرادي، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الله بن سلمة رضي الله عنه قال: كان شاعر ليلة صفين، ينشد هجاء معاوية وعمرو بن العاص، وعمار بن ياسر رضي الله عنه يقول: الزق بالفجورين، فقال رجل: هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمار رضي الله عنه: إن شئت أن تجلس فاجلس، وإن شئت أن تذهب فاذهب. 10- باب الإشارة إلى العفو عمن قاتل من الصحابة رضي الله عنهم في هذه المواطن 4430- قال أبو يعلى: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحَفَري، ثنا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها إلا ما عذبت هي أنفسها. قال: قلت: وكيف تعذب أنفسها؟ قال: أما كان يوم الجمل عذاب، أما كان يوم صفين عذاب، أما كان يوم النهر عذاب؟ 4431- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ. 4432- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَاتَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي يُدْعَى ذُو الشَّهَادَتَيْنِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4433- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمْ فُلاَنًا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ. 11- باب أخبار الخوارج تقدم في باب قتال أهل البغي حديث علي وعمار رضي الله عنهما. 4434- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ، الْحَدِيثَ، فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. قال: فحضرت بعد ذلك مع علي رضي الله عنه حين قتلهم بالنهروان، فالتمس علي رضي الله عنه- يعني: المخدج- قال: فلم يجده، ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت، فقال علي رضي الله عنه: أيكم يعرف هذا الرجل؟ فقال رجل من القوم: نحن نعرفه، هذا حرقوص، وأمه ها هنا. قال: فأرسل علي رضي الله عنه إلى أمه، فقال لها: ممن هذا؟ قالت: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلا كنت في الجاهلية أرعى غنمًا لي بالربذة، فغشيني شيء كهيئة الظلمة، فحملت منه، فولدت هذا. 4435- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَانَ النَّاسُ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي: أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلاَ وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأَحْسِبُ، قَالَ: حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ، فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لاَ أُرَاهُ إِلاَّ مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمُتَقَلِّدًا قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، يَطْعُنُ بِهَا فِي مَخْرَجِهِ، قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ. 4435- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ. 4436- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، ثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي، ثنا الأزرق بن قيس، عن رجل من عبد القيس قال: شهدت يوم قتل أهل النهروان..... فذكر الحديث، وفيه: فلو خرج روح إنسان من الفرح لخرج روح علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ، قال: صدق الله ورسوله، من حدثني أنه رآه في الناس من قبل مصرعه هذا فأنا كذاب. 12- باب فضل من قتل الحرورية 4437- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى رَجَعُوا مِنْ صِفِّينَ، وَبَرِؤُوا مِنَ الْقَضِيَّةِ، فَاسْتَخَفَّ النَّاسُ، فَقَعَدُوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الأَخْبَارَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَشُغِلَ بِمَا كَانَ فِيهِ، قُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُمْرَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: مَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَرُّوا قِبَلَكُمْ، يُقَالُ لَهُمْ: حَرُورَاءُ؟ فَقَالَتْ: أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ، أَمَا إِنَّ عَلِيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حَدَّثَكُمْ حَدِيثَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ، قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، ثُمّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيَ حَبَشِيَّةٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ فِيهِمْ، فَقُلْتُمْ: لَيْسَ فِيهِمْ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ، تَسْحَبُونَهُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَأَهَلَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَشَغَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ لِي، وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ، يُقَالُ لَهُمُ: الْحَرُورِيَّةُ، فَقُلْتُ: خَرَجُوا فِي مَكَانٍ، يُقَالُ لَهُ: حَرُورَاءُ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ، لَوْ شَاءَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فَمِنْ ثَمَّةَ جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَفَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: أَصْلُ قِصَّةِ الْمُخْدَجِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ، وَلاَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. 4438- وقال أبو بكر: حدَّثنا محمد بن فُضيل بن غزوان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنت جالسًا عند علي رضي الله عنه، وهو في بعض أمر الناس، إذ جاء رجل عليه ثياب السفر، فقال: يا أمير المؤمنين. فشغل علي رضي الله عنه ما كان فيه من أمر الناس، قال أبي: فقلت له: ما شأنك؟ قال: كنت حاجًا – أو معتمرًا – فمررت على عائشة رضي الله عنه، فقالت لي، وسألتني عن هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم، يقال لهم: الحرورية، فقلت: خرجوا في مكان يقال له: حروراء، فسموا بذلك الحرورية، فقالت رضي الله عنها، طوبى لمن شهد هلكتهم. قالت: أما والله لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، فمن ثمة جئت اسأله عن ذلك. قال: وفرغ علي رضي الله عنه فقال: أين السائل؟ فقام، فقص عليه، فأهل علي رضي الله عنه، وكبّر مرتين أو ثلاثًا،... فذكر مثله. وقال في آخره: تسحبونه كما نعت لكم. قال: ثم قال رضي الله عنه: صدق الله ورسوله ثلاث مرات. قلت: أصل قصة المخدج في الصحيح وغيره، ولم يخرجوه بهذا السياق، ولا من حديث عائشة رضي الله عنها. 4438- ورواه أبو يعلى، عن أبي بكر بن أبي شيبة به. 4438- وعن أبي هشام، عن ابن فُضيل نحوه. ورواه البزار نحوه. 4439- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلاَ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؟ قَالَ: لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ: فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى: ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ، قَالَ: فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، قَالَ: فَرَجَعُوا، فَقَالُوا: يَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافْتَرَقَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ: مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ صَنِيعُهُمْ قَامَ، فَقَالَ: أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، لاَ يرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ، فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقُومُ لَهُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ، فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى، فَلاَ يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ: ابْتَغُوهُ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ، لاَبُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا: دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ، قُلْتُ: هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ. 4439- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، بِهِ. 4439- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ. وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا. 4440- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن التَّيْمي، عن أبي مِجْلَز، أراه عن قيس بن عباد قال: كَفَّ علي رضي الله عنه عن قتال أهل النهر حتى يحدثوا، فانطلقوا، فأتوا على عبد الله بن خباب، وهو في قرية له، قد تنحّى عن الفتنة، فأخذوه، قال: فرأوا تمرة وقعت من رأس نخلة، فأخذها رجل منهم، فجعلها في فيه، فقالوا: تمرة من تمر أهل العهد، أخذتها بغير ثمن. قال: فلفظها، قال: وأتوا على خنزير، فبعجه أحدهم بسيفه، فقتله، فقالوا: خنزير من خنازير أهل العهد قتلته. فقال لهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه: ألا إنبئكم- أو أخبركم- بمن هو أعظم عليكم حقًا من هذه التمرة، وهذا الخنزير؟ قالوا: من؟ قال: أَخْبَرَنَا، أراه قال: ما تركت صلاة، منذ بلغت ولا صيام رمضان. وعدد أشياء، فقربوه، فقتلوه، فبلغ ذلك عَلِيًّا رضي الله عنه، فأمر أصحابه بالمسير إليهم. وقال: أقيدونا بعبد الله بن خباب. قالوا: كيف نقيدك به وكلنا قتله؟ فقال: الله أكبر. وقال لأصحابه: اسطوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يفر منهم عشرة. فكان ذلك. فقال علي رضي الله عنه: اطلبوا رجلاً، صفته كذا وكذا، فطلبوه فلم يجدوه، ثم طلبوه، فوجدوه، فقال علي رضي الله عنه: من يعرف هذا؟ فلم يعرف، فقال رجل: أَخْبَرَنَا رأيت هذا بالنجف، فقال: إني أريد هذا المصر، وليس لي فيه ذو نسب ولا معرفة. فقال علي رضي الله عنه: صدقت، رجل من الجن. وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب الزجر عن معتقد الخوارج من كتاب القدر. 4441- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ: فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ، فَقُلْنَا لرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هُوَ هَذَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ وَلَّى، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ: أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَزَادَ: لَأَرْجِعَنَّ، فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَهْ يَا عُمَرُ، فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلَهُ، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ. 4441- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ. 4441- وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى، بِهِ. 4441- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ. 4442- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو مَعَنَا، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ، عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ، فَيُطِيلُ الصَّلاَةَ، حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِمْ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ أَصْحَابِهِ: هُوَ ذَاكَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ، وَإِمَّا جَاءَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلاً، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَسَفْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَطَّ خِطَّةً بِرِجْلِهِ، ثُمَّ صَفَّ كَعْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الصَّمْتِ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَهُ وْجُهًا غَيْرَ ذَلِكَ. |
01-04-2013, 08:41 PM | #149 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
13- باب قتل علي رضي الله عنه
4443- قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا عبد الملك بن أعين، قال: سمعت من أبي حرب بن أبي الأسود يحدث عن أبيه قال: سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول: أتاني عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق. فقال: إنك إن جئتها ليصيبنك بها ذباب السيف. قال علي رضي الله عنه: وأيم الله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله يقوله، فسمعت أبي يقول: فعجبت منه، وقلت: رجل محارب يحدث عن نفسه بمثل هذا. 4443- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان بهذا. 4443- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل. وقال البزار: حدَّثنا أحمد بن أبَان قالا: أَخْبَرَنَا سفيان به. وقال: لا نعلم رواه إلا عبد الملك عن أبي حرب ولا عنه إلا ابن عيينة. وصححه ابن حبان والحاكم. 4444- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: مَرِضَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ قَدْ كُنَّا خِفْنَا عَلَيْكَ فِي مَرَضِكَ هَذَا، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: لاَ تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى بَنِي فُلاَنٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ. 4445- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ؟ قُلْتُ: لاَ عِلْمَ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ. 4446- قال أبو يعلى: وحدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شَريك، عن عمار، عن أبي صالح، عن علي رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فشكوت إليه ما لقيت من أمته من التكذيب والأذى، فبكيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبك يا علي. والتفت، فالتفت فإذا رجلان يتصعدان، وإذا جلاميد ترضخ رؤوسهما حتى تفضح، ثم تعود، فغدوت إلى علي رضي الله عنه كما كنت أغدو عليه كل يوم، حتى إذا كان في الحراريق لقيت الناس، فقالوا: قتل. 4447- وقال الحميدي: حدَّثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عمن أخبره، عن الحسن أو الحسين رضي الله عنهما قال: إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال: لقيني حبيبي- يعني في المنام- نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: فشكوت إليه ما لقيت من أهل العراق بعده، فوعدني الراحة منهم، فما لبث رضي الله عنه إلا ثلاثًا. 4448- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا سُكين بن عبد العزيز، ثنا حفص بن خالد، عن أبيه، عن جده قال: لما قتل علي رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه خطيبًا فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قُتِلَ يوشع بن نون فتى موسى عليهم السلام. 4449- وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ وَزَادَ: وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَزَادَ: وَأَنَّهُ مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُهُ فِي السَّرِيَّةِ، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَسَارِهِ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ إِلاَّ ثَمَانِمِئَةٍ أَوْ سَبْعَمِئَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، بِهِ، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إِلاَّ الْحَسَنَ، وَلاَ نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ حَفْصٍ، إِلاَّ سُكَيْنٌ. 4450- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَالْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ فَضَالَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَنْبُوعَ عَائِدًا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مَرِيضًا بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ؟ لَوْ هَلَكْتَ بِهِ لَمْ يَلِكَ إِلاَّ أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ، احْتَمِلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ، وَصَلُّوا عَلَيْكَ، وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لاَ أَمُوتَ حَتَّى أُؤَمَّرُ، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ، يَعْنِي: لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَذِهِ، يَعْنِي: هَامَتَهُ، فَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِصِفِّينَ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: ولاَ نَعْلَمُ فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلاَّ هَذَا. 14- باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه 4451- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن أبي يحيى، عن رجل من بني ضبة قال: شهدت عَلِيًّا رضي الله عنه حين نزل كربلاء، فانطلق فقام في ناحية فأومأ بيده، فقال: مناخ ركابهم أمامه، وموضع رحالهم عن يساره، فضرب رضي الله عنه بيده الأرض، فأخذ من الأرض قبضة فشمها، فقال: واها، واحبذا الدماء تسفك فيه، ثم جاء الحسين رضي الله عنه، فنزل كربلاء، قال الضبي، فكنت في الخيل الذي بعثها ابن زياد إلى الحسين رضي الله عنه، فلما قدمت فكأني نظرت إلى مقام علي رضي الله عنه وأشار بيده، فقلبتُ فرسي، ثم انصرفتُ إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلمتُ عليه وقلت له: إن أباك رضي الله عنه كان أعلم الناس، وإني شهدته في زمن كذا وكذا قال كذا وكذا، وإنك والله لمقتول الساعة، فقال: فما تريد أن تصنع أنت، أتلحق بنا أم تلحق بأهلك؟ فقلت: والله إن علي لدينًا، وإن لي لعيالاً، وما أظنني إلا سألحق بأهلي. قال: أما لا، فخذ من هذا المال حاجتك- وإذا المال موضوع بين يديه- قبل أن يحرم عليك، ثم النجا، فوالله لا يسمع الداعية أحد، ولا يرى البارقة أحد، ولا يعنتا إلا كان ملعونًا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: والله لا أجمع اليوم أمرين: آخذ مالك، وأخذلك. فانصرف وتركه. وحديث زينب بنت جحش رضي الله عنها في إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه مضى في كتاب الطهارة، في باب إزالة النجاسة، وتقدم شيء منه في فضله في المناقب. 4452- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن عُقبة، ثنا علي بن محمد: أبو محمد القرشي، ثنا أبو عبد الرحمن الغنوي، عن عبد الملك بن عُمير قال: رأيت رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما أتى به إلى عبيد الله بن زياد، ورأيت رأس عبيد الله بن زياد أتى به إلى المختار بن أبي عبيد، ورأيت رأس المختار بن أبي عبيد أتي به إلى مصعب بن الزبير، ورأيت رأس مصعب بن الزبير أتي به إلى عبد الملك بن مروان. 15- باب استخلاف معاوية رضي الله عنه ولده يزيد 4453- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ، بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ، أَنْ أَوْفِدْ إِلَيَّ مَنْ شَاءَ، قَالَ: فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ يَسْتَأْذِنُ، فَجَاءَ حَاجِبُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلْيَكْتُبْ إِلَيَّ، أُعْطِيهِ بِمَا سَأَلَ وَلاَ أُرَاهُ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ اكْتُبْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَأُحْجَبُ عَنْهُ، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَاجِبِ: عُدْهُ إِلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فَلْيَجِئَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْغَدَاةَ، أَمَرَ بَسَرِيرِهِ فَجُعِلَ فِي الْإِيوَانِ ثُمَّ أَخْرَجَ النَّاسَ عَنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلاَّ كُرْسِيٌّ وُضِعَ لِعَمْرٍو، فَجَاءَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ: لَعَمْرِي، لَقَدْ أَصْبَحَ يَزِيدُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسِطَ الْحَسَبِ فِي قُرَيْشٍ، غَنِيًّا عَنِ الْمَالِ، غَنِيًّا إلا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إِلاَّ وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَيْفَ صَنَعَ؟ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَأَخَذَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَبْوٌ وَنَفَسٌ فِي غَدَاةٍ قَرٍّ حَتَّى عَرِقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أَفَاقَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كَلِمَاتٍ، قَالَ: مَا جِئْتَ إِلاَّ لِلْكَلِمَاتِ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ، وَأَمَرَ لِعَمْرٍو بِمِثْلَيْهَا. 16- باب لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية 4454- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ كَلاَمَهُ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إِلاَّ مُؤْمِنَيهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، يُسْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ، ذَو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ. 4455- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ، وَالْحَسَنُ يَنْهَى الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَغَضِبَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: أَقُلْتَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ. 4455- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهِ. 4456- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَقَالَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوْ أَحَدُهُمَا: وَاللَّهِ، وَاللَّهِ، ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ فَسَكَتَ مَرْوَانُ. 4456- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، بِهِ. 4457- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرًا علينا سنين، فكان يسب عَلِيًّا رضي الله عنه كل جمعة على المنبر، ثم عزل مروان، واستعمل سعيد بن العاص سنين، فكان لا يسبه، ثم عزل سعيد، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: ألا تسمع ما يقول مروان؟ فلا ترد شيئًا؟ فكان يجيء يوم الجمعة، فيدخل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون فيها، فإذا قضيت الخطبة، خرج إلى المسجد فصلى فيه، ثم يرجع إلى أهله، فلم يرض بذلك مروان، حتى أهدي له في بيته، فأنا لجلوس معه، إذ قيل له فلان على الباب، فأذن له، فدخل فقال: إني جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمة، فقال: تكلم. فقال: أرسل مروان بعلي، وبعلي، وبك، وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس. قال: ارجع إليه، فقل له: والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقًا يأجرك الله بصدقك، وإن كنت كاذبًا، فالله أشد نقمة، قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثلي مثل البغلة. ثم خرج، فلقي الحسين رضي الله عنه في الحجرة فسأله، فقال: قد أرسلت برسالة، وقد أبلغتها، قال: والله لتخبرني بها، أو لآمرن أن تضرب حتى لا يدري متى يفرغ عنك الضرب، فلما رآه الحسن رضي الله عنه قال: أرسله. قال: لا أستطيع. قال: لم؟ قال: قد حلفت. قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس. فقال الحسين رضي الله عنه: أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له، قل له: بك وبأبيك وبقومك، وآية ما بيني وبينك، أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4458- أخبرنا النَّضر بن شُميل، أنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق فذكره نحوه، وقال في حديثه: قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثله مثل البغلة، قال: فخرج الرسول فاستقبله الحسين رضي الله عنه، وكان لا يتعوج عن شيء يريده، وقال: فقال الحسين رضي الله عنه: إني قد حلفت. قال الحسن رضي الله عنه فأخبره فإنه إذا لجّ في شيء لجّ. وقال: فاشتد على مروان قوله رضي الله عنه جدًا، يعني قوله: أن تمسك منكبيك.... إلى آخره. 4459- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ.... فَذَكَرَهُ. 4461- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لكل شيء آفة، وآفة هذا الدين بنو أمية. 4462- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ، غَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنَا هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ. 4463- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي سَهْمٍ.... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 4464- حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كَالْمُتَغَيِّظِ، وَقَالَ: مَا لِي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ، فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ. 4465- حدَّثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل- هو ابن جعفر- عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين، كان دين الله دغلاً، ومال الله دولاً، وعباد الله خولاً. 4466- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ. 4466- وَقَالَ أبو يعلى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ. 4466- وَقَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، نَحْوَهُ يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ. 17- باب الإشارة إلى الحجاج والمختار وغيرهما 4467- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ. 4468- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ، عَنْ سَلاَمَةَ بِنْتِ الْحُرِّ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ. 4469- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى دَرَجِ الْمِنْبَرِ. 4470- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ لَأَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ: وَيْحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ. |
01-04-2013, 08:41 PM | #150 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
18- باب ظهور الفساد في آخر الزمان وفضل الأمر بالمعروف في ذلك الوقت
4471- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ إِقْبَالاً وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالاً وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا، حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلاَّ الْفَاسِقُ وَالْفَاسِقَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلاَنِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ: أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهَا إِلاَّ الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلاَنِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، وَقِيلَ لَهُمَا: أَتَطْغَيَانِ عَلَيْنَا؟ حَتَّى يُشْرَبَ الْخَمْرُ فِي نَادِيهِمُ الْمُنْكَرُ، وَمَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلاَ حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ، وَيَقُولُونَ: لاَ بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ، يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا، وَهُمْ يَنْظُرُونَ كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: لَوْ تَجَنَّبْتُمُوهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَقَنِي. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ. 4472- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُمَكِّنُ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي الأَرْضِ، تَعْمَلُونَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَعْمَلُوا، فَإِذَا عَمِلْتُمْ فِيهَا بِالْمَعَاصِي أُدِيلَ مِنْكُمْ عَدُوُّكُمْ فَرَدُّوكُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَقُلْتُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَحْمِلُنَا أَرْضُ الْعَرَبِ، وَقَدْ حَدَّثَتْنَا بِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: يُنَزِّلُ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا رِزْقًا، كَمَا أَنْزَلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ تَاهُوا. 4473- وقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْجَلْدِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لاَ تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ حَتَّى يَخْلَقَ الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا تَخْلَقُ الثِّيَابُ، وَيَكُونُ غَيْرُهُ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ، وَيَكُونُ أَمَرُهُمْ طَمَعًا كُلُّهُ، لاَ يُخَالِطُهُ خَوْفٌ، إِنْ قَصَّرَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّتْهُ نَفْسُهُ الأَمَانِيَّ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى نَهْيِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنِّي، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمُدَاهِنُ، قِيلَ: وَمَا الْمُدَاهِنُ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمُرُ وَلاَ يَنْهَى. 19- باب بقاء الإسلام إلى أن يأتي أمر الله 4474- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحٌ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِيبَتِ الْخَيْلُ، وَوَضَعَ السِّلاَحُ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَقَالُوا: لاَ قِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لاَ يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ تُقَاتِلُونَهُمْ، يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ. 4475- حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ أَبُو عُتْبَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لاَ يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَزَادَ ابْنُ حَمْدَانَ: لاَ يَضُرُّهُمُ خُذْلاَنُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. وَقَالَ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، بِهِ. - وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَقَالَ: لاَ يَرْوِيهِ بِهَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ. - قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ دَارَيَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ خذْلَمٍ، إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ قَلَبَ إِسْنَادَهُ، جَعَلَهُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ، وَالصَّوَابُ: عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ. - وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُخْتَصَرًا، وَلَفْظُهُ: لاَ يَزَالُ لِهَذَا الأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمُ خِلاَفُ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 4476- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيَّ أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَبْشِرُوا فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَكُونُ قَوْمٌ مِنْ آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا يُعْطَى أَوَّلُهُمْ، يُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ، وَأَنْتُمْ هُمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ. 20- باب الزجر عن قتال الترك لما يُخشى من تسلّطهم على بلاد الإسلام 4477- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْغِمْرِ مَوْلَى سَمُوكَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ، يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ، وَكَثْرَةُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَكَثْرَةُ مَا غَنِمَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَهُ مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلاَ أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلاَ قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، قُلْتُ لَهُ: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ التُّرْكَ تُجْلِي الْعَرَبَ، حَتَّى تَلْحَقَهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ، فَأَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ. 21- باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لا يطيق 4478- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى قَرُبْنَا مِنَ الْعَصْرِ، فَقُمْ إِلَيْهِ، وأْمُرْهُ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ الْحَسَنُ: إِذًا يَقْتُلْنِي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} قَالَ الْحَسَنُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَتَكَلَّفُ مِنَ الْبَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ الْخَلِيلُ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالثَّانِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ هَنَا الْمَتْنَ. 4479- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ، فَأُوجَدَ فِيهَا فَأُعْرَفَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلاَمِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلاً؟ قَالَ: لاَ، قَالَ الْمُعَلَّى: ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ، فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلاَ يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ. قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَمَا إِذْلاَلُهُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ، قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَيَزِيدُ الضَّبِّي فِي كَلاَمِهِ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ، قَالَ الْمُعَلَّى: فَأَقُومُ مِنْ مَجْلِسِ الْحَسَنِ، فَأَتَيْتُ يَزِيدَ الضَّبِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَوْدُودٍ، بَيْنَمَا أَنَا وَالْحَسَنُ نَتَذَاكَرُ إِذْ نَصَبْتَ أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ، قَالَ يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتِي، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي، قَالَ يَزِيدُ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ، فَقُلْتُ: يَا سَعِيدٍ، عَلَى كُلِّ شَيْءٍ نُغْلَبُ، فَنُغْلَبُ عَلَى صَلاَتِنَا؟ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ، ثُمَّ إِنَّكَ لاَ تَصْنَعُ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: الصَّلاَةَ رْحَمُكَ اللَّهُ، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَنِي الرِّجَالُ، فَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي، وَرَأْسِي، وَتَلاَبِيبِي، وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ، وَمَضَوْا بِي إِلَى نَحْوِ الْمَقْصُورَةِ، فَدَخَلْتُ، فَقُمْتُ بَيْنَ الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلاَةٍ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ هَلْ مِنْ كَلاَمٍ أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوَ أَنَّ رَجُلاً نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ، أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلاَتَهُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ: يَا أَنَسُ، يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى فَقَدْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ؟ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: فَلاَ وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ: يَا أَنَسُ، قَالَ: لَبَّيْكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: أَكَانَ وَقْتُ الصَّلاَةِ قَدْ ذَهَبَ؟ قَالَ: بَلْ بَقِيَ بَقِيَّةٌ، فَقَالَ الْحَكَمُ: احْبِسُوهُ، قَالَ يَزِيدُ: فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: مُرَائِي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَجْنُونٌ، قَالَ: وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إِلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أَخْطُبُ، فَقَالَ: الصَّلاَةَ وَقَدْ شَهِدَ عِنْدِي الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ، إِنْ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلاَّ فَاقْطَعْ يَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ، وَسَمِّرْ عَيْنَيْهِ، وَاصْلُبْهُ، قَالَ: فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ، فَخَلَّى عَنِّي، قَالَ الْمُعَلَّى: عَنْ يَزِيدَ الضَّبِيِّ، ثُمَّ مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جَنَازَتَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ، فَذَكَرْنَا اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ، وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابِ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ، فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا؟ قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَنَا أَبْرَأُ سَاحَةً مِنْ ذَلِكَ، أَوَ مِنَ الأَمِيرِ أَفِرُّ؟ فَسَكَتَ الْحَكَمُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ، وَكَانَ عَلَى شُرْطَتِهِ: أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: هَذَا الْمُتَكَلِّمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ الْحَكَمُ، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَجَرِيءٌ خُذْهُ، فَأُخِذْتُ، فَضَرَبَنِي أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا دَرَيْتُ حَتَّى تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي، قَالَ: وَبَعَثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِي، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَصْلَحُ حَالاً مِنَ الْخَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 4480- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ: إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةُ، أَيْ: تَنَحَّ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ، فَدَنَوْتُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لِتَفْتِكَ نَفْسُكَ، قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ، قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ، فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ إِلَى الْحَلاَلِ، وَلاَ يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ، قُلْتُ: فَمَنِ الْحَرِيصُ؟ قَالَ: الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَ فِي غَيْرِ حِلِّهَا، قُلْتُ: فَمَنِ الْوَرِعُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ، قُلْتُ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ، قُلْتُ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قُلْتُ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ، الْعَلاَءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ، وَلِآخِرِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ. 22- باب الإشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإسلامية وذهاب زينة الدنيا بذلّ العرب 4481- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ. 4482- حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَدِيجِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا أوَعَدَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. 4483- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ. 4483- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. 4483- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، نَحْوَهُ. ، وَقَالَ الرُّويَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ،... فَذَكَرَهُ. إِسْنَادُ حَسَنٌ. 23- باب في المهدي وغيره من الخلفاء العادلين 4484- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن أبي يونس، ثنا أبو بحر، أن أبا الجلد حدّثه، وحلف عليه أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يعيش أحدهما أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة، ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم. 4485- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَتُمْلَأُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رَجُلاً مِنِّي، اسْمُهُ اسْمِي، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ، يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً، فَلاَ تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَلاَ الأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا، فَلَبِثَ فِيهِمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً، فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعَةً، يَعْنِي سِنِينَ. ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ.... فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 4486- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَضْرِبَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَمْ يَمْلِكُ؟ قَالَ: خَمْسٌ وَاثْنَيْنِ، قُلْتُ: وَمَا خَمْسٌ وَاثْنَيْنِ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي. |
01-04-2013, 08:42 PM | #151 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
24- باب الآيات التي قبل قيام الساعة كالدابة، وطلوع الشمس من مغربها
4487- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ طَلْحَةُ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيّ أَبِي سَرِيحَةَ، وَأَمَّا جَرِيرٌ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحَدِيثُ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو أَتَمُّهَا وَأَحْسَنُهَا، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّابَّةَ، فَقَالَ: لَهَا ثَلاَثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ: فَتَخْرُجُ فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ لاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي مَكَّةَ ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلاً، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ، فَيَعْلُو ذِكْرُهَا فِي الْبَادِيَةِ وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي: مَكَّةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلَى اللَّهِ حُرْمَةً، أَجْرُهَا خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، لَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ وَهِيَ تَرْغُو بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا، وَثَبَتْ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعِجِزُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَبَدَأَتْ بِهِمْ، فَجَلَتْ وُجُوهَهُمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّي، وَوَلَّتْ فِي الأَرْضِ لاَ يُدْرِكُهَا طَالِبٌ، وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاَةِ، فَتَأْتِيَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَتَقُولُ: الْآنَ يَا فُلاَنُ تُصَلِّي، فَيُقْبِلُ عَلَيْهَا، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ تَنْطَلِقُ، وَيَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي الأَمْوَالِ، وَيَصْطَلِحُونَ فِي الأَمْصَارِ، يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ، لَيَقُولُ: يَا كَافِرُ، أَقْضِنِي حَقِّي، وَحَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ، يَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ، أَقْضِنِي حَقِّي. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ الْعَبْقَرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ، وَحْدَهُ بِطُولِهِ. وَطَلْحَةُ ضَعِيفٌ. 4488- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ أُرِيَكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ؟ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشِّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا، فَقَالَ: وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لَهُمْ: أَتَرَوْنَ الْمَسَاجِدَ تُنْجِيكُمْ مِنِّي؟ فَتَخْطِمَهُمْ، فَيُسَاقُونَ فِي الأَسْوَاقِ، وَيَقُولُونَ: يَا مُؤْمِنُ يَا كَافِرُ. 4489- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَتَى وُلِدْتَ؟ فَيَقُولُ: يَوْمَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ. 4490- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي إِدَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَأْتِي مِثْلُ ثَلاَثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا عَرَفَهَا الْمُتَهَجِّدُونَ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ هَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ هَاهُنَا مِنْ مَغْرِبِهَا، فَتَجِيءُ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ رَجَعَتْ، فَذَلِكَ: {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}. 4491- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، سَبْعَةٌ مُغَلَّقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. 25- باب أول من يهلك من الأمم تقدَّم حديث عمر رضي الله عنه في باب الصيد والذبائح: أول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد. 4492- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عون بن موسى، عن هلال بن خبَّاب قال: سألت سعيدًا رضي الله عنه: ما علامة هلكة الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم. 26- باب الأشراط وعلامات الساعة 4493- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ شُفَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ، قِيلَ: وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا. 4493- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنِي الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنِي شُفَيٌّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَوْلَهُ بِهَذَا، قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ. 27- باب ذكر ابن صياد والتردد في كونه الدجال 4494- وقَالَ الطَّيَالِسِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. 4495- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ آبَاؤُهَا مِئَةً وَخَمْسِينَ عَامًا. 4496- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثَ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ. 4497- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دَارِهِ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِّ، فَمَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ، قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ: أَجَلْ، كَانَ يُقَالُ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ جَمِيعًا، وَأَنْ تَغْلُو النِّسَاءُ وَالْخَيْلُ جَمِيعًا، ثُمَّ تَرْخُصُ، فَلاَ تَغْلُو أَبَدًا. - أنا النَّضْرُ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ. - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، نَحْوَهُ. - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْرُوقٍ، فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسُئِلَ، قَالَ: فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ. -، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ. ورَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بِمَعْنَاهُ مُخْتَصَرًا، وَمِنْ طَرِيقِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِمَعْنَاهُ، أَيْضًا. 4498- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما وعدنا الله ورسوله قد رأينا غير أربع: طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، وخروج يأجوج ومأجوج. فيه انقطاع. 4499- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. 4500- أنا الْمُلاَئِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَهُوَ ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْنَا، دَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنِ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُكُمَا وَابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا مُتَّكِئٌ عَلَيْكَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ الحَسَنٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ الدُّنْيَا عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ. 4501- وَقَالَ الْحُمَيْدِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: يَا هَؤُلاَءِ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا، فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ. 4502- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يُمْسُونَ فِيهِ، يَتَسَاءَلُونَ: بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ؟ كَمَا يَتَسَاءَلُونَ: مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ؟ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ؟ 4503- قَالَ: حدثنا ابْنُ الْمُحَبَّرِ، وثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَكُونُ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، قِيلَ: الْخَسْفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَانَ أَكْثَرُ عَمَلِهِمُ الْخَبَثَ. 4504- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَيَكُونَنَّ. 4505- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: إِنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَيْنِ، وَلَيُذْهِبَنَّ الشَّحْنَاءَ، وَلَيُقْرِضَنَّ الْمَالَ، ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَأُجِيبَنَّهُ. 4506- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُدْرِكَنَّ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَلَيَشْهَدُنَّ قِتَالَ الدَّجَّالِ. 4507- وقال معاذ بن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاد فيه: حدَّثنا الحسن بن أبي شعيب، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، ثنا منتصر بن دينار، عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال: وجه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نضلة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، فأغاروا على حلوان فافتتحها، فأصاب غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا، فجاؤوا يسوقون ما معهم وهم بين جبلين، حتى أرهقتهم العصر، فقال لهم نضلة رضي الله عنه: اصرفوا إلى سفح الجبل، ففعلوا، ثم قام نضلة رضي الله عنه فنادي بالآذان فقال: الله أكبر، الله أكبر. فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة، كبرت كبيرًا يا نضلة، قال: أشهد إن لا إله إلا الله. قال: أخلصت يا نضلة إخلاصًا. قال: أشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نبي بعث لا نبي بعده. قال: حي على الصلاة. قال: فريضة فرضت، قال: حي على الفلاح. قال: أفلح من أتاها وواظب عليها. قال: قد قامت الصلاة. قال: البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رؤوسها تقوم الساعة، فلما صلوا قام نضلة رضي الله عنه، فقال: أيها الكلام الحسن الطيب الجميل قد سمعنا كلامًا حسنًا، أفمن ملائكة الله أنت، أم طائف، أم ساكن؟ أبرز لنا فكلمنا، فإنا وفد الله عز وجل، ووفد نبيه صلى الله عليه وسلم. قال: فبرز له شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّوا عليه السلام، فقال له نضلة: من أنت يرحمك الله؟ قال: أَخْبَرَنَا زرنب بن ثرملا وصيّ العبد الصالح عيسى بن مريم، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء، فقراري في هذا الجبل. فأقرأ على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه السلام، وقل له: أثبت وسدد وقارب، فإن الأمر قد اقترب وإياك يا عمر، إن ظهرت خصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت فيهم، فالهرب الهرب. فقال نضلة رضي الله عنه: يا زرنب ! رحمك الله أخبرنا بهذه الخصال، نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا، قال: إذا استغنى رجالكم برجالكم، ونساؤكم بنسائكم، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلا غلاء، وكانت خلافتكم في صبيانكم، وكان خطباء منابركم عبيدكم، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانًا، ومزامير بأصواتهم، وزوقتم مساجدكم وأطلتم منابركم، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة، وركبت نساؤكم السروج، وكان مستشار أميريكم خصيانكم، وقتل البريء لتوعظ به العامة، وبقي المطر قيظًا، والولد غيظًا، وحرمتم العطاء، وأخذه العبيد والسقاط، وقلّت الصدقة حتى يطوف المسكين من حول إلى حول لا يعطى عشرة دراهم، فإذا كان كذلك نزل بكم الخزي والبلاء. ثم ذهبت الصورة فلم تر، فنادوا فلم يجابوا. فلما قدم نضلة على سعد رضي الله عنه أخبره بما أفاء الله عليه، وبما كان من شأن زرنب، فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبره،. فكتب عمر رضي الله عنه: لله أبوك سعد ! اركب بنفسك حتى تأتي الجبل. فركب سعد رضي الله عنه حتى أتى الجبل، فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا، فكتب إلى عمر رضي الله عنه، وانصرفوا. هذا موقوف غريب من هذا الوجه، ما رأيت بطوله إلا بهذا الإسناد. وقد رواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، فذكره، وليس بطوله، وسمى الأمير نضلة بن معاوية أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريقه. ووقع لنا بإسناد آخر فسمي جعونة بن نضلة، والله أعلم. وقد شرحت أمره في ترجمة جعونة في حرف الجيم من كتاب في الصحابة رضي الله عنهم. 4508- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ، قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي نَفْسَ السَّاعَةِ. 4509- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ. 4510- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الْجُلاَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ السَّبَئِي: وَيْلَكَ واللَّهِ مَا أَفْضَى إِلَيَّ بِشَيْءٍ كَتَمَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَاللَّهِ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ ثَلاَثِينَ، وَإِنَّكَ لَأَحَدُهُمْ. 4510- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا. 4510- وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، بِهِ. 4511- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا. 4512- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ دَجَّالاً. 4513- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: لقيت ابن صياد يومًا، ومعه رجل من اليهود، فإذا عينه قد طفئت، وكانت خارجة مثل عين الجمل، فلما رأيتها قلت: ابن صياد، أنشذك الله متى طفئت عينك؟ فمسحها، وقال: لا أدري والرحمن، فقلت: كذبت، لا تدري وهي في رأسك، فزعم لي اليهودي أني ضربت بيدي على صدره ولا أعلم أني فعلت ذلك، فقلت: اخسأ فلن تعدو قدرك. قال: أجل، لا أعدو قدري. قال: وذكر شيئًا لا أحفظه. قال: فذكرتُ ذلك لحفصة رضي الله عنها، فقالت: اجتنب هذا الرجل فإنا نتحدث إن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها. قلت: أخرج مسلم حديث نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن حفصة رضي الله عنها، قالت: إن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها. ولم يخرج أول القصة المذكورة هنا بهذا السياق. 4514- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ابن صياد ولدته أمه مسرورًا، أعور، مختونًا. 4515- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَتْ: وَلَدْتُهُ أَعْوَرَ، مَخْتُونًا، فَدَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، قَالَ: قَدْ خَبَأْتُ لَكَ شيئا فَمَا هُوَ؟ قَالَ: دُخٌّ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اخْسَأْ، فَقَالَ: انْظُرْ مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى إِعْصَارًا وِعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ: لُبِسَ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، إِنْ يَكُنْ هُوَ الدَّجَّالُ لاَ تُسَلَّطُ عَلَى قَتْلِهِ، وَإِنْ لا يَكُنِ الدَّجَّالُ فَلاَ يَحِلُّ قَتْلُهُ. |
01-04-2013, 08:43 PM | #152 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءٌ وَنَارٌ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، قُلْتُ: حَدِيثُ حُذَيْفَةَ عِنْدَهُمْ. 4517- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعَ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَتنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: مَنْ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ.
رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، بِهِ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ الْمَرْءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ. 4518- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى- هو القطان- عن وائل بن داود، حدثني عبد الله بن صَبيح، أو صُبيح مولى بني ليث، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: الدجال إذا خرج يخرج من نحو المشرق، فتكثر جنوده، ومسالحه فلا يخلص إليه إلا من قال: أَخْبَرَنَا وافد، فيجيء رجل فيقول: أَخْبَرَنَا وافد. فإذا رآه الدجال قال: ابن آدم، ألستَ تعلم أني ربك؟ قال: لا، أنت عدو الله الدجال. قال: فإني قاتلك. قال: وإن قتلتني. قال: فيأخذ المنشار، فيضعه بين ثنته، فيشقه شقتين، ثم يقول لمن حوله: كيف ترون إذا أنا أحييته؟ قالوا: فذاك حين نستيقن أنك ربنا. قال: فيحييه. قال: فيقول له: ابن آدم، زعمت أني لست ربك. قال: ما كنت قط أشد بصيرة مني فيك الآن. قال: إني ذابحك. قال: وإن ذبحتني. قال: فيريد ذبحه فلا يستطيع ذبحه، فيقول من تحته: إن كنت صادقًا فلتذبحني. فعند ذلك يرتاب فيه جنوده، وينزل عليه ابن مريم عليه السلام، فإذا رآه ووجد ريحه ذاب كما يذوب الرصاص. 4519- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عُمير، عن العريان بن الهيثم، عن أبيه قال: دخلت على يزيد بن معاوية... فذكر قصة، فقال عبد الله بن عمرو: أبأرضكم أرضًا يقال لها: كوثى ذات سباخ ونخل؟ قال: نعم. قال: فإن الدجال يخرج منها. 4520- حدَّثنا يحيى، ثنا فطر، حدثني أبو الطفيل قال: سمعت من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في الدجال، ما سمعت منه حديثًا أشرف منه، إنه يجيء على حمار، يأتي الرجل على صورة من أهل بيته، فيقول: يا فلان إني أدعوك إلى الحق، إن أمري حق. 4521- وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ... الْحَدِيثَ. خَالَفَهُ مُحَاضِرٌ، فَقَالَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ مَعَ إِرْسَالِهِ. 4522- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ، وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَزَادَ هِشَامٌ فِيهِ بِسَنَدِهِ: فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ. 4523- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلاَ وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، أَلاَ إِنِّي عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا دَخَلاَ قَرْيَةً أَنْذَرَ أَهْلَهَا، فَإِذَا خَرَجَا مِنْهُ دَخَلَ أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ، فَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الأَرْضِ، فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّا لاَ نَدَعُكَ تَأْتِيهِ، وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا سَبِيلَكَ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتَّبِعَهُ، فَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ أَخَذُوهُ، فَسَأَلُوهُ: مَا شَأْنُهُ؟ وَأَيْنَ يُرِيدُ؟ فَيَقُولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ؟ فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ: إِنَّا أَخَذْنَا رَجُلاً يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَنَقْتُلُهُ، أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَا مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ؟ لَتُطِيعَنِّي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ، أَوْ لَأَشُقَّنَّكَ شَقَّتَيْنِ، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ، فَوُضِعَتْ عَلَى عَجَبِ ذَنَبِهِ، فَشَقَّهُ شَقَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ هَذَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَأْخُذُ عَصًا فَيَضْرِبُ بِهَا إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ، وَأَحَبُّوهُ وَأَيْقَنُوا بِذَلِكَ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ: أَلاَ تُؤْمِنُ بِي؟ فَقَالَ: أَنَا الْآنَ أَشَدُّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، مَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لاَ أُطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الْكَذَّابُ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُضْجِعَ وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَهِيَ غَيْرُ ذَاتِ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي، وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قُلْتُ: فَكَيْفَ يَهْلِكُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُهْلِكُهُ وَمَنْ مَعَهُ، قُلْتُ: فَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَهُ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَبْعَدَ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَيَمْكُثُونَ فِي الأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا، ثُمَّ يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ، فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُتَغَيِّرَةً دَمًا، فَقَالُوا: قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ، وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصَرُ وَالْبَلاَءُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مَوْتَى، فَقَالَ رَجُلٌ: قَتَلَهُمُ رَبُّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا مُخَادَعَةً، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُونَا، كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا، فَقَالَ: افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لاَ نَفْتَحُ، فَقَالَ: دَلُّونِي بِحَبْلٍ، فَلَمَّا نَزَلَ وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ، فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ حَيَاةً يَقْتَضِمُونَهَا، مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ: وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ الأَمْوَالَ، قَالَ: قُلْتُ: فسُبْحَانَ اللَّهِ أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تِجَارَاتِهِمْ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَفَزِعَ أَهْلُ الأَرْضِ حِينَ سَمِعُوا الدَّعْوَةَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَصِنَاعَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا مَرَّةً أُخْرَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَسِلْعِهِ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ، وَذُهِلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ تَجِيءُ جَهَنَّمُ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، ثُمَّ يُنَادَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّفَاعَةِ، وَقِصَّةَ بَعْثِ النَّارِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَفِي سِيَاقِ هَذَا بَعْضُ مُخَالَفَةٍ وَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. 4524- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الدَّجَّالُ قَدْ أَكَلَ وَمَشَى فِي الأَسْوَاقِ. 4525- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يُسَلَّطْ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ إِلاَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. 4526- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جرير، أنا المغيرة، أنا الشَّعبي، عن فاطمة بنت قيس في قصة الدجال قالت: وإنه فيكم أيتها الأمة. 4526- أنا معاذ بن هشام، حدَّثنا أبي، عن قتادة، عن الشَّعبي، عن فاطمة في قصة تميم الداري مع الدجال، وفي أوله: حدثني تميم بحديث فرحت به، فأردت أن أحدثكموه فتفرحوا به كما فرح به نبيكم. - وفيه: أَخْبَرَنَا أبو أسامة، ثنا المجالد، عن الشَّعبي، عن فاطمة بالحديث. وفيه: إن تميمًا أتاني وأخبرني خبرًا، منعني القيلولة من الفرح وقرة العين. - وفيه: قال الشَّعبي: فلقيت المحرر بن أبي هريرة، فقال: حدثني أبي به. وزاد: فخبط النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو المشرق قريب من عشرين مرة. - أنا أبو أسامة، قال: حدثني من سمع الشَّعبي. زاد فيه: إنه سألهم هل بنى الناس بالآجر بعد؟ وفيه: أنه ضرب قدمه باطن قدمه، وفيه: أنه قال: إنه مِنْ قِبَل العراق. 28- باب يأجوج مأجوج 4527- حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَأَنَّهُمْ لَوْ أُرْسِلُوا عَلَى النَّاسِ لَأَفْسَدُوا مَعَايشَهُمْ، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلاَثَ أُمَمٍ: تَاوِيلَ، وَتَارِيسَ، وَمنسِكَ. 4528- وَقَالَ أَبُو يَعْلي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ. 4529- حَدَّثَنَا غَسَّانُ وهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رِيحًا، فَتَهُبُّ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ مَاتَ. 4530- قال أبو يعلى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُرَاهُ عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، مَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ، وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلاَ يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَيَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ، فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ: فِي هَذِهِ كَانَ يُقْتَلُ مَنْ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا. 29- باب فتنة القبر وعذاب القبر 4531- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عُمَرُ، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ، فَقَاسُوا لَكَ ثَلاَثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، فِي ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ، ثُمَّ هِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ: مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ، فَتَلْتَلاَكَ وَثَرْثَرَاكَ، وَهَوَّلاَكَ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعِيَ عَقْلِي؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذًا أَكْفِيكَهُمَا. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَعَ إِرْسَالِهِ. 4532- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى صَبِيٍّ، أَوْ صَبِيَّةٍ، فَقَالَ: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ. إِسْنَادُ صَحِيحٌ. 4533- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن المعيشة الضنك التي قال الله تعالى هو عذاب القبر. 4534- قال: وحدَّثنا عبد العزيز، ثنا عبد الله الداناج قال: شهدت أنس بن مالك وقال له رجل: يا أبا حمزة، إن قومًا يكذبون بالشفاعة. قال رضي الله عنه: لا تجالسوهم. فقال له رجل: إن قومًا يكذبون بعذاب القبر. قال رضي الله عنه: لا تجالسوهم. 4535- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. 4536- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُذِّبَ. 4536- حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ...... 4537- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ وَلَيْسَ بِالزَّهْرَانِيِّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ؟ مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُ بِي فَدَّادًا، فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الْقَبْرُ: إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، وَمَا الْفَدَّادُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى، كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ. 4538- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ، وَيُرْحَبُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعِونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُونَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ، يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ، وَيَلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. |
01-04-2013, 08:44 PM | #153 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
30- باب صفة البعث
4539- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَامُوا أَرْبَعِينَ، عَلَى رُؤُوسِهِمُ الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَيْسَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ، وَرَزَقَكُمْ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا؟ فَيَقُولُونَ: بَلَى، فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَمْثُلُ كُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتُدْمَجُ أَصْلاَبُ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا، كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ: ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، فَيَمْضُونَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَكَالرِّيحِ، وَكَحُضْرِ الْفَرَسِ، وَكَاشْتِدَادِ الرَّجِلِ، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ السِّرَاجِ، فَأَحْيَانًا يُضِيءَ لَهُ، وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ فَتَشْعَبُ مِنْهُ النَّارُ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَقُولُ: مَا يَدْرِي مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي، وَلاَ أَصَابَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ في الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا الْبَابَ، فَيَقُولُ: عَبْدِي لَعَلِّي إِنْ أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، قَالَ: فَيُدْخِلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ، إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ، فَيُسْتَحْقَرُ فِي عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي هَذَا، فَيَقُولُ: أَوَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ، لَئِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، قَالَ: فَيُدْخِلُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّهَا يَسْأَلُهَا، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى، فَسَجَدَ لَهُ، فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَيَقُولُ: أَلَسْتَ بِرَبِّي؟ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ، عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا، فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ: لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. 4540- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثني يحيى، عن شُعبة، عن سلمة، عن أبي الزعراء، عن عبد الله رضي الله عنه قال: الصور كهيئة القرن ينفخ فيه. صحيح موقوف. 4541- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن أبي بكر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء، ثنا أبو غالب قال: سمعت العلاء بن زياد قال لأنس: كيف يبعث الناس يوم القيامة؟ قال رضي الله عنه: يبعثون والسماء تطش عليهم. 4542- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلاَمِ حِينَ يُقَرِّبُهُ أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً فَتُصِيبُهَا النَّارُ، وَتَزِلُّ رِجْلُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبُهَا النَّارُ، قَالَ: فَيقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثَكَ اللَّهُ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا فَمَشَيْتَ سَوِيًّا، أَتُخْبِرُنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِي وَعِزَّتِهِ لاَ أَكْتُمُ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: قُمْ فَامْشِ سَوِيًّا، فَيَقُومُ، فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رُدُّونِي إِلَى مَكَانِي، فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِهِ، مَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ، قَالَ: فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالاً، هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ مِمَّنْ كَانَ شَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلاَ يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ: هَاتُوا بَيِّنَتَكُمْ، فَيَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى فِيهِ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ وَفَخِذَاهُ بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ: إِي وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا، فَإِنَّ عِنْدِي الْعَظَائِمُ الْمُوبِقَاتُ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ. 4543- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ، رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَأَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُدْنَى مِنْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ ادْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ جلا وعلا: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تَقُلْ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ: اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ، قَالَ: فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ: يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا؟ فَيَقُولُ: لَكَ مِثْلَهُ وَأَضْعَافَهُ، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّيْ، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وِطْعَامِهِمْ لَأَوْسَعْتُهُمْ. 4544- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ: إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَكَذَا، وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ، فَأَمَرَّ إِصْبِعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ، هَذَا وَذَاكَ سَوَى رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِإِصْبِعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. 4545- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ، دَحْضٌ، مَزِلَّةٌ، ذَا حَسَكٍ وَكَلاَلِيبَ. 4546- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُذَكِّرُهُ آلاَءَهُ وَنِعَمَهُ، حَتَّى يَقُولَ فِيمَا يَقُولُ: سَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلاَنَةَ، يسَمَّيْهَا فَتَزَوَّجْتَهَا. 4547- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْكَافِرَ لَيُلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ. 4548- حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ. 4549- حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْعَارُ وَالتَّخْزِيَةُ تَبْلُغُ مِنَ ابْنِ آدَمَ فِي الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ. 4550- وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَرَقَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ فِي الْمَوْقِفِ، حَتَّى يَقُولَ: يَا رَبِّ إِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِمَّا أَجِدُ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ. وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. 4551- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: إِنَّ أَبَا هَارُونَ الْغِطْرِيفِ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْشْعَثِاءِ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَدَّثَهُ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى لَيُؤْتَى بِعَمَلِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ، فَيَقُصُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِذَا بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَسَّعَ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ يَزْدَادُ، فَإِنْ ذَهَبَتِ الْحَسَنَةُ فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ}. 4552- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَأْتِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالسَّيْلِ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: لَمَّا جَاءَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّا جَاءَ مَعَ عَامَّةِ الأَنْبِيَاءِ. ضَعِيفٌ. 4553- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ، قَالَ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ. 4553- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا دُرُسْتٌ، بِهِ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا دُرُسْتٌ، بِهِ. 4554- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرَلاً، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَالنِّسَاءُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: وَاسَوْأتَاهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَجِبْتِ يَا ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ: فَضَرَبَ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِهَا، وَقَالَ: يَا بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ، قَدْ شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ إِلَى فَوْقِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَأْكُلُونَ، وَلاَ يَشْرَبُونَ، شَاخِصِينَ بِأَبْصَارِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، فَيَحْمِلُونَ عَرْشَهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى أرْضِ بَيْضَاءَ، لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ، كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلاَئِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلاَنُ: الْجِنُّ، وَالْإِنْسُ: أَيْنَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ؟ فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَوْقِفِ، فَيُعَرِّفُهُ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ، ثُمَّ يُقَالُ: تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، قِيلَ: أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ؟ فَيَجِيئُونَ رَجُلاً رَجُلاً، فَيُقَالُ: أَظَلَمْتَ فُلاَنًا بِكَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ، فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ يَوْمَ لاَ دِرْهَمٌ وَلاَ دِينَارٌ، إِلاَّ أَخْذٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَرَدٌّ مِنَ السَّيِّئَاتِ، فَلاَ يَزَالُ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَيَقُولُونَ: مَا بَالُ غَيْرِنَا، اسْتَوْفَى وَبَقِينَا؟ فَيُقَالُ لَهُمْ: لاَ تَعْجَلُوا، فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَيْهِ، حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، قِيلَ: ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ، لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ وَلاَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلاَ صِدِّيقٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَلاَ بَشَرٌ، إِلاَّ ظَنَّ بِمَا رَأَى مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ أَنَّهُ لاَ يَنْجُو إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. 4555-- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أبو معاوية. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، جَاءَ مُنَادٍ يُنَادِي بِصَوْتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلاَئِقِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا: {لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}، فَيَقُومُونَ، وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ. هذا لفظ علي بن مسهر، وقدم أبو معاوية الثالث، ثم الثاني، ثم الأول. 4556- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَأْكُلُ الأَرْضُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنَبِهِ، قِيلَ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِثْلُ حَبَّةِ الْخَرْدَلِ، مِنْهُ يَنْبُتُونَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ بِهِ، وَسَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي الْبَعْثِ لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ. 4557- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجَمِيعُ الْخَلاَئِقِ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنِّهِمْ وِإِنْسِهِمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ قُيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا، فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، وِجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا: فِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، يَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ هُوَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ يُقْبَضُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى أَهْلِ وَجْهِ الأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَقَالُوا: فِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ فِينَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ تُفَاضُ السَّمَوَاتِ كُلُّهَا، فَتُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَحْتَهَا وَجَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الأَرْضِ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ تَقَاضَّ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ السَّابِعَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلاً مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَيَجِيءُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ، وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ رَبَّهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً: سَيَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً: لِيَقُمِ الَّذِينَ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةٌ، خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلاَئِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً، أَحْسِبُهُ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السُّمْسُمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، وَمِنْ هَؤُلاَءِ ثَلاَثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلاَئِقُ لِلْحِسَابِ. هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. |
01-04-2013, 08:45 PM | #154 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ حَرَمٍ وَسَالِمٍ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ إِلَى وَلِيِّي، فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، ائْتِنِي بِهِ فَلَأُرِيحَنَّهُ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَعَهُمْ ضَبَائِرُ الرَّيْحَانِ، أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ، وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ، مَعَهُمُ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ، قَالَ: فَيَجْلِسُ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ، وَيَضَعُ كُلُّ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْو مِنْ أَعْضَائِهِ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الأَذْفَرُ، مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فإِنَّ نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ، مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا، وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا، وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا، كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيَّ أَهْلُهُ إِذَا بَكَى، وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لَيَنْهَسْنَهُ عِنْدَ ذَلِكَ انْتِهَاسًا، وَقَالَ: وَتَبْرُزُ الرُّوحُ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ: يُرِيدُ الْخُرُوجَ سُرْعَةً، لِمَا يَرَى مِمَّا يُحِبُّ، قَالَ: وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ: وَمَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبٌ إِلَى رَبِّهِ، فَهُوَ يَلْتَمِسُ لُطْفَهُ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ، وَرِضَا لِلرَّبِّ عَنْهُ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَ: وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}، قَالَ: رَوْحٌ مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ، وَرَيْحَانٌ يُتَلَقَّى بِهِ، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ تُقَابِلُهُ قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، بَطِيئًا بِي عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ نَجَيْتَ فأَنْجَيْتَ، قَالَ: وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ اللَّهُ فِيهَا، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، ويَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِائَةِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ، فَلاَ يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلاَّ قَلَّبَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَهُمْ، وَعَلَتْهُ بِأَكْفَانٍ قَبْلَ أَكْفَانِ بَنِي آدَمَ، وَحَنُوطٍ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ، وَيَقُومُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالاِسْتِغْفَارِ، قَالَ: فَيَصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْلِيسُ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنْهَا عِظَامُ بَعْضِ جَسَدِهِ، وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ: الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلَصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: هَذَا الْعَبْدُ كَانَ مَعْصُومًا، قَالَ: فَإِذَا صَعِدَ الْمَلاَئِكَةُ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ اسْتَقْبَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، كُلٌّ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ، قَالَ: فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ، خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا، فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ: فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلاَةُ، فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ، فَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَانَ عِنْدَ رِجْلِهِ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ تَعَالَى عَذَابًا مِنَ الْعَذَابِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاَةُ: وَرَاءَكَ، وَاللَّهِ مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الْآنَ، حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رِجْلَهِ، فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلاَ يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ مَسَاغًا إِلاَّ وَجَدَ وَلِيَّ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ أَحَدَّ حِسَّهُ، قَالَ: فَيَنْدَفِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَخْرُجُ، وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الأَعْمَالِ: أَمَّا أَنَا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلاَّ أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُهُ، فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ، فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ، قَالَ: وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ، أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: اجْلِسْ، قَالَ: فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَا نَبِيُّكَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، قَالَ: فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلاَمُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، قَالَ: فَيُوَسِّعَانِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعٍ، قَالَ الْبُرْسَانِيُّ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَرْبَعِينَ تُحَاطُ بِهِ، ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أَطَعْتَ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهِ، فَنَجَوْتَ آخِرَهَا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا، قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، يَأْتِيهِ رِيحُهَا، وَبَرْدُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. - وَهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ فِي رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلاَّ مَعْصِيَتِي، فَأْتِنِي بِهِ لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَا عَشَرَ عَيْنًا، وَمَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ، لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ: فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُّودِ ضَرْبَةً تَغِيبُ أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُّودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا، فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ، قَالَ: فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَوِّحُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، ثُمَّ تنْثُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ نَثْرَةً، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ مِنْ عَقِبَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ سَكْرَةً عِنْدَ ذَلِكَ، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، قَالَ: فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً، فَتُنْتَزَعُ رُوحُهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ، قَالَ: فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، قَالَ: فَكَذَلِكَ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى حَلْقِهِ، فَتَبْسُطُ الْمَلاَئِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إِلَى سَمُومٍ جَهَنَّمَ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ، لاَ بَارِدٍ، وَلاَ كَرِيمٍ، قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا، قَدْ كُنْتَ بَطِيئًا بِي عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، سَرِيعًا بِي إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ هَلَكْتَ وَأُهْلَكْتَ، قَالَ: وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَلْعَنُهُ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، قَالَ: وَيَنْطَلِقُ جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ، وَتَدْخُلُ الْيُمْنَى فِي الْيُسْرَى، وَتَدْخُلُ الْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى، فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الْإِبِلِ، يَأْخُذُونَهُ بِأَرْنَبَتِهِ، وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي شُعُورِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرٌ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: اجْلِسْ، قَالَ: فَيَجْلِسُ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَهُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، قَالَ: فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَطِيرُ شَرَارُهَا فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودَانِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولاَنِ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ يَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ: فَيَقُولاَنِ لَهُ: انْظُرْ تَحْتَكَ، فَيَنْظُرُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولاَنِ: عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَزِيدُ أَبَدًا، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ، يَأْتِيهِ حَرُّهَا وَسَمُومُهَا، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا، هَذَا حَدِيثٌ عَجِيبُ السِّيَاقِ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِكَثِيرٍ مِمَّا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطَّوِيلِ الْمَشْهُورِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ سَيِّئُ الْحِفْظِ جِدًّا، كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ، كَانَ لاَ يَضْبُطُ الْإِسْنَادَ، فَيُلْزِقُ بِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ يَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ، أَوْ أَشَدَّ ضَعْفًا.
وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الأَشْرَاطِ. 4559- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا لِأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةُ رَبِّي لَتخَلِّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، فَتُخْرِجُ لِسَانَهَا، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِهَا مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِيهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا، وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةِ رَبِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِلِسَانِهَا فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، وَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْعِبَادِ. 4560- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُخْرِجُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا فِيهَا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، يُسَمَّى نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَالَ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ، وقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَرَى بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ، يُقَالُ لَهُ: هَارُونَ أَبُو مُوسَى، أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هَارُونَ: مَا هَذَا الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ أَبُو عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ، صَحِيحٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 31- باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث 4561- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ مُنْتِنُونَ، قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، يُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيُّونَ. حَسَنٌ صَحِيحٌ. 4562- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا. 4563- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الْخَلاَئِقِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي: أَيْنَ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُومُ صلى الله عليه وسلم وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا. 4564- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يُعَرِّفُنِي اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مِدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي بِالْكَلاَمِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، ثُمَّ أَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخَيْلِ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْهَا حَبْوًا، وَهِيَ الأَعْمَالُ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ، قِيلَ: وَمَا الْحَوْضُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، لاَ يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأَ أَبَدًا، وَلاَ يُصْرَفُ فَيُرْوَى أَبَدًا. 4565- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ، بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ. 4566- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. 4566- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَنَسِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِهِ. 4566- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 4567- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ َضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَيُبْعَثُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونِي، فَأُبْعَثُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ. 4568- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ. 4569- حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن حازم، عن الحسن بن سعد، عن مجاهد قال: تمطر السماء حتى تنشق الأرض عن الموتى، فيخرجون. 4570- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ: سَعِدَ فُلاَنٌ سَعَادَةً لاَ يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ، نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ: شَقِيَ فُلاَنٌ شَقَاوَةً لاَ يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا. رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ، عَنْ دَاوُدَ. - وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلاَّ صَالِحٌ، وَلاَ عَنْ جَعْفَرٍ إِلاَّ صَالِحٌ. 4571- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تُرْجُمَانٌ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُفْلِسْ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِهِ بِهِ. 4572- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَأَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ، فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا. 4573- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 4573- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ. 4573- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهِ. وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. 4574- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا وَفِي النَّاسِ مِنْ رَجُلٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ تَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فَضَحِكَ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ، إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَانِي دَعْوَةً، فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً عِنْدَ رَبِّي لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 4574- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، نَحْوَهُ. 4574- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ لاِبْنِ أَبِي عَقِيلٍ إِلاَّ هَذَا. 4575- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، جِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: أَنَا صَاحِبُكُمْ، فَيَخْرُجُ فَيَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، مَا لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ، فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أُمَّتِي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَذَلِكَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. 4576- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعٌ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي، حَتَّى يُقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِقْدَارُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ. 4577- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيُفْتَحُ بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الأَكْبَرُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأُلْقِي مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ قَبْلِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيُقَالُ: لَكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، إِلَى أَنْ قَالَ: خَرْدَلَةً، إِلَى أَنْ قَالَ: مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. 4578- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، لِعَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلاَ يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلاَّ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَخْبَرَنِي هَذَا، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا، أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ، وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ، وَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. |
01-04-2013, 08:46 PM | #155 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
32- باب أول من يكسى يوم القيامة
4579- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ ابْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ. 4579- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا، وَهُوَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ. 33- باب المظالم 4580- قَالَ عبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 4581- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الظُّلْمُ ثَلاَثَةٌ: فَظُلْمٌ لاَ يَتْرُكُهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ، فَالشِّرْكُ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الَّذِي يُتْرَكُ، فَيَقُصُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 4582- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا معتمر، عن خالد، عن أبي عثمان قال: يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال الرواسي، فما يزال الرجل يطلبه بمظلمة، ويأخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة، وحتى يرجع إليه من سيئاته. 34- باب شفاعة المؤمنين 4583- وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو ظِلاَلِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سَلَكَ رَجُلاَنِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ، فَجَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِيَ مَاءٌ لاَ أُصِبْتُ مِنَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِي لَأَمُوتَنَّ، فَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَعَزَمَ وَرَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَقَامَ حَتَّى قَطَعَ الْمَفَازَةَ، قَالَ: فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَرَى الْعَابِدَ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا فُلاَنٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ، قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى أَعْرِفُكَ، فَيقُولُ للْمَلاَئِكَةُ: قِفُوا، فَيُوقَفُ وَيَجِيءُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُوَ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي، وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ، هَبْهُ لِي، فَيَقُولُ جلا وعلا: هُوَ لَكَ، قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، قَالَ جَعْفَرٌ: قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. 4584- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَخْرُجُ صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا فَوَهَبْتُ لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ. فِيهِ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. 4584- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهِ. يُوسُفُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. 4585- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُنَادِي مَنْ فِي النَّارِ: يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لاَ، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا، فَاسْتَسْقَيْتَنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، قَالَ: فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى اللَّهِ فِي ذِوَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَنَادَى: يَا فُلاَنُ أَمَا أَتَعْرِفُنِي؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا، فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ وَيُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ. 4586- حدَّثنا إسحاق بن إسرائيل، ثنا رَوْح بن المسيب، ثنا يزيد الرَّقَاشي، عن أنس رضي الله عنه فذكره..... وزاد قال: وقال: وتصديق هذا في القرآن {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} [النساء: 31] الآية، فهؤلاء الذين يجتنبون الكبائر، وهؤلاء الذين يقعون فيها، ثبتت لهم شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. 4587- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. 4588- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ: وَمَا فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا إِذْ ظُلِمْنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ؟ فَيَتَقَدَّمُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، قَالَ: فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَيَقُولُونَ: وَمَا صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكُنَّا نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ تَعَالَى؟ أَوْ قَالَ: فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ: رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ تَحَابُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَتَحَابُّ فِي اللَّهِ، وَنَتَزَاوَرُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَنَتَعَاطَفُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَنَتَنَاوَلُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ الْمَوَازِينَ لِلْحِسَابِ، بَعْدَمَا يَدْخُلُ هَؤُلاَءِ الْجَنَّةَ. ضَعِيفٌ. 35- باب معرفة أول ما يخاطب الله تعالى به المؤمنين 4589- قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَوَّلِ مَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، يَا رَبَّنَا، فَيَقُولُ: لِمَ؟ فَيَقُولُونَ: رَجَوْنَا عَفْوَكَ وَمَغْفِرَتَكَ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمْ رَحْمَتِي. 36- باب العفو عن المظالم 4590- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: رَجُلاَنِ جَثَيَا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ، قَالَ: رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي، قَالَ: وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ، يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ؟ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ: بِمَاذَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ضَعِيفٌ جِدًّا. 4591- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ: فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمِ عَنِ النَّاسِ. 4592- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا الْتَقَى الْخَلاَئِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ. 4592- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، نَحْوَهُ. 37- باب صفة النار وأهلها أعاذنا الله منها 4593- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ عَلَى النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلاَثَةً يُعَذَّبُونَ: امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرِ طُوَالَةَ، رَبَطَتْ هِرَّةً لَهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ، فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ، قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. 4594- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا. 4594- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. - وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ، بِهِ. 4595- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي، وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِئَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ، فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لاَحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. 4596- حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا.... الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَعْثِ. 4597- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا دَوِيًّا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: أُلْقِيَ حَجَرٌ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، الْآنَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا. 4598- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ حَجَرًا كَسَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَأَوْلاَدِهِنَّ أُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ، لَهَوَى سَبْعِينَ عَامًا لاَ يَبْلُغُ قَعْرَهَا. 4599- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا، فَقَالَ بَعْضُنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لَنَا نَرَاكَ كَئِيبًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَمِعْتُ هَدَّةً لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قَرَارُهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، مَا رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ. 4600- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفْسَيْنِ: نَفْسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفْسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَهُ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا. 4601- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي خُدُودِهِمْ، كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، فَيَسِيلُ، يَعْنِي: الدَّمَ، فَيقْرَحُ الْعَيْنُ. |
01-04-2013, 08:49 PM | #156 |
|
رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى
38- باب صفة الجنة وأهلها
4601- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا الثوري ومَعْمَر، يزيد كل منهما على صاحبه، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} [الزمر: 73] وجدوا عند باب الجنة شجرة- قال معمر- يخرج من ساقها- وقال الثوري- من أصلها عينان فعمدوا إلى إحداهما، فكانما أمروا بها- قال معمر- فاغتسلوا بها،- وقال الثوري- فتوضؤوا منها – فلا تشعث رؤوسهم بعد ذلك أبدًا، ولا تغير جلودهم بعد ذلك أبدًا، كأنما ادهنوا بالدهان، وجرت عليهم نضرة النعيم، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها، فطهرت أجوافهم فلا يبقى في بطونهم قذى ولا اذى ولا سوءًا إلا خرج، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] وتتلقاهم الولدان كاللؤلؤ المكنون، كاللؤلؤ المنثور، يخبرونهم بما أعد الله لهم، يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة، يقولون: أبش أعد الله لك كذا وكذا، وأعد لك كذا وكذا، يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا، فيستخفها الفرح، حتى تقوم على أسكفة بابها فتقول: أنت رأيته؟ قال: فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ بين أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم يجلس فإذا زرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه، فينظر إلى سقف بنائه، فلولا أن الله تعالى- قال معمر- قدر ذلك له- وقال الثوري- سخر ذلك له، لألم أن يذهب ببصره، إنما هو مثل البرق، فيقول {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا} [الأعراف: 43] الآية. - أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه أنه ذكر النار فعظم أمرها، ثم قال: يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا... فذكر نحوه. قال: فإذا جندل اللؤلؤ فوق صرح أحمر وأخضر واصفر، قال: ثم نظروا إلى تلك النعمة واتكؤوا عليها {وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: 43]. - أخبرنا يحيى، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق بهذا الإسناد نحوه. ثم يتكئ على أريكة من أرائكه، ثم يقول: الحمد لله. - قال يحيى: حدَّثنا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: إنه ذكر النار، فذكر منها ما شاء الله أن يذكر، ثم قال: في عمد ممدودة، ثم قال {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر 73] فذكر نحو حديث زهير. هذا حديث صحيح، وحكمه حكم المرفوع، إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور. وقد رواه البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد، عن زهير بتمامه. ورواه أبو نعيم في صفة الجنة عن ابن فارس، عن محمد بن عاصم، عن أبي يحيى الحماني، عن حمزة الزيات بتمامه. 4602- وَقَالَ عَبْدٌ، وَالْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ، قَالُوا: فَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ، قَالُوا: فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، وَلَكِنْ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُونَ، فَيُذْهِبُ اللَّهُ تَعَالَى مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى. 4603- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، بِذَكَرٍ لاَ يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لاَ يُحْفَى، وَشَهْوَةٍ لاَ تَنْقَطِعُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، بِهِ. 4604- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ الْخَوْلاَنِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالاَ: إِنََّّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْبُضْعِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، مَقِيلٌ شَهِيٌّ، وَذَكَرٌ لاَ يَمَلُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِيهَا الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَتَحَوَّلُ عَنْهُ، وَلاَ يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ. 4605- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، دَحْمًا دَحْمًا، وَلَكِنْ لاَ مَنِيَّ وَلاَ مَنِيَّةَ. 4606- حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مِئَةِ عَذْرَاءَ. 4607- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ نَنْسُجُهَا بِأَيْدِينَا؟ فَضَحِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لِمَ تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ، وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ. 4608- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَخْرَجَتْ يَدَهَا، لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ، فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لَكَ، بِالْحَرِيِّ أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ. 4609- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلاَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُلْنَ: نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ خُبِّئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ. 4610- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا معتمر، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: يقول أهل الجنة: انطلقوا بنا إلى السوق، فينطلقون إلى منابر من كثبان من مسك – أو جبال من مسك – فإذا رجعوا إلى أزواجهم يقول أزواجهم: أَخْبَرَنَا لنجد منكم ريحًا ما وجدناها حين – أو حتى – خرجتم من عندنا. قال: ويقول هؤلاء: أَخْبَرَنَا لنجد منكم ريحًا ما وجدناها حين – أو حتى – خرجنا من عندكم، أو كما قال. 4611- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَنَّةِ كَيْفَ هِيَ؟ قَالَ: مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا لاَ يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ حَتَّى لاَ يَبْأَسُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، مِلاَطُهَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ. 4612- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان وشُعبة، عن سليمان بن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق قال: جنات عدن بطنان الجنة. قلت: ما بطنان الجنة؟ قال سليمان: وسطها. 4613- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ تُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قِيلَ: مَنْ يَسْكُنُهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ فِي اللَّهِ. 4613- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ. ضَعِيفٌ. 4614- وقال الحارث: حدَّثنا سعيد بن شُرَحْبيل، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قال: قال كعب: نهر النيل نهر العسل في الجنة، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة. قال: فأطفأ الله تعالى نورهن ليصيرهن في الجنة. 4615- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا أُرِيَكُمُوهُ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِثْلُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْعِنَبِ؟ قَالَ: كَأَعْظَمِ دَلْوٍ فَرَّتْ أُمُّكَ قَطُّ. 4616- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْتَهِيهِ، فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ بِهَذَا، وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ، قُلْتُ: سَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي جُزْءِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ. 4617- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء. 4618- حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَمَّا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: رَبَّنَا، مَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: رِضَائِي. 4619- وَقَالَ عبد حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا، قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَئُوبَ، قَالَ: فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، فَيَرَى الْجِنَانَ، فَيَقُولُ: لِمَنْ مَا هَاهُنَا؟ فَيُقَالُ: لَكَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ شِعْبًا، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، قَالَ: فَيَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ، اتَّكَأَ عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلٌ فِي مِيلٍ، وَلَهُ عَنْهُ فُضُولٌ، فَيَسْعَى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ أَلْفِ صَحَفةٍ مِنْ ذَهَبٍ، لَيْسَ فِيهَا صَحَفةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيَجِدُ لَذَّةً آخِرَهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةَ أَوَّلِهَا، ثُمَّ يُسْعَى إِلَيْهِ بِأَلْوَانِ الأَشْرِبَةِ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا يشْتَهِي، ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ: ذَرُوهُ وَأَزْوَاجَهُ قَالَ أَبُو شِهَابٍ: أَحْسَبُ، قَالَ: فَيَتَجَافَى عَنْهُ الْغِلْمَانُ، فَإِذَا الْحَوْرَاءُ قَاعِدَةٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَيَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، فَيَقُولُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ اللاَّتِي خُبِّئْنَ لَكَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، لاَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ، فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا، فَتَقُولُ لَهُ: أَمَا آنَ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ؟ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لاَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، وَظَنُّوا أَلاَّ أَفْضَلَ مِنْهُمْ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَسُوا كُلَّ نُعَيْمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلِّلُونِي، فَيَتَجَاوَبُونَ بِالتَّهْلِيلِ، فَيَقُولُ: يَا دَاوُدُ مَجِّدْنِي كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا، فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: قُلْتُ لِأَبِي شِهَابٍ: حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ مَرْفُوعٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. 4620- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَا: رَبِّ، لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ: لِلْغُرَبَاءِ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ: قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْهُ، فَبَيْنَمَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَعْلَمُ بِمَجْلِسِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَجْلِسِهِ فِي قُبَّتِهِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَدُنُوُّهُمْ مِنَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: عَبِيدِي، وَخَلْقِي، وَزُوَّارِي، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعِمُوهُمْ، فَيُطْعِمُونَهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: فَكِّهُوهُمْ، ثُمَّ يُؤْتَوْنَ بِفَاكِهَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ: اسْقُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ لاَ يُدْرَى الْإِنَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا، أَوْ مَا فِيهِ؟ ثُمَّ يَقُولُ: اكْسُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِثَمَرَةٍ تَخُدُّ الأَرْضَ كَثَدْيِ الأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ، فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، لاَ تُشْبِهُ الْحُلَّةُ أُخْتَهَا، ثُمَّ يَقُولُ: طَيِّبُوهُمْ، فَتَهُبُّ رِيحٌ فَتَمْلَؤُهُمْ مِسْكًا أَذْفَرَ، لاَ بَشَرَ شَمَّ مِثْلَهُ، فَيَقُولُ: اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ، وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ، فَيَقَعُ الْقَوْمُ سُجَّدًا مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ، فَلَسْتُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ، بَلْ أَنْتُمْ فِي دَارِ نِعْمَةٍ وَمُقَامٍ، فَلَكُمْ مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ، هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي؟ فَيَقُولُونَ: رَضِينَا رَبَّنَا إِنْ رَضِيتَ عَنَّا، فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَقَدْ أُضْعِفُوا مِنَ الْجَمَالِ وَالأَزْوَاجِ وَالْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صِمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، يَتَشَاوَرُونَ أَيُّهُمْ يُؤْخَذُ مِنْهُ، يَقُولُونَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ عَبْدَيْنِ تَوَاخَيَا فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلاَّ وَمَنْزِلاَهُمَا مُتَوَاجِهَانِ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النِّسَاءِ، أُرْخِيَتْ بَيْنَهُمُ الْحُجُبُ. 4621- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَاوِلِينِي رِدَائِي، فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ قَرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةَ، فَعَجَزَ النَّاسُ عَنِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى أَهْلِهَا: احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ، حَتَّى قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْكَ أُمَّتُكَ. 4622- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُكَّاشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً، وَتَحَدَّثُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لوْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ، فَقَالَ: سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ. 4623- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ، فَحَثَا بِيَدَيْهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا. 4624- حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أُنَيْسَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا، أَن ّالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ، وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ؟ قَالَ: إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ، قَالَ: إِذًا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ: فَعَمِيَ بَعْدَمَا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، ثُمَّ مَاتَ. 4625- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، شَكَّ زُهَيْرٌ: مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا فِي الْجَنَّةِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ. 4626- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكُلاَعِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي: أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ؟ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ، جُرْدًا مُكَحَّلِينَ، قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ؟ قَالَ: يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ كُلُّ نَابٍ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ. 39- باب آخر من يدخل الجنة 4627- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً فِيهَا: رَجُلاً كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ أَدْنِنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُدْنِي مِنْهَا، فَينْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْهَا، فَقَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تَقُلْ؟ قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَأَدْنِنِي، فَقِيلَ لَهُ: اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْ عَيْنَاكَ، قَالَ: فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ، يَعْنِي أَعْيَا، قَالَ: يَا رَبِّ هَذَا لِي وَهَذَا؟ فَيَقُولُ: لَكَ مِثْلُهُ وَأَضْعَافُهُ، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيَ عَنِّي رَبِّي، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِطْعَامِهِمْ لأَوْسَعْتُهُمْ. تم بحمد الله تعالى وبفضله تم بحمد الله تعالى وتو فيقه كتاب المطال العلية بزوائد المسانيد الثمانية |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | حسن الخليفه احمد | مشاركات | 155 | المشاهدات | 32887 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|