القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
واحة رمضان الكريم كل عام وأنتم بألف خير وعافية... |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-02-2011, 12:17 AM | #1 | |
مُراسل منتديات الختمية
|
بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الأحبة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وكل عام وانتم بألف خير بمناسبة حلول شهر الصيام والقيام شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ، نسأل الله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين ...... ومن تراث الطريقة الختمية يسرنا أن نقدم لكم كتاب : " الوعظ الثمين " لشيخنا الإمام الختم رضي الله عنه .....ويحتوي الكتاب على 30 باب مختلفة وسنقوم يوميا بنشر باب من أبواب الكتاب لتعم الفائدة .... ونسأل الله القبول بجاه سيدنا الرسول واله الكرام .... |
|
|
08-02-2011, 12:18 AM | #2 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
كتاب الوعظ الثمين في تعمير أعصار رمضان الثلاثين تأليف العارف بالله تعالى الإمام / السيد محمد عثمان الميرغني الختم إعداد خادم الجناب المعظم |
08-02-2011, 12:19 AM | #3 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله الذي جعل المواعظ والتذكار من أعظم ما ينشط به الهمم ، ويدفع التقصير ، وأشار إلى أسرار ذلك في كتابه المبين بقوله : " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " وفي الحديث : أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده . وقالت الصحابة رضوان الله عليهم : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخولنا بالمواعظ خوف السآمة ، وأحسن ما تعظ به الأفئدة ويفتح البصائر في مثل هذا المنوال السنة والأثر الفاخر . فأحمد من أطلعنا على بعضِ من هذا النسج الحسن ، وأشكر من هدانا إلى نهج السنة ، وأصلي وأسلم على من كان تنبيه العباد قصده ، واتبع آله وصحبه فهما المتأهبون ليوم المعاد وصلاة وسلاماً ما تعظ واعظٌ بوعظه ومن سمع منه واستفاد . أما بعد : فقد وقفت على كتاب تنبيه الغافلين . أنا الحقير إلى الله تعالى الميرغني محمد عثمان بن السيد محمد أبو بكر ، أصلحنا المعين ورأيت غاية العظمة في وعظ المسلمين ، وقد جعله مؤلفه أربعة وتسعين باباً ، فأردت أن أستخرج منها تسعة وعشرين باباً ، وكيفية استخراجها التقاطا من الكتاب ، بأن آخذ زبدتها في كل بابٍ من التسعة والعشرين خوف الإطناب ، وأختم الكتاب باب التقطته من أبواب أصل الكتاب المحذوفة فتصير الجملة ثلاثين باباً ، وقصدي بذلك أيام رمضان الثلاثين ، لكون المجالس تحتوي على عوام وأعيان ، فيتذاكرون في عصر كل يومٍ من ذلك الشهر الرئيس ، بمثل هذا الكتاب النفيس ، مع إني لست أهلاً للتأليف والتدريس ، ولكن دعاوي أهل التفليس ، وسميته بالوعظ الثمين في تنبيه جل المؤمنين ، وتيقظ جملة الإخوان في تعمير أعصار رمضان ، فيما يختزن لسائر العمر من العلم والعمل العظيمان فأقول : |
التعديل الأخير تم بواسطة شيكيت ; 08-02-2011 الساعة 12:25 AM. |
08-02-2011, 12:19 AM | #4 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول في فضل رمضان عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة تتزين من الحول إلى الحول لقدوم شهر رمضان فإذا كان أول ليلة منه ، هبت ريح يقال لها المثيرة من تحت العرش فيصفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتتزين الحور العين ، ويرقصن بين شرف الجنة ، فيقلن : هل من خاطب إلى الله عز وجل فيزوجه منا ، ثم يقلنا : يا رضوان ما هذه الليلة فيقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من رمضان الذي فضل الله به محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، ثم يقول الله عز وجل : يا رضوان أفتح أبواب الجنان ، ويا مالك أغلق أبواب النيران ، يا جبريل أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين ، وغلهم بالأغلال ثم أقذفهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا لأمة محمد صيامهم ويقول الله عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان : هل من سائل أعطيه سؤله ، هل من تائبٍ فأتوب عليه ، هل من مستغفر فأغفر له ثم ينادي : من يقرض الملي غير العوم الوفي غير المظلوم . . . . (الحديث) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله : صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال ، لم تعطها أمة قبلها : خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك الأذفر ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخرجون فيه إلى ما كانوا يفعلون في غيره من الشهور ، ويزين الله كل يومٍ جنته ويقول لها : يوشك عبادي الصالحون أن تلقى عنهم المئونة والأذى ، ويصيروا إليك ويغفر لهم في آخر ليلة منه مثل ما غفر لهم من أول الشهر إلى آخره فقيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر فقال : لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله . وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس ، قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فرض الله تعالى صيامه ، وجعل قيام ليله تطوعاً ، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وهو شهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، فمن فطر فيه صائماً كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه ، قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم قال : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو شربة من ماء أو تمرة ، ومن أشبع صائماً كان مغفرة لذنوبه ، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ومن خفف فيه عن مملوكه أعتقه الله من النار ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رجب شهر أمتي ، وفضله على سائر الشهور كفضل أمتي على سائر الأمم ، وشعبان شهري ، وفضله على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء ، ورمضان شهر الله وفضله على سائر الشهور كفضل الله على سائر خلقه . وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كنت ليلة الثالث والعشرين من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا حتى مضى ثلث الليل فما كانت ليلة الرابع والعشرين لم يخرج إلينا ، فلما كانت ليلة الخامس والعشرين خرج إلينا فصلى بنا شطر الليل ، فقلت لو تنفلنا ليلتنا هذه فقال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله إليه قيام ليلة ، ثم لم يصلي ليلة السادس والعشرين فلما كانت ليلة سبع وعشرين قام وجمع أهله وصلى بنا حتى خشينا الفلاح قيل : وما الفلاح قال : السحور . وعن علي رضي الله عنه قال : إنما أخذ عمر التروايح من حديث سمعه مني قالوا : وما هو يا أمير المؤمنين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لله حول العرش موضعاً يسمى حظيرة القدس وهو من النور فيه ملائكة لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل يعبدون الله عبادة لا يفترون عنها ساعة فإذا كان في ليالي رمضان استأذنوا ربهم عز وجل أن ينزلوا إلى الأرض فيصلوا مع بني آدم فكل من مسهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، فقال : فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند ذلك : نحن أحق بهذا فجمع الناس على التراويح وأمر بها فرضي الله عن عمر . |
التعديل الأخير تم بواسطة شيكيت ; 08-02-2011 الساعة 12:25 AM. |
08-02-2011, 12:21 AM | #5 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
" كيفية صلاة التروايح عند الإمام الختم رضي الله عنه " :-
تنبيهان الأول : قد اخترت بين أشفاعها وأوتارها كيفية تحتوي على خزائن عظيمة ، وذلك إني اخترت أن يقرأ في رأس كل وتر الإخلاص مرة والصلاة مرة ، وكيفيتها اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ثم يقال : اللهم صل على محمد وآله (مرة) وأن يقرأ في رأس كل شفع الإخلاص ثلاثاً والصلاة بصيغتها المتقدمة ثلاثاً ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (مرة) ولمن لا يقدر القرءة فيها بالأحزاب (أي بلأحزاب من القرآنبعد فاتحة الكتاب) أن يجعل كل ركعة أخيرة من كل ركعتين بالإخلاص يأتي في الوتر بالإخلاص والمعوذتين ، فحصل بهذا من الإخلاص عشرة ختمات وثلث القرآن ، لصبح الجملة إحدى وثلاثين مرة ، وقد ورد في الحديث الشريف أن ثلاثاً منها تعدل القرآن . ثم يقال بعد التراويح : إنك عفو كريم تحب الغفو فاعف عنا (ثلاثا) أو(خمسا) أو 0(سبعا) ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (مرة واحدة) والحاصل أن هذا الدعاء مع كيفية (لا إله إلا الله .. إلى آخرها)، اللهم صل على محمد وآله)) من اصطلاح ساداتنا علماء المشارق ، ثم يقال بعد الوتر : سبحان الملك القدوس (ثلاثا) وهذا من أدب السنة ثم : سبوح قدوس رب الملائكة والروح (ثلاثا) ، وهو مما اخترناه ، واخترت بعد ذلك مجلس ذكر وضعت فيه يا رحيم (مائة) يا حليم (مائة) يا عظيم (مائة) يا عليم (مائة) يا كريم (مائة) يا تواب (مائة) يا وهاب (مائة) يا فتاح (مائة) يا نور (مائة) يا هادي (مائة) يا ودود (مائة) يا الله (مائة) يا لطيف (مائة) استغفر الله العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله الكريم رب العرش العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (أربعاً وثلاثين) والصلاة على النبي (مائة) والإخلاص (مائة) سورة يس (مرة) سورة تبارك (مرة) الإخلاص (ثلاثا) اللهم صل على النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم (سبع مرات) اللهم بألف الابتداء وياء الانتهاء وبالصفات العلا وبالذات يا أعلى ، صل على سلطان المملكة وإمام الحضرة المقدسة ، المفيض على الملأ الأعلى من وراء حجبك الجلا ، من قامت به عوالم الجبروت وظهرت عنه عوالم الملك والملكوت ، المطمطم بالأنوار العلية والكنز الذي لا يعرفه علي الحقيقة إلا مالك البرية، ترجمان الرحمن لعباده بالإحسان في حضرة الامتنان بلسان اللطف والحنان بقوله : لو لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم أو كما قال, المكمل لعباد الله بالنفحات الفردية والمؤيد لهم بالطهورات الأنسية ، والعرش كما يليق بهما من ظهر الرب من أجله من العمى ، ذروة الدواوين الإلهية وترجمان الحضرات الصمدانية ، وروح المعارف العلمية ومادة الحقائق النورانية المتجلي في سماء الربوبية ولم يفهم ذلك سوى أهل المتكآت البسطية ،قلب القلوب الواسعة للبر ، والقرآن الذي حوي سر المقدم والمؤخر ، فما في الإمكان بحسب ما قضاه الديان ، أبدع منه عند مولاه ولا عند من تجلي عليه الله ، فهو الباطن الذي منه يري الله وهو الظاهر الذي به يتجلي الله ، اللهم بالساجد عند العرش ومن هو سر العرش أدخلنا فوق الفرش ، واحملنا إلي الديوان الأعلى مع الديوان الأجلى علي باطن منبع سر ((إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين)) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون . الثاني: اعلموامعشرالإخوان، أيدني الله وإيكم بروح قدسه ونفعني وإيكم بطاعته ، أن قيام الليل وإحيائه بالأذكار من أعظم ما يفتح مقامات الأخيار ، وقد قال في شأنه النبي المختار عليه الصلاة والسلام ما انعمر الليل بأحباب الله مدى الأعصار : (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ، ومنهات عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسم) . فأما الصلاة فقد جعل الصالحون منها لهم أعداداً كثيرة ، وأفضل ، المناويل ما كان على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ، صاحب الأنوار الغزيرة ، وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان قيامه باحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر بالشفع والوتر ، ونحن نأمر معاشر المؤمنين بهذا القدر لمن يحقق في نفسه القيام ، ومن لم يحقق ذلك فليقدم الشفع والوتر مع العشاء ، وفي آخر الليل يصلي عشر ركعات مع الحضور والتطويل في القرآة والركوع والسجود ، فهذا دأب كل سالك . وأما الأذكار فقد أكثر في كيفيتها الصالحون ،وأن أعظم شيء ما كان أصله في السنة مخزون ، فالتقط بعض الأذكار ، وجعلتها خفيفة تحتوي على فضل كثير ، بفضل الغفار ، ومعها القرآة والصلاة ، والاستغفار ما هو طريق يحصل خيراً بالاكثار ، والقبول على من بيده الجهر والإسرار ، فقلت : أولا : (الحمد لله والشكر لله على والصلاة والسلام على رسول الله ) (مائة) ثم (استغفر الله العظيم الذي لا إلله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) (مائة) ثم (اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (مائة) ثم (لا حول ولا قوة إلا بالله) (مائة) ثم(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) (مائة) ثم (يا ذا الجلال والإكرام) (مائة) ثم (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) (مائة) ثم (لا إله إلا الله) (مائة) ثم (الله أكبر) (مائة) ثم الإخلاص (مائة) ثم (اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ) (عشراً) وهذه الأذكار كلها مشار إليها في السنة ، فأما (الحمد لله والشكر لله والتسبيح والتكبيروالتهليل) فقد ورد فيهن أحاديث كثيرة ، مع ذلك ما روته أم هاني ، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة من ولد اسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ، وكبري مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهللي مائة تهليلة فإنها تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به) (أخرجه الطبراني في الكبير وأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه) وأما الاستغفار فقد ورد فيه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله مائة مرة) (أخرجه الطبراني) وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم (من صلى مائة مرة صلى عليه الله ألفاً) وغير ذلك وأما الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم : من قالها كل يوم مائة مرة لم يصبه فقر أبدا) (ذكره السملالي في شرحه على الدلائل) أما (يا ذا الجلالي والإكرام) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قال : (ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام) وأما (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين ) كان له أماناً من الفقر وأنيساً من وحشة القبر ، وفتحت له أبواب الجنة ) (هذا الحديث رواه الديلمي في الفردوس) وأما (قل هو الله أحد) فقد ورد فيه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوبه مائة سنة ) (أخرجه البيهقي) وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله احد كأنما قرأ ثلث القرآن) (رواه أحمد والنسائي) ، فالمائة بثلاث وثلاثين ختمة وثلث ختمة، وغير ذلك من الفضائل التي تركناها خوفالإطالة , وعلى الله التوفيق ، وعندنا في الجميع إشارة من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ذو الجلالة ... |
التعديل الأخير تم بواسطة شيكيت ; 08-02-2011 الساعة 12:27 AM. |
08-02-2011, 12:54 PM | #6 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الثاني في فضل مجالس العلم والحديث وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني احب الله وسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك . وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ماجبس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وماقعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة)).. |
08-02-2011, 12:59 PM | #7 | |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الحبيب شيكيت والخال خادم الجناب المعظم وكل الأهالي والأحباب بكسلا .... رمضان كريم وكل عام وأنتم في أتم صحة وعافية ... وتصوموا وتفطروا على خير... نشكركم على هذا النقل لهذا المولف للإمام الختم وهو (الوعظ الثمين في تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) والذي يدرس عصراً .... ونسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم .... وكل عام وأنتم بخير .... |
|
|
08-03-2011, 03:54 PM | #8 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الحبيب شيكيت والخال خادم الجناب المعظم وكل الأهالي والأحباب بكسلا .... رمضان كريم وكل عام وأنتم في أتم صحة وعافية ... وتصوموا وتفطروا على خير... نشكركم على هذا النقل لهذا المولف للإمام الختم وهو (الوعظ الثمين في تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) والذي يدرس عصراً .... ونسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم .... وكل عام وأنتم بخير .... كل عام وانتم بالف خير .....ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال .... |
08-03-2011, 03:54 PM | #9 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الثالث في الإخلاص وترك الرياء وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا برئ منه)) قيل بريء غني عن العمل الذي فيه شرك لغيري ، وقيل برئ من عامله يدل هذا على أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم وما سوى ذالك لا يقبله ولا يثيب عليه في الآخرة ومصيره إلى النار بليل قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) (يعني يدخلها ويستوجب المذمة والطرد من رحمة الله) (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) فدل هذا على قبول ما أريد به وجه الله تعالى وشكر العامل به فقال كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) يعني ما كان رزق ربك في الدنيا ممنوعاً من المؤمن والكافر في كلا الحالتين . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((رب صائمٍ ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والنصب ) يعني إن لم يكن ذلك لوجه الله عز وجل فلا ثواب له ، وهكذا ، كما روي عن بعض الحكماء إنه قال : مثل من يعمل بالطاعة لأجل الرياء والسمعة كمثل رجلاٍ يخرج إلى السوق ويملأ كيسه حصاة (حصى) فيقول الناس : ما أعظم ما ملأ كيس فلان ، وذلك لا منفعة له فيه سوى مقالة الناس ، فإذا أراد أن يشتري منه أو يعطي من لم يقبل منه ، فذلك العامل للرياء والسمعة لا منفعة له في عمله إلا مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة ، كما قال الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) يعني الأعمال التي عملوها لغير الله ، أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور الذي يرى في شعاع الشمس ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان أقوماً يحتالون للدنيا بالدين فيلبسون للناس لباس الضان (يعني جلودها) ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، فيقول الله تعالى : أبي تفترون ؟ أم علي تجرئون ؟ فبي حلفت لأبعثن عليكم فتنة تدع الحليم (أي العاقل) فيكم حيرانا ) وعن ضمرة عن أبي حبيب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الملائكة لترفع عمل العبد فتستكثره وتزكيه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله تعالى إليهم : أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب عليه ، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فضعوه في سجين وتصعد بعمل العبد فيستقلونه ويستحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه أن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين )) ففي هذا الخير ليل على أن العمل القليل إذا كان لوجه الله تعالى يضاعفه وينميه كما قال الله تعالى (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَاوَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) وروي عن عدي بن حاتم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يؤمر بأناس يوم القيامة إلى الجنة ، فإذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله فيها لأهلها ، نودوا أن أصرفوهم عنها فلا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع أحد بمثلها ، فيقولون : يا ربنا لما أدخلتنا النار قبل ترنا ما أريتنا من ثواب ما أعددته لأوليائك فيالجنة . في يقول الله تعالى : ذلك أردت بكم لأنكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراؤن الناس بأعمالكم خلاف ما تنطوي عليه قلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي وأجللتم الناس ولم تجللوني اليوم أذيقكم عذبي مع ما حرمتكم من جزيل ثوبي . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما خلق الله جنة عدن خلق غرفها بيده فجعل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون (ثلاثاً) ثم قالت : يا رب إني حرام على كل بخيل ومنافق ومرائي ))وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله إذا أحب عباً قال : يا جبريل إني أحب فلان فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم يقول : يا جبريل نادي في أهل السموات إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السموات ويوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً مثل ذلك ) وسأل رجل شفيق بن إبراهيم الزاهد فقال : الناس يسموني صالحاً فكيف أعلم أني صالح أو غير صالح ؟ فقال له شفيق : أظهر سرك عند الصالحين ، فأن رضوا به فاعلم أنك كذلك وإلا فلا ، واعرض الدنيا على قلبك فإن ردها فاعلم أنك صالح وإلا فلا ، واعرض على نفسك الموت فإن تمنته فأنت صالح وإلا فلا ، وإذا اجتمعت فيك هذه الثلاثة فتضرع إلى الله تعالى ألا يدخلها الرياء ، وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ، ولو أن رجلاً عمل بطاعة الله في جوف بيته إلى سبعين بيتاً على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث الناس بذلك ويزيدون ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يزيدون ؟ قال : إن المؤمن يحب ما زاد في عمله ثم قال : أترون من الفاجر ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ، ولو أن عبداً عمل بمعصية الله تعالى في جوف بيته إلى سبعين بيت على كل بيت باب من حديد ، لألبسه الله تعالى رداء عمله حتى يتحدث الناس به ويزيدون ، فقيل يا رسول الله كيف يزيدون ؟ قال : إن الفاجر يحب مازاد في فجوره ، وقال عوف بن عبد الله : كان أهل الخير يكتب بعضهم لبعض بثلاث كلمات ، وهي ، من عمل للآخرة كفاه الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته . |
08-08-2011, 02:13 PM | #10 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الرابع في التوبة عن عبد الله بن عبيد رضي الله عنهما قال : قال آدم عليه الصلاة والسلام : يا رب إنك سلطت علي إبليس اللعين ، ولا أستطيع أمتنع منه إلا بك ، فقال الله : يا آدم لا يولد لك مولود إلا وكلت به من يحفظه من مكر إبليس ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : الحسنة بعشر أمثالها وأزيد والسيئة بواحد وامحها ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقال بن عباس رضي الله عنهما : كتب وحشي قاتل حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إني أوريد أن أسلم ولكن تمنعني آية في القرآن نزلت عليك (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) وإن فعلت هذه الأشياء الثلاثة فهل لي من توبة؟ فنزلت هذه الآية (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) فكتب ذلك إلى وحشي فكتب إليه وحشي إن في الآية شرطاً هو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر على العمل الصالح أم لا ، فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ، فكتب وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن في الآية شرط المشيئة ولا أدري أيشاء أن يغفر لي أم لا ؟ فنزل قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فكتب بذلك (وحشي) فلم يجد (وحشي) شرطاً فأسلم ، ولما أسلم حسن إسلامه ، وقتل مسيلمة الكذاب ، وقال محمد بن عبد الرحمن السلمي : حدثنا أبي قال : كنت جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل منه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بنصف يوم تاب الله عليه ، فقلت : أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى عليه وسلم ؟ قال : نعم ، وقال آخر سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ، وقال آخر : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل غرغرته تاب الله عليه . وقال مكحول : بلغني أن إبراهيم عليه السلام لما عرج به إلى ملكوت السماء أبصر عبداً يزني فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، ثم رأى عبداً آخر يسرق فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، فأوصى الله تعالى إلى إبراهيم دع عبادي فإنهم بين ثلاث خلال : بين أن يتوبوا فأتوب عليهم وبين أن أستخرج منهم ذرية صالحة فيعبدوني ، وبين أن يغلب عليهم الشقاء ، فمن ورائهم جهنم وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال رسول الله صلى عليه وسلم : صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد حسنة كتبها له صاحب اليمين عشراً ، وإذا عمل العبد سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك ، فيمسك ستة ساعات من النهار أو سبعا فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئاً ، وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة . وقال الفقيه أبو الليث : هذا موافق للحديث المروي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم حيث يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وروى صفوان بن عسال المرادي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : من قبل المغرب باب خلقه الله عز وجل للتوبة مسيرة عرضه مسيرة سبعين سنة أو أربعين ، فلا يزال مفتوحاً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها . وروي عن النبي رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : المستغفر باللسان المصر على الذنب كالمستهزي بربه ، يعني أنه استغفر بلسانه ونيته أن يعود فهذا لا يكون توبة ، وإنما التوبة أن يستغفر باللسان وينوي الإقلاع عن الذنب وانه لا يعود إليه أبداً ، فإذا فعل ذلك غفر الله ذنبه وإن كان عظيماً ، فإن الله تعالى رحيم بعباده ، وقيل كان في بني إسرائيل ملك ذكر له رجل من العباد ، فأحب صحبته والتبرك به فأحضره وراوده عن صحبته ولزوم داره فقال العابد : أيها الملك لو دخلت يوماً إلى بيتك فوجدتني ألاعب جاريتك فما كنت تصنع ؟ فغضب الملك وقال : يا فاجر تتجرأ علي بمثل هذا فقال له العابد إن لي رباً كريماً رحيماً لو رأى مني سبعين ذنباً في يومٍ واحد وأنا أستغفر لما غضب علي ولا طردني من بابه ولم يحرمني من رزقه فكيف أفارق بابه وألزم بابك وقد غضب علي قبل وقوع الذنب فكيف لو رأيتني على المعصية ؟ ثم تركه العابد ومضى إلى حال سبيله رضي الله عنه . قال الفقيه أبو لليث : الذنب ينقسم إلى قسمين : ذنب فيما بينك وبين الله فتوبته الاستغفار باللسان والندم بالقلب والإضمار أن لا يعود إليه أبداً ، فإن فعل ذلك فلا يبرح من مكانه حتى يغفر الله له . وإن كان قد ترك شيئاً منة الفرائض فلا تنفعه التوبة ما لم يغضي ما فاته من الفرائض وأما الذي بينه وبين الناس فلا تقبل فيه التوبة حتى يرضيهم ويتحللهم قيل لبعض العلماء : هل للتائب علامة يعرف بها قبول توبته ؟ قال : نعم أربعة أشياء : أوله أن ينقطع عن أصحاب السوء ويخلط الصالحين والثاني ينقطع عن الذنب ويقبل على الطاعة جهده ، والثالث أن يدفع نفسه فرح الدنيا ويخرجه ويلزم هم الآخرة دائماً في قلبه ويكون مشتغلا بما أمره الله من طاعته ، الرابع أن يرى نفسه فارقاً عما ضمن الله له من الرزق مشتغلا بما أمره الله به ، فإذا وجد فيه هذه العلامات فهو من الذين قال الله تعالى فيهم : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فحينئذ يجب له على الناس أربعة أشياء : أولا أن يحبوه فإن الله تعالى قد أحبه الثاني يحفظوه بالدعاء أن يثبته الله تعالى على التوبة الثالث أن لا يعيروه بما سلف من الذنب الرابع أن يجالسوه ويذكروه ويعينوه ويكرموه ، وحينئذ يكرمه الله بأربعة أشياء : أولا أن يخرجه من الذنب ثانياً أن يحبه الله تعالى ثالثاً أن لا يسلط عليه الشيطان ويحفظه منه رابعا يؤمنه من الخوف قبل أن يخرج من الدنيا . قال الله تعالى (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) . |
08-08-2011, 02:14 PM | #11 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الخامس في فضل إتمام الصلاة والخشوع فيها عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : الصلاة مكيال فمن َوفى وُفي له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين ، وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي يسرق من صلاته ، قالوا : وكيف يسرق من صلاته ، قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، وروي أن يعقوب القارئ كان في الصلاة فجاء سارق فاختلس رداءه فذهب به إلى رفقته فعرفوه وقالوا هذا رداء الرجل الصالح يعقوب ، رده لئلا يدعوا علينا ، فجاء ووضعه على كتفه واعتذر من صنيعته ، فلما فرق من صلاته أخبر بذلك فقال : لم أشعر بمن أخذه ولا بمن وضعه ، وقيل أن رابعة العدوية كانت في الصلاة فسجدت على البواري (نوع من الحصير) فدخلت قصبة في عينها فلم تشعر بها حتى فرقت من الصلاة . وقيل كان الحسن بن علي رضي الله عنه إذا أراد أن يتوضأ تغير لونه فسئل عن ذلك فقال : إني أريد القيام بين يدي الملك الجبار ، وكان إذا أتى المسجد رفع رأسه نحو السماء ، وقال : إلهي عبدك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء ، وقد أمرت المحسن منا أن يتجاوز عن المسيء ، فأنت المحسن وأنا المسيء ، يا متجاوزاً عن المسيء ، تجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم ، ثم يدخل المسجد . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ، وقيل كان علي رضي الله عنه إذا جاء تغير لونه وارتعدت فرائصه فسئل عن ذلك فقال : جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحلنها وأشفقن منها فحملها الإنسان ولا أدري هل أحسن إذا ما حملت أم لا ، وروي أيضاً هذا عن علي بن الحسين رضي الله عنه . وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كنا عند ابن عباس في المسجد فصعد المؤذن وقال الله أكبر الله أكبر ، فبكى ابن عباس حتى بل رداءه فقيل له : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا البكاء ونحن نسمع الآذان ولا نبكي فقال : لو علم الناس ما يقول المؤذن ما استراحوا ولا ناموا ، فيقل له : أخبرنا ما يقول قال : إذا قال المؤذن الله اكبر الله أكبر أكبر معناه أن يقول يا مشاقيل تفرقوا للآذان وأريحوا الأبدان وتقدموا إلى خير أعمالكم ، وإذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله يقول : أشهد جميع من في السموات ومن في الأرض من الخلائق ليشهدوا لي عند الله يوم القيامة أني قد دعوتكم ، وإذا قال أشهد أن محمداً رسول الله معناها أنه يقول : يشهد الأنبياء لي يوم القيامة كلهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أني قد أخبرتكم بذلك خمس مرات في اليوم ، وإذا قال حي على الصلاة معناها أن الله قام لكم هذا الدين فأقيموه ، وإذا قال حي على الفلاح : معناها : خوضوا في الرحمة وخذوا سهمكم من الهدى ، وإذا قال الله أكبر الله أكبر معناها حرمت عليكم الأعمال قبل الصلاة ، وإذا قال لا إله إلا الله معناها أمانه سبع سموات وسبع أرضين وضعت على أعناقكم فإن شئتم فتقدموا وإن شئتم فأدبروا . وروي أن حاتم الزاهد رض الله عنه دخل على عاصم بن يوسف فقال له عاصم : يا حاتم هل تحسن أن تصلي ؟ فقال : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إذا تقارب وقت الصلاة أسبقت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه ، حتى يستقر كل عضو مني فأجعل الكعبة بين حاجبي والمقام بحيال صدري ، والله تعالى يعلم ما في قلبي وكان قدمي على الصراط والجنة عن يميني والنار على يساري وملك الموت خلفي ، ثم أظن أنه آخر صلاة أصليها من عمري ثم أكبر تكبيرة بإخباتٍ ، وأقرأ بتفكر وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتضرع ، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف ، وأسلم على السنة ثم أسلمها بإخلاص ثم أقوم فيها بين الخوف والرجاء وأتعاهدها على الصبر ، فقال عاصم : يا حاتم هكذا صلاتك ؟ قال : نعم هكذا صلاتي منذ ثلاثين سنة ، فبكى عاصم وقال : والله ما صليت من صلواتي قط مثل هذه الصلاة .. |
08-08-2011, 02:17 PM | #12 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب السادس في فضل ذكر الله عز وجل قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر . وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد . وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة . وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ... |
08-08-2011, 02:19 PM | #13 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب السابع في فضل الصبر على المصيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ قلت : نعم ، قال : أحفظ لسانك وأحفظ الله يحفظك ، وأحفظ الله تعالى تجده أمامك ، تعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جف القلم بما هو كائن ، فلو أن الخلق أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقدره الله عليك لم يقدروا على ذلك ، ولو أردوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك ، فاعمل لله بالشكر واليقين ، فإن لم تستطيع فأعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثير ، وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا . قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أيها الناس أحفظوا عني خمساً : ألا يخافن أحدكم إلا ذنبه ، ولا يرجوا إلا ربه ، ولا يستحي أحدكم أن يتعلم ، ولا يستحي أحكم إذا سئل وهو لا يعلم أن يقول لا أعلم ، واعلموا ، أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد، فإن الرأس إذا فارق الجسد ، فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدة الأمور . ثم قال : ألا أدلكم على الفقيه وكل الفقيه ؟ قالوا بلى يا أمير المؤمنين . قال : من لم ييئس الناس من روح الله ، ولم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمن الناس من مكر الله ، ولم يزين للناس معاصي الله ، ولا تنزلوا العارفين الموحدين الجنة ، ولا تنزلوا العاصين المذنبين النار ، حتى يكون الرب هو الذي يقضي بينهم بحكمه وهو خير الحاكمين ، ولا يأمن خير هذه الأمة من عذاب الله ، والله يقول : (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) ولا ييأس من روح الله ، فإن الله تعالى يقول (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) . وقال يزيد الرقاشي إذا دخل الرجل قبره قامت الصلاة عن يمينه والزكاة عن شماله ، والبر يظل عليه ، والصبر يحاجج عنه ، فالصبر أفضل الأعمال والله تعالى قول : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) . وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابه جلوس وقد نحرت جذور بالأمس ، فقال أيكم يقوم إلى سلا جذور بني فلان يلقيه على كتف محمد إذا سجد ، فانبعث إليه أشقى القوم عقبة بن معيط فأخذه واتى به فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه فاستضحكوا والنبي ساجد لم يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان أخبر فاطمة رضي الله عنها فجاءت مسرعة وهي صغيرة حديثة السن فطرحته عن ظهره ثم أقبلت عليهم فشتمنهم جميعاً فلما قضى رسول الله صلى عليه وسلم صلاته رفع صوته فقال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعقبة وشيبة وعتبة والوليد وأبي بن خلف ، قال عبد الله بن مسعود : والذي بعثه بالحق لقد رأيت الذين سماهم صرعى يوم بدر . وقال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : شكا نبيا من الأنبياء إلى ربه فقال : يا رب العبد المؤمن يطيعك ويجتنب معاصيك ، وتزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء ، والعبد الكافر لا يطيعك ويتجرأ على معاصيك وتزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا ، فأوحى الله تعالى إليه ، إن العباد لي والبلاء لي ، ويكون المؤمن عليه من الذنوب ما يستوجب عليه العقوبة مني فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء فأجزيه بحسناته في الآخرة ، ويكون للكافر حسنات في الدنيا فأبس له الرزق وأزوي عنه البلاء فأجزيه بحسناته في الدنيا حتى يلقاني فأجازيه . وروي عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ، حتى الشوكة يشاكها ، فما فوقها إلا حط الله عز وجل بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة في الجنة يوم القيامة .. |
08-08-2011, 02:21 PM | #14 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الثامن في فضل صلة الرحم عن عبد الله ابن أبي أوفى قال : كنا جلوس عشية عرفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا يحل لمسلم أمسى قاطع رحم أن يجالسنا فليقم عنا ، فلم يقم أحد إلا رجل واحد في أقصى الحلقة ، فمكث غير بعيد ثم جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا فلان ، لم يقم أحد غيرك ؟ فقال : يا رسول الله سمعت الذي قلته ، فأتيت خالة لي كانت تصارمني (أي تقاطعني) فقالت ما جاء بك إلي فأخبرتها بالذي قلته آنفاً ، فاستغفرت لي ، واستغفرت لها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنت يا هذا أجلس إلينا ، فإن الرحمة لا تزل على قاطع رحم ولا قوم بينهم قاطع رحم . فقال الفقيه أبو الليث : في هذا الخبر دليل على أن قطع الرحم من أعظم الذنوب ، لأن الرحمة لا تنزل على جليسه من أجله ، وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي أرحاماً أصلهم ويقطعوني ، وأعفو ويظلموني ، وأحسن فيسيئون أفأكافأهم يا نبي الله ؟ فقال : لا إذاً تشركون جميعاً ، ولكن خذ الفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير من الله ما كنت على ذلك . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة من أخلاق أهل الجنة لا توجد إلا في كريم : الإحسان إلى المسيء ، والعفو عن من ظله ، والبذل لمن حرمه . قال يحيى بن سليم : كان عندنا بمكة رجل من خراسان وكان رجلاً صالحاً وكان الناس يودعونه ودائعهم فجاء رجلٌ فأودعه عشرة آلاف دينار وخرج الرجل في حاجته ، فقدم الرجل مكة وقد مات الخراساني ، وسأل أهله وولده عن ماله فلم يكن لهم به علم ، فقال الرجل لفقهاء مكة : وكانوا يومئذ حاضرين متوفرين : أودعت فلاناً عشرة آلاف ينار وقد مات وسألت ولده وأهله فلم يكن لهم به علم ، فما تأمروني ؟ فقالوا : نحن نرجو أن يكون الخراساني من أهل الجنة ، إذا مضى من الليل ثلثه أو نصفه فأتي زمزم واطلع فيها وناد يا فلان بن فلان أنا صاحب الوديعة ، ففعل ذلك ثلاثة ليالي فلم يجبه أحد فأتاهم واخبرهم فقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نحن نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار ، فأمضي إلى اليمن فإن فيها وادياً يقال له برهوت وفيه بئر فأطلع فيها إذا مضى ثلث الليل أو نصفه فنادي يا فلان ابن فلان أنا صاحب الوديعة ، ففعل ذلك فأجابه في أول صوت فقال : ويحك ما أنزلك هاهنا وقد كنت صاحب خير ؟ قال : كان لي أهل بيت بخراسان فقطعتهم حتى مت فأخذني الله بذلك فأنزلني هذا المنزل ، فأما مالك فهو على حاله وإني لم أتمن ولدي على مالك فدفنته في بيت كذا فقل لولدي يدخلك في داري ثم سر إلى البيت وأحفر فإنك ستجد مالك فرجع فوجد ماله على حاله . قال الفقيه أبو الليث : إذا كان الإنسان في قرابته ولم يغب عنهم فالواجب عليه أن يصلهم بالهدية والزيارة والمعاونة في أحوالهم أن احتاجوا إليه ، فإن غاب عنهم بسفر وصلهم بكتابة وما قدر عليه من الإحسان ، فإن أتاهم بنفسه فهذا فضل . وروي أنه في صلة الرحم عشرة خصال محمودة أولها رضا الله عنه ، الثانية إدخال السرور على المؤمن ، الثالثة أن الملائكة تفرح بذلك ، الرابعة حسن الثناء من الخلق ، الخامسة إدخال الهم والغم على إبليس وجنوده ، السادسة زيادة العمر والبركة فيه بالتباع هدى السنة الشريفة ، السابعة البركة في الرزق ، الثامنة سرور الأموات بذلك ، وقد ورد به خبر ، التاسعة زيادة في المودة ، العاشرة زيادة في الأجر بعد موته ، لأنهم يدعون به بعد موته إذا ذكروا بإحسانه إليهم . وقال بعض العلماء : إن الرجل ليصل رحمه ما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله تعالى ثلاثين سنة ، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيحطه الله ثلاثة أيام .. |
08-10-2011, 01:13 PM | #15 |
مُشرف المنتدى العام
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
|
08-17-2011, 03:55 PM | #16 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
كل عام وأنتم بخير واصل يا رعاك الله |
08-17-2011, 03:57 PM | #17 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب التاسع في فضل حقوق الجار قال عبد الله بن عمرو بن العاص لغلامه : إذا ذبحت الشاة فأطعم جارنا اليهودي فقال له الغلام لقد آذيتنا بجارك اليهودي (مرتين) إذا كان لك به عناية ، فقال عبد الله : ويحك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه ، وقال الحسن البصر : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ما حق الجار على الجار ؟ قال : إذا استقرضك فأقرضه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا مرض فعده ، وإذا استعان بك فأعنه ، وإن أصابته مصيبة فعزه ، وإن أصابه خير فهنئه ، وإن مات فأشهده وإن غاب حفظته ، يعني منزله وعياله ، ولا تؤذه برائحة قدرك إلا أن تهدي له منه ، ولا تعل بنائك على بنائه إلا بطيب نفسه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن تقيا تكن أشكر الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً وأقلل من الضحك فإن الضحك يميت القلب ، قال الله تعالى : ) وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا( إي قولوا لهم أجمل الكلام ، وابن السبيل يعني الضعيف ، والجار ذو القربى أي الذي بينك وبينه قرابة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق ومنهم من له حقان ومنهم من له حق واحد ، فأما الذي له ثلاثة حقوق الجار ذو القربى والمسلم ، والجار الذي له حقان الجار البعيد المسلم ، والذي له حق واحد الذمي . وقال أبو ذر رضي الله عنه : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة فقال : يا أبا ذر أسمع وأطع من ولي عليك وإن كان عبداً حبشياً مجدعاً ، وإذا صنعت مرقاً فأكثر ماءها وصب منها لبيت جارك ولو مغرقة واحدة وصل الصلاة لوقتها . قال عمر بن العاص رضي الله عنه : ليس الواصل الذي يصل من وصله ويقطع من قطعه فذلك الإنصاف ، ولكن الواصل يصل من قطعه ، ويعطي من حرمه وليس الحليم الذي يلم على قومه إذا حلموا عليه وإذا جهلوا عليه جاهلهم فهذا المنصف ، ولكن الحليم الذي يحلم إذا جهلوا عليه ، وقال بن عباس رضي الله عنهما : كان في الجاهلية ثلاثة أشياء حسنة والمؤمنون أولى بها كان إذا نزل بهم الضيف اجتهدوا في بره وإكرامه ، وإذا كان لأحدهم إمرة فبلغت ما بلغت من الكبر لم يلقها مخافة أن تضيع ، وإذا أصاب الجار بينهم غرم أو شدة اجتهدوا حتى يغضوا عنه دينه ويخففوا شده وقال سفيان عشرة من الجفاء : _ الأول من دعا لنفسه وترك والديه والمؤمنين والمؤمنات الثاني رجل تعلم القرآن ولم يقرأ آية منه في كل يوم الثالث رجل دخل مسجداُ ولم يصلي فيه ركعتين الرابع رجل يمر على المقابر ولم يسلم عليهم ولم يدعوا لهم الخامس من دخل مدينة يوم الجمعة وخرج منها ولم يصلي الجمعة السادس رجل نزل في بلدة فقيه عالم ولم يذهب إليه ليستفيد منه علماً . السابع رجلان ترافقا ولم يسأل كل واحد الآخر عن اسمه . الثامن من له صاحب دعاه إلى وليمة فلم يجبه . التاسع شاب ضيع شبابه ولم يطلب العلم والأدب . العاشر رجل شبعان وجاره جائع . قال الفقيه أبو الليث : تمام حسن الجوار في خمسة أشياء أولها أن يواسيه بماعنده ، والثانية ألا يطمع فيما عنده ، والثالثة يمنع عنه أذاه ، الرابعة يصبر على أذاه فإن ذلك ينفعه يوم القيامة .. |
08-17-2011, 03:58 PM | #18 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب العاشر في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن محمد بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما منكم من أحٍد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول لي : يا محمد هذا فلان بن فلان يسلم عليك فأقول : وعليه السلام ورحمة الله تعالى وبركاته . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغني أن الدعاء بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم . وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين ، ثم صعد فقال : آمين ، ثم إستوى فقال : آمين ، فجلس فقال له معاذ بن جبل : يا رسول الله قلت آمين ثلاثاً ، فقال : أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد من أدرك رمضان ولم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى ، فقلت آمين ، ثم قال لي : من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى فقلت آمين ، ثم قال لي : من ذكرت عنه ولم يصلي عليك فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى ، فقلت آمين ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له بها مائة حاجة سبعين منها للآخرة وثلاثين للدنيا . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً . وعنه صلى الله عليه وسلم قال : من صلى علي من أمتي مخلصاً من قلبه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرة صلوات ورفع له بها عشرة درجات ومحا عنه عشر سيئات . وعن سفيان الثوري قال : رأيت رجلاً في الطواف لا يرفع قدماً ولا يضعها إلا قال : اللهم صلي على محمد ، قال : فقلت له : يا هذا تركت التسبيح والتكبير والتهليل وأقبلت على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهل عندك مع هذا شيء فقال : من أنت عافاك الله ؟ قلت : سفيان الثوري ، قال : خرجت أنا ووالدي إلى الحج ، حتى إذا كنا ببعض المنازل مرض والدي فاسود وجهه فسجيته ، وغلبني النوم فرأيت رجلاً لم أرى أجمل منه ولا أطيب منه ريحاً ، فدنا من أبي وكشف الإزار عن وجهه ومسح وجهه بيده فعاد وجه أبي أبيض ، ثم ولى رجعاً فتعلقت به وقلت : لقد من الله على أبي بك فمن أنت ؟ فقال : أنا محمد رسول الله وكان أبوك مسرفاً على نفسه ولكن كان يكثر الصلاة والسلام علي ، فلما نزل به ما نزل استغاث بي وأنا غياث لن أكثر الصلاة علي ، قال : فانتبهت فإذا وجه أبي أبيض . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من نسي الصلاة علي فقد اخطأ طريق الجنة . وعن أبي بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أربع من الجفاء : أن يبول الرجل وهو قائم ، وأن يسمع النداء ولا يشهد كما يشهد المؤذن ، وأن أذكر عنده ولا يصلي علي ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم ، واسألوا الله لي الوسيلة ، قالوا : وما الوسيلة يا رسول الله ؟ قال : أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجلٍ واحد فأرجوا أن أكون ذلك الرجل . وإذا أردت أن تعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه مسلم أفضل العبادات فانظر إلى قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فأمر الله عباده بسائر العبادات ، وأما الصلاة على النبي فقد صلى عليه بنفسه أولا ثم أمر الملائكة بالصلاة عليه ، ثم أمر المؤمنين بالصلاة عليه ، فثبت بهذا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات . وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وقال بعضهم : الصلاة عليه أن تقول : اللهم صلى على محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون . وقال بعضهم الصلاة عليه أن تقول : اللهم إني أشهدك وأشهد وملائكتك أني أصلى على محمد صلى الله عليه وسلم . وكل هذا حسن ، وقال جمعٌ بعض العلماء رضي الله عنهم : يكره إفراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودن السلام لأن الله سبحانه وتعالى جمع الصلاة والسلام عليه في مقام واحد في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) والشيء المكروه ليس فيه ثواب وهذا هو الصحيح المعتمد .. |
08-17-2011, 03:58 PM | #19 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الحادي عشر في هول يوم القيامة وأفزاعها وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : يا معشر الإنس إني ، نصحت لكم وإنما هي أعمالكم في صحفكم ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلو من إلا نفسه . ثم يأمر الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم فيقول : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فتجثوا الأمم على ركبها ، وهو قوله تعالى (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً) كل أمة تدعى إلى كتابها ، ثم يقضي الله عز وجل بين خلقه ، ويقضي بين الوحوش والبهائم حتى أنه يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء ، ثم يقول كونوا تراباً ، فعند ذك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ، ثم يقضي بين العباد ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزل قدم عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن قط نبي إلا وله دعوة يدعوا بها لأمته وأني إستخبأت دعوتي لتكون شفاعتي لأمتي يوم القيامة ، ألا وإني سيد ولد آدم ولا فخر ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وتحته آدم ومن معه من ذريته . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يشتد غم يوم القيامة وكربه على الناس فيأتون آدم فيقولون : يا أب البشر أشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك إني أخرِجتُ من الجنة بخطيئتي ولا يهمني إلا نفسي ، ولكن عليكم بنوح فإنه أول المرسلين ، فيأتون نوحاً فيقولون له أنت أول المرسلين وأطول الأنبياء عمراً فاشفع إلى ربك يقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، فيأتون إبراهيم فيقولون أنت خليل الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك ، إني كذبت في الإسلام ثلاثة مرات : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه جادل بهن عن دين الله تعالى ) أحدهما قوله إني سقيم ، والثانية قوله بل فعله كبيرهم هذا ، والثالثة قوله عن امرأته إنها أخته قال ثم يقول : لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا موسى الذي اتخذه صفياً وكلمه تكليما فيأتون موسى ، فيقولون : أنت كليم الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني قتلت نفساً بغير نفس ، ولا يهمني إلا نفسي ولا كن إئتو عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقولون : أنت روح الله وكلمته أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : أني اتخذت أنا وأمي إلهين من دون الله ، وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن أرأيتم لو كان لأحدكم بضاعة فجعلها في كيس ثم ختم عليها أيصل إلى ما في الكيس حتى يفض الختم ؟ فيقولون : بلا ، فيقول لهم : أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وقد غفر الله له ما تقدم وتأخر ، ائتوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فأقول لهم : نعم أنا لها أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فيلبث ما شاء الله ، قال : إذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى منادٍ أين محمد وأمته ، فنحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فأقوم أنا وأمتي فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنحن بيض الوجوه غُرُ محجلون من آثار الوضوء فيقول الناس : كادت هذه الأمة أن تكون كلها أنبياء ثم أتقدم إلى الجنة فاستفتح بابها فيقول الخازن : من أنت فأقول : محمد العربي فيفتح لي فأدخل الجنة ، فأخر ساجداً لربي وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد من قبلي ، فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع وأشفع تشفع وسل نعط ، فأرفع رأسي وأشفع لمن كان في قلبه مثقال شعيرة من الإيمان أو خُرم إبرة من اليقين ، مع شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وذكر يحي بن معاذ الرازي أنه قرئ في مجلسه هذه الآية (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (*) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا) يعني مشاة عطاشا . قال يحي بن معاذ أيها الناس مهلا مهلا ، غداً تحشرون إلى الموقف حشراً حشراً ، وتأتون من الأطراف فوجاً فوجاً ، وتقفون بين يدي الله فرداً فرداً ، وتسألون عن ما علمتم حرفاً حرفاً ، وتقاد الأولياء إلى الرحمن وفداً وفداً ، ويرد العاصون إلى عذاب الله ورداً ورداً ، ويدخلون جهنم حزباً حزباً ، وكل هذا (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) فالويل ثم الويل لأهل الويل من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، وهو يوم القيامة ويوم الندامة ويوم الرادفة ويوم الآزفة ويوم الحسرة ، وذلك يوم عظيم ويوم عقيم ويوم يقدم الناس لرب العالمين ، ويوم المناقشة ويوم الموازنة ويوم الزلزلة ويوم المساءلة ويوم الدمدمة ، ويوم الصيحة ، ويوم النشر ويوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ويوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، ويوم كان شره مستطيراً (يعني منتشراً فاشيًا) يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، ويوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ، ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد أعوذ بك اللهم من شر هذا اليوم .. |
08-17-2011, 03:59 PM | #20 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الثاني عشر في صفة أهل النار |
08-17-2011, 04:00 PM | #21 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الثالث عشر في صفة أهل الجنة وما اعد الله فيها لأهلها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله مم خلق الله الخلق ؟ قال : من الماء ، قلت : أخبرني عن الجنة ، قال : بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها (أي طينها) المسك الأذفر ، وترابها الزعفران ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، من دخلها ينعم فلا يبتئس ويخلد فلا يموت ، ولا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم : إمام عادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم فإنها ترفع فوق القمام فينظر إليها الرب تبارك وتعالى فيقول : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين . وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : في الجنة حوراء يقال لها (اللعبة) خلقت من أربعة أشياء : من المسك والعنبر والزعفران والكافور وعجن طينها بماء الحيوان ، وجميع الحور عشاق لها ، ولو بزقت فى البحر لعذب ماء البحر قيل فيه شعراً : لوبصقط في البحر والبحر مالح **** لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا ولو أنها للمشركين تعرضت **** إذ لتخذوها دون أصنامهم رباً مكتوب على نحرها ((من أراد أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي)) وروي في بعض الأخبار أن الله تبارك وتعالى يقول : يا ملائكتي أطعموا أوليائي فيأتون بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون في الأخرى ، فإذا فرقوا من الطعام قال الله تعالى : أسقوا عبادي ، فيوتى بأشربة فيجدون لكل شربة ونفس لذة بخلاف الأخرى ، فإذا فرقوا يقول : أن ربكم صدقتكم وعدي ، فأسألوني أعطكم ، فيقولون : نسألك الرضوان مرتين أو ثلاثة ، فيقول : لقد رضيت عنكم ولدي المذيد ، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله ، فيكشف الحجب فينظرون إليه ، فيخرون له سجداً ، فيمكثون في السجود ما شاء الله ، ثم يقول لهم : أرفوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، فيرفعون رؤوسهم وينظرون إليه فينسون كل نعمة كانوا فيها ، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم ، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة على تل من مسك أبيض فينشر ذلك المسك على رؤوسهم ونواصي خيولهم ، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرون أزواجهم من الحسن والبهاء أفضل مما تكرهون عليه ، وتقول أزواجهم أنكم رجعتم إلينا على أحسن مما كنتم ، ويرون الله عز وجل على الحقيقة من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحديد ، كما يعرفونه في الدنيا بلا تشبيه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة يزدادون حسناً وجمالاً كما يزدادون في الدنيا هرماً وضعفاً . وروي في بعض الأخبار أنه لو خرجت إمرة من أهل الجنة كفها لأضاء كفها مابين السماء والأرض . قال ألأستاذ أبو الليث السمر قندي : من أراد ان ينال هذه الكرامات فليلزم خمسة أشياء : أولها أن يمتنع عن المعاصي لقوله تعالى : ((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)) والثاني يرضى من الدنيا باليسير فقد في الخبر أن ثمن الجنة ترك الدنيا ، وأن يكون حريصاً على طاعة الله عزوجل لقوله عز وجل : ((تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)) ، والثالث يحب الصالحين وأهل الخير والعلماء فإنهم يشفعون في أصحابهم وإخوانهم ، والرابع بكثرة الدعاء والإستغفار ، والخامس بكثرة قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فنها كنز من كنوز الجنة ... |
08-17-2011, 04:02 PM | #22 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الرابع عشر في الزجر عن العجب وروي عن داؤود عليه الصلاة والسلام أنه عبد ربه سنة على ساحل البحر ، وقال : يا رب قد انحنى ظهري وكلت عيناي وفقدت الدموع ولا أدري إلى ما يئول أمري ، فأوحى الله إلى ضفدعة أن أجيبي عبدي داؤود ، فقالت الضفدعة : يا نبي الله أتمنى على الله بعبادة سنة ؟ والذي خلقني إن لي هنا ثلاثين سنة أسبحه وأحمده ، وأن فرائصي لترتعد من الخوف من الله عز وجل ، فبكا داوؤد عليه الصلاة والسلام بكاءاً شديدا حياءاً من الله تعالى . قال الفقيه أبو الليث : من أراد أن يكثر العجب فعليه بأربعة أشياء ، أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى فلا يعجب بنفسه ، ثانيها أن ينظر إلى النعماء ، فإذا نظر في نعماء الله اشتغل بالشكر ، ثالثها أن يخاف أن لا يقبل منه ، فإذا اشتغل بالخوف من عدم قبل عمله لا يعجب ، رابعها ينظر في ذنوبه وأن يخاف أن ترجح سيئاته على حسناته فإذا فعل ذلك فقد كسر عجبه . وقال كعب الأحبار : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في قاع أفيح يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، ثم يدعى كل قوم بإمامهم (يعني بمعلمهم الذي يعلمهم الهدى أو الضلال) فيدعى إمام الهدى قبل أصحابه ويعطى كتابه بيمينه وفيه (قد غفر لك) ويتوج بتاج من نور ، ثم يقال له : إذهب إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فيأتي أصحابه فيقول : أقرأو كتابي قد غفر لي ، وأبشروا فإن لكل واحد منكم مثل ما لي . قال إذا كان إمام ضلالة دعي فيعطى كتابه بشماله فيقرأه حتى إذا فرق وجد في آخره ((وإنه لحقٌ عليك كلمة العذاب)) ، ويسود وجهه ويتوج بتاج من نار ، ثم يقال له : إئت قومك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فلا يمر بقوم إلا لعنوه حتى يأتي أصحابه فيلعنهم ويلعنونه كما قال الله تعالى : ((ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعص ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار)) فيقول : أبشروا فإن مأواكم النار مثلي ، وقال مسروق : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله ... |
08-17-2011, 04:02 PM | #23 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب الخامس عشر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة ، وإذا طففوا المكيال أخذهم الله بالسنين ، وإذا منعوا الزكاة حبس الله عنهم المطر ، ولولا البهائم لما نزلت من القطرة ، وإذا جاروا في الحكم تعادوا فيما بينهم ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم شرارهم ثم يدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم ، وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الناس أناساً مفاتح للخير مغليق للشر ، ومن الناس أناساً مفاتح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لعبد جعل الله مفاتح الخير على يده ، والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر مفاتيح للخير مغاليق للشر كما قال الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) وقال قتادة : ذكر لنا أن رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال : أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، قال : نعم ، قال : فأي الأعمال أفضل وأحب إلى الله تعالى ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال : فأي الأعمال أبغض إلى الله تعالى ؟ قال : الشرك بالله قال : ثم ماذا ؟ فقال : قطيعة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال الفقيه أبو الليث : لما اشطرط رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرة ، دل ذلك على أن ذلك لا يكون إلا بغلبة أهل الصلاح على أهل الدعارة والفسوق ، فإن كان كذلك قال يتعين على أهل الصلاح أن يهجروا أهل المعاصي ويمنعونهم من المنكر ويأمروهم بالمعروف ليأمنوا من وعيد الله تعالى . فقد مدح الله هذه بذلك فقال : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) والمعروف ما كان موافقاً لكتاب الله والسنة والعقل والإجماع ، قال الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقد ذم الله تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفقال الله تعالى : (كانو لايتناهون عن منكر فعلوه ((يعني لا ينهى بعضهم بعصا)) لبئس ما كانوا يفعلون ) وقال الله تعالى : (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) يعني لا يناهم علماؤهم وفقهاؤهم وقراؤهم عن قولهم الإثم أي قول الفحش وأكل الحرام وإن استطاع أن يأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر في السر كان أبلغ وأفضل في الموعظة وواقع النصيحة ، وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه الله وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه . فقد بلغنا أن عكرمة قال : مر رجل بشجرة تعبد من دون الله تعالى ، فأخذ فأسا وركب حماراً ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها ، فلقيه إبليس لعنه الله في الطريق على صورة إنسان فقال له : إلى أيم تريد ؟ فقال : رأيت شجرة تعبد من الله تعالى ، فأعطيت عهداً أن أخذ فأسي أركب حماري وأتوجه نحوها فأقطعها فقال له إبليس : لعنه الله ، يا هذا مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم الله ، فلم يرجع لقوله ، فقال له إبليس : إرجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم ترفع طرف فراشك فتجدها تحته ، قال : أو تفعل هذا ؟ قال : نعم وقد ضمنت لك ذلك كل يوم ، فرجع الرجل إلى منزله فوجد تحت فراشه أربعة دراهم يومين أو ثلاثة أو ما شاء الله تعالى ، فلما كان بعد أيام رفع فراشه فلم يجد شيئاً ، فأخذ الفأس وركب الحمار وتوجه نحو الشجرة ، فلقيه إبليس لعنه الله فقال له : إنك لا تطيق ذلك يا هذا قال : لأي شيئ؟ قال : أما خروجك أولا فكان غضباً لله تعالى فلو إجتمع أهل الأرض ما ردوك ، وأما خروجك الآن فإنما خرجت حيث لم تجد الدراهم ، فإن تقدمت إليها ليكسرن عنقك ، فرجع الرجل إلى بيته خاسراً وترك الشجرة ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله ... |
08-17-2011, 04:03 PM | #24 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب السادس عشر في آفة الكسب والحذر من الحرام وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه له غلام يأتيه بالطعام ، فأكل منه يوماً لقمة من غير أن يسأله ، وكان عادته السؤال ، لأنه كان ورعاً ، فقال له الغلام : كنت تسألني كل ليلة فما بالك هذه الليلة لم تسألني ؟ فقال له : ويحك الجوع حملني على ذلك فأخبرني من أين جئت به ؟ فقال : كنت رقيت في الجاهلية أُناساً فو وعدوني عدة ، فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم فأعطوني هذا الطعام ، قال : فكابد أبو بكر نفسه جهداً في إخراج اللقمة من بطنه ، فلم يقدر حتى إخضر وإسود فقيل له : لو شربت ماءاً ، فدعا بماء فشرب حتى تقيأ ، ولم يزل يعلج نفسه حتى نبذها فقالوا له : كل هذا من أجل لقمة ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله حرم الجنة على كل جسد غُذي حرام . قال الفقيه أبو الليث : من أراد أن يطيب كسبه فلا يؤخر شيئاً من الفرائض ولا ينقصها ولا يؤذي أحداً ، وليكن قصده الإستعفاف والستر ولا يقصد الجمع والكثرة ، ولا يرى أن رزقه من كسبه بل يتيقن أن ذلك من الله سبحانه وتعالى والكسب بيده ، بل ولا يرى لنفسه حولاً ولا قوة . وعن بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكسب عبداً مالاً من حرام فيتصدق به فيؤجر عليه ، ولا ينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، وإن الله لا يمحو السيء بالسيء ولكن يمحو السيء بالحسن . وقال قتادة رضي الله عنه : التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة ... |
08-17-2011, 04:04 PM | #25 |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
الباب السابع عشر فيما ورد في الشفقة والرحمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يمشي في الطريق اشتد به العطش ، فوجد بئراً فنزل فيها وشرب منها ثم خرج منها ، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من شدة العطش ، فقال : لقد بلغ هذا الكلب مثل ما حل بي فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسك بفيه ، ثم خرج من البئر فسقى الكلب ، فشكر الله على ذلك فغفر له فقالوا : يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجراً ؟ قال : نعم في كبد رطبة أجر . وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ينبغي للمسلمين أن يكونوا بنصيحة بعضهم بعضا ، ويرحم بعضهم بعضا ، وتراحمهم فيما بينهم كمثل العضو من الجسد ، إذا إشتكى تداعى الجسد كله بالسهر حتى يذهب ألم ذلك العضو . وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسلامة الصدور وسخاوة النفوس والرحمة لجميع المسلمين . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع من حق المسلمين عليك ، أن تعين محسنهم ، وأن تستغفر لمذنبهم ، وأن تدعوا لمدبرهم ، وأن تحب تائبهم ، وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : للمسلم على المسلم ست خصال ، أن ترك شيئا منها فلقد ترك حقاً واجباً عليه ، إذا دعاه أجابه ، وإذا مرض عاده ، وإذا مات حضر جنازته ، وإذا لقيه سلم عليه ، وإذا إستنصحه نصحه ، وإذا عطس شمته . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من نبي إلا ورعى الغنم ، إن الله تعالى ابتلاهم بالبهائم حتى يرى شفقتهم على خلقه ثم ولاهم أمر بني آدم . وروي أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب بأي شيء اتخذتني كليماً صفياً ؟ قال : برحمتك على خلقي . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ستر أخاه في الدنيا ستره الله في الدنيا وآخرة ، ومن نفس على أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربته يوم القيامة ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه . وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب ل لأخيه ما يحب لنفسه . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى لا يرحم من لا يرحم ولا يغفر لمن لا يغفر ولا يتوب على من لا يقبل التوبة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الله . وقال شفيق الزاهد : إذا ذكرت الرجل الصالح فلم تجد في قلبك حلاوة طاعة ربك فأعلم أنك رجل سوء ، وإذا ذكرت عبد سوء فلم تهتم له ترحماً فأنت أسوء حالاً منه . وقال طاؤوس لرجل إن شئت جمعت كل التوراة والفرقان والإنجيل في ثلاث كلمات ، فقال له : لقد وددت ذلك فقال له : خف الله خوفاً لا يكون أحداً أخوف عندك منه ، وأرجه رجاءا هو أشد من خوفك أياه ، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك . وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه : ثلاثة من جمعهن فقد جمع الإيمان كله : الإنفاق في الإقتار والإنصاف من نفسه ، وإفشاء السلام على الخلق . وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : أحب الأمور إلى الله تعالى ثلاث : العفو عند المقدرة والقصد في الجدة ، والرفق بعباد الله تعالى ، وما رفق أحد بعباد الله إلا رفق الله به . وعن الحسن قال : أوحى الله تعالى إلى آدم عليه الصلاة والسلام : يا آدم أربع هم جماع الخير كله لك ولأولادك من بعدك ، واحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بيني وبين الناس ، وواحدة لي ، فأما التي لي أن تعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فعملك أجازيك به أفقر ما تكون إليه ، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء ومني الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فأصحبهم بالتي تحب أن يصحبوك به ، تفلح إن شاء الله تعالى ... |
08-17-2011, 04:35 PM | #26 | |
المُراقب العام
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
لك الشكر الجزيل أخى شكيت على هذه المواعظ الثمينة ..
جعلها لك ربى فى موازين حسناتك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. وكل سنة وانت بألف خير ..ورمضان مبارك على الجميع تصوموا وتفطروا على خير... |
|
|
08-17-2011, 07:26 PM | #27 | |
|
رد: بمناسبة حلول شهر رمضان ... كتاب الوعظ الثمين
أخى الفاضل بارك الله فيك وجزاك الله عنا بكل الخير
وكل عام وانتم بخير وصحه وعافيه ويتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال أنشاء الله |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | شيكيت | مشاركات | 26 | المشاهدات | 10974 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|