القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-05-2012, 07:33 PM | #1 |
|
مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
هذه المناقب ألفها الخليفة بابكر ود المتعارض إهداء لكل الأخوان والحبان بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم بهِ الإعَانةُ بدءَاً وختماً وصلّى اللهُ على سيِّدنا محمدٍ ذاتاً ووصفاً واسما اللوح الأول : الحمد لله :- الحمدُ لله الذى أطلع فى غيبوبة هويته شمس الذات الأحمدية * وأفردها بانسان عين تجليات كنهه المطلقة وسبحات وجهه المحرقة المعبر عنها بكان * وأعلن بها ما كان مستترا من بواطنه الذاتية * وسدل عليها رداء كبريائه وعظمته وعزته التى تتلاشا وتضمحل عندها جميع الأكوان * وفجر عنها بحر أسرار صفاته ونعوته الجامعة النفسية * وبر أنوار حضرات أسمائه وأوصافه الحسان * ولما استكمل تعالى بطونه ولبست ثوب كهيال شئونه الأزلية * أنزلها منزلة لا يحيط بها العلم ولا يقدرها الوهم ولا يحصرها الكيف والكم ولا يصورها الجنان * وأقامها هناك حاكمة فى جميع الممالك وأدار عليها تلك الأسماء الإلهية * فظهرت لكل اسم إلهي حضرة جامعة لها أنوار ساطعة البرهان * فى كل حضرة دواوين وكل ديوان مشتمل على جميع أنواع تجليات الأسماء والصفات الكمالية * منفرد بالتجلى الذاتى الغيبى المطلق الساذج المنزه عن التعدد والزيادة والنقصان * وهذه الحضرات ودواوينها وأحكامها ليس لها جهة علوية ولا سفلية * ولا تحيط بها عين ولا يحويها مكان ولا يمر بها زمان * وانما هى فى غامض علم الله أنبأنا بها أولياؤه هكذا ولا ندرى هل هى حسية أو معنويه * وتلقيناها عنهم مؤمنين بوجودها طالبين ببركتهم السمؤ لأعلي مراتب وجودها مفوضين علم حقائقها للعليم الرحمان * وعند انتهاء حكم اسمه تعالى الباطن وتجلى الظاهر برزت الحقيقة المحمدية * كما حكاها بشرح الجامع الصغير سيدى محمد الزرقائى بصريح البيان * وهى أول مبادى ظهوره كما قال صلى الله عليه وسلم نور نبيك من نوره ونوره عن الجزئية والكلية * وهذا حديث شريف نصدق بمدلوله اجمالا ونجر لحقيقة تفصيله زيول الايمان * وقد رأيت فى كتاب البسملة لسيدى عبد الكريم الجيلى أنه رأي النبى صلى الله عليه وسلم متصفا بصفات المعانى السبعه الجلية * وفسر بها آية ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم وجلت صفات الله أن يتصف بها شى من محدثات الأكوان * ولذلك ذكر فى هذا الكتاب أن أسرار جميع الكتب فى القرآن وأسرار القرآن فى النقطة تحت الباء مع أن كل سورة مبدوءة بالباء مخصوصة بهذه المزية * ومن كلامه دليل على ما قد مناه على الأستاذ من أنه ديوان كل حضرة جامع لدواوين الحضرات منفرد بسر المخصوص وهكذا كل غوث أو فرد ان قيل أنه جامع لأسرار من سواه صح ذلك من غير زور ولا بهتان * أحمده سبحانه وتعالى على جميع نعمه الصادرة من أزل الآزال الى أبد الأبدية * بل كما تستحقه ذاته وأسماؤه وصفاته ولا أحصي ثناءا عليه فهو كما أثني على نفسه فى محكم القرآن * وأشكره بلسان كل جوهر فرد بل بكلامه الذاتى شكرا أنال به أحكام تجليات ظهوره وتنزهات بطونه الأولية والأخروية * واستغفره من السهو والغفلة وجميع الذنوب والمعاصى التى وقعت منى بل من كل جوهر وفرد من أجناس العوالم وأسأله لى ولجميع المخلوقات التوبة والغفران * وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له المتفرد بالقدم والمخالفة والأولوية * شهادة أودعها عنده وهى ما شهد به على نفسه وشهدت به ملائكته وأولو العلم كما فى آل عمران * وأشهد أن سيدنا محمد فاتح الوجود ومنبع أسرار أنوار الكرم والجود وسراج الظلمة العدمية * عبد الله ورسوله وخاتم الأنبياء وسيد جميع العالمين الجالس على منصة القرب فى حضرة الرحمان * صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تسترق الأنواع العددية * وسلم تسليما كثيرا ينمو ويتضاعف على مر السنين والأزمان . نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان أما بعد فيقول رق الوجه الأحمدي العالى أبو بكر ابن محمد أبي المعالى راجى تمام العناية الأزلية * لما وجه الله القلب والقالب لسلوك طريق الله جمعنا محض كرم الله بالانسان الكامل المحقق بالله ورسوله سراً وإعلان * وحمدُ نعمةِ اتصالنا به لا أُحصيه بل أطلبه من الله بالله لله ظهوراً وبطوناً فى الأولية والأخروية * لأنّهُ صرّح بقوله لا يسوق الله إلينا إلا مَن كان مِن أهل العناية القديمة مع قوله من تحركت أقدامه وأم زيارتنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فلا ريب أن من اتصل به دخل حرم الأمان * وسمعنا منه علوم حقائق ما رأيناها فى كتب القوم التى طالعناها ورأينا منه خرق عوائد وشدة استقامة دلتنا على صدق ما أخبرنا به من العلوم الغيبية * ولتعلق القلب بعلومه الخاصة به لما غبنا عن حضرته سنين فاشتقنا الى التفكر فى أسباب الوصول اليه واقتضى الحال جمع نزر من أحوال بشائره وتبيين مولده ونسبه ووصفه وأخلاقه الحسان * فان رمت يا أخي أن تكون من خواص أحبابه فارتع فى رياض مولد يطرب القاصدين ويرد قلوب الشاردين الى مناهل عذبة روية * واسمع بعض خصاله وأما حقائق كماله فلا يعلمها الا من خصه بتربية الخضر فى بداية حاله وأدار بها كأس المدد على أكمل سطح أهل العرفان * ولا أرسم الا ما سمعته منه أو ممن لازمه وصحبه وصدق فى مودته ومعاملته من أهل العقول الزكية * وحذفت أسماءهم خوفا من التطويل راجيا من الله أن يحفظنا من الزلل والزيادة والنقصان * فأقول وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه أنيب انابة تفويض واخلاص نية * قد صرح بولاية الأستاذ قبل الحمل به الشيخ مصطفى الدرويش المقيم بأرض باره قال لوالدته وهى صغيرة جدا تعالى يا أم الكبيرانك ستلدين ابن يكون له شان * وأخبرني بعض الألولياء أن سبب قدوم والده الختم هو لأداء الأمانة الى ابنه وأشار الى تفسير الأمانة بالتحقق الذاتى لاطلاق الذى ما حصل قبل ذلك لأحد من أهل الفردية والغوثية * وظهر شاهد قوله بما حصل لوالده من الأحوال التى تذيب جسمه بحضور الخليفة سأله حتى يصير ماء ثم يعود شخصا سويا كما كان * وسبب ذلك أن ما يطيقه جسد الأستاذ لا تطيقه أجساد كمل العارفين بل تذوب وتضمحل أو تتلاشا عند نزوله عليها بالكلية * كما أن السر العيسوى لما لم تطقه أمه تكون انسانا كاملا كذلك الوجه الأحمدي المحجب بالكبرياء المحرق للذوات والأرواح لا يطيقه الا من فنى عن بشريته ومولده ونسبه وبقى بالذات المحمدية حسا وعيان * فافهموا أسرار عباد الله ولا تبادرو بالانكار بمبادى الرأي قبل فهم الكيفية * وانتمو لأهل الله لتفهمو منهم باطن أسرارهم وتقرفوا من بحار أنوارهم التى من قرف منها حيا حياة لا موت بعدها وأحفت به حقايق الايقان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان ولما سطعت أنواره لبصائر أهل الكمال واتصلت بجسم والده صرح بأنه صاحب الختمية * وشهد له سيدى أحمد ابن ادريس بقوله الى غايت الأولياء المحمديين بلا شك ولا مين بشهادة سيدى محمد عثمان الأخذ بالعروة الوثقى فى مقام الايمان والاحسان * وبعد أن استكمل الباب وجاوز السطح ووصل الى الباب وبدا له ما لم يطقه من الأنوار العظموتية * قدم الى هذه البلاد وانتخب والدته قبل البلوغ ولاختصاصها بانتقال النور اليها يوم وضوعه فازت بحفظ القرآن * وحصل لها فتح كبير وحال ليس له نظير وآباؤها من بني أميه وأمهاعباسية * فاجتباها الله واصطفاها لصحبته وخدمته فولدته عند طلوع الشمس يوم السبت الموافق اثنا عشر شهر الله جمادى الثانى يوم نزل النور المحمدى فى بطن آمنة الزهرية فوافت نزول النور المحمدى ووضوع السر الأحمدي وكانت فى البيت آنية شراب فدخل شى وأراقها وخرج ولم يعرفه من الحاضرين انسان * أخبرني الأستاذ أنه ما زال يعرف كل من حضر وضوعه من النساء والرجال وأنه يشاهد رقائق عدد الأسماء ما غابت من شهوده فى وجوده جميع أزمنته وجود ذاته البشرية * وبعد وضعه بأشهر حضروا الترك وحاصروا أهله فى زريبة وفكوا الرصاص فلم يصب من معه شى من ذلك كرامة له وحفظا من الرحمان * ولم تزل به السعادات وتظهر منه الكرامات الى أن كبر وابتدأ قراءة القرآن عند رجل يدعى حاج موسى من الناحية الغربية * فحصل لهذا الرجل فتح عظيم وحال فخيم وكذلك فتح الله ببركته على كثير من الأطفال الذين يقرأون ويلعبون معه وكاد المدد يعم الصبيان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان ثم سافر به خاله الحاج ادريس بن جلاب ومعه والدته امنا رقية من أرض المقارب طالبين مكة شرفها الله تعالى ومروا على بحر النيل فتلقاهم الناس بالتعظيم والتبجيل خصوصا الشايقية * بذلوا ما بأيديهم محبة لله ورسوله وخدموه وصحبوه وانتفع به ونال القرب بسببه كثير من الأخوان * فلما وصل الى أرض مصوع ومسك الهداية من أرجائها يتضوع أخرج الله ببركته وبوالده قوما من الملة الكفرية * فجلسوا ما شاء الله وسبقوا والده الى أرض الحجاز فوجدوا سيدى أحمد ابن ادريس بقيد الحياة وجلسوا معه مرة من الزمان * وسيدى أحمد ابن ادريس بشر أستاذى رضى الله عنه ببشائر كثيرة من جملتها قوله لوالدته ان ابنك هذا قائد زمام القافلة القدسية * فأعظم بها من بشارة فيها بشارة الى أنه قائد ركب الأولياء عموما وتفصيلا وشهادة مثله لا تكون الا عن شهود وعيان * وعندما نظر أهل الكشف والاجلاء والمقام الرفيع الأعلى الى ما يؤل اليه أمره من انفراده دونهم بالسطوات الربانية * وصلوا عنده قبل أن يبلغ أشده ورأت والدته يقظة وهى تتلا فى مصحف بين يديها كل واحد منهم بيده رمح يريد أن يطعنه به واشتد خوفها عليه مما أبصرته بالعيان * فلما وصلوا قرابه حضر سيد الوجود وقال جئتمونى فى نفسى ومرادكم تتصرفون فيها بما منحتكم به من العطية * فألقوا ما بأيديهم من الرماح ووقفوا بين يديه صاغرين معتذرين مما حل منهم وزال خوف أمه من حينئذ وحصل بها الأطمئنان * وجاء يوما قاصدا بيت الله الحرام فلما وقف حانت منه ومن الحاضرين التفاتة فرأوا الكنز الذى تحت الكعبة بارزا بما فية من التب على حالته المحكية * وعند انصرافه انطبق الكنزوعاد لخفائة وما علم السبب من ظهوره عند وقوفه وعودته للخفاء عند انصرافه ولكنها كرامة كبيرة تشير الى أنه سيفتح كنوزالعلم الحقية ويعبرعنها بفصيح اللسان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وبدت منه خوارق بتفصيل أحواله نواطق ومع ذلك هو قريب من الأمية * لأنه ترك القراءة قبل أن يبتدئ عودة واحدة وغاية قراءته الي أن تعد سورة آل عمران * فلما قرأ نحو جزأ من سورة البقرة اشتغل بالعبادات والرياضات من غير أن يفهم لها كيفية * وتمسك من امرأة من الصالحات ببعض أوراد ودخل قبة سيدي عبد الله ابن العباس مختليا فبينما هو جالس عند ضريحه اذ انشق الحائط وخرج منه إنسان * فجلس أمامه وقال أنا عبد الله الخضر أتيتك لأنهض بك إلي الحضرات العلا وأوصلك إلي الطريقة الإحاطية * ورقم له الخاتم المثلث البطدي ولقنه ياحي يا قيوم وقال له أكثر منه إلي أن تبدو لك أسراره وتنجلي أنواره ويزيل من قلبك الصدا والران * فابتدأ الرياضة من وقته وساعته والعدد سبعين ألفاً بالغداة وسبعين ألفاً بالعشية * ويصوم طاوياً ولا يفطر إلا بعد ثلاثة أيام علي نحو تمرةٍ أو أقل ، واستمر علي هذه الحالة إلي سنةٍ لا يمل ولا يفتر ولا يضع جنبه علي فراش من ليل ولا نهار حتي تصفي الجسم والجَنان * ولم يزل يري الخاتم مرقوماً بالنور ويدنو منه ومن رأسه إلي أن اتصل بجسمه وكادت جسمانيته أن تنقلب إلي روحانية * وفي هذه المدة لا يُخَاطب إلا بما يفزع القلب ويحزن اللب ، إلي أن انقضت بفضل الله ورحمته مدة الإمتحان * فجاء يوماً وجلس تحت ميزاب الكعبة وقال ياحي ياقيوم مرة ، خرج من جسمه دخانٌ مظلمٌ وكُشف له عن الأرض من قاف إلي قاف ، وقال ياحي ياقيوم مرةً ثانية فكُشف له عن السمواتِ إلي العرش والأراضي إلي ماتحت الثري وقال ياحي ياقيوم مرةً ثالثة فكُشف له عن الحضرات العلية * وحصل له من ذلك المحل شهود الحضرتين ، ولم يستطع أن يزيد علي المرات الثلاثة ، وغاب عن إحساسه وخرَّ مغشياً عليه ، فلما أفاق هامَ علي وجهه في الأودية والجبال غارقاً في محبة الرّحمان * وذِكْرُهُ بعدما كان سبعون ألفاً كما مرَّ ، صار مرةً بعد صلاة الصبح ومرةً بعد الظهر ومرّةً في جوف اللَّيل ، في كل مرة يقول ياحي ياقيوم ولم يطق الزيادة في ساعات اللّيل ولا في النهارية * وخرج يوماً لقضاءِ حاجة الإنسان ، فأخذ حجراً يَسْتَبرأُ به وخطر في فكره أن الأولياء يقلبون الأحجار ذهباً فاتقلب الحجر ذهباً في يده ، ومن تلك الساعة عرف أن اللّه منَّ عليه بقلب الأعيان * وبعد أن فهم من حاله أنه تمكن من خرق العوائدِ ، ألقي الحجر من يده وقال له لاحاجةَ لي بالذهب ارجع إلي حالتك الحجرية * فرجع إلي حالهِ ، وطلبه والده أن يريه تَصريفه بالخاتم المثلث ، فرقّمَ الخاتم وأخرج من كل بيت من أبياته التسعة نوعاً من أنواع المعادن والجواهر والأطعمة والأشربة والحيوان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان ثُمَّ بشَّرهُ والِدُهُ ببشارةٍ لا أكبر منها وغاب عن أهله مدة يرعي مع الوحوش ويأوي إلي المقابر ويبيتُ فيها ، فوافاهُ عندها شخصٌ من المخلوقات الظُلمانية * فزجره وقال له ما تريد ؟ قال رزقي في الأموات فقال كيف تأخذهم ؟ فغطس في الأرض من غير حفْرٍ وأخرجَ جُثّةَ ميِّتٍ وألقاها بين يديهِ وسأله الأمان * فأمره الأستاذ بردها إلي محلها ، فغطس وردّها إلي قبرها ، وسأله الاستاذ عن حنسِهِ فقال من سكان الأرض قبل خلق أبيكَ آدم ، فنهاهُ عن تلك المقبرة أن يأخذَ منها جُثَّةً آدمية * وافرقع فلقي مخلوقةً تأخذ لحم وجه الإنسان بأظفارها ، جالسةً علي فراش ، فطردها منه وجلس عليه ، فقالت له سألتُكَ بالله أن لا تتضرني وأقسمت عليه بسيد الأكوان * فلمّل سمع ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم خرَّ مغشيَّاً عليه لأنه منذ تلك الأيام لم يمر عليه ذكر الله ورسوله إلا غابَ عقلُهُ من الحضرة النبوية * ولم يفق من حالة الهيام والاصطلامِ حتي قابله رجلٌ من أكابر الأوتاد وقال له جَدُّكَ رسول الله صلي الله عليه ويلم بالمدينة ، فدخل المدينة المُنَوّرة وهو بشراب خمر المحبة سكران * وفي هذه المدة وهي جلوسه بالمدينة لقي الشيخ يوسف الصاوي فلقنه السبعة الأوراد الطريقة الخلوتية * فتلقي لا إلهَ إلاّ الله وتريَّضَ بها نحو مائة يوم ، إلي أن انسلخت منه النفس الأمّارة بالسوءِ ، فتلقي الاسم المفرد واشتغل به برهةً من الزمان * إلي أن انسلخت منه النفس اللّوامة ، وبدا له نور النفس المُلْهَمَة فتلقي الهويَّة * فاستغرق في ذكر الهوية إلي أن بدا له نور النفس المطمئنة فتلقي اسمه تعالي حق إلي أن ظهر له نورُ النفس الراضية فتلقي الاسم الحي إلي أن انجلي به نورُ المرضية فتلقي القيومَ ونالَ الأمان * ثُمَّ أتي إلي شيخِهِ عندما بدا له نورُ النفسِ الكاملة فلَقَّنَهُ ياقهّار واشتغل به إلي أن ترقّي إلي أعلي درجاتِ الصِّديقيَّة * وشهد له شيخه بالكال المُطْلَقِ وسلك عليه طريقة السيد البدوي واشتغل بأذكارها نحو أريعة أشهرٍ إلي أن اتصل بأبي اللِّثامين وصار أكمل أهل طريقته في ذاكَ الأوان * ثم أخذ الطريقة السمانية علي شيخه الشيخ حسيب المغربي ، وأخذ علي الشيخ محمد شيخ الدلائل والطريقة السمانية * فاشتغل بأذكارها إلي أن أن استكمل امداد الكل ، وأخذ القادرية والنخشبندية والشاذلية والجنيدية والختمية علي والده الختم سيدي محمد عثمان * فاستمكل ارشاد الجماعة واشتغل بأنواع العبادات والطاعة وتوجَّهَتْ نحوه جميعُ الامدادات المحمدية * وتلقي لا إله إلا الله عن مَن أخذها مِن غير واسطةِ أحدٍ ، وهو شيخه المتقدم الشارب من ماءِ الحياةِ أبي العباس أحمد بِلْيَا الخضر ابن مَلْكان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وأخذهُ سيدي الخضر عليه السلام من يده وأتي به موضع في دار الهجرة النبوية * وقال هاهنا سألتُ جَدَّكَ سيد الأولين والآخرين عن شيءٍ يأمَنُ به العبدُ من سلب الايمان * فقال من اقل دُبْرَ كُلِّ صلاةِ اللهمَّ إني أُقدِّمُ إليكَ بين يديّ كل نفَسِ ولمحةٍ ولحظةٍ وطرفةٍ يطءرِفُ بها أهلُ السموات وأهلُ الأرضِوكل شيئٍ هو في علمك كائنٌ أو قد كان أقدم إليك بين يدي ذلك كُلِّهِ الله لا إله إلا هو الحي القيوم (الآية) ن وآمنَ الرسول إلي آخر السورة ، وشهد الله إلي الاسلام ، وقل اللهم (الآية) ، والإخلاص والمعوّذتين والفاتحة أَمِنَ من سلب الإيمان ، رواية صحيحة خضرية محمدية جبريلية إلهية * وقد أخذها أستاذُنا رضي الله عنه عن الخضر، كما أخذ عن الخضر لا إله إلا الله ، والخضر أخذها عن رسول الله من غير واسطة بينه وبين الله ورسوله بفضل الله واسطة أو واسطتان * وقد أخذ أُستاذُنا رضي الله عنه ياحي ياقيوم عن النبي صلي الله عليه وسلم من غير واسطةٍ ، ودخل به خلوته الصمدية * وجلس أربعة عشر يوماً بلياليها لا يأكُلْ ولا يشرب ولا ينام ، وذكرُهُ ياحي ياقيوم مائةَ ألفٍ صباحا ومائةَ ألفٍ مساءً من غير زيادةٍ ولا نقصان * ونال فيها أسرار الوجود وأُعْطِيَ مفاتيحَ خزائنِ الكرمِ والجودِ وأُجلِسَ علي منصةِ الاستواءِ واُعطِيَ تصريف الكون وماحوي وفهم معني الأولية * ورأي الروح الأكبر بيدهِ لوحٌ علي هيئةِ القلب مكتوبٌ فيه الاسمَ الأعظمَ بكماله منقوطاً ومشكولاً فحفظَهُ حفظا جيداً وتلاه بكل جوهرٍ وفرد ، فلمّا ختمهُ ذابَ حتي صار ماءاً ، سمعتُهُ قال أنا تلك النقطةُ رأيتُ الذات المحمدية * خرجت من القبر ودخلت في تلك النقطة واستوت في صورةِ أكْمَلِ إنسان * وفي اليوم السابعِ من دخوله الخلوة قال حصلَ لي فتورٌ من الجوعِ حتي غبتُ عن وجودي ، فرأيتُ سيدتي فاطمة الزهراء وضعت بيت يدي طعاماً في زِبْدية * فلما أكلتُهُ أحسستُ بالقوة الكاملة ووضعتُ فضلةَ الطعامِ في طاقة الخلوةِ ثم ناولته ادريس المحيسي فلما أكله حصل له الفتحُ الكبير وصار من كُمَّلِ أهلِ العرفان * وبعدُ بقي بذات الحبيب تجلَّت عليه الذات المقدسةُ بأسرار أسمائها وأوصافها ووهبته التصرف في المملكة وأجلسته علي سرير الرحمانية * وألبستهُ سَيْفَيِّ العظمة والهيبة وشربَ بحرَ كُنْ فيكون واستخرج الكنز الذي تحت العرش وملك الدُرَّ المكنون واطلع علي أحكام الأزلِ والأبدِ والتحققِ الأحمدي وانفردَ ببقاءِ التجلي الذاتي من كُلِّ ديوان * وَلَمَّا أدركَ حقيقة الفرضِ والسُننِ وأبت رِجلاهُ أن تقف علي الأرضِ ، وتلميذه ادريس المحيسي خارج الخلوةِ يناديه كشفاً وتحقيقاً أنِ اخرج لهداية الخلق فقد أتاكَ التأييدُ من الحق ، ودخل عليه شيخُهُ صاحب العلوم اللَّدُنِيَّة * وزجره إلي أن نزل من الهوي واتصلت رجلاهُ بالأرضِ ، ثُمَّ بشَّرَهُ وقال له إنَّكَ في هذا اليوم تعلمت الاسم الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب وإذا سُئِلَ بهِ أُعطي ، وأُلبِسْتَ من الحضرات الأحمدية والصمدية خِلَعَاً وتيجان * وتعلم من هذه علوم الأوقات وعلم الحرف وبهما احتجب فتمَّهُ لتشرب ذاته ما شربته أرواح الكُمَّلِ قبله ، كلما أدركوه بأرواحهم أدركه بذاته البشرية * وأتقن ماسطّرَهُ القلم الأعلي في اللوح وما اختص به كلٌّ منهما وماهو مجمل من النون وعلوم شرائع الأنبياءِ والملائكة وحقائقهم وعلوم الجن والروحلنيين والعناصر وعلوم الأوائل والأواخر وعلوم الحكمِ الدقيقة وبواطن الشريعة والحقيقة ، وأتقنَ الحكمة التي أتقنها ذو القرنين ولقمان * فلما تم الخلوةَ وخرج منها تلقته هِرَّةٌ ميتة وعَلِقَ بخاطره إحياؤها ، فأحياها الله كرامةً له وعلم أنه تحققَ بالأسرارِ العيسوية * واستوت وارداتُهُ في النوم واليقظةِ والخلوة والجلوة والحضرة الغيبية ، فصار لا يسهو إذا سهي الناس ويري من حالة الاحتجاب مايراه غيره بعد الفتح الكبير واختص بمزايا لم تكن لغيره في سائرِ الأزمان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وَلَمَّا حَلَّ بهذه البلاد وأضاء نورُ طلعته الأغوارَ والأنجاد فتسارعَ إليه الناسُ من كلِّ فجٍّ كأنهم في يوم عرفة والحج وازدحموا عند بابه ولاذوا بعالب جنابه وبلغَ كلُّ من قصده غاية الأمنية * وسَت محبتُه في قلوب الجميع وصار معظّماً عند الرفيع والوضيع ، وحصلت له كراماتٍ وخرقُ عادات لا تكون إلا لِذي مقام رفيعٍ من أكابر أهل العرفان * وعندما دخل أرض الجعليينَ وجد رجلاً من المتعبدين وحاله مصلوحٌ وطريقته السمانية * فلمارآه داخله الحسد فأنكرَ وانتقدَ وتكلّمَ في جناب الأستاذ بما لايليقُ ، فانسلب من حاله وباء بالطرد والوبال والخسران * وأغري بعضُ الحُسّادِ صاحبَ الدولة في أيامه ، فتوعّد الأستاذ لمّا علِمَ الكيفية * فعاد إليه ما قصده وهلك قبل أن يراهُ ويعقل به ويفعل به ما قصده من الطغيان * فانتشرت ولايته وظهرت هدايته وأصلح رجالاً وفتح أقفالاً من العلوم اللدنية * وتزوج وهو ابن خمس وعشرين وولد له ولدان وبنتان ، ومع ماحصل له من الخوارق والناس فيها فريقان * فريقاً اعتقد أنه من أهل الأوفاق والجلب فحُرِموا بركته وأعمي الله أبصارهم وبصائرهم عن شهود مقاماته العلية * وفريقا صدقوا أنه من أولياء الله فاعتقدوا فيه وصحبوه وخدموه بنيةٍ صادقةٍ ولأجله فارقوا الأهل والأوطان * وكل من أضمر عليه السوء والنفاق ابتلاه الله بداءٍ مالَهُ من راق ، وإن كان صاحب منصبٍ عُزِلَ من منصبه وساءت حالتُه الدينية والدنيوية * ومَن أمه ميتغياً وجه الله تعالي نال مقصوده ، ومن قصده لقضاء حاجة فُضيت باذن الله تعالي ، ولأجل ذلك تسارع أربابُ الحوائج من جميع البلدان * فأتي إليه شخصٌ من أبناء الرجال (و يُحكي أن والده كان من الأبدال) بابنةٍ مُقعده من مدة سنتين لا تستطيع القيام وحكايتها مشهورةٌ جلية * وعندما أراد والدها السفر بها إليه قال له بعض المرتابين اجلس في محلك فإن السيد الحسن الميرغني لا يُحيي الميت ، فلما حضرت بين يديه محمولة قال لهم ضعوها عن أكتافكم واحضروا من يُسابقها ، ثم قال لها قومي وسابقي فلان * فقامت كأنما نشطت من عُقالٍ وزال داؤها العضال واشتهرت مسألتها بين البرية * وكثير من أرباب العاهات والأمراض قضوا ببركته الأوطار والأقراض ، فشفاهم الله من ساعتهم ولا سيما أهل الغزالة بل والجنان * وأتي إليه رجلٌ كان والده متولياً قبل قدوم الترك ببلادنا ‘ وتوفي في سنة قدومهم وتولي أخوه في محله وليس له منازع من الرعية * فطلب من الأستاذ أن يجعله في محل أبيه ، فاستبعد الناس عزل عمه لأنه متمكن وكلمته مقبولة عند الدولة ، فلما علم الأستاذ صِدْقَ طلبه ومحبته قال له بعد غدٍ يوم السبت ستُكسي وتتولي محل أبيك ياعدلان * فناداه الحاكم في ذلك اليوم وكساه وعزل عمه من غير مقاموة ولا طلب ولاشكية * فجلس فيه إلي أن توفي وولي ابنه من بعده ، فجاء أخوه ووقع علي الأستاذ فولاه وعزل أخيه وهكذا أهل المناصب والمراتب ، إذا أنكر منهم واحد عزله من منصبه كأنه ماكان * ولما حضر سعيد باشا بهذه البلاد وعزل أكثر العساكر والأجناد ، وطلبهم أن يحضروا إلي الجهة البحرية * فكان من جملتهم رجلٌ متعلق بالأستاذ ، نقل أهله ، فلما وصل عند الأستاذ بالجوير قال له أصبر هنا يكون خيراً ، فجاء الأمر بأنه حاكم ومدير علي كردفان * ولمّل نظر الأمر الصادر إليه من مصر وجده مؤرّخاً باليوم الذي أمره فيه الأستاذ بالصبر فازداد في المحبة واخلاص النية * وكذلك محمود أغا وأخوه عبد الله ، لمّا تعلقا به صار كل منهما سرَّ سواري وانتظمت له العسكران * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وأما كشفُهُ عن الغيوب والضمائر فهو كثير لا يعد لحاصر ، كما أن عزلُهُ وتوليته وكراماته لا تحصيها الدفاتر فلنذكر شيئاً منها لمض التبرُّكِ لا لإحصاء ماله من مزية * كنت كثيراً في أوقات جلوسي معه تمرُّ علي قلبي خواطر ، فيخاطبني بها ويقول لي كيف يمر علي قلبك الخاطر الفلاني ويذكر لي عينَ ما مرَّ ، وكذلك إن نمت أو غفلت عن وردي أو زدتُ أو شككتُ يقول لي أنت البارحة شككتُ في المائة الفلانية أو في الألف الفلاني تصريحاً لا تلويحاً ، وكثيراً مايحكي لي منامي أو منام غيري من الأخوان * وأتاه بعض القضاة قال له أريد أن تكاشف لي مافي ضميري ، فقال في قلبك تزويج فلانة بنت فلان وهي في هذه الساعة جالسة تمشطها فلانة وصرح بالقضية * فصادفه علي مافي قلبه ، فذهب القاضي في اليوم وسأل المرأة عن صنيعها في ذلك اليوم ، فقالت كامن تمشطني فلانة في المحل الفلاني ، نفس الذي ذكره الأستاذ ، وأحيا لأحد عضفوراً ميتاً لمّا قال له أريد أن أري إحياء الميتِ عِيان * ورمي بعض أصحابه ضباً قتله وأدخله في مِخلاة ، فلما فرغ الأستاذ من صلاة المغرب أمرنا بإحيائه فأحياه وصرَّحه في البرية * وأخبرني خاله الحاج إدريس قال بعد أن ما وصلت عنده في التاكا كنت يوماً أقتل النملة الرتيلة ، فكلما سحقت واحدة في الأرض الصلبة يقول لها قومي فتحيا بإذن الله ، ثم صرتُ أُبالغ في حركها وسحقها وهو يحييها وأنا أنظر ذلك حساً وعيان * وانكسرت يدُ واحدٍ من تلامذته فجبرها في ليلته ، وانكسرت رجلُ آخر فجبرها في ليلته ، واشتكي إليه من عالم تصدي لمنع الناس من طريقة والده الختمية * فقال له وأنا جالس اسمع في يوم قدومك بشَّره بالقول الصريح أنه يموت في اليوم الثالث ، فأوعده الخليفة الأمين علي رؤؤس الأشهاد ، فما أتي اليوم الثالث إلا وفارقت روحُه جسَمه وباء بالذُّلِ والطرد والجَرَيان * وكنت في بعض الأيام جالساً بين يديه أقرأ في طبقات المناوي ، فذكر فيها يأكل الولي عن تلميذهِ فيشبع التلميذ من غير أكل ، فتحير قلبي وشككتُ في القضية * فلما كان صبيحة ذلك اليوم منع الله مني القوت الي العصر ، وحضرت المائدة ، فأمر الأستاذ الجماعة بالأكل ومنعني وقال إقرأ في الكتاب ، فصرت أقرأ وأنا جائع ولهان * فما رفع الجماعة أيديهم إلا وأحسستُ بالشِبعِ وغلبني الجُشاءُ الحامض الذي لايحصل إلا بعد امتلاء المعدة بالكلية * فحققتُ أن الأولياء يفعلون مايشاءؤن بإذن الله ، وحققت أن أُستاذي من أكابرهم فحصل لقلبي يقينان * وقد شكوت إليه من أمراضٍ أصابتني فرفعها الله بدعوته السنية * وعُوفيتُ منها قبل رفع يديه من جسدي في كثير من الأحيان * ومازال يتلقي الأحمال عن أتباعه ، بل من جميع العالم كما في سنة اثنين وسبعين وغيرها من السنين الماضية * فكيف لا وإليه أزعن أكابر الأغواث والأفراد وأصحاب الهداية والإرشاد بأنه صاحب الفيض والإمداد في كلِّ الأزمان * وكثير من الناس صرَّحَ بأنه يموت في تلك السنة فما أخطأت فراسته الكشفية * ومن بشَّرهُ بالحياى أخرجه الله من ذلك الطاعون الذي كاد أن يعم جميع أصناف الحيوان * وكراماته الكبري التي شاهدناها لا تحتملها قلوب الأكابر فضلاً عن الأصاغر المتمسكين بظاهر العلوم الرَّغمية * فلذلك أعرضنا عن ذكرها رفقاً بحالهم لئلا يجرهم الوهم والخيال إلي إنكار كرامات السادات فيحرمون من البركات والإمدادات ويغرقون في بحار الجهل والخسران * وكذلك أعرضنا عن ذكر علومه الخاصة به لأنها من الأسرار اللدنية * تمجها قلوب اللذين لايفهمون معناها قبل أن يسألوا عنها فيقعون في الحذر ويحجبون عن مشاهدة النور ويُحسبون من أهل الغرور والهُذيان * ثبتنا اللهم علي محبته وخدمته ، وأسقنا من شربته النفسية * وأبقنا من أزل الآزال إلي أبد الآباد بمحض فضلك مؤَيدينَ منه به في صدر كلِّ ديوان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وأما نسب ذاته الكريمة وجوهر جُثَّته اليتيمة التي لا ثمنَ لها بالكلية * فهو رضي الله عنه وأرضاه وجعل في مثاني الاسماء والصفات متقلَّبهُ وفي قرآن كمال الذات مثواه كما هو الأمر الذي خلقه الله عليه وسوَّاهُ سراً وإعلان * إذ هو صاحب العزِّ المعقود والشرف المحمود الخاضع له الوجود الإمكاني بالركوع والسجود بأمر الحضرة العلية * فما كان هو إلا صراط الله المستقيم الجامع بين شرف الوجودين الحادثِ والقديم بالنص والبراهان * البر النقي المُنَقَّي المتصل بالله نسبه والمؤسس عليه شرفه وحسبه عناية أزلية * شجرة الوجود المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء وحيث لا وطن ولا مكان * غيب الغيب المطلق والمحيي بساذَج الذات الأحمدية * المقدسة عن الوالد والولد والكم والكيف والحدوث والامكان * ولما كان نسبه الإلهي المنظوم علي تقوي الله تعالي كما ذُكر في المجالات السابقة الأزلية * أردت أن أبين نسبه الطيب المبرور المعجون بالمسك والكافور المتصل بسيد الأكوان * فهو الأستاذ الأكبر والكبريت الأحمر سيدي ومولاي السيد محمد الحسن الميرغني ، بغية الله بالله لله من التلقيات الإلهية * ابن الأستاذ الأعظم قطب دائرة السطوح السامية ، وسر سارية الفتوح الساطعة العالية إمام العلماء الراسخين ختم أهل العرفان * سيدي ومولاي السيد محمد عثمان ابن السيد محمد أبي بكر صاحب الكشوفات الظاهرة الجلية * الذي رأي إبنُه الختم سيدَ الوجود فقال ليه أين والدي ؟ فقال له والدك في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وقال ابنه عبد الله هذا مُفتي الظاهر ، وقال في حق سيدي محمد عثمان هذا مفتي الباطن ، فحقق الله ما قال في ابنيه وهما صغيران * ابن القطب الغوث الكامل الجامع سيدي عبد الله الميرغني المحجوب لاحتجابه أربعين سنةً لزم الأذكار والأوراد البهية * إلي أن رسخت قدمه في مقام الصديقية الكبري ، وصار إمام المقربين في زمانه وخضع له الكون ودان * وشهدت له بذلك أفعاله وأقواله وأحواله بشواهد العلوم اللدنية الإلهية * وكمال التصرف في جميع الأكوان * ابن السيد ابراهيم صاحب النفس الكاملة والخُلق الزكية * ابن السيد حسن الهائم في الله ظاهراً وباطناً في كِلا الداران * وهو الذي فتحوا قبره مرات عديدة فوجدوه حياً كما هو جالساً علي كرسي من ذهب وبيده مصحف ويرتل آيةً جلية * فرفع رأسه وقال لهم أوقد قامت القيامة ؟ فهربوا منه لِما اعتراهم من ذلك الشان * ويحكي أنه غطَّي التربة في آخر المرات قطعٌ من العنب وسدوا قبره ونبهوا علي أنه بعد ذلك الحادث لايفتح بغتية * وعرفه بذلك الخاص والعام ، وقبره الآن بمكة المشرفة بالمعلا ظاهراً يزارُ وتُلتمسُ منه مواهب الإحسان * وهو رضي الله عنه ابن السيد محمد أمين ابن السيد علي ميرغني ، ومنع لغبهم بالإمارة والغني المعبر عنها مميرغني باللغة الفارسية * وهو الذي هاجر من بلاده واستوطن مكة المشرفة بعد أن كانت له ولآبائه وأجداده السلطة والإمارة بأرض خراسان * ابن السيد حسن ابن السيد ميرخوردي ابن حيدر ابن حسن ابن أحمد المحلي بالملابس العلية * ابن علي ابن ابراهيم ابن يحي ابن حسن ابن أبي بكر ابن علي ابن أحمد أحد جواهر عقد النسب المصان * ابن اسماعيل ابن ميرخوردي البخاري ابن عمر ابن علي ابن عثمان ابن علي التقي إمام الملة الحنيفية ، ابن حسن الخالص ابن علي الهادي ابن محمد الجواد ابن علي الرضا ابن موسي الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر الذي بقر العلوم اللدنية * بقراً كما تبع أثر جدِّهِ رسول الله الملك الديان * ابن علي زين العابدين ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب باب مدينة العلوم المحمدية ظاهراً وباطناً بشهادة خير البرية * وهو ابن فاطمة البتول بضعة رسول الله وسيدة نساء العالمين من غير نكران * فأعظم به من نسبٍ سِلكُهُ الذهب الأحمر وحُبابُهُ الجواهر البهية * وكيف لا وقد جمع بين اليتيمتين اللتين لأحديهما الوجود والإمكان وللأخري الوجود والسلطان * وقلت فيه شعراً :- نسب مُصفَّي من جميعِ اللآلي أعلي وأغلا من عقود اللآلي مجلَلي الإحاطةِ والسيادة من عَلا مِن كلِّ ما صوّرتُهُ في بالي حقاً أشار له ابن بسطامٍ لذا صحت جهراً مترنماً بالقال فمن عثمان للحسنسن شخصٌ تُقرُّ له البريةُ بالكمال نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وأما وصف ذاته المقيدة التي هي من الأمهات والآباء متولدة وعليها أحكام الظاهر مجرية * فهو رضي الله عنه مربوع القامة آدم اللون عظيم الهامة ارتفع الخلاف بين اسمه ومسمَّاه ، فصار الاسم عين المسمي من نور طلعته القمران * أبيض أسود الشعر واسع الجبهة كأن الشمس تجري في مياهٍ وسائرِ جواهر جسمه الذي شاهدتُه بالرؤية البصرية * ممسوح الصدقينِ نائر الخدين مقوَّسَ الحاجبين مع إلتفاف شعرهما والأهداب ليس بين رؤسهما اقتران * قصبة أنفه معتدلة علي أنواع الجمال مشتملة ، في رأسها احديداب يعرف بالتأمل وبالنظرة البديهية * أكحل العينين بياضهما متسع وسوادهما حالك ، مدوَّرُ الفم ، شفتُه العليا كالمطبوقة يتخيل الرائي من بُعْدٍ كأنها شفتان * أبيض الأسنان مع الدقة ، مفروق الثنايا العليا ، مستَويَ الأضراس والنواجز عاضاً بهما علي الملة الحنيفية * لسانه الجميل ثقيل عند حكاية الدنيات الملهية * منطِقُه عذبٌ سلسٌ في حكاية الذكر وتلاوة القرآن * كثيف اللحيةِ خفيف الشواربِ ، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود ، عنقُه مخلَّصةٌ من الكتفين كأنها فضةٌ مجلية * تحت حنكه الأسفل أثر دملٍ قيل أنه كان متدلياً فلما وصل عند والده في مصوّع قال الأشراف في مكة يضحكون علي دملكَ المتدلي ، فأصبح ذاهباً كأنه ما كان * مشرف الصدر قصير الظهر عند ملتقي أضلاعه ، في صدره بياضٌ أخبرني بعض الصالحين أثر السيف ، وتحت إحدي كتفيه شامةٌ كأنها طبع خاتم وراثة محمدية * وبإزاء ثديه الأيمن شامتان ، إحداهما رأسها فيه انحناء علي هيئة سيف العجم والأخري معتدلة تحاكي سيف العرب ، ظهورهما فيه صبيحة خروجه من الخلوة التي أذعن له فيها الفريقان * قليل لحم العضد طويل الساعد كفه الرحب الواسع أجود من الريح وأنامله المتوسطة لا تفتر عن التسبيح ، فوق رأسه قرنٌ ظاهرٌ عجز عن ذهابه كل طبيبٍ ماهر أصبح يوماً ذاهباً بالكلية * فحكي لنا أنه رأي في تلك الليلة مالك خازن النيران ، أخذ بيده اليمني واضعاً يده علي ذلك القرن وطاف به علي دركات النيران السبعة ، وفي أثناءِ الحكاية سارقنا النظر إلي موضعه فما وجدنا له أثر واعترانا الشك في أي جهة كان * ناعم الكشح ضامر الوسط ماشبع من طعام وُضِع بين يديه قط ، بل كان يأكل قليلاً لئلا يعلم أنه مائل للملكية * ممتلئ الوركين والساقين يمشي بجميع قدميه مطمئناً في سائر الأوقات ، وإذا زاد عليه حالٌ باطنيٌ يمد لسانه تارةً وتارةً يكثر من الدوران * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان وأما أخلاقه رضي الله عنه فانها تسع جميعَ الوجود لأن كل جوهر فرد بما يصلح حاله من ممدود ولا يحصرها ضبط الألسن الخلقية * ولابد من ذكر نقطةٍ من بحرها الزاخر الذي ليس له أول ولا آخر ، فإنه متحقق بالرحمة النفسية السارية من دواوين الحضرات القدسية المُشار إليها بقوله تعالي (قُلْ اِدعوا اللهَ أوْاٍِدعوا الرحمان * وهو العطوف الرؤوف الذي يحزن ويتألم إذا أصابت واحد من أصحابه بل من جميع المسلمين خدْشةٌ شوكية * ويتحمل البلايا النازلة حتي عن البهائمِ والجمادات ، وإذا مرضَ أحدٌ حضر إليه وترفق به وترحَّم أشد من واليه بل ربما جرت دموعه علي خديه من شدة الشفقة والرأفة والحنان * حريص علي هداينهم من الضلال يحب لهم مايحب لنفسه من الكمال ، يعجبه أن يرتقي كل مسلم إلي أعلا الفردية والغوثية * خالي من الغيرة والغبطة والحسد ، ليس في قلبه عداوة ولا غش لأحد ، السالكين عليه والسالكين علي غيره عنده سيان * كريم الطبع والأصل واسع العطاء والبذل والجود والسخاء والإيثار في الشدة والرخاء فيه سجية * يغيث الملهوف والمُطَّر ويطعم القانع والمُغتر ، يكرم أهل الفضل ويرفع مثواهم ويحب المساكين ويكثر نجواهم ، يُشبِع الجائع ويُكسي العريان * يوافق ضعفاء العقول علي طبائعهم ويلين لهم القول ويجادلهم بالتي هي أحسن حتي يردهم برفق للحالة المرضية * ويعامل الناس علي اختلاف أهويتهم ، يتكلم في المجلس علي قلوب الجالسين فيُفهم كل عاقل مراده من غير أن يشعر به الآخر ولو كانوا ألف إنسان * يكره إعجاب المرء بعبادته وخلواته ، ولو بلغ الغاية القصوي في التعبد والتهجد واخلاص النية * إن أتيته منكسر الخاطر يقبل عليك بكليته ويعرض عنك إن اعتقدت في نفسك الكمال وجلست بين يديه فرحان * يفرح الكئيب ويباسطه ويتألف العدو ويخالطه ، يقبل علي الأرامل والأيتام ويجيبهم إذا دعوه إلي ما خشن من الطعام ويقبل منهم أيسر الهدية * تألفه النفوس ولا تنفر منه الطباع ولو أكثر الجلوس بل كلما زدتَ في صحبته تربوا محبته ومودته ، وقد صحبته أكثر من خمسة عشرة سنة مامللت ولا ضجرت ولا سئمت صحبته ، ولا رأيته ملَّ أو ضَجِر من صُحبة أحدٍ من تلامذته مع إنَّ نفقتهم وكِسوَتهم وإن كثروا عليه وحده ، ووالله ثُمَّ والله مارأيته غضبان * وكان الغالبُ عليه في أوّل صحبتنا له كثرة البسط والمِزاح مع جماعته ، وتارةً تعتريه حالةُ فيضٍ جلالية * ولو ابتدأ في حكاية دنيوية جبراً لخواطر الحاضرينَ لا يرضي تستريحُ القلوبُ بها والطرب ويتألم إن تُهنا في اللهو واللعب وغفلنا عن ذِكرِ الله تعالي وإن كنا وحدنا يسُرّه أن يجدنا مشتغلين بتصفية القلب والجنان * ومنذُ صحبته مارأيته غافلاً عن وردِه وملازمة الصلاة في أوّل وقتها المختار وأغلب أوقاته يذكر الله بالاسم المُفرد سبعين ألفاً دبر كل صلاة مع آية الكرسي ألفاً والأسماء المتقدمة خمسة آلاف وستمائة وستة وستين وأدعية وصلوات نبوية * ويتجاوز ويعفو عن من يأتي إليه تائباً ولو عَلِمه كاذباً يستغفر له ولا ينفره ولو عاد ألف مرةٍ للفعل القبيح والعصيان * يُبشّر الأخوان بعد السلام من الصلاة وبعد الفراغ من الأذكار والمولد بنزول أطباق الأنوار والمدد وبنشرِ الكاسات والخلع النورانية * وبحضور أرواح الأنبياء والأولياء وأكابر الأفراد وأهل التصديق ، وتارةً يقول حضر سيد الوجود وبشَّر هذا الجمع بمحو الذنوب والغفران * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان اللهم إني أسألك بإطلاق الذات عن كُلِّ مادلّت عليه العباراتِ والإشاراتِ بإفرادها في غيب غيب الهُوية * وبما لاتحيط به الغيوب من رفيع التعالي وبما استبان * وظهر في جميع المجالي ، وبباطن بواطنِ قُدْسِك التي تجلّيتَ فيها لنفسك في ستٍ وستين ألف ديوان ، وبما تقرر في فنون حروف الاسم الأعظم وتستر في بطون ظروف الواحد والسبعين طلسم ، وبأسني أسمائك وأعلا سطواتك الكبريائية * وبياقوتةٍ الأزل المخصوصة بحضرةِ مَن لم يزل المرفوعة في أوْجِ التقديس والتمجيد المحفوفة بجميع حضرات التوحيد المتفجِّرة عنها أبحُرُ صفاتك وأسمائك الحسان * وبمن أقمته من كل البواطن وأيّدته في سائر المواطن وغيّبته في ربوع أحديتك المتعينة علي أرض القومية * وأجلسته علي كرسي التفريد وألبسته خِلَعَ الرفيع المجيد وتوّجته باسمك ذي الجلاي والإكرام وحلّيته بصفات النفس علي التمام متحققاً بالخمسة المعروفة في أهل هذا الشان * وبمن أظهرته سلطاناً في عوالم الجبروت والرحموت والبهموت والرغبوت والملكُوت متصرِّفاً في جميع مكوَّناتك علي حسب ما اقتضته كمالاتُك الذاتية * واخترته جليساً علي عرش الاستوي وعرجتَ بروحه وجسده إلي أعلا المستوي وجعلته لعينِ ظهورك وبطونك انسان * بروح أرواح الوجود المُقَرَّب المحبّب من بواطن التجلي والشهود المسمَّي بأسماء جميع الخلائق المُحقَّق بأنوار الحقائق المحمدية * وبملائكتك الكروبيين الذين في حضرات جمالك وجلالك مُغَيَّبين ، وبالمُغَيَّبين في حضرة واجب الوجودِ لتصريف جميع الأكوان * وبتجلي الذات والعماءِ والأحدية والواحدية والأُلوهية والرحمانيَّة والربوبيَّة * وبمن سهّلت عليه هذه الحضرات وتحقق بالخَفِيَّات من الأنبياء والمرسلين وأهل السطح والمقربين وكل من ترقَّي لأعلي مقامات الاسلام والإيمان والإحسان والإتقان * وبعرشك المجيد العظيم وحملَتِه والحافين به من التكريم ، وبكُرسيِّك وجميع الأفلاك والأملاك والعوالم العلوية * وباللأرَضِين إلي ماتحت الثرَي وبكلِّ مَن يُسبِّح بحمدِك ويلهج بشكرك وذكرك من الوري من المتحرك والساكن والصامت والناطق وأنواع الجمادات والحيوان * وأسأُلك اللهم بمحض هذا الطول الذي غيَّبته في أعلي تجليك الأول وجعلت لنا عليه المُعَوَّلُ وضمَّته جميعُ كمالاتك الغيبية * وأبدلت ظلامَ بشريته بمحض نورك وأقمته في دواوين بطونك وظهورك وجعلته في جميع الدرجات أكمَلَ إنسان * أسألك اللهم به أن تُغرقنا في بحر حبه وتروينا من شُربه وتُجلِسَنا علي بساط قُربه وتكشف عنَّا حُجُبَ الظلامِ والنفسانية * وتُشهدنا كمالَه وتُورثنا جلالَه وتُلبسنا جمالَه وتُعيننا علي خدمته وطاعته وصحبته وتوقيره واحترامِه وتعزيزه وإكرامِه من لحظتنا هذه إلي أبدِ الآبدين ياحنان يامنان * اللهم حجابُ الشهوات والظُلُماتِ قد حال بيننا وبين شُهودك فاعفُ عنَّا واغفر لنا وارفعه عنَّا بمحض فضلك وجودك وادخِلنا في حضراتك العلية * وبَدِّلْ سيئاتِنا حسنات وغَفَلاتنا طاعات واجعلنا من خواض أحبابك المقربين واحسِبنا من أهل بيتك المطهرين بخالص الفضل والامتنان * اللهم أحفظنا من خَفِيِّ المكر ووفقنا للقيام بالعبوديَّة * والشكر ، وامزج الدم واللحم والجواهر والأعراض بمجامع الذِّكْرِ ، وحُل بيننا وبين الأسقام والآلامِ الظاهرة والخفية * وارزقنا حفظ القرآن والإمتثال لأوامِرِه والإنتهاء عن زواجره ، وعلِّمْنا علوم بواطنه وظواهره وامنحنا حقَّ تِلاوته التي توجب لنا منكم أكبر الرضوان * اللهم إن عزائمَ الدُجي ومحاسن الالتجا شرحت صدورَنا للتَبَتُّلِ والتوسُّلِ إليكَ بأُستاذنا الأعظم ونبيِّنا الأكرم وجميع حضراتك القُدْسية * فنطلبُ منك اللهم بينَ يديِّ كلَّ نَفَسٍ ولمحةٍ ولحظةٍ وطرفةٍ يَطْرِفُ بها أهلُ السموات وأهل الأرضِ وكُلّ شيئٍ هو في علمك كائنٌ أو قد كان * أن تكتُبنا في ديوان أزليتك وقِدَمِكَ حاجين معتمِرين لنبيِّك ورسولك زائرينَ وبه مُتَّصِلينَ وصائمين ومُصلِّين وذاكرين وشاكرين وقائمينَ بجميع وظائف العبودية * وكُن أنت ونبيُّنا وشيخُنا نائبين عنَّا في صدور ذلك مِنَّا حقيقةً لامجازَ علي مانحن عليه من الكاسُلِ والنَّومِ والسَّهو والغفلةِ إلي أن يتحقق بذلك كلّ جوهرٍ فرد وعرَضٍ قائمٍ به منا تحققاً ذاتياً محمدياً أحمدياً من الجهر واللإبطان * اللهم إنَّ نُقصاننا قد بدا ومِرآةَ قلوبِنا وذواتنا اعتراها الصدي ومع ذلك فقد لُذنا وتوسَّلْنا إليك بعبادك أهل الاهتدي فأصلِحْ فسادَ قلوبنا واجعل مِرآتَنا بنور ذاتِك مجلية * وافتح علينا بابَ الطاعة ومُنَّ علينا بكمال الاستقامة والاستطاعة ، ولاتكِلْنا إلي نفوسنا طرفة عينٍ ولا أقلَّ من ذلك ياأرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا ذا الجود والاحسان * اللهم إنَّا ندعوك مضطرين وطرقنا بابَ أحبابك ونحن لواسعِ كرمك مفتقرين وفي أبحُرِ الغفلةِ والنوم والكسلِ غارقينَ وبشُراشُرِ قلوبنا متوجهين إليك ، ولأعتابِكَ طارقنَ فابدِل حالةَ السَّهوِ والغَيبة بحضور الكُليَّة والجُزئية * فقد أحببناك متوكلينَ عليكَ متوسِّلين بأحبِّ خلقِكَ إليك ، لبَّبيك اللَّهُمَّ لَبَّبيكَ إنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لك والمُلك لاشريكَ لَك ، لبَّبيكَ متِّعنا بشُهودكَ وافرِغ علينا خَزائِنَ كرمِكَ وجُودِكَ ، وغيِّبنا في بحرِ وُحدَةِ جودِكَ وأوقِفنا عند حدودِكَ يارحيم يارحمن * اللهم إنَّ الهَويَ وحُبَّ الدُّنيا قد اشتغرقا حرَكاتِنَا وسكَناتنا في شائرٍ أوقاتنا ، وما وجدْنا منهما مهربا ، وتوسَّلنا بأحبِّ عبيدِكَ الطائعينَ أن تنقلنا إلي كُلِّ حالةٍ عندَكَ مرضيَّة * وتجمعْنا بشَيخِنا واُستاذِنا جمعَاً ذاتياً غيبيَّاً كُليَّاً ، وترزُقنا عجائبَ لِقائه ومراتب البقاءِ به يارَبَّاهُ يارَبَّاهُ يارَبَّاهُ في لفظِهِ ومعناه ، وبِسِرِ لا إلهَ إلاَّ اللهُ مِن أزلِ الآزالِ إلب أبدِ الدَّوامِ ياللهُ ياحيُ ياقيومُ ويامالكَ المُلْكِ يابديعَ السَّمواتِ والأرضِ ياذا الجلالِ والإكرامِ فإنَّك أنتَ المُستعانُ وعليكَ التُّكلان * اللهم صلِّي وسلم وبارك علي إنسانِ عينِ الكمالاتِ المنفجِرةِ عند عيون الحَضراتِ العُلوية * وعلي ’لِهِ وأصحابِهِ وأحبابِهِ مادارتْ أفلاكُ العُلا عليهِ وظهرَتْ أنوارُ التجلِّياتِ الذاتية به في كُلِّ وقتٍ بهَيكَلِ أكْمَلِ إنسان * نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان الفاتحة زيادة في شرف المصطفي صلي الله عليه وسلم ... آمين الفاتحة لشيخ الطريقة ومعدن الحقيقة سيدنا السيد محمد عثمان آمين الفاتحة لسيدي السيد محمد الحسن الميرغني ... آمين الفاتحة للخليفة بابكر المتعارض ... لآمين انتهي نسخُ هذا المولد الشريف علي يد كاتبه الفقير الي رحمة ربه عثمان ابن الخليفة حسن ابن الخليفة عثمان ابن الخليفة بابكر المتعارض غفر الله له ولوالديه ولأبنائه وقرابته وصحبه وعارفيه أجمعين في يوم الجمعة 16 نوفمبر 2007م الساعة السابعة مساءً بالخرطوم بحري الشعبية شمال ، نقلاً عن نسخة مولانا الخليفة محمد الحسن ابراهيم أحمد كانكيج إمام مسجد الختمية بالشعبية شمال ببحري رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مستقره ومثواه والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم إلهي بمَحْضِ الذَّاتِ للذَّاتِ أبْقِنَا وفوقَ بسَاطِ الأحمديَّةِ رَقِّنَا وهبنا بمحضِ الفضلِ عينَ وِصَالِه ومن كأسِهَا النفسيِّ للجسمِ أسقِنَا وأبدل أرواحَنَنا وذواتَنا وعَلِّ بها ياربِّ مبدإ ذَوْقِنَا وشَرِّدْ بها عنّا الهمومَ وخُصَّنَا بإطلاقِها الذاتي في فتح رِزقِنَا وهبنا مقامات العبودة كلّها ظهوراً بطوناً كي نفوذ بسبقِنا ونبلغ بالأستاذ كلَّ مُرادِنا وفيك وفيه ينتهي كُلُّ عشقنا ومن أزل الآزالِ نشربُ حبكم إلي أبدِ اللآبادِ مظهر حقِّنا يكون جميعا في إجابة حجنا بغفلتنا في السهو مجمع فرقنا يكون سميعاً مبصراً لكمالكم مطيعاً لأمر الله حالةِ فسقنا إلي أن يمنُّ اللهُ منه بنظرةٍ يُبْدِلُ حُبْثَ القُربِ حُسنا بشُربنا ويحضرنا في بدءِ أوَّلِ بيعةٍ ويُقلب بالإكسيرِ معدنِ خلقنا ويجعلنا وإياه قلباً وقالباً وروحاً وجسماً في مواضعِ مَحْقِنا وعند مليك الكل ندخل دائماً ربوع التجلي في مقاعدِ صدقنا ونذكرُ بالسبعينَ حرفاً ونجتلي طلاسَِها سرَّ الجلالةِ لَقِّنا لنشهدَ يالله وحدة أحمد بغاية غاياتِ تفيدُ لسحقنا ونشربُ من ماءِ الحياة مشارباً لأعلي دواوين الحضائر رَقِّنا وصلي علي نور التجلي وآلهِ إلهي بمحض الذات للذات أبقنا تمت |
03-25-2012, 11:32 AM | #2 | |
مُراسل منتديات الختمية
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية
بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
|
|
03-25-2012, 01:19 PM | #3 | ||
المُراقب العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآآآمين |
||
|
05-25-2013, 10:00 AM | #4 | |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
ونبلغ بالأستاذ كلَّ مُرادِنا وفيك وفيه ينتهي كُلُّ عشقنا ومن أزل الآزالِ نشربُ حبكم إلي أبدِ اللآبادِ مظهر حقِّنا يكون جميعا في إجابة حجنا بغفلتنا في السهو مجمع فرقنا يكون سميعاً مبصراً لكمالكم مطيعاً لأمر الله حالةِ فسقنا |
|
|
05-25-2013, 10:00 AM | #5 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
06-12-2013, 04:37 PM | #6 | |
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
رضى الله تعالى عن الامام العلامة سيدى السيد محمد الحسن الميرغنى (أبو جلابية) نفعنا الله ببركته وامدنا بنفحته شكرا لك اخينا ود المتعارض |
|
|
05-21-2015, 01:14 PM | #7 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
05-26-2015, 10:19 AM | #8 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
06-05-2015, 01:35 AM | #9 | |
|
Re: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله ,,, ,,, ,,, أبوك المن قبيل معروف به عنّا البلا مصروف به أُمِّنا من الخوف جميع أهل الله عنده ضيوف ,,, ,,, ,,, من مُبشرات سيدنا ختام أهل العرفان أنه كان يوماً ببلاد التاكا وكان الوقت بين المغرب والعشاء فقال رضي الله عنه : سبحان الله , يكون ببلاد السودان مشهدٌ عظيم نظير مشهد البدوي ب(طنطا) تكون فيه رحمة واسعة وبركاتٌ عظيمة للأمة المحمدية . ,,, ,,, ,,, رُوي عن كثير من الصالحين ذوي البصيرة في أزمانٍ سبقت دخول سيدي الإمام الختم أنهم كانوا يقولون : نري نوراً في ذيل الجبل - يقصدون جبال توتيل - والتي شرفها الله سبحانه وتعالي بشيخنا وأستاذنا ومربينا وحامينا حامي الحمى من بحره طما الغيث المغمغم والملاذ الأعظم مولانا السيد محمد الحسن الميرغني رضي الله عنه وأرضاه وارضَ عنّا به يا مولاه واجعلنا اللهم في الدارين في حماه وأمدنا بمدده يا الله اللهم أجزِه عنا خير الجزاء اللهم أجزِه عنا خير الجزاء اللهم أجزِه عنا خير الجزاء ,,, ,,, ,,, "علي الوليّ الحسن أضعاف رضوان ,,, من المهيمن تترَى طول أزمان آمين ,,, اللهم آمين |
|
|
06-05-2015, 01:41 AM | #10 |
|
Re: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
كل عام وجمعكم المبارك إن شاء الله بخير وعافية في الدين والدنيا بمناسبة حولية السلطان الأنور واسطة العقد المجوهر الأغر مولانا السيد الحسن أبوجلابية
|
05-01-2017, 09:34 AM | #11 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
05-03-2018, 09:56 AM | #12 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
نَفِّسِ اللّهمُ روحَ القُدْسِ والحَقيقةِ الأحْمَدِية بِروحِ سَيّدِى مُحَمّدِ الحَسَنِ وَسَيّدِى مُحَمّد عُثْمَان |
03-29-2021, 10:56 AM | #13 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
اللهم إنَّ الهَويَ وحُبَّ الدُّنيا قد استغرقا حرَكاتِنَا وسكَناتنا في سائرٍ أوقاتنا ، وما وجدْنا منهما مهربا ، وتوسَّلنا بأحبِّ عبيدِكَ الطائعينَ أن تنقلنا إلي كُلِّ حالةٍ عندَكَ مرضيَّة * وتجمعْنا بشَيخِنا واُستاذِنا جمعَاً ذاتياً غيبيَّاً كُليَّاً ، وترزُقنا عجائبَ لِقائه ومراتب البقاءِ به يارَبَّاهُ يارَبَّاهُ يارَبَّاهُ في لفظِهِ ومعناه ، وبِسِرِ لا إلهَ إلاَّ اللهُ مِن أزلِ الآزالِ إلب أبدِ الدَّوامِ ياللهُ ياحيُ ياقيومُ ويامالكَ المُلْكِ يابديعَ السَّمواتِ والأرضِ ياذا الجلالِ والإكرامِ فإنَّك أنتَ المُستعانُ وعليكَ التُّكلان * اللهم صلِّي وسلم وبارك علي إنسانِ عينِ الكمالاتِ المنفجِرةِ عند عيون الحَضراتِ العُلوية * وعلي ’الِهِ وأصحابِهِ وأحبابِهِ مادارتْ أفلاكُ العُلا عليهِ وظهرَتْ أنوارُ التجلِّياتِ الذاتية به في كُلِّ وقتٍ بهَيكَلِ أكْمَلِ إنسان * |
التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 03-29-2021 الساعة 10:59 AM. |
03-30-2021, 10:28 AM | #14 |
المُشرف العام
|
رد: مناقب سيدي الحسن ابجلابية قدس الله سره
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد بقدر عظمة أنوار حضرات أسمائك العلية وعلى آله وصحبه عدد أسرار كنه ذاتك الأحدية الصمدانية) |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | ود المتعارض | مشاركات | 13 | المشاهدات | 18664 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|