القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
واحة رمضان الكريم كل عام وأنتم بألف خير وعافية... |
إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات | |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-15-2014, 02:42 PM | #1 | |
|
فضل الدعاء في شهر رمضان..!!
فضل الدعاء في شهر رمضان قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )(1) الدعاء من أفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان المؤمن وهو السلاح الذي يملكه في كل وقت ويستطيع أن يستخدمه في كل لحظة ، وهو من أحب الأعمال إلى الله عز وجل . ولذلك أمر الله عز وجل أن يدعوه عبده في كل شيء حتى في أبسط الأمور وأقلها . [ يا موسى سلني كل ما تحتاج ليه حتى علف شاتك وملح عجينك ] (2)فإذا كان ذلك الأمر لم يتيسر يسره الله عز وجل . فعلى الإنسان أن يمارس الدعاء في كل وقت . في حالة الرخاء أو حالة الشدة. لا يكون استخدامه للدعاء في حالة الشدة ويتذكر أن هناك إله يدعوه فيخلصه من تلك البلية وتلك المحنة . وما أن ترتفع عنه تلك المحنه أو البلية ينسى ربه وخالقه . يرجع وكأن شيئاً لم يكن . ليدعو الإنسان ربه على كل حال سواء كان في شدّة أم رخاء ، بل يدعو ربه في حالة الرخاء حتى يستجيب له في حالة الشدة [ أوحى الله إلى داود (ع) " اذكرني في أيام سرائك حتى استجيب لك في أيام ضرائك " ](3) وكما قلنا أن الدعاء من أفضل العبادات وخصوصا في شهر رمضان، فإن الدعاء فيه أفضل وأحسن لأن الدعاء فيه مستجاب . هذا لا يعني أن باقي الشهور لا يستجاب فيها الدعاء . وإنما في شهر رمضان أقرب إلى الإجابة من غيره ، لأن الأجواء في شهر رمضان تجعل الإنسان أقرب إلى الله من أي وقت آخر ، لأن الجوع و المستحبات التي يقوم بها الصائم في هذا الشهر المبارك كل ذلك يجعل الإنسان يتقرب إلى الله أكثر ولذلك يكون دعاؤه أقرب للإجابة. وأمر آخر ، الصائم حينما امتنع عن المفطرات ، والتزم بما أمره الله به حارب نفسه وهواه عن تلك الملذات التي كانت تتوق إليها النفس . ترفّع عن كل ذلك من أجل رضا الله وثوابه ومقابل ذلك وعد الله إجابة دعاء أوليائه فيه . في خطبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في فضل شهر رمضان (أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب ) . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب )(1) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ) . عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( أن للصائم عند إفطاره دعوة لا ترد )(2) عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره )(3) أفضل وقت للصائم أن يدعو الله ( عزَّ و جلَّ ) فيه وقت الإفطار بعد أن أنهى ذلك الصوم لله وما أصابه في ذلك اليوم من ظمأ وتعب لله ( عزَّ و جلَّ ) يقول لذلك العبد بعد كل ما قمت به في ذلك اليوم ماذا تريد مقابل ذلك العمل. ادعُ ، و اطلب كل ما تريده . فعلى العبد أن يغتنم الفرصة ويطلب من الله ما يريد فإن الله يجيب له دعاءه، فلا يبخل العبد على نفسه في أن يسأل ربّه كل ما يحتاجه ، فالبخيل من بخل بالدعاء . آداب الدعاء . 1 - الطهارة من الأحداث :- فإن المتطهر يكون أقرب إلى الروحانية من غير المتطهر ، وتلك الطهارة تنعكس على نفس ذلك الإنسان لما توجد عنده من توجه وإقبال على الدعاء . قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)(1) 2-البسملة :- ينبغي للمؤمن إذا أراد الدعاء أن يبدأ دعاءه ببسم الله فإن الدعاء لا يُرد من قِبَل الله ( عزَّ و جلَّ ) . عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( لا يُردُّ دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية )(1) 3- التمجيد والثناء على الله:- قبل طلب الحاجة من الله لابد أن تفتح الطريق وتهيِّئ إجابة المسألة وذلك لا يأتي إلاّ بتمجيد الله والثناء عليه وتلك المسألة التي تُبدَأ بغير تمجيد وثناء على الله فهي مسألة منقطعة فلا تصل إلى الله( عزَّ و جلَّ ) . عن الصادق ( عليه السلام ) قال: ( كلُّ دعاءٍ لا يكون قبله تمجيد فهو أبتر )(2) عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ( امدحوا الله واثنوا عليه قبل طلب الحوائج )(3) عن محمد بن مسلم عن الصادق( عليه السلام ) قال : ( إن في كتاب أمير المؤمنين( عليه السلام ) إن المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله ( عزَّ و جلَّ ) فمجِّده . قال : كيف أمجده ؟ ، قال: تقول : يا من أقرب إليَّ من حبل الوريد يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الأعلى ، يا من ليس كمثله شيء)(4) 4 - الصلاة على محمد وآله في البدء والختام:- الإنسان يدعو الله وهو يريد أن يستجاب له ذلك الدعاء ، فلا بد أن يبحث عن طريق يكون معه الدعاء مُتَقَبّلَ عند الله ( عزَّ و جلَّ ) ، وذلك الطريق هو أن يصلي على محمد وآل محمد في دعائه فإن الدعاء بدون الصلاة على محمد وآله فهو دعاء محجوب عن السماء . عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( صلاتكم عليَّ إجابة لدعائكم وزكاةً لأعمالكم )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلَّى على محمد وآل محمد )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من دعا فلم يذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رُفِعَ الدعاء )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال :قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أول الدعاء وفي وسطه وفي آخره )(4) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من كانت له حاجة إلى الله فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد لا تحجب عنه )(1) 5 - أن يختم دعاءه بما شاء الله:- أن يعترف العبد أن كلَّ شيء بيد الله ( عزَّ و جلَّ ) ولا بد أن يكون ذلك الاعتراف بيقين ويسلم بذلك الأمر لله ، ونحن لا شيء إلاّ بما منحنا الله من فضله وكرمه . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا دعا الرجل فقال ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله , قال الله ( عزَّ و جلَّ ) : استبسل عبدي ، واستسلم لأمري اقضوا حاجته )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال إذا قال العبد . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلاّ بالله . قال الله : ملائكتي استسلم عبدي أعينوه أدركوه اقضوا له حاجته )(3) 6 - أن يصلي ركعتين:- ينبغي للمؤمن قبل أن يدعو الله ( عزَّ و جلَّ ) أن يهيئ آداب الدعاء وشروط الاستجابة ، وأن يفتح أبواب السماء لذلك يحتاج أن يتصل بالله ( عزَّ و جلَّ ) والصلاة هي الصلة بين العبد وربه . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن رجلاً دخل المسجد فصلَّى ركعتين ثم سأل الله ( عزَّ و جلَّ ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعجل العبد ربه ، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله ( عزَّ و جلَّ ) وصلى على النبي وآله فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سل تُعْطَ )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ثم سلم وأثنى على الله ( عزَّ و جلَّ ) وعلى رسوله( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم سأل حاجته فقد طلب في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب )(2) 7 - الاجتماع في الدعاء:- الاجتماع في الدعاء ن الأمور المشجعة على الدعاء ولِما يضفي على الدعاء من الروحانية والهيبة ، ولما فيه من مصلحة على الجميع لأنه ربما استجيب لواحد من الحضور في ذلك التجمع فشملت الإجابة للجميع . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله ( عزَّ و جلَّ ) إلاّ تفرقوا عن إجابة )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله ( عزَّ و جلَّ ) في أمر إلاّ استجاب لهم فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله ( عزَّ و جلَّ ) عشر مرات إلاّ استجاب الله لهم ، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة فيستجيب الله العزيز الجبار له )(1) عن أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال : رُوِيَ أن الله أوحى إلى عيسى ( عليه السلام ) : { يا عيسى تقرب إلى المؤمنين ومرهم أن يدعوني معك }(2) 8 - تعميم الدعاء لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات:- على المؤمن ألاّ يقتصر في الدعاء على نفسه وإنما يعم بالدعاء المؤمنين من إخوانه بل ربما قدّم الدعاء لإخوانه قبل أن يدعوا لنفسه . فإن الدعاء يستجاب لهم وله . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من قدّم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له )(3) عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : ( ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات إلاّ وكَّل الله به عن كل مؤمن ملكاً يدعو له )(4) 9 - التوسل بمحمد وآل محمد:- إذا أراد المؤمن أن يستجاب دعاؤه أو تقضى حوائجه عند الله ( عزَّ و جلَّ ) فليقدم أمام طلبته محمداً وآل محمد فهم أشرف الخلق عند الله وما ردَّ الله دعاء مؤمن توسل بهؤلاء المعصومين الطاهرين ) . عن داود الرقي قال : " إني كنت أسمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) أكثر ما يلح في الدعاء على الله بحق الخمسة يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام "(1) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن عبداً مكث في النار سبعين خريفاً الخريف سبعون سنة ثم أنه سأل الله بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني ، فأوحى الله إلى جبرئيل ( عليه السلام ) أن اهبط إلى عبدي فأخرجه [ إلى أن قال] : عبدي كم لبثت في النار تناديني قال : ما أحصي يا رب، فقال له : وعزتي وجلالي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار . ولكني حتمت على نفسي ألا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلاّ غفرت له ما كان بيني وبينه وقد غفر لك اليوم(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكن أقول : إن آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي ، فغفرها له(3) أن نوحاً لما ركب السفينة وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق فأنجاه الله منه ، وإن إبراهيم لما أُلقِيَ في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه برداً وسلاما وأن موسى لما القَي عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني فقال له الله ( عزَّ و جلَّ ) لا تخف إنك أنت الأعلى عن ابن عباس رضي الله عنه ( في حديث قصة يوسف ) يقول في آخره : هبط جبرئيل على يعقوب فقال : ألا أعلمك دعاء يرد الله به بصرك ويرد عليك ابنيك، قال : بلى . قال : فقل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه وما قاله نوح فاستوت سفينته على الجودي ونجا وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمن حين ألقِيَ في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاما . قال يعقوب : وما ذلك يا جبرئيل . فقال: قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تأتيني بيوسف وبنيامين جميعا ، وتردَّ عليَّ عيني . فقاله فما استتم يعقوب هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه فارتد بصيراً (1) 10 - البكاء أو التباكي في الدعاء:- البكاء إنما هو دلالة على رقة القلب ولا يرق القلب إلاّ إذا أخلص ولذلك لا بدَّ أن يغتنم المؤمن تلك الساعة في المسألة وطلب الحاجة . عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال إغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة)(2) وعن علي بن الحسين (ع): ( وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين قطرة دمٍ في سبيل الله ، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلاّ الله ( عزَّ و جلَّ )(1) عن الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (كل عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاث أعين ، عين بكت من خشية الله ، وعين غضت من محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله)(2) قال الله ( عزَّ و جلَّ ) لعيسى ( عليه السلام ) : (يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع فلعلك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : فإني لاحق في اللاحقين . يا عيسى صبَّ لي من عينيك الدموع واخشع لي بقلبك)(3) 11 -الإلحاح في الدعاء:- على المؤمن أن لا يمل أو يكسل من معاودة الدعاء المرة تلو المرة بل يلح دائما وأبدا على الله حتى يعطى ما طلبه ولعل تأخير الإجابة من الله لأنه يريد أن يسمع صوت عبده المؤمن كما جاء في الحديث: ( إن الله إذا أراد أن يسمع صوت عبده المؤمن أخر إجابة دعائه فما ألح عبد في طلب الحاجة من الله إلاّ قضاها له) . عن الوليد بن عقبة الهجري قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: ( والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلاّ قضاها له )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن الله ( عزَّ و جلَّ ) كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحبَّ ذلك لنفسه إن الله ( عزَّ و جلَّ ) يحب أن يُسأل ويُطلب ما عنده )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق منها )(3) 12 - الدعاء سراً وخفيةً:- كلما كان الدعاء بين العبد وربه وبدون أن يظهر عليه أحد كان أفضل وخصوصاً إذا كان ذلك الدعاء اعتراف بذنوب ومعاصٍ من العبد فإن توبة الإنسان من الذنوب كلما كانت بين العبد وربه وبدون أن يطلع عليها أحد من العباد كانت أفضل فإن الله يريد الستر بعباده . عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( دعوة السر تعدل سبعين دعوة في العلانية )(4) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفيه إلاّ الله تبارك وتعالى)(5) عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ( أن داود ( عليه السلام ) كان ذات يوم في محرابه إذ مرت به دودة حمراء صغيرة تدب حتى انتهت إلى موضع سجوده، فقال في نفسه : لَمَّ خلق الله هذه الدودة ؟ . فأوحى إليها أن تكلمي قالت : يا داود هل سمعت حسي أو استبنت على الصفا أثري ؟ . قال : لا . قالت : فإن ربي يسمع حسي ودبيبي ونفسي ويرى أثر مشيي فاخفض من صوتك في الدعاء فإن الله يعلم ما في نفسك ويسمع ما تدعو به في قلبك )(1) 13 - الدعاء في أوقات خاصة:- إن الله ( عزَّ و جلَّ ) جعل للعبد أوقاتاً يدعو فيها وأن الدعاء في هذه الأوقات يسرع استجابة الدعاء فإذا دعا العبد في غير الأوقات المعيَّنة للدعاء تأخرت الإجابة أو أن الحاجة التي تقضى ليست بذلك الهناء الذي تكون عليه عندما يُدعى بها في هذه الأوقات . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( أطلبوا الدعاء في أربع ساعات عند هبوب الرياح ، وزوال الأفيا ( وقت الظهر ) ونزول القطر ، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء)(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين : ( اغتنموا الدعاء عند أربع . عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه عن أمير المؤمنين قال : (اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن ، وعند دعوة المظلوم فإنها ليس لها حجاب دون العرش).(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله ( عزَّ و جلَّ ) ، في أثر المكتوبة ، وعند نزول القطر ، وظهور آية معجزة لله في أرضه)(2) عن الباقر ( عليه السلام ) قال : (إن الله ( عزَّ و جلَّ ) يحب من عباده المؤمنين كل دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتقسم فيها الأرزاق وتقضى فيها الحوائج العظام)(3) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : (إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه هل من داعٍ فأجيبه هل من سائل فأعطيه سؤاله ، هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائب فأتوب عليه)(4) عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعلى ( وظلالهم بالغدو والآصال )(5) قال: (هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة إجابة)(6) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلاّ استجاب الله له)(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( كان فيما ناجى الله به موسى بن عمران ( عليه السلام ) أن قال له:يا بن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني أليس كل محبٍ يحب خلوة حبيبه . ما أنا يابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم في قلوبهم ومثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن الحضور يابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينك الدموع . وادعني في ظلم الليل فإنك تجدني قريبا مجيبا )(2) 14 - الدعاء في الأماكن المقدسة:- لا يشترط أن يكون الدعاء في مكان خاص ، بل يدعو الإنسان ربه في كل مكان وعلى أي حالة ، لكن الله ( عزَّ و جلَّ ) جعل بقاعا يحب أن يُدعى فيها فيستجيب لمن دعاه فيها لما لتلك البقاع من حرمة أو لحرمة مَن في تلك البقاع على الله ( عزَّ و جلَّ ) . كالبيت الحرام ، ومسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومقابر الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ). عن الرضا(عليه السلام)عن جده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قالإن موسى ابن عمران (عليه السلام)قال مرة للجليل(جلَّ جلاله):يا رب إني أكون أحيانا في حال أجلك أن أذكرك فيها.قال: يا موسى اذكرني عند كل حال ، ولكن لله مواضع يحب أن يدعى فيها ويجب مَن دعاه )(1) عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) بسرِّ من رأى وهو محموم عليل فقال: (يا أبا هاشم ابعث رجلاً من موالينا إلى الحائر ( يعني قبر الحسين ) يدعو الله لي بالشفاء مما أنا فيه، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال الإمام ( عليه السلام ) وسألته أن يكون هو الذي يخرج ليدعو له عند قبر الحسين ( عليه السلام ) قال : سمعا وطاعة ولكنني أقول إنه أفضل من الحائر وإذا كان هو بمنزلة من في الحائر فدعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر قال أبو هاشم : فذهبت للإمام ( عليه السلام ) وأعلمته بما قال ابن بلال فقال ( عليه السلام ): قل له: كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر وإن لله تبارك وتعالى بقاعاً يحب إن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والجائر منها)(2) شرائط إجابة الدعاء 1 - معرفة الله ( عزَّ و جلَّ ):- إن من أسباب التوفيق التوجه إلى الله ( عزَّ و جلَّ ) . والدعاء والتضرع هما من الأمور المهمة في حياة الإنسان وأحد الأسباب التي تربط العبد بربه.ولذلك لا بد للإنسان أن يعرف قيمة الدعاء ويحرص أشد الحرص على أن الله يستجيب دعاءه كل ما دعاه فلا بد أن يوفر شروط استجابة الدعاء وذلك بمعرفة من يدعو وهو الله ( عزَّ و جلَّ ) حق المعرفة ليس ذلك تلفظاً باللسان وإنما اعتقاد بالقلب بأن الله هو الضار النافع ، المحيي المميت ، وكل شيء في الوجود بيده . إن شاء أعطى وإن شاء أمسك . عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ( قال قوم للصادق ( عليه السلام ) : ندعو فلا يستجاب لنا . قال : لأنكم تدعون من لا تعرفونه )(1) عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( يقول الله ( عزَّ و جلَّ) من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع استجبت له )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي )(3) يعلمون أني أقدر على أن أعطيهم ما يسألوني )(4) سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن قول الله تعالى ( ادعوني استجب لكم )(5) فما بالنا ندعو فلا نجاب قال : ( إن قلوبكم خانت بثمان خصال : أولها أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً ، فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه )(1) 2 - المكسب الحلال:- لا بد أن يعتني الإنسان بمأكله ومشربه ولا بدَّ أن يعرف مصدره هل هو من حلال أم من حرام فإن كان من حلال أكله وأما إن كان من حرام امتنع عن أكله لما لأكل الحرام من أثر على الإنسان في هذه الحياة وفي يوم القيامة أمام الله من الحساب الشديد قال تعالى (والذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا )(2) فالذين يأكلون الحرام إنما يأكلون النار في بطونهم ومن عادة النار الإحراق والدمار . كذلك أكل الحرام إنما هو إحراق لكل ما يقوم به العبد من عمل . ومنها أن الله لا يستجيب دعاء آكل الحرام ولو دعا الله ليلاً ونهاراً ما استجاب الله له دعاءه حتى يُرجع ذلك الحق إلى أصحابه . ويعود عن ذلك الذنب، ويتوب إلى الله توبة نصوحا. رُوِيَ أن موسى بن عمران ( عليه السلام ) رأى رجلاً يتضرع تضرعا عظيما ويدعو رافعا يديه ويبتهل . فأوحى الله إلى موسى : [ لو فعل كذا وكذا لما استجبت دعاءه لأن في بطنه حرام وعلى ظهره حراما وفي بيته حراماً](3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا أراد أحكم أن يستجاب له فليطب كسبه ، وليخرج من مظالم الناس ، وإن الله لا يرفع دعاء عبد وفي بطنه حرام أو عنده مظلمة لأحد من خلقه )(1) في الحديث القدسي: ( فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة فلا تُحجب عني دعوة إلاّ دعوة آكل الحرام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( أطب كسبك تستجاب دعوتك فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه حراما فما تستجاب له أربعين يوماً )(2) 3 - حضور القلب في الدعاء:- من أهم ما يطلب في الدعاء أن يكون الدعاء صادرا من القلب ، وليس فقط تحريك اللسان بكلمات لا تعبر عن القلب . فحضور القلب حال الدعاء من الأمور المهمة . ومتى ما بلغ حضور قلب الإنسان في الدعاء إلاّ استجيب له ذلك الدعاء . ولكن أنّى يحضر القلب في الدعاء وقلوب الناس مقبلة على حب الدنيا . فالإنسان يدعو بلسانه ولكن قلبه متعلق بشيء آخر . من المؤكد أن الدعاء ليس له أثر. إلا إذا كان ذلك الدعاء خارج من قلب خاشع متعلق بالله عز وجل. لذلك جاء في الروايات أن الله ( عزَّ و جلَّ ) لا يقبل الدعاء إن لم يكن خارجا من صميم القلب سئل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن اسم الله الأعظم فقال . كل اسم من أسماء الله أعظم ففرّغ قلبك من كل ما سواه وادعه بأي اسم شئت )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) أن الله ( عزَّ و جلَّ ) لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك فقد قصد قصدك )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا رق أحدكم فليدع فإن القلب لا يرق حتى يخلص )(4) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( لا يقبل الله ( عزَّ و جلَّ ) دعاء قلب لاهٍ )(5) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلاّ أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلاّ من عند الله فإذا علم ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلاّ أعطاه )(6) موانع إجابة الدعاء:- 1- الذنب:- الذنب هو من العوامل المؤثرة في قطع ارتباطنا بالله ( عزَّ و جلَّ ) ولذلك بسبب الذنب يحرم الإنسان كثيراً من الأمور . حلاوة ذكر الله ويحرم قيام الليل ، ويفسد قلبه كل ذلك بسبب تلك الذنوب ولذلك يعمل الشيطان ليلاً ونهاراً على أن يبقى ذلك المذنب مقارفاً للذنوب حتى يدفع بذلك الإنسان نحو الشقاوة ويبعده عن رحمة الله ( عزَّ و جلَّ ) . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( لما نزلت الآية (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاّ الله)(1) صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا : يا سيدنا لِمَ دعوتنا قال : نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا . قال: لستَ لها. فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لستَ لها فقال الوسواس الخناس: أنا لها قال : بماذا ؟ قال : أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار. فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة)(2) وأيضا من الأمور التي يُحرم منها الإنسان بسبب الذنوب عدم استجابة دعائه . لأن هذه الذنوب تصبح حاجبا بين دعاء العبد وبين الله فلا يصل ذلك الدعاء إلى الله ( عزَّ و جلَّ ) فيكون ذلك الدعاء محبوساً ومكبلاً بسبب تلك الذنوب . نقرأ في الدعاء [اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ]،[ فأسألك بعزتك ألاّ يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي ] . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين . فلما رأى أن الله لا يجيبه قال: يا رب أ بعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب أنت مني فلا تجيبني ؟ قال : فأتاه آتٍ في منامه فقال : إنك تدعو الله ( عزَّ و جلَّ ) منذ ثلاث سنين بلسان بذيء وقلبٍ عاتٍ غير تقي ونية غير صادقة . فأقلع عن بذائك . وليتقي الله قلبك ولتحسن نيتك قال : ففعل الرجل ذلك ، ثم دعا الله فولد له غلام )(1) عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ( إن العبد يسأل الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب أو إلى وقت بطيء فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك : لا تقضِ حاجته واحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني )(2) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : مر موسى ( عليه السلام ) برجلٍ وهو ساجد فانصرف من حاجته وهو ساجد فقال ( عليه السلام ) : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك . فأوحى الله إليه : يا موسى لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته أو يتحول عما أكره إلى ما أحب )(1) 2- الظلم:- الظلم شيء قبيح ولا أحد يحب الظلم ولا يحب أن يُظلم ولذلك الذي لا يحب أن يُظلم يجب أن لا يظلم ، ولا بدَّ أن يعرف كلٌ منا ما للظلم من عواقب وخيمة على ذلك الظالم في الدنيا والآخرة ولا يمكن أن يخاف الظلم إلاّ من خاف الله ( عزَّ و جلَّ ) وعرف أن ما يظلم من أجله إنما هو شيء زائل ومنتهٍ في يوم من الأيام وتبقى عليه تبعة ذلك الظلم . انظر إلى أمير المؤمنين( عليه السلام ) كيف ينظر إلى الظلم ليس إلى العباد بل حتى إلى الحشرات التي لا يلتفت إليها الإنسان ولا ينظر إليها على أنه ظلم ، عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ( لأن أبيت على حسك السعدان مسهداً وأجر في الأغلال مصفداً أحب إليَّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً شيء من الحطام وكيف أظلم أحداً والنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة لما فعلته وإن دنياكم لأهون عليَّ من ورقة في فم جرادة تقضمها . ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى )(1) ولو نظرنا إلى الأمم لوجدنا أن العامل الأساس في فنائها هو الظلم والله (عزَّ و جلَّ ) ما أخذهم إلاّ بعد أن ظلموا أنفسهم قال تعالى (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا )(2) . فالظلم من الذنوب التي تؤدي إلى فناء الأمم وهذا يعطينا درساً . فإذا أردنا البقاء والاستمرار فلا بد أن نقلع عن الظلم وهذا ما أشار إلية أمير المؤمنين( عليه السلام ) إذ قال: (وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوبٍ اجترحوها لأن الله ليس بظلام للعبيد). الله ( عزَّ و جلَّ ) لا يظلم عباده وإنما هم الذين يظلمون أنفسهم فبسبب أعمالهم وما كسبت أيديهم تزول النعم ، تنزل النقم، وترفع البركة ويحجب الدعاء . إذا شاع الظلم بين الناس رفع الله من بينهم استجابة الدعاء وهذه أعظم مصيبة تنزل على الناس أن يدعوا الله فلا يجاب لهم دعاء . فلا بد أن نقلع هذا الذنب ونعود إلى الله ( عزَّ و جلَّ ) إذا أردنا حياة هنيئة وآمنة )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (إن الله ( عزَّ و جلَّ ) قال:وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظُلِمَها ولأحدٍ عنده مثل تلك المظلمة )(4) إن الله أوحى إلى عيسى بن مريم : (قل للملأ من بني إسرائيل إني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة)(1) عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: ( أوحى الله إلى المسيح ( عليه السلام ) قل لبني إسرائيل : لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلاّ بأبصار خاشعة وقلوب طاهرة وأيدِ نقية وأخبرهم أني لا أستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي لديهم مظلمة )(2). عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته ونفعك )(3) عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) رفعه ( يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لم يجد ناصراً غيري )(4) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن الله أوحى لداود ( عليه السلام ) قل للجبارين لا يذكروني فإني لا يذكرني عبد إلاّ ذكرته وإذا ذكروني ذكرتهم فلعنتهم )(5) الذين لا يستجاب دعاؤهم 1- الدعاء لا يغني عن الحركة والعمل:- الحركة والعمل من الأمور المهمة في تقدم الإنسان وتوفيقه في هذه الحياة أما أن يضع الإنسان يده على خده ويجلس في بيته ويقول يا ربِّ ارزقني مالاً ، وهو لا يتحرك ولا يعمل فلن يعطيه الله شيئاً في هذه الحياة الدنيا ، ولو دعا ليلا ونهارا لأن الله ( عزَّ و جلَّ ) لم يأمر العبد بذلك ، ولأن الله أبى ألا تجري الأمور إلاّ بأسبابها ، والأسباب التي ترزق العبد الحركة والعمل ( عبدي منك الحركة ومني البركة ) أما أن يجلس الإنسان ويريد أن تُقضى جميع أعماله فهذا لا يكون ولن يكون . فعلى العبد أن يعمل ويتحرك ثم بعد ذلك يدعو الله أن يوفقه في عمله . عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: ( الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة ترد عليهم دعوتهم_وذكر_ ورجل جلس في بيته وقال يا رب ارزقني فيقال له : ألم أجعل لك السبيل إلى طلب الرزق ؟ )(2) عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : (رجل قال لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي فأما رزقي فسيأتيني فقال : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم )(1) 2- الدعاء بعد التفريط فيما آتاه الله:- لا بد أن يكون تصرف الإنسان في الحياة موزونا لا تصرفا عشوائيا . أي تصرف بحكمة وعقل فلو بدل الإنسان أمواله فيما يعني وما لا يعني حتى أصبح فقيرا فإنه لو دعا الله أن يغنيه لم يسمع منه ذلك الدعاء لأن الله قد نهاه عن هذا الفعل وهذا التبذير قال تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ).(2) إذاً الله ( عزَّ و جلَّ ) يأمر الإنسان ألا يكون بخيلاً وألا يكون مبذراً وإنما يكون في حالة وسط أن يكون كريما أو سخيا . بحيث لا يصل هذا الإنسان إلى حالة الاحتياج إلى الآخرين ويكون بعد ذلك كَلاً عليهم والإسلام لا يرضى للمؤمن أن يذل نفسه وإنما يكون عزيزاً . عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال:صحبته بين مكة والمدينة فجاء سائل فأمر أن يعطى ثم جاء آخر فأمر أن يعطى ثم جاء آخر فأمر أن يعطى ثم جاء الرابع فقال أبو عبدالله : يشبعك الله ثم التفت إلينا فقال : أما عندنا ما نعطيه ولكن أخشى أن أكون كأحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة ، رجل أعطاه الله مالاً فأنفقه في غير حقه ثم قال : اللهم ارزقني فلا يستجاب له .)(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( أربعة لا تستجاب لهم دعوة _ إلى أن ذكر _ ورجل كان له مال فأفسده فيقول : اللهم ارزقني فيقال له : ألم آمرك بالاقتصاد ألم آمرك بالإصلاح )(2)ثم قال : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما ) .(3) 3- دعاء رجل أدان ماله بدون شهادة:- لابد للإنسان من الإشهاد إذا أراد أن يُديِّن دَيناً لأيٍّ كان لأن الإنسان لا يضمن حياته ربما أقرض هذا الإنسان وتوفي المقترض فلمن يرجع بذلك إذا لم يكن لديه ما يثبت ذلك الدين أو ربما أنكر ذلك المقترض القرض فكيف يثبت حقه بعد ذلك . لا يثبته إلاّ بالبينة ولذلك نهى الإسلام أن يدين الإنسان إلاّ مع كتابة ذلك الدين. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) .(4) ولذلك لا يمكن للديان استرجاع حقه إلاّ بإحضار البينة فهذا وأمثاله لا يستجاب دعاؤهم في استرجاع حقوقهم لأنهم لم يلتزموا بما أمرهم الله ( عزَّ و جلَّ ) به. عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة لا يستجاب له دعوة _إلى أن ذكر_ورجل كان له حق على إنسان لم يشهد عليه فيدعو الله أن يرد عليه فيقال له : قد أمرتك أن تشهد وتستوثق فلم تفعل)(1) يُنقل أن رجلا سأله صديق له أن يقرضه مالاً لمدة معينة فاستشار في ذلك الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال : إن علمت منه الإيمان والتقوى فأقرضه فإنه سيؤدي إليك ما اقترض منك قال : إنه مؤمن ولكنه يشرب الخمر فقال ( عليه السلام ) : إن شارب الخمر لا يكون أمينا ولا وفيا قال : إني أعرفه أمينا ووفيا قال ( عليه السلام ) : كيف يكون أمينا وقد خان دينه ويكون وفيا وقد أخلف ربه . فأما إن لم تجد بداً من إقراضه فاكتب عليه سنداً وأشهد عليه كما قال تعالى ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل )(2) وذهب الرجل فأقرض صديقه ما أراد من المال ولكنه لم يمتثل أمر الإمام ( عليه السلام ) فلم يكتب عليه سنداً ولم يشهد أحداً لاعتباره أمينا ووفيا كما يراه . وحضر الأجل . فلم يفِ له صاحبه بما وعد ثم ضاعف المدة إلى مثلها. فما أدّى له شيئاً . وتحير الرجل في أمره حيث لم يكن له مستنداً ولا شاهداً فيستعين بهما عليه لو خاصمه إلى القضاء ، وحضر الموسم فمضى الرجل إلى الحج، فمر به الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يوماً، فرآه متعلقاً بأستار الكعبة يدعو على صديقه بالشر ولبلاء إن لم يؤدِ ما عليه ، فضرب الإمام ( عليه السلام ) بيده على كتفه وقال : يا هذا لا تتعب نفسك في الدعاء ، فلو دعوت من هنا إلى قيام الساعة لم يستجب إليك .فكيف يستجيب لك وقد خالفته في ثلاث (الأولى): أنك ائتمنت من خان الله في دينه و(الثانية) أنك لم تكتب ولم تشهد والله ( عزَّ و جلَّ ) يقول ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) و(الثالثة) أنك لم تطع الله ولا وليه )(1)والله تعالى يقول: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )(2) 4- دعاء الزوج على زوجته:- إذا دعا الزوج على زوجته وهو لها ظالم حتى يكون دعاؤه عليها بلا وجه إذ لو كان الرجل مظلوماً فإن دعاء المظلوم يستجاب فإذا دعا فلا يستجاب له دعاء لأن أمرها بيده إن شاء طلَّق . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة لا يستجاب لهم دعاء _ إلى أن ذكر _ ورجل له امرأة يدعو الله أن يريحه منها ويفرق بينه وبينها فيقال له : أمرها بيدك خلِّ سبيلها )(3) عن الوليد بن صبيح عن الصادق ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول ثلاثة ترد عليهم دعوتهم _ إلى أن ذكر _ ورجل دعا على امرأته وهو لها ظالم فيقال له: ألم أجعل أمرها بيدك )(1) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( أصناف من أمتي لا يستجاب لهم منهم رجل يدعو على ذي رحم ورجل تؤذيه امرأته فيقول: اللهم أرحني منها فيقول الله أوَما قلدتك أمرها فإن شئت خليتها وإن شئت أمسكتها). عن ابن صبيح عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة لا يستجاب لهم دعوة _ إلى أن ذكر _ ورجل يدعو على امرأته أن يريحه منها وقد جعل الله ( عزَّ و جلَّ ) أمرها إليه ، ورجل يدعو على جاره وقد جعل الله ( عزَّ و جلَّ ) له السبيل إلى أن يتحول عن جواره ويبيع داره ) . الذين يستجاب دعاؤهم 1- دعوة الوالد لولده:- الولد قطعة من كبد الأب ولذلك يحرص الأب كل الحرص على أن لا يصيب ابنه مكروه فتراه يتأذى حينما يصل أيِّ مكروه إليه، وتراه يبذل الغالي والنفيس من أجل أن يدفع عنه ذلك الأذى . لماذا كل ذلك ؟. لمعزة الولد عند والده . ولما يُكِنُّ له من محبة في قلبه ولذلك قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا )(1). ولذلك قَبِل الله دعاء الوالد لولده. لأنه حينما يدعو الوالد إنما يدعو له بنية صادقة ويدعو له بالخير والصلاح . فعلى الآباء الأعزاء أن يلتفتوا ويحاذروا وأن يغتنموا الدعاء في الخير لأولادهم فإن الله يسمع دعاء الآباء في حق الأولاد سوى كان الدعاء في حقهم أم عليهم فإن الله يقبل ذلك الدعاء . على الأولاد ألا يعقوا آباءهم حتى لا يدعوا عليهم بل يبروهم حتى يدعوا لهم . عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: (إياكم ودعوة الوالد فإنها أحدُّ من السيف)(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى: دعاء الوالد لولده إذا بره ودعوته عليه إذا عقه )(3) 2- دعوة المظلوم:- من الدعوات المستجابة عند الله دعوة المظلوم . فإياك وظلم العباد . وخصوصاً ذلك الإنسان الذي لا يجد عليك ناصراً إلاّ الله . من ليس له أحد يسترجع حقه منك ، رجل فقير مستضعف إياك وظلمه فإن دعاءه يصعد إلى السماء ، ويكشف الحجب ، ويستجاب من قِبَل الله ( عزَّ و جلَّ ) . ينقل في زمان موسى ( عليه السلام ) أن رجلا من ضعفاء بني إسرائيل كان له عائلة وكان صيادا يصطاد السمك ويقوت منه أطفاله وزوجته . فخرج يوما للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله ، فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصبا بلا ثمن فدعا الصياد عليه وقال: إلهي جعلتني ضعيفاً وجعلته قويا عنيفا . فخذ لي بحقي منه عاجلاً فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة ،ثم أن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها ففتحت السمكة فاها ونكزته في إصبع يده نكزة طار بها عقله ، وصار لا يقر له قرار فقام وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حل بها فلما رآها قال له إن دواءها أن تقطع الإصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف ، فقطع إصبعه فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد وازداد الألم فقال له الطبيب: ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها فانتقل الألم إلى الساعد فما زال هكذا كلما قطع عضواً انتقل الألم إلى العضو الآخر . حتى خرج هائما على وجهه مستغيثاً إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به فرأى شجرة فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في المنام قائلاً يقول: يا مسكين إلى كم تقطع أعضاءك ؟ امض إلى خصمك الذي ظلمته فأرضه . فانتبه من النوم وفكر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد . فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه ، ودفع إليه شيئا من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه.وبات تلك الليلة.فرد الله تعالى عليه يده كما كانت ، ونزل الوحي على موسى ( عليه السلام ):يا موسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما امتدت به حياته)(1) عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) : ( أربعة لا ترد لهم دعوة _ إلى أن ذكر_ والمظلوم يقول الله وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو بعد حين )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم فإن أبانا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول : ( اتقوا الظلم فإن دعوة المظلوم مستجابة )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( كان أبي يقول : اتقوا الظلم فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء )(4) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( أوحى الله إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبابرة : إن رأنت هذا الجبار فقل له : إني لم استعملك على سفك الدماء ، واتخاذ الأموال . وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً )(5) 3- دعوة المريض والحاج والغازي:- هؤلاء الثلاثة ممن يستجاب لهم الدعاء فليكن الإنسان على حذر من الأذى لهم أو إغضابهم بل يتودد لهم ويداريهم ويحسن لهم المعاملة حتى يجلب له ودهم والدعاء له عليه . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج ، فانظروا كيف تخلفونه ، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض فلا تغيظوه ولا تزجروه )(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : دعا موسى وأمَّن هارون وأمنت الملائكة فقال تعالى ( قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ، ومن غزا في سبيل الله أستجيب له كما استجبت لكما إلى يوم القيامة )(2) 4- دعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب:- دعاء المؤمن لأخيه المؤمن إنما يعكس ذلك الحب بين المؤمنين بعضهم لبعض وحينما يدعو المؤمن لأخيه إنما يدعو له بنية صادقة وقلب طاهر ولذلك يقبل الله ذلك الدعاء من ذلك الأخ لأخيه بل يعطيه مثل ما أعطى ذلك الأخ الذي دعا له ، ولا ينقص من ثوابه شيء ولذلك نرى أنه يستحب للإنسان أن يدعو في صلاة الليل لأربعين مؤمن ثم يدعو بعد ذلك فإن دعاءه يستجاب ، لذا نرى أهل البيت( عليهم السلام ) يدعون للمؤمنين والمؤمنات ولا يدعون لأنفسهم وهم القدوة والأسوة عن الحسن ( عليه السلام ) قال : ( رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء فقلت لها : يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك فقالت : يا بني الجار ثم الدار)(1). إذن دعاء المؤمن لأخيه المؤمن من الدعوات المستجابة عند الله ( عزَّ و جلَّ ) فلا نقصر في الدعاء لبعضنا البعض وكل واحد منا يدعو للآخرين حتى يستجيب الله الدعاء لنا جميعا . يُنقل أن الله أوحى إلى موسى : يا موسى إن أردت أن أجيب دعوتك فادعني بلسان لم تعصني به قال : يا رب وهل لي إلاّ لسان واحد قال تعالى : سل غيرك من المؤمنين أن يدعوا لك وادعني أنت لغيرك فإني أستجيب لكما . عن الباقر ( عليه السلام ) قال : ( أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب )(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن دعاء الأخ المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجاب ويدر الرزق ويدفع المكروه )(1) عن الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: ( يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة _ إلى أن ذكر _ والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب )(2) خفايا تأخر إجابة الدعاء 1- الله يؤخر الإجابة شوقاً لصوت عبده المؤمن:- عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول الله ( عزَّ و جلَّ ) : أخروا إجابته شوقاً إلى صوته ودعائه . فإذا كان يوم القيامة قال الله ( عزَّ و جلَّ ) : عبدي دعوتني فأخرت إجابتك وثوابك كذا و كذا ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا و كذا قال : فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب )(3) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن رجلا قال لإبراهيم الخليل ( عليه السلام ) : إن لي دعوة من ثلاث سنين ما أجبت فيها بشيء فقال إبراهيم : إن الله إذا أحب عبداً احتبس دعوته لينا جيه ويسأله ويطلب إليه وإذا أبغض عبداً عجل دعوته أو ألقى في قلبه اليأس )(1) عن جابر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن العبد ليدعو الله وهو يحبه فيقول لجبرئيل : اقض لعبدي هذا حاجته وأخرها فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته )(2) 2- عدم حلول وقت استجابة الدعاء . عن ابن بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : (إن المؤمن ليدعو فيؤخر إجابته إلى يوم الجمعة)(3) عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : (يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر ؟ قال : نعم ، عشرين سنة)(4) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( كان بين قول الله ( عزَّ و جلَّ): (قد أجيبت دعوتكما)(5) وبين أخذ فرعون أربعين عاماً)(6) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) كان بجبل بين المقدس يرعى غنمه إذ سمع صوتا . وإذا برجل قائم يصلي قال له : يا عبد الله لمن تصلي قال : لإله السماء قال : هل بقي أحد من قومك غيرك قال:لا. قال إبراهيم : فمن أين تأكل قال : أجتني من هذا الشجر بالصيف وآكله في الشتاء . قال إبراهيم فأين منزلك ؟ فأومأ الرجل بيده إلى جبل قال إبراهيم : فهل تذهب بي لأبيت معك الليلة ؟ قال : إن أمام بيتي ماء غزير لا يخاض . قال: إبراهيم: فكيف تصنع ؟ قال: أمشي عليه . قال إبراهيم: فاذهب بنا فلعل الله يرزقني ما رزقك . فأخذ العابد بيده ومضيا جميعاً حتى انتهيا إلى الماء فمشى العابد ومشى إبراهيم عليه حتى انتهيا إلى منزله . فقال إبراهيم : فأي الأيام أعظم قال : يوم الدين . يوم يدان الناس بعضهم من بعض قال : فهل لك أن ترفع يديك وأرفع يدي فندعو الله أن يؤمننا شر ذلك اليوم قال : فما تصنع بدعوتي؟ فوالله إن لي دعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشيء قال إبراهيم : ألا أخبرك لما احتبست دعوتك قال : بلى . قال: إن الله إذا أحب رجلاً احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه وإذا أبغض عبداً عجل إليه دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها فما كانت دعوتك قال: مر بي غلام له ذؤابة معه غنم . قلت يا غلام لمن هذا الغنم ؟ قال : لإبراهيم خليل الرحمن فقلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه قال إبراهيم : قد استجاب الله لك . انا إبراهيم خليل الرحمن فعانقه )(1) 3-مصلحة المؤمن من خير أو شر في الإجابة:- قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .(1) وعن الباقر ( عليه السلام ) قال: ( إن الله ليعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلاّ من يحب ، وإن المؤمن ليسأل ربه موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء ويعطي الكافر في الدنيا قبل أن يسأله ما شاء ويسأله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه شيئاً )(2) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : (ربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك . فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته . فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله)(3) يقول الله تعالى : [ ابن آدم تسألني فأمنعك لعلمي بما ينفعك . ثم تلح عليَّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي ، فأهم بهتك سترك ، فتدعوني فأستر عليك ، فكم من جميل أصنع معك ، وكم من قبيح تصنع معي ، يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا ](4) وينقل أن رجلا له ابنتان زوج إحداهما زراعا والأخرى رجلا يعمل الآنية من الخزف والطين فكان إذا زار الأولى وسألها عن حالهم قالت : لقد انقطع المطر عنا هذه المدة ويوشك أن يموت زرعنا ، فادع الله لنا أن ينزل الغيث و إلاّ هلكنا. وإذا زار الثانية وسألها عن حالهم قالت : نحن بخير قبل أن ينزل المطر بنا فادع الله أن يحبسه عنا و إلاّ هلكنا. فقال الرجل : اللهم إني لا أسألك أن تنزل الغيث ولا أن تحبسه ولكن أسألك ما علمت لنا فيه الخير والصلاح وأنت أرحم الراحمين )(1) وجاء في الدعاء ( فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور ). 4- الدعاء عند نزول البلاء:- المؤمن لا بد أن يتعاهد قراءة الدعاء سوى كان ذلك في الشدة أم في الرخاء . ذلك لما للدعاء من فائدة ومكسب للمؤمن . وذلك لتوثيق العلاقة بالله سبحانه وتعالى . فإن هذه العلاقة مع الله تفيده في أصعب الظروف وهو بأمس الحاجة إلى من يسمع نداءه ويقضي حاجته أما إذا كانت علاقته بالله ( عزَّ و جلَّ) ضعيفة بل ربما تكون مقطوعة فكيف يقضي حاجة ذلك الإنسان وهو لا يعرفه وهل يقصد الإنسان في قضاء حوائجه إلاّ إلى من يعرفه فلا بد أن يقوي الإنسان علاقته بالله ( عزَّ و جلَّ ) حتى إذا سأله حاجة قضاها له . وبالخصوص عند نزول البلاء فإن الإنسان يحتاج إلى من يقف معه ويعينه ويرفع عنه تلك البلية ، وهل هناك أحد يستطيع على رفع تلك البلية عن هذا الإنسان غير الله ( عزَّ و جلَّ ). فليقوي الإنسان هذه العلاقة في أيام رخائه إلى أيام بلائه فمن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة . عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء وقيل : صوت معروف ولم يحجب عن السماء . ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة: إن ذا الصوت لا نعرفه)(1) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : (كان جدي يقول : تقدموا في الدعاء فإن العبد إذا كان دعاءاً فنزل به البلاء فدعا قيل: صوت معروف وإذا لم يكن دعاءً فنزل به البلاء فدعا قيل أين كنت قبل اليوم)(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء )(3) فلا بد أن يكون الإنسان على اتصال دائم مع الله ( عزَّ و جلَّ ) وألا يفتر لحظة من اللحظات عن الدعاء . وألا يدعو أحدا غير الله ( عزَّ و جلَّ ) في كشف ما ألم به من بلاء أو مصيبة فإن العبد إذا سأل الله ( عزَّ و جلَّ ) أجابه أما إذا سأل أحدا غيره خذله). عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( من تخوف بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله ذلك البلاء أبداً)(1) عن الكاظم ( عليه السلام ) قال: ( ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله ( عزَّ و جلَّ ) الدعاء إلاّ كان كشف ذلك البلاء وشيكا ، وما من بلاء ينزل على عبد فيمسك عن الدعاء إلاّ كان ذلك البلاء طويلا فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله ( عزَّ و جلَّ ))(2) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ( هل تعرفون طول البلاء من قصره قلنا : لا قال : إذا ألهم أحدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير)(3) عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : ( عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضي ولم يبقى إلا إمضاؤه فإذا دُعي الله (عزَّ و جلَّ ) وسئل صرف البلاء صرفه)(4) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال: (ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها ومن ركض البراذين )(1) وعنه ( عليه السلام ) قال: ( إن لله سبحانه سطوات ونقمات فإذا أنزلت بكم فادفعوها بالدعاء فإنه لا يدفع البلاء إلاّ الدعاء )(2) (1) البقرة / 186 (2) البحار ج93 ص303 (3) البحار ج93 ص381 (1) الفقيه ج2 ص76 (2) المستدرك ج7 ص502 (1) البقرة / 222 (2) البحار ج93 ص313 (1) المستدرك ج5 ص304 (2) البحار ج93 ص221 (3) الخصال ص41 (4) المستدرك ج5 ص211 (1) البحار ج94 ص54 (2) الكافي ج2 ص491 (3) الأصول ص527 (4) الكافي ج2 ص492 (1) الكافي ج2 ص494 (2) الكافي ج2 ص521 (3) المحاسن ص42 (1) الكافي ج2 ص485 (2) الكافي ج3 ص478 (3) الكافي ج3 ص487 (1) الكافي ج2 ص487 (2) عدة الراعي ص132 (3) الكافي ج2 ص509 (4) وسائل الشيعه ج2 ص1152 (1) الكافي ج2 ص580 (2) البحار ج8 ص282 (3) المجالس ص131 (1) المجالس ص151 (1) المستدرك ج11 ص247 (2) الكافي ج2 ص482 و عدة الراعي ص119 (3) عدة الراعي ص120 (1) الكافي ج2 ص475 (2) الكافي ج2 ص475 (3) البحار ج72 ص8 (4) البحار ج93 ص311 (5) المستدرك ج1 ص119 (1) البحار ج14 ص17 (2) الكافي ج2 ص476 (3) الكافي ج2 ص477 (1) المستدرك ج5 ص97 (2) البحار ج85 ص321 (3) الكافي ج3 ص478 (4) عدة الراعي ص29 (5) الرعد / 15 (6) الكافي ج2 ص522 (1) البحار ج81 ص217 (2) البحار ج13 ص329 (1) البحار 19/2/40 (2) المعاني ج1 ص116 (1) البحار ج93 ص368 (2) البحار ج93 ص305 (3) البقرة / 86 (4) البحار ج93 ص323 (5) غافر / 60 (1) البحار ج93 ص376-377 (2) النساء / 10 (3) البحار ج93 ص372 (1) البحار ج93 ص321 (2) البحار ج93 ص373 (1) المستدرك ج5 ص382 (2) الكافي ج2 ص473 (3) الكافي ج2 ص478 (4) الكافي ج3 ص477 (5) الكافي ج2 ص473 (6) الكافي ج2 ص148 (1) آل عمران / 135 (2) البحار ج63 ص197 (1) الكافي ج2 ص324 (2) الكافي ج2 ص217 (1) البحار ج93 ص341 (1) البحار ج75 ص359 (2) يونس / 13 (3) عقاب الذنوب ص90 (4) المستدرك ج5 ص270 (1) البحار ج41 ص16 (2) المستدرك ج5 ص271 (3) البحار ج75 ص328 (4) البحار ج75 ص311 (5) المستدرك ج5 ص271 (1) المستدرك ج5 ص217 (2) الكافي ج2 ص511 (1) الكافي ج5 ص77 (2) الإسراء / 29 (1) الكافي ج2 ص510 (2) الكافي ج2 ص511 (3) الفرقان / 67 (4) البقرة / 282 (1) البحار ج93 ص357 (2) البقرة / 282 (1) فرائد المرجان ج2 ص86 (2) النساء / 59 (3) البحار ج93 ص357 (1) الكافي ج2 ص511 (1) الكهف / 46 (2) البحار ج93 ص360 (3) المستدرك ج15 ص190 (1) المستدرك ج10 ص347 (2) الفقيه ج4 ص355 (3) الكافي ج8 ص8 (4) الكافي ج2 ص509 (5) الكافي ج2 ص333 (1) الكافي ج2 ص509 (2) الكافي ج2 ص510 (1) البحار ج43 ص81 (2) الكافي ج2 ص507 (1) قرب الأسناد ص5 (2) الفقيه ج4 ص355 (3) البحار ج93 ص374_375 (1) المجالس ص179 (2) المستدرك ج5 ص196 (3) الكافي ج2 ص489 (4) الكافي ج2 ص489 (5) يونس /89 (6) الكافي ج2 ص489 (1) الأماني ص55 (1) البقرة / 216 (2) البحار ج72 ص52 (3) البحار ج77 ص226 (4) البحار ج77 ص42 (1) فرائد المرجان ج2 ص102 (1) الكافي ج2 ص472 (2) الكافي ج2 ص472 (3) الكافي ج2 ص472 (1) الكافي ج2 ص472 (2) الكافي ج2 ص471 (3) الكافي ج2 ص471 (4) الكافي ج2 ص470 (1) البحار ج10 ص99 (2) غرر الحكم |
|
|
07-16-2014, 11:07 AM | #2 | |
المُشرف العام
|
رد: فضل الدعاء في شهر رمضان..!!
(اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا ...) ( ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين...) ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ...) (سبوح قدوس رب الملائكة والروح..) |
|
التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 07-16-2014 الساعة 11:10 AM.
|
07-16-2014, 02:27 PM | #3 |
|
رد: فضل الدعاء في شهر رمضان..!!
(اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا ...) ( ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين...) ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ...) (سبوح قدوس رب الملائكة والروح..) |
07-17-2014, 12:29 AM | #4 | |
|
رد: فضل الدعاء في شهر رمضان..!!
اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تقضي حوائجنا بارك الله فيك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | هالة | مشاركات | 3 | المشاهدات | 12890 | | | | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|