01-12-2013, 06:52 PM
|
#1
|
|
كتاب السير والمساعى للامام سيدى احمد الرفاعى رضى الله عنه
السيد الغوث الكبير الرفاعي رضي الله تعالى عنه ونفعنا والمسلمين بعلومه جناب الحسيب النسيب العالم الكامل صاحب السيادة والإرشاد السيد إبراهيم أفندي الراوي الرفاعي شيخ السجادة العلوية الرفاعية ببغداد المحمية كان الله لنا وله و للمسلمين
المحتويات:
خطبة المؤلف والحزب الأول
الحزب الثاني
الحزب الثالث
الحزب الرابع
الحزب الخامس
الحزب السادس
الحزب السابع
الحزب الثامن
الحزب التاسع
الحزب العاشر
الحزب الحادي عشر
الحزب الثاني عشر
الحزب الثالث عشر
الحزب الرابع عشر
الحزب الخامس عشر
الحزب السادس عشر
الحزب السابع عشر
الأحزاب 18 - 20
الأحزاب 21 - 25
الأحزاب 26 - 30
الأحزاب 31 - 35
الأحزاب 36 - 40
الأحزاب 41 - 45
الأحزاب 46 - 52
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الحمد لله الذي فتح لأوليائه . كنوز معروف صفاته وأسمائه . وأطلعهم على رموز دقائق نعمه وآلائه . وأفاض على قلوبهم بحار التوحيد . فجرت ينابيع الحكمة على ألسنتهم من غير تقليد . والصلاة والسلام على السر الأعظم . والكنز المطلسم . والبحر المطمطم . آلف الإحاطة المصنوعة . ونقطة الوساطة المكنونة . سر الله الساري . ومدد فيضه الجاري . مظهر الكمالات الوجوديه . ومركز التنزلات الشهوديه . سيدنا و مولانا محمد وعلى آله سفن النجاة . وأصحابه البررة الهداة . أما بعد . فيقول أسير الذنوب والمساوي . إبراهيم الرفاعي الراوي .. طالما يختلج بصدري . ويلج في سري . أن اجمع ما تفرق في الكتب الشريفة الرفاعية . من أحزاب الإمام الغوث الشهير . والغيث المطير والقمر المنير سيدي وسندي ومحي الدين السيد أحمد الحسيني الرفاعي الكبير رضي الله عنه . وان اجعلها مع ما تقتضيه درر نفائسها . وتستدعيه غرر عرائسها . في مجموع صغير . لتجتمع على حفظها همم الساكنين . وترتضع من فيضها إفهام الناسكين . حتى أشار علي بذلك بعض الأخوان المنتمين لهذه الطريقة العليه الرفاعية . والمتشبثين بذيل خرقتها الطاهرة السنية . فلم أجد عذرا للعدل عن هذه الإشارة .والقعود عن هذه التجارة .إلا القيام بهذه الخدمة .والمبادرة لاغتنام تلك النعمة . مستدرا من كرم الله تعالى فيوضات إحسانه . مستمطرا سحب عفوه وغفرانه . طالبا حصول بركة الأحزاب السنية . راجيا وصول أنظار الحضرة الرفاعية . وسميته السير والمساعي . في أحزاب السيد أحمد الكبير الرفاعي . رضي الله عنه . وها هي قد افتتحتها بمقدمة تليق بالمقام . وختمتها بما يناسب الختام . والله ولي الهداية . ومنه التوفيق والعناية.
أعلم أن شرف العبادة الإخلاص . وحسن الطاعة ما يوجب الخلاص . وان من أرجح أبوابه . وأنجح أسبابه . التذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى والخضوع ببابه . بكثير الدعوات والأذكار . ومزيد المناجاة والاستغفار . والصلاة على النبي المختار . لما في ذلك من الحث الحثيث .في الكلام القديم . وصحيح الحديث . فمن ذلك . قوله تعالى في محكم كتابه . ومنزل خطابة( ادعوني أستجب لكم ) مع ثنائه من دعاه بغاية الذل والخضوع . وكمال الحضور والخشوع . بقوله تعالى . في محكم كتابه المبين . (انهم كانوا يسارعون في الخيرات . ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) . وقد جاء في محكم قوله تعالى . (واسئلوا الله من فضله) . وقال عز من قائل . (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) الآية . وقال جل وعلا (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) . وقال جل شأنه . (قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن) . الآية . وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء . وقال صلى الله عليه وسلم إن العبد لا يخطيه من الدعاء إحدى ثلاث . أما ذنب يغفر له . واما خير يجعل له . واما خير يدخر له .وفي الحديث الشريف من لم يسأل الله يغضب عليه ليسال أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع وخرج المحاملي وغيره . قال الله تعالى من ذا الذي دعاني فلم أجبه .وسألني ولم أعطه . واستغفرني فلم أغفر له . وأنا أرحم الراحمين .وقد قال الله تبارك وتعالى لموسى يا موسى سلني في دعائك حتى ملح عجينك . وفي الحديث الشريف أيضا إن الله يحب الملحين في الدعاء أي والمخلوق يغضب وينفر عند تكرار السؤال . وانشدوا :
لا تسألن يابن آدم حاجة * وسل الذي أبوابه لا تحجب الله يغضب ان تركت سؤاله * وبني آدم حين يسأل يغضب فشتان بين هذين . وسحقا لمن تعلق بالأثر واعرض عن العين . ومما جاء في طلب الذكر وفضله . والحث على فعله . من الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحه . قوله تعالى .(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) . وقال تعالى . (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) . وقال جل جلاله (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) . وقال تعالى (ولذكر الله أكبر) . وقال جل شأنه . (فاذكروني أذكركم) . وقال جل ذكره . (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوهم) الآية .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى عليه وآله وسلم قال يقول الله عز وجل . أنا عند ظن عبدي بي . وأنا معه حين يذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه الحديث وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال إن لله تعالى ملائكة سيارة يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر الله قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويهللونك ويمجدونك ويسألونك قال وما يسألوني قالوا يسألونك جنتك . قال وهل رأوا جنتي قالوا لا يا رب قال فكيف لو رأوا جنتي . قالوا ويستجيرونك قال وممن يستجيروني . قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري .قالوا ويستغفرونك قال فيقول الله تعالى قد غفرت، هم القوم لا يشقى جليسهم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أصبح وأمس لسانك رطب بذكر الله تصبح وتمس وليس عليك خطيئة" وقال صلى الله عليه وسلم . لذكر الله عز وجل بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن أعطاه المال سحا . ويروى أن في الجنة ملائكة يغرسون الأشجار للذاكرين فإذا فتر الذاكر فتر الملك ويقول فتر صاحبي . ومما جاء في فضل الاستغفار .وطلب الزيادة منه والاستكثار . قوله تعالى . (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) وقوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) . وقال عز وجل (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) . وقال جل وعلا (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) . وقال جل جلاله (والمستغفرين بالأسحار) . وقال صلى الله عليه وسلم "من أكثر من الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" . وقال صلى الله عليه وسلم "اني لأستغفر الله تعالى وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة" . هذا مع أنه صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن هذا الحديث الشريف وآية استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة الآية . اختار بعض ساداتنا الرفاعية قدست أسرارهم العليه . هذا العدد المذكور في بعض أورادهم الشريفة . وبعضهم أستحسن الزيادة عليه لحكمة ذكورها ولقوله صلى الله عليه وسلم أنه ليغان على قلبي حتى أني لاستغفر الله تعالى في كل يوم مائة مرة . ومما جاء في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وروي أنه صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهة . فقال أما ترضى يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة واحدة إلا صليت عليه عشرا . ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا . وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقلل عند ذلك أو ليكثر . وقال صلى الله عليه وسلم بحسب المؤمن من النحل أن اذكر عنده فلا يصلي علي . وقال صلى الله عليه وسلم إن في الأرض ملائكة سياحيين يبلغون عن أمتي السلام . وقال صلى الله عليه وسلم ليس أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي ومعنى روحي هنا سمعي حتى أرد عليه السلام . وأمثال ذلك في الكتاب والسنة والأثر أكثر من أن يذكر . وأزيد من أن يعد ويحصر . فهنيئا لمن ذكر الله فقد أستوجب رضاه وطوبى لمن استجاب له دعاءه فقد أحسن له جزائه. ويا سعادة من صلى عليه ربه . فقد زال عنه كربه . ويا فوز من صلت عليه ملائكته . فقد أدركته رحمته . ويا نجاة من سلم عليه الرسول . فقد فاز بالقبول وفتح له الباب وأدرك المأمول :
أفلح الزاهدون والعابدونا * اذ لمولاهم أجاعوا البطونا اسهروا الأعين العليلة حبا * فانقضى ليلهم وهم ساهرونا شغلتهم عبادة الله حتى * حسب الناس إن فيهم جنونا
تنبيه قال أبو القاسم القشيري في رسالته . اختلف في ان الأفضل الدعاء أم السكوت فمنهم من قال الدعاء في نفسه عبادة لحديث الدعاء مخ العبادة . ولأن الدعاء إظهار الافتقار إلى الله تعالى . وقالت طائفة السكوت والخمول تحت جريان الحكم وأتم والرضا بما سبق اختيار الحق أولى . وقال قوم يكون صاحب دعاء بلسانه ورضاء بقلبه . ليأتي بالأمرين جميعا . قال القشيري والأولى أن يقال الأوقات مختلفة . ففي بعض الأحوال الدعاء أفضل من السكوت وهو الأدب . وفي بعض الأحوال السكوت أفضل من الدعاء وهو الأدب . وإنما يعرف ذلك بالوقت فإذا وجد في قلبه إشارة إلى الدعاء فالدعاء أولى . وإذا وجد إشارة إلى السكوت فالسكوت أتم . ثم قال ويصح أن يقال ما كان للمسلمين فيه نصيب أو لله سبحانه وتعالى فيه حق فالدعاء أولى لكونه عبادة . وأن كان لنفسك فيه حظ فالسكوت أتم . وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى وقدس روحه فان قيل ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لأمر دله فاعل إن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة كما أن الترس سبب لدفع السلاح والماء سبب لخروج النبات من الأرض كما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء وقد قيل . لو لم ترد نيل ما أرجوه من طلب من فيض جودك ما ألهمتني الطلبا وقد سئل سيدنا ومولانا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه ما فائدة الدعاء فقال الفاقة بين يديه سبحانه وإلا فهو يفعل ما يشاء . سبحان من لا يخيب من قصده من قصد الله صادقا وجده قد شمل الخلق فضل نعمته كل إلى فضله يمد يده والحاصل كما قال الإمام الغزالي عليه الرحمة والرضوان الناس في هذا العالم على سفر وأول منازلهم المهد. وآخرها اللحد . والوطن هو الجنة أو النار. والعمر مسافة السفر فسنونه مراحله وشهوره فراسخة .وأيامه أميال . وأنفاسه خطواته . وطاعته بضاعته . وأوقاته رؤوس أمواله . وشهواته وأغراضه قطاع طريقة وربحه الفوز بلقاء الله تعالى في دار السلام . مع الملك الكبير . والنعيم المقيم وخسارته البعد من الله تعالى من الأنكال والأغلال والعذاب الأليم في دركات الجحيم . فالغافل في نفسه من أنفاسه حتى ينقضي في غير طاعة تقربه إلى الله زلفى متعرض في يوم التغابن . لغبينة وحسرة ما لها منتهى . ولهذا الخطر العظيم . والخطب الهائل شمر الموفقون عن ساق الجد . ودعوا بالكلية ملاذ النفس . اغتنموا بقايا العمر ورتبوا بحسب تكرار الأوقات . وظائف الأوراد . حرصا على أحياء الليل والنهار . في طلب القرب من الملك الجبار . والسعي إلى دار القرار فصار من مهمات علم طريق لأخره انتهى . وان من أجل أوراد العارفين وأكمل أدعية الصالحين أحزاب سيدنا الغوث الكبير الرفاعي وأوراده التي هي إلى سبيل النجاة خير داعي لاشتمالها على الأدعية المأثورة . واكتفالها بالمعاني المبروره .
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|