القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

المنتدى العام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-24-2010, 01:59 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Welcome1 حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أنا : علي الشريف احمد





بسم الله الرحمن الرحيم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد
الاخوة أحباب المصطفى
فى هذه الأيام المباركة يفد الحجاج من كل فج عميق متجهين إلى المدينة المنورة فى طريقهم لأداء فريضة الحج
فما حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟؟؟
إليكم هذا المبحث عن هذا الموضوع الهام
1 حُكم زيارته صلى الله عليه وسلم

من السنن المؤكَّدة قصد المدينة المنوَّرة مُهاجر الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشاهدة الروضة المطهّرة التي هي روضةٌ من رياض الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم:

«ما بين بيتى ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة...» متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله زيدوفى رواية مسند أحمد( مابين قبرى).

وزيارة سيد الخلق المبعوث رحمةً للعالمين ولكافة الناس بشيراً ونذيراً لقوله صلى الله عليه وسلم:«منْ حجَّ البيت ولم يزرني فقد جفاني» رواه الدارقطني.

وفي حديث آخر:«مَنْ وَجَدَ سعَةً ولم يفد إليَّ فقد جفاني».

إنَّ هذه الزيارة للسيد الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد مماته كزيارته في حياته فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي»رواه الدارقطني وغيره.

2 أدب الزيارة

وينبغي لمن أراد زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الصلاة والسلام عليه في مسيره إلى تلك الزيارة الشريفة، فإذا لاح له حرم المدينة المنوَّرة وبدت له أشجارها أكثرَ من الصلاة والسلام على رسول الله، فإذا شارف المدينة فعليه أن يدخلها ماشياً إن أمكن ثم يغتسل ويتنظَّف ويلبس أحسن الثياب ويتطيَّب ظاهراً، حتى إذا بلغ المسجد النبوي فعل ما يفعله المرء حين يريد الدخول على العظماء فوقف قليلاً كالمستأذن، وعند دخوله المسجد النبوي الشريف يقصد الروضة المطهَّرة وهي ما بين قبره صلى الله عليه وسلم ومنبره فيُصلي ركعتين تحية المسجد بجانب المنبر والأوْلى أن تكون في المحل الذي كان يُصلِّي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ يدعو بما يشاء مُعِدّاً نفسه للمثُول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إعداداً باطناً ثم ينهض للزيارة.

3 فائدة الزيارة وغايتها

تُرى لماذا حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الزيارة؟. وما هو المقصود منها؟. أم ماذا يجد الإنسان في زيارته؟. وماذا يجنيه من الخير؟.

وفي الجواب عن هذا نقول:

للإنسان نفسٌ وروح وجسد:

فالروح:هي ذلك النور الإلهي الساري في الجسد والذي بسببه تقوم الحياة فيه فينمو ويتحرك ويباشر الأعمال.

وأما النفس:فهي ذات الإنسان المعنوية الشاعرة، مستقرها في الصدر وأشعتها ساريةٌ في جميع أنحاء الجسم، وهي العنصر الأساسي في هذا الإنسان فهي التي تغضب وترضى، وهي التي تخاف وتخشى، وهي التي تسرّ وتفرح، وتتنعَّم وتتألم وتُحبّ وتكره، وهي التي تُوصف بالكفر والإيمان، وهي التي تُجزى وتُحاسب على الأعمال، وهي التي ترقى وتترقى متنقِّلةً في محبة الله تعالى من حال إلى حال أعلى.

وكلما زادت النفس تقديراً لخالقها زادت إقبالاً عليه سبحانه وبالتالي اكتسبت منه سمواً ورفعةً وكمالاً، وهي عنصر نوراني لا يصيبه البلى ولا تمتد إليه يد الفناء، وما الجسد إلاَّ ثوب النفس ولباسها، فهو الحامل لها وبواسطته تُباشر أعمالها، وعن طريق الحواس تتعرَّف إلى ما حولها، فإذا ما فارقت الروح الجسد ومات هذا الإنسان لبست النفس الحال الذي كانت قد وصلت إليه في الحياة الدنيا. وما القبر الذي يضم الجسد إلاَّ مركز لتلقيِّ شعاع النفس المستنيرة ومهبط لأشعةٍ من النفس الميمونة، وتكون النفس المؤمنة أو التقية والحالة هذه كالشمس جرمها في السماء وأشعتها سارية في كل ناحية من أنحاء الفضاء تملؤها بالنور والضياء، وما هذا إلاَّ مثالٌ يُقرِّب لك الحقيقة، والنفس المؤمنة أسمى بكثير وأرفع مما يمكن أن يتصوَّره إنسان، فحالها بعد الوفاة لا يختلف عن حالها في الدنيا من حيث الإقبال على الله، بل إنها ترقى في هذا الإقبال لحظةً فلحظة وآناً بعد آن، والنفس المؤمنة تسري مع نفس رسولها الكريم من الكعبة سارية بتجليات ربّها وإن كانت من حيث علاقتها بجسدها في حال برزخي إشرافي غير أنها تسمع وترى، إذ تصبح النفس التقية بعد الموت كلّها أعين وكلها آذان، فهي أسمع وأشدُّ شهوداً ورؤية مما كانت عليه في الدنيا، وهكذا إذا أنت ذهبت لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفت أمام ضريحه الشريف تسلِّم عليه فنفسه صلى الله عليه وسلم تشاهدك وتراك وتسمع سلامك وتسري إليك عن طريق الكعبة إلى ضريح جسده الطاهر المقدَّس غامرة إياك بفيوضات ربِّها الأعلى، إن كنت مؤمناً حقّاً وممَّن وصل إلى حال نفسي رفيع استطعت أن تُعاين ذلك وتسمع منه صلى الله عليه وسلم ردّ السلام عليك.

ولذا إذا دنوت من مقامه صلى الله عليه وسلم فقف بعيداً عنه بقدر أربعة أذرع مقابلاً رأس النبي r ووجهه الأكرم متأدِّباً غاية الأدب، خاشعاً وقل بصوتٍ خافت:

السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، السلام عليك يا سيدي يا حبيب الله.

السلام عليك يا سيدي يا أشرف رسل الله، السلام عليك يا سيد المرسلين.

السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وأزواجك وذرّيتك وسلِّم تسليماً.

جزاك الله عنا وعن أمتك خيراً فلقد بلَّغت الرسالة وأدَّيت الأمانة وأوضحت الحجة وكشفت الغمة، ونصحت العباد، وجاهدت في سبيل الله حقّ الجهاد.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقد يغلب عليك أثناء الزيارة الحال النفسي من حيث صلة نفسك بنفس رسول الله r ويتعطل اللسان عن الكلام ويختلط شعاع هذه النفس الزائرة بنفس رسول الله r الزكية الطاهرة فتقبل بمعيَّتها على الله، وتعرج بصحبتها في معارج القدس الرفيعة وتحصل لها الرفقة الحقيقية والشفاعة وتغدو نفسك مع نفسه صلى الله عليه وسلم واقفة في حضرة الله فانية في شهود كمال الله كأن النفسين نفسٌ واحدة وتلك هي حال من أحوال الشفاعة الدنيوية التي ما فاز بها مؤمن إلاَّ وغدا إنساناً إنسانياً ومؤمناً كريماً وعالماً حكيماً وإلى هذه الشفاعة، وإن شئت فقل إلى هذه الرفقة والصحبة المعنوية في إقبال النفسين معاً على الله خلال هذه الزيارة الشريفة، أشار صلى الله عليه وسلم بقوله:«من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه الدارقطني والبيهقي.

فهي شفاعة صحبة ورفقة في الإقبال بمعيته صلى الله عليه وسلم على الله والإئتمام به في الوجهة إلى الله، تبدأ بك منذ زيارته هذه وتمتد بك حتى آخر لحظةٍ من لحظاتك في هذه الحياة، بل تُلازمك ولا تُفارقك إلى ما بعد الوفاة فما تزال نفسك مرافقة مصاحبة تلك النفس السامية حتى تقف للحساب بين يدي الله، قال تعالى:

{يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التحريم :الآية (8).

تلك هي الغاية من زيارتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحقيقة لا يعرف قدر هذه الزيارة إلا امرؤٌ آمن بالله حقَّ الإيمان يتوِّج حجَّه بتلك الزيارة العالية ويسمو بنفسه إلى منازل المؤمنين الصادقين.


الفصل الثاني:

وجوب محبته عليه أفضل الصلاة والسلام

1 أثر المثل الأعلى في سلوك الإنسان

ولعلك تقول أَجِدُكَ كلما عرضت لك مناسبة وكلما انفسح أمامك مجال تنتهز الفرصة وتغتنمها لتتكلم عن صلة النفس بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك دوماً لتؤكِّد وجوب محبته وارتباط النفس به r تأكيداً يكاد يجعل هذه المحبة وهذا الارتباط فرضاً ضرورياً وأمراً لازماً، فهل من آية في القرآن الكريم، أم هل من حديث شريف ورد عنه صلى الله عليه وسلم يبيِّن ضرورة هذه المحبة وهذا الارتباط، أم أنها أذواق تتذوقها وأشواق اعتلجت في نفسك وحلَّت بها لا تبرحها فجعلت تتحيَّن الفرص وتوجد المناسبات لتعبِّر عنها وتبثُّها.

إن كثيراً من الناس في عصرنا قَلَّ أن يتعرَّضوا لهذه الناحية أو يعرفوا شيئاً عنها حتى إنهم ليستغربون منك هذه الأحاديث التي تسوقها بهذا الخصوص استغراباً شديداً، فهل من أثارة من علم أو هل من مستند إلى كتاب أو سنة يُشير إلى هذه الناحية وينير أمامنا السبيل تجاه هذه النقطة الهامة؟.

وفي الجواب عن هذا السؤال وتوضيحاً لهذه الناحية أقول:

ما أوصل كثيراً من الناس إلى ما أوصلهم إليه من بعد ذريع عن طريق الفضيلة والكمال وما أوقعهم فيما أوقعهم به من تدهور مريع في الدين والأخلاق إلاَّ عدم تقديرهم وتعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ من القوانين العامة والسنن الكونية الثابتة التي يؤيدها علم النفس وعلم الاجتماع أن فقدان المثل الأعلى يصل بالإنسان حتماً شاء أم أبى إلى هذا التدهور وهذا الانحطاط.


الفصل الثالث

الطريق الموصلة إلى محبته صلى الله عليه وسلم

1 قانون ارتباط الأتباع بزعيمهم

وتسألني عن طريق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحب أن تتعرَّف إلى الأصول التي يوصلك التمسُّك بها إلى هذه المحبة السامية، وتقول ما من شيءٍ في هذا الكون إلاَّ وله سنةٌ وقانون وأصول وما دامت سعادة الإنسان مرتبطة بمحبة الرسول فما الطريق إليها وما الأصول الواجب اتِّباعها؟. فأقول:

ما من طريق ولا وسيلةٍ تصل بك إلى حبِّ رسول الله وتقديره إلاَّ إذا انطوت نفسك على قبس من بعض صفاته أو طرف من أخلاقه، إذ من السنن الكونية لهذه النفس الإنسانية ومن القواعد العامة التي أصبحت اليوم معروفة في علم النفس الاجتماعي أنه لا ينشأ الارتباط النفسي بين الزعيم والأتباع إلا إذا مثَّلهم جميعاً في منازعهم وتفوَّق عليهم في اتجاهاتهم. فإذا لم يكن كل واحد من الأتباع متخلِّقاً نوعاً ما بُخلُق من أخلاق قائده، وإذا لم تنطوِ نفس التابع على قليلٍ أو كثير من إحدى صفات زعيمه فلا يمكن أن يتولَّد هذا التقدير ولا أن يحصل هذا الارتباط بالمحبة بين النفسين، وإذا كان هذا الارتباط يتزايد وينمو كلما ازدادت هذه الصفة في التابع ظهوراً وتمكُّناً وزاد فيها من ذلك الزعيم قرباً ودنواً فلا ريب أن تحقُّق التابع بأكثر من صفةٍ واحدة يجعله أكثر لذلك المثل الأعلى تقديراً وأشد به ارتباطاً وحبّاً.

هذه قواعد وقوانين لا تختلف ولا تتبدل وكل شيء في هذا الكون إنما يعمل ضمن سنةٍ وقانون ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

3 الإيمان الحقيقي هو السبيل المُوصلة إلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما وقد عرفنا هذه النقطة الهامة وهذا المبدأ الأساسي فلا بدَّ لنا من أن نجيب على السؤال الآتي وهو قول من قال:

ما دام الحب الحقيقي لرسول الله لا يتولَّد في أنفسنا إلا إذا اتَّصفت بصفةٍ من صفات الكمال، فما هي الطريق التي نسلكها حتى نحصل على إحدى هذه الصفات الكاملة أو عدد منها؟.

وفي الجواب عن هذا نقول:

أصل الكمال ومصدره الأساسي هو الله سبحانه وتعالى. وما من صفةٍ عاليةٍ انطبعت في نفس أو حلَّت بها إلاَّ وهي من ذلك الأصل والمصدر العالي، فإذا أنت أقبلت على الله تعالى بكلِّيتك واتَّجهت إليه بقلبك وتوثَّقت هذه الصلة المعنوية بين النفس وبين خالقها فهنالك ينطبع في نفسك شيء من الكمال وتصطبغ به.

{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} سورة البقرة :الآية (138).

وتتساءل كيف تحصل هذه الوجهة إلى الله تعالى؟. وكيف تتم؟. وهل باستطاعة الإنسان متى شاء أن يتّجه ويُقبل؟. فأقول:

إن هذه الوجهة إلى الله تعالى وهذا الإقبال عليه لا يكون ولا يتم إلاَّ إذا كانت هذه النفس واثقة من إحسانها مطمئنة إلى أنَّ الله راضٍ عنها بعملها، هذه حقيقة ثابتة وقانون من قوانين النفس لا يتغير ولا يتبدَّل وما دام الإنسان لا يجد هذه الثقة ولا يشعر بهذه الطمأنينة فليس بمستطيع أن يلتفت إلى خالقه أو يقبل عليه مهما حاول وأراد.

أرأيت إلى الإنسان ذاته يقف للصلاة أحياناً بين يدي ربّه فلا يجد لصلاته حلاوة ولا يشعر فيها بصلة ولا يرى فيها إقبالاً، ويقف أحياناً أخرى فما أن يكبِّر تكبيرة الإحرام حتى تسري نفسه عارجةً في معارج القدس بأسرع من لمح البصر حتى إنه قد يشعر بهذه الصلة قبل الصلاة وبعدها وتصل به هذه الصلة في حال الصلاة إلى أعلى درجاتها. ويتساءل هذا الإنسان باحثاً عن السبب، فإذا هو في حاله الأول حال انقطاعه عن تلك الصلة قد بدرت منه بادرة سوء أو صدرت منه هفوة لم يكن راضياً عن نفسه فيها، وعلى الرغم من كون ذلك قد صدر منه عن غير قصد وسوء نية، لكن خجله من عمله هو الذي حال بينه وبين الوجهة إلى ربِّه فشلَّ قوة هذه النفس وحجبها عن خالقها فإذا هي في جفاء البعد، وإذا هي في حالٍ من عدم الإقبال لا ينفك عنها ما دامت خجلى من عملها إلا أن تخرج من هذا الحال بعمل طيب تقوم به وفي الحديث الشريف:

«وأَتْبِع السيئة الحسنة تمحها» رواه الترمذي في سننه في كتاب البحر .

وإذا هو في حاله الثاني حال الإقبال على الله قد أدَّى خدمة طيبة أو قام بعمل صالح فإذا للنفس من ثقتها برضاء الله عنها ما جعلها في قرب وصلة وإقبال.

وتسألني عن السبيل الذي يدفع بالإنسان إلى العمل الصالح ويحجزه عن الوقوع في السيئات فأقول:

لقد قرن القرآن الكريم العمل الصالح في مواضع شتى وفي عدد كبير من الآيات بالإيمان لنعلم أن الإيمان هو سبيل الصالح من الأعمال وهو السبيل والسبب الوحيد لاجتناب السيئات. فليس يصلح عمل الإنسان وهو لا يستطيع اجتناب السيئات إلاَّ إذا وصل إلى الإيمان.

وهكذا فالإيمان الحقيقي هو النقطة الأولى التي يكون منها الانطلاق وهو وحده الموصل إلى الاستقامة والبعد عن الوقوع في المعاصي والموبقات، وبالتالي هو الآخذ بيد هذه النفس إلى الصلاة الحقيقية المنطوية على الصلة بالله تعالى، حيث تستقي النفس الكمال وتصطبغ به وتتحلّى بكريم الصفات وهنالك تجدها تحبّ الرسول وترافقه بلا انقطاع.

ولعلك تقول:

ذكرتَ من قبل أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تسمُ نفوسهم ذلك السمو العالي، ولم تبلغ منازل الكمال الرفيعة إلا بسبب حبّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أردتَ بيان الطريق إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم قلتَ:

لا يستطيع الإنسان أن يحب رسول الله حبّاً حقيقاً إلاَّ إذا كانت نفسه متحلّية بنصيب من صفات الكمال ؛ فهل الكمال النفسي يا ترى هو الذي يصل بالإنسان إلى محبة رسول الله، أم أن محبة رسول الله هي التي تسمو بالنفس إلى منبع الكمال؟.

وفي الجواب عن هذا نقول:

إذا كان القارئ يظن أن بين القولين اختلافاً وتناقضاً فليس بينهما شيء من ذلك أصلاً، فأنت لا تستطيع أن تحب رسول الله حسبما كنا بيَّناه وفصَّلناه إلا إذا استقيت من الله تعالى بصلاتك المبنية على استقامتك وإيمانك طرفاً من صفة من صفات الكمال، فإذا أنت وصلت إلى محبته صلى الله عليه وسلم واستغرقت نفسك في هذه المحبة فعندئذ تتدرج في الكمال إلى أسمى المنازل وتبلغ فيه أعلى المراتب، إذ تدخل بصحبته صلى الله عليه وسلم فتشرب من ذلك المنبع العالي والبحر اللامتناهي، تعالى الله عن كل مثال، شرباً متواصلاً وتسمو نفسك سمواً كبيراً وتصل إلى حال ما كنت لتصل إليه في يوم من الأيام أو تصبح من أولئك الرجال لولا توسُّلك بمحبته صلى الله عليه وسلم واستشفاعك به إلى الله تعالى.

تلك هي ثمرة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعض ما نفهمه من حثِّ الله تعالى إيَّانا على محبة رسوله الكريم وَأَمْرِنا في مُحكم كتابه بالصلاة عليه، وما هذه الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صلة النفوس المؤمنة به لتدخل بمعيته على الله فتستقي منه تعالى كمالاً وترتقي في هذا الكمال من حال إلى حال أعلى، رقياً لا يتناهى.



علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 11-24-2010 الساعة 02:14 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 1 المشاهدات 6851  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه