06-12-2010, 10:42 PM
|
#1
|
المُشرف العام
|
من لطائف و طرائف أهل التصوف و أهل الفن في السودان
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين و ثقة به و توكلا عليه
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد و آله
السلام عليكم سادتي و أحبابي
يحكى الشيخ إدريس عبد السلام من الذين رافقوا الشيخ دفع الله الصائم منذ صباه و لم يفترقا إلا بالموت...كان الشيخ دفع الله يزوره في بيته بأمدرمان ثم خرجا معا و سارا قليلا في شارع البوستة الذي كان في ذروة ازدحامه.. و مرا بالقرب من مقهى كان بداخله مطرب ناشئ يقف على منضدة و هو يغنى, المطرب هو الفنان إبراهيم الكاشف في بداية حياته الفنية..كانت هناك أعداد كبيرة تقف أمام المقهى و هي تستمع لهذا الصوت الجهوري المشحون بالشجن و الرجولة و عندما اقترب الشيخ دفع الله و زميله الشيخ إدريس عبد السلام كان الفنان الكاشف يردد في شجن و بنبرات عالية:
((سألت الله أشوفو مرة))
و عندما صافحت هذه الكلمات أذني الشيخ دفع الله, كان لها وقع مختلف و معاني غير التي يبثها الفنان المفتون بمعشوقته و التي سأل الله أن يمنحه رؤيتها, و لكن كما يقولون يغنى المغنى و كل على هواه..مست هذه الكلمات شغاف قلب الشيخ دفع الله و فاضت به وجدا و شوقا لمعشوقه الأول و الأوحد, فصاح صيحة عظيمة ارتج لها المكان و طغت على صوت الفنان و ذهل المارة و توقفت حركة الشارع تماما و تلفت المستمعون الذين كانوا في اندماج مع فنانهم و رأوا مشهدا مهيبا, الشيخ دفع الله مغشيا عليه, و رفيقه الشيخ إدريس عبد السلام في حيرة فهو الوحيد الذي يعرف ما حدث.. فالصوفي يلقى السمع و هو شهيد, فسمعه يتجاوز كثافة العبارات إلى لطافة الإشارات.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 06-12-2010 الساعة 10:45 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|