القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

وادى الخيانة

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-26-2013, 11:20 AM   #1
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

Mnn وادى الخيانة


أنا : ود محجوب




وادى الخيانة .. الحلقة الأولى .. مبارك لم يذكر الإخوان صراحة إلا مرتين فقط.. الأولى فى 89 عندما قال للهضيبى: ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه والثانية عندما كشف علاقتهم بالأمريكان فى 2005
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013 -
حلقات يكتبها محمد الباز
نفلا عن اليومى :
الأجهزة الأمنية تمنع حوارا من النشر لمرشد الجماعة المؤقت كشف فيه انضمام مبارك للإخوان وهو طالب فى «المساعى المشكورة» الثانوية
التلمسانى قابل مبارك عدة مرات فى بيته بمصر الجديدة.. ومبارك يرفض مقابلته فى قصر الرئاسة بعد الإفراج عن معتقلى السادات.. و ترك للإخوان حرية العمل وحظر عليهم الاقتراب من السلطة.. لكنهم خرجوا عن الاتفاق فى 2005 بدعم الأمريكان وخوفا من تحركات حركة كفاية فى الشارع

لماذا فشل رأفت شحاتة فى تنفيذ تعليمات «مرسى» بهيكلة جهاز المخابرات؟

قيادات المخابرات غضبت من خروج موافى بطريقة مهينة.. ومرسى صمم على «شحاتة» بعد تزكية من حركة حماس

مرسى بدأ مخططه ضد «الجهاز» بتوريط أبوالعلا ماضى فى القول بأن المخابرات لديها تنظيم بلطجية وهو ما أغضب الرأى العام

لست فى حاجة لأن أقول لك، إن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن أبدا معارضة لنظام مبارك، لكنك قد تكون فى حاجة - ملحة جدا - لأثبت لك أن هذه الجماعة كانت شريكة لمبارك فى حكمه.. وهذه قصة طويلة لها بدايتها المحددة.

لم يكن مبارك بعيدا خلال فترات كثيرة من حياته عن جماعة الإخوان، وإذا كان هناك من يقول إنه عندما كان طالبا فى مدرسة «المساعى المشكورة» الثانوية بالمنوفية، اقترب من جماعة الإخوان، وكان على بعد خطوات قليلة من الانضمام إليهم والعمل معهم كعضو تنظيمى، فإن هذا القول كان ينقصه الدليل، فلم يكن أحد يتحدث به إلا على سبيل الشائعات التى يجيدها الإخوان ضد كل من لا ينتمون لهم.

لكن فى العام 2006 حدث ما جعل الأمر مؤكدا، فقد خرج من بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين من قال ذلك وأشار إليه وأكده، أقصد تحديدا محمد هلال أحد الكبار المعمرين فى الجماعة الذى صاحب مؤسسها الأول حسن البنا، وتوفى فى العام 2009 عن 89 عاما.. فى النقلة ما بين المستشار مأمون الهضيبى المرشد السادس للجماعة ومهدى عاكف مرشدها السابع فى العام 2004، ظهر اسم محمد هلال مرشدا مؤقتا، أو بالأدق قائما بأعمال مرشد الجماعة.

كان ظهور الرجل مفاجئا للبعض، فقد كنا نعتقد أنه توفى منذ سنوات طويلة، أدى هلال مهمته ثم اختفى مرة أخرى، حيث عاد إلى المنصورة التى ظل فيها طوال عمره يدير مكتب المحاماة الذى كان يملكه ويسخره تماما لقضايا جماعة الإخوان المسلمين مكونا من وراء ذلك ثروة طائلة تركها لأبنائه من بعده، لكنه عاد للظهور مرة أخرى فى مارس 2006، وكان ظهوره أكثر صخبا. فى 20 مارس 2006 نشرت جريدة «المصرى اليوم» حوارا مطولا مع محمد هلال، تحدث فيه عن علاقة عبدالناصر بالإخوان، وعاب فى الرجل بما لا يليق ولا يتناسب مع قامته وقدره الوطنى، وعدت الجريدة أن يكون هناك جزء ثانٍ من الحوار، لكنه لم ينشر أبدا.

اجتهدت المواقع الإخوانية وقتها فى الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية ضغطت على إدارة التحرير ب«المصرى اليوم» لمنع الجزء الثانى من الحوار، لأن هلال كان قد صرح بأن جهاز أمن الدولة يتنصت على مكتب الإرشاد من خلال أجهزة تجسس قام عملاؤه بزرعها، ولذلك فهو يعرف دبة النمل ربما قبل أن تقع داخل الجماعة.

لكن الحقيقة أن المنع لم يكن لهذا السبب فقط، فقد تطرق هلال إلى علاقة مبارك بالإخوان، وقال إنه كان منهم خلال دراسته بالثانوية، لكنه بعد أن اتجه إلى الدراسة العسكرية انفصل عنهم، وحتى يؤكد كلامه، أكد أن مبارك نفسه هو الذى قال ذلك عندما كان يلتقى عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة، حيث كان هو المسؤول بصفته نائبا للسادات عن ملف التعامل مع الإخوان، بعد الصفقة التى عقدها السادات مع التلمسانى، والتى بمقتضاها خرجوا من السجون وعادوا لوظائفهم مرة أخرى، فى مقابل أن يساعدوا السادات فى مواجهة معارضيه من الناصريين واليساريين والشيوعيين.





ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-26-2013, 11:22 AM   #2
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

Icon15 رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







لم يتحدث عمر التلمسانى كثيرا عما دار بينه وبين مبارك، لكنه فى مذكراته التى نشرتها إحدى الصحف العربية فى العام 1984 أشار إلى مقابلاته مع نائب الرئيس حسنى مبارك، يقول: طلب منا السيد عثمان أحمد عثمان وقد كان وزيرا للإسكان أن تلقاه مجموعة منا، فذهبت مع الدكتور أحمد الملط والحاج حسنى عبدالباقى والأستاذ صالح أبو رقيق، وقابلناه فرأى أنه من الخير أن نقدم للسادات وجهة نظرنا فى الإصلاح فى تسع صفحات فلوسكاب حملها إليه عثمان.

يكمل التلمسانى: ثم كانت لى مقابلات مع السيد محمد حسنى مبارك، وكان نائبا لرئيس الجمهورية فى ذلك الحين، لقيته فى منزله بمصر الجديدة منفردا مرارا، ومعى الأستاذ مصطفى مشهور مرات أخرى، لبعض استفسارات عن بعض ما جاء بتلك الصفحات التسع، ثم انتهى الأمر إلى صمت مطبق.

لم يكشف التلمسانى عما دار فى هذه اللقاءات، ولم يتحدث عن رأيه فى مبارك، ولا ماذا قال له نائب الرئيس، لكن هلال أشار إلى أن مبارك أشار إلى إخوانيته المبكرة، وربما كان هذا لأنه أراد أن يؤلف قلب الرجل الذى ذهب إليه بصفقة يتقرب بها إلى السادات.

طوال ما يقرب من خمسة وعشرين عاما من حكمه لم يذكر مبارك الإخوان فى حديث علنى إلا مرتين. الأولى: كانت فى بدايات حكمه، ورواها لى عصام العريان فى حديث مطول أجريته معه فى مكتبه بمستوصف العمرانية الذى كان يباشر منه علاج المواطنين وحشدهم لصالح أعمال جماعته.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان ذلك فى العام 1989، محافظة الجيزة تحتفل بعيدها القومى، دعا المحافظ وقتها عمر عبدالآخر الرئيس ليحتفل مع شعب المحافظة بهذه المناسبة، وفى قاعة الاحتفال كان يوجد عدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة، وكان من بينهم عدد من الإخوان على رأسهم المستشار مأمون الهضيبى والدكتور عصام العريان، وقف الهضيبى يرحب بالرئيس وتحدث معه وعنه بكلام طيب، وإذا بالرئيس مبارك يقول لمن حوله: الله ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه. كلمة مبارك منحت الإخوان أملا فى إمكانية التواصل المباشر معه، فهو يسمع عن الإخوان كلاما سيئا، وهو ما يجعله يبعد عنهم ولا يقربهم منه، لكن إذا استمع مبارك لهم مباشرة فحتما سيغير رأيه، وربما يكون هذا الموقف هو الذى دفع الإخوان لأن يقولوا دائما: اسمع منا ولا تسمع عنا.

المرة الثانية التى تحدث فيها مبارك عن الإخوان كانت فى العام 2005، وقتها تخلى الإخوان عن مهادنتهم للنظام، ففى 5 مايو 2005 بالتحديد دعا الإخوان إلى مظاهرات حاشدة فى محافظات مصر ليطالبوا مبارك بالإصلاح، وكانت نتيجة الصدام بينهم وبين النظام أن تم القبض على 400 إخوانى ينتمون إلى 6 محافظات، ادعى مهدى عاكف وقتها أن عدد معتقلى الجماعة تجاوز 1500 إخوانى.

لكن لماذا فعلها الإخوان؟

لماذا شقوا عصا الطاعة عن مبارك وخرجوا عليه؟

كان لذلك سببان لا ثالث لهما.

الأول: لأن جماعة كفاية التى خرجت للنور مطالبة ب«لا للتمديد ولا للتوريث» قد دعت قبلها بأسبوع واحد إلى مظاهرات ضد نظام مبارك، وخرجت أعداد كبيرة فى 13 محافظة، فأدركت الإخوان أن القوى المدنية تسحب البساط من تحت قدميها، وأن أسطورة قدرتها وحدها على الحشد تنهار تماما، فسارعت بدفع شبابها إلى التظاهر من باب إثبات الوجود.

السبب الثانى كان الأهم: ففى هذا الوقت كان الإخوان يتواصلون مع الأمريكان الذين اقتنعوا مبكرا أن الجماعة يمكن أن تكون بديلا لنظام مبارك، فمدوا معها ولها حبال الود... وكانت الجماعة تعرف أن نظام مبارك يتعرض لضغوط هائلة من الأمريكان من أجل إجراء إصلاحات سياسية حقيقية فى بنية النظام، وأن التظاهر ضد مبارك لن يقابل بعنف شديد خوفا من الأمريكان الذين دخلوا العراق فى 2003، وأعلن بوش أنه سيبدأ حربا طويلة ضد كل الديكتاتوريات فى المنطقة العربية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فى حديث عام وبشكل معلن أشار مبارك إلى جماعة الإخوان بالاسم، قال إنه يعرف ماذا يفعلون ولديه تقارير عن لقاءاتهم بالأمريكان، بل إنه يعرف حتى الهمس الذى يدور بينهم فى الغرف المغلقة. كان تصريح مبارك وقتها نقلة فى أدائه وطريقة تفكيره وممارسته للسلطة، فالمعروف عن مبارك أنه كان يتجاهل المعارضة تماما، لا يذكرها ولا يشير إليها وكأنها غير موجودة من الأساس، وكان يغضب بشدة عندما يذكر أحد أمامه اسم معارض، وهو ما حدث بعد أزمة أيمن نور فى العام 2005 - دخل السجن على خلفية تزويره لتوكيلات حزب الغد.

وقتها كان الصحفى الكويتى الشهير أحمد الجار الله يجرى معه حوارا، وسأله بشكل عابر عن أيمن نور، فثار مبارك فى وجهه، وهدد بعدم إكمال الحوار، ولولا المكانة التى يحتلها الجار الله لدى مبارك لكان أنهى الحوار بالفعل، لكنه لم يفعل.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2013, 11:24 AM   #3
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







كان مبارك يعرف الإخوان المسلمين جيدا، كان يعرف قياداتهم بالاسم، لكنه كان يتجاهلهم تماما، ولم يذكرهم فى 2005، إلا لأنه كان يعرف أن الجماعة أنهت عصرا امتد لأكثر من خمسة وعشرين عاما من التعاون مع مبارك ونظامه، وبدأت فى التخطيط للاستيلاء على الحكم بإشارة خضراء من الأمريكان.

لقد قابل مبارك عمر التلمسانى عدة مرات وهو نائب، لكن، وبعد أن عفا عنه ضمن معتقلى عصر السادات ال1536 الذين دخلوا السجون فى سبتمبر 1981، لم يقابله فى قصر الرئاسة - كان من قابلوا مبارك ثلاثين معتقلا فقط على رأسهم هيكل وفؤاد سراج الدين - ويبدو أنه أخذ قرارا بعدم دخول الإخوان مرة أخرى إلى القصر، وهو ما حدث فعلا، فلم يدخلوه إلا بعد أن قامت ثورة 25 يناير، حيث جلس محمد مرسى وسعد الكتاتنى على مائدة واحدة مع عمر سليمان نائب الرئيس فى حوار لم يسفر عن شىء للخروج من مأزق نظام مبارك الأخير.

قرر مبارك أن يجعل الإخوان المسلمين مجرد أداة من أدوات حكمه، منحهم حرية العمل والتصرف، وحظر عليهم أن يقتربوا من القصر... ولأنهم لا عهد لهم فقد حاولوا ذلك عدة مرات، قابلهم بعنف فدخلوا السجون ووقفوا أمام المحاكم العسكرية وخسروا كثيرا من أموالهم، لكنهم سرعان ما كانوا يخرجون، ليعاودوا العمل من جديد، وليواصلوا جمع الثروات تحت ظلال مبارك من جديد أيضا.

كان ملف الإخوان المسلمين فى نهايات عصر السادات من بين اختصاصات مؤسسة الرئاسة، لكن مبارك نقل الملف إلى الجهات الأمنية، كان جهاز أمن الدولة هو العصا الغليظة التى طاردتهم فى كل مكان لإحكام السيطرة عليهم، ولم يكن بعيدا عن العمل جهاز المخابرات العامة وتحديدا فى الفترة التى رأسه فيها عمر سليمان، ولأن للمخابرات الحربية تقاطعات عديدة مع ملف الإخوان فلم تكن بعيدة عما يجرى.

حتى المجلس العسكرى كان له نصيب خلال حكم مبارك فى التعامل مع الإخوان، فقد كان من مهام قائد المنطقة العسكرية المركزية أن يوقع على الأحكام العسكرية التى تصدر ضد قيادات الجماعة، وكان آخر من فعلها اللواء حسن الروينى الذى صدق على أحكام بالسجن فى حق خيرت الشاطر وحسن مالك وخمسة عشر إخوانيا كانوا حصاد آخر القضايا العسكرية فى عصر مبارك، وهى القضية المعروفة إعلاميا بميليشيات الأزهر... ثم أصبح ملعب التقارب والصفقات واسعا للغاية بين الإخوان والمجلس العسكرى عقب ثورة يناير مباشرة وحتى ثورة 30 يونيو التى أبعدت مرسى عن قصر الاتحادية، وأخرجت الإخوان من الحياة السياسية.

عبر ساحة ومساحة هذه الحلقات التى يمكن أن تمتد قليلا... سنعرف بعضا مما جرى بين قيادات الإخوان ورجال مبارك... كانوا شركاء فى الحكم وشركاء فى المصير، فالثورة خلعتهم والسجن يجمعهم، أما نحن فنكتفى طول الوقت بالرصد والمشاهدة والمتابعة... والشماتة إذا لزم الأمر، فليس أكثر درامية من أن ترى عروش الآلهة تتهاوى أمامك... لن نبدأ الحكاية من أولها، ولكن سنتحدث من النقطة الأخيرة... فهذا أجدى وأوقع.

ما الذى يفعله اللواء رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة السابق الآن؟

الرجل ومنذ 5 يوليو 2013 وهو يعمل رسميًا مستشارًا للرئيس عدلى منصور للشؤون السياسية، أى أنه واحد من مجموعة مستشارين يعملون إلى جوار «منصور»، لكن اللافت للانتباه أن مستشارى الرئيس «على عوض للشؤون الدستورية، وأحمد المسلمانى للإعلام، ومصطفى حجازى للشؤون الإستراتيجية، وكمال الجنزورى للشؤون الاقتصادية» يظهرون ويجتمعون به فى مناسبات مختلفة، ويصرحون للإعلام، ويجتهدون فى التأكيد على أنهم يعملون، إلا أن رأفت شحاتة- وعلى ما يبدو- قرر أن يدخل فى حالة من الصمت التام والكامل، لا أحد يسمع له صوتًا أو يعرف عنه شيئًا.

كان التفسير الأول والوحيد لإخراج رأفت شحاتة من منصبه كمدير لجهاز المخابرات العامة بعد يومين فقط من عزل محمد مرسى، أنه ليس رجل المرحلة الجديدة، وأنه حتمًا يميل إلى جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها، لكن هذا التفسير ذاب فى حالة الصخب الهائلة التى أعقبت ثورة 30 يونيو.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لكننى أعتقد أن فتح هذا الباب مرة أخرى سيكون ضروريًا فى سياق حديثنا عن الصفقات والتفاهمات واللقاءات بين الإخوان المسلمين وقيادات الأجهزة الأمنية السيادية منذ عصر «مبارك» وحتى الآن، فلم يكن بعيدًا ما ذهب إليه البعض من أن خروج «شحاتة» من جهاز المخابرات - لم يقض به إلا عشرة أشهر فقط - كان بسبب الإخوان المسلمين، وأنه كان ضحية من ضحايا النظام الفاشل.

كان اللواء «شحاتة» واحدًا من أبناء الجهاز، بدأ حياته العملية فيه، وكان هو تقريبًا أول مدير للجهاز من بين أبنائه، حيث كان يأتيه رؤساؤه من خارجه، وكانت بدايات معرفة المصريين به من خلال صورة عابرة تم نشرها على هامش تسليم الجندى الإسرائيلى شاليط، واستبدال ألف معتقل فلسطينى به.. كان «شحاتة» يقف ممسكًا بذراع شاليط قبل تسليمه عبر الحدود مع غزة، يرتدى نظارة سوداء وبنطلون جينز، لفت الانتباه إليه بشدة، وكان السؤال عن هذا الرجل دون غيره ممن تواجدوا إلى جواره فى الصورة هو المسيطر على أحاديث من تابعوا واقعة التسليم التى كانت واحدة من إنجازات جهاز المخابرات العامة.

كانت الإجابة سريعة، فقد تم الكشف عن أن صاحب الصورة هو اللواء محمد رأفت شحاتة، نائب مدير جهاز المخابرات العامة، والمهندس الأول والوحيد لصفقة مبادلة شاليط بألف أسير فلسطينى. وقد نجح فى مهمته بشكل كبير لأنه يرتبط بعلاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا فتح وحماس، كما أن سمعته لدى رجال المخابرات الإسرائيلية جيدة، وهو ما مكنه من النجاح فى مفاوضاته بين الطرفين.

تمت صفقة شاليط تحت رعاية وإشراف من مدير المخابرات المصرية وقتها اللواء مراد موافى، وكان ذلك فى أكتوبر 2011، ولم تمر سوى عشرة أشهر حتى كانت هناك صورة أخرى بطلها رأفت شحاتة.. تخلى عن نظارته السوداء والملابس الكاجوال، حيث وقف مرتديًا بدلة كاملة ليؤدى اليمين الدستورية أمام محمد مرسى رئيسًا للمخابرات العامة المصرية.

كان المشهد غريبًا، فرأفت شحاتة يقسم أمام محمد مرسى وهو يضع يده على المصحف الشريف، ويقسم على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية. وقتها تم الهجوم بشدة على إدخال المصحف فى القسم من ناحية- بدأ القسم ب«أقسم بالله العظيم وبكتابه هذا»- ومن ناحية ثانية أن نص القسم ورد فيه: «وأن يكون ولائى كاملًا لرئيس الجمهورية..»، وقيل إن هذه أول مرة يتم استخدام المصحف فى القسم، وأن محمد مرسى تعمد ذلك حتى يضفى على الأمر مسحة إسلامية، البعض تساءل: هل لو تم اختيار مدير مسيحى لجهاز المخابرات هل سيسمح له بالقسم على الإنجيل؟!


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2013, 11:25 AM   #4
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

Icon15 رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






واقع الأمر أن قسم مدير المخابرات على المصحف أمام الرئيس لم يكن جديدًا بالمرة، ولكن كانت هذه هى أول مرة يرى فيها المصريون مدير المخابرات وهو يؤدى القسم أمام الرئيس، وهو الأمر الذى كان يتم فى سرية تامة، ودون أن يطلع عليه أحد، ثم إن القسم يتم بالولاء الكامل لرئيس الجمهورية، لكن جرت موجة من التشكيك على خلفية مخاوف الرأى العام المصرى من أخونة الجماعة لكل شىء، وقد التقط الإخوان الخيط وقتها، وخرج أمين الجماعة الدكتور محمود حسين ليشير إلى أن الجماعة لو كانت تريد أخونة المخابرات لجاءت برئيس للجهاز من الجماعة- لا تلتفت إلى ما قاله حسين، فالجماعة التى لم تكن تملك من يصلح لإدارة إشارة مرور من أين لها بأحد أعضائها ليدير جهاز المخابرات- لكن هذا لم يحدث، واجتهد مستشار «مرسى» القانونى وقتها، المستشار محمد فؤاد جاب الله، وقال إن القسم العلنى من مدير المخابرات ليس سوى تأكيد على الشفافية التى يريد أن يعمل بها النظام المصرى الجديد، بصرف النظر بالطبع عن أن الشفافية لم تكن مناسبة تمامًا لجهاز حساس مثل المخابرات العامة.

توقف الجدل تمامًا حول محمد رأفت شحاتة، ولم يقترب أحد منه ليظل تعيينه وخروجه من جهاز المخابرات من بين أسرار الحياة السياسية المصرية.

لم يكن اختيار «مرسى» ل«شحاتة» بسبب كفاءته فقط- التى لم يستطع أحد أن يشكك فيها- ولكن لأن قيادات جماعة حماس القريبة من جماعة الإخوان أثنت عليه، بل يمكن أن نقول إنها رشحته لمحمد مرسى ليخلف مراد موافى، فقادة حماس يعرفونه ويثقون فيه، وتعاملوا معه قبل ذلك فى أكثر من ملف حيث أثبت كفاءة وقدرة على الإنجاز.

قبِلَ «مرسى» ترشيح وثناء حماس على رأفت شحاتة، فعينه فى المنصب، ربما دون أن يعود إلى قيادات المخابرات العامة ليستطلع رأيهم فى مدير الجهاز الجديد، خاصة أن «مرسى» لم تكن له أى خبرة بعمل الأجهزة الأمنية السيادية.

لم تهدأ الأرض تحت قدمى رأفت شحاتة فى جهاز المخابرات منذ اللحظة الأولى له فى المنصب، فقد كان دخوله إليه مديرًا بداية لمشاكل كثيرة، كانت أقلها فى تظاهر العشرات من العاملين بالجهاز أمام المبنى الرئيسى بكوبرى القبة، مرددين هتافات تنادى بعودة مراد موافى رئيسًا للجهاز، وكان لدى المتظاهرين مطلب واحد هو مقابلة محمد مرسى للتشاور حول عودة «موافى»، وتم التهديد بأنه فى حالة عدم استجابة الرئيس لهذا المطلب فسيقوم المتظاهرون بالدخول فى اعتصام سلمى أمام الجهاز.

كان الخبر مفزعًا لمن يدركون خطورة وحساسية العمل فى جهاز المخابرات.. صحيح أن من قاموا بالمظاهرات كانوا عشرات من بين الموظفين المدنيين فى الجهاز، فلم يشارك أحد من ضباط الجهاز أو قياداته فى المظاهرة لمعرفتهم بخطورة وحساسية الدور الذى يقومون به، لكن أن يأتى اسم جهاز المخابرات فى جملة مفيدة مع تظاهر أو اعتصام أو إضراب، فهو أمر مزعج بلا شك.

التخوف الأساسى الذى أبداه بعض قيادات الجهاز كان أن يخرج عشرات آخرون ممن يؤيدون تعيين رأفت شحاتة مديرًا للجهاز ليطالبوا ببقائه، فى مواجهة من يطالبون برحيله، بما يخلق حالة من الفتنة والشقاق بين أفراد الجهاز الذين لم يكن أحد يعرف عنهم شيئًا من الأساس.

فى 5 سبتمبر 2012 جرى لقاء بين وفد من رئاسة الجمهورية وعدد من قيادات جهاز المخابرات العامة، لمناقشة مسألة تعيين مدير للجهاز خلفًا لمراد موافى، فحتى هذا الوقت كان رأفت شحاتة قائمًا بأعمال مدير الجهاز فقط.. كانت الرسالة التى حملها وفد الرئاسة لقيادات المخابرات أنه لا سبيل على الإطلاق لعودة «موافى» لرئاسة الجهاز مرة أخرى.

كانت الرئاسة تعرف أن الطريقة التى خرج بها مراد موافى من منصبه مهينة جدًا، وأن قيادات الجهاز غضبوا من هذه الطريقة واحتجوا عليها، لكن «مرسى» رأى أن «شحاتة» هو الرجل المناسب له - وتحديدًا بعد تزكية حماس له - ولذلك لم يتراجع عن قراره، بل أصر على أن يكون «شحاتة» هو رئيس الجهاز.

بدأ «شحاتة» عمله بعد أن أقسم على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية، لكنه رأى أن هناك مقاومة من بعض القيادات لما يريده الرئيس الجديد، وعلى الفور رفع تقريرًا لمحمد مرسى عن هؤلاء الضباط - كان عددهم على وجه التقريب 13 ضابطًا - وعن عدم تعاونهم معه «لم يستبعد أن يكون هؤلاء الضباط وراء تظاهر العشرات ضده احتجاجًا على تعيينه مديرًا للجهاز».

كانت تعليمات محمد مرسى لرأفت شحاتة هى أن يقوم فورًا بإعادة هيكلة جهاز المخابرات.. لم يتوقف الأمر لدى «مرسى» عند إصدار الأوامر فقط، بل قرر أن يساعد فى خلخلة الجهاز من الداخل، حتى يسهل على «شحاتة» مهمته. وهنا يمكن أن نعيد قراءة بعض الأحداث التى وقعت دون أن يكون لها تفسير واضح أو محدد وقتها.

كان «مرسى» قد شارك فى حفل إفطار بجهاز المخابرات، وبعد رمضان زار الجهاز مرة أخرى، وعقد اجتماعًا مطولًا مع قياداته، وهدف من ذلك كله إلى التأكيد على أنه يدعم رئيس الجهاز الجديد، ربما لعلمه أن أحدًا لا يرحب باختياراته.

بدأ «مرسى» فى تنفيذ خطته.. فى مارس 2013 كان أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، الحليف الجديد لجماعة الإخوان، يتحدث فى الصالون الثقافى الشهرى للحزب، ودون مناسبة وبعيدًا عن سياق حديثه، قال إن الرئيس «مرسى» أبلغه بأن جهاز المخابرات العامة كوّن تنظيمًا يضم 300 ألف بلطجى، منهم 80 ألفًا فى القاهرة وحدها، وأن المخابرات العامة سلمت التنظيم إلى جهاز أمن الدولة الذى سلمه إلى المباحث الجنائية، وأن هذا التنظيم هو الذى ينزل إلى الشوارع باستمرار، وهو الذى ظهر فى الاشتباكات التى دارت بمحيط قصر الاتحادية، وكان بحوزتهم الأسلحة البيضاء والنارية، وأن من يقوم بتحريكهم معروف، وأن حجم الأخطار ضخم جدًا.

كان أبوالعلا ماضى صادق تمامًا فى أن «مرسى» هو الذى أخبره بذلك، رغم أن المتحدث الرسمى باسم الرئاسة عاد بعد ذلك ليشكك فى الرواية عندما أجاب من سألوه عن حقيقة ما قاله «ماضى» بقوله: «اسألوا من قال»، فى إشارة إلى أن «ماضى» هو المسؤول وحده عما قاله، ولا علاقة ل«مرسى» بالأمر من قريب أو بعيد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم يفطن «أبوالعلا» إلى أن «مرسى» يورطه، يتعامل معه كمجرد ورقة، فإذا مرت التصريحات بسلام كان الأمر خيرًا كله، وإن تم الاعتراض عليها يتجاهل الرئيس الأمر، وكأنه لا علاقة له على الإطلاق، وهو ما حدث، فقد أثار ما قاله «أبوالعلا» عاصفة من الغضب أجبرت حزبه أن يدلس علينا من جديد ببيان رسمى أشار إلى أن رئيسه كان يقصد أداء جهاز المخابرات أيام «مبارك»، دون أن يدرك أن قيادات الجهاز الحاليين كانوا هم أنفسهم قيادات الجهاز أيام «مبارك»، ثم إنه تحدث عن تنظيم المخابرات الذى تواجد فى أحداث «الاتحادية» التى جرت فى عهد «مرسى».. وهو ما يعنى بوضوح مقصد «أبوالعلا» ومن ورائه «مرسى» إلى اتهام قيادات الجهاز بالفساد السياسى، تمهيدًا لتطهير الجهاز، وإبعاد من يعارضون توجهات الرئيس بنفس الطريقة التى تم اعتمادها مع وزارة الداخلية، وجهاز أمن الدولة تحديدًا.

قبل واقعة أبوالعلا ماضى بشهور، وفى نوفمبر 2012، جرت واقعة أخرى لم تكن لها وقتها دلالة واضحة، فقد أعلن محمد البلتاجى أنه تم القبض على عقيد بالمخابرات المصرية، هو أحمد محمد كامل حسين الديب، ويحمل رقم 3390 بالجهاز، واتهمه بأنه كان يقوم بتوزيع أموال على المتظاهرين فى إحدى المظاهرات بمدينة الإسكندرية لحرق مقرات الإخوان.. «البلتاجى» واصل اتهاماته ل«الديب» عندما قال إن كل الاشتباكات التى وقعت فى الإسكندرية كانت بتحريض مباشر منه، وإنه عند القبض عليه كان يحمل 2 طبنجة وبندقية خرطوش فى سيارته.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2013, 11:27 AM   #5
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

Icon15 رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب








«البلتاجى» لم يتوقف عند كلامه بأن الإخوان أمسكوا به فى الإسكندرية، بل قام بتصعيد الأمر، متهمًا أجهزة أمنية فى الدولة - قاصدًا المخابرات تحديدًا - بالعمل ضد الرئيس المنتخب.

لم يكن محمد البلتاجى الذى كان يتحدث فى أحد البرامج الفضائية حاضرًا الواقعة التى ادعى أنه تم فيها ضبط ضابط المخابرات، لكنه كان يستند إلى معلومات حصل عليها، ونشرتها الجماعة على مواقعها، مشيرة إلى أن مجموعة من شباب الجماعة ألقوا القبض على عقيد المخابرات وضبطوا سيارته التى كانت بها أسلحة، والتقطوا لها صورًا تؤيد ما يقولونه، وزادت الجماعة على الأمر بأن نشرت خبرًا يفيد بسجن ضابط المخابرات، وهو ما نفته النيابة، ونفته وزارة الداخلية كذلك.

فى كلام أحد المصادر الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية ما يكشف حقيقة ما جرى.. لقد نفى المصدر الأمنى الاتهامات التى وجهها «البلتاجى» إلى العقيد أحمد حسين الديب، فهو لم يشارك فى المظاهرات، ولم يوزع أموالًا على المتظاهرين لإحراق مقرات الإخوان الإدارية فى الإسكندرية، وأن البندقية التى كانت بحوزة الضابط مرخصة من نادى الصيد، حيث يمارس هواية ضرب النار فى النادى.. ولم ينه المصدر الأمنى كلامه إلا بعد أن أكد أنه تم نقل الضابط إلى مستشفى مصطفى كامل.

لقد تعقبت مجموعة من الإخوان المسلمين ضابط المخابرات، وهى تعرف شخصيته جيدًا، وقامت بالاعتداء عليه للدرجة التى استدعت أن يتم نقله إلى المستشفى، وذلك قبل أن تعلن الجماعة أنه كان يحمل السلاح ويحرّض على حرق مقرات الإخوان، وذلك حتى تمنح الرئيس مبرر المطالبة بإعادة هيكلة جهاز المخابرات، ودعم مدير الجهاز فى ذلك، بما يتيح له أن يستبعد تنظيم ال13 الذى كان لا يرضى عن سياسات محمد مرسى، ولا يقبل بما يقوم به تحديدًا داخل الأجهزة الأمنية السيادية.

لا يمكن أن ألوم على رأفت شحاتة لما فعله، فقد أقسم على الولاء الكامل لرئيس الجمهورية، وكان يتصرف من منطلق أن الجهاز لابد أن يعمل من أجل تنفيذ سياسات وتوجهات الرئيس الجديد. لكن المفاجأة أن هناك من يشير إلى أن محمد رأفت شحاتة لم يكن متعاونًا على الإطلاق مع الرئيس الإخوانى، وأنه بعد تحرش أبوالعلا ماضى بالجهاز من خلال تسريبه واقعة تنظيم البلطجية التى أخبره بها «مرسى»، تلقى رأفت شحاتة مكالمة من الفريق «السيسى»، وزير الدفاع، أخبره فيها بأنه لن يسمح لأحد بأن يتدخل فى عمل جهاز المخابرات العامة، وأن «شحاتة» رفض تمامًا أن ينقل بعض الملفات التى يعمل عليها الجهاز- وتحديدًا ملفات حماس والقضية الفلسطينية- إلى الرئاسة، رغم أن «مرسى» طلب ذلك منه أكثر من مرة، فقد كان يخشى أن تقع هذه الملفات فى يد جماعات خارجية، فى إشارة واضحة إلى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين.

لقد انحاز مصطفى بكرى فى كتابه الأخير والمميز «سقوط الإخوان» إلى أن رأفت شحاتة كان واحدًا ممن دعموا ثورة يونيو، ومن وقفوا ضد مخطط محمد مرسى وجماعته لأخونة الدولة، رغم أن بعضًا من المواقف التى أوردها عن رأفت شحاتة تزيد اللبس من حوله.

يروى «بكرى» أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى طلب من اللواء رأفت شحاتة، مدير المخابرات العامة، أن يجرى اتصالًا بالرئيس «مرسى»، وأن يبلغه بأن الجيش يغلى، وأن الغضب وصل إلى مرحلة كبيرة، وحذر «شحاتة» «مرسى» قائلًا له: إن الوضع فى مصر يستحق إجراءات عاجلة لتهدئة الشارع الغاضب، وقال له: أنت وحدك الذى ستدفع الثمن، ونحن لا نريد مصر مثل السودان تتعرض للعقوبات، وتكون النهاية إحالتك لمحكمة الجنايات الدولية، شأنك شأن الرئيس البشير. وطلب «شحاتة» من الرئيس أن يعد خطابًا جديدًا للشعب، يؤكد فيه أنه برغم حرصه على الشرعية فإن حرصه على الدم أكبر بكثير من أى طموحات سياسية، وأن يؤكد أنه لن يقبل أن يذكر اسمه فى التاريخ مقترنًا بأى فتنة تشهدها البلاد تؤدى إلى اقتتال أبناء الوطن الواحد، وأنه إذا كانت السياسة ستؤدى إلى الفتنة فلتذهب إلى الجحيم، وأنه مستعد للوصول إلى حل جاد وحقيقى ينهى الأزمة فى البلاد.

لقد استمع الرئيس مرسى - كما يقول بكرى - إلى نصيحة اللواء رأفت شحاتة، فكانت إجابته كالمعتاد: «طيب هنشوف»، وساعتها أدرك «شحاتة» أن «مرسى» مصمم على العناد، وأنه يرفض أى نصيحة توجه إليه، ومن ثم التزم الصمت بعد ذلك حتى اليوم الأخير فى حكم «مرسى».

أغلب الظن أن عبدالفتاح السيسى طلب من رأفت شحاتة الحديث مع محمد مرسى فى أيام حكمه الأخيرة، لأنه كان يعرف أن «مرسى» يثق فى «شحاتة» أكثر من الآخرين، وأنه يمكن أن يستمع إليه، وهو ما يؤيد ما ذهبنا إليه من أن «شحاتة» كان على وفاق مع محمد مرسى، ولم يختلف معه أبدًا، وإلا لما تم إخراجه من جهاز المخابرات بهذه السرعة، وتجميده فى منصب مستشار الرئيس المؤقت للشؤون الأمنية.

لقد كان لدى جماعة الإخوان المسلمين رغبة ملحة فى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية السيادية طبقًا لما يحقق مصالحها، ويمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على كل مفاصل الدولة.. نجحت «الجماعة» إلى حد ما مع جهاز الأمن الوطنى الذى حل بديلًا لجهاز أمن الدولة، وتم ضبط المتعاونين داخل الجهاز مع «الجماعة»، وتم إخراجهم والتحقيق مع عدد منهم، لكنها لم تستطع الاقتراب من المخابرات الحربية التى كانت ولا تزال عصية على الاختراق لأسباب تتعلق بتركيبتها، وتكوين القائمين عليها وطنيًا وعسكريًا ونفسيًا.

كانت «الجماعة» تعرف أن جهاز المخابرات الحربية هو المرحلة الأخيرة التى ستحشد لها جهودها بعد أن تسيطر على الأمن الوطنى والمخابرات العامة، لكن المفاجأة أن المخابرات الحربية التى تقدمت عدة خطوات على المخابرات العامة منذ ثورة يناير 2011 كانت تظهر فى الوقت المناسب لتفسد مخططات الإخوان للسيطرة وفرض النفوذ على مفاصل الدولة الحيوية.

لم يكن ما فعله محمد مرسى مع رأفت شحاتة إلا صفقة حاولت جماعة الإخوان من خلالها أن تضع الجهاز فى جيبها، بعد أن ظلت طويلًا مبعدة ومطاردة، لكنها الآن وقد وصلت إلى السلطة فلا مانع من أن تتحكم فى كل شىء طبقًا لعقيدتها ومصالحها، حتى لو كانت هذه المصالح تتعارض مع مصلحة الوطن العليا.. لكن هذه الصفقة بارت تماما ولم يُكتب لها النجاح.. وبهذا تكون هذه هى الصفقة الأخيرة التى كان فشلها من بين أسباب انهيار جماعة الإخوان، وخروج رئيسها من السلطة غير مأسوف عليه، هذا الذى لم يصدق أنه أصبح رئيسًا فواصل سياسته فى العمل فى الخفاء، وعقد الصفقات والكيد للمختلفين معه لإقصائهم وإبعادهم عبر المؤامرات التى لم تكن فى النهاية إلا محاولات ساذجة من هواة فى عالم السياسة، غسل الوطن يديه منهم إلى الأبد.



http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1401491#.UrvXz_uUZzZ



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2013, 01:17 AM   #6
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب




وادى الخيانة .. الحلقة الثانية ..عمر سليمان يكشف سر كراهية مبارك الشخصية لقيادات الإخوان ..الجماعة طلبت من هيكل التوسط لدى سليمان للجلوس معه أثناء محاكمة مبارك



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عمر سليمان
حلقات يكتبها محمد الباز

قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

مات عمر سليمان مقهورا بعد أن أعلن ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة 2012، وجد عاصفة من النقد والهجوم وتكسير العظام تقودها جماعة الإخوان ضده، قالوا إنه قاتل ودموى وخائن.
قال عمر لمن حوله فى حيرة: عمن يتحدثون؟.. هل أنا هو هذا الرجل الذى يصفونه بأنه دموى وقاتل؟

كانت دهشة سليمان لأنه ربما كان الوحيد من بين رجال مبارك الذى كانت لديه رؤية واضحة ومحددة لإدماج الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية المصرية، من خلال تمكينهم من تأسيس حزب سياسى، وكانت هذه فكرة مبكرة جدا، ربما قبل أن تفكر مجموعة حزب الوسط فى تأسيس حزبها، وقبل حتى أن تعلن الجماعة برنامجا لحزبها قبل ثورة يناير، وإن كانت تراجعت بعد إعلان البرنامج، فى إشارة إلى أنه برنامج عمل وإصلاح للجماعة وليس برنامج حزب.

عن قرب كان عمر سليمان يرصد علاقات قيادات جماعة الإخوان المسلمين مع جهاز أمن الدولة، وكان يعرف أن قيادات الجماعة يرتبطون بعلاقات مع قيادات فى جهاز أمن الدولة حسب الظرف السياسى الذى تمر به البلاد، فهى أحيانا علاقات توافق وتفاهم، وأحيانا أخرى علاقات تخاصم ومطاردة متبادلة، ففى الوقت الذى كان يعد فيه جهاز أمن الدولة تقاريره عن قيادات الجماعة، كان لدى الإخوان جهازهم الخاص الذى يجمع معلومات وافية عن قيادات أمن الدولة فى كل المحافظات، على الأقل لتعرف الجماعة مع من تتعامل.. وكيف لها أن تتفاهم فى الوقت المناسب.

رصد سليمان حالة التضييق الأمنى على جماعة الإخوان المسلمين فى فترات كثيرة، فقرر أن يجعل من جهاز المخابرات العامة ملجأ وملاذا للإخوان، حيث كان رجاله على اتصال بمجموعة من قيادات الجماعة ينصحونهم ويتشارون معهم ويناقشونهم حول بعض المبادرات السياسية التى كانت تطلقها الجماعة أحيانا، رغبة فى عدم الاختفاء التام من على المسرح السياسى، خاصة أن هدف أمن الدولة كان تحجيم الجماعة بشكل كامل.

راعى عمر سليمان فى علاقته بجماعة الإخوان المسلمين عدة أشياء:

أولا: لم يقابل بنفسه أحدا من قيادات جماعة الإخوان، بل كان يترك هذه المهمة لرجاله، الذين كانوا يلتقون ببعض البارزين من أعضاء الإخوان، لمعرفة آرائهم وأفكارهم، ربما فى محاولة لاستشراف ما يمكن أن يقبلوا عليه أو على الأقل ما يخططون له.

ثانيا: لم يتم الإعلان فى أى مرة من مرات اللقاء بين رجال عمر سليمان وقيادات جماعة الإخوان سواء فى مقر الجهاز أو خارجه، أن هذه اللقاءات رسمية، أو أن الضباط مكلفون بنقل رسائل معينة من القيادات، بل كان يتم التأكيد على أن هذه اللقاءات ودية للنقاش والتشاور فقط.

ثالثا: لم يكن عمر سليمان يميل مطلقا إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه كان يرغب فى لعب دور رافع الغطاء حتى لا ينفجر الإناء الذى يمكن أن يفتك به بخاره، كان يعرف أن التضييق الكبير على الجماعة يمكن أن يقودها إلى الانفجار، ولذلك كان يمسك بها قبل أن تصل إلى هذه المرحلة، فى محاولة للمحافظة على الاستقرار وعدم دخول المجتمع فى مواجهات عنيفة ودموية.

رابعا: كان عمر سليمان يسعى جاهدا إلى إقناع الإخوان المسلمين بتأسيس حزب سياسى، لأنه كان يعرف جيدا أن قوة الجماعة فى سريتها وعدم قانونيتها، فأعضاؤها يتحركون بحرية دون التزام بأى إطار قانونى، لا أحد يعرف بدقة مصادر تمويلهم ولا ما يخططون له، لكن عندما نضعهم فى إطار واضح فإنهم يمكن أن يضعفوا بشكل كبير، بل سيكونون مثلهم مثل بقية الأحزاب الهشة التى تعمل على الساحة السياسية.

خامسا: وضع عمر سليمان أمام مبارك تقارير كاملة بلقاءات رجاله مع الإخوان المسلمين، وكشف له عن أهدافه من تقريبهم والاستماع إليهم، لأن سليمان كان يدرك مدى كراهية مبارك للإخوان المسلمين.

كان هذا هو الواقع فعلا، فمبارك لم يكن مختلفا مع الإخوان المسلمين سياسيا أو فكريا، ولكنه كان يكرههم كراهية شخصية، ومن بين القليل الذى كشفه عمر سليمان فى الحوارات القليلة التى أجريت معه على هامش ترشحه فى الانتخابات الرئاسية 2012، كان إعلانه عن السبب الرئيسى فى كراهية مبارك للجماعة.

فطبقا لما رواه سليمان كانت لمبارك وجهة نظره السياسية، كان ينظر إلى الإخوان المسلمين بكثير من الشكوك، وكان يرى أنهم تآمروا على قتل كل رؤساء مصر، فخططوا لقتل عبدالناصر، وشاركوا فى قتل السادات، ثم خططوا لقتل مبارك نفسه ثلاث مرات، ولم يكن سهلا على رئيس أن يعرف أن تيارا بعينه لن يتردد فى حمل السلاح أو قتله هو شخصيا إن استطاع الوصول إلى الحكم، ولذلك كانت سياسة مبارك مع الإخوان تقوم على المواجهة.

لكن ولأن الإخوان المسلمين كانوا يريدون أن يصلوا إلى مبارك بشكل مباشر، يجلسون إليه ويتحدثون معه، فقد طمعوا أن يجلسوا مع عمر سليمان أولا، حتى يكون الرجل معبرهم الكبير إلى الرئيس، ومن بين ما يرويه محمد حسنين هيكل، أن الدكتور عصام العريان والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عندما جلسا إليه للنقاش وتبادل وجهات النظر - هيكل يفعل ذلك دائما مع خصومه قبل أصدقائه، فهو لا يزال يعمل بروح الصحفى الذى يدرك أن شرعيته الوحيدة هى جمع المعلومات - كانا يطلبان منه دائما أن يتوسط لدى السيد عمر سليمان ليجلسا معه مباشرة.

كان هيكل يتعجب من حرصهم ودأبهم على طلبهم هذا، لكن لم يكن الطلب عجيبا ولا الإصرار غريبا، كان العريان وأبوالفتوح يدركان أن عمر سليمان قريب من مبارك إلى الدرجة التى يمكن أن تسمح له أن يتوسط ليلتقى الرئيس بقيادات الجماعة ليسمع منهم، ثم إن سليمان هو تقريبا الذى يتحدث إلى مبارك بما يجب، لا بما يحب أن يسمعه.. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، فلا هيكل توسط ولا الإخوان جلسوا مع سليمان مباشرة.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2013, 01:18 AM   #7
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






عمر سليمان يظهر مرة أخرى على سطح الإخوان، لكن هذه المرة على صفحة صفقة واضحة ومباشرة، فما بين عامى 1995 و1996 ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عدد كبير من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان، وكان من بين من دخلوا السجون عصام العريان وخيرت الشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح وعبدالحميد الغزالى ولاشين أبوشنب وجمعة أمين ورشاد البيومى ومحمد حبيب ومحمود عزت ومهدى عاكف وإبراهيم الزعفرانى وسعد الحسينى وحسن الجمل والسيد النزيلى ومحسن راضى ومحيى الزايط وحلمى الجزار وأبوالعلا ماضى.

عرفت قضية هؤلاء باسم «قضية النقابيين» وكان ثروت الخرباوى المحامى وعضو الجماعة السابق أحد المحامين الذين عملوا فى هذه القضية، وقد أشار إلى تفاصيل ما جرى فى كتابه المهم «سر المعبد».

كان ثروت وقتها لا يزال فى المرحلة الرومانسية من عمره داخل الجماعة، ينظر إلى هؤلاء المعتقلين كأبطال، دخلوا السجون لأنهم يقفون بالمرصاد أمام نظام مبارك المستبد، لكنه وجد عجبا عندما اقترب من كهنة المعبد، الذين يديرون العلاقة مع نظام مبارك بعيدا عن أعضاء الجماعة الحالمين بالخلافة وأستاذية العالم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فى واحدة من جلسات هذه المحاكمة أثنى محمد بديع على ثروت الخرباوى وعلى جهوده فى القضية، لكن المفاجأة أن بديع قال لثروت: أنا من سجنى أساعدك قدر المستطاع، وقد أرسلت إلى إخوانك فى مكتب الإرشاد كى يكتبوا مقالة باسم الحاج مصطفى مشهور وينشروها فى جريد الشعب عن زيارة الرئيس مبارك إلى بيروت ودعمه لها ولإميل لحود بعد الاعتداءات الإسرائيلية عليها.

كان الإخوانى السابق وصديق الخرباوى عاطف عواد موجودا إلى جوار القفص، فقال لبديع: «ياريت تطلب منهم يا دكتور يكتبوها كويس ربنا يكرمك، أنا خايف يشتموا فى لبنان أو إميل لحود ويقولوا عليه شيعى أو درزى»، ابتسم بديع ربما فى ثقة وقال: «لا أنا طلبت منهم يمدحوا مبارك جدا، فهذه فرصة لنا كى نثبت أننا لا نعارض من أجل المعارضة».

كان مصطفى مشهور نائب المرشد العام فى هذا الوقت والقابض عليها من كل جانب يكتب مقالا أسبوعيا فى جريدة الشعب التى كان يرأس تحريرها وقتها عادل حسين، ومن ظاهر كلام بديع أن مشهور لم يكن يكتب المقال بنفسه، ولكن كان هناك من يكتبونه له، لكن ليست هذه هى القضية، فقد أراد بديع أن يمدح مشهور مبارك علانية، بل ويبالغ فى المديح له، حتى ينظر مبارك لهم بعين العطف.

فى هذه القضية كان الدكتور محمد سليم العوا هو رئيس هيئة الدفاع ومعه مختار نوح الذى كان منسقا لهيئة الدفاع، ووقتها قام الإخوان باستقدام عدد من المحامين الإنجليز لحضور المحاكمات بصفتهم مراقبين، وكان من حظ ثروت الخرباوى أنه كان مكلفا مع بعض المحامين الإخوان بمرافقة هذا الوفد، وكان العوا هو الشخص الوحيد المؤهل للتعامل مع المحامين الإنجليز، محامى الإخوان، فقد كانوا مجرد رفقاء طريق، أما العوا فكانت لديه كل تفصيلات القضايا بحسب موقعه فى رئاسة فريق الدفاع، كما أنه يجيد الإنجليزية إجادته للعربية.

عرف الخرباوى من خلال بعض الإخوان المقربين من الدكتور العوا أنه تدخل سياسيا للصلح بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام، وكان هدفه من الوساطة أن يتيح للحركة الإسلامية مساحة كبيرة من الحركة الدعوية.

طلب العوا مقابلة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات، فحدد له موعدا، وفى الاجتماع عرض العوا الوساطة فى الصلح، فوافق عمر سليمان إلا أنه اشترط عدة شروط، منها أن يمتنع الإخوان عن خوض أى انتخابات نقابية أو برلمانية لمدة خمس سنوات، على أن يتيح لهم النظام حرية الحركة من خلال المساجد، فإذا وافق الإخوان على هذا الشرط يتم الإفراج عن كل المحبوسين من الإخوان.

رضى سليم العوا بما قاله عمر سليمان ووافق عليه، فقد ظن وقتها أن قيادات الجماعة سيوافقون على هذا العرض بل وسيرحبون به، فهى فرصة لا تتكرر، لكنه قبل أن يغادر مكتب عمر سليمان قال له مدير المخابرات الذى يعرف الجماعة جيدا: مأمون الهضيبى سيرفض بشدة.

كان مأمون الهضيبى فى هذا التوقيت المسؤول عن الملف السياسى فى الجماعة - نفس الملف الذى باشره محمد مرسى بعد ذلك - وكانت مفاجأة بالفعل لسليم العوا عندما وجد رد الهضيبى على عرض عمر سليمان بالرفض القاطع، بل إنه لم يمنح نفسه فرصة لمناقشة العرض مع قيادات الجماعة الآخرين.

تدور الأيام وبدلا من أن يلح الإخوان على عمر سليمان من أجل لقائه منفردا، يسعى هو إلى طلب اللقاء بهم، كان عمر قد ترك جهاز المخابرات وأصبح نائبا لحسنى مبارك، وعليه مهمة أساسية وهى أن يجرى حوارا مع القوى السياسية المختلفة من أجل الخروج من المأزق، ويعترف عمر أنه من دعا الإخوان إلى مائدة الحوار، رغم أن نظام مبارك ولأيام قليلة سبقت هذه الدعوة كان ينظر للجماعة على أنها محظورة.

برر سليمان دعوته الإخوان إلى الحوار لأنه - كما قال - كان يعرف أن الجماعة هى التى تحرك الميدان فى هذا الوقت، ورغم أن معلومات مدير المخابرات لم تكن دقيقة فإنه تعامل مع ما اعتقده على أنه أمر واقع، وكان أن دعا إليه محمد مرسى وسعد الكتاتنى للتفاهم والوصول إلى حل.

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2013, 01:19 AM   #8
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







لم يكن محمد مرسى وسعد الكتاتنى هما أول من دخلوا إلى قصر الاتحادية من الإخوان المسلمين «الكتاتنى فعلها قبل ذلك مرة واحدة»، كان هناك من سبقوهما إلى ذلك، حيث التقى عدد من نواب الإخوان فى مجلسى الشعب والشورى مبارك فى القصر الجمهورى أكثر من مرة.

المرة الأولى كانت فى العام 2005 عندما عقد مبارك اجتماعا فى القصر الجمهورى فى نهاية الدورة البرلمانية بمناسبة إصدار قانون الضرائب، حضره وفد من نواب مجلسى الشعب والشورى، وكان من بين أعضاء الوفد الإخوانيان مصطفى عوض الله وصابر عبدالصادق.

المرة الثانية كانت فى العام نفسه 2005، عندما دعا مبارك عددا من أعضاء مجلسى الشعب والشورى بمناسبة إقرار التعديلات الدستورية، وفى نفس الاجتماع قام بالتوقيع على قانون كادر المعلمين، وحضر من نواب الإخوان أربعة هم سعد الكتاتنى وصبحى صالح ومحمود مجاهد ومحمد الجزار.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

انتقدت قواعد جماعة الإخوان المسلمين هذه المشاركة، خاصة أن بعضا من نواب الجماعة خرج ليشيد بالإفطار فى القصر الجمهورى، وكيف كان مبارك ودودا مع الجميع.. لكن فى العام 2009 وعندما دعا مجموعة من نواب اللجنتين العامتين لمجلسى الشعب والشورى لم يحضر الإخوان، لأنهم ببساطة لم يكونوا ممثلين فى اللجنتين، بما جعل الإخوان يعتقدون أن الأمر كان مقصودا تماما.. ووقتها كان التفسير الأقرب إلى الصحة هو أن الإخوان بالغوا فى نقد الموقف المصرى من الحرب على غزة، فعاقبهم مبارك بعدم دعوتهم إلى القصر الجمهورى.

دخول الإخوان قصر الاتحادية فى 2011 كان مختلفا، فى المرات التى دخلوه قبلها لم يكن مبارك يتحدث معهم من الأساس، بل لم يكن يعترف لهم بأنهم نواب للجماعة، كانوا بالنسبة له مجرد نواب مستقلين لا أكثر ولا أقل، لم يكن يتحدث معهم ولا غيرهم، وكان يكتفى بالسلام على الجميع فقط.

كانت الثورة قائمة ونظام مبارك يتهاوى، لكن الإخوان لم يدخلوا القصر إلا من أجل الصفقات، وهنا أستشهد بما ذكره الإخوانى هيثم أبوخليل الذى خرج عن الجماعة عندما وصلت إلى السلطة - وعاد إليها فيما يبدو بعد أن تركتها - فى كتابه «إخوان إصلاحيون».. وهو الكتاب الذى ضمنه دراسة شاملة عن طموح وجموح خيرت الشاطر.

يقول هيثم: قامت الثورة المصرية المباركة فى 25 يناير، أصدر الطاغية المخلوع مبارك تكليفا لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوى الوطنية يوم 31 يناير، وبالفعل بدأ سليمان سريعا، وكان أول لقاء سرى مع الإخوان شارك فى التحضير له أفراد من المخابرات والجماعة الإسلامية.

يكشف أبوخليل فى شهادته تفاصيل ما جرى فى الغرف المغلقة، يقول: فى يوم 1 فبراير ذهب سعد الكتاتنى ومحمد مرسى للقاء عمر سليمان فى اجتماع مغلق ضم ثلاثتهم، وكان الحديث عندها عن سحب الإخوان لشبابهم من التحرير وتهدئة الأمور، كان فى المقابل هو حصول الإخوان على الشرعية الفعلية عن طريق ترخيص حزب وجمعية والإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك.

بعد هذه الجلسة عاد الكتاتنى ومرسى إلى مكتب الإرشاد بنتيجة المفاوضات، واجتمع أعضاء المكتب وخشى الكثيرون منهم من استكمال الاتفاق، وأقسموا ألا يخرج هذا الكلام مطلقا للنور، ولا يعرف به أحد من مجلس الشورى العام حتى لا يثوروا عليهم.

جاءت موقعة الجمل لا لتنقذ الثورة فقط - كما يرى أبوخليل - ولكن لتنقذ الإخوان أيضا، ليس من السقوط فى بئر خيانة الثورة فقط، ولكن من السقوط العام، فلو أن الجماعة تحالفت مع نظام مبارك وخرجت لتطالب المتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم لكان سقوطها مدويا فى الميدان وفى الحياة السياسية.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2013, 01:23 AM   #9
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







واصل عمر سليمان اجتماعاته مع القوى الوطنية، وعندما سئل فى أحد المؤتمرات الصحفية عن سبب عدم حضور جماعة الإخوان المفاوضات، قال بثقة إنهم يفكرون وسيلحقون بنا، ولم يكن أحد يعرف مصدر الثقة التى يتحدث بها عمر سليمان عن مشاركة الإخوان فى الحوار، إلا هؤلاء الذين عرفوا الجلسة السرية التى جمعته بالكتاتنى ومحمد مرسى.

فى 6 فبراير- أى بعد موقعة الجمل بأربعة أيام فقط- ظهر الكتاتنى ومرسى على مائدة مفاوضات واحدة مع عمر سليمان، ويومها خرج عبدالمنعم أبوالفتوح فى فيديو مسجل بثه عبر اليوتيوب، هاجم فيه ما فعله مندوبا الجماعة فى القصر الجمهورى، ووصف قيادات الإخوان بأنهم يعيشون فى دور المضطهد الذى لم يعلم أن هناك ثورة قامت، وأن الدنيا تغيرت بالفعل.

فى 10 فبراير اجتمع مجلس شورى الجماعة، وأثناء حديث محمد مرسى - وكعادته - زل لسانه، طالبه أعضاء مجلس شورى الجماعة بمعرفة ما حدث دون الرجوع إليهم فى لقاء 6 فبراير، فقال مرسى إننا لم نتطرق لما كنا توصلنا إليه فى الاجتماع الأول.

انتفض عبدالمنعم أبوالفتوح - والعهدة على الراوى هيثم أبوخليل - وقال: هو كان فيه لقاء أول يا بديع؟ انتوا بتعملوا إيه فى تاريخ الجماعة دى؟ حرام عليكم إنتو لازم تتحولوا للتحقيق، وغادر الاجتماع غاضبا.

لم تكن شهادة هيثم أبوخليل وحدها هى التى أشارت إلى اجتماع الإخوان السرى مع عمر سليمان، تحدث عن ذلك أيضا الدكتور محمد حبيب الذى كان نائبا أول لمرشد الجماعة قبل أن تطيح به قوى الشر داخلها.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2013, 01:38 AM   #10
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







حبيب كان يتحدث فى حوار مطول مع «اليوم السابع»، وجرى الحوار هكذا:

كنت ما زلت عضوا بمجلس شورى الإخوان عند صدور قرار الجماعة بعدم الدفع بعضو لمنصب الرئاسة فى اجتماع بتاريخ 10 فبراير، ماذا حدث فى هذا الاجتماع؟

أنا رفضت حضور هذا الاجتماع وكان من المفترض أن يعقد اجتماع بينى وبين الدكتور بديع، ولم أكن مشاركا فيه، لكن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حكى لى ما حدث، وهو أن عددا من الأعضاء اعترضوا على لقاء الدكتور محمد مرسى والدكتور سعد الكتاتنى مع عمر سليمان بهدف الحوار مع القوى السياسية، وكنت رافضا لهذه المقابلة لأنى أعلم أن عمر سليمان كان يريد شق صف القوى الموجودة فى الميدان، بما يؤثر على وحدة هذه القوى.

هل تمت استشارة مجلس شورى الجماعة بشأن هذا اللقاء؟

كان هناك أمر آخر وهو حدوث لقاء بين قيادات الجماعة منفردين مع عمر سليمان قبل هذا اللقاء دون الرجوع لمجلس شورى الجماعة، وهو ما أثار غضب أعضاء الشورى، وكان ذلك قبل فبراير الذى شهد موقعة الجمل.

وما فحوى هذا اللقاء؟

كان محاولة لصرف الإخوان عن الميدان مقابل الإفراج عن بعض القيادات من الجماعة مثل خيرت الشاطر، لكن الشباب رفضوا وهذا ما بلغنى.

كانت الجماعة ترى الثورة قائمة أمامها، لكنها لم تتخل عن الخروج بمكاسب ولو صغيرة مما يجرى، ذهبت بمفردها، وكانت مستعدة لإجهاض الثورة لصالح نظام مبارك، من أجل تأسيس حزب سياسى والإفراج عن بعض القيادات فقط.. دون أن تدرى أن الأقدار تخبئ لها ما هو أكبر، تخبئ لها مصر كلها، لكنها عندما حصلت عليها لم تستطع الحفاظ عليها أكثر من عام واحد فقط.

لقد ظل عمر سليمان يتابع ملف جماعة الإخوان المسلمين، وفى العام 2010 أصبح على قناعة تامة أن الجماعة ستكون هى العصا التى ستدخل بها أمريكا إلى المنطقة، وضع أمام مبارك ما لديه من تقارير، وتسجيلات للإخوان، تفاصيل ما جرى فى اجتماعات رجال المخابرات الأمريكية مع قيادات الجماعة فى أنقرة، برعاية مباشرة من المخابرات القطرية.. حذر من أن المسألة جد هذه المرة، وأن الإخوان لا يساومون للحصول على مكاسب صغيرة، فهم يريدون السلطة كلها، لكن مبارك لم يقتنع بما قاله مدير مخابرات، واتهمه بالمبالغة.

قال مبارك لسليمان: لا نريد إغضاب الأمريكان منا.. وكشف معلوماتك عن اجتماعات الإخوان فى تركيا سيعتبر تجسسا على دولة مجاورة، أما قطر فهى أصغر من أن يكون لها دور فى مصر.

ظل مبارك يتجاهل الإخوان، ولم يصدق أنهم يمكن أن يشكلوا خطرا كاملا على حكمه إلا بعد أن أصبح سجينا، يتابع ببطء شديد جحافل الإخوان وهى تأتى على كل ما كان لديه.



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-30-2013, 10:33 AM   #11
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







وادى الخيانة..الحلقه الثالثة..الإخوان اتفقوا مع أبوغزالة على دعمه فى انتخابات الرئاسة 2005 ثم باعوه لمبارك..يحيى الجمل لعب دور الوسيط بين «الجماعة» و«المشير»

الخميس، 19 ديسمبر 2013 - 08:43

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مبارك
حلقات يكتبها محمد الباز
قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

جهة أمنية اتصلت بخيرت الشاطر لمعرفة موقف الجماعة من أبوغزالة وإمكانية مساندة مبارك فى الانتخابات الرئاسية

هذه واقعة لا تزال تمثل لغزا كاملا بالنسبة لى.. دارت أحداثها قبل شهور من الانتخابات الرئاسية التى جرت فى العام 2005، وكنت شاهدا على الكثير من فصولها، ومعظم من سترد أسماؤهم هنا لا يزالون أحياء، لكننى أصدقكم القول: لا أستطيع أن أحدد الحقيقى فيها من غير الحقيقى، اللهم إلا ما شهدت عليه بنفسى من وقائع. كنت قد جلست إلى رجل الأعمال المصرى سيد الباز، الذى قدم لى نفسه على أنه كان أحد المقربين من الرئيس السادات، وقدم لى ما أكد ذلك من صور جمعتهما معا، ومقالات نشرها عنه فى عدد من الصحف، ومناسبات كان يقف فيها إلى جوار السادات، وكان الكاتب الراحل محمود فوزى قد أكد لى هذه العلاقة، عندما قال لى إنه كان يرى الرئيس السادات يتحدث كثيرا إلى سيد الباز، ويخصه ببعض الأسرار، للدرجة التى كنا نتعامل معه على أنه أحد الصناديق السوداء التى يحتفظ فيها السادات بالكثير الذى لديه.

تكونت لدى سيد الباز علاقات عديدة بسبب قربه من السادات - هو أيضا صاحب إمبراطورية اقتصادية ضخمة فلديه منطقة صناعية باسمه - وكان من أهم هذه العلاقات علاقته بالدكتور مصطفى خليل الذى كان أحد رؤساء الوزارة فى عصر السادات، والذى ظل أحد رجال الحزب الوطنى الكبار فى عصر مبارك، «كان آخر منصب شغله هو نائب رئيس الحزب الوطنى».

وضع سيد الباز أمامى تفاصيل رغبة عدد من السياسيين ورجال الأعمال فى ترشيح المشير أبوغزالة للرئاسة فى منافسة واضحة مع الرئيس مبارك فى انتخابات 2005، وقد بدأت القصة برسالة قصيرة من زكريا محيى الدين «أحد الضباط الأحرار الذى أراد عبدالناصر تنصيبه رئيسا لمصر بعد نكسة 67» طالبه فيها بترشيح نفسه، باعتباره كان أحد الضباط الأحرار «أبوغزالة كان يشغل بالفعل الخانة الأخيرة فى القائمة الرسمية للضباط الأحرار التى أصدرها مجلس قيادة الثورة»، وبذلك تكون الانتخابات الرئاسية اختيارا بين شرعيتين، الأولى هى شرعية ثورة يوليو التى انقلب عليها السادات، وواصل مبارك انقلابه عليها، والثانية هى شرعية حرب أكتوبر التى صادرها مبارك بالكامل لنفسه، باعتباره صاحب الضربة الجوية الأولى.

وصلت المعلومة لعدد من قيادات الحزب الوطنى، فأرادوا إفساد الخطة من جذورها، جرت اتصالات مع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع وقتها، لإقناع الزعيم التاريخى للحزب خالد محيى الدين، أحد الضباط الأحرار، وصاحب الرصيد السياسى الكبير لدى النخبة السياسية والثقافية المصرية لنزول الانتخابات، لكن خالد - ورغم محاولات رفعت - رفض العرض من الأساس لإدراكه أن الانتخابات الرئاسية ستكون مجرد ديكور، وأنه ورغم ثقله التاريخى والسياسى فإنه لن يستطيع منافسة مبارك الذى يمتلك الدولة والأجهزة الأمنية السيادية بين يديه.

بدأت مجموعة من رجال الأعمال والسياسيين العمل من أجل أبوغزالة، كانوا يدركون أنهم لن يستطيعوا جمع توقيعات من 250 عضوا من مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية لترشيحه، فقرروا أن يبحثوا عن أحد الأحزاب القائمة لترشيح أبوغزالة من خلالها.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهنا حدث اللقاء مع أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى وقتها على مائدة فى مقهى «أبوعلى» بفندق النيل هيلتون - وأشهد أن الرجل كان شجاعا ووطنيا وواثقا من نفسه إلى أبعد مدى - عرض عليه سيد الباز تبنى ترشيح أبوغزالة فى الانتخابات الرئاسية، فوافق الرجل على الفور، واعتبر المشير قامة وطنية لابد من الوقوف خلفها، وقال وقتها: هو فى النهاية أحد الضباط الأحرار، وابن المؤسسة العسكرية، ولا يزال الجيش يحمل حنينا خاصا تجاهه، ولو كان جادا فإننى على استعداد لدعوة الهئية العليا للحزب لاجتماع عاجل وإعلان انضمامه إلى الحزب، تمهيدا لترشيحه.

لم يطالب أحمد حسن بشىء، لا لنفسه ولا لحزبه، طلب أولا أن يجلس مع أبوغزالة ليسمع منه بنفسه رغبته فى الترشح، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.. تم الاتفاق على موعد مع المشير حدده سيد الباز بنفسه، لكن وقبل الموعد بساعات تم تأجيله - فى الحقيقة تم إلغاؤه - دون أسباب معلنة.

انزعج أحمد حسن مما جرى، وطلب منى تليفون منزل المشير، وعندما تحدث مع أبوغزالة وجده يقول له إنه لا ينتوى الترشح للرئاسة، ولم يتحدث فى كثير أو قليل بعد ذلك، ولما سألت سيد الباز وقتها عن رد المشير الغامض والمريب فى الوقت نفسه، قال إن تليفونات منزل الرجل كانت كها مراقبة، وإن اتصالات جرت بينه وبين الرئاسة لإثنائه عن الترشح، وأوفد له مبارك عددا من أصدقائهما المشتركين على رأسهم اللواء محمد الشحات الذى كان وقتها محافظا لمرسى مطروح، وطلب من أبوغزالة بشكل رسمى أن يتراجع عن أى نية يمكن أن تكون لديه فى منافسة مبارك.





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-30-2013, 10:47 AM   #12
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






ما علاقة الإخوان المسلمين بهذه القصة؟
- العلاقة بدأت ربما قبل الاتصال بالحزب الناصرى وأمينه العام أحمد حسن، فبعد أن استجاب أبوغزالة لرسالة زكريا محيى الدين ولضغوط أصدقائه من رجال الأعمال وزملائه القدامى الذين خدموا معه فى القوات المسلحة، بعد أن دخلوا له من مدخل أنه الوحيد الذى يمكن أن ينقذ البلد من توريثها لجمال مبارك، فكر فى القوة الوحيدة التى يمكن أن تتمكن من مساندته، ويكون لديها الدافع القوى لمواجهة مبارك، والوقوف فى وجهه، وتم الاستقرار على أن جماعة الإخوان هى الوحيدة التى يمكن أن تقف إلى جواره.

كان هناك تحفظ وحيد أبداه أبوغزالة على الإخوان، رغم أنه هو من اقترح الاستعانة بهم، قال إنه لا يثق فيهم إلى درجة كبيرة، وإنهم يمكن أن يبيعوه للنظام إذا ما لوح لهم بأى مصالح حتى لو كانت هزيلة، لكنه كان مضطرا للتواصل معهم، ليرى على الأقل ما الذى يمكن أن يقدموه.

طلب أبوغزالة من أحد أصدقائه المقربين أن يستطلع رأى الإخوان، وأن يذهب إليهم بصحبة الدكتور يحيى الجمل، الذى كان أبوغزالة يعرف أن له علاقات قوية مع الإخوان، ثم إنه من ناحية يمكن أن يقنعهم بضرورة مساندتهم لأبوغزالة، ومن ناحية ثانية يكون شاهدا على الاتفاق الذى سيتم بينهم.

استطاع يحيى الجمل أن يأخذ موعدا مع مرشد الإخوان وقتها مهدى عاكف، الذى أرسل له سيارة إلى مكتبه أخذته هو والدكتور سيد الباز إلى مكتب الإرشاد فى منيل الروضة، وكان موجودا فى المكتب وقتها نائب المرشد الأول الدكتور محمد حبيب والثانى خيرت الشاطر، وتواجد أيضا الدكتور محمد مرسى الذى كان مسؤولا عن الملف السياسى داخل الجماعة وقتها.

تجاوبت قيادات الجماعة جدا مع الطرح الذى حمله يحيى الجمل مندوبا عن المشير أبوغزالة، وطلب مهدى عاكف أن يأتيهم الرجل بنفسه إلى مكتب الإرشاد ليسمعوا منه «لاحظ أن الجماعة كانت تشترط على من يدخل بيتها فى منيل الروضة أن يخلع حذاءه فى إشارة إلى أنه يخضع لقوانينها ورغباتها أيضا»، وكى يطمئنوا إلى أنه جاد فى عرضه، لأنهم يخشون إعلان تأييدهم له فيتعرضون لانتقام النظام، وبعد ذلك ينسحب أبوغزالة فيفقدون كل شىء.

عندما استمع أبوغزالة لرغبة الإخوان فى أن يذهب إليهم أعاد التأكيد على أنه لا يطمئن لهم بشكل كامل، بل أدرك أن فى الأمر مناورة، لكن الإخوان أكدوا أنهم صادقون فى تأييدهم لأبوغزالة، وهو ما خرج به يحيى الجمل من المقابلة.

فى اليوم التالى لهذه المقابلة وحتى يتأكد المشير من صدق نوايا الإخوان تجاهه سرب سيد الباز الحكاية كلها إلى الكاتب الصحفى الكبير مصطفى بكرى، وعلى الفور اتصل بكرى بمهدى عاكف وسأله بشكل مباشر: هل سيؤيد الإخوان المشير أبوغزالة فى انتخابات الرئاسة القادمة؟ وكانت الإجابة بالنفى سريعة جدا، وأكد عاكف أن الإخوان لا يمكن أن يفعلوا هذا.

ما الذى حدث خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، فى أولها الجماعة ترحب وتوافق وتدعم، وفى آخرها تعلن أنها لن تؤيد أبوغزالة، الذى علق على نتيجة مكالمة بكرى مع مهدى عاكف بقوله إن الإخوان طول عمرهم خونة ولن يقفوا بأى حال من الأحوال معه.

جرت اتصالات بين الإخوان المسلمين ورموز من نظام مبارك، وتم فتح ثلاث قنوات بشكل عاجل للتشاور وعرض الأمر والحصول على مكاسب أيضا.

القناة الأولى كانت مع صفوت الشريف والتقى بالفعل فى منزله مع عصام العريان وعبدالمنعم أبوالفتوح، وكان الاختيار موفقا، فعبدالمنعم وعصام كانا على معرفة سابقة بصفوت، وكانا يجيدان التعامل معه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

القناة الثانية فتحها خيرت الشاطر مع مسؤول بجهة أمنية سيادية، وجرت بينهما اجتماعات عديدة، شرح فيها خيرت موقف الجماعة من أبوغزالة وإمكانية مساندة مبارك فى الانتخابات الرئاسية.

القناة الثالثة أشرف عليها خيرت الشاطر أيضا، وكانت مع مجموعة من ضباط وقيادات أمن الدولة، فلم يكن للجماعة أن تتجاهل الجهاز الذى يشرف بشكل مباشر على عملها.

انتهت مفاوضات القنوات الثلاث على أن يسمح النظام للجماعة بالحصول على مقاعد فى مجلس الشعب من 25 إلى 30 مقعدا، فى مقابل دعم مبارك فى الانتخابات الرئاسية ليس من خلال تصويت أعضائها له فقط، ولكن من خلال الدعوة للرئيس والحشد له، ثم بعد ذلك أن تكون الجماعة سندا لجمال مبارك سياسيا خلال الفترة التى تعقب الانتخابات الرئاسية، حيث كان الحزب الوطنى قد انتهى من قراره بدفع جمال كمرشح رئاسى فى انتخابات 2011.

مرت الانتخابات الرئاسية فى 2005 من خلال مسرحية هزلية حقق فيها أيمن نور رئيس حزب الغد وقتها المركز الثانى، وكان قد مد حبال الود مع جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات وزار مكتب الإرشاد - كل المرشحين فعلوا ذلك بشكل أو بآخر - وصلى وراء المرشد طلبا للبركة والأصوات، لكن الجماعة خذلته ولم تقف إلى جواره، فهاجمها بعد ذلك عندما وجد نفسه سجينا من قفص المحكمة، واتهمها بأنها جماعة خائنة لا تفى بوعودها.

هنا لابد من التوقف قليلا أمام دور خيرت الشاطر فى التفاوض مع جهاز أمن الدولة، ومع بعض قيادات الجهات السيادية، فلم يكن غريبا أن يقوم بتزكيته السيد سامى شرف لبعض رجال مبارك من أجل التعاون معه.

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-30-2013, 10:48 AM   #13
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







لكن من أين عرف سامى شرف خيرت الشاطر؟
- المعرفة قديمة بعض الشىء، تعود لأيام عضوية خيرت الشاطر فى التنظيم الطليعى فى أواخر الستينيات، حيث لعب دورا بارزا فى جامعة الإسكندرية فى العام 1968، وكان يتعامل مباشرة مع مكتب سامى شرف، وكان خاله القيادى فى التنظيم الطليعى وقتها هو من زكاه لدى سامى.

لاحظ سامى أن خيرت الشاطر شديد الطموح ولديه رغبة فى أن يقود أقرانه، وأوقفه عند حده أكثر من مرة، والتأكيد عليه بأنه ليس أكثر من عضو فى التنظيم الطليعى، بعد سنوات طويلة اعتقد سامى أن الأيام جعلت الشاطر أكثر هدوءا وخبرة، وأنه يمكن التعامل معه، دون أن يدرى أن الأيام زادت تلميذه القديم غرورا وتكبرا.

عندما بدأت الانتخابات البرلمانية فى نهايات 2005، بدا أن الإخوان المسلمين يطمعون فى أكثر من ال25 أو ال30 مقعدا التى تم الاتفاق عليها، فقاموا بترشيح أكثر من 150 مرشحا من أعضاء الجماعة، واستطاع الإخوان أن يحصلوا فى المرحلتين الأولى والثانية على 88 مقعدا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهنا لابد أن نتوقف أمام اعتراف مهدى عاكف - المرشد الأكثر صراحة وشجاعة فى تاريخ الإخوان - بتفاصيل الصفقة بينه وبين نظام مبارك، لقد كان طرفا فى صفقة، فلم ينكرها، بل كان واضحا فى أنه جاهز فى أى وقت لعقد صفقات أخرى.

فى حوار مطول أجرته «المصرى اليوم» مع عاكف فى أكتوبر 2009، قال: حدث عام 2005 حيث زارنى أحد المسؤولين الكبار وكان هناك حديث عن سفر الرئيس مبارك إلى أمريكا، وقال أرجو ألا تقوموا بأى شوشرة على زيارة الرئيس هناك، وأبديت استعدادا وجاء للقائى مرتين، وطلبت فى إحداهما أن يحضر اللقاء معنا نوابى، وبالفعل تم اللقاء وكتبنا فيه بنودا كثيرة واتفقنا عليها، ثم ذهب والتزم بما اتفقنا.

ويضيف عاكف: وقتها وقبل انتخابات 2005 كان هناك عدد من الإخوان فى السجن، وعلى رأسهم عصام العريان، وكانوا يريدون أن تدخل الجماعة الانتخابات، وطلبوا ألا يكون هناك زخم فيها، وقلت أنا أيضا أريد ذلك، وقمت بترشيح 150 شخصا، وأوفيت بما وعدت به فى اللقاء الذى تم بينى وبين الأمن، واتفقنا أن تسير الأمور بشكل عادى.

يكمل عاكف: بدأ الإخوان المرشحون يعقدون الندوات وينظمون المسيرات فى الشوارع وجميع من فى السجون أفرج عنهم، وفوجئت باكتساحهم فى المرحلتين الأولى والثانية، وفى المرحلة الثالثة قال لى شخص ما إن شارون اتصل بجورج بوش وإن الأخير اتصل بمبارك، فأبلغونى أنه لن ينجح أحد فى المرحلة الثالثة، على الرغم من أننا كنا نتوقع أن ينجح 50 مرشحا وتحديدا فى المنصورة والشرقية، وهما من معاقل الإخوان، وتم ذبحنا فى المرحلة الثالثة.

قلت لكم إن مهدى عاكف هو الأكثر صراحة بين مرشدى جماعة الإخوان - فكلهم كانوا يحترفون الكذب - لكنه فيما قاله هذه المرة لم يكن صريحا بشكل كامل، بل حاول أن يصور الأمر على أنه كان مؤامرة أمريكية- إسرائيلية حالت دون أن يحققوا أى نتائج تذكر فى المرحلة الثالثة، رغم أن ما جرى كان مخالفا لهذا تماما.

قاد الاتفاق الأخير مع الجماعة عناصر من مجموعة جمال مبارك - رغم أن صفوت الشريف كان حاضرا فى الاتفاق - التى كانت قد بدأت تسيطر على مفاصل الحزب الوطنى، ولم تكن هذه المجموعة تعرف حقيقة الإخوان بشكل كامل، إلا أن صقور الحزب عندما وجدت أن الجماعة تكتسح ب88 مقعدا فى الجولة الأولى والثانية وقفت بقوة أمام مواصلة الاكتساح، ووقتها عقد صفوت الشريف اجتماعا موسعا فى مقر الحزب على الكورنيش، وخلع الجاكت وشمر القميص، وقال بالنص: لا... إحنا لازم نشتغل شغل زمان، وقد كان فلم يستطع مرشحو الجماعة أن يحققوا أى مقعد فى الجولة الثالثة، فقد لعب الأمن بأوراقه القديمة ضدهم، ومنعهم من مواصلة الزحف.

اعتبر نظام مبارك ما حدث من الإخوان صفعة قوية لقوته وكبريائه وادعائه السيطرة على الأمور، فقرر أن يرد الضربة، بعد شهور قليلة، وبعد أن منح معتقلى الإخوان إفراجا كاملا، عاد ليجمعهم مرة أخرى فى السجون، مستغلا أحداث جامعة الأزهر، حيث قام عدد من شباب الجماعة باستعراض عسكرى فى ساحة الجامعة، تم تصويره على أنه إعلان حرب من الجماعة على خصومها، واستعراض قوتها لإرهاب من يخالفها، فتم القبض على رأس الجماعة خيرت الشاطر ومعاونيه من رجال الأعمال الإخوان، بتهمة تمويل الاستعراض العسكرى، وكان الهدف الأكبر هو تجفيف منابع تمويل الجماعة.

حاولت جماعة الإخوان بعد وفاة أبوغزالة فى 2008 أن تصور سجن الشاطر على أنه كان نوعا من تصفية الحسابات، لأنه فكر فى يوم من الأيام فى مساندة المشير ضد مبارك فى الانتخابات الرئاسية، رغم أن ما حدث فعلا كان عملية بيع كاملة من الشاطر لأبوغزالة من أجل مقاعد فى مجلس الشعب، حددها النظام ب30 مقعدا فى حدها الأقصى، فإذا بالشاطر يعمل من أجل الحصول على 150 مقعدا، وهو لم يغفره النظام له، فقرروا قطع رأس غروره والزج به فى السجن مرة أخرى، وهو السجن الذى لم يخرج منه إلا بعد قيام ثورة يناير، وبعفو من المشير طنطاوى فى مارس 2011، ليبدأ عصر آخر من الصفقات بين النظام والإخوان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ظلت الأمور باردة بين النظام والإخوان، حتى تحدث عاكف عن الصفقات القديمة، معلنا عن أمنيته فى عقد صفقات جديدة مع النظام، لكن رجال مبارك لا يرحبون.

فى نفس حوار «المصرى اليوم» قال عاكف: نحن الآن فى قمة الشدة ولم يعرض علينا أحد أى صفقة، أنا لا أقدم وهم من يعرضون، ولا توجد عروض حاليا، ويا ليتهم يعرضونها سرا حتى وأنا موجود.

جاء الرد على عاكف سريعا وبعد أيام قليلة، وبشكل علنى من خلال أحمد عز أمين الحزب الوطنى وقتها، الذى كان يتحدث أمام المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى فى أول نوفمبر 2009، قال عز فى كلمته: إن بعض التيارات المتطرفة لا تمارس السياسة بصورة أكثر تسامحا، فالتسامح لا يشمل رفع الحذاء تحت قبة البرلمان، ويخطئ من يؤمن أن الديمقراطية ستأتى على أكتاف أعضاء مكتب الإرشاد، تلك الديمقراطية التى تقوم على مبدأ مواطن واحد وصوت واحد لمرة واحدة، وبعدها يختفى الصوت إلى الأبد، إن هذه التيارات لا تفرض توجها اقتصاديا معينا، لكنها تفرض زيا موحدا للرجال والنساء ودينا واحدا للقيادات ومن يخالفها لا يصبح معارضا سياسيا، بل معارضا دينيا لمن يحكم بأمر الله، ومن القادر على معارضة الحاكم بأمر الله؟

أغلق أحمد عز بما قاله أى باب للتفاهم بين النظام والإخوان، لكن فى العام 2010 تغير الوضع كثيرا، وهنا أعود مرة أخرى إلى مهدى عاكف الذى يكشف صفقة أخرى وأخيرة بين الإخوان ونظام مبارك.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

استقبل عاكف المؤرخ أحمد رائف، وهو أيضا صاحب دار الزهراء للنشر، وأحد الذين أوجعوا جماعة الإخوان بكتاباتهم «صاحب كتابى سراديب الشيطان والبوابة السوداء، ويكشف فيهما التاريخ السرى للجماعة»، كان رائف يحمل عرضا محددا، وهو ألا تخوض جماعة الإخوان انتخابات 2010، مقابل أن يحصلوا على ما يريدون، قال عاكف: جاءنى رائف وجلس معى وادعى أن هناك شخصية كبيرة من النظام أرسلت له رسالة مفادها أن النظام مستعد أن يعطى الإخوان كل ما يريدون مقابل ألا يدخلوا فى انتخابات 2010.

كان ذلك بالطبع قبل أن يترك مهدى عاكف مكتب الإرشاد فى نهايات 2009، رد عليه عاكف بقوله: أنا كمرشد موافق، ولكن معى مكتب إرشاد يجب أن آخذ رأيه، وبلغ هذا المسؤول الكبير أهلا وسهلا به للاتفاق، لكن رائف ذهب ولم يعد مرة أخرى.

كان هذا ما يعرفه مهدى عاكف، أما ما لم يعرفه ولم يشارك فيه، فكان صفقة متكاملة الأركان تمت فى مكتب حسن عبدالرحمن مدير جهاز أمن الدولة فى وزارة حبيب العادلى، وعقدها مرشد الجماعة الجديد الدكتور محمد بديع، الذى لم يخرج من مكتب رئيس أمن الدولة إلا ومعه هدية عبارة عن علبة شيكولاتة سويسرية.. أرسلت على بيته الذى كان رجال الجهاز يعرفونه جيدا.



ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2013, 10:35 AM   #14
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






وادى الخيانة .. الحلقة الرابعة .. أسرار صفقة «العوا» مع «أمن الدولة» لمنح الإخوان 45 مقعداً فى انتخابات 2010..الاتفاق عليها جرى فى اجتماع ضم اللواء حسن عبدالرحمن و«بديع» و«العوا» و«الكتاتنى» و«مرسى»

الجمعة، 20 ديسمبر 2013 - 08:07

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد سليم العوا
حلقات يكتبها محمد الباز
قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

مصطفى مشهور عرف من أصدقائه فى «أمن الدولة» باعتقالات سبتمبر 81 فهرب ومعه محمود عزت ونسى تحذير زملائه فى «الجماعة»

كنت أتحدث مع عصام العريان فى مكتبه بنقابة الأطباء بشارع قصر العينى عن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين - ديسمبر 2009 - وكان يحدثنى عن العوامل التى يمكن أن تساعد الجماعة فى صمودها وصعودها ونموها خلال السنوات المقبلة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال لى نصًا: «هناك مجموعة من التحديات التى يمكن أن تشكل مستقبل الجماعة، منها تحديات متعلقة بالهيمنة الأجنبية، فهناك استقلال ثقافى ساهم فيه التيار الإسلامى، لكن هناك هيمنة قائمة على الدول الإسلامية، وهى تعوق التجديد، هناك كذلك تحدى إصلاح الحكم، فالحكم هو الذى سيرعى أى مشروعات للنهضة، وهذا مطلب شعبى يشترك فيه الإخوان وغير الإخوان، وهناك تحدٍ ثالث وهو موجود، وأعنى البرامج التى لدى الجماعة، وهذه البرامج تقتضى وجود علاقات بين الإخوان والنخب السياسية والاقتصادية والإدارية والإعلامية».

استوقفته قليلًا، قلت له: هل تتحدث عن النخبة السياسية العامة؟ أم النخبة السياسية الحاكمة؟
فقال: علاقتنا بالنخبة الحاكمة ملتبسة جدًا، مثل «القط وخناقه»، نحن لا نريد أن نصطدم بالنخبة الحاكمة، لأن هذا ليس فى صالح أحد، أما النظام فهو لا يريد أن يقضى على الإخوان القضاء النهائى، فقد ثبت فشله فى هذا من ناحية، ثم إن مصلحته فى أن يبقى على الإخوان كفزاعة.

يمكن أن نطبق هذه الفلسفة الواضحة البراجماتية بحذافيرها على موقع محمد مرسى، الرئيس المعزول، سواء فى جماعة الإخوان المسلمين، أو فى علاقته بالحزب الوطنى، وبعض من رجال نظام مبارك الكبار الذين تقاطع معهم الرجل، بعد أن هبط على الجماعة ب«الباراشوت»، وأصبح فى غفلة من الزمن مسؤولا عن الملف السياسى داخلها، فهو كان يمد خيوط الود بينه وبين رجال «مبارك»، لكن هذا الود نفسه لم يمنع النظام من التنكيل بالإخوان وسجنهم وتشريدهم ومصادرة أموالهم أحيانًا، فهم- طبقًا لعصام- « قط وخناقه»، كل منهما لا يستطيع أن يستغنى عن الآخر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فى السبعينيات كان محمد مرسى عيسى العياط، المولود فى 20 أغسطس 1951، يدرس فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، ولأنه كان طالبًا مجتهدًا جدًا، فقد أطلق عليه زملاؤه «محمد مرسى الدحاح»، كان طموحه أن يصبح أستاذًا فى الجامعة لا أكثر ولا أقل.

وطبقًا لصورة قلمية رسمها له الكاتب والمفكر ثروت الخرباوى، قبل أن يصبح الرجل رئيسًا فى يونيو 2012، فإن «مرسى» وقتها لم يكن يعرف حتى أن هناك جماعة اسمها الإخوان المسلمون.

فى السيرة الذاتية لمحمد مرسى سطر واحد يسجل تاريخه داخل الجماعة، وهو: انتمى الدكتور محمد مرسى للإخوان فكرًا فى العام 1977، وتنظيميًا أواخر العام 1979، وعمل عضوًا بالقسم السياسى منذ نشأته فى العام 1992.

التاريخ الوحيد الذى يمكن أن يكون مؤكدًا هنا هو تولى «مرسى» القسم السياسى فى الجماعة، أما تاريخ التحاقه بالجماعة فكريًا وتنظيميًا ففيه نظر، وهو ما يمكن أن نتحدث عنه قليلًا





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2013, 10:37 AM   #15
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






فى صورته القلمية يقول «الخرباوى»: تخرج الطالب مرسى العياط بتفوق، وكان له قصب السبق على زملائه، وانكفأ على ذاته ليحصل على الماجستير فى الفلزات فى هندسة القاهرة «حدث هذا فى العام 1978»، دون أن يعرف حتى أن هناك جماعة اسمها الإخوان المسلمون، ثم حصل على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراة.

ظل «مرسى» يدرس لسنوات فى جامعة جنوب كاليفورنيا، خلالها تحولت مصر، واغتيل السادات، وتمت مطاردة عدد من قيادات الإخوان المسلمين. قبل الاغتيال كان مصطفى مشهور- وهو أحد قيادات الجماعة- قد عرف أن السادات سيعتقل عددًا كبيرًا من السياسيين، فقرر الهرب خارج مصر، وأخذ معه ربيبه فى الجماعة محمود عزت.

لكن من أين عرف مصطفى مشهور بقصة اعتقالات سبتمبر بفترة كافية مكنته من أن يهرب خارج مصر؟

هنا أتوقف قليلًا أمام دراسة مهمة جدًا منشورة على «إخوان ويكى»، عنوانها «الإخوان المسلمون ومبارك من المهادنة إلى المواجهة» للباحث الإخوانى السعيد رمضان العبادى الذى يقول إن مصطفى مشهور عرف مبكرًا بأمر اعتقالات سبتمبر، وبأن اسمه فيها، من بعض رجال الأمن الذين كان يتصل بهم، ويفسر ذلك بأن الإخوان فى هذا الوقت كانوا قد اخترقوا جهاز الأمن، وكانوا يعرفون ما سيحدث أولًا بأول، دون أن يشير الباحث الإخوانى إلى أن مصطفى مشهور نفسه قد يكون من بين المتعاونين مع رجال أمن الدولة، ولذلك سربوا له هذه المعلومة.

المضحك أن مصطفى مشهور عمل بمبدأ «إذا جاءك الطوفان فضع ابنك تحت قدميك»، فبعد أن علم بأخبار الاعتقالات القادمة، لم يخبر أحدًا من الإخوان الذين وردت أسماؤهم فى القوائم - قال هو بعد ذلك أنه نسى - وفر بجلده هو وتلميذه محمود عزت فقط.

فى سنوات «التغريبة» حاول مصطفى مشهور أن يجند أكبر عدد من المصريين الموجودين فى الخارج، وفى بيت أحد الإخوان الكبار الذين كانوا يترددون على المركز الإسلامى فى كاليفورنيا تعرف «مشهور» على محمد مرسى الذى كان من فرط فراغه يتردد على المركز الإسلامى ليتعرف على المصريين هناك.

«مشهور» من الشرقية، محافظة «مرسى»، كان يعرف عائلة «العياط» التى ينتمى لها «مرسى»، تطورت العلاقة بينهما، عرف «مشهور» أن «مرسى» شاب قليل الخبرة، لا توجد لديه أى خلفية حركية، فاطمأن إلى أنه يمكن أن يكون تلميذًا نجيبًا فى تنظيم الإخوان، فهو يسمع ويطيع دون مناقشة أو سؤال.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عاد محمد مرسى من أمريكا إلى جامعة الزقازيق منذ العام 1985، وخلال وجوده فى الجماعة - أصبح أستاذًا متفرغًا فى 2010 - كان يقوم بعمليات محددة ضمن نشاط الحفاظ على قوة التنظيم، وهو ما يفسر أن أحدًا من الإخوان لم يكن يعرف شيئًا عن «مرسى» الذى ظل تابعًا لسيده «مشهور» الذى كان يناديه دائما ب«عمى».

بعد وفاة مصطفى مشهور انتقلت تبعية «مرسى» إلى خيرت الشاطر الذى جعل أستاذ الهندسة واحدًا من رجاله المقربين، استعان به كباحث واستشارى فى مشروعاته، وكان الملاحظ أن «خيرت» لم يقحم محمد مرسى فى العمل التنظيمى داخل الجماعة، بل احتفظ به بعيدًا ليقوم بأدوار فى العلن، حتى يحتفظ «الشاطر» بالأدوار الحقيقية فى الخفاء.

كانت النقلة الكبرى لمحمد مرسى داخل التنظيم فى العام 2000، وقتها كانت الجماعة قد أعلنت عن أسماء مرشحيها، وكان «مرسى» مرشحًا احتياطيًا لمرشح أساسى لدائرته بالشرقية.. شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات على الجماعة، وسقط المرشح الأساسى فى دائرة «مرسى»، ليصبح هو مرشح الإخوان فى الدائرة، وكأن قدره يطارده دائمًا بأن يكون احتياطيًا وليس أساسيًا، فكما حدث معه فى انتخابات 2000، حدث فى الانتخابات الرئاسية، كان احتياطيًا لخيرت الشاطر، لكن الأقدار دفعته لأن يلعب الدور الأول.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2013, 10:38 AM   #16
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب





لم يستطع محمد مرسى أن ينجح فى دائرته بالزقازيق إلا من خلال تنسيق مع جهاز أمن الدولة، وقد مرر حبيب العادلى الصفقة فى إطار تفاهم يقضى بدخول عدد من نواب الإخوان مجلس الشعب، وكان أن دخل 17 نائبًا بالفعل، كان «مرسى» هو المتحدث الرسمى باسمهم.

فى انتخابات 2005، ورغم أن الجماعة كانت قد عقدت صفقة واضحة مع النظام - اعترف بها كاملة مهدى عاكف- فإن محمد مرسى لم يستطع تحقيق الفوز، وضاع منه كرسى البرلمان، رغم أنه من الطبيعى أن يفوز به لأنه كان نائبًا سابقًا.

ما الذى حدث بالضبط؟

فكر محمد مرسى أن يعمل بعيدًا عن جهاز أمن الدولة ودولة حبيب العادلى، استطاع من خلال علاقته بالدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء وقتها- معرفتهما تستند إلى أنهما كان يدرسان فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة تقريبًا فى الفترة نفسها- وجمعه بأحد قيادات الجماعة الكبار لعقد صفقة على هامش الانتخابات، لكن حبيب العادلى الذى عرف بأمر الصفقة أقسم أن يسقط «مرسى» فى الانتخابات مهما كلفه الأمر، بل إنه قال إن أى إخوانى يمكن أن ينجح هذه المرة إلا محمد مرسى على وجه التحديد، وهو ما حدث بالفعل، فعندما دخل 17 إخوانيًا إلى مجلس الشعب كان «مرسى» منهم، وعندما دخل 88 نائبًا المجلس لم يكن منهم.

الصفقة الثالثة كان «مرسى» أحد أطرافها، وعقدت هذه المرة فى مكتب حسن عبدالرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة، فى مقر الجهاز الرئيسى بمدينة نصر، ونشرتها بعد شهور قليلة من ثورة 25 يناير ضمن سلسلة حوارات أجريتها مع عبدالرحيم على، ولم يكذبها أحد وقتها.

فى الأسبوع الأول من أغسطس 2010 توسط محمد سليم العوا بين حسن عبدالرحمن، ومحمد بديع، وطلب أن يجمعهما لقاء، وهو ما حدث بالفعل، فقد تحدد لهما لقاء حضره إلى جوار «بديع» و«عبدالرحمن» كل من محمد سليم العوا، وسعد الكتاتنى، ومحمد مرسى، واثنين من كبار قيادات جهاز أمن الدولة.

استمر اللقاء 6 ساعات، وتم الاتفاق فيه على أن يحصل الإخوان على 45 مقعدًا فى برلمان 2010، وجرت اتصالات مماثلة مع حزب التجمع، حيث اتفق قيادى أمنى كبير مع الدكتور رفعت السعيد على أن يحصل حزبه على عدد مساوٍ من المقاعد، وتم التواصل أيضًا مع حزب الوفد، على أن يكون لهم عدد من المقاعد أكبر من مقاعد الإخوان، وكان الجهاز يرى أن هذه الصفقة ستكون تغطية للحياة السياسية المصرية المقبلة على سيناريو توريث الحكم لجمال مبارك.

كانت الصفقة حتى هذه اللحظة صنيعة أمنية فقط، وكان لابد أن تعرض على الحزب الوطنى، وفى الحزب كانت لديهم خطة يعدها أحمد عز، وجمال مبارك، تقوم على أن انتخابات مجلس الشعب ستكون بروفة نهائية لانتخابات الرئاسة، وكان يعنيهم جدًا الشكل دون المضمون.

عندما رفع حسن عبدالرحمن، عبر حبيب العادلى، صفقته مع الإخوان إلى جمال مبارك، رفضها أحمد عز تمامًا، وقال إنه درب كوادر التنظيم فى الحزب الوطنى، على أساس أن هذه الانتخابات مسألة حياة أو موت، لأنها تمهد للرئاسة، وأنه يريد أن يعرف حجم الحزب الحقيقى فى الشارع المصرى، ولذلك سمح بالترشيح الثلاثى والرباعى فى الدوائر، حتى يعرف على وجه التحديد ما الذى يستطيع كوادره أن يفعلوه.

كان الإخوان قد وافقوا على كل شروط حسن عبدالرحمن، وكان جمال مبارك قد بدأ يقتنع بالصفقة، لكن أحمد عز أعلن بشكل نهائى أنه لا صفقات مع الإخوان على الإطلاق، ولأن جمال كان يخشى غضبه، فقد وافقه على إلغاء صفقة الأمن مع الإخوان قبل أن تبدأ.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم يحزن حسن عبدالرحمن ربما على سقوط الصفقة، بقدر ما حزن على الهدية التى منحها لمجموعة الإخوان ووسيطهم محمد سليم العوا، حيث أهدى كلًا منهم علبة شيكولاتة فرنسية فاخرة، ولأنهم رفضوا أن يحملوها معهم وهم خارجون من الجهاز، فقد أرسلها لهم إلى بيوتهم.

قبل أن يحسم الحزب الوطنى أمره فى رفض الصفقة كان الإخوان المسلمون قد بدأوا فى العمل على الأرض، وكانت هناك مهمة قام محمد مرسى تحديدًا بتنفيذها، وكشف عنها فى حوار صادم نشرته جريدة «المصرى اليوم» فى 20 نوفمبر 2010، فى هذا الحوار اعترف «مرسى» بأنه ينسق مع الدكتور حمدى السيد، أحد كوادر الحزب الوطنى وقتها، فى الانتخابات البرلمانية، وأنه يقدر رموز الحزب مثل أحمد عز، وزكريا عزمى.

وقال «مرسى»: نحن نقدر الأمور، فإننا نحترم رموز الوطن، والدليل على ذلك أن الدكتور زكريا عزمى، مرشح الحزب الوطنى فى الزيتون، نحترمه ونقدره، فهل معنى ذلك أننا غير قادرين على ترشيح أحد أمامه؟ لا، نحن قادرون، لكننا نحترمه ونقدره.

أثارت كلمات «مرسى» حفيظة شباب الإخوان وقواعد الجماعة، لكن ما قاله كان مقصودًا تمامًا، بل يمكن أن تعتبره نوعًا من الغزل ساقه «مرسى» فى طريق من تريد الجماعة أن تكسب رضاهم.

كان محمد مرسى يعرف قدره جيدًا، ويدرك مدى تضاؤله أمام قيادات الحزب الوطنى، وسبحان مغير الأحوال، فبعد أن تولى الرئاسة حاول أن يصنع له تاريخًا يوحى بشجاعته مع رجال الحزب الوطنى، لكن ما جرى على الأرض لم يكن كذلك على الإطلاق، لقد تعاملوا معه باستخفاف، فحاول الانتقام منهم بعد أن أصبحت السلطة فى يده، وهنا يمكن أن أشير إلى واقعتين.

الأولى خاصة بالدكتور أحمد فتحى سرور، آخر رئيس مجلس شعب فى عصر مبارك، لم يكن «مرسى» يناديه إلا ب«أستاذنا»، لكن وبعد أن خرج «سرور» من السجن- كان متهمًا فى موقعة الجمل وقضايا أخرى- وكما قال لى ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة لعدة شهور، فإن «سرور» اتصل به وطلب منه أن يحدد له موعدًا مع الدكتور «مرسى»، فلديه ما يقوله، ولما سأله «ياسر» عن سبب المقابلة المباشر، قال له «سرور» إنه يخشى على الرئيس من أن يضله مستشاروه، وإن لديه الخبرة القانونية الكافية التى يمكن أن يضعها فى خدمة الرئيس، نقل ياسر على - كما أكد لى - الرسالة كاملة إلى محمد مرسى، لكن الرئيس الإخوانى قال: «سيبوه شوية لما نشوف ممكن نستفيد منه بإيه».


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2013, 10:39 AM   #17
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






يمكن أن ينكر الدكتور فتحى سرور اتصاله بياسر على من الأساس، وساعتها لن ألومه، أنا هنا أنشر ما سمعته بأذنى من ياسر على، وكان عليه شهود، ولا أستبعد أبدًا أن يكون «ياسر» قد افترى على الرجل.

أما الواقعة الثانية فخاصة بالدكتور زكريا عزمى الذى أشاد به «مرسى» فى نوفمبر 2010، ووصفه بأنه رمز من رموز الوطن، ثم عاد وهاجمه فى خطابه الشهير فى 26 يونيو 2012، والذى هاجم فيه الجميع، واتهمه صراحة بأنه يقود ميليشيات من الفلول ضده.

كان زكريا عزمى بالنسبة لمحمد مرسى هو الملجأ والملاذ، فعندما كان «مرسى» نائبًا فى مجلس الشعب «2000 - 2005» تم اعتقال ابنه الأكبر «أسامة» خلال إحدى مظاهرات الإخوان المسلمين، تحدث مع الدكتور مصطفى الفقى، وقال له إن ابنه معه الجنسية الأمريكية، ولا يريد أن يضغط من خلال الاتصال بالسفير الأمريكى حتى ينهى الموضوع، وقتها نصحه مصطفى الفقى بأن يتصل بالدكتور زكريا عزمى الذى أنهى الموضوع على الفور، وتم الإفراج عن ابن مرسى.

المفارقة أن الدكتور مصطفى الفقى فى الأيام الأولى لرئاسة «مرسى» روى هذه الواقعة تليفزيونيا، وكان بذلك أول من أشار إلى جنسية أولاد محمد مرسى الأمريكية، وهو الإعلان الذى تقدم بعده بعض المحامين بدعاوى قضائية طالبوا فيها بإسقاط الجنسية الأمريكية عن أولاد الرئيس، وأعتقد أن بعضًا هذه القضايا لا يزال متداولًا حتى اليوم.

على هامش صفقات محمد مرسى وعلاقاته برجال نظام مبارك - دع عنك الأكاذيب التى رددها عن مواقفه مع كمال الشاذلى، وكيف أن الشاذلى قال له: السياسة نجاسة يا دكتور مرسى وأنتم ناس أطهار فسيبوا لنا إحنا النجاسة، فهو مما لا يعقل أساسًا - فإننى أتوقف عند دور الدكتور محمد سليم العوا فى الوساطة بين أمن الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، والذى بدأ تحديدًا منذ العام 2008

لماذا محمد سليم العوا تحديدًا؟ وهل كانت للرجل علاقات خاصة أو عادية مع رجال أمن الدولة؟

الحقيقة أن سليم العوا لم يكن يرتبط بعلاقات مع ضباط فى جهاز أمن الدولة، بل كانت علاقته رأسًا برئيس الجهاز اللواء حسن عبدالرحمن، وبدأ التواصل بينهما عندما طلب «عبدالرحمن» «العوا» إلى لقاء فى مكتبه ليناقش معه بعض الأمور الخاصة بالتيارات الإسلامية باعتباره خبيرًا فى شؤون هذه الجماعات.

استجاب «العوا» على الفور، بل سارع إلى تلبية نداء حسن عبدالرحمن «فى ملف سليم العوا فى أمن الدولة أنه يحب التقرب من السلطة ويهوى صداقة الكبار والمسؤولين والوزراء فى المواقع المهمة»، وربما لهذا أصبح صديقًا مقربًا من حسن عبدالرحمن الذى أصبح يتردد على مكتبه منذ العام 2006، وكانت للقاءاتهما سويًا طقوس خاصة، فعندما كان يستقبل «عبدالرحمن» صديقه «العوا» كان يرفض استقبال أى قيادات أمنية من داخل الجهاز أو خارجه، حتى لو كانت الأمور عاجلة وملحة.

لم يكن حسن عبدالرحمن يثق فى أحد، يعتبره كل من عملوا معه أكبر شكاك على وجه الأرض، لكنه مع ذلك كان يثق بالدكتور محمد سليم العوا الذى أصبح وسيطًا بين أمن الدولة والعديد من التيارات الإسلامية، ولم يتوقف الأمر على مصر، بل تعداه إلى خارجها، حيث تمت الاستعانة بالعوا أكثر من مرة فى تبليغ رسائل إلى حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وكان الرجل يقوم بالمهام الموكلة إليه بمنتهى الكفاءة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يتبقى لدىّ فى هذا الملف أمر واحد، ويتعلق بسليم العوا وليس الإخوان، فأثناء معركة الانتخابات الرئاسية فى 2012، كانت هناك رغبة لدى قيادات فى الأمن الوطنى ممن لديهم ملف سليم العوا الكامل فى أمن الدولة «به بعض التقارير بخط يده» فى تسريبه إلى الصحف، معتقدين بذلك أنهم يمكن أن يساعدوا فى حرقه أمام الرأى العام، لكن قيادات سيادية حالت دون تسريب الملف، وكانت وجهة نظرهم فى ذلك أنهم لا يريدون حرق «العوا»، لأنه فى النهاية يمكن أن يساهم فى تفتيت أصوات التيار الإسلامى، فيكون الفوز من نصيب مرشح مدنى، وتم حجب الملف بالفعل، لكن لم يفز مرشح مدنى.

تم حجب الملف فى المرة الأولى، لكننى أعتقد أنه لن يظل محجوبًا إلى الأبد.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2014, 09:41 AM   #18
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







وادى الخيانة .. الحلقة الخامسة .. جواسيس خيرت الشاطر على جمال مبارك فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى.. وثيقة إخوانية من قيادى إخوانى لمبارك: انصح ابنك العزيز أن يجلس معنا حتى يسمع منا

السبت، 21 ديسمبر 2013 - 08:08

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خيرت الشاطر
حلقات يكتبها محمد الباز
نقلا عن اليومى :

قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

الجماعة اتفقت على لقاء بين الوريث الضائع وأبوالفتوح

ابن فريد عبدالخالق يرتب لقاء بين جمال مبارك وأبوالفتوح وعصام العريان ومحمد على بشر... لكن أحداث ميليشيات الأزهر تلغيه

فى واحد من تصريحاته المكثفة والموجزة قال الدكتور محمد حبيب الذى خرج من مكتب الإرشاد نائبا أول للمرشد بعد أزمة طاحنة ألمت بالجماعة وبعد رفض من تجاهه لحالة التدنى التى وصل إليها إخوانه فى العام 2010: «قبل عدة سنوات بلغنا فى مكتب الإرشاد أن هناك ترتيبا يتم للقاء بين جمال مبارك وعبدالمنعم أبوالفتوح، لكننا علمنا فيما بعد أن هذا اللقاء لم يتم، ولذلك لم نهتم بالأمر ولم نجر فيه تحقيقا داخليا».

حبيب كان يتحدث خلال فترة الانتخابات الرئاسية 2012، عندما قرر الإخوان اغتيال عبدالمنعم أبوالفتوح معنويا، بتسريب أخبار تشير إلى أنه كان يلتقى بجمال مبارك، مدافعا عن صديقه عبدالمنعم الذى رافقه فى إعادة تأسيس الجماعة مرة أخرى فى أوائل الثمانينيات تحت مظلة مرشد الجماعة الثالث عمر التلمسانى... وكانت هذه كلمة حق قالها حبيب الذى يقول الحق ولو على نفسه «رغم خروجه من الجماعة شبه مطرود من جنتها لم يتجن عليها بشىء لم تفعله».
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لكنه دون أن يقصد - ربما - فتح لنا بابا للدخول إلى الملف الأكثر غموضا خلال السنوات الأخيرة من نظام مبارك، وهو ملف موقف الجماعة من الوريث الذى كان يستعد للقفز على كرسى العرش فى 2011، لولا أن الثورة قطعت أصابعه وكسرت قدميه، ولم تتركه إلا وهو سجين فى زنزانة باردة وضيقة.

قد يبدو الملف ملتبسا بعض الشىء، وذلك بسبب التصريحات المتضاربة من قيادات الجماعة حول جمال مبارك ووضعيته فى الحياة السياسية المصرية، وعندما أشير إلى قيادات جماعة الإخوان المسلمين أقصد تصريحات المرشدين تحديدا، ولا أنصرف إلى اجتهادات البعض أو تحليلاتهم.

فى 4 يونيو 2006 كان مهدى عاكف يتحدث فى حوار مطول مع جريدة «الكرامة»، ويبدو أنه كان يخاطب قواعد جماعته وشبابها الغاضبين، فصرح بأن الإخوان يرفضون التوريث نهائيا، لكنه وبعد يومين فقط وعلى موقع «إخوان أون لاين» أصدر بيانا باسمه، قال فيه إنه مستعد لأن يستقبل جمال مبارك كشاب مصرى، لكن أحدا لم يرد عليه فى تصريحه الأول بالعتاب، ولا فى بيانه الثانى بالترحيب أو الثناء.

وفى ديسمبر 2008 نشر موقع «إخوان ويب» الناطق باللغة الإنجليزية حوارا مع المرشد مهدى عاكف قال فيه إنهم يوافقون على ترشيح جمال مبارك كمواطن لأن له الحق الدستورى فى ذلك، ولكن بعد أن يترك والده القصر الجمهورى، لنرى إذا كان الشعب سيختاره دون تأثير من نفوذ والده أم لا.

فى يناير 2010 أى قبل الثورة بعام واحد فقط، كان محمد بديع يتحدث إلى قناة الجزيرة عبر مدير مكتبها فى القاهرة - وقتها - حسين عبدالغنى، سأله حسين: دكتور بديع هل تعارضون ترشيح جمال مبارك ضمن آخرين فى الرئاسة؟ فرد بديع: لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال، مثله مثل أى مواطن شريطة ألا يتميز عن أى مواطن مصرى فى طريقة العرض على الشعب، وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون ضغط أو قهر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ستقول إن كلامهم واضح، فهم يرفضون التوريث، لكنهم لا يريدون أن يصادروا على حق جمال مبارك فى الترشح للرئاسة، لأنه فى النهاية مواطن مصرى مثل أى مواطن آخر له نفس الحقوق والواجبات.

هذا هو ظاهر القول، أما باطنه ففيه كلام كثير يمكن أن يقال.

أولا: على مستوى التفسير، وهو ما تبناه كثيرون فيما يتعلق يتصريحات قيادات الإخوان عن جمال مبارك، فقد تلقت المجموعة المحيطة بجمال هذه التصريحات على أنها محاولة من الإخوان لمساندته حتى يصل إلى الحكم، وبعدها يمكن أن ينقلبوا عليه، لأنهم يعتقدون أنه سيكون أكثر ضعفا من أبيه، وعليه يسهل افتراسه، لتخلو لهم الساحة السياسية تماما بعد ذلك، ولذلك زادت هذه التصريحات جمال مبارك نفورا من الجماعة، وزادته تشككا فى نواياهم تجاهه.

وثانيا: على مستوى محاولة التواصل مع جمال مبارك والمجموعة المحيطة به، وهنا يمكن أن نعود قليلا إلى العام 2004، وهو العام الذى يمكن أن نقول إن الجماعة بدأت فيه التفكير فى فتح قنوات اتصال مع جمال مبارك، وكان لابد أولا أن تخترق الدائرة القريبة المحيطة به، ولم يكن هناك هدف أسهل من أمانة السياسات التى كان يرأسها جمال مبارك

فى هذا العام كان خيرت الشاطر هو النائب الثانى لجماعة الإخوان، بحث عن منفذ يعبر من خلاله إلى جمال مبارك، وكان أن عثر على عادل عفيفى مسؤول اللجنة السياسية للإخوان فى محافظة الجيزة، كان لعادل شقيق داخل أمانة السياسات، رجل أعمال من رجال الحزب الوطنى ومقرب من جمال مبارك، وقد استطاع أن يمهد الطريق للإخوان المسلمين على الأقل من أجل أن يسمع جمال منهم بدلا من أن يسمع عنهم.

استغرق إقناع جمال مبارك ما يقرب من عامين من أجل الجلوس مع جماعة الإخوان المسلمين، وتم بالفعل تحديد موعد معه العام 2006، لكنه لم يأت هذه المرة عن طريق عادل عفيفى، بل عن طريق أسامة فريد عبدالخالق - ابن القيادى الإخوانى الراحل الكبير والذى كان من بين الرعيل الأول للجماعة الذين رافقوا حسن البنا - وهو أيضا رجل أعمال وكانت تربطه علاقات صداقة وبيزنس مع رجال الحزب الوطنى.

تحددت أسماء من سيحضرون لقاء جمال مبارك من قبل الجماعة، وكانوا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان والدكتور محمد على بشر، وأغلب الظن أن هذا هو اللقاء الذى كان يشير له محمد حبيب، وهو ما يعنى من زاوية معينة أن حبيب لم يكن مطلعا على كثير مما يحدث داخل الجماعة، وأن خبر اللقاء الذى أشيع بين أبوالفتوح وجمال مبارك، لم يكن إلا لقاًء تم الاتفاق عليه بمعرفة قيادات الجماعة.





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2014, 09:57 AM   #19
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب




وادى الخيانة الحلقة السادسة .. خيرت الشاطر استعطف الجهات الأمنية فى 2005 حتى لا يحصل حزب الوسط على الترخيص

الأحد، 22 ديسمبر 2013 - 09:18

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الكتاتنى
حلقات يكتبها: محمد الباز
نقلا عن اليومى..
«أمن الدولة» أصدر تقريراً طلب فيه من «ماضى» تلميحاً الإعلان عن حقيقة علاقته ب«أبوالفتوح»

حبيب العادلى يسأل «أبوالعلا» عن «أبوالفتوح».. فيرد: ليس مفروضاً أن أكون «ندلاً» حتى أحصل على الحزب

فى هذه الحلقة نتناول قصة تأسيس حزب الوسط الذى شغل الأوساط السياسية فى التسعينيات من القرن الماضى، وساد جدل كبير وقتها حول ما إذا كان هذا الحزب «إخوانيا» أم أنه مستقل كما كان يقول مؤسسه أبوالعلا ماضى، فى كواليس قصة تأسيس «الوسط» كان جهاز أمن الدولة يراقب الحالة خطوة بخطوة.. وفى المقابل كانت قيادات الإخوان تبعث برسائلها كلما اقترب الحزب من موعد النظر «رسمياً»، تأكد من خلالها أن المشروع ينتمى إلى جماعة الإخوان، واستهدف ذلك عرقلة ولادة الحزب.. فى التفاصيل كان اسم عبدالمنعم أبوالفتوح سببا آخر فى خوف الأجهزة الأمنية.

جرت هذه الوقائع كلها ما بين شهرى أغسطس وأكتوبر 2009، وكنت شاهدًا على الجزء الأكبر منها. كانت لجنة شؤون الأحزاب برئاسة صفوت الشريف قد حددت يوم السبت 15 أغسطس 2009 للقاء مع أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، الذى كان قد تقدم بأوراقه أربع مرات متتالية على مدى 13 عامًا، دون أن يحظى بالقبول.

قبل أسبوعين تقريبًا من هذا الموعد حصلت على تقرير أعدته مباحث أمن الدولة، تؤكد فيه أنه من الصعب أن يحصل «أبوالعلا» على ترخيص بحزبه، عرضت الأسباب من وجهة نظر أمن الدولة، والتى كان من أهمها أن هناك بعض دوائر داخل الحزب ترى أن «الوسط» عندما بدأ بالتقدم بطلب تأسيس من مجموعة الشباب كان الأب الروحى لهم هو مهدى عاكف، بعد الحصول على موافقة مصطفى مشهور، وذلك دون علم مأمون الهضيبى الذى كان نائبًا للمرشد، مما أثار حفيظته، وهدد بالاستقالة من الجماعة إذا لم يتم تجميد المشروع، وهو ما أدى إلى إجراء تحقيق مع المجموعة التى تقدمت بالحزب لاحتواء غضب مأمون الهضيبى، وصدر قرار بتجميد عضوية من رفضوا التحقيق، وكان على رأسهم أبوالعلا ماضى.

وتساءل التقرير: من يضمن أن يكون انقلاب أبوالعلا ماضى على الإخوان ليس سوى انقلاب نفسى بحت، فهو يريد أن ينتقم ممن جمدوه فى الجماعة، خاصة أنه حتى الآن لم يستطع تحرير موقفه من هذه القضية، ولم يقدم ضمانات على أنه أصبح مختلفًا اختلافًا جذريًا عن جماعة الإخوان المسلمين.

كان أبوالعلا ماضى صاحب مقام وشأن داخل جماعة الإخوان، كانوا يلقبونه ب«سيد شباب الجماعة»، وقد اعتقد أنه عندما سيخرج منها غاضبًا بعد تجميد عضويته سيتبعه آلاف الأعضاء، إلا أنه تقريبًا خرج وحيدًا، ولم يلحق به إلا ثلاثة أو أربعة كان من بينهم رفيق دربه عصام سلطان.

تقرير أمن الدولة التفت إلى مساحة أكثر خطورة، قد تستدعى عدم منح «أبوالعلا» الترخيص بالحزب، وهى مساحة علاقته القوية والخاصة بعبدالمنعم أبوالفتوح، «وقتها كان عبدالمنعم مسجونًا على ذمة قضية التنظيم الدولى، وكان يعانى صحيًا، وقد استدعى هذا أن تقوم مجموعة من القوى السياسية بجمع توقيعات للإفراج عنه، وكان أبوالعلا هو رقم 2 فى قائمة الموقعين على البيان»، رغم أنه على المستوى الإعلامى ينفى نفيًا قاطعًا أن يكون بينه وبين «أبوالفتوح» أى علاقة من أى نوع.

اعتبر التقرير أن أبوالعلا ماضى لا يزال محسوبًا على عبدالمنعم أبوالفتوح، فهما يحملان نفس الأفكار، وكل منهما يحاول أن يعيد الثانى إلى صفه مرة أخرى، «عبدالمنعم» يقول ل«ماضى»: لابد أن ترجع إلى جماعة الإخوان، لأن هذه جماعتنا نحن وليست جماعتهم، و«أبوالعلا» يقول ل«عبدالمنعم»: ننتظرك فى حزب الوسط فهذه لم تعد جماعتك، ولم يكن «أبوالعلا» يفعل ذلك، لكنه كان يعرف أن انضمام «أبوالفتوح» لحزب الوسط سيكون نصرًا كبيرًا، بل يمكن أن يتسبب فى دخول عدد كبير من الإخوان حزب الوسط، ثقةً فى «عبدالمنعم»، واطمئنانًا لصحة مواقفه.

كان التخوف الأكبر الذى وضعه تقرير أمن الدولة هو أن يتم التصريح لحزب الوسط بالعمل والخروج إلى النور، فيقوم «أبوالعلا» على الفور بتسليمه إلى عبدالمنعم أبوالفتوح، وبذلك يكون النظام أهدى الإخوان حزبًا سياسيًا على طبق من ذهب، دون أن تضطر الجماعة إلى التقدم بحزب، أو إعداد برنامج، أو الوقوف أمام لجنة شؤون الأحزاب.
ما الذى كان يريده هذا التقرير تحديدًا من أبوالعلا ماضى؟

عبر مصادر مختلفة عرفت أن النظام يريد أن يقدم «ماضى» ضمانات واضحة، تجعله يبتعد بالحزب عن عبدالمنعم أبوالفتوح، بل يكون من الأفضل إذا صرح «أبوالعلا» بما يؤكد اختلافه الشخصى- وليس السياسى فقط- عن «عبدالمنعم» إعلاميًا.

ما حدث فعلا أن «أبوالعلا» لم يفعلها.. فى مكتبه بشارع قصر العينى جلست معه، وكان التقرير الذى نشرته أمامه، أدرك منذ اللحظة الأولى أن أمن الدولة يحاول الإيقاع بينه وبين عبدالمنعم أبوالفتوح، وأنهم فى الغالب لن يمنحوه الحزب، لكن يريدون فقط أن يهدموا ما بينه وبين صديقه.

قال لى «أبوالعلا» إنه كان قد قرر ألا يتحدث عن هذا التقرير، لأنه يلمح فيه عدم احترافية، إلا أنه سيتحدث لأهمية ما نشر ومصداقية من نشر، وكانت ردود «أبوالعلا» على التقرير واضحة ومحددة، ويمكن أن نختار مما قاله ما يلى، والكلام على لسانه نصا:
أولًا: لقد خرجنا من الإخوان لأننا رفضنا أن نعمل دون شرعية، كفرنا بالخروج على نطاق الشرعية، وهو ما يجعلنى أقول إننا لن نتحرك بشكل تنظيمى إلا بعد أن نحصل على رخصة الحزب، لأن الذى يحركنا هو الدستور والقانون.




ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2014, 09:58 AM   #20
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب




ثانيًا: يذهب التقرير إلى أن حزب الوسط خرج كنوع من التمرد النفسى على الإخوان المسلمين، وأننى أفعل ما أفعله الآن من أجل الانتقام من الجماعة، وهو كلام مردود عليه تمامًا، فأنا لم تكن لدىّ مشكلة نفسية مع الإخوان مطلقًا، بل كنت مميزًا فيها، كنت أصغر عضو مجلس شورى الجماعة، ولم أكن مضطهدًا أبدًا، ولكنى رأيت أن الجماعة تسير فى طريق مسدود، وإذا كان هناك من يرى أن الحزب يمكن أن يخدم الإخوان، فهذا لا أساس له من الصحة، فنحن بيننا وبين الإخوان فروق جوهرية، من حيث التفريق بين الدعوى والسياسى، والعمل من خلال القانون والدستور، إننا معارضون، ولسنا مناهضين للنظام، نحن مع مدنية الدولة، وضد التفتيت المذهبى، حزب الوسط ما كان أبدًا جزءًا من الإخوان، لقد كان حركة تمرد كاملة متكاملة ولا يزال.

ويضيف «أبوالعلا» ما يمكننا اعتباره اعترافًا خطيرًا جدًا، يقول: كانت هناك نقطة نور واضحة فى مسيرتى مع الإخوان، فتحديدًا قبل تأسيس حزب الوسط بعامين أدركت أن الجماعة لا تسعى إلى الشرعية القانونية، وأن القضية التى رفعتها الجماعة من العام 1976 لإلغاء قرار حل الجماعة لم تكن إلا حركة مكشوفة، لقد قلنا لهم إنه بافتراض وجود قرار حل للجماعة، فلماذا لا تفكر الجماعة فى التقديم للحصول على حزب أو جمعية أهلية، لقد ثبت فى يقينى أن الجماعة تريد أن تبقى كما هى، لا تخضع لأى رقابة من أى جهة، ولا إشراف ولا لوائح، وكان مأمون الهضيبى يقول دائمًا عندما يواجهه أحد بخطأ معين بأن «إحنا اللى عملنا اللايحة وإحنا اللى بنخالفها».

ثالثًا: النقطة المهمة هنا هى علاقتى بعبدالمنعم أبوالفتوح، وتأثيرها على مستقبل حزب الوسط، وليعلم الجميع أن علاقتى ب«عبدالمنعم» طبيعية جدًا، وهل مطلوب منى مثلًا أن أكون «رجلًا ندلًا» حتى أحصل على الحزب، لكن ما يجب أن يعرفه الجميع ومن أعدوا هذا التقرير - على افتراض صحته - أن بينى وبين عبدالمنعم أبوالفتوح خلافًا جوهريًا فيما يتعلق بجماعة الإخوان، وعندما قابلته منذ سنوات فى قصر العينى- وكان مسجونًا أيضًا- قلت له: لا أمل فى الإخوان، وأنت تضيع عمرك معها.

أما فيما يتعلق بتوقيعى على بيان التضامن مع عبدالمنعم أبوالفتوح، فهذا له قصة لا بد أن تروى، فقد أعد جورج إسحاق البيان وكان معه أحمد بهاء الدين شعبان، وأرسلاه لى كى أوقع عليه، وقد قلت لهما، سأضيف فقرة على البيان للتفريق بين عبدالمنعم وجماعة الإخوان، وقد كتبتها بالفعل وأظهرت اختلافنا مع الجماعة بشكل جذرى، وبعد أن اطلع عبدالغفار شكر وعبدالجليل مصطفى على الفقرة طلبا تخفيفها لأنها كانت حادة جدًا، وذلك حتى يوقع أكبر عدد على البيان.

كانت الفقرة إدانة لمواقف جماعة الإخوان المسلمين من المرأة والأقباط والمواطنة بشكل عام، لكن احتفظنا بأن هناك خلافًا جوهريًا بيننا وبين الإخوان، وهذا موجود بالفعل فى نص البيان، وحكاية أن اسمى هو الثانى فى البيان أمر مضحك، وليس معنى ذلك أننى أوافق «عبدالمنعم» فيما يقوله، فبينى وبينه كما قلت خلافات جوهرية، لكن التعاطف الإنسانى فى مثل هذه المحنة لا يمكن أن يصادره أحد.

كانت رسالة أبوالعلا ماضى واضحة جدا على أنها رد على رسالة أمن الدولة إليه، وتعنى أنه فهم المطلوب منه جيدا، وأعتقد أنه فعله بين السطور، فهو:
أولا: لم يخرج من جماعة الإخوان المسلمين لأنه كان مضطهدًا، ولكن لأنه أصبح صاحب رؤية واضحة ومختلفة عنهم فيما يتعلق بالأداء السياسى، وعليه فهو لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى الإخوان المسلمين، وليس متصورًا أن يمنحهم الحزب الذى ظل يعمل عليه لأكثر من 13 عامًا.

ثانيا: هو يعرف عبدالمنعم أبوالفتوح جيدًا، لكنه مع ذلك يختلف عنه اختلافًا جوهريًا، لكنه لا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يضحى بالعلاقة الإنسانية بينهما، فلو فعل ذلك فلن يحترم نفسه، بل سيكون فى نظر الجميع «ندلًا» يبيع صديقه من أجل الحزب، وهذه ليست أخلاق «أبوالعلا».

حاول أبوالعلا ماضى أن يتجاوب بالفعل مع تقرير أمن الدولة بقدر ما استطاع، معتقدا أن الكلمات المراوغة التى قام بصياغتها يمكن أن تكون كافية كى يقتنع من بأيديهم منحه ترخيصا بالحزب.. ولم يكن توقعه صحيحا بالمرة.

ما حدث بالفعل فى لقاء «أبوالعلا» مع أعضاء لجنة شؤون الأحزاب وكان من بينهم صفوت الشريف، ومفيد شهاب، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، واستمر لما يقترب من ساعتين ونصف الساعة، أن «العادلى» سأله بشكل مباشر عن علاقته بعبدالمنعم أبوالفتوح، فكرر له ما سبق وقاله لى بأنه لن يكون «ندلًا» حتى يحصل على الحزب.. وبالفعل لم يحصل على الحزب هذه المرة، رغم أنه استطاع أن يقدم إجابات حازت إعجاب الموجودين وقتها، لكن يبدو أن عبدالمنعم أبوالفتوح كان يشكل رقمًا صعبًا خلال هذه المرحلة.

ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2014, 09:58 AM   #21
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






كانت هذه مجرد محاولة من أمن الدولة للإيقاع بين أبوالعلا ماضى وعبدالمنعم أبوالفتوح، محاولة كشفت تخوف الجهاز من أن يحصل «أبوالعلا» على الحزب، ثم يلقى به فى حجر «عبدالمنعم»، وبذلك يكون ألقاه كله فى حجر الإخوان المسلمين، لكن تكشف أيضا عن أن الأجهزة الأمنية كانت على استعداد تام لمنح أبوالعلا الترخيص بالحزب إذا وافق على شروطها أو استجاب لها بالطريقة التى تريدها، فلم تكتف الأجهزة الأمنية بإعلانه أنه يختلف عن الجماعة أو مع «عبدالمنعم»، بل كانت تريده أن يعلن الحرب عليهم جميعا.
لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة.. كانت هناك مفاجأة أكبر، لقد حدث اتفاق تام يصل إلى درجة الصفقة الكاملة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين لوأد حزب الوسط وعدم تمكينه من الخروج إلى النور، وقد تتعجب من تحالف النظام والإخوان على أحد قيادات الجماعة السابقين، لكن هذا ما حدث بالفعل، والوقائع الآتية تؤكده وتدعمه.

كان هناك إصرار من جماعة الإخوان على تعطيل حزب الوسط، ولذلك لجأت إلى كل الطرق لتحقيق ذلك، فقد ضغطت على المؤسسين الأوائل فى 1996 وحصلت على تنازلات من بعضهم مثل صلاح عبدالمقصود، وجمال حشمت، وآخرين، وذهب اثنان من محامى الجماعة هما مختار نوح، ومأمون ميسر بالتنازلات إلى المحكمة، وانضما إلى محامى الحكومة ضد حزب الوسط.

وفى العام 2005، وبعد أن صدر تقرير مفوضى الدولة لصالح حزب الوسط، وهو التقرير الذى شهد بتميزه، وقتها خرج مهدى عاكف وقال إنه صاحب هذا الحزب، وقام «أبوالعلا» بعمل إنذار على يد محضر له، وكتب ردًا مطولًا على كلام «مهدى» سرد فيه القصة الكاملة لحزب الوسط.

كان هدف مهدى عاكف واضحًا من التصريح بأنه صاحب فكرة حزب الوسط، وأنه من وضع فكرته، فقد أراد الرجل العجوز أن يقدم لنظام مبارك الحجة التى يضرب بها أبناء الحزب، فها هو «أبوالعلا» يتخفى تحت عباءة الوسط من أجل الحصول على حزب يقدمه للإخوان المسلمين، وكان النظام قد ابتلع الطعم، لأنه يروق له بالفعل، وعطل الحزب ولم يمنحه الترخيص.. ولذلك حاول أبوالعلا ماضى أن يفسد هذه المحاولة، لكنه كان يفشل طوال الوقت.

لم ينزعج أبوالعلا ماضى مما تقوم به الجماعة مع حزب الوسط وقتها قال لى: «إنهم منزعجون من حزب الوسط ولا يريدونه أن يخرج إلى النور، لأنهم يعتقدون أننا نخطط لنأخذ منهم الأعضاء، وهو كلام ليس صحيحًا على الإطلاق، فأعضاء الإخوان لا يصلحون للعمل السياسى، إننا نريد أن نضم مواطنين مصريين عاديين وطبيعيين، تدينهم بسيط، إننا لا نريد أن نكون الإخوان بشرطة، ولابد أن يعرف الجميع ذلك».

وفى غضب واضح قال «أبوالعلا»: «الإخوان يتعاملون معنا بشماتة رهيبة، ويستغلون رفض الحزب كل مرة فى تثبيت أعضاء الإخوان، يقولون لهم لقد خرج «أبوالعلا» ومن معه وحتى الآن لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، ولذلك فإننى أقول وبصراحة إن التأخير المتعمد فى الإفراج عن حزب الوسط وإخراجه للنور يصب فى النهاية فى مصلحة الإخوان المسلمين دون غيرهم».

لم يكن هذا هو ما فعلته الجماعة لتعطيل حزب الوسط فقط فعندما أعلن أبوالعلا ماضى أنه سيتقدم بأوراق حزبه للمرة الرابعة خرج عصام العريان وقال دون أن يسأله أحد - وكان ذلك فى ندوة بجريدة الشروق - إن الإخوان هم أصحاب حزب الوسط.

كان العريان يكرر نفس السيناريو السابق الذى انتهجه مهدى عاكف، يستبق الأحداث بأن يلصق الإخوانية الواضحة بحزب الوسط، حتى تقف هذه التهمة حائلًا بين أن يحصل «أبوالعلا» ومن معه على الترخيص بالحزب، رغم أن العريان فعليًا كان يحتقر ويتعالى على مجموعة أبوالعلا ماضى.

قال لى فى لقائه به فى نقابة الأطباء «ديسمبر 2009»: «لو سألتك من هى مجموعة أبوالعلا ماضى فلن تذكر إلا ثلاثة أو أربعة أسماء على الأكثر، وحكاية «أبوالعلا» بشكل موضوعى لو قيمناها لسألنا من رأيه صواب وأحكم، المناطحة للحصول على رخصة حزب أم الهدوء فى التعامل مع النظام، فهذا أمر لن يتم إلا بالتراضى، وكان هذا رأى قادة الإخوان، قالوا: لقد قدمنا أوراق الحزب لكن لن نذهب إلى المحكمة بعد ذلك ولن نناطح، لكن «أبوالعلا» ومجموعته قالوا: سنستمر، ولهم الآن 13 سنة دون أن يستجيب لهم أحد بما يؤكد أن رأى الجماعة كان الأصوب والأحكم والأعقل». كان العريان يعرف ذلك جيدا لكنه لم يتردد عن الكذب باسم «أبوالعلا» ورفاقه ويقول إن الوسط حزب الإخوان، وذلك حتى يحرق كل المراكب التى يمكن أن يستقلها «أبوالعلا» وهو فى طريقه إلى السلطة التى كانت قد اتفقت مع الإخوان على تعطيل الحزب بأى طريقة.

واقعة أخيرة كان أبوالعلا ماضى يحتفظ بها لنفسه وأطلعنى عليها وقتها وطلب منى عدم نشرها، ففى العام 2005، وبعد صدور تقرير هيئة المفوضين الذى انحاز إلى الحزب وإلى برنامجه، أجرى خيرت الشاطر - أشار لى وقتها أنه كان مسجونًا قبل ذلك - اتصالات مكثفة مع الأجهزة الأمنية، وسأل وهو تقريبا منهار - التعبير لأبوالعلا - هل ستمنحون «أبوالعلا» الحزب، وحذر من خطورة ذلك، بل استعطف الجهات الأمنية ألا تقدم على هذه الخطوة، لأنها ستضر بالجماعة ضررًا بالغًا، وكان أن استجابت الجهات الأمنية ولم تمنح «أبوالعلا» حزبه.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2014, 10:03 AM   #22
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب




وادى الخيانة ..الحلقة السابعة ..سر الاستقالة التى كشفت علاقة عصام سلطان بمباحث أمن الدولة ..«سلطان» وعدنى بصورة للمرشد الأسبق وهو يرتدى المايوه على البحر.. والهضيبى يتهم أبوالعلا ماضى بأنه خائن

الإثنين، 23 ديسمبر 2013 - 08:02

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مامون الهضيبي المرشد الأسبق
حلقات يكتبها محمد الباز
نفلا عن اليومى :

قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

حسين زايد القيادى بالوسط قدم استقالته من جماعة الإخوان.. وبعد دقائق من تسليمها لمكتب الإرشاد كانت قد وصلت نسخة منها إلى أمن الدولة

فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك كانت هناك حالة من الانفتاح الإعلامى على جماعة الإخوان المسلمين، وهو الانفتاح الذى كان سببا وراء اتهام صحف بعينها بأنها مستأجرة من قبل الجماعة، وصحفيين بعينهم بأنهم عملاء للإخوان.. أصبحت القيادات التى كانت تستجدى الظهور فى أى برنامج ولو لدقائق قليلة نجوما يسعى وراءهم الإعلاميون وهم يتدللون.. وكان طبيعيا أن تضع الجماعة بعض القواعد لظهور أعضائها فى البرامج التليفزيونية.

من بين هذه القواعد امتناع قيادات الجماعة عن الظهور فى البرامج أمام مجموعة من الشخصيات السياسية والصحفيين والمثقفين الذين يحملون كراهية للجماعة، وكان من بين هذه المجموعة عصام سلطان المحامى والقيادى بحزب الوسط الذى كان تحت التأسيس وقتها.

كانت الجماعة تعرف أن عصام يحمل لها كراهية تكاد تكون مطلقة، ويريد لها وبها الشر، ولا يتردد مطلقا فى تشويه صورتها، وهو ما كان يفعله بطريقة منهجية لسنوات طويلة، لكنها لم تدرج اسمه فى القائمة لهذا السبب فقط، ولكن لأنه كما أشاعت بين أعضائها وقواعدها عميل للمباحث ولا يكف عن ترديد كلام أمن الدولة.

كانت هذه الواقعة قائمة أمامى وأنا أتابع الحملة التى طاردت عصام سلطان بعد الثورة، متهمة إياه بأنه كان عميلاً لأمن الدولة، وخرجت وثائق كثيرة – كنت أرى أنها فى معظمها ساذجة – تؤرخ لعمله مع الجهاز، وتدلل على ذلك بوثيقة باسمه وعليها صورته، وبوثيقة ثانية تشير إلى المبالغ التى كان يحصل عليها، وبوثيقة ثالثة ادعى من روجوا لها أنها رسالة من زوجة سلطان إلى حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة قبل الثورة، تكشف فيها أسرار زوجها (!!!!!) وعلامات التعجب من عندى بالطبع.

لم أركن كثيرًا إلى هذه الوثائق، فقد كانت لدى واقعة واحدة ومحددة، لم تنف عن عصام سلطان عمالته لأمن الدولة، ولكنها دعمت الأمر عندى تماما، وهو ما جعلنى لا أحتاج إلى وثائق حقيقية أو مصطنعة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الواقعة بطلها الدكتور حسين زايد، وهو لمن يعرفه كان أحد قيادات الهيئة العليا لحزب الوسط، ودخل مجلس الشورى عن الحزب من محافظته بورسعيد، وقتها – على وجه التقريب فى العام 2002 – كان لا يزال عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، وكان بعض أصدقائه يطلقون عليه «مرشد بورسعيد» لنشاطه وحماسه وحرصه على جماعة الإخوان المسلمين وعمله من أجلها.

كان زايد استشارى الأنف والأذن والحنجرة قريبا من عصام سلطان قرب الصداقة التى تتجاوز الخلافات بين الجماعة وحزب الوسط، ولأن حسين كان معتزا بنفسه فقد بدأ ينتقد كثيرا من أداءات الجماعة ومرشدها وقتها المستشار محمد مأمون الهضيبى.. وهو ما قاده عندما وصل إلى حافة اليأس من إصلاح الجماعة إلى أن يتقدم باستقالته، وكان طبيعيا أن تستقبله قيادات حزب الوسط استقبال الأبطال، ليس لأنه استقال فقط، ولكن لأن استقالته سيكون لها أثر مدوٍ داخل الجماعة لما عرف عنه من التزامه وحرصه على جماعة الإخوان ووحدتها وتماسكها.

كنت وقتها فى جريدة صوت الأمة، وكنت أعرف عصام سلطان كمصدر أكثر من كونه صديقا – كان بيننا ود لم يصل أبدا إلى مرحلة الصداقة – ووجدته يتصل بى ليقول إن هناك خبطة صحفية ستكون مدوية، يمكن لها أن تفقد جماعة الإخوان صوابها وتوازنها، وأنه سيخصنى بها بعد عدة أيام، حاولت معه كثيرا، لكنه أصر على أنه لن يفصح عما لديه الآن لأنه سر لا تعرفه سوى مجموعة صغيرة جدا من الأصدقاء.




ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2014, 10:04 AM   #23
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






لم تمر سوى ساعات قليلة إلا وكنت على اتصال آخر مع مصدر أمنى – كان أحد مصادرى - ووجدته يحدثنى عن استقالة أحد كوادر الإخوان هو حسين زايد، وأنه يمتلك نسخة من الاستقالة، وتأكيدا على أن المعلومة لديه كاملة، قرأ لى بعض الفقرات التى وردت فى الاستقالة، ورغم السرعة التى قرأ بها إلا أننى دونت ما قاله بدقة.

على الفور عاودت الاتصال بعصام سلطان مرة أخرى، وقلت له عندى لك خبر مهم وكنت أعرف أن حسين زايد صديقه، وبعد أن أخبرته بخبر الاستقالة ومضمونها، وجدت نبرة صوته تغيرت تماما، وقبل أن أسأله عن رد فعله، قال لى: كيف عرفت؟ إن حسين قدم استقالته إلى مكتب الإرشاد منذ ساعات قليلة، وهناك من بين أعضاء مكتب الإرشاد من لم يعرفوا حتى الآن بخبر الاستقالة، بل إن المرشد نفسه لم يقرأها بعد، كنت سأخبرك بالخبر بعد أن يطلع عليها المرشد.

وقتها لم أخبر عصام سلطان بمصدرى، وذهبت أبحث عن سر وصول استقالة حسين زايد إلى أمن الدولة قبل أن تصل إلى بعض أعضاء مكتب الإرشاد، وكان السؤال المنطقى، هل هناك داخل المجلس من يعمل جاسوسا، بادر على الفور بتصوير نسخة من الاستقالة وأرسلها إلى الأمن، أو على الأقل أملى مضمونها فأصبحت التفاصيل ملكا لرجال أمن الدولة؟

قابلت حسين زايد بعدها بأسبوع فى مكتب عصام سلطان فى شارع قصر العينى، وأجريت معه حوارا مطولا عن أسبابها، ولما سألت عصام سلطان الذى حضر جزءا من الحوار ثم تركنا فى مكتبه وانصرف عن سر تسرب الاستقالة، أكد أنه لا يعرف كيف حدث هذا، وساق فى الطريق اتهامات عديدة إلى بعض أعضاء مكتب الإرشاد، واصفا إياهم بأنهم عملاء لأمن الدولة ومخبرون ينقلون دبة النملة أولا بأول إلى الداخلية.

استسلمت طويلا لهذا التفسير، فمؤكد أن مكتب الإرشاد مخترق، ومؤكد أيضا أن لجهاز أمن الدولة عيونا ترصد وتسجل دبة النملة فى مكتب الإرشاد وتنقلها ربما على الهواء مباشرة للمسئولين فى مكاتب أمن الدولة، حتى جاء مهدى عاكف ليفجر ما اعتبره البعض مفاجأة رغم أنه لم يكن كذلك.

كان الزميل صلاح الدين حسن يجرى حوارا صحفيا مع مهدى عاكف فى مقر مكتب الإرشاد بالمنيل، سأل المرشد، لماذا لا تكون مواقفك معلنة؟

فرد عاكف بعصبيته المعروفة: لا يوجد عندى موقف مبطن والنظام يعلم عنى ذلك، أنا رجل واضح تمام الوضوح، مكتبى هذا كل كلمة فيه مسجلة على الهواء مباشرة، وهذا الحديث مسجل عندهم.

كان هذا اعتراف واضح لا لبس فيه من مهدى عاكف أن مكتب الإرشاد كان مراقبا طوال الوقت، وأن ما يحدث فيه ينقل بالصوت والصورة فى إشارة إلى أنه تم زرع كاميرات وميكروفونات داخل بيت الجماعة الحصين، ربما أراد مهدى عاكف أن يبرئ رجاله من تهم العمالة لأمن الدولة التى كانت تطاردهم، لكنه دون أن يدرى هبط بمستوى جماعته التى بدت ضعيفة ومتهالكة ومخترقة، لكن هذه كانت طبيعة مهدى عاكف، فقد كان المرشد الفاضح لنفسه قبل الآخرين.

دارت السنوات وتم تفكيك جهاز أمن الدولة، لكن ظل تسريب استقالة حسين زايد من مكتب الإرشاد لغزا محيرا بالنسبة لى، حتى قابلت أحد قيادات الجهاز السابقين والذين كانت لهم علاقة وثيقة بملف الجماعات الإسلامية، كان لديه الكثير الذى قاله، سألته عن واقعة الاستقالة، فوجدت لديه حل اللغز، قال لى إن عصام سلطان هو الذى أرسل بنص الرسالة إلى الجهاز قبل أن يتسلمها مكتب الإرشاد.. وهو ما وجدته أكثر منطقية لحل اللغز الذى ظل معى كثيرا، ولم يشغلنى بعد ذلك لماذا كان يتعامل عصام سلطان مع جهاز أمن الدولة، لأن السبب فى مصر قد يكون معروفا تماما، فلا يوجد سياسى تقريبا من بين قوى المعارضة إلا وتعامل مع هذا الجهاز بشكل أو بآخر، إما مختارا وإما مضطرا.

عن نفسى لا أتعامل مع عصام سلطان على أنه عميل لأمن الدولة – فرغم الاختلاف السياسى والفكرى الذى يفرقنا – إلا أنه كان فعليا أكبر من هذا، فربما اقتضت الظروف التى كان يعمل فيها حزب الوسط أن يتعاون عصام وغيره مع أمن الدولة، وهو التعاون الذى كان يقوم فى الغالب على تبادل المعلومات.. خاصة أنه وفى مراحل كثيرة كانت رغبة رجال حزب الوسط فى تدمير الإخوان المسلمين أكبر وأعمق من رغبة أمن الدولة فى تحقيق ذلك.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان عصام سلطان تحديدا هو الأكثر غضبا وكراهية لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها خاصة هؤلاء القابعين فى مكتب الإرشاد، ولدى أكثر من دليل على ذلك، كان يبحث عن الصدام معهم، وافتعال المشاكل بينه وبينهم، ولم يكن يهدأ أبدا إلا بعد أن يتم تصعيد الخلاف إلى ذروته.

كنت أجرى حوارا مع مأمون الهضيبى مرشد الجماعة السادس، وتطرق بنا الحديث إلى حزب الوسط ومجموعة أبوالعلا ماضى وعصام سلطان – كانا من البداية إلى النهاية رمز للحزب دونا عن الآخرين– ولأن الرجل، رحمه الله، لم يكن يحافظ على لسانه، فقد خاض فى سيرة رجال الوسط بما لا يليق.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 09:30 AM   #24
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






«المشير» .. فشل نواب الإخوان فى البرلمان جعلهم يصعّدون ضد حكومة الجنزورى

الخميس، 26 ديسمبر 2013 - 08:04


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محمد بديع
حلقات يكتبها محمد الباز
نقلا عن اليومى :

كتائب الجماعة الإلكترونية تسرب خبرًا عن قرب تولى الشاطر رئاسة الحكومة.. وقيادى إخوانى: إنه أكبر من رئيس وزراء

قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

خرج خيرت الشاطر من سجنه فى مارس 2011، قبل أن تنتهى فترة عقوبته، ولأن النظام تغير والقوى تغيرت والموازين أيضا، كان لابد أن يطالب القيادى الإخوانى بأن يحصل على حقوقه كاملة.

لم يرض الشاطر بالحصول على إفراج صحى أو عفو جزئى، لأنه يعرف أنه بذلك لن يكون مواطنا طبيعيا، فهو يعرف أن القانون يقول إن كل حكم بعقوبة جنائية يستلزم حتما حرمان المحكوم عليه من حقوق ومزايا عديدة.

على مدار الشهور التى أعقبت الثورة.. كانت التصريحات التى أدلى بها أعضاء المجلس العسكرى من ناحية وقيادات الإخوان من ناحية أخرى تشير إلى أنه لا صفقات بين المجلس والجماعة.. بل من العيب أن يتردد مثل هذا الكلام. بعد أن رست سفينة البرلمان على شاطئها، واعتلى كرسى الرئيس به سعد الكتاتنى خفتت كل الأصوات الإخوانية التى ألحت على حق الحرية والعدالة فى تشكيل الحكومة، وكانت هذه إشارة إلى أن الجماعة التزمت حدودها مع المجلس وأن ما جرى لم يكن إلا من دواعى الدعاية الانتخابية.

كان واضحا أن جماعة الإخوان لن تقبل على تشكيل الحكومة، ليس فقط لأنها ستقف عند حدود الأدب مع المجلس العسكرى، ولكن لأنها فعليا لا تمتلك الكوادر التى تمكنها أن تقيم مصر من عثرتها، ولذلك انحازت إلى عدم كشف نفسها أمام الرأى العام.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لكن وبعد أن بدا الأداء الباهت للأغلبية فى البرلمان، كان لابد للجماعة من أن تقوم بحركة استعراضية ولو على المستوى الإعلامى فقط، وهو ما دفع خيرت الشاطر إلى أن يعلن عبر فضائية الجزيرة أن الجماعة تستعد لتشكيل حكومة إنقاذ لأن أداء حكومة الجنزورى غير مرضٍ للجميع.

خرج بيان من الجماعة ليشير إلى أن خيرت الشاطر لم يقل إن الجماعة تشكل الحكومة، ولكن قال إن الجماعة على استعداد لأن تشكل الحكومة، والفارق كبير بين الاستعداد والعمل الفعلى على تشكيلها.





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 09:33 AM   #25
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






شغلت الجماعة المجتمع كله بأمر حكومتها التى لم تكن إلا خيالا، فوقت الإعلان عنها لم يكن من حق خيرت الشاطر أساسا أن يعمل بالسياسة، ورغم ذلك كان هناك من يشير إلى احتمالية أن يتولى بنفسه رئاسة الحكومة، وإن كان أحد قيادات الجماعة نفى هذه الفكرة بنوع من التعالى السياسى والتقديس لخيرت الذى رأى أنه أكبر من أن يكون مجرد رئيس حكومة.

كان السؤال الذى يلاحق خيرت الشاطر فى كل اجتماعاته ولقاءاته وصفقاته مع المسئولين الخارجيين والسفراء ورجال الأعمال.. ما هى صفة هذا الرجل؟ لقد كانت صفته أنه الرجل القوى الذى يستطيع أن يوجه الجماعة إلى الوجهة التى يريدها.

كان رجال المجلس العسكرى يعملون بحسن نية مطلقة.. ولذلك جرهم خيرت الشاطر إلى مساحته تماما، بل يمكن أن نقول إنه خدع العسكر.. وتجول بمنتهى الراحة والأريحية من أجل مصلحة الجماعة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فالصراع بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان لم يخرج إلى النور بالصدفة، فكل طرف كان قد وصل إلى درجة اليأس من الآخر، ولم تكن البيانات الحادة والساخنة التى تبادلها الطرفان يوم 24 مارس 2012 إلا ترجمة دقيقة لحالة الضيق التى أصبح كل منهما يعانى منها ويصدرها فى وجه الآخر.

كان أدمن صفحة المجلس العسكرى على الفيس بوك قد وضع بيانا رسميا حفل بلغة التهديد التى وصلت ذروتها فى التلميح إلى أن السيناريو الذى لجأ إليه الرئيس عبدالناصر سنة 1954 حين خرجت مظاهرات رافضة للديمقراطية وعودة الحكم للسياسيين القدامى ورفض عبدالناصر إجراء الانتخابات أو التصديق على الدستور، وأصدر قرارا بحل الجماعة التى كانت تجهز نفسها لتولى الحكم وصدور أوامر وقتها باعتقال آلاف الإخوان فى طول مصر وعرضها.

تهديد المجلس العسكرى للإخوان الذين لم يسمهم صراحة فى بيانه جاء واضحا، إذ قال: إننا نطالب الجميع بأن يعوا دروس التاريخ لتجنب تكرار أخطاء ماض لا نريد له أن يعود، والنظر إلى المستقبل بروح من التعاون والتآزر وأن المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار.

لم يكن دقيقا ما قيل عن أن المعركة احتدمت بين الجماعة والمجلس بسبب عدم دعم ومساندة الجماعة لمنصور حسن فى ترشحه للرئاسة، وهو ما جعله ينسحب فى اللحظة الأخيرة، معلنا أن من وعدوا بمساندته تراجعوا عن دعمه، وإن كان هذا سببا فى الأزمة لا يمكن أن نقلل من تأثيره أو نتجاهل أثره.

كان المجلس العسكرى يرى فى منصور حسن مرشحا مناسبا للفترة الانتقالية، فهو ليس إخوانيا، كما أنه ليس محسوبا على فترة مبارك التى كان مبعدا فيها، وقد طلب أعضاء من المجلس أن تؤيد الجماعة منصور حسن لأسباب وطنية.

لم تكن الجماعة متحمسة لمنصور حسن، لكنها وعدت بأن تستطلع رأى قواعدها أولا قبل أن ترد، لكن استطلاع الرأى هذا طال، ولم تمنح الجماعة أعضاء المجلس كلمة محددة، وهو ما اعتبره بعض أعضاء المجلس إهمالا متعمدا لا يليق من الإخوان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقد ألمح منصور حسن إلى أن عصام العريان القيادى فى الجماعة ونائب رئيس الحرية والعدالة زاره فى منزله، ووعده بأن تقف الجماعة إلى جواره فى معركته الانتخابية، لكنه أخلف وعده معه، واختفى تماما ولم يرد عليه، عندما حاول أن يستطلع رأى الجماعة الأخير فى مساندته من عدمها.

الأمر كان أكبر من عصام العريان بالطبع، فالذى وقف فى طريق منصور حسن وطموحه فى الوصول إلى منصب الرئيس بدعم من المجلس العسكرى وتأييد إخوانى، كان خيرت الشاطر الذى حال دون حصول حسن على أى دعم من أى نوع من الإخوان.

كان خيرت الشاطر الذى يتحرك بامتلاء مبالغ فيه بالقوة المفرطة، يعمل بروح من دانت له الأرض، وكان قد كلف محامى الجماعة بأن يتقدم بطلب إلى المحكمة العسكرية ليحصل على رد اعتبار فى قضية 1995، وهى القضية التى صدر ضده فيها حكم بتهمة إحياء تنظيم محظور هو جماعة الإخوان، وقضية 2006 المعروفة إعلاميا بميليشيات الأزهر، والتى لم يكمل مدة الحبس فيها وخرج بعفو صحى من المجلس العسكرى.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 09:34 AM   #26
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






توقع خيرت الشاطر أن يحصل على رد اعتبار سريع وفورى، فهو يتحرك بحرية ويعقد لقاءات وصفقات دون أن يعترض طريقه أحد، لكن المفاجأة أن رد الاعتبار صدر فقط فى قضية 1995، لأنها كانت قد استوفقت شروطها القانونية.

كان الشاطر قد قضى مدة الحبس فى قضية 95 كاملة، كما مر على خروجه من السجن 6 سنوات، وهو ما لم يتوفر فى قضية ميليشيات الأزهر، فلم يقض فترة العقوبة كاملة، كما أنه لم يمر عليها 6 سنوات بعد.

اعتقد خيرت أن المجلس العسكرى يمكن أن يجامله وينهى له قضية ميليشيات الأزهر، وهى القضية التى خرج منها الشاطر بتهمتين، الأولى تمويل ميليشيات الإخوان التى نظمت عرضا عسكريا فى جامعة الأزهر، والثانية هى غسيل الأموال، وأن يردوا له اعتباره بما يمكنه من أداء دور سياسى دون أى معوقات.

موقف العسكرى زاد من عناد الشاطر الذى قال لبعض المقربين منه إنه سيربيهم، وكان أن لعب بورقة ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، اعتقادا منه أن المجلس يمكن أن يمنحه رد اعتبار، ويكون الثمن ألا يستخدمه فى الانتخابات الرئاسية 2012، وإن كان يمكنه الاستفادة منه فى الانتخابات القادمة.

لم يكن هذا فقط ما أغضب خيرت الشاطر من المجلس العسكرى، فقد كانت هناك ثلاثة أسباب للغضب، يمكن أن نوجزها فى التالى:

أولا: إرسال الطعن المقدم فى دستورية مجلس الشعب إلى المحكمة الإدارية العليا، دون التنسيق مع الجماعة.

ثانيا: أن المحكمة الدستورية العليا اتخذت إجراءات سريعة جدا فيما يخص الطعن.

ثالثا: كان هناك اتفاق بين الجماعة والمجلس العسكرى أن يتم الإبقاء على كمال الجنزورى رئيسا للوزراء مع تغيير أربعة أو خمسة وزراء بآخرين من جماعة الإخوان، وهو ما لم يستجب له المجلس العسكرى فيما بعد.

فى هذه الفترة حدثت قطيعة بين الطرفين وصلت إلى حد أن أعضاء المجلس العسكرى لم يردوا على تليفونات أعضاء الجماعة وقيادات الحزب.

لم يجد خيرت الشاطر ومحمد مرسى الذى كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة إلا أن يطلبا موعدا عاجلا مع المجلس العسكرى، لكن الغلطة التى ارتكبها الشاطر كانت طلبه أن يكون اللقاء مع أعضاء المجلس العسكرى جميعا، وهو ما استفز قيادات المجلس معتبرين أن طلب الشاطر يفتقد إلى اللياقة، فليس من حقه أن يحدد من سيقابله.. ولا متى.. ولا أين، فكل هذا متروك لقيادات المجلس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان القرار أن يجتمع رئيس الأركان الفريق سامى عنان وحده مع خيرت الشاطر ومحمد مرسى، اعتقد الشاطر أنه يمكن أن يقول كل ما يريده، فبدأ بالعتاب للمجلس العسكرى الذى لا يرد على اتصالات الإخوان، بل إن كل قنوات الاتصال انقطعت مرة واحدة، لكن سامى عنان لم يقبل عتاب الشاطر، ولم يلتفت له من الأساس، حاول محمد مرسى أن يخفف من الجو الذى بدأ مشحونا، لكن يبدو أن قدر هذه الجلسة كان أن تظل مشحونة وساخنة حتى لحظتها الأخيرة.

حاول خيرت أن يلعب بورقة ترشيحه للرئاسة، قال للفريق سامى عنان إنه يقاوم ضغوطا كثيرة من الجماعة التى يصر عدد كبير من أعضائها على أن يرشح نفسه للرئاسة، لكن عنان رد عليه باستخفاف قائلا: أنت تعرف أنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، فأنت محروم سياسيا حتى الآن، ولم يصدر لك رد اعتبار فى قضية ميليشيات الأزهر، وليس أمامك طريق آخر تلجأ إليه إلا القضاء العسكرى، الذى سيطبق القانون عليك كما يطبقه على غيرك دون تدخل من أحد.

لم يجن الشاطر شيئا من الحوار مع سامى عنان، ذهب إليه طامعا لا أكثر ولا أقل، وكان رد الفعل عصبيا للغاية، أصدرت الجماعة بيانا حادا اعتبره المجلس العسكرى تجاوزا فى حقه، حيث شككوا فى نزاهة المجلس وألمحوا إلى أن المحكمة الدستورية يمكن أن تحل البرلمان إرضاء للعسكرى، وكان مؤسفا أن تستخدم الجماعة تعبير «هيحطوا إيدهم فى الدرج يطلعوا الحكم».

كان رد الفعل السريع من المحكمة الدستورية العليا أن اجتمعت جمعيتها العمومية، واختارت متحدثا رسميا باسمها، وكان أول ما أعلن عنه المتحدث الرسمى باسم المحكمة أن أى طعن فى نزاهتها سوف يقابل قانونا ضد أى جماعة سياسية، بل أكدت مصادر من داخل المحكمة الدستورية أنها درست الموقف القانونى من تعريض بيان جماعة الإخوان بها.. ومدى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الجماعة.

لم يقف المجلس العسكرى مكتوف الأيدى، بل أصدر بيانا أظهر فيه العين الحمرا للجماعة، وكان أشد ما أغضب الجماعة فى هذا البيان ما جاء فيه من أن المجلس قد ترفع فى مرات سابقة عن الرد على الافتراءات، باعتبار أن القوات المسلحة المصرية العريقة أسمى من الدخول فى جدل مع فئة أو جماعة.

لم تخف مصادر قريبة من المجلس العسكرى ضيق قيادات المجلس بشدة، مما أعلنه مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع الذى قال فى مؤتمر عقدته الجماعة فى كفر الشيخ من أن الجماعة لم تتزوج من المجلس العسكرى حتى يحدث بينهم طلاق، على اعتبار أن هذا تعبير لا يليق سياسيا، وكان يجب أن يترفع عنه مرشد الجماعة، الذى لابد عليه أن يعرف عمن يتحدث بالضبط.

لم تستسلم الجماعة ولم يستسلم خيرت الشاطر، بل قام بما يشبه عملية الخداع الكاملة للمشير طنطاوى وسامى عنان، وهذه وقائع أخرى يمكن أن نسجلها.

فهذه مجموعة من اللقاءات والاتصالات التى دارت بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين وقيادات المجلس العسكرى، وهى الاتصالات التى انفجرت خلالها قنبلة ترشيح الشاطر نفسه لرئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 09:35 AM   #27
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب







الاجتماع الأول السبت 24 مارس - مقر وزارة الدفاع

تحدد الموعد صباح السبت 24 مارس 2012، ووصل محمد مرسى إلى مقر وزارة الدفاع ومعه خيرت الشاطر النائب الأول لجماعة الإخوان، بدا أنهما يسعيان إلى التفاهم، فأشار مرسى إلى أن الجماعة تلقت تطمينات من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن عدم اعتراضها على ترشيح الإخوان لأحد أعضائها فى انتخابات الرئاسة، وأكد الشاطر أن الإدارة الأمريكية تبارك بالفعل ترشحه للرئاسة، لكنه لا يفكر فى الأمر.

كان لدى الشاطر ومحمد مرسى عرض محدد، وهو أن يتدخل المشير طنطاوى بنفسه لينقذ الجمعية التأسيسية للدستور من الانهيار، وذلك من خلال اجتماع يدعو له بنفسه، يحضره ممثلو الأحزاب، وفيه سيبدى الإخوان مرونة شديدة.

اعتقد خيرت الشاطر أنه عندما يبدى نيته فى عدم الاستجابة لما ادعى أنه ضغوط أمريكية عليه بالترشح للرئاسة، فإنه يمكن أن يجعل المجلس العسكرى يستجيب لكل ما يطلبه، ويبدو أن المجلس بالفعل أبدى مرونة مع ما طرحه خيرت ومرسى من الإبقاء على البرلمان، فلا داعى للإسراع بحله، فى مقابل مساندة من يرى المجلس العسكرى أنه المرشح الأنسب للرئاسة.

فى هذا اليوم تحديدا تسلم خيرت الشاطر ثلاثة قرارات بالعفو الشامل والعام عنه من القضاء العسكرى فى كل العقوبات التى كانت تحول بينه وبين العمل السياسى، وقد يكون هذا سر إعلان محاميه عبدالمنعم عبدالمقصود بقوة أنه لا توجد أى عوائق تحول بين الشاطر والترشح للرئاسة.

الاجتماع الثانى الثلاثاء 27 مارس

دعا المشير طنطاوى ممثلى الأحزاب إلى اجتماع لإنقاذ الجمعية التأسيسية، وهو الاجتماع الذى حضره الفريق سامى عنان، فى هذا الاجتماع حاول طنطاوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بدأ كلامه بالتأكيد على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الشرعية الممثلة فى البرلمان وقراراته».

المفاجأة أن محمد مرسى لم يلتزم فى الاجتماع بما سبق الاتفاق عليه، وكان صادما للمشير والفريق عندما قال: «إذا بدأنا فى مناقشة تشكيل الجمعية التأسيسية، فنحن نناقش شيئا لا يملكه إلا المجلسان فقط، فهما أصحاب الحق والقرار».
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم يستطع المشير طنطاوى أن يخفى غضبه، وحاول سامى عنان أن ينزع فتيل التوتر بسبب الاتهامات التى حاصرت الإخوان: نحن هنا لتجاوز الأزمة التى وقعت ولا نريد أن نشكك فى كل شىء، البلد فى مأزق والخاسر الأكبر هو الوطن، وأرجو ألا يكون هدف الحوارات هو التجريح.

فشلت محاولة سامى عنان فى تهدئة الأمور، وهو ما دفع المشير لأن يقول بحدة: لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى حد الصدام ما كنت دعوت إلى هذا الاجتماع.

الاجتماع الثالث الأربعاء 28 مارس

لم يستغرق الاجتماع الذى ضم خيرت الشاطر والمشير طنطاوى- جرى الاجتماع فى بيت المشير – وقتا طويلا، حاول خيرت أن يستوعب غضب المشير، أكد أنه فى اجتماع الخميس ستلتزم الجماعة، وأن وجود المشير ضرورى، لكن يبدو أن المشير لم يقتنع بما قدمه خيرت الشاطر، الذى أعاد التأكيد على أنه لن يستجيب للأمريكان فى مسألة ترشيحه للرئاسة.

كان المجلس العسكرى بعد اجتماع الثلاثاء قد أدرك أن الجماعة تلعب لعبتها الأخيرة، وأن التلويح بورقة الأمريكان لم يكن للتهديد، بل هناك ما يجرى بالفعل، التقارير المخابراتية أشارت إلى أن هناك اجتماعات مكثفة جرت بين قيادات إخوانية وبعض المسئولين الأمريكان، لكن ليست هناك تفاصيل عما جرى فى هذه الاجتماعات، لكن الأهم من ذلك أن مهندس هذه الاتصالات كان وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم، وأنه من يتحمس لترشيح خيرت فى الانتخابات الرئاسية.. وقد حاول التأثير على الأمريكان لدعم الشاطر بشكل علنى.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2014, 09:36 AM   #28
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






كان لابد أن يؤكد المجلس العسكرى للجماعة أن ورقتها أصبحت مكشوفة وبلا قيمة، وقد وصل للجماعة أن المجلس كشف خدعة الشاطر، وهو ما جعل قيادات بالجماعة تلمح إلى أن ترشيح الشاطر ليس إلا ورقة للمناورة، وأن الجماعة يمكن أن تسحب الشاطر، حيث أكدوا أن أمر ترشحه ليس نهائيا، وإن كان الانسحاب لا يمكن أن يتم الآن بل فى اللحظة الأخيرة، وإن كانت الجماعة تواصل تصعيدها الإعلامى، بتصدير خيرت الشاطر كمرشح قوى ومؤكد للرئاسة.

عندما خرج خيرت الشاطر من الانتخابات الرئاسية كان تقرير استبعاده واضحا، فقد خرج لعدم حصوله على رد اعتبار فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا والمعروفة إعلاميا بقضية ميليشيات الأزهر، وأكدت اللجنة أنه لا يغير من ذلك رد اعتباره فى الجناية رقم 8 لسنة 1995 عسكرية عليا والتى اقتصر رد الاعتبار عليها فى الحكم الصادر بتاريخ 13/ 3/ 2012، والذى يبين فيها أن الطالب أخفى على المحكمة الحكم الصادر فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا، إذ لو كان قد أشار من قريب أو بعيد ما كان صدر لصالحه حكم رد الاعتبار فى الجناية رقم 8 لسنة 95، لعدم توافر المدة اللازمة للحكم برد اعتباره.

عندما تم استبعاد خيرت جن جنونه.. وخرج ليواجه المجلس العسكرى علانية وبشكل مباشر.. فقد صرح بأن جماعة الإخوان المسلمين رصدت بالفعل اتصالات بين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس العسكرى، تفيد بأن المجلس تدخل فى استبعاد بعض مرشحى الرئاسة.. وأن حصول الجماعة على هذه الاتصالات ليس معضلة، حيث إن الجماعة موجودة فى كل مكان.

تحدى خيرت الشاطر للمجلس العسكرى تجاوز إلى الإعلان بشكل واضح عن أن الجماعة تتجسس على المجلس العسكرى، ورغم أن هذا التصريح كان يستوجب المساءلة والمحاكمة إلا أنه مر، عندما تراجع الشاطر وقال إنه لم يكن يقصد تسجيل مكالمات ولكن هناك من بين أعضاء الجماعة من نقلوا له ذلك، معللا الأمر بأن رجال الجماعة فى كل مكان.. وأعتقد أن هذا التصريح هو الذى قطع كل قنوات الاتصال بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى.


ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2014, 09:35 AM   #29
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: وادى الخيانة


أنا : ود محجوب






وادى الخيانة .. الحلقة الأخيرة .. خطة «توطين» عبدالمنعم أبوالفتوح فى مواجهة خطة «تمكين» الشاطر .. خيرت الشاطر أسس شركة سلسبيل واستطاع من خلالها دخول صفقات خاصة بالجيش المصرى

السبت، 28 ديسمبر 2013 - 08:22

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خيرت الشاطر
حلقات يكتبها محمد الباز
نقلا عن اليومى :

أبوالفتوح سخر من وجود خطة تمكين أصلا ووصفها بأنها مجموعة أوراق تحمل أفكار أصحابها وطموحهم فقط.. وجهات التحقيق تعثر على خطة انقلاب الجماعة على نظام مبارك

قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير

بحث نظام مبارك عن مبرر قوى ليضرب تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، فقد تركهم لما يقرب من 12 سنة يعملون دون أن يعترض طريقهم أحد، سمح لهم بأن يدخلوا كل مكان، الجامعات، النقابات، النوادى، الانتخابات، لكنه لم يتوقع أن تتمكن الجماعة من هذا الانتشار الذى أصبح مقلقا ومخيفا... فظهرت قضية سلسبيل... وربما هى القضية الأشهر فى تاريخ العلاقة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان... فكل ما جاء بعدها كان ترتيبا عليها. لن أعتمد فقط على الرواية الأمنية لقضية سلسبيل، ولكن سأعتمد أيضا على رواية الإخوان لها، كما وردت فى موسوعة الإخوان المسلمين، وكتبها الباحث الإخوانى عبده مصطفى دسوقى، ربما لأن فيها أيضا تفاصيل عن بدايات إمبراطورية خيرت الشاطر الاقتصادية. لقد عاد الشاطر إلى مصر فى العام 1986، بعد تغريبة دامت 5 سنوات كان فيها هاربا من نظام مبارك، وهى الفترة التى تشكل حالة من الغموض الكبير، فقد كون معظم علاقاته بإخوان الخارج خلال هذه السنوات، كما أن الفترة التى قضاها فى اليمن عبر هذه السنوات لا تزال مجهولة للكثيرين.

احترف الشاطر التجارة وبدأ فى تكوين شركة مع حسن مالك الذى تعرف عليه فى السعودية خلال العام 1983، وخرجت للنور شركة سلسبيل للكمبيوتر، ويقول الشاطر: فى حدود عام 1983 بدأت صلتى بحسن مالك، حينما كنت بالسعودية وبريطانيا، لأنى كنت فى بريطانيا أدرس دكتوراة فى الهندسة، ولكنى انشغلت بالتجارة خلال هذه الفترة وهى تصدير أجهزة الكمبيوتر والمواد الغذائية إلى منطقة الخليج، وحسن كان فى هذا الوقت شغال فى شركة استيراد للمواد الغذائية والتجارة عموما، وكنا بنصدر سيارات مرسيدس من ألمانيا للسعودية، وبدأت علاقتى به فى الفترة دى من خلال التجارة، ثم عدت إلى مصر فى 1986، وكان هو رجع قبلى، فبدأت أفكر وأشتغل بشكل فردى فى مجال الكمبيوتر ولما وجدت أن السوق معقول وفيه طلب عليه تكلمت مع حسن فى الموضوع ده.

تم تأسيس «سلسبيل» باسم الشركة الدولية للتنمية والنظم المتطورة فى العام 1986، وبدأ نشاطها الفعلى فى بداية 1987، وعقب ذلك أسس الشاطر شركة جديدة لتطوير أساليب العمل الإدارى والتدريب والدراسات والبحوث بالنسبة لشركات القطاع الخاص والعام أطلق عليها اسم الأمة، واستطاعت أن تنافس بعض الشركات فى السوق، حتى أنها نافست على مناقصة الدورة الأولمبية بمصر، ومناقصة خاصة بالجيش المصرى.

لكن لماذا تفجرت قضية سلسبيل؟

من وجهة نظر الإخوان كان هناك سبب واحد مهما تعددت الأسباب التى يتحدثون عنها، وهو تخوف مبارك من نشاط الإخوان الاقتصادى الذى كان يهدد بأن تبتلع الجماعة الدولة.

لقد فوجئ الشاطر فى 5 فبراير 1992، بمباحث أمن الدولة مصحوبة بقوة كبيرة تهجم على شركته وتعتقله وتجرى تفتيشا دقيقا للمكان، تم إغلاق الشركة، وتم القبض على 3 متهمين أساسيين هم أصحاب الشركة ومركز الأمة للإدارة وهم خيرت وحسن مالك وطاهر عبدالمنعم، كما اعتقل على ذمتها مجموعة كبيرة من الإخوان المسلمين فى شتى محافظات مصر من بينهم جمعة أمين ومحمود عزت... وترتب عليها أيضا أن أوقفت الحكومة تعاملها مع رجل الأعمال الإخوانى خالد عودة من خلال وقف مشروع كساء العاملين بالدولة، الذى كان مصنع عودة ينتج من خلاله ملابس الموظفين العاملين فى القطاع الحكومى، وخرج خالد عودة وقتها ليعلن أن مبارك كذب على المصريين عندما وعد بأنه لن يبيع القطاع العام.

تقول موسوعة الإخوان نصا: لقد انزعج نظام مبارك من الصوت العالى للإخوان فى الميدان الاقتصادى، حيث شهد مستهل التسعينيات صراعا بين الإخوان ومبارك على شرعية الإنجاز، ولم يأت التصادم من فراغ وإنما زادت وتيرته بسبب تطورات وعوامل محلية وخارجية وتفاعل النظام مع تلك التطورات من خلال مجموعة سياسات جديدة، أهمها التخلى عن سياسة احتواء المعارضة السياسية وصياغة تحالفات جديدة مع فئة رجال الأعمال.

ويحلو لجماعة الإخوان أن تصور ما حدث فى شركة سلسبيل على أنه كان فزعا من خيرت الشاطر بشكل شخصى، فطبقا لهم كان لوضع الشاطر واحترافه التجارة وانضمامه لجماعة الإخوان ومهنيته العالية فى هذا المجال أن وجد منافسين له بقوة محسوبين على النظام الحاكم، وعمدوا إلى عرقلة مسيرته متذرعين بكونه عضوا فعالا فى جماعة الإخوان المسلمين... ولذلك كانت كل الضربات توجه له ولشركاته تحت ذريعة انتمائه لجماعة محظورة، وكان لدخوله مجال الكمبيوتر - وهى تجارة لم تكن رائجة فى مصر فى هذا التوقيت - أن أغرى كثيرا من رجال الأعمال المقربين من نظام مبارك لمنافسته فى هذا المجال الحيوى واستشعروا رغبة السوق فيه، ومن ثم إغراء النظام به.

نأتى إلى النقطة الأهم فى القضية، باعتراف الإخوان أنفسهم، تقول الموسوعة: تقدم الشاطر فى أكثر من مناقصة سواء فى الألعاب الأولمبية أو بعض مناقصات الجيش المصرى، وقد فزع نظام مبارك من كون أحد الإخوان المسلمين مطلع على الأمور العسكرية بهذه الدرجة.

تتهم جماعة الإخوان المسلمين صهر علاء مبارك رجل الأعمال مجدى راسخ بأنه كان وراء محاصرة خيرت الشاطر وإغلاق شركته وتعطيل مسيرته الاقتصادية، وتدلل على الأمر بأن ما حدث لم يكن إلا تصفية اقتصادية للرجل، فالقضية نفسها أغلقت بعد أحد عشر شهرا على لا شىء، وحكمت المحكمة للمتهمين بالبراءة، غير أنها أصدرت قرارا بإغلاق شركتى سلسبيل والأمة.





ود محجوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع ود محجوب مشاركات 48 المشاهدات 9673  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه