القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-30-2012, 10:08 AM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Welcome1 القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية


أنا : علي الشريف احمد






بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين


أمّا بعد :

فاعلم أيّها المؤمن العاشق الصادق الذائق أنّ خزانة العلوم واسطوانة الفهوم هي القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية فما نجح من نجح إلاّ بسبب صلاح قلوبهم كما ورد في الحديث الشريف ( إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب )

وبما أنّ الأمّة الإسلامية اليوم مصابة في قلوبها أحببت أن أذكر لهم طرفا من شؤون القلب علّهم يفقهون كما قال تعالى بخصوص القلوب ( لهم قلوب لا يفقهون بها )

فاعلم أيّها الصوفي المبجّل أنّ القلب هو أساس ومحور الإيمان فهو الصراط المستقيم الذي توعّد إبليس لعنه الله تعالى بالقعود فيه في قوله ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فهو واضع منخره على قلب الإنسان يوسوس متى غفل القلب عن ذكر الله تعالى كما قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ ) ثمّ وصف غيرهم من قساة القلوب في هذا الباب فقال تعالى ( وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) وقال تعالى ذاكرا علاقة ذكر الله تعالى بالقلوب : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )

فمتى علمت أهميّة القلب علمت أنّ مدار الإيمان عليه لذا اشتغل أهل الله تعالى عليه تزكية من تخلية وتحلية لأنّه أساس الدين والطريق


فذكر الله تعالى هو بداية السير لصلاح هذا القلب وتنويره وعلمه وفقهه وبصره وسمعه فإنّ جميع الحواس الباطنة المعنوية موقوفة على صلاح القلب فإذا صلح اشتغلت تلك الحواس وإذا فسد فسدت معه تلك الحواس وانعدم صلاحها فلا حياة لها ولا عمل إلاّ أعمال الشرّ

فتعلّق البصر بحقيقة القلب قال تعالى ( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) فلو لا عمى قلوبهم لأبصروه ولكنّه عليه الصلاة والسلام رآهم فأبصرهم وهم في حالة لا يبصرون فاخترقت بصيرته إلى بواطنهم فرآهم بقلبه أنّهم لا يبصرون لهذا قال تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتّبعني .. ألآية )

وبما أنّ للقلب بصرا ثاقبا وهو البصيرة التي ترى ما خفي من أحوال الناس من حيث الصلاح والطلاح والإيمان والكفر والحسن والقبح فإنّ له كذلك سمعا يسمع به وقد قال تعالى فيمن لا يسمع بقلبه ( وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا ) أي لا يسمع الهدى غير القلب فمن لا قلب له فلا هدى له وكذلك له يد يحسن بها ويبطش وله رجل يمشي بها فتخترق السبع الطباق فما مشى أحد من قاف إلى قاف إلاّ بسرعة مشي القلب ثمّ إنّ له عقلا يفقه كما قال تعالى في قوم ( لهم قلوب لا يفقهون بها ) وقال تعالى ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها )


فالأمّة اليوم مصابة في قلوبها لا تسمع ولا ترى ولا تفقه بقلوبها كما قال عليه الصلاة والسلام في قوم ( يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم )

فقد بلغنا أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام شقّ الملكان صدره وأخرجا قلبه عند مرضعته حليمة السعدية فغسلاه وأخرجا منه حظّ الشيطان لهذا صلح لنزول القرآن عليه كما قال تعالى ( نزّله على قلبك ) فإنّ جميع الأنوار والأحوال والمقامات والعلوم والمعارف لا تنزل إلاّ على القلب فهو بابها أمّا العقول فهي متى عرفت معاني القلب وتنوّرت بنوره رجعت في حكمها إليه ولا بدّ كما قال عليه الصلاة والسلام في جماعة ( لقد كنت لبعثهم كاره ) لمّا قتلوا أصحابه بعد أن أرسلهم إلى من سألوه ذلك كي يعلّمونهم الإسلام فغدروا بهم وقتلوهم فرجع إلى حكم قلبه عليه الصلاة والسلام في ذلك وهكذا جميع العارفين رضي الله عنهم لا يرجعون إلاّ إلى حكم قلوبهم بداية ثمّ يقفون على واقع حكمها نهاية

وإنّ آلة الكشف القلبي فحدّث عنها ولا حرج فهي العين الباصرة الحقيقية ونعني بها الفراسة وأمر زائد عليها فهي درجات فليس كشف العارفين ككشف غيرهم ولا فراستهم كفراسة غيرهم كفي حكاية الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي رضي الله عنها في ذلك الرجل الذي تفرّس فيه أحدهما على أنّه كان يمتهن نجارا فيما تفرّس فيه الثاني على أنّه حداد فلمّا سألاه قال : كنت نجارا وأنا الآن حداد أو العكس صحيح

أما وظيفة القلوب الحقيقية فهي القرب من المحبوب الأعظم سبحانه وتعالى فلا شغف لها إلاّ بقربه ودوام وصلته والتذلّل تحت عرش رحمته فلو عرض عليها الكون ما التفتت إليه فإنّ مرادها من يريدها خالصة له

فما افترقت الأمّة اليوم وتفرّقت إلا بسبب افتراق وتفرّق قلوبها بعد تشتّتها رغم أنّ الدين لا يستقيم إلاّ بالتآلف أمّا الإختلاف والفرقة فهي سبب الهزيمة والنكسة هكذا سنّة الله تعالى في كونه فأين قلوب الأمّة اليوم التي يصدق فيها قول الله تعالى ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى )

فالقلب هو رأس مال كلّ مؤمن ...

وكلّما تبجّحوا بالعالم الغربي أقول لهم : نعم ولكن لا قلوب لهم فليس لهم نور في قلوبهم ولا وصله بالله تعالى

فيا من تتبجّح بأوروبا وأمريكا والغرب هل أخبرك بشيء : إنّهم خلاصة أهل النار والسبب : لا قلوب لديهم... إن هم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا ...

فافرح بما آتاك الله تعالى من قلب فيه المعاني الجميلة وأوّلها الإيمان بالله تعالى واجب الوجود سبحانه واشتغل من الآن على قلبك كي تراه يرى ويبصر ويسمع فتذوق عندها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


أمّا الغافلون فعن قريب هم ذاهبون أفلا تسمعون .. فالصعق الظاهري هذا كلا شيء أمام الصعق الباطني عندما تكاشف الروح يوم القيامة عند النفخ بهول المطلع فأين الأجساد عند النفخ وقد أكلها التراب بل الصعق الحقيق هو صعق الروح لما يتبيّن لها من عظمة الله تعالى سبحانه وتعالى عما يشركون

فاشتغل من الآن على قلبك وإلاّ فلا تتكلّم في دين الله تعالى فتقول غير الحقّ ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ) فهناك تظهر القلوب لا تخفى منها خافية فيصبح الظاهر باطنا والباطن ظاهرا ولا باطن ولا ظاهر بل الكلّ سواسية ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقتاكم أوّل مرّة ) فيقول القائل كيف ذكرنا في المجيء بالجمع وفي الأخير بالفرد هذا كي تعلم أنّ تكليفك أنت في مفرد فرد ولا تزر وازرة وزر أخرى كي تفهم معنى قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )

فاشتغل على قلبك ودعك من هذا وذاك ودعك من سفسفاط العقل والفكر فهي غول مفترس كبير فمن نسي قلبه فلا عقل له فلو كان له عقل لكان له قلب ...

وإنّ للقلب لحضرات وأحوال ومقامات موجودة في القرآن الكريم بأبلغ بيان

فإنّ رأس مالك يا بني هو قلبك فها إنّي قد نصحتك


والسلام


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 07-30-2012, 10:10 AM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Welcome1 رد: القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية


أنا : علي الشريف احمد





أضيف هذا :

بداية الدين ومعارفه والكلام فيه والنفع به يبدأ وينطلق من أوّل مراحله وهي مرحلة القلب أعني الدين الصحيح وهو النور الحقّ أمّا غير هذا فلا يعتبر دين بل هو فكر وفلسفة عقلية وتصرّف في النصوص بالنفس وميلها وهواها ومن هنا نشأت الفرق الإسلامية المختلفة فلمّا عميت قلوبها إشرأبّت الدين ففهمته بحسب مرض هذا القلب أو ذاك كما قال تعالى ( فأمّا الذين في قلوبهم مرض فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ) وهو الحاصل اليوم فاتّبعوا المتشابهات التي هي من أوحال العقل عند مرض القلب فالعقل لا بدّ أن يزيغ عند ورود المتشابهات ورغم أنّ التصرّف في النصّ الديني إذا خلا من فقه قلب وعلم روح وجذب إلى حضرة المولى سبحانه ضلّ صاحبه ولا بدّ فما افترقوا إلاّ بسبب مرض القلوب وضعفها وما كفّر بعضها بعضا إلاّ بسبب انطماس القلب وعماء البصيرة فكيف يؤخذ الدين من أعمى ... والذي أقوله : أنّ طوائف كبيرة جدّا من الشيعة والوهابية هم عمي القلوب وخصوصا الشيعة فالحمد لله تعالى أنّ الله تعالى لم يمكّنهم من حكم أرض الحجاز ولا يخفى ضلال الشيعة القلبي ولا الوهابية أبدا على قلب منوّر بنور الله تعالى فإنّ أغلب ما عند الوهابية والشيعة في منهاجهم ما هي غير خواطر شيطانية ألقاها الشيطان في قلوبهم ووسوس بها في عقولهم وخصوصا خلط الحقّ بالباطل فهي من أشدّ حيل الشياطين وحيل بني إسرائيل

فأوّل الحيلة أن خلط إبليس لعنه الله تعالى لآدم وحوّاء بين الحقّ والباطل فمن جهة أقسم لهما أنّه من الناصحين وفي نفس الوقت هو من الكاذبين المنافقين فإنّ الصدق محلّه القلب وأدناه أن يتوافق الجنان مع اللسان ثمّ أوهمه أنّه حريص على مكوثه في الجنّة ولكن الأمر على غير حقيقته فخالفت دائما اقوال إبليس لعنه الله تعالى نواياه ... فمتى عمي القلب لا يعرف تلك الدسائس وتلك الحيل وذلك الخلط بين الحقّ والباطل فمن لا قلب له بصير لا يمكنه فهم مكر إبليس لعنه الله تعالى وحيله وإنّ من علوم الخليفة في كلّ زمان أن يكون عارفا مكاشفا بجميع حيل إبليس لعنه الله تعالى ومكره اجمالا وتفصيلا ولكن الناس اليوم غافلون وهو يلعب بهم في مختلف البلاد كما تلعب الصبيان بالكرة وهم لا يعلمون فلا تتعجّب متى أخبرتك أنّ أغلب البشر اليوم هم من جند إبليس لعنه الله تعالى وهم لا يشعرون كما قال تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) فانظر قوله ( لا يشعرون ) أي لا رادار قلبي لهم فزيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون ... فإنّما خدع إبليس لعنه الله تعالى الناس بالظاهر فهو سلاحه وقد أخبرنا القرآن بهذا ...

إنّ الجهل المذكور في الأحاديث النبوية حينما قال عليه الصلاة والسلام في علامات آخر الزمان ( يرفع العلم ويكثر الجهل ) فالمراد به يرفع العلم من القلوب ويوضع جهلها وهذا الأمر الذي صار في الناس اليوم في مشارق الأرض ومغاربها فقد جهلت قلوبهم كما قال عليه الصلاة والسلام واصفا حال الناس في آخر الزمان ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهال فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وهذا الحاصل فعلا اليوم في الأمّة الإسلامية فإنّ أغلب تلك الرؤوس التي اتخذوها كما اتخذ من كان قبلهم العجل هي في الجهالة القلبية تسعى

فلمّا غاب ذلك القلب وانطمست منه البصيرة فلا يسمع ولا يرى ولا يشعر ولا يحسّ فرجعوا إلى وصف الحيوانية كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا أو كالحجر الأصمّ والعياذ بالله تعالى قاسوا جميع علومهم وفهوهم ووزنوها بحسب الرؤية البصرية الظاهرية والسمع المجرّد الظاهري فحكموا بما أنتجته الحواس الظاهرة العاجزة من مجاهيل فضلوا وأضلّوا غيرهم فإنّ مدد القلوب يسري سواء في الخير أو الشرّ كما قال شيخنا رضي الله عنه ( لو لبست قميص عبد صالح لسرى فيك من الصلاح حال ولو لبست قميص عبد طالح لسرى فيك من حال طلاحه ) كما الشأن في قميص يوسف الذي ردّ الله تعالى به بصر أبيه يعقوب عليهما السلام الذي شمّ بقلبه ريح يوسف ولمّا يجتمع به وهكذا هم أهل الله تعالى يشمّون بعضهم بعضا ولو على بعد أميال أمّا الذي لا يشمّ أهل الله تعالى فهو في زكام قلبي كبير وكذلك الأمر فمن لم يشمّ أهل البعد عن الله تعالى فهو في زكام أكبر


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-30-2012, 10:11 AM   #3
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Welcome1 رد: القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية


أنا : علي الشريف احمد




إنّ العالم بأسره اليوم محجوب القلب غافل الفؤاد وليعلم من لا يعلم أنّ البشر متى غفلوا عن الله تعالى جاءتهم الآيات الكبرى والحساب العسير كما قال تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) فصاحب الغفلة لا بدّ أن يكون معرضا عن نسائم حضرة ربّه لهذا حورب الإسلام اليوم ظاهرا وباطنا سواء من الأعداء أو ممّن ينتسبون إليه ومن الفرق التي تدّعي امتلاكها الحقيقة فكأنّ الإسلام عندهم عملية حسابية فجعلوا أنفسهم حكما على العالم والناس فمن انتسب إليهم قالوا بتحقيقه ومن لا فلا قيمة إذن له عندهم في قلوبهم وهذا جرّاء عماء القلب

لا يقترب حساب الناس مع يقظة قلوبهم وإنّما يقترب مع غفلة القلب ( افترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) لذا قال تعالى بعد آية ( لاهية قلوبهم ) فربط الأمر بالقلب وبيّن علاقته بتلك الغفلة

كنت العبد الضعيف مرّة أذكر الله تعالى فخلال ذكري أحسست كأنّ في قلبي صخرة صمّاء كبيرة صلبة فقلت في نفسي ( اللهم أعنّي على هدمها وتحطيمها ) شعرت بهذا بعد مدّة طويلة من الذكر فقلت ياما في قلبي من صخور مثلها ولمّا أشعر بها وحينها فهمت بحسب فهمي قوله عليه الصلاة والسلام ( تصدأ القلوب كما يصدأ الحديد ... الحديث ) وقوله تعالى ( ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة )

إنّما انجمع العالم اليوم حتى أضحى كالمدينة الواحدة أو كالقرية الواحدة الكبيرة بسبب فساد القلوب فأنشأ لهم الشيطان الدولة العلمانية العالمية حتى أضحى العبد المسلم الصالح يشتغل اليوم ويمتهن مثلا في فرنسا في تسريح دورات مياه المشركين ويفرح بذلك غاية الفرح سعيا وراء لقمة عيشه ... هذا حال أمّتنا اليوم فلا قلوب لهم ترى فلو رأت قلوبهم لفهموا الكثير ولجنحوا إلى الله العظيم الكبير

وإنّ من فساد قلوب المسلمين اليوم أنّهم يبجّلون الكافر ويعظّمونه في بعض الأحيان أكثر من تعظيمهم لوليّ صالح أمّا الإعجاب بهم وبما عليه ظواهرهم فحدّث عنه ولا حرج حتى أضحى شبابنا اليوم يتّبع الغرب في كلّ شيء في مأكله ومشربه وفي نومه ويقظته وفي مشيه وجميع حركاته وسكناته فلم تبق له شخصية إسلامية ولا إنسانية كما قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) أنظر قوله ( ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) لهذا أمرنا القرآن الكريم بعدم اتباع حواسنا الظاهرة في الحكم من حيث الإعجاب بالملبوس وبالكلام وبالظاهر بصفة عامّة بل إن الحكم إلاّ لله أي لما يودعه الله في القلوب من معرفة حكم الحقيقة فيرضى بها العبد كيفما كانت ... لهذا تحتم خروج أهل الله تعالى في هذا الزمان خروجا جلاليا كي يرجع الله بهم الأمور إلى نصابها والأرض إلى صلاحها فالمسلمون مسؤولون عن الأرض وليس أمريكا ولا روسيا هما المسؤولان وإنّ مجلس الأمن كان من الممكن أن يكون مجلسا إسلاميا عادلا يحكم العالم

ولكن الله تعالى لمّا أعطى العرب هذا الدين العظيم فلم يقدروه حق قدره ولم يفهموه حق فهمه في هذا الزمان تركهم تحت حكم غيرهم رغم وجود دين الله بين أيديهم يفعل بهم ما يشاء فلا تسمع منهم بعد هذا غير الصراخ والنواح كحال أهل النار في النار وهم يتعاوون

الأمر ليس مجرّد كلام يقتنع به شخص أو يرفضه فلا يقتنع به وإنّما كلام أهل الله تعالى يدخل القلوب من غير إستئذان يحرّك هناك السرّ الكامن بين الجنبين وهو سرّ محبّة الروح لخالقها والتي شهدت بذلك وأقرّت له بها في مشهد توحيدها فما كان قطّ نبيّ أو رسول أو وليّ متحكّما على قلوب العباد وإنّما غاية أمره أنّه يحرّك لهم السرّ الكامن فيهم ثمّ يتركهم فيقول لكل واحد منهم : ها أنت وربّك

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى لمّا ألّف كتابه الإحياء ( لمّا رأيت الأمّة أصيبت في قلوبها ألّفت لهم كتاب إحياء علوم الدين ) فكلّ علم ديني لا يحرّك فيك ساكن القلب فدعه حتّى أضحى اليوم العلم الديني عند بعض الناس كفكر ونزهة عقل ومتعة ذهن وليس حال قلب فكثر الجدال وعمّ النقاش وأدلى الرويبضة برأيه ...

وبما أنّ الحديث يتبع بعضه بعضا فلا اختلاف فيه فسنكتب في موضوع مستقلّ بعد هذا إن شاء الله تعالى حقيقة علاقة اللغة القرآنية بالقلب وأنّ المتشابهات تقع في العقول بسبب القلوب المريضة أمّا القلوب السليمة فلا متشابه عندها وكيف نزل القرآن على القلب وخصوصا أنّه شهر نزول القرآن ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) متى علمت أنّه أنزل على القلب

وقد قال تعالى لنا منبّها ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فجعل البصر والعقل والسمع محلّه كلّه القلب و ( التي في الصدور ) أي مخفي أمرها ... فكم من واحد عاش ومات وما علم شيئا عن قلبه ..

والله أعلم وأحكم

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2015, 01:26 PM   #4
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية


أنا : سراج الدين احمد الحاج




وإنّ من فساد قلوب المسلمين اليوم أنّهم يبجّلون الكافر ويعظّمونه في بعض الأحيان أكثر من تعظيمهم لوليّ صالح أمّا الإعجاب بهم وبما عليه ظواهرهم فحدّث عنه ولا حرج حتى أضحى شبابنا اليوم يتّبع الغرب في كلّ شيء في مأكله ومشربه وفي نومه ويقظته وفي مشيه وجميع حركاته وسكناته فلم تبق له شخصية إسلامية ولا إنسانية كما قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام )

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 3 المشاهدات 5355  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه