القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

يغنى المغنى و كل على هواه

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2012, 10:06 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 يغنى المغنى و كل على هواه


أنا : علي الشريف احمد





بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين و ثقة به و توكلا عليه
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد و آله
السلام عليكم سادتي و أحبابي


يحكى الشيخ إدريس عبد السلام من الذين رافقوا الشيخ دفع الله الصائم منذ صباه و لم يفترقا إلا بالموت...كان الشيخ دفع الله يزوره في بيته بأمدرمان ثم خرجا معا و سارا قليلا في شارع البوستة الذي كان في ذروة ازدحامه.. و مرا بالقرب من مقهى كان بداخله مطرب ناشئ يقف على منضدة و هو يغنى, المطرب هو الفنان إبراهيم الكاشف في بداية حياته الفنية..كانت هناك أعداد كبيرة تقف أمام المقهى و هي تستمع لهذا الصوت الجهوري المشحون بالشجن و الرجولة و عندما اقترب الشيخ دفع الله و زميله الشيخ إدريس عبد السلام كان الفنان الكاشف يردد في شجن و بنبرات عالية:
((سألت الله أشوفو مرة))
و عندما صافحت هذه الكلمات أذني الشيخ دفع الله, كان لها وقع مختلف و معاني غير التي يبثها الفنان المفتون بمعشوقته و التي سأل الله أن يمنحه رؤيتها, و لكن كما يقولون يغنى المغنى و كل على هواه..مست هذه الكلمات شغاف قلب الشيخ دفع الله و فاضت به وجدا و شوقا لمعشوقه الأول و الأوحد, فصاح صيحة عظيمة ارتج لها المكان و طغت على صوت الفنان و ذهل المارة و توقفت حركة الشارع تماما و تلفت المستمعون الذين كانوا في اندماج مع فنانهم و رأوا مشهدا مهيبا, الشيخ دفع الله مغشيا عليه, و رفيقه الشيخ إدريس عبد السلام في حيرة فهو الوحيد الذي يعرف ما حدث.. فالصوفي يلقى السمع و هو شهيد, فسمعه يتجاوز كثافة العبارات إلى لطافة الإشارات.
و يتناسق هذا المشهد المهيب للشيخ دفع الله عند سماعه لأغنية إبراهيم الكاشف مع مشهد آخر يرسمه الأستاذ حسن نجيلة بقلمه الرشيق الأنيق عن لقاء الشيخ قريب الله سليل الدوحة الطيبية مع الفنان عبد الكريم كرومة. و تقول لوحة الأستاذ نجيلة: كان الفنان كرومة يتوسط حفل عرس في حي ود نوباوى.. و دار العرس ليست بعيدة عن دار الشيخ قريب الله, و قد جلس الشيخ التقى الورع على سجادة الصلاة و حوله بعض مريديه و تلامذته جلوسا على البروش يستمعون إلى إرشاداته و أحاديثه الموجهة للخير كعادته معهم.. و يحمل النسيم إلى الشيخ و من معه صوت كرومة الرائع يغنى:
يا ليل أبقالي شاهد
على نار شوقي و جنوني
يا ليل......
و ينصت الشيخ للمناجاة العذبة لليل...الليل الذي يقيمه تعبدا و تهجدا و تلاوة للقرآن..
و يلتفت الشيخ إلى تلاميذه سائلا.. من هذا الذي يغنى لليل؟
و يقولون إنه مطرب اسمه كرومة, و يصمت الشيخ قليلا ثم يتجه إليهم قائلا...اذهبوا إليه و اطلبوا منه أن يأتيني مشكورا..و يخف بعض تلامذته إلى حيث يغنى كرومة في بيت العرس القريب...كرومة و قد فرغ من أداء الأغنية, وصل رسل الشيخ و همسوا في أذنه... الشيخ قريب الله يريدك أن تحضر الآن..و يفزع كرومة و يضطرب, و يحتار.. ماذا يريد منه الشيخ؟ كان بجانبه صديقه الشاعر عمر البنا يستمع للحديث, فيقول له مشجعا: سأذهب معك, و نهضا.. و التلاميذ أمامهما.. كرومة ينتابه قلق شديد, و قد قر في نفسه أن الشيخ لا بد قد سمعه يغنى, و أنه سيؤنبه على مسلكه و يزجره.. ويقول هذا لصاحبه الذي لم يكن بأقل منه قلقا و حيرة.. و يبلغان الحجرة التي فيها الشيخ و بعض مريديه, و ينحني كرومة مسلما و مقبلا يد الشيخ في بشاشة و لطف, و تهدأ نفسه بعض الشئ, و يشير إليهما الشيخ أن يجلسا, و يجلسان على البرش, و يؤتى لهما بشراب من العسل الممزوج بالماء.. و يرشفانه ببطء و يزداد اطمئنان كرومة.. و ينظر الشيخ إلى كرومة و يقول له: لقد سمعتك الآن تنشد كلمات طيبة عن ((الليل)).. فهل أسمعتني إياها؟


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 04-09-2012, 10:07 PM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: يغنى المغنى و كل على هواه


أنا : علي الشريف احمد




كان هذا آخر ما فكر فيه كرومة, و لكنه نهض منتشيا بهذا الطلب, و نهض معه عمر البنا ليقوم له بمهمة(الشيال) أو (الكورس).. و بدأ كرومة يغنى مقطع القصيدة في شئ من الاضطراب:
يا ليل أبقالي شاهد
على نار شوقي و جنوني
الشيخ ينظر بعيدا ساهما. الليل.. كم له فيه من تسبيح و تهليل, و كم شهد له بما يلقى من تعلق و شوق للذات الإلهية, ألم يقل في إحدى قصائده عن هذا الليل:
يمر بها في آخر الليل شادن نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من الملأ الأعلى يفوح له عطر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

على صاحب التهليل عند نزول من نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تعالى مكانا لا يحيط به فكر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هنيئا له بالله طابت حياته نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لياليه عز ثم أيامه زهر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هنيئا له قد فاز فوزا مؤبدا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و في ملكوت الله كان له ذكر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تلاشى لديه الهم و الغم و العنا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و حان لديه القصد و انجبر الكسر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و يردد كرومة المقطع الأول, و قد طابت نفسه فما أحلى و أعذب أن يغنى للشيخ قريب الله.. و يرتفع صوت كرومة بكل ما يحمل من نبرات ساحرة, و بحة آسرة:

يا ليل.. صار ليك معاهد
طرفي اللي منامو زاهد
ياليل..
دنا لي سهرك.. و أشاهد
فوق لي نجمك ظنوني..
يا ليل..
و يهتز الشيخ و يرتفع صوته في صيحة من تملكته نشوة الليل.. ليل الصوفي العابد..صاح.. الله و يسمع كل من في الحجرة صيحة الشيخ..((الله)) و قد انكفأ على سجادة الصلاة مغشيا عليه, و يصمت كرومة ذاهلا.. و لا يزيد على هذا المقطع, و صمت كل من في الحجرة, و هم يرون الشيخ منكفئا مغشيا عليه..و يا لأمثال الشيخ من الليل و ذكر الليل.. و يسرع تلاميذ الشيخ الذين جاءوا بكرومة و صاحبه و قد وقفا وسط الحجرة كتماثيل جامدين لما أصابهما من دهشة, و يصطحبانهما إلى خارج الدار ليكملا ليلتهما في دار العرس, و ليتركا الشيخ حتى يفيق مما غشيه من هذا الكلام الذي يدرك وحده عمق معانيه.. و ليكمل ليله في عبادته و تهجده و ذكره.. و ما أبعد الشقة بين ليل كرومة و ليل الشيخ قريب الله.. و كذلك ما أبعد الشقة بين من أراد أن يراه الشيخ دفع الله الصائم و من أراد أن يراه الفنان الكاشف.

كان شيخ المادحين حاج الماحي مغنيا فلما التقى بالشيخ إبراهيم الرشيد أخذ عنه الطريق و أصبح مادحا, لكن جمهوره القديم نفر منه و كان قد تعود على الأداء وسط الحشود التي تتزاحم عليه.. و لما أبلغ الشيخ إبراهيم الرشيد بذلك قال له: أحضر جرائد النخل و اغرس أكبر كمية منها في الرمال في شكل دائرة و تخيلها جمهورك فامدح لهم, و فعل ذلك و شاء الله أن يكون حاج الماحي من أعظم مادحي الرسول صلى الله عليه وسلم.

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2012, 10:31 PM   #3
عثمان عوض الكريم

الصورة الرمزية عثمان عوض الكريم



عثمان عوض الكريم is on a distinguished road

افتراضي رد: يغنى المغنى و كل على هواه


أنا : عثمان عوض الكريم




الأخ الشريف - علي الشريف لك التحية والتجلة على رائعتك ليل الشيخ قريب الله وليل كرومة ( لهما الرحمة والمغفرة) وإن شاء الله ربنا يكرمك بليلة من ليالي الشيخ - آمين -
قبل أن أقرأ هذا السرد الجميل كاملاً توقعتُ أن يكون الأمر إشارةً خفية إلى مايدور ويطفو على السطح من أخبار جديدة ؟ ومازلتُ بين الشك واليقين أنك سُقتَ هذا المشهَد التاريخي
لتربطه بالحاضر الراهِن - حيثُ يكثر المغنيين على إختلآف لياليهم ؟

شكراً على الإثراء والترويح على الأعضاء والزوار بحلو الحديث ومفيده ~~~~~ واصِل ياشريف .......


عثمان أبونورة الإنقريابي

عثمان عوض الكريم غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 04-10-2012, 02:50 AM   #4
الهاشمي

الصورة الرمزية الهاشمي



الهاشمي is on a distinguished road

افتراضي رد: يغنى المغنى و كل على هواه


أنا : الهاشمي




ما أجمل هذا السرد اخي الشريف علي و ما أروع العبر المستفادة من هذا الموضوع و لقد ذكرتني بموقف مشابه مر بي قبل عدة ايام حيث كنت مع أحد أبناء الطريقة النشطين العاشقين لحضرة الحبيب المصطفي - أحب ان لا اذكر اسمه لعله لا يرضي - و كنا في السيارة و كانت في الاذاعة أغنية للفنان السعودي عبد المجيد عبد الله كلماتها علي ما أذكر كالآتي

الله ما اكبر غلاك .. ينبض بحبك فؤادي ما أجملك يا ملاك .. ما أجملك يا ودادي انت بشر غير عادي .. فيك الجمال العجيب رهيب و الله رهيب .. جمعت حلو المحاسن .. وش و القمر و الغزال حبك في ها القلب ساكن وصفه تعدي الخيال .. القمر عندك رمادي .. و انت البعيد القريب رهيب و الله رهيب .. الي أن وصل الي مقطع زرفت فيه دموع هذا الختمي العاشق حتي وصلت رقبته و صاح باكيا و هو يصلي علي الحبيب،،. ، تشتاق لي في غيابي ، شوق الندي للزهور .. و اشتاق لك يا حياتي.. في غيبتك و الحضور .. انت مناي و مرادي .. فيك الرجا و النصيب.. رهيب و الله رهيب .. تامر علي ما تريده.. أمرك و انا له مطيع .. انت الحياة السعيدة .. يا ورد فصل الربيع .. جرحي بقربك يطيب .. رهيب و الله رهيب ، فتأمل معي اخي الشريف مدي تشابه هذه القصة المعاصرة مع تلك التي حدثت منذ زمن بعيد فهذا يهيم بالمصطفي الحبيب الهادي الطبيب و ذاك يهيم بمعشوقة أو حبيبة لو كتب له الظفر بزواجها حتما ستفر منه يوم القيامة يوم يفر المرء من أخيه و صاحبته و بنيه لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه ، و علي نقيض تماما هذا الختمي العاشق يحب نبيه الذي عندما تقوم الساعة و يقول البشر أجمعين نفسي نفسي يردد الحبيب المصطفي أمتي أمتي يريد بذلك مذنبيها و محجوبيها فكيف بمن أفني حياته في حب رسول الله و احياء سنته و طلب رؤيته .

كما أسلفتَ كل يغني علي ليلاه ، اللهم صلي علي من قال اشتقت لاخواني و ارتضي اللهم لنا أن نتشرف بأخويته فقد آمنا به قبل أن نراه و احببناه و صدقناه و عزمنا السير علي خطاه فاجعلنا يا من نحبه و نخشاه أهلا لكسب وده و رضاه سألناك مولانا بعظيم الجاه فهب لنا ما طلبناه يا خالقنا و رازقنا و طِِِبُنَا محياه

الهاشمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 3 المشاهدات 8864  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه