القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

مشكلات الشباب - الازدواج والتناقض

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-2011, 03:40 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 مشكلات الشباب -


أنا : علي الشريف احمد





1(الازدواج والتناقض(
إن مشكلة الازدواج والتناقض هي منشأ الصراع النفسي عند الشباب، فإن هذه الظاهرة لم توجد فجأة في إحساساتهم، إنما هي انعكاس لأمور خطيرة تعاني منها الناشئة في مجتمعاتنا وهي:
الازدواج في القدوة والتعليم، والازدواج في التربية، والازدواج في طرح الأفكار والقيم، بل الازدواج حتى في تكوين شخصية الشاب، ونسيجه الفكري...
- ففي المدرسة تتناقض آراء المعلمين وتتنافر في الفكر والمنهج والسلوك.. فتغدو عملية التربية والتعليم في حياة التلميذ عبارة عن صراع بين الهدم والبناء..
وكذا في الشارع والمكتبة وأمام التلفزيون تطوف به مظاهر أخرى من هذا التناقض؛ فهو يطوف بهذه الأماكن كلها سامعاً عن الأخلاق والفضيلة وضرورة التقيد بها، وعن الدين وحقائقه وضرورة قيام المجتمع على دعائمه، والاستعانة بمنهاجه وعلاجه لكل مشكلة..
ولكنه يسمع أيضاً عن الحرية والحياة العصرية وضرورة التجمل بها، وعن خطورة الكبت والقيد، وضرورة تحرير الفكر من أسر الإيمان بالغيبيات، والاستعانة بالكفر المادّي لحل كلّ مشكلة..
إنه يلمس هذا التناقض الخطير في الشارع، ويقرؤه في المجلات والكتب، ويسمع في المحاضرات، ويعانيه بين زملائه..
وكذا في البيت تتجمّع آثار ذلك من حوله في مظاهر أشد خطورة، إذ قلما تخلو أسرة من أعضاء متناقضين يجنح كل منهم إلى واحد من هذه الأفكار المتناقضة.. وإن لم تكن أفكارهم متناقضة كانت أساليبهم في تربية أولادهم هي المتناقضة؛ فأحد الوالدين مثلاً يوجه أولاده إلى الأحكام الإسلامية للمسير في الطريق والجلسات العائلية.. والثاني منهما – أو قد يكون هو نفسه – لا يهتم في مسيره بغض البصر، وفي مجالسه بعدم الاختلاط..
- فكيف سيكون حال هذا الشاب الذي يرى تناقض التوجيه مع التطبيق.. بل كيف سيكون حاله عندما يتلقى في المدرسة نظاماً سلوكياً يُحمل عليه، ويؤمر في الانسجام معه حتى إذا خرج منها إلى المجتمع أخذ يتلقى نظاماً آخر يُحبَّب هو الآخر إليه، ويُقدَّم له على أنه الأفضل، وينظر حوله فيجد على كل نافذة من نوافذ المجتمع نظاماً مختلفاً للحياة والسلوك يُفرَض عليه ويُؤمر باتخاذه وتطبيقه.. ويقبل بكلٍّ من نفسه وعقله على استعراض هذه النظم المتنافرة والمتضاربة فتقوم بين جوانحه حرب فكرية نفسية هو جاء، لا تدعه حتى يصبح ضجةً لمزق حضارةٍ متنافرة.
- ومن هذه الزاوية الخطيرة جداً يلعب الاستعمار في البلاد التي يطمع فيها؛ حيث يمسكون بمستشارية التربية والتعليم، ويجعلون مناهج التعليم مزيجاً من أفكار واتجاهات متنافرة، فيها الشكل الديني المحدود، وفيها الإغراء بالحضارة الغربية، والسلوك الأوربي، وفيها الطقوس الإسلامية الهيكلية، ولا شك أن أول ثمرة شهية كان الاستعمار البريطاني ينتظرها من هذه السياسة هو الصراع الفكري الذي يتعب بال المسلمين، ولا يوصلهم لنتيجة..


علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 09-10-2011 الساعة 03:50 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 03:41 PM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: مشكلات الشباب -


أنا : علي الشريف احمد





الازدواج والتناقض2
وهكذا يشقى شباب الأمة الإسلامية بمزق الحضارة المختلطة حتى تذهب هذا الداء في أكثر الأحيان بسعادة الأسرة ووحدتها: الأخوة في البيت مختلفون متدابرون في المنهج والرأي، وأبوهم يسلك من دونهم جمعياً في سبل أخرى من سبل الحياة، والأم تظل تقنع بناتها بمعايير سلوكية غير التي تمّ تلقيها من إحدى نوافذ هذا المجتمع الكثيرة المتضاربة، ونظم الدولة وقوانينها الشكلية تنزع بهم إلى قيود وأخلاقية غير التي يقتضيها التحلل الاجتماعي القائم..
ومن هنا ينعكس الخلاف الفكري في المجتمع الواحد، ويظل أفراده وشبابه متشاكسين يسلكون طرائق قدراً في الرأي والمنهج والعقيدة؛ وحتى عندما ينتشر بينهم شعور ديني عام، يمكن أن يعدّ قاسماً مشتركاً يجمع شتات أفكارهم..؛ فإنهم لا يتلقون السلوك الفطري الإسلامي السليم إلا على أنه (تقاليد) وعادات قديمة خلفها الآباء والأجداد، وشتان بين أن يختار الإنسان سلوكاً معيناً على أنه مبدأ ونظام يكمن فيه سعادته وبين أن يُلزم به إلزاماً ويجبر به على أنه تقاليد؛ وحينما يغدو الإسلام مجرد تقاليد، فإنه حينئذ لا يخيف أحداً من المستعمر به ولا المبشرين حيث يفقد قيمته كقوة مسيطرة على الحياة الاجتماعية ويصبح شكلاً وصيغة لا غير.. ويصبح الشاب حقلاً لتجارب المجتمع الذي تتصارع فيه المذاهب...
والنتيجة: هي أن تنمو بين جوانح هذا الشاب نفس متمردة على كل شيء: لا تدين بولاء، ولا تنقاد لحب، ولا ترتدع بخشية؛ نفس مضطربة لا تؤمن إلا بذاتها، ولا تغذي سوى أنانيتها، لأنها لم تجد من سلطان العقل ما يفرض عليها أي سلوك آخر، ولم تجد من عطاء المجتمع ما يربطها بأيِّ تعلق أفضل..
- وليس أمام الشاب في هذه الحال إلى أن يلتجئ إلى أحد قوارب النجاة التي من شأنها أن تعصمه إلى حدٍّ ما..
وأهم هذه القوارب وأقدرها على الوقاية والحفظ هو البيت؛ وذلك في حال أن الأبوين قد تلاقيا في ظلٍّ من الخلق والدين والوعي الثقافي السليم، فتتهيأ لهما من ذلك خلية ذا تأثير سحري على الشاب في توجيهه وضبط سلوكه ونوازعه، مما يجعل الشاب غير آبه بالمجتمع الخارجي فضلاً عن أن يتأثر به؛ لأنه يجد في البيت غذاء عقله وروحه ووجدانه وطمأنينة نفسه، فهو يثق بالبيت ووحيه ثقة كاملة تفرض عليه انقياداً سعيداً له وتأسياً فطرياً به..
إذ عندما يبلغ الطفل مرحلة الشباب والنضوج الفكري تكبر معه الأسس والقيم التربوية التي يتلقاها في طفولته.. إلا أنه عندما يدرج من عشه الصغير ذاك ليصارع رياح المجتمع العاتية يصبح بحاجة إلى مجتمعات صغيرة من نوع آخر يلوذ بها عند الشدائد..
وهذا القسم من المجتمعات الصغيرة يتمثل في صور مختلفة كثيرة، فربما تمثَّلَ في جماعة أو نخبة من الأصدقاء لهم من الأخلاق الفاضلة والسلوك المستقيم ما يسدون به سائر حاجات هذا الشاب ومختلف تطلعاته النفسية والاجتماعية..
وربما تمثَّل في مرشدٍ ناصح يحف به إخوان أو تلامذة صادقون، فهو يعيش من دنياه الواسعة كلها بين أكفاف شيخه والأنس بإخوانه وزملائه..؛ فإن تحقق للشاب مثل هذه المجتمعات الصغيرة بدلاً أن يقع فريسة للقيم المتناقضة التي يحتضنها المجتمع الكبير من حوله، ويغدو سلبياً معقداً قد كفر بكل شيء؛ تحملُهُ بيئته الصغيرة التي يتفيأ ظلالها على أن يكون إيجابياً يكفر بالكذب والنفاق ليؤمن في مقابل ذلك بالاستقامة والصدق.. مما يبث في نفسه روح الأنس ويحول دون شعوره بجفاء العزلة المفروضة عليه.. ويبعده عن عواصفه واضطراباته إن شاء الله...

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 09-10-2011 الساعة 03:51 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 1 المشاهدات 5351  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه