10-04-2012, 02:37 AM
|
#1
|
|
متفائل باتفاق أديس أبابا مع ضرورة الحذر 2- 2-
الرئيس عمر البشير لم يتجاوز الحقيقة لدى قوله إن كثيراً من شياطين الجن والإنس استغلوا الخلافات والأزمات والقضايا المعلقة واخذوا يقومون بالتحريض هنا وهنالك بغرض إشعال الحرب, ولكن صوت العقل تغلب على ما عداه وجاء التفاوض والتشاور حتى تيسر الوصول لاتفاقية شملت كل القضايا (ولا عودة للوراء وسنرمي إلى الأمام وبعد هذا اليوم لا سلاح ولا معارضة بل إخاء ومصالح وتواصل وتجارة مع الجنوب). لماذا جاء هذا الاهتمام الكاسح بمفاوضات أديس أبابا هذه المرة؟
والواقع أن الرأي العام في الداخل أحس بشكل قوي بالأهمية القصوى للملفات والقضايا
العالقة مع الجنوب وأدرك بصورة حاسمة أن الأمور لا يمكن أن تستقيم أو تسير نحو أجواء أفضل بدون التوصل إلى تفاهمات مع جوبا بعد أن تحول إلى دولة منفصلة تماماًَ عن السودان، وأن اشتعال النيران أو الحروب على حدود تمتد على جبهة بامتداد أكثر من ألفي كيلو متر أمر صعب لأنه يعني صعوبات ومشاكل جمة يدفع ثمنها المواطنون كافة في الشمال والجنوب. ولذلك ظل الرأي العام السوداني متابعاً ومراقباً ومهتماً تماماً بكل ما يجري من تطورات في مفاوضات أديس أبابا خاصة بعد قرار الرئيس عمر البشير بلقاء الفريق سلفاكير رئيس دولة الجنوب في أديس أبابا، وأحسن أعضاء الوفد السوداني صنعاً بتقديم إفادات واضحة ومباشرة لا لبس فيها ولا غموض في أي من الملفات والقضايا العالقة وقدموا المعلومات والحقائق ومواضع الخلاف والاتفاق في لغة واضحة كانت موضع القبول والارتياح وأصبح الرأي العام طرفاً مباشراً في المفاوضات لأنه اطمأن وأدرك بدوره أن المفاوضين يعرفون جيداً عظم المهام والمسؤوليات والأولويات لتحقيق مطلوبات الاستقرار والسلام بين الدولتين الجارتين وأنهم لن يفرطوا في تنازلات تخصم من الوطن وأهله. وعندما وقعت الاتفاقية وعاد المفاوضون للخرطوم صباح الجمعة 28/9 جاء الترحاب صادقاً وعفوياً ومباشراً واستمعوا إلى شرح واف من الرئيس عمر البشير ومن وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين وتركيزه على ملف الترتيبات الأمنية من حيث وقف الدعم للحركات المسلحة وفك الارتباط مع المنطقتين والانسحاب الفوري وإفادته الواضحة بأن ملف الترتيبات الأمنية كان شاملاً وغطى كافة المحاور وأن آليات العمل ستنفذ فوراً ومن المهم الإشارة والإشادة بالأستاذ إدريس محمد عبد القادر رئيس الوفد المفاوض مع وفد دولة الجنوب الذي طرح كافة القضايا والملفات بوضوح وبترتيب دقيق ومباشر مما يعكس الحرص على جعل المواطن طرفاً وشريكاً مباشراً باعتبار أن هذه القضايا تهم استقراره وسلامته سواء على الحدود أو داخل الوطن، وقد أظهر الأستاذ إدريس حنكة ودراية في الطرح والشرح وقد فعل ذلك في مجلس الوزراء والذي نقلت وقائعه مباشرة وهو أمر إيجابي. وبعده تنقل هذه الملفات والنتائج إلى البرلمان للتداول والمناقشة قبل إجازتها في صورتها النهائية ما تم التوصل إليه في أديس أبابا مهم وخطير لأنه محاولة جادة لسد الثغرات كافة في علاقات السودان بالجنوب وبداية لمرحلة علاقات ثنائية تستند على مبادئ حسن الجوار والمصالح والأمن والاستقرار ولذلك ومن باب الحس الوطني والقومي والحرص في المشاركة أن يتسع التشاور مع القوى الوطنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأن تودع هذه الاتفاقيات إلى الجامعات في السودان لتقييم ودراسة هذه الاتفاقيات بعلمية وموضوعية وإبداء الملاحظة والإضافة وبالتالي تحقق مشاركة واسعة لمرحلة جديدة من الاستقرار والسلام المستند على الجدية والثقة.
إننا جميعاً نحتاج إلى التكاتف والتعاضد والتفاهم والتفاؤل لتحقيق الأفضل وفي نفس الوقت نضع جانباً من الحذر نصب الأعين.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|