الزمان والمكان مقترنان بكوكب الأرض، الزمان ينظمه دورة الشمس ودورة الأرض، دورة الأرض حول الشمس، ودورة الشمس التي يجريها الله في مجرتها (درب التبانة) ويُنظم الليالي دورة القمر، فهي مرتبطة بهذه الكائنات.
لكن الملكوت الأعلى ليس فيه ليل ولا نهار ولا يوم ولا أسبوع ولا شهر ولا سنة ولا زمان لأنه خارج نطاق الزمان الذي خلقه الله لنا في هذه الأكوان، وإنما الإسراء والمعراج معجزة إلهية، والمعجزة لا تُقاس بالمقاييس البشرية، فالمعجزة هي أمر خارق للعادة، وأمر خارق لكل المقاييس التي نقيس بها الأمور.

والله أخبرنا بذلك حتى لا نشك في ذلك فقال سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الإسراء1
وكلمة (سبحان) يعني تنزيه، أي نزِّه الذي قام بالإسراء وهو رب الوجود عز وجل، وما دام الإسراء قام به الله فإن الله لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
لو كان الإسراء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهذا لا يكون لأنه لا يفعل إلا بإذن الله – فربما تتخلف عنه الحقائق، لكن الإسراء كان من الله وبإذن الله، والله لا يُعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، ولذلك ينبغي علينا أن نُصدِّق به.

وأجمع علماء المسلمين على أن من أنكر رحلة الإسراء فهو كافر حلال الدم، لأنها جاءت في الآيات القرآنية التي نعلمها جميعاً: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء1
فمن أنكر الإسراء فهو كافر لأنه أمر من أمور العقيدة ومذكور في كتاب الله.