![]() |
تداعيات الأحداث بعد تعرض نافع للضرب فى لندن...
محمد علي كلاي لندن
أقامت سفارة السودان بلندن أمس الأربعاء السادس من شهر يوليو ليلة سياسية داخل مبانيها تحدث فيها كل من د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ود. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية. وقد اتخذت السفارة اجراءات أمنية مشددة للسيطرة على الندوة فمنعت دخول الكاميرات والتسجيل والموبايلات كما قامت بالاستعانة بحارس أمن سوداني استقدم معه جزائريين مفتولي العضلات من بلطجية لندن. وقد اتيحت مداخلة لأحد الحضور فتحدث عن جرائم النظام والفساد المالي والإداري والإجتماعي بالاضافة إلى الفصل التعسفي وذكرللمتحدثين أن المفصولين لم يحصلوا على مستحقاتهم التي أقرتها الدولة حتى الآن مما يعني أن قرارات الحكومة شيكات بلا أرصدة. كذلك واجه الحضور نافع علي نافع بالجرائم التي ارتكبها في حق أبناء الشعب السوداني من قتل وتعذيب وذكروا له قتله للدكتور علي فضل وتعذيبه لأستاذه فاروق وغيرهما وغير ذلك من التهم في الجرائم التي ارتكبها عندما كان نافع مديراً للأمن. وقد رد نافع على ذلك بما عُرف به من جلافة وكبرياء زائف قائلاً بأنهم أخذوا الحكم بالقوة ومن يستطيع أن" يشيلهم " فليتقدم، فما كان من الشابين ع. ع. وق. إلا أن هجما عليه وقذفاه بأحد الكراسي وبحقيبة مما نتج عنه إصابة الدكتور نافع علي نافع بجرح في رأسه ظل ينزف ولولا تدخل الحارس البلطجي الجزائري العملاق لفتك الحضور بنافع ومن معه، وبعد وصول الاسعاف لعلاج نافع ذكرت الممرضة البريطانية أن على نافع أن يذهب معهم للمستشفى ليتم علاجه هناك لعمق الجرح الذي أصابه. وقد حضرت الشرطة البريطانية وقامت باعتقال الشابين ولكنها سرعان ما أطلقت سراحهما بعد توسط بعض الحكماء من الحاضرين. لقد استقبل السودانيون في لندن نافع استقبالا دموياً كان يمكن أن يكون أسوأ من ذلك لولا عناية الله. وقد جرت محاولات حثيثة قبل قيام ندوة السفارة لتنظيم مسيرة للتنديد بمذابح جبال النوبة إلا أن شرطة لندن طلبت أسبوعاً للموفقة على منح التصريح مما أخر إجراء مسيرة التنديد فجاءت المظاهرة من داخل سفارة النظام. تقرير : محمد علي كلاي لندن mohamedali1945@gooolemail.com نقلا عن الراكوبة |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
بسم الله الرحمن الرحيم
سفارة جمهورية السودان -لندن دعوة عامة الأعزاء أبناء وبنات الجالية السودانية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقيم السفارة السودانية بلندن لقاء مفتوحا لأبناء وبنات الجالية السودانية يخاطبه السيد/ مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع والسيد/ مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفي عثمان إسماعيل ، واللذان يزوران لندن هذه الأيام. وذلك مساء يوم الأربعاء الموافق 6 يوليو2011 الساعة الثامنة والنصف مساءاً بمبانى البعثة على العنوان: 3, Cleveland Row, St. James’s SWIA 1DD London حضوركم يشرفنا ويثري النقاش سفارة جمهورية السودان- لندن
|
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
)) لقد تم مساء اليوم اعتقال الاخوة قاسم الطيب ودكتور اسماعيل بواسطة الشرطة البريطانية بعد ان ضربا المدعو نافع علي نافع داخل السفارة السودانية بلندن وستواصل القوي السياسية بمتابعة الامر مع السلطات البريطانية (( أماني العجب/ الفيسبووك |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
اقتباس:
|
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
العنف اسلوب مرفوض ولكن ماذا نقول فنافع يحصد زرعه . |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
اطول 100 دقيقة فى حياة نافع على نافع هى الفترة التى كانت من بعد قذفه واصابته بمسند الكرسى حتى نهاية الندوة من خلال قطرات دمه المتساقط على المنصة والتى رسمت اشكال والوان عديدة ... من خلالها جرى شريط سينمائى مأساوى طويل كان نافع هو الوحيد الذى يراه ويتابعه .. تلك المتابعة كانت تفقده الحضور الذهنى مع اسئلة المتداخلين فيجيب احيانا بالشرق عن سؤال فى الغرب .. وكلما حاول نافع الهروب من مشاهدة ذلك الشريط السينمائىوالعودة للحاضرين ..تتصاعد وتيرة احداث العرض . يبدأ الشريط بمجموعة من الضباط والمدنيين ذوى اللحى وهم فى اجتماع يخططون فى شئ ما .. واستطاع ان يميز عمر البشير فى وسطهم....والترابى يظهر ويختفى ... دبابات تتحرك من ثكناتها ..تحيط بالاذاعة والتلفزيون تستولى على السلطة بالقوة وتحيط بمبنى الجمعية التاسيسية وتجهض اتفاقية السلام السودانية وعلى وقع اصوات اطلاق النار والانفجارات تعلن بدء 21 عاما من الحروب والقتال بين السودانيين والسودانيين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا...... يرى نافع نفسه ومجموعة من ذوى اللحى وهم يكبرون ويتلقون التهانى .. موسيقي عسكرية صاخبة لبرنامج ساحات الفداء.....واصوات انفجارات هائلة و فتية يتساقطون قتلى فى الاحراش والغابات وتتناثر اشلائهم ..واشلاء من يقاتلونهم وتتعالى اصوات الانفجارات والتكبييييير.... فجاة ينتقل المشهد الى بيوت الاشباح وتظهر مجموعة من الزبانية وهم يقومون بتعذيب وقتل وسحل وتمزيق اجساد المعارضين والمعترضين على حكم شرع الله وتتعالى صرخاتهم واناتهم ويظهر نافع وبجواره قوش وهما يقهقهان بصوت عالى يتصاعد تدريجيا حتى يصل الى مستوى هائل يغطى على صوت الانفجارات والقنابل وهنا يمد نافع يدية ويغطى اذنيه .وهنا يقف احد الحضور ملقيا بسؤال يعيد نافع الى الندوة وهو شارد الذهن .... يحاول عبثا ان يظهر تماسكه وعدم اكثراثه بقطرات الدم المتساقطة ويمسحها بيده فى حركة لاشعورية وتظهر بعض الاثار على كم البدلة ..ويدقق فى تلك البقعة ويخيل اليه انه يرى قوش وعلى عثمان يشيران اليها وهما يبتسمان ....... يحس بالالم يتزايد مكان( الفلقة) ويختبر شعورا غير مالوف لديه يحاول عبثا التجلد ويتذكر فى تلك اللحظة مكتبه الوثير وسيارته الفارهة ومنزله الجميل والالاف من الهتيفة وحارقى البخور ويتمنى لوكان وسطهم... ينتبه ويرفض طلب انهاء الندوة من السفير ..ويتمنى من كل قلبه ان ينهيها السفير دون ان يشاوره... تعود الموسيقى العسكرية وتتنقل المعارك الى دارفور وتتعالى اصوات القصف بالطائرات والانفجارات تتعالى والقنابل تتساقط ...وتتعالى الحرائق ويتساقط القتلى وتتناثر الاشلاء والدمار يتزايد ... فجاءة تظهر عدة سيارات تاتشر لمسلحين ملثمين فى شوارع امدرمان ...تطلق النار من مدافعها ويعلو الرعب ويختلط الحابل بالنابل...وتتزايد اعداد الضحايا.. يهدا المشهد بعد ذلك تدريجيا وتظهر خريطة السودان فى شكل محمد احمد وهو مقطوع الرجلين من تحت الركبة والدماء تسيل من مكان القطع ويحاول محمد احمد السير بهذة احالة ولكن يتعثر ويكاد يسقط ارضا .يمد يده الىنافع الذى يظهر فى الصورة ولكنه بدلا من مد اليد اليه يمسك بمايكرفون ضخم ويطلق سيلا من الشتائم المتفردة ضد اناس لا يظهرون فى المشهد..... يعلن السفير نهاية الندوة ..ويعود نافع الى غرفته ...ويخلو الى نفسه ...ويعيد قراءة الحدث ..وبين الهروب الى الامام ..والرجوع للحق ...يبيت ليلته ... |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
د. عبدالوهاب الأفندي تطلق الحادثة الصغيرة التي تمثلت في اعتداء أحد المعارضين مساء الأربعاء على الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية أثناء مشاركته في لقاء سياسي داخل السفارة السودانية في لندن أكثر من جرس إنذار خطير حول مستقبل السودان السياسي، خاصة وأنه وقع والبلاد يفصلها يوم أو بعض يوم عن انفصال جزء عزيز من الوطن يأساً من تحقيق المواطنة المتساوية في ظل نظام قمعي. ويتعلق الجرس الأول بالمستوى المتدني للخطاب السياسي في أوساط النخبة السودانية. فعندما لا تجد المعارضة الديمقراطية في قلب عاصمة الحرية لندن وسيلة للتعبير عن نفسها سوى استخدام العنف، مهما كانت الاستفزازات، فإن هذا يعبر عن أزمة خطيرة. ولعل الأخطر من حادثة العنف هو الاحتفاء الكبير بها في أوساط المعارضة باعتبارها فتحاً مبيناً ونصراً مؤزراً، في حين أنها تعتبر فشلاً وسقوطاً. الانتصار كان يمكن أن يكون بإفحام الدكتور نافع وزميله مستشار الرئيس الدكتورمصطفى عثمان إسماعيل، وإظهار تهافت الخطاب السياسي للمؤتمر الوطني. أما الهبوط إلى مستوى التشابك بالأيدي والضرب فهو سقوط لا يبشر بخير لمستقبل السودان، خاصة في ظل الخطاب المعارض الذي علق على الحادثة بسعادة غامرة وتشف ووعد بالمزيد من العنف والسحل إذا سقط النظام الحالي. أي أن ما سيعقب الدكتاتورية بحسب هؤلاء لن يكون سلاماً اجتماعياً، بل انحدارا إلى دوامة العنف السياسي والطائفي والعرقي على نحو ما شهدته يوغسلافيا وليبيريا وسيراليون وغيرها من دول انحدرت إلى درك عميق من البربرية. وليس هذا تعليقاً عاماً حول العنف السياسي والمقاومة المسلحة وشرعيتها، لأن المقاومة المسلحة للظلم حق مشروع للمظلوم. والمعارضة السودانية لم تكن بعيدة عن اللجوء إلى العنف، بل إن بعض طوائفها كانت، باعترافها البادئة بالعنف. فالحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي أدخلت العنف إلى السياسية السودانية في عام 1983، وقبل ذلك كانت عناصر سياسية من كافة ألوان الطيف السياسي قد اتخذت العنف والانقلابات العسكرية وسيلة سياسية، سواء في عام 1969، أو عام 1971، أوعام 1975 أو عام 1976. وقد تفجر العنف في دارفور كذلك في صورته الحالية بقرار سياسي من بعض قطاعات المعارضة عام 2003. ولا نريد هنا أن نصدر الأحكام على المسؤول عن تفجر العنف، ولكن لا بد من تقرير حقائق أساسية، وهي أن تفجر العنف في أي شكل هو تعبير عن الفشل والانهيار السياسي، وهو حالة مرضية يجب أن تعالج حتى يتعافى الجسم السياسي. والعلاج يأتي بالحوار وإزالة المظالم وأسباب الخلاف والتوصل إلى صيغة توافقية. وهذا يعني الفصل بين ساحة الصراع والمسلح وساحات التفاوض والحوار السياسي، التي لا بد أن تكون خالية من العنف. وهذا أمر بدهي، فالمفاوضات بين الفرقاء المسلحين لا يمكن أن تتحول هي نفسها إلى ميادين عنف. ولا بد من أن نلاحظ هنا أن الساحة السودانية تميزت حتى الآن على الأقل، مع استثناءات نادرة، ليس فقط بغياب العنف عن الساحات المدنية والبعد عن جرائم الاغتيالات والصراع العرقي المباشر، بل بسلوك متحضر لا مثيل له في غالبية مجتمعات العالم. ولكن هذا الوضع المتميز يتعرض حالياً لتهديدات خطيرة، النظام مسؤول عنها جزئياً بسبب استغلاله لسماحة السودانيين وتعديه على كثير من الحرمات والأعراف. ولاشك أن النيل من هذا التراث الفريد المتحضرعبر إدخال العنف إلى الفضاء المدني، بغض النظر عن المسؤولية، يمثل قفزة مجهولة نحو البربرية والعنف غير المضبوط، وبالتالي يؤجل الانتقال المنشود نحو الديمقراطية. ولعل ما يؤخر الانتفاضة الديمقراطية في السودان هو كمية العنف المختزنة في التركيبة السياسية، والمعبر عنها من جهة بالقمع الرسمي والمواجهات المسلحة، ومن جهة أخرى بمستويات عالية من العنف اللفظي وضعف القدرة على احتمال الآخر وروايات الإقصاء المتبادل في الخطاب السياسي. هذه التعليقات العامة حول أضرار حدة استقطاب الخطاب السياسي وانتقال العنف إلى قلب الساحة المدنية لا ينفي أن هناك إشكالية أخرى عميقة عبر عنها الخطاب الذي تبناه د. نافع علي نافع في الاجتماع المذكور. فبحسب الروايات المتواترة فإن د. نافع كرر في الاجتماع أنه ونظامه انتزعوا السلطة بالقوة، وأن من يريد أن يجازف بانتزاعها منهم بالقوة فليجرب، ويواجه العواقب. وقد دافع عن إعدام الانقلابيين، قائلاً إن المعارضين لو نجحوا في انتزاع السلطة فمن حقهم كذلك إعدامه هو ورفاقه. وهذه مقولات خطيرة، لأنها أولاً تقول بصراحة للشعب السوداني: إننا نحكمكم بالحديد والنار، وأنتم تفتقدون الشجاعة لمواجهتنا، وسنستمر في استعبادكم. وهذا منطق تتحاشاه حتى القوى الاستعمارية، ويمثل استفزازاً للشعب السوداني، الذي يكون مستحقاً بالفعل للاستعباد لو لم يرد على مثل هذا الخطاب المتعجرف الرد المناسب. والمعروف أن د. نافع كان مهندس الحملة الانتخابية التي حققت للمؤتمر الوطني نصراً كاسحاً في انتخابات أبريل 2010، وقد كان بإمكانه أن يقول للمعارضين إن حكومته جاءت إلى السلطة بتفويض شعبي كاسح، وأن من يريد أن يتحداهم عليه أن يستعد لمنازلتهم في الانتخابات العامة القادمة. وإذا كان الدكتور، الذي يحتل كذلك منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية، قد اختار بدلاً عن ذلك أن يذكر مخاطبيه بأنهم قد انتزعوا السلطة بالقوة وأنهم يحتفظون بها عبر القهر، فإن هذا أول اعتراف صريح من مهندس انتخابات 2010 بأن تلك الانتخابات لا قيمة لها حتى كأداة دعائية يواجه بها الخصوم، وأنها لم تكن تعكس إرادة الشعب السوداني، الذي لايزال بحسب نائب رئيس الحزب، يحكم بالقهر فقط لا غير. يطرح سؤالاً محيراً آخر، إذا كانت هذه رؤية السيد مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب، فلماذا إذن دعا سيادته إلى لقاء مع المواطنين السودانيين المقيمين في بريطانيا للحوار معهم؟ وما هي فائدة الحوار إذا كان الرجل لا يفهم سوى منطق العنف ولا يتعامل مع غيره؟ أي أوهام وغرور زين للرجل فكرة أنه يمتلك القدرة على الخطاب والإقناع أصلاً حتى يتطوع للمثول أمام مستجوبين من أهل الإعلام والسياسة والفكر إذا كان لا يملك حجة أو منطقاً يدافع به عن تصرفاته وتصرفات حكومته سوى أن يقول أن من يملك القوة يستطيع أن يفعل ما يشاء؟ ولماذا إذن الهياج حين تمارس أمريكا نفوذها وقوتها لتفرض على البلاد ما تراه؟ أليست أمريكا هي الأقوى، وبالتالي بحسب هذا المنطق الأجدر بأن تفعل ما يحلو لها حتى يتحول السودان تحت إدارة نافع إلى قوة عظمى تفرض بدروها إرادتها على العالم؟ ليس أقل خطورة هنا اعتراف نافع بأنهم 'اشتروا' قطاعات واسعة من المعارضة، وهو شهادة على النفس بالفساد والإفساد ينبغي على الجهات القانونية إن وجدت- الشروع فوراً في إجراء تحقيقات في هذه المزاعم. فمن نافلة القول أن د. نافع لم يشتر المعارضين كما زعم بأموال ورثها عن أسلافه الكرام، وإنما باستغلال أموال الشعب. والمطلوب منه الآن وكل الجهات المسؤولة أن تقدم كشف حساب عن الأموال التي استخدمت في الفساد والإفساد السياسي: ما هو مصدرها، ومن الذي صرفها، ومن الذي أذن بذلك، ومن الذي استلم، وكيف، ومتى وبأي شروط؟ ولا بد من التحقيق بشفافية في كل هذه الأعمال وتقديم كل المسؤولين إلى القضاء، بمن في ذلك من عرف وسكت وبارك، خاصة وأننا سمعنا مثل هذه الدعاوى أكثر من مرة، حيث صرح بها قبل ذلك وزير الخارجية في لقاء عام في واشنطن. ما لا نفهمه هو لماذا يصر المؤتمر الوطني على أن يكون الرجل الأول في الحزب شخصاً حظه من القدرات السياسية يقترب من الصفر، بل لا يتمتع بذاكرة تجعله يجتر الأساطير التي ابتدعها بالأمس، مثل أن حزبه كسب السلطة في 'انتخابات حرة مراقبة دولياً' كما يردد بقية المتحدثين باسم النظام؟ نحن نعرف أن نافع يحتل موقعه الحالي لأنه كسب صراع الخناجر الداخلي في إطار العصبة الحاكمة، وهو صراع لم يستخدم فيه المنطق أو الحجة، وإنما القوة العارية. وحين يقول إننا انتزعنا السلطة بالقوة، فإنه لايعني انقلاب عام 1989، لأن ضمير المتكلم هنا يشير إلى العصابة الجديدة التي انتزعت السلطة من علي عثمان وصلاح قوش ومجموعتهما، وهؤلاء كانوا انتزعوها بدورهم من شيخهم الترابي الذي دبر انقلاب 1989. وليس هناك ما يضمن ألا يستمر هذا المسلسل. وإذا لم يقم النظام الحالي بإقالة نافع من موقعه القيادي الحالي كواجهة للنظام والحزب، فإن هذه تكون دعوة مفتوحة من الشعب لإعلان ثورته على هذا الحزب ونظامه، وإن كانت إقالة نافع وحدها لن تكفي. فهذه العقلية التي تجسد الغباء السياسي متجذرة في النظام ككل. فقد سمعنا كذلك من قبل أساطير حول 'شراء' كوادر الحركة الشعبية، وتقديم الرشى للقيادات كحل لنزاع الجنوب وترجيح خيار الوحدة تحت هيمنة المؤتمر الوطني. وكلنا يعرف اليوم إلى أين انتهى ذلك المسار الغارق في الوهم. إن المسؤولية الأساسية في تطهير الفضاء السياسي من العنف المتبادل تقع أولاً وأخيراً على الحكومة، التي ينبغي لها أن تقدم في قيادتها العقلاء وخطاب العقل، بدلاً من أن تجعل في واجهتها قوم لا يكادون يفقهون حديثاً. لقد آن الأوان ليفهم من بقي له عقل أن الأوهام التي ظل يروج لها نافع وشيعته من أهل الحل الأمني بأن السودانيين شعب يقاد بالعنف والقهر، أو بالرشوة والإفساد، ليست فقط سقوطاً أخلاقياً وعدم فهم لحقيقة الأوضاع، بل هي كذلك منزلق خطير، وآفة قد تحقق لنافع ما تمناه من قتل وسحل بأسرع مما يتوقع بكثير. ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن القدس http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-24856.htm |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
السودان: «دَقَّة» ب «دَقّة» والبادئ أظلم..لماذا يختلف «إسلام» البشير وهارون عن الإسلام الذي ندين به ؟ http://www.alrakoba.net/newsm/24852.jpg معاوية يس كم من الرجال يستطيعون كظم الغيظ والسكوت على الاستفزاز، وخدش الكرامة؟ والحريُّ بالسؤال: مَنْ مِنْ الرجال يستطيع أن يضبط أعصابه إذا كان المساس به موجَّهاً مباشرة إلى رجولته وكينونته وشجاعته؟ هذان السؤالان وجَّههما إلى أي سوداني ولن تختلف الإجابة قط: موت موت... حياة حياة... حتى القانون الجنائي السوداني يضع اعتباراً خاصاً لعامل الاستفزاز حين يدفع إلى ارتكاب جريمة قتل أو أذى جسيم، فيخفف العقوبة، لأن المشرِّع يرى أن الاستفزاز «الخطير والمفاجئ» يمكن أن يُفقد «الإنسان العادي» عقله، فلا يعي ما هو مقدمٌ عليه. تصوروا – أيها القراء الكرام – أن السودانيين (38 – 40 مليوناً) ظلوا يتعرَّضون لمثل هذا الاستفزاز على مدى 20 عاماً. يأتي رئيس الانقلاب العسكري الحاكم ليقول لشعبه، موجِّهاً خطابه إلى معارضيه، إننا استولينا على الحكم بالبندقية ولن ينتزعه منا إلا من هو «أرْجَل» منّا. ويأتي عراب النظام وعقله المدبر السابق حسن الترابي ليقول للعالم من منبر دولي مهم في لندن إن السودانيين يتسمون بالحساسية الزائدة، فإذا اعتقلته وأبقيته في مكان مُضاء ليلاً فهو يعتبر ذلك انتهاكاً لحقه الإنساني! ويأتي أحد صبيان محفل الإسلام السياسي وهو حاج ماجد سوار الذي يتولى رسمياً منصب مسؤول التعبئة والحشد في حزب المؤتمر الحاكم ليهدد الأسبوع الماضي بأن «أي واحد من الحركة الشعبية قطاع الشمال يرفع راسو حنقطعو ليهو»! وأتى مراراً الرجل الثالث في الحزب الحاكم الدكتور نافع علي نافع ليطلق تهديدات أشد استفزازاً وسخفاً مما يعف القلم عن تسطيره. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن يبرز بين السودانيين من هو على استعداد لأخذ القانون بيده – كما يقول علماء القانون الإنكليز. وحدث ذلك في كندا العام 1992 حين تصدّى مواطن سوداني من إحدى الأسر الأمدرمانية العريقة للترابي أثناء قيامه بزيارة لأميركا الشمالية فأوسعه ضرباً حتى كاد يفتك به. لكن النظام السوداني المتمسِّح بلبوس الدين لم يرعوِِ ولم يعِ المخاطر. إذ وقعت حادثة مماثلة الأسبوع الماضي في لندن، حيث تصدى رجل سوداني لاستفزاز الدكتور نافع وضربه على رؤوس الأشهاد، فشجَّ رأسه داخل مقر سفارة السودان التي اضطرت لاستدعاء الإسعاف لنقله إلى المستشفى. ومهما قيل في شأن هاتين الحادثتين من أنهما قد تكونان معزولتين، إلا أن هذه النزعة لانتزاع الحق بالقوة، وإخراس الاستفزاز بالعنف، غدت تترسَّخ أكثر فأكثر لدى ملايين السودانيين الذين لا يريدون من الحكم شيئاً سوى أن يكون راشداً، وعادلاً، ومنصفاً لجميع أبناء الوطن. بيد أن النظام المهووس بأمنه لن يسمع صوت العقل، ولن يعيد النظر في «عنتريته»، ولن يصمت عن استفزاز «رَجَالَة» السودانيين. وليس من شك في أن هذا العناد انتحارٌ سياسي ووجودي، لأن الغالبية العظمى من السودانيين لا يقبلون «الحَقَارَة»، والرزوح تحت وطأة الشعور بالغلب والسلب والقهر، إذ إن تريثهم في النظر إلى الأمور، زيَّن للنظام أفعاله، وهيأ له ذلك أن يتوسَّع فيها. وليس بعيداً أن ينفد صبر السودانيين تحت وطأة اليأس والشعور بالاستفزاز من المحفل الخماسي الحاكم الذي بدأ يكشِّر أنيابه لتخليد حكمه على شعب السودان الشمالي، بعدما قسَّم البلاد إلى دولتين. ما يحدث في شمال السودان ليس سوى «خلطة» بارود جاهزة للانفجار، ولن يكون بمستطاع نظام الإسلاميين السيطرة على ما سينتج عنها. إذ رأينا كيف فقد العقيد معمر القذافي شرق ليبيا على رغم ضخامة ترسانة الأسلحة التي يملكها. ولن تنفع هؤلاء شجاعتهم الزائفة، وتمسُّحهم بالانتماء إلى العروبة والإسلام، لأن القناعة غدت متزايدة في نفوس السودانيين بالقول المأثور «لا يفل الحديد إلا الحديد». ولا ينفك المرء يعرب عن أسفه مراراً وتكراراً أن يكون مصير بلاد الشمال السوداني ذلك العنف والدم والتقتيل والاحتقان والأضغان من جراء سياسات هذه المجموعة. السودانيون – ولله الحمد – معروفون برصانتهم وميلهم للسلم والتفاهم وكظم الغيظ، لكنهم حين يتراكم الاستفزاز الذي يطعنهم في أعز ما يملكون، وهو رجولتهم، فإنهم لا يهابون. يخطط هؤلاء للاستئثار بما بقي من السودان القديم، بشراً وأرضاً وموارد وسلطة وثروة، في ظل دستور يسمونه إسلامياً يطلق يدهم. وهي معركة ينبغي أن يخوضها الشعب السوداني وحده ليثبت للعالم أنه محبٌّ للحرية، وأنه معادٍ للعنصرية واستعباد الأحرار، وأنه جزء لا يتجزأ من الأسرة الدولية ومواثيقها لصيانة حياة الإنسان وحقوقه. المجتمع الدولي مطالب بتحقيق دولي صارم وعاجل في ما يدور في جنوب كردفان (الجنوب الجديد لشمال السودان) . وهي أعمال عنف زادها سعيراً ووقوداً حاكم جنوب كردفان أحمد هارون بإعلانه من على منبر مسجد عاصمة ولايته أن الأمر سيتواصل من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله. هل أمر الله الحكام بقتل رعاياهم؟ لماذا يختلف «إسلام» البشير وهارون وأضرابهما عن الإسلام الذي ندين به ونتعبد به ونراه في بلدان المسلمين والعرب التي لنا صلات وثيقة بها؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. * كاتب وصحافي من أسرة «الحياة». moawia@alhayat.com |
رد: انباء عن تعرض نافع للضرب فى لندن ...
شكرا لكم مراقبنا العام الموقر استاذنا ود محجوب على رفد البوست بهذه المقالات المعبرة ... |
الساعة الآن 02:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا