06-01-2013, 11:45 AM
|
#27
|
|
رد: الاسراء والمعراج
وعن شريك بن عبدالله انه قال: سمعت ابن مالك يقول: ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مسجد الكعبة، أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى اليه وهو نائم في المسجد الحرام. فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم. فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة. فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى، فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم. فلم يكلموه، حتى احتملوه، فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل، فشق ما بين نحره الى لبته، حتى فرغ من صدره وجوفه، فغسله من ماء زمزم بيده، حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطست من ذهب، فيه نور من ذهب، محشوا إيمانا وحكمة، فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه، ثم عرج به الى السماء الدنيا.
فضرب بابا من أبوابها، فناداه اهل السماء: من هذا؟ فقال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قال: وقد بعث؟ قال: نعم. قالوا: فمرحبا به وأهلا، فيستبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم. فوجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبريل هذا أبوك، فسلم عليه، فسلم عليه، ورد عليه آدم وقال: مرحبا وأهلا بابني، نعم الابن أنت. فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان. فقال: ما هذان النهران يا جبريل؟ قال: هذان النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وذبرجد، فضرب يده، فإذا هو مسك أذفر. قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ثم عرج الى السماء الثانية، فقالت الملائكة له مثل ما قالت الأولى. من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالوا: وقد بعث اليه؟ قال: نعم. قالوا: مرحبا به وأهلا.
ثم عرج بي الى السماء الثالثة، وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية، ثم عرج به الى الرابعة، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به الى السماء السادسة، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به الى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك. كل سماء فيها أنبياء قد سماهم، فوعيت منهم: إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة بفضل كلامه لله. فقال موسى: رب لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.
ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة فتدلى، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله فيما أوحى: خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة. ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى، فقال: يا محمد، ماذا عهد اليك ربك؟ قال: عهد اليّ خمسين صلاة كل يوم وليلة. قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع ، فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى جبريل، وكأنه يستشيره في ذلك، فأشار اليه جبريل: أن نعم إن شئت فعلا به الى الجبار، فقال وهو مكانه: يا رب: خفف عنا، فإن أمتي لا تستطيع هذا، فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع الى موسى، فاحتسبه، فلم يزل يردده موسى الى ربه حتى صارت الى خمس صلوات.
ثم احتبسه موسى عند الخمس، فقال: يا محمد، والله لقد راودت بني إسرائل قومي على أدنى من هذا فضعفوا، فتركوه، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبانا وأبصار وأسماعا، فارجع فليخفف عنك ربك. كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى جبريل ليشير عليه، ولا يكره ذلك جبريل. فرفعه عند الخامسة، فقال: يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم، فخفف عنا. فقال الجبار: يا محمد. قال: لبيك وسعديك. قال: إنه لا يبدل القول لدي. كما فرضت عليك في أم الكتاب. قال: فكل حسنة عشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب، وهي خمس عليك. فرجع الى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: خفف عنا، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها. قال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع الى ربك فليخفف عنك أيضا. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا موسى، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت اليه. قال: فاهبط بسم الله. قال: واستيقظ وهو في المسجد الحرام.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|