عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2013, 08:06 PM   #24
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب بستان العارفين للامام النووى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏[‏من كرامات أبي مسلم رضي الله عنه‏]
-ومن نفائس كراماته ما رواه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في كتاب الزهد له، أن أبا مسلم الخولاني رضي الله عنه مرَّ بدجلة وهي ترمي الخشب من برها، فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال‏:‏ هل تعتقدون من متاعكم شيئًا فندعوا الله عز وجل‏؟‏‏.‏
-ورواه من طريق آخر، وفيه أنه وقف على دجلة، ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ذكر آلاءه ونعمائه، وذكر سير بني إسرائيل في البحر، ثم نهر دابته فانطلقت تخوض له الدجلة، وأتبعه الناس، حتى قطعها الناس رضي الله عنه‏.‏
-وبإسناد الإمام أحمد رحمه الله أيضًا‏:‏ أن أبا مسلم كان بأرض الروم، فبعث الوالي سرية، ووقت لهم وقتًا، فأبطأوا عن الوقت، فاهتم أبو مسلم بإبطائهم، فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه ‏[‏في أمرهم‏]‏ إذ وقع غراب على شجرة مقابلة فقال‏:‏ يا أبا مسلم‏!‏ اهتممت بأمر السرية‏؟‏ فقال‏:‏ أجل؛ فقال‏:‏ لا تهتم فإنهم قد غنموا وسلموا ‏[‏وسيردون عليكم يوم كذا في‏]‏ وقت كذا وكذا‏.‏ فقال له أبو مسلم‏:‏ من أنت يرحمك الله‏؟‏ فقال‏:‏ أنا مفرح قلوب المؤمنين‏.‏
-فجاء القوم في الوقت الذي ذكر على ما ذكر‏.‏
-وبإسناد أحمد رضي الله عنه‏:‏ أن أبا مسلم كان جالسًا مع أصحابه في أرض الروم يحدثهم، فقالوا‏:‏ يا أبا مسلم‏!‏ قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى فرزقنا‏!‏ فقال‏:‏ اللهم قد سمعت قولهم، وأنت على ما سألوا قادر‏.‏ فما كان إلا أن سمعوا صياح أهل العسكر، فإذا بظبي قد أقبل حتى مرَّ بأصحاب أبي مسلم فوثبوا إليه فأخذوه‏.‏
-وبإسناد أحمد رضي الله عنه أن الناس قحطوا على عهد معاوية رضي الله عنه، فخرج يستسقي بهم، فلما وصلوا إلى المصلى قال معاوية لأبي مسلم‏:‏
-قد ترى ما حلَّ بالناس‏!‏ فادع الله تعالى‏.‏ فقال‏:‏ أفعل على تقصيري‏؟‏‏!‏ فقام وعليه برنس، فكشف البرنس عن رأسه ثم رفع يديه ثم قال‏:‏
-اللهم إنَّا منك ‏[‏نستمطر‏]‏، وقد جئت إليك بذنوبي، فلا تخيبني، فما انصرفوا حتى سقوا، فقال أبو مسلم‏:‏ اللهم إن معاوية أقامني مقام سمعة، فإن كان لي عندك خير فاقبضني إليك‏.‏ وكان ذلك يوم الخميس، فمات أبو مسلم يوم الخميس المقبل، رضي الله تعالى عنه‏.‏
-وبإسناد الحافظ أبي طاهر السلفي، عن شرحبيل بن مسلم أن الأسود بن قيس العنسي الكذاب، لما ادعى النبوة باليمن بعث إلى أبي مسلم الخولاني‏!‏ فلما جاءه قال‏:‏ أتشهد أني رسول الله‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ما أسمع قال‏:‏ أتشهد أن محمدًا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فردد ذلك عليه، فأمر بنار عظيمة فأججت‏!‏ فألقى فيها أبا مسلم فلم تضره‏.‏
-فقيل‏:‏ انفه عنك وإلا أفسد عليك من تبعك‏؟‏ فأمره بالرحيل‏.‏
-فأتى أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، فقام يصلي إلى سارية، فبصر به عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال‏:‏ من الرجل‏؟‏
-فقال‏:‏ من أهل اليمن، قال‏:‏ فلعلك الذي حرقه الكذاب بالنار‏؟‏ قال‏:‏ ذلك عبد الله بن ثوب‏.‏ قال‏:‏ نشدتك الله أنت هو‏؟‏ قال‏:‏ اللهم نعم، فاعتنقه ثم بكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهم فقال‏:‏
-الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم ‏[‏عليه الصلاة والسلام‏]‏ خليل الرحمن‏.‏
-قلت‏:‏ هذا من جل الكرامات، وأنفس الأحوال الباهرات‏.‏
وقوله‏:‏ لا أسمع‏!‏ يحتمل وجهين‏:‏ أحدهما معناه‏:‏ لا أقبل، والثاني‏:‏ أنه على ظاهرة وأن الله تعالى سد مسامعه عن هذا الباطل الشديد الفحش‏.‏
وقد اقتصر بعض الأئمة على الاحتمال الأول، والاحتمال الثاني عندي أظهر‏.‏‏

باب في كرامات الأولياء ومواهبهم‏.‏
فصل في منثور حكايات في المواهب والكرامات‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏[‏عبد الواحد بن زياد‏]
-وقال أحمد بن أبي الحواري في كتاب الزهد له‏:‏ حدثني أبو سليمان قال‏:‏ كان عبد الواحد بن زياد رضي الله عنه، أصابه الفالج فسأل الله عز وجل أن يطلقه في أوقات الوضوء، فكان إذا كان وقت الوضوء قام من سريره حتى يذهب فيتوضأ، فإذا عاد إلى سريره عاد إليه الفالج ‏[‏والله أعلم‏]‏‏.‏‏

باب في كرامات الأولياء ومواهبهم‏.‏
فصل في منثور حكايات في المواهب والكرامات‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏[‏سهل بن عبد الله‏]
-‏[‏وروينا بإسنادنا السابق للقشيري رحمه الله قال‏:‏ سمعت أبا حاتم السجستاني يقول‏:‏ سمعت أبا نصر السراج يقول‏:‏ دخلنا ستر فرأينا في قصر سهل بن عبد الله رحمه الله بيتًا كان الناس يسمونه بيت السباع، فسألنا الناس عن ذلك فقالوا‏:‏ كانت السباع تجيء إلى سهل فكان يدخلها هذا البيت ويضيفها ويطعمها اللحم ثم يخليها‏!‏ قال أبو نصر‏:‏ ورأيت أهل تستر كلهم متفقين على هذا وهم الجمع الكثير‏]‏‏

باب في كرامات الأولياء ومواهبهم‏.‏
فصل في منثور حكايات في المواهب والكرامات‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏[‏أبو الخير التيناتي‏]
-وروينا في ‏[‏رسالة‏]‏ الإمام أبي القاسم القشيري بإسنادنا إليه قال‏:‏ سمعت محمد بن أحمد التميمي يقول‏:‏ سمعت عبد الله بن علي الصوفي يقول‏:‏ سمعت حمزة بن عبد الله العلوي يقول‏:‏
-دخلت على أبي الخير التيناتي رحمه الله وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعامًا، فلما خرجت من عنده ومشيت قدرًا، وإذا به أتى خلفي وقد حمل طبقًا عليه طعام وقال‏:‏ يا فتى‏!‏ كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك‏.‏ قال‏:‏ وأبو الخير هذا مشهور بالكرامات‏.‏
-حكي عن إبراهيم الرقي قال‏:‏ قصدته مسلمًا عليه، فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستويًا‏!‏ فقلت في نفسي‏:‏ ضاعت سفرتي‏!‏ فلما سلمت خرجت للطهارة فقصدني السبع فعدت إليه وقلت‏:‏ إن الأسد قصدني، فخرج وصاح على الأسد وقال‏:‏ ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني‏!‏ فتنحى وتطهرت، قلما رجعت قال‏:‏ اشتغلتم بتقويم الظواهر فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد‏.‏
-قلت‏:‏ قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أن صلاة أبي الخير هذا كانت فاسدة لقوله‏:‏ لم يقرأ الفاتحة مستويًا‏!‏‏.‏
-وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك، وجسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن‏.‏
-فليحذر العاقل من التعرض لشي من ذلك؛ بل حقه إذا لم يفهم حكمتهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها، وكل شيء رأيته من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف ليس بمخالف مخالفًا؛ بل يجب تأويل أفعال أولياء الله تعالى، وجواب هذا من ثلاثة أوجه‏:‏
الأول‏:‏ لا يفسد الصلاة بالاتفاق‏.‏‏
الثاني‏:‏ أنه مغلوب على ذلك بخلل في لسانه فتصح صلاته بالاتفاق‏.‏‏
الثالث‏:‏ أنه لو لم يكن له عذر، فقراءة الفاتحة ليست بمتعينة عند أبي حنيفة وطائفة من العلماء، ولا يلزم هذا الولي أن يتقيد بمذهب من أوجبها؛ ورأيته بخط الشيخ رضي الله تعالى عنه‏.‏ ‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب ‏(‏في حكايات مستظرفة‏)‏‏.‏
قد جمعت كرامات لبعض الرجال وقد جعلت لكل واحد منهم مطلبًا‏.‏
-اعلم أن هذا الباب وإن لم يكن من أبواب الزهد فهو مما تستريح النفس به إذا ملت‏.‏ وكأن الزاهد قد يحتاج إلى أحاديث غيره مما لا يؤثر في الزهد ولا يفهم كثيرًا، فربما يتحدثوا في أمور الناس وانجر بهم الكلام، إلى الحديث في حرام من غيبة ونحوها‏.‏
-فإذا اشتغلوا بهذا انبعثت نفوسهم لسماعه واشتغلوا به من غيره من القبيح، ومع هذا فلا تخلو هذه الحكايات التي أذكرها إن شاء الله تعالى من فوائد ينتفع بها طالب الآخرة، وبالله التوفيق‏.‏‏

باب ‏(‏في حكايات مستظرفة‏)‏‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏[‏سليمان بن حرب والمأمون‏]
-روينا عن أبي حاتم الرازي الإمام أحد أركان الحديث قال‏:‏ حضرت مجلس سليمان بن حرب رحمه الله ببغداد، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل‏.‏
-وكان مجلسه عند قصر المأمون، فبني له منبر وصعد سليمان وكان المأمون فوق قصره، وقد فتح باب القصر، وقد أرسل سترًا وهو خلفه يكتب ما يملي سليمان‏!‏‏.‏
-فسئل عن أول شيء حدثت حوشب بن عقيل فلعله قد قال‏:‏
-حدثنا حوشب بن عقيل، أكثر من عشر مرات وهم يقولون‏:‏ لا نسمع حتى قالوا‏:‏ ليس الرأي إلا أن يحضر المستملي، فذهب جماعة فأحضروه فلما حضر قال‏:‏ من ذكرت‏؟‏ فإذا صوته خلاف الرعد‏.‏ فسكتوا وقعد المستملون كلهم واستملى المأمون، قال أبو حاتم‏:‏ لا يسأل عن حديث إلا حدَّث من سمعه‏.‏‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس