">
باب في نفائس مأثورة.
[ما قاله الفضيل]
-أخبرنا شيخنا الحافظ أبو البقاء رحمه الله أخبرنا أبو محمد أخبرنا القاضي أبو بكر أخبرنا الخطيب أبو بكر أخبرنا أبو سعيد يعني محمد بن موسى بن الفضل بن إبراهيم قال: سمعت الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - يقول: تسأله الجنة وتأتي ما يكره! ما رأيت أحدًا أقل نظرًا منك لنفسك.
-أخبرنا أبو البقاء حدثنا أبو محمد حدثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن السراج قال: سمعت أبا نصر عبد الله بن علي السراج قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد السائح قال: سمعت القاسم بن محمد - صاحب سهل - يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول:
-"ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى! ولا طريق أقرب إليه من الافتقار".
-وروينا بأسانيد صحيحة عن أبي يحيى البكراوي قال: ما رأيت أعبد لله من شعبة حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم!.
"> باب في نفائس مأثورة.
[ما ذكره الإمام الشافعي]
-وبلغنا عن الشافعي رحمه الله قال: خير الدنيا والآخرة في خمس خصال:
(1) غنى النفس.
(2) وكف الأذى.
(3) وكسب الحلال.
(4) ولباس التقوى.
(5) والثقة بالله عز وجل على كل حال.
-وعن الشافعي - رضي الله تعالى عنه - قال: من غلبت عليه شدة الشهوة لحب الدنيا، لزمته العبودية لأهلها، ومن رضي بالقنوع زال عنه الخضوع.
[من مواعظ الإمام الشافعي]
وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه:
-"من أحب أن يفتح الله قلبه ويرزقه العلم، فعليه بالخلوة، وقلة الأكل، وترك مخالة السفهاء، وبعض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب".
-وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه: أنفع الذخائر: التقوى، وأضرها: العدوان.
-وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه ورحمه: أفضل الأعمال ثلاثة:
(1) ذكر الله تعالى.
(2) ومواساة الإخوان.
(3) وإنصاف الناس من نفسك.
-يعني هذه الثلاثة من أفضل الأعمال.
-وقال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يعرف الرياء إلا مخلص، يعني لا يتمكن في معرفة حقيقته والإطلاع على غوامض خفياته ودقائقه، إلا من أراد الإخلاص.
-فإنه يجتهد أزمانًا متطاولة في البحث والفكر والتنقيب عنه؛ حتى يعرفه بعضه، ولا يحصل كل هذا لأحد؛ وإنما يحصل [هذا] للخواص.
-وأما من يزعم من آحاد الناس، أنه يعرف الرياء، فهو جهل منه بحقيقته.
-وسأذكر في هذا الكتاب بابًا - إن شاء الله تعالى - ترى فيه من العجائب ما تقرُّ به عيناك، إن شاء الله تعالى.
باب في نفائس مأثورة.