عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2013, 07:58 PM   #15
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب بستان العارفين للامام النووى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في نفائس مأثورة‏.‏
‏[‏كتاب عمر رضي الله تعالى عنه‏]‏
-ومن أحسن ما يتأدب به في ترك الاعتناء بحس اللباس والمأكل والمشرب ونحوها، وما روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، بإسنادنا إلى أبي عوانة الإسفرايني قال‏:‏ حدثنا أبو حبيب المصيصي حدثنا حجاج قال‏:‏ سمعت شعبة يحدث عن قتادة قال‏:‏ سمعت أبا عثمان النهدي رحمه الله تعالى عنه ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد‏:‏
أما بعد؛ فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وارموا بالخفاف، وألقوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وإياكم والتنعم وزي العجم، وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب؛ وتمعددوا، واخشوشنوا، واخلولقوا، واقطعوا الركب، وارموا لأغراض، وانزوا نزوًا‏.‏
-قوله‏:‏ ‏"‏اخلولقوا‏"‏ لم أقف على ضبطه، ولعلها بالخاء المعجمة من قول العرب‏:‏ اخلولق السحاب إذا استوى، واخلولق الرسم إذا استوى بالأرض‏.‏
-أما ضبط ألفاظه‏:‏ ‏"‏فالمصيصي‏"‏ بكسر الميم، والصاد المشددة ويقال بفتح الميم، وتخفيف الصاد؛ الأول‏:‏ أشهر وأرجح؛ نسبة إلى المصيصة البلدة المعروفة بناحية طرطوس بلاد الأرمن‏.‏
-و‏"‏أبو عثمان النهدي‏"‏ بفتح النون، وإسكان الهاء، منسوب إلى جد له من أجداده‏.‏ والأول اسمه‏:‏ ‏"‏نهد بن زيد بن ليث‏"‏، واسم أبي عثمان‏:‏ عبد الرحمن بن ملَّ‏"‏ بفتح الميم وضمها وكسرها، واللام مشددة فيها‏.‏
ويقال‏:‏ ملء بكسر الميم، وإسكان اللام، وبعدها همزة، وهو من كبار التابعين المخضرمين، واحدهم‏:‏ مخضرم بفتح الراء،
وهو من أدرك الجاهلية والإسلام وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره صلى الله عليه وسلم‏.‏
-وقد بينت هذا القدر من حاله في الإرشاد في علوم الحديث، الذي اختصرته من كتاب الشيخ أبي عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى‏.‏
-وكان أبو عثمان رحمه الله، عظيم القدر، كبير الشأن، قال‏:‏ بلغت نحوًا من ثلاثين ومائة سنة، وما من شيء إلا وقد أنكرته إلا أملي، فإني أجده كما هو‏.‏
-ولما قتل الحسين رضي الله عنه، تحول من الكوفة إلى البصرة وقال‏:‏ لا أسكن في بلد قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏‏.‏
-مات سنة خمس وتسعين من الهجرة‏.‏ وقيل‏:‏ سنة مائة‏.‏ رحمه الله تعالى‏.‏
-وقوله‏:‏ بأذربيجان، هو إقليم معروف‏.‏ وفي ضبطه وجهان مشهوران‏:‏
‏(‏1‏)‏ أحدهما‏:‏ بإسكان الذال المعجمة من غير مد، وفتح الراء، وبعدها باء موحدة مكسورة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، ثم جيم‏.‏‏
‏(‏2‏)‏ الثاني‏:‏ بمده في أوله وفتح الذال وإسكان الراء‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏وزي العجم‏"‏ هو بكسر الزاي‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏وتمعددوا‏"‏ أي تخلقوا بعادة أبيكم معد بن عدنان في خشونة العيش‏.‏
واختلف النحويون في ميم معد‏:‏ هل هي أصلية، أم زائدة‏؟‏ فقال سيبويه‏:‏ أصلية‏.‏ وغيره يقول‏:‏ زائدة‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏ارموا الأغراض‏"‏ أي ارموا بالقسي‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏وانزوا‏"‏ معناه‏:‏ إذا ركبتم الخيل فبتوا من الأرض ولا ترتفعوا على حدر ونحوه‏.‏ ولا تركبوا بالركب المعتادة للعجم في سروجهم‏.‏‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في نفائس مأثورة‏.‏
‏[‏قصة جابر وشهاب رضي الله عنهما‏]‏
أخبرنا الشيخ الفقيه المسند، أبو محمد عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري، قال‏:‏ أخبرنا الحافظ عبد القادر الرهاوي، قال‏:‏ حدثنا القاضي أبو سليمان داود بن محمد بن الحسين الخالدي، قال‏:‏ أخبرنا عمر بن محمد بن أحمد الدمشقي، ‏[‏قال‏]‏ أخبرنا الحسن بن عبد الملك، أخبرنا الحسين بن محمد بن نعيم، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن مرزوق‏.‏ حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عيسى بن حميد الراسي أبو همام، حدثنا ‏[‏أبو‏]‏ حفص بن النضر بن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، أتى رجلًا يسأله عن ستر المؤمن فقال‏:‏ لست أنا ذاك؛ ولكن ذاك رجل يقال له‏:‏ شهاب‏.‏
فسار جابر فأتى - عاملها يعني عامل البلدة الوالي - رجلًا يقال له‏:‏ مسلمة فأتى الباب فقال للبواب‏:‏ قل للأمير ينزل إليَّ‏!‏‏.‏
فدخل البواب وهو مبتسم؛ فقال له الأمير‏:‏ ما شأنك‏؟‏ قال‏:‏ رجل بالباب على بعير قال‏:‏ قل للأمير ينزل إليَّ‏!‏‏.‏
فقال‏:‏ ألا سألته من هو‏؟‏‏!‏ فرجع إليه فسأله فقال‏:‏ أنا جابر بن عبد الله الأنصاري، فرجع إلى الأمير وأخبره، فوثب عن مجلسه فأشرف عليه وقال‏:‏ اصعد‏!‏ فقال جابر‏:‏ ما أريد أن أصعد؛ ولكن حدثني أين منزل ‏"‏شهاب‏"‏‏؟‏ فقال‏:‏ اصعد فأرسل إليه فيقضي حاجتك‏.‏
فقال‏:‏ لا أريد أن يأتيه رسولك، فإن رسول الأمير إذا أتى رجلًا راعه ذاك، وأنا أكره أن يروع رجل من المسلمين بسبب‏!‏ فنزل الأمير يمشي معه حتى أتى شهابًا؛ فأشرف عليهم شهاب فقال‏:‏
إما أن تصعدوا وإما أن أنزل إليكم‏؟‏ قال جابر‏:‏ ما أريد أن تنزل إلينا، وما نريد أن نصعد إليك‏!‏ ولكن حدثنا بحديث سمعته من رسول الله‏(‏عن ستر المؤمن‏؟‏ قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من ستر على أخيه المؤمن فكأنما أحياه‏"‏‏.‏
-ومما أنشدوا في إكرام من له نسبة إلى المحبوب قول بعضهم‏:‏
ألا حيِّي الديارَ بُسعْدَ إِني *** أُحِبُّ لحب فاطمةَ الديارا
‏(‏سعد‏)‏ بضم السين المهملة، وإسكان العين‏:‏ اسم موضع بنخل‏.‏
قال أبو بكر الهمداني في كتاب الاشتقاق‏:‏ أصله سعد بضم العين مخفف باسكانها، وهو جمع سعيد، كرغيف ورغف‏.‏
-وإنما لم يرصفه الشاعر وإن كان مذكورًا؛ لأنه جعله اسمًا لأرض بعينها، ويشبه هذا قول الآخر‏:‏
أُحِبُّ الأيامَى إذ بثينةٌ أيِّمُ- وأحببتُ لمَّا أنْ غنيتِ الغوانيَ
الأيامى‏:‏ النسوة التي لا أزواج لهن‏.‏
والغواني‏:‏ المزوجات وقوله‏:‏ عني هو بكسر التاء أي تزوجت‏.‏
وهذا الضرب من بديع الكلام أن يرجع من الغيبة إلى المخاطبة، فقال‏:‏ ‏(‏بثينة‏)‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏غنيت‏)‏ وله نظائر كثيرة في القرآن العزيز منها قوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ‏}‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ إلى قوله ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ‏}‏‏.‏
وقد جاء عكسه، وهو الرجوع من الخطاب إلى الغيبة‏.‏
فمن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم‏}‏‏.‏ ‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس