عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2013, 07:50 PM   #4
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب بستان العارفين للامام النووى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية‏.‏
باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ‏}‏‏.‏
معناه‏:‏ الملَّة المستقيمة‏.‏ وقيل‏:‏ الأمة المستقيمة‏.‏ وقيل‏:‏ القائمة بالحق، والله أعلم‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللَّهِ‏}‏‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ‏}‏‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ‏}‏‏.‏
قال ابن عباس رضي الله عنهما؛ معناه‏:‏ ولكن يناله النيات منكم‏.‏ وقال إبراهيم‏:‏ ‏"‏التقوى‏"‏ ما يُراد به وجههُ‏.‏
وقال الإمام أبو الحسن الواحدي‏:‏ قال الزجاج؛ المعنى‏:‏ لن يتقبلَ الله الدماء واللحوم، إذا كانت من غير تقوى الله تعالى، وإنما يتقبل منكم ما ستتقونه به؛ قال‏:‏ وهذا دليلٌ على أن شيئًا من العبادات لا يصح إلا بالنية، وهو‏:‏ أن ينويَ به التقرب إلى الله تعالى وأداء ما أمر به‏.‏ ‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة‏باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية‏.‏
‏[‏إنما الأعمال بالنيات‏]‏
أخبرنا شيخنا الإمام الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعيد بن الحسن بن المفرج بن بكار المقدسي النابلسي الدمشقي الشافعي رضي الله عنه، قال‏:‏ أخبرنا أبو اليمن الكِنْدي، أخبرنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد سليمان الواسطي، حدثنا أبو نعيم عبد بن هشام الحلبي، حدثنا ابن المبارك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه‏)‏‏.‏
هذا حديث متفق على صحته، مجمع على عظم موقعه وجلالته، وهو أحد قواعد الإيمان، وأول دعائمه، وأشد الأركان؛ وهو ‏"‏حديث‏"‏ فرد ‏"‏غريب‏"‏ باعتبارٍ، مشهور باعتبار آخر، ومداره على يحيى بن سعيد الأنصاري‏.‏ قال الحافظ‏:‏ لا يصح هذا الحديث عن النبي إلا من جهة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا عن عمر، إلا من جهة علقمة، ولا من علقمة إلا من جهة إبراهيم بن محمد التيمي، ولا عن محمد إلا من جهة يحيى بن سعيد، وعن يحيى انتشرت روايته عن أكثر من مائتي إنسان، أكثرهم أئمة، ورواه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ‏"‏البخاري‏"‏ -رحمه الله تعالى- في ‏"‏صحيحه‏"‏ في سبعة مواضع‏:‏
فرواه في أول كتابه، ثم في الإيمان، ثم في النكاح، ثم في العَتق، ثم في الهجرة، ثم في ترك الحِيَل، ثم في النذر‏.‏
ثم إن هذا الحديث روي في الصحيح بألفاظ‏:‏
‏"‏إنما الأعمال بالنيات‏"‏، ‏"‏إنما الأعمال بالنية‏"‏، ‏"‏العمل بالنية‏"‏‏.‏
وأما الذي وقع في أول كتاب الشهاب‏:‏ ‏"‏الأعمال بالنيات‏"‏ بجمع الأعمال والنيات، وحذف ‏"‏إنما‏"‏ فقال الحافظ أبو موسى الأصبهاني‏:‏ لا يصح إسناد هذا‏.‏
وأما معنى ‏"‏النية‏"‏ فهو القصد وهو عزم القلب‏.‏
وإنما‏:‏ لفظة موضوعة للحصر، تثبت المذكور، وتنفي ما عداه‏.‏ فمعنى الحديث‏:‏ لا تصح الأعمال الشرعية ‏"‏إلا بالنية‏"‏‏.‏
-ومن قصد بهجرته رضاء الله تعالى ورسوله ‏(‏فهجرته مقبولة‏.‏ وأجره واقع على الله تعالى، ومن قصد بها الدنيا في حظه؛ ليس له غيرها‏!‏ وفي هذا الحديث اشتراط النية في الوضوء ‏[‏وغيره‏]‏ والغسل، والتيمم، والصلاة، والزكاة، والصوم، والاعتكاف، والحج وغيرها‏.‏
قال إمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏ويدخل هذا الحديث في سبعين بابًا من الفقه‏"‏؛
وقال أيضًا‏:‏ ‏"‏يدخل في هذا الحديث ثلث العلم‏"‏‏.‏
وقال الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه‏:‏ ‏"‏يدخل فيه ثلث العلم‏"‏‏.‏
وكذا ذكره أيضًا غيرهما‏.‏
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في أول كتابه ‏"‏مختصر السنن‏"‏‏:‏ معنى قول الشافعي رضي الله تعالى عنه‏:‏ ‏"‏يدخل فيه ثلث العلم‏"‏‏:‏ أن كسب العبد إنما يكون‏:‏ بقلبه، ولسانه، ونياته‏.‏
والنية‏:‏ أحد أقسام كسبه، وهي أرجحها؛ لأنها تكون عبادة بانفرادها، بخلاف القسمين الآخرين؛ ولأن القول والعمل يدخلهما الفساد بالرياء، ولا يدخل النية‏.‏ ‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس