[علي الشريف احمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الانسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على المعلم الأكبر سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد :

♦ قبل فترة كنت أنوي الحديث عن التعليم في السودان والحال التي وصل إليها على كل المستويات ، من التعليم قبل المدرسي حتى التعليم الجامعي وما فوقه ، الذي دعاني لإستعجال الحديث هي الحالة التي تناقلتها وسائل الإعلام في اليومين الماضيين وأعتقد أن الكثيرين منكم قد سمعوا بها وهي حالة المعلم الذي وضع إمتحان مادة الإنسان والكون _ كما حدثني من أثق في حديثة _ وكان من ضمن الأسئلة السؤال التالي : (ضع خطاً تحت الكلمة الشاذة : عيسى - موسى - الله - داؤود)
♦ وبحسب الأستاذ الذي صحح الإمتحان فإن الكلمة الشاذة هي (الله) ، أي والله هذه هي الكلمة الشاذة ، بالله عليكم هل يقول بهذا عاقل؟ هذا يتم تدريسه لأبنائكم في المدارس أخوتي ، ألا يحق لنا أن نكبر على التعليم أربعاً والسلام ؟

♦ كثيرون قد يعتقدون أن هذا خطأً عادياً لا يستحق كل هذه الجَلَبَة ، وهذا ليس مستغرباً في زمن الخواء الفكري والديني الذي نمر به ، فلا نلتفت لمثل هؤلاء.

♦ وكثيرون قد يقولون أن هذا هجوم غير مبرر على فئة محترمة جداً وهي فئة المعلمين ، هؤلاء نقول لهم لا نعمم على الكل فهناك الكثير من المعلمين الذين نرفع لهم القبعات تقديراً واحتراماً على الدور العظيم الذي يقومون به ، ولكن هذا مثل هذه المواضيع لا يجب السكوت عليها فهؤلاء التلاميذ هم مستقبل هذه الأمة.

♦ صدقوني هذا غيض من فيض وما خفي أعظم وأخطر ولا نريد أن نخوض في قضايا الإغتصاب التي منعت حكومة المشروع الحضاري الحديث عنها .

♦ أسألكم بالله أين يذهب بنا هؤلاء ؟ فقد رأينا بأعيننا طلاب الشهادة السودانية يدرسون في المدارس ، ومن يريد أن يقضي الخدمة يتم تعيينه في احدى المدارس استاذا يعلم أجيال المستقبل بدون تدريب أو تأهيل ، تصوروا معي هذا حال تعليمنا الآن وكيف سيكون في السنوات المقبلة !!
أظنكم فهمتم الآن

♦ التعليم أخوتي أصبح سلعة تباع وتُشترى ، هناك بعض المدارس تتعدى فيها الرسوم حاجز ال(5ألف دولار) ، أي والله هذا عندنا هنا في السودان ، والأدهى والأمر أن هذه المدارس ممنوع فيها منعاً باتاً تدريس الدين الإسلامي واللغة العربية ، تخيلوا عدد اللادينيين والعلمانيين الذين سيتخرجون من هذه المدارس وكيف سيكون المجتع السوداني المسلم قريباً .

♦ يمكن تلخيص بعض المشاكل الأساسية التي تواجه التعليم في السودان في بعض النقاط الأساسية :

• السياسة التعليمية الخاطئة التي إتبعتها الحكومة ، أنظر كيف كان التعليم قبل 30 سنة وكيف صار الآن وأفهم .
• عدم تدريب وتأهيل المعلمين بصورة كافية تمكنهم من توصيل رسالتهم السامية .
• هجرة الكفاءات والعقول الممتازة من المعلمين لتستفيد منهم دول أخرى وتفقدهم العملية التعليمية هنا .
• جمود المناهج وإعتمادها على الحفظ فقط دون تحفيز الطالب على مزيد التفكير والإطلاع .
• غياب المراقبة والمتابعة لأداء المعلمين خااااصة في الولايات ، ولا أدري أين تذهب تقارير الموجهين ، فعلى الرغم من الطوام التي توجد في المناهج هناك بعض المعلمين لا يلتزمون بالكثير من جوانبها .

♦ هذه نقطة في محيط تتلاطم أمواجه ، من لديه إضافة أو تعقيب يمكن أن يشاركنا في إثراء الموضوع .

♦ ودمتم في حفظ الله ورعايته .