اللهم انى أسألك بنير هدايتك الأعظم ، وسر ارادتك المكنون من نورك المطلسم ، مختارك منك لك قبل كل شئ ونورك المجرد بين مسالك اللقى ، كنزك الذى لم يحط به سواك وأشرف خلقك الذى بحكم ارادتك كونت من نوره أجرام الأفلاك ، وهياكل الأملاك فطافت به الصافون حول عرشك تعظيما وتكريما ، وأمرتنا بالصلاة والسلام عليه بقولك : ( ان الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) " الأحزاب : 56 " ونشرت فوق هامته فى تخت ملكك لواء حمدك ، وقدمته على صناديد جيوش سلطانك بقوة عزمك ، وأخذت له على أصفيائك بالحق ميثاقك الأول وقربته بك ومنك ولك ، وجعلت عليه المعول ، ومتعته بجمالك فى مظهر التجلى ، وخصصته بقاب قوسين قرب الدنو والتدلى وزجيت به فى أنوار ألوهيتك العظمى ، وعرفت به آدم حقائق الحروف والأسماء ، فما عرفك من عرفك الا به ، وما وصل من وصل اليك الا من اتصل بسببه ، خليفتك بمحض الكرم على سائر مخلوقاتك سيد أهل ارضك وسمواتك خصيص عزتك بخصائص نعمائك وفيوضات آلائك ، أعظم منعوت اقسمت بعمره فى كتابك وفضلته بما فصلت به أسرار خطابك ، وفتحت به أقفال أبواب سابق النبوة والجلالة ، وختمت به دور مظهر الرسالة ، ورفعت ذكره مع ذكرك وسيدته بنسبة العبودية اليك فخضع لأمرك ، وشيدت به قوائم عرشك المحوط بحيطتك الكبرى ، ومنطقته بمنطقة العز فمنطق بعزه أهل الدنيا والأخرى ، وألبسته من سرادقات جلالك أشرف حلة ، وتوجته بتاج الكرامة والمحبة والخلة ، نبى الأنبياء والمرسلين ، والمبعوث بأمرك الى الخلق أجمعين ، بحر فيضك المتلاطم بأمواج الأسرار ، وسيف عزمك القاهر الحاسم لحزب الكفر والبغى والانكار ، أحمدك المحمود بلسان التكريم ، محمدك الحاشر العاقب المسمى بالرؤوف الرحيم ، أسألك به وبالأقسام الأول ، وأتوسل اليك بك ، وأنت المجيب لمن سأل ، أن تصلى وتسلم عليه صلاة تليق بذاتك وذاته لأنك أدرى بمنزلته ، وأعلم بصفاته ، عددا لا تدركه الظنون زيادة على ما كان ويكون ، يا من أمره بين الكاف والنون ويقول للشئ كن فيكون . ( اللهم صل وسلم
( وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا احد