02-05-2013, 02:22 PM
|
#34
|
|
رد: كتآب حدآئق الانوار فى عزو أخبار مولد الاسرار للخليفه عبدالعزيز محمد الحسن
( قوله رضى الله عنه: فأمرنى أن أصنف مولدا)
قال الامام النووى فى شرحه على صحيح مسلم عند قوله أن حمزة الزيات رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنآم فعرض عليه ماسمعه من( أبان) فما عرف منه الاشيئا يسيرا, قال النووى قال القاضى عياض رحمه الله ومثله استأناس واستظهار على ماتقرر من ضعف ابان ولاثبت به سنة لم تثبت وهذا باجماع العلمآء .
هذا كلام القاضى وكذا قاله غيره من اصحابنا وغيرهم فنقلوا الاتفاق على أنه لايغير بسبب مايرآه النآئم ماتقرر فى الشرع وليس هذا الذى ذكرنآه مخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم : من رأنى فى المنآم فقد رأنى .
فان معنى الحديث أن رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الاحلام وتلبيس الشيطآن ولكن لايجوز اثبات حكم شرعى بها لان حآلة النوم ليست حال ضبط وتحقيق لما يسمعه الرآئى وقد اتفقوا على أن من شرط من تقبل روايته وشهادته أن يكون متيقظا لامغفلا ولاسىء الحفظ ولاكثير الخطا ولامختل الضبط والنآئم ليس بهذه الصفة فلم تقبل روايته لاختلال ضبطه هذا كله فى منآم يتعلق باثبات حكم على خلاف مايحكم به الولاة أما النبى صلى الله عليه وسلميأمره بفعل ماهو مندوب اليه أو ينهآه عن منهى عنه أو يرشده الى فعل مصلحة لاخلاففى السحباب العمل على وفقه لان ليس حكما بمجرد المنآم بل بما تقرر من أصل ذلك الشىء والله أعلم.
وقد جآء فى كتاب( العقد النفيس ) أن السيد أحمد ابن ادريس رضى الله عنه سئل عمن رأى النبى صلى الله عليه وسلم على غيرالصورة التى هو منعوت بها هل يعمل بها ام لا؟ هل الرؤية على غير هذه الصورة حق أم لا؟ فأجاب رضى الله عنه: أنها رؤيا حق وان من رأى النبى صلى الله عليه وسلم فقد رأه حقا وان كان على غير صورته بدليل أن جبريل عليه السلام كان يجى للنبى صلى الله عليه وسلم على صورة ((دحية)) وانما تختلف حالات الرآئين له صلى الله عليه وسلم ففى المرآة تنظر صورتك فان كنت حسنا رأيت حسنا وان كنت قبيحا رأيت قبيحا كذلك من رأى النبى صلى الله عليه وسلم يراه على قدر عمله مع الله سبحانه وتعالى والمؤمن مرآة أخيه, واما اذا امره بامر او نهاه عن نهى فان كان على الصورة المنعوت بها صلى الله عليه وسلم فأمره فى النوم كأمره فى اليقظة فى انه يتبع وكذا مانهى عنه واما ان لم يكن على صورته تلك التى يتبع الا اذا وافق الشرع.
قال العارف بالله ابن ابى جمرة فى شرح مختصر البخارى له عند حديث انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من رأنى فى المنآم فقد رأنى فان الشيطان لايتخيل بى.
فهذا يدل على انه كما لايتمثل على صورته عليه الصلاة والسلام كذلك لايتخيل بها لافى كلام ولافى خآطر ولافى نوع من الانواع لانك ان نظرت لاتجد مايخيل به الاقسمين اما بالذات او بمايدل على الذات من كلام او اشارات او حديث فى السر او فى خاطر فى القلب فدل عبالحديث الذى قبل هذا على منعه من المتثيل بصورته المبآركة عليه الصلاة والسلام أو أنه يتصور على صورة على صورة غيره فدل بهذا الحديث على انه لايتخيل بشىء مما يدل عليه من جهة مامن صفة من الصفات او لمحة من اللمحات او خاطرة من الخاطرات او اشارة من الاشارات وان الله عز وجل قد منعه من هذا كله.
والحديث نص الكتانى فى نظم المتنآثر أنه متواتر روى عن طريق ثمانية عشر صحآبى.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|