[حسن الخليفه احمد]

(قوله رضى الله عنه : وجعلها وآسطة لكل انسآن)
قال الامام ابن حجر المكى فى شرحه على همزية البوصيرى عند قول الشيخ: كل فضل فى العالمين ممن فضل النبى استعاره الفضلاء لانه الممد لهم اذ هو الوآرث للحضرة الالهية والمستمد منها بلا وآسطة دون غيره فانه لايستمد منها الا بواسطته صلى الله عليه وسلم فلايصل لكآمل منها شى الاوهو من بعض مدده وعلى يديه صلى الله عليه وسلم فآيات كل نبى انما هى مقتبسة من نوره صلى الله عليه وسلم لانه صلى الله عليه وسلم كالشمس وهو عليهم كالكواكب فهى غير مضيئة بذاتها وانما هى مستمدة من نور الشمس فاذا غآبت أظهرت انوارها فهم قبل وجوده صلى الله عليه وسلم انما يظهرون فضله وانوارهم مستمدة من نوره الفآئض ومدده الواسع الاترى أن ظهور خلافة أدم واحاطته بالاسماء كلها انما هو مستمد من جوآمع الكلم المخصوص به نبينا صلى الله عليه وسلم ثم توالت الخلآئق الى زمن بروز جسمهالشريف فلما برز كان كالشمس اندرج فى نوره كل نور وانطوى تحت منشور آياته كل آية لغيره من الانبياء عليهم الصلاة والسلام فلم يعط أحد منهم كرامة أو فضيلة الاوقد أعطى مثلها أو أعظم منها سيرهمن السيسرة الائمة ووضحوه.
ومنه أن آدم لما أعطى خلق الله تعالى بيده أعطا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه شق صدره وملأه فتولى من خلق آدم الخلق الجسمى ومن نبينا صلى الله عليه وسلم الخلق النبوى
ولذا كان هو المقصود من خلق آدم ومن ثم لم يكن سجود الملائكة الالنور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى فى جبهة آدم عليه السلام كما قال الفخر الرازى.
وادريس لما اعطى المكان العلى أعطى نبينا المعرآج الافخم الاعظم.
ونوح لما أن نجى هو وقومه أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله لم يهلك أمته بعذآب عآم وابراهيم عليه الصلاة والسلام لما نجا من النار نجا نبينا صلى الله عليه وسلم من نار الحرب قال تعالى(كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )ولما أعطى مقام الخلة اعطى نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك وزآد عليه بمقآم المحبة الارفع من كل مقآم ومن ثم يقول ابراهيم فى الشفاعة العظمىكنت خليلا من وراء وراء .
ولما أعطى بناء الكعبة أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم وضع الحجر الذى هو روحها فى محله لما اشتد رأى قريش.