13- باب قتل علي رضي الله عنه
4443- قال الحميدي: حدَّثنا سفيان، ثنا عبد الملك بن أعين، قال: سمعت من أبي حرب بن أبي الأسود يحدث عن أبيه قال: سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول: أتاني عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق. فقال: إنك إن جئتها ليصيبنك بها ذباب السيف. قال علي رضي الله عنه: وأيم الله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله يقوله، فسمعت أبي يقول: فعجبت منه، وقلت: رجل محارب يحدث عن نفسه بمثل هذا.
4443- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا سفيان بهذا.
4443- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل.
وقال البزار: حدَّثنا أحمد بن أبَان قالا: أَخْبَرَنَا سفيان به.
وقال: لا نعلم رواه إلا عبد الملك عن أبي حرب ولا عنه إلا ابن عيينة.
وصححه ابن حبان والحاكم.
4444- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: مَرِضَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ قَدْ كُنَّا خِفْنَا عَلَيْكَ فِي مَرَضِكَ هَذَا، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: لاَ تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى بَنِي فُلاَنٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ.
4445- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ؟ قُلْتُ: لاَ عِلْمَ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ.
4446- قال أبو يعلى: وحدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شَريك، عن عمار، عن أبي صالح، عن علي رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فشكوت إليه ما لقيت من أمته من التكذيب والأذى، فبكيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبك يا علي. والتفت، فالتفت فإذا رجلان يتصعدان، وإذا جلاميد ترضخ رؤوسهما حتى تفضح، ثم تعود، فغدوت إلى علي رضي الله عنه كما كنت أغدو عليه كل يوم، حتى إذا كان في الحراريق لقيت الناس، فقالوا: قتل.
4447- وقال الحميدي: حدَّثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عمن أخبره، عن الحسن أو الحسين رضي الله عنهما قال: إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال: لقيني حبيبي- يعني في المنام- نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: فشكوت إليه ما لقيت من أهل العراق بعده، فوعدني الراحة منهم، فما لبث رضي الله عنه إلا ثلاثًا.
4448- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا سُكين بن عبد العزيز، ثنا حفص بن خالد، عن أبيه، عن جده قال: لما قتل علي رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه خطيبًا فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قُتِلَ يوشع بن نون فتى موسى عليهم السلام.
4449- وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ وَزَادَ: وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَزَادَ: وَأَنَّهُ مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُهُ فِي السَّرِيَّةِ، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَسَارِهِ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ إِلاَّ ثَمَانِمِئَةٍ أَوْ سَبْعَمِئَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، بِهِ، فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إِلاَّ الْحَسَنَ، وَلاَ نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ حَفْصٍ، إِلاَّ سُكَيْنٌ.
4450- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَالْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ فَضَالَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَنْبُوعَ عَائِدًا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مَرِيضًا بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ؟ لَوْ هَلَكْتَ بِهِ لَمْ يَلِكَ إِلاَّ أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ، احْتَمِلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ، وَصَلُّوا عَلَيْكَ، وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لاَ أَمُوتَ حَتَّى أُؤَمَّرُ، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ، يَعْنِي: لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَذِهِ، يَعْنِي: هَامَتَهُ، فَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِصِفِّينَ.
رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ: ولاَ نَعْلَمُ فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلاَّ هَذَا.
14- باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه
4451- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن أبي يحيى، عن رجل من بني ضبة قال: شهدت عَلِيًّا رضي الله عنه حين نزل كربلاء، فانطلق فقام في ناحية فأومأ بيده، فقال: مناخ ركابهم أمامه، وموضع رحالهم عن يساره، فضرب رضي الله عنه بيده الأرض، فأخذ من الأرض قبضة فشمها، فقال: واها، واحبذا الدماء تسفك فيه، ثم جاء الحسين رضي الله عنه، فنزل كربلاء، قال الضبي، فكنت في الخيل الذي بعثها ابن زياد إلى الحسين رضي الله عنه، فلما قدمت فكأني نظرت إلى مقام علي رضي الله عنه وأشار بيده، فقلبتُ فرسي، ثم انصرفتُ إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلمتُ عليه وقلت له: إن أباك رضي الله عنه كان أعلم الناس، وإني شهدته في زمن كذا وكذا قال كذا وكذا، وإنك والله لمقتول الساعة، فقال: فما تريد أن تصنع أنت، أتلحق بنا أم تلحق بأهلك؟ فقلت: والله إن علي لدينًا، وإن لي لعيالاً، وما أظنني إلا سألحق بأهلي. قال: أما لا، فخذ من هذا المال حاجتك- وإذا المال موضوع بين يديه- قبل أن يحرم عليك، ثم النجا، فوالله لا يسمع الداعية أحد، ولا يرى البارقة أحد، ولا يعنتا إلا كان ملعونًا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: والله لا أجمع اليوم أمرين: آخذ مالك، وأخذلك. فانصرف وتركه.
وحديث زينب بنت جحش رضي الله عنها في إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه مضى في كتاب الطهارة، في باب إزالة النجاسة، وتقدم شيء منه في فضله في المناقب.
4452- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن عُقبة، ثنا علي بن محمد: أبو محمد القرشي، ثنا أبو عبد الرحمن الغنوي، عن عبد الملك بن عُمير قال: رأيت رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما أتى به إلى عبيد الله بن زياد، ورأيت رأس عبيد الله بن زياد أتى به إلى المختار بن أبي عبيد، ورأيت رأس المختار بن أبي عبيد أتي به إلى مصعب بن الزبير، ورأيت رأس مصعب بن الزبير أتي به إلى عبد الملك بن مروان.
15- باب استخلاف معاوية رضي الله عنه ولده يزيد
4453- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ، بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ، أَنْ أَوْفِدْ إِلَيَّ مَنْ شَاءَ، قَالَ: فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ يَسْتَأْذِنُ، فَجَاءَ حَاجِبُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلْيَكْتُبْ إِلَيَّ، أُعْطِيهِ بِمَا سَأَلَ وَلاَ أُرَاهُ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ اكْتُبْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَأُحْجَبُ عَنْهُ، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَاجِبِ: عُدْهُ إِلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فَلْيَجِئَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْغَدَاةَ، أَمَرَ بَسَرِيرِهِ فَجُعِلَ فِي الْإِيوَانِ ثُمَّ أَخْرَجَ النَّاسَ عَنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلاَّ كُرْسِيٌّ وُضِعَ لِعَمْرٍو، فَجَاءَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ: لَعَمْرِي، لَقَدْ أَصْبَحَ يَزِيدُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسِطَ الْحَسَبِ فِي قُرَيْشٍ، غَنِيًّا عَنِ الْمَالِ، غَنِيًّا إلا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إِلاَّ وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَيْفَ صَنَعَ؟ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَأَخَذَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَبْوٌ وَنَفَسٌ فِي غَدَاةٍ قَرٍّ حَتَّى عَرِقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أَفَاقَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كَلِمَاتٍ، قَالَ: مَا جِئْتَ إِلاَّ لِلْكَلِمَاتِ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ، وَأَمَرَ لِعَمْرٍو بِمِثْلَيْهَا.
16- باب لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية
4454- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ كَلاَمَهُ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إِلاَّ مُؤْمِنَيهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، يُسْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ، ذَو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ.
4455- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ، وَالْحَسَنُ يَنْهَى الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَغَضِبَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: أَقُلْتَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ.
4455- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهِ.
4456- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَقَالَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوْ أَحَدُهُمَا: وَاللَّهِ، وَاللَّهِ، ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ فَسَكَتَ مَرْوَانُ.
4456- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، بِهِ.
4457- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرًا علينا سنين، فكان يسب عَلِيًّا رضي الله عنه كل جمعة على المنبر، ثم عزل مروان، واستعمل سعيد بن العاص سنين، فكان لا يسبه، ثم عزل سعيد، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: ألا تسمع ما يقول مروان؟ فلا ترد شيئًا؟ فكان يجيء يوم الجمعة، فيدخل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون فيها، فإذا قضيت الخطبة، خرج إلى المسجد فصلى فيه، ثم يرجع إلى أهله، فلم يرض بذلك مروان، حتى أهدي له في بيته، فأنا لجلوس معه، إذ قيل له فلان على الباب، فأذن له، فدخل فقال: إني جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمة، فقال: تكلم.
فقال: أرسل مروان بعلي، وبعلي، وبك، وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس. قال: ارجع إليه، فقل له: والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقًا يأجرك الله بصدقك، وإن كنت كاذبًا، فالله أشد نقمة، قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثلي مثل البغلة.
ثم خرج، فلقي الحسين رضي الله عنه في الحجرة فسأله، فقال: قد أرسلت برسالة، وقد أبلغتها، قال: والله لتخبرني بها، أو لآمرن أن تضرب حتى لا يدري متى يفرغ عنك الضرب، فلما رآه الحسن رضي الله عنه قال: أرسله. قال: لا أستطيع. قال: لم؟ قال: قد حلفت. قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس.
فقال الحسين رضي الله عنه: أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له، قل له: بك وبأبيك وبقومك، وآية ما بيني وبينك، أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4458- أخبرنا النَّضر بن شُميل، أنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق فذكره نحوه، وقال في حديثه: قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثله مثل البغلة، قال: فخرج الرسول فاستقبله الحسين رضي الله عنه، وكان لا يتعوج عن شيء يريده، وقال: فقال الحسين رضي الله عنه: إني قد حلفت. قال الحسن رضي الله عنه فأخبره فإنه إذا لجّ في شيء لجّ.
وقال: فاشتد على مروان قوله رضي الله عنه جدًا، يعني قوله: أن تمسك منكبيك.... إلى آخره.
4459- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ.... فَذَكَرَهُ.
4461- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لكل شيء آفة، وآفة هذا الدين بنو أمية.
4462- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ، غَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنَا هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.
4463- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي سَهْمٍ.... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
4464- حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كَالْمُتَغَيِّظِ، وَقَالَ: مَا لِي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ، فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.
4465- حدَّثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل- هو ابن جعفر- عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين، كان دين الله دغلاً، ومال الله دولاً، وعباد الله خولاً.
4466- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ.
4466- وَقَالَ أبو يعلى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ.
رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
4466- وَقَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، نَحْوَهُ يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ.
17- باب الإشارة إلى الحجاج والمختار وغيرهما
4467- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ.
4468- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ، عَنْ سَلاَمَةَ بِنْتِ الْحُرِّ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ.
4469- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى دَرَجِ الْمِنْبَرِ.
4470- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ لَأَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ: وَيْحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ.