9- باب......
4428- قال الحارث: حدَّثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان قال: اجتمع رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم ابن مسعود، وحذيفة، وسعد، وابن عمر، وعمار رضي الله عنه فذكر حذيفة رضي الله عنه فتنة، فقال: أما أنا فإن أدركتها علمت المخرج منها. وقال ابن مسعود رضي الله عنه وأنا إن أدركتها علمت المخرج منها. فقال سعد رضي الله عنه: أما أنا إن أدركتها فوجدت سيفًا يقول: هذا مؤمن فدعه، وهذا كافر فاقتله، قاتلتُ وإلا لم أقاتل. قال ابن عمر رضي الله عنهما: وأنا معك.
فقال عمار رضي الله عنه: أما أنا فإن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي، ثم قصدت نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى يتفرق.
هذا منقطع.
4429- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا شَريك، عن محمد بن عبد الله المرادي، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الله بن سلمة رضي الله عنه قال: كان شاعر ليلة صفين، ينشد هجاء معاوية وعمرو بن العاص، وعمار بن ياسر رضي الله عنه يقول: الزق بالفجورين، فقال رجل: هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمار رضي الله عنه: إن شئت أن تجلس فاجلس، وإن شئت أن تذهب فاذهب.
10- باب الإشارة إلى العفو عمن قاتل من الصحابة رضي الله عنهم في هذه المواطن
4430- قال أبو يعلى: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحَفَري، ثنا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها إلا ما عذبت هي أنفسها. قال: قلت: وكيف تعذب أنفسها؟ قال: أما كان يوم الجمل عذاب، أما كان يوم صفين عذاب، أما كان يوم النهر عذاب؟
4431- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ.
4432- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَاتَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي يُدْعَى ذُو الشَّهَادَتَيْنِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4433- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمْ فُلاَنًا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ.
11- باب أخبار الخوارج
تقدم في باب قتال أهل البغي حديث علي وعمار رضي الله عنهما.
4434- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ، الْحَدِيثَ، فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ.
قال: فحضرت بعد ذلك مع علي رضي الله عنه حين قتلهم بالنهروان، فالتمس علي رضي الله عنه- يعني: المخدج- قال: فلم يجده، ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت، فقال علي رضي الله عنه: أيكم يعرف هذا الرجل؟ فقال رجل من القوم: نحن نعرفه، هذا حرقوص، وأمه ها هنا. قال: فأرسل علي رضي الله عنه إلى أمه، فقال لها: ممن هذا؟ قالت: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلا كنت في الجاهلية أرعى غنمًا لي بالربذة، فغشيني شيء كهيئة الظلمة، فحملت منه، فولدت هذا.
4435- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَانَ النَّاسُ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي: أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلاَ وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأَحْسِبُ، قَالَ: حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ، فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لاَ أُرَاهُ إِلاَّ مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمُتَقَلِّدًا قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، يَطْعُنُ بِهَا فِي مَخْرَجِهِ، قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ.
4435- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ.
4436- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، ثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي، ثنا الأزرق بن قيس، عن رجل من عبد القيس قال: شهدت يوم قتل أهل النهروان..... فذكر الحديث، وفيه: فلو خرج روح إنسان من الفرح لخرج روح علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ، قال: صدق الله ورسوله، من حدثني أنه رآه في الناس من قبل مصرعه هذا فأنا كذاب.
12- باب فضل من قتل الحرورية
4437- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى رَجَعُوا مِنْ صِفِّينَ، وَبَرِؤُوا مِنَ الْقَضِيَّةِ، فَاسْتَخَفَّ النَّاسُ، فَقَعَدُوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الأَخْبَارَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَشُغِلَ بِمَا كَانَ فِيهِ، قُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُمْرَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: مَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَرُّوا قِبَلَكُمْ، يُقَالُ لَهُمْ: حَرُورَاءُ؟ فَقَالَتْ: أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ، أَمَا إِنَّ عَلِيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حَدَّثَكُمْ حَدِيثَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ، قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، ثُمّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيَ حَبَشِيَّةٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ فِيهِمْ، فَقُلْتُمْ: لَيْسَ فِيهِمْ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ، تَسْحَبُونَهُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَأَهَلَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَشَغَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ لِي، وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ، يُقَالُ لَهُمُ: الْحَرُورِيَّةُ، فَقُلْتُ: خَرَجُوا فِي مَكَانٍ، يُقَالُ لَهُ: حَرُورَاءُ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ، لَوْ شَاءَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فَمِنْ ثَمَّةَ جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَفَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: أَصْلُ قِصَّةِ الْمُخْدَجِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ، وَلاَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
4438- وقال أبو بكر: حدَّثنا محمد بن فُضيل بن غزوان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنت جالسًا عند علي رضي الله عنه، وهو في بعض أمر الناس، إذ جاء رجل عليه ثياب السفر، فقال: يا أمير المؤمنين. فشغل علي رضي الله عنه ما كان فيه من أمر الناس، قال أبي: فقلت له: ما شأنك؟ قال: كنت حاجًا – أو معتمرًا – فمررت على عائشة رضي الله عنه، فقالت لي، وسألتني عن هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم، يقال لهم: الحرورية، فقلت: خرجوا في مكان يقال له: حروراء، فسموا بذلك الحرورية، فقالت رضي الله عنها، طوبى لمن شهد هلكتهم. قالت: أما والله لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، فمن ثمة جئت اسأله عن ذلك. قال: وفرغ علي رضي الله عنه فقال: أين السائل؟ فقام، فقص عليه، فأهل علي رضي الله عنه، وكبّر مرتين أو ثلاثًا،... فذكر مثله.
وقال في آخره: تسحبونه كما نعت لكم. قال: ثم قال رضي الله عنه: صدق الله ورسوله ثلاث مرات. قلت: أصل قصة المخدج في الصحيح وغيره، ولم يخرجوه بهذا السياق، ولا من حديث عائشة رضي الله عنها.
4438- ورواه أبو يعلى، عن أبي بكر بن أبي شيبة به.
4438- وعن أبي هشام، عن ابن فُضيل نحوه.
ورواه البزار نحوه.
4439- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلاَ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؟ قَالَ: لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ: فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى: ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ، قَالَ: فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، قَالَ: فَرَجَعُوا، فَقَالُوا: يَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافْتَرَقَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ: مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ صَنِيعُهُمْ قَامَ، فَقَالَ: أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، لاَ يرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ، فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقُومُ لَهُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ، فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى، فَلاَ يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ: ابْتَغُوهُ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ، لاَبُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا: دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ، قُلْتُ: هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ.
4439- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، بِهِ.
4439- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.
وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا.
4440- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن التَّيْمي، عن أبي مِجْلَز، أراه عن قيس بن عباد قال: كَفَّ علي رضي الله عنه عن قتال أهل النهر حتى يحدثوا، فانطلقوا، فأتوا على عبد الله بن خباب، وهو في قرية له، قد تنحّى عن الفتنة، فأخذوه، قال: فرأوا تمرة وقعت من رأس نخلة، فأخذها رجل منهم، فجعلها في فيه، فقالوا: تمرة من تمر أهل العهد، أخذتها بغير ثمن. قال: فلفظها، قال: وأتوا على خنزير، فبعجه أحدهم بسيفه، فقتله، فقالوا: خنزير من خنازير أهل العهد قتلته.
فقال لهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه: ألا إنبئكم- أو أخبركم- بمن هو أعظم عليكم حقًا من هذه التمرة، وهذا الخنزير؟ قالوا: من؟ قال: أَخْبَرَنَا، أراه قال: ما تركت صلاة، منذ بلغت ولا صيام رمضان. وعدد أشياء، فقربوه، فقتلوه، فبلغ ذلك عَلِيًّا رضي الله عنه، فأمر أصحابه بالمسير إليهم.
وقال: أقيدونا بعبد الله بن خباب. قالوا: كيف نقيدك به وكلنا قتله؟ فقال: الله أكبر. وقال لأصحابه: اسطوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يفر منهم عشرة. فكان ذلك.
فقال علي رضي الله عنه: اطلبوا رجلاً، صفته كذا وكذا، فطلبوه فلم يجدوه، ثم طلبوه، فوجدوه، فقال علي رضي الله عنه: من يعرف هذا؟ فلم يعرف، فقال رجل: أَخْبَرَنَا رأيت هذا بالنجف، فقال: إني أريد هذا المصر، وليس لي فيه ذو نسب ولا معرفة.
فقال علي رضي الله عنه: صدقت، رجل من الجن.
وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب الزجر عن معتقد الخوارج من كتاب القدر.
4441- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ: فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ، فَقُلْنَا لرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هُوَ هَذَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ وَلَّى، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ: أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَزَادَ: لَأَرْجِعَنَّ، فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَهْ يَا عُمَرُ، فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلَهُ، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ.
4441- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.
4441- وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى، بِهِ.
4441- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ.
4442- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو مَعَنَا، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ، عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ، فَيُطِيلُ الصَّلاَةَ، حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِمْ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ أَصْحَابِهِ: هُوَ ذَاكَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ، وَإِمَّا جَاءَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلاً، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَسَفْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَطَّ خِطَّةً بِرِجْلِهِ، ثُمَّ صَفَّ كَعْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الصَّمْتِ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَهُ وْجُهًا غَيْرَ ذَلِكَ.