7- باب وقعة الجمل
4400- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدِيبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ، وَتَنْجُوَ بَعْدَ مَا كَادَتْ.
4401- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت حُصَينًا يحدث عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال: خرجنا حجاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن في منازلنا، نضع رحالنا، إذ أتأنا آتٍ، فقال: إن الناس قد فزعوا، وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد...... فذكر الحديث في مناشدة عثمان رضي الله عنه الصحابة وإقرارهم رضي الله عنهم بمناقبه. قال الأحنف بن قيس: ولقيت طلحة والزبير رضي الله عنهما، فقلت: لا أرى هذا إلا مقتولاً، فمن تأمراني أن أبايع؟ قالا: عَلِيًّا. فقلت: أتأمراني بذلك وترضيانه لي؟ فقالا: نعم.
فخرجت حتى قدمتُ مكة، فأنا لكذلك إذ قيل قُتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فأتيتها، فقلت لها: أنشدك الله من تأمريني أن أبايع؟ قالت رضي الله عنها: عَلِيًّا. فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه لي؟ قالت: نعم. قال: فرجعت، فقدمت على علي رضي الله عنه بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة، ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتأنا آتٍ فقال: هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم قد نزلوا جانب الخُرَيْبَة. فقلت: فما جاء بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يستنصروا على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا. فأتاني أفظع أمر أتاني قط، فقلت: إن خذلاني قومًا معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتالي رجلاً ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروني ببيعته لشديد.
فلما أتيتهم، قلت لهم: ما جاء بكم؟ فقالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا. فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك الله أقلت لك بمن تأمرينّي؟ فقلتِ: عَلِيًّا. فقلت: ُ أتأمريني وترضينه لي؟ فقلتِ: نعم؟ فقالت: نعم. فقلت للزبير رضي الله عنه: يا حواري رسول الله ويا طلحة، أنشدكما بالله، أقلت لكما من تأمرانّي أن أبايع؟ فقلتما لعليّ. فقلت: أتأمراني به وترضيانه لي؟ فقلتما: نعم؟ فقالا: نعم. فقلت فوالله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أمرتموني ببيعته، أختاروا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي باب الجسر، فألحق بأرض كذا- يعني بأرض العجم- حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو اعتزل فأكون قريبًا منكم، لا معكم ولا عليكم. فقالوا: نأتمر، ثم نرسل إليك. قال: فأتمروا، فقالوا: إما أن يفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه المفارق والخاذل، وإما أن يلحق بمكة ليتعجبنكم في قريش، ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه قريبًا ها هنا، حيث تطؤون على صماخه، فاعتزل بالجلحاء من البصرة، على فرسخين، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف.
ثم التقى الناس، فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال: وكان كعب بن سور يقرأ المصحف، ويذكّر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل كعب، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير رضي الله عنه سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال: فلقيه النعر- رجل من بني مجاشع- فقال: أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليّ فأنت في ذمتي، لا يوصل إليك فأقبل معه. قال: فأتى إنسان الأحنف بن قيس، فقال: ها هو ذا الزبير قد لقي سفوان قال فما يأمن؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعض حواجب بعض بالسيف، ثم لحق ببنيه وأهله، قال: فسمع عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النعر.
4401- وأخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن حُصَين، ثنا عمر بن جاوان، رجل من بني تميم، وذاك أني قلت له: أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس ما كان؟ فقال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: أتيت المدينة وأنا حاج.... فذكر الحديث نحو ما تقدم. قال: فسمعه غواة من الناس منهم ابن جرموز، وفضالة، ونفيع، فانطلقوا في طلبه، فلقوه مقبلاً مع النعر، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه، فطعنه طعنة ضعيفة، وهو على فرس له ضعيف، فحمل عليه الزبير رضي الله عنه على فرس له، يقال له: ذو الخمار، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير رضي الله عنه قاتله، نادى فضالة ونفيعًا، فحملا على الزبير رضي الله عنه فقتلاه.
4402- أخبرنا المعتمر بن سليمان، حدثني رجل من موالي بني تميم، يقال له: أبو سفيان إن عاتكة امرأة عمر رضي الله عنه قالت: غدر ابن جرموز بفارس بهمة يوم اللقاء وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشًا رعش اليدين ولا اليد شلت يمينك إن قتلت لمؤمنًا حلت عليك عقوبة المتعمد.
4403- أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاصْطَفُّوا، دَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ مَقَامِي هَذَا، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُهُ تَبِعَهُ، يَعْنِي: طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَمَاهُ مَرْوَانُ بِسَهْمٍ، فَشَدَّ فَخِذَهُ بِحَدِيَّةِ السَّرْجِ.
4403- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، بِهِ.
4404- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ: خَلاَ عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوِ يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلاَنٍ: لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ، لاَ جَرَمَ، لاَ أُقَاتِلُكَ.
4405- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني أبو عون، عن أبي الضحى قال: قال سليمان بن صرد للحسن بن علي رضي الله عنهما: أعذرني عند أمير المؤمنين. فقال الحسن: لقد رأيته يوم الجمل وهو يلوذ بي، وهو يقول: وددت أني متُّ قبل هذا بكذا وكذا سنة. قال شعبة: فلقيت منصورًا فقال: ما يدري ذلك الأعور.- يعني: أبا عون-.
4406- وقال الحارث: حدَّثنا قراد أبو نوح، عن شُعبة، عن محمد بن عُبيد الله بن أبي عون الثقفي، عن أبي الضحى، عن سليمان بن صرد قال: جئت إلى الحسن رضي الله عنه، فقلت: اعذرني عند أمير المؤمنين حيث لم أحضر الوقعة، فقال الحسن رضي الله عنه: ما تصنع بهذا، لقد رأيته يلوذ بي وهو يقول: يا حسن ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة.
4407- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد، عن جميع بن عمير قال: إن أمه وخالته دخلتا على عائشة رضي الله عنها..... فذكر الحديث، قالتا: فأخبرينا عن علي رضي الله عنه، قالت: أي شيء تسأليني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعًا، فسالت نفسه في يده، فمسح به وجهه. قالتا: فلم خرجت عليه؟ قالت رضي الله عنها: أمر قضي، فوددت أني أفديه بما على الأرض.
[إسناد ضعيف: صدقة بن سعيد وجميع بن عمير ضعيفان / موقوف].
4408- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَ نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، بِهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ، وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بِلاَكِ بْنِ يَقْطُرَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4409- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْعَصُ الْخَيْلَ، يَعْنِي: يَوْمَ الْجَمَلِ فَنَوَّهَ بِهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فَقَالَ: أَتُنَاجِيهِ؟ وَاللَّهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ، قَالَ: فَضَرَبَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجْهَ دَابَّتِهِ، وَانْصَرَفَ.
4410- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْوٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ رضي الله عنهما حين توافقا، فقال له علي رضي الله عنه: يا زبير، أنشدك، أسمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيًّا وَأَنْتَ ظَالِمٌ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ ذَاكَ إِلاَّ فِي مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8- باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارًا الفئة الباغية
4411- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلاً ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4411- وَقَالَ الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، بِهَذَا.
4411- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ.
4412- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4413- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حَبَّةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ، فَحَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لاِبْنِ سُمَيَّةَ: وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4414- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَقْتُلُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4415- وَبِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلِّيَا عَنْهُ، وَاتْرُكَاهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ، قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّارِ.
4416- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا أَبَتِ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4417- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ دَخَلَ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا، قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلاَ تَعْصِهِ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ.
4418- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: أَطِعْ أَبَاكَ، فَأَطَعْتُهُ.
4419- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ، فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلاَنَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلاَنَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ، فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَوْلاً، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ.
4420- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ انْصَرَفُوا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ.
4421- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صِفِّينَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ؟ قَالَ: أَجَلْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ: بَلَى، قَدْ سَمِعْتُهُ، قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فَذَكَرَهُ، قَالَ: وَيْحَكَ، مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي قَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ.
4422- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ، قَالَ عَمَّارٌ: ائْتُونِي بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا، شَرْبَةُ لَبَنٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ.
4422- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، نَحْوَهُ.
4423- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِعَ بِقُرَيْشٍ وَوَلِعَتْ بِهِ، فَغَدَوْا عَلَيْهِ وَضَرَبُوهُ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُغْضَبًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ، فَعَلَ اللَّهُ بِقُرَيْشٍ وَفَعَلَ، غَدَوْا عَلَى رَجُلٍ فَضَرَبُوهُ، فسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4424- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ هُوَ ابْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالاَ: إِنَّ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلاَ يُقْتَلُ، فَيَجِيءُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: اذْهِبْ عَنْكَ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، ثُمَّ أُتِيَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا لَآخِرُ شَرْبَةٍ أَشْرَبُهَا في الدُّنْيَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4425- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ مُغِيرَةَ، عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ تُمَرِّضُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ: جَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَعُودُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
4426- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ لْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، فَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ: اخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ؟ وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي، فَقَالَ: أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ، فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ، أَنْشَأَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وَثَبَ الْخَيْلُ منِ الشَّدِّ مَعَجْ جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جُفْرَتُهُ فَإِذَا وَثَبَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ وَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا: لَوْ شَهِدَتْ جَمَلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نُضَارِبُ.
4427- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إِلَى جَنْبِ الأَحْنَفِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالأَحْنَفُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَنَّ آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ لَبَنٍ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ، وَقَالُوا: جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ، فَنَاوَلَتْهُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضْلَهُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي الأَحْنَفُ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا، فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ، قَالَ: فَغَشِيَنَا الْقَوْمُ، فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الأَسِنَّةِ الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ رضي الله عنه.