عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2013, 08:35 PM   #144
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى


36- باب غزوة الفتح
4297- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ، وَقَالَ‏:‏ لاَ نَصَرَنِي اللَّهُ، إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ وَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلْيَتَجَهَّزَا لِهَذَا الْغَزْوِ قَالَ‏:‏ فَجَاءَا إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالاَ لَهَا‏:‏ أَيْنَ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ مِنَ الدَّهْرِ‏.‏
4298- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أُخْتِهَا، عَائِشَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّهُ أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ‏.‏
مُحَمَّدٌ هُوَ‏:‏ ابْنُ زَبَالَةَ ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏
4299- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن منصور، حدَّثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمَّن الناس إلا أربعة‏.‏
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلاَئِلِ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، إِلاَّ أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ‏:‏ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صَبَايَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَارَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، فَإِنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ‏:‏ وَنَذَرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِذَا رَآهُ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَشْفَعَ لَهُ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الأَنْصَارِيُّ، اشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ آتَاهُ، فَوَجَدَهُ فِي حَلَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ الأَنْصَارِيُّ يَتَرَدَّدُ وَيَكْرَهُ، أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ فِي حَلَقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَسَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِيِّ‏:‏ قَدِ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تُوُفِّيَ بِنَذْرِكَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِبْتُكَ، أَفَلاَ أَوْمَأْتَ إِلَيَّ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَكُونَ يُومِئُ قَالَ‏:‏ وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُتِلَ خَطَأً، فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنْ بَنِي فِهْرٍ، لِيَأْخُذَ عَقْلَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْعَقْلَ وَرَجَعَ، نَامَ الْفِهْرِيُّ، فَوَثَبَ مَقِيسٌ فَأَخَذَ حَجَرًا فَجَلَدَ بِهِ رَأْسَهُ فَقَتَلَهُ، وَأَقْبَلَ يَقُولُ‏:‏ شَفَى النَّفْسَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالْقَاعِ مُسْنَدًا يُضَرِّجُ ثَوْبَيْهِ دِمَاءُ الأَخَادِعِ وَكَانَتْ هُمُومُ النَّفْسِ مِنْ قَبْلِ قَتْلِهِ تُلِمُّ وَتُنْسِينِي وِطَاءَ الْمَضَاجِعِ قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا، وَغَرِمْتُ عَقْلَهُ سَرَاةُ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابُ فَارِعِ حَلَلْتُ بِهِ نَذْرِي، وَأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي وَكُنْتُ إِلَى الأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ وَأَمَّا أُمُّ سَارَةَ‏:‏ فَإِنَّهَا كَانَتْ مَوْلاَةَ قُرَيْشٍ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَعْطَاهَا شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهَا رَجُلٌ، فَبَعَثَ مَعَهَا بِكِتَابٍ إِلَى مَكَّةَ فَذَكَرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ كَذَا فِي الأَصْلِ‏.‏
4299- وقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ هُوَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ‏:‏ اسْمُ ابْنِ خَطَلٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ كُلَّهُمْ آمِنِينَ، إِلاَّ ابْنَ خَطَلٍ، وَقَيْنَتَيْهِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ اللَّيْثِيَّ، فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الأَمَانَ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ، إِلاَّ إِحْدَى الْقَيْنَتَيْنِ، فَإِنَّهَا أَسْلَمَتْ‏.‏
4300- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قُرَيْشٍ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَبْرَؤُوا مِنْ حِلْفِ بَنِي بَكْرٍ، أَوْ تَدُوا خُزَاعَةَ، وَإِلاَّ أُوذِنَكُمْ بِحَرْبٍ فَقَالَ قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ صِهْرُ مُعَاوِيَةَ‏:‏ إِنَّ بَنِي بَكْرٍ قَوْمٌ مَشَائِيمُ، فَلاَ نَدِي مَا قَتَلُوا، لاَ يَبْقَى لَنَا سَبَدٌ وَلاَ لَبَدٌ، وَلاَ نَبْرَأُ مِنْ حِلْفِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَى دِينِنَا أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، وَلَكِنَّا نُؤْذِنُهُ بِحَرْبٍ‏.‏
هَذَا مُرْسَلٌ، صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ‏.‏
4301- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ، وَصَامَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَرَّ ظَهْرَانَ فِي عَشَرَةِ آلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِئَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ، وَقَدْ خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، يَتَحَسَّسُونَ الأَخْبَارَ، قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ نَزَلَ، قُلْتُ‏:‏ وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنْوَةً، لَيَكُونَنَّ هَلاَكُهُمْ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَرَكِبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءَ، حَتَّى جِئْتُ الأَرَاكَ، رَجَاءَ أَنْ أَلْتَمِسَ بَعْضَ الْحَطَّابَةِ، أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ، يَأْتِي مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُوا إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسِيرُ أَلْتَمِسُ مَا جِئْتُ لَهُ، إِذْ سَمِعْتُ كَلاَمَ أَبِي سُفْيَانَ، وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ نِيرَانًا، وَلاَ عَسْكَرًا، فَقَالَ بُدَيْلٌ‏:‏ هَذِهِ وَاللَّهِ خُزَاعَةُ، قَدْ خَمَشَهَا الْحَرْبُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَقَلُّ وَأَذَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ نِيرَانُهَا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا حَنْظَلَةَ فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ‏:‏ أَبُو الْفَضْلِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، وَإِصْبَاحُ قُرَيْشٍ، قَالَ‏:‏ فَمَا الْحِيلَةُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةَ، فَرَكِبَ وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ، فَخَرَجْتُ بِهِ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينِ، فَقَالُوا‏:‏ مَا هَذِهِ‏؟‏ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، قَالُوا‏:‏ هَذِهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا عَمُّهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ عَرَفَهُ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَفَعْتُ الْبَغْلَةَ، فَسَبَقْتُهُ، بِقَدْرِ مَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ، فِي غَيْرِ عَقدٍ وَلاَ عَهدٍ، فَدَعْنِي أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ أَجَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ يُنَاجِيهُ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ، قُلْتُ‏:‏ مَهْلاً يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَجُلاً مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مَا قُلْتَ هَذَا، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ‏:‏ مَهْلاً يَا عَبَّاسُ، لاَ تَقُلْ هَذَا، فَوَاللَّهِ لَإِسَلاَمُكَ حِينَ أَسْلَمْتَ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِ أبي الْخَطَّابِ أَبِي لَوْ أَسْلَمَ، وَذَلِكَ أَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلاَمَكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِسْلاَمِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَبَّاسُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنَا بِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا سُفْيَانَ أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَحْلَمَكَ، وَمَا أَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، لَقَدْ كَادَ أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي، أَنْ لَوْ كَانَ إِلَهٌ غَيْرَهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْءٌ قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَيْلَكَ، أَسْلِمْ، وَاشْهَدْ، أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، فَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ احْبِسْهُ بِمَضِيقٍ مِنَ الْوَادِي، عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ، حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ اللَّهِ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ حَيْثُ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتِ الْقَبَائِلُ عَلَى رَايَاتِهَا، فَكُلَّمَا مَرَّتْ رَايَةٌ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذِهِ‏؟‏ فَأَقُولُ‏:‏ بَنُو سُلَيْمٍ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ أُخْرَى، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ هَؤُلاَءِ‏؟‏ فَأَقُولُ‏:‏ مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا لِي وَلِمُزَيْنَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ كَتِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَضْرَاءُ، فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، لاَ يُرَى مِنْهُمْ إِلاَّ الْحَدَقُ، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ‏:‏ مَا لِأَحَدٍ بِهَؤُلاَءِ قِبَلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْيَوْمَ لَعَظِيمٌ، فَقُلْتُ‏:‏ وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ‏:‏ فَنَعَمْ إِذًا قُلْتُ‏:‏ النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُمْ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدْ أَتَاكُمْ بِمَا لاَ قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ، فَقَالَتِ‏:‏ اقْتُلُوا الْحَمِيتَ الدَّسِمَ حَمِسَ الْبَعِيرُ مِنْ طَلِيعَةِ قَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ‏:‏ لاَ تَغُرَّنَّكُمُ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَالُوا‏:‏ قَاتَلَكَ اللَّهُ، وَمَا يُغْنِي عَنَّا دَارُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرَوَى مَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، طَرَفًا مِنْهُ فِي قِصَّةِ الصَّوْمِ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا، وَرَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ مُخْتَصَرًا جِدًّا، وَلَمْ يَسُقْهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ السِّتَّةِ، وَأَحْمَدُ بِتَمَامِهِ وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ بِتَمَامِهِ فِي الزُّهْرِيَّاتِ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ‏.‏
وَالسِّيَاقُ الَّذِي هُنَا حَسَنٌ جِدًّا‏.‏
4302- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا يعقوب القُمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، رنّ إبليس رنة، فاجتمعت إليه ذريته، فقال‏:‏ ايأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك بعد يومكم هذا، ولكن أفشوا فيهم – يعني بمكة – النوح والشعر‏.‏
4303- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَفِي الْبَيْتِ أَوْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا، تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَبَّتْ لِوَجْهِهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، فَرَأَى فِيهِ تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ، وَقَدْ جَعَلُوا فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ الأَزْلاَمَ يَسْتَقْسِمُ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَعْفَرَانَ، فَلَطَّخَهُ بِتِلْكَ التَّمَاثِيلِ‏.‏
إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏
4304- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، أَرْسَلَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ‏:‏ أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ، مِنْهُمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّهُ يُرِيدُ حُنَيْنًا، قَالَ‏:‏ فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُكُمْ، قَالَ‏:‏ فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا، وَأَبَا مَرْثَدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْمَرْأَةِ بِرَوْضَةِ خَاخٍ وَفِيهِ‏:‏ قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ‏:‏ فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ قُبُلِهَا‏.‏
4305- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ، أَحَدُهُمَا بِجَنْبَيْ صَاحِبِهِ، يُشِيرَانِ إِلَى بِلاَلٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا‏:‏ انْظُرْ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ، فَقَالَ الْآخَرُ‏:‏ إِنْ يَكْرَهَهُ اللَّهُ يُغَيِّرُهُ‏.‏
4306- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ‏:‏ لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِأَصْغَرِ بَنَاتِهِ‏:‏ اصْعَدِي بِي عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَفِيهَا‏:‏ وَكَانَ فِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَمَرَّ عَلَيْهَا رَجُلٌ فَاقْتَطَعَهُ، فِي آخِرِهِ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ‏:‏ يَا أُخْتَهْ، احْتَسِبِيهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الأَمَانَةَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلَةٌ‏.‏
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ، إِلاَّ قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ الأَخِيرِ‏.‏

37- باب غزوة حنين
4307- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ انْكَشَفَ عَنْهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ زَيْدٌ، آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، ادْعُ الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةً فَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفٌ، قَدْ طَرَحُوا الْجُفُونَ وَكَسَّرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‏.‏
4308- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ، قَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ‏.‏
4308- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا‏.‏
4309- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن عوف، حدثني عبد الرحمن صاحب السقاية، حدثني رجل كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال‏:‏ لما التقينا نحن وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقوموا لنا حلب شاة أن كشفناهم، فبينا نحن نسوقهم في أدبارهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء أو الشهباء، فنلقى عندها رجالاً بيض الوجوه، فقال‏:‏ شاهت الوجوه، ارجعوا فانهزمنا من قولهم، فركبوا أكتافنا فكانت إياها‏.‏
4310- وقال عبد‏:‏ حدَّثنا موسى بن مسعود، حدَّثنا سعيد بن السائب الطائفي، حدثني أبي‏:‏ السائب بن يسار قال‏:‏ سمعت يزيد بن عامر السوائي قال‏:‏ وكان شهد حنينًا مع المشركين ثم أسلم، فنحن نسأله عن الرعب الذي ألقاه الله تعالى في قلوب المشركين يوم حنين كيف كان‏؟‏ قال‏:‏ كنا نأخذ الحصاة، فنريمها في الطست فيه الماء فيطن، قال‏:‏ كنا نجد في أجوافنا مثل هذا‏.‏
4311- وَبِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ فَذَكَرَ انْكِشَافَةً انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينِ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ‏:‏ ارْجِعُوا، شَاهَتِ الْوُجُوهُ، قَالَ‏:‏ فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ، إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو الْقَذَى فِي عَيْنَيْهِ‏.‏
4312- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ أَنْ يُنَادِيَ‏:‏ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ثُمَّ اسْتَحَثَّ النِّدَاءَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ، أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبِهَتْهُمْ إِلاَّ الْإِبِلُ تَحِنُّ إِلَى أَوْلاَدِهَا، فَلَمَّا الْتَقَوْا الْتَحَمَ الْقِتَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ وَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ، فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ‏:‏ هُزِمُوا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ النَّاسِ قِتَالاً بَيْنَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

38- باب غزوة الطائف
تقدم في غزوة الحديبية قصة عروة بن مسعود رضي الله عنه‏.‏

39- باب غزوة تبوك
4313- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، هُوَ ابْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعَيْنِ الرُّومِ، أَوِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا غَزْوَةُ تَبُوكَ، أَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَلْقَ الْعَدُوَّ غَدًا، وَهُمْ شِبَاعٌ، وَنَحْنُ جِيَاعٌ، فَخَطَبَ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ، فَلْيَأْتِنَا بِهِ وَبَسَطَ نِطَعًا، فَأُتِيَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا النَّاسَ، فَقَالَ‏:‏ خُذُوا فَأَخَذُوا، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصَهُ فَيَأْخُذُ فِيهِ، فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ مُحِقٌّ فَيَدْخُلُ النَّارَ‏.‏
4314- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ، فَلاَ يُكَلِّمَنَّهُ، وَلاَ يُجَالِسْهُ وَفِيهِ‏:‏ هَذِهِ طَيْبَةُ، أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلاَ يُكَلِّمُهُ، وَلاَ يُجَالِسُهُ‏.‏
4315- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، إِذْ مَالَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ‏:‏ أَيْنَ النَّاسُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ تَرَكْتُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَاحْتُبِسَ قَدْرَ مَا يَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ حَاجَتُكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ مَا لِي حَاجَةٌ، فَرَكِبْنَا حَتَّى أَدْرَكْنَا النَّاسَ‏.‏
إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ‏.‏
4316- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْمُزَنِيُّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ، وَلَهُ الْجَنَّةُ‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ، فَقَرَأَهُ، فَقَالَ‏:‏ اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مُتَّبِعُهُ، وَلَكِنْ لاَ أُرِيدُ أَنْ أَدَعَ مُلْكِي، وَبَعَثَ مَعَهُ بِدَنَانِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَجَعَ وَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَذَبَ وَقَسَمَ الدَّنَانِيرَ‏.‏

40- باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر دومة
4317- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّ خَيْلَكَ انْطَلَقَتْ، وَإِنِّي خِفْتُ عَلَى أَرْضِي وَمَالِي، فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا لاَ يُتَعَرَّضُ لِشَيْءٍ هُوَ لِي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِالَّذِي عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

41- باب وفد الحبشة
4318- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي خَصِيفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَأَقَرُّوا، وَأَسْلَمُوا، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ‏:‏ ‏{‏لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏الشَّاهِدِينَ‏}‏ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَتْهُ وَفَاتُهُ، فَصَلَّوْا عَلَيْهِ، كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ‏.‏

42- باب وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
4319- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونَنِي رِدَائِي، وَيَطِئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ قَالَ‏:‏ فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُمَرُ‏:‏ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ‏:‏ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ، أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولٍ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ وَوَصَلَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ، وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ، وَلَئِنْ كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ، لَمْ يُعْجِزِ اللَّهَ أَنْ يَحْثُوَ عَنْهُ، فَيُخْرِجَهُ إِلَيْنَا، فَخَلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلْنَدْفِنَهُ، فَإِنَّهُ يَأْسُنُ كَمَا يَأْسُنُ النَّاسُ قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ نَحْوَهُ‏.‏
4320- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، فَذَكَرَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ كَبُرَ سِنِّي، وَدَقَّ عَظْمِي، وَأُنْهِكَ جِسْمِي، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي، أَلاَ وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا، فَقَدْ تَرَوْنِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ‏.‏
4321- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا كامل، حدَّثنا ابن لَهِيْعَة، حدَّثنا أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب‏.‏
هذا الحديث من منكرات ابن لهيعة‏.‏
4322- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ قَالَ‏:‏ صَفْرَاءُ، فَقَالَ‏:‏ ابْنَ عَمِّ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرُبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ، وَشَعْرُهُ، وَبَشَرُهُ، وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ‏:‏ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، ألاَّ إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي، وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي قَالَ‏:‏ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ ابْنَ عَمِّي، لاَ أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي قَالَ‏:‏ فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَوَكَّأَ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ، قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ فَسَأَلَكَ، فَقُلْتَ‏:‏ مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا‏؟‏ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلاَثَةَ دَارِهِمَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا فَضْلُ، أَعْطِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ، فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ‏:‏ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَتَى صلى الله عليه وسلم بَيْتَ عَائِشَةَ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَ مَا قَالَ لِلرِّجَالِ‏.‏
4323- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏
4324- وقال الطيالسي‏:‏ حدَّثنا صالح بن أبي الأخضر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ إن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت، فقبل جبهته‏.‏
4325- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ وَوَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِخْفَاءَهُ دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ‏:‏ عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَأَلْحَدَ لَهُ لَحْدًا، وَنَصَبَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصْبًا‏.‏
4326- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ، أَهْبَطَ اللَّهُ إِلَيْهِ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَحْمَدُ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ، وَتَفْضِيلاً لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، يَقُولُ‏:‏ كَيْفَ تَجِدُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَزَادَ‏:‏ وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، قَالَ‏:‏ وَهَبَطَ مَعَ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ، يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ‏:‏ يَا أَحْمَدُ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ‏:‏ ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ لَهُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ، إِنْ أَمَرْتَنِي بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فَقَالَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ امْضِ لِمَا أُمِرْتَ لَهُ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ‏:‏ يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ، وَلاَ يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا‏؟‏ هَذَا الْخَضِرُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْآثَارِ الَّتِي سَمِعَهَا الطَّحَاوِيُّ، عَنِ الْمُزَنِيِّ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، فَحَدَّثَنَا، قَالَ‏:‏ لَمَّا مَرِضَ جَاءَهُ جِبْرِيلُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ، كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ فِيهِ بَعْدُ تَرَكْتُهَا فَقَالَ‏:‏ أَوَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، بِهَذَا أُمِرْتُ، وَأُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ جِبْرِيلَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ الثَّوَابَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا‏؟‏ هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏.‏
- وقال عبد الله بن أحمد في زيادات الزهد‏:‏ حدَّثنا أبو كامل الجحدري، حدَّثنا أبو عوانة، عن هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ‏}‏ حتى ختم السورة، نُعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة43- باب غسل النبي صلى الله عليه وسلم
4328- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعُوا صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْرَعَ الْعَبَّاسُ، فَأَصَابَ رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، لاَ تَلُومِينَنِي هَذِهِ، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ الرَّفِيقُ الأَعْلَى، قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ، فَلَمَّا قَضَى عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَوْتُ، غَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، فَقَالَ‏:‏ مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إِلاَّ أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثُ‏.‏
فِيهِ انْقِطَاعٌ‏.‏
4328- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَحْوَهُ‏.‏
وقد رواه البزار، عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن عبد الرحمن المحاربي، عن ابن الأصبهاني، أنه أخبره، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏.‏
4329- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ طَلِيقٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا، صلى الله عليه وسلم، فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، آوَاكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ، وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ‏:‏ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ الْآيَةَ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ قُلْنَا‏:‏ فَمَتَى الأَجَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ دَنَا الأَجَلُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى الْكَأْسِ الأَوْفَى، وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى، وَالْعَيْشِ الأَهْنَا قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُغَسِّلُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، الأَدْنَى فَالأَدْنَى قُلْنَا‏:‏ فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فِي ثِيَابِي هَذِهِ، أَوْ فِي ثِيَابِ مِصْرَ، أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَبَكَى صلى الله عليه وسلم وَبَكَيْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَهْلاً، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي، وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا، فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، وَلاَ تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ، وَلاَ بِصَيْحَةٍ، وَلاَ رَنَّةٍ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاَةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا‏:‏ فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَهْلِي مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرٍ، يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ قُلْتُ‏:‏ فِي هَذَا تُعُقِّبَ عَلَى الْبَيْهَقِيِّ، حَيْثُ قَالَ‏:‏ إِنَّ سَلامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏.‏
قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ رُوِيَ هَذَا عَنْ مُرَّةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَالأَسَانِيدُ عَنْ مُرَّةَ مُتَقَارِبَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ مُرَّةَ، إِنَّمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ، وَلاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَيْرُ مُرَّةَ‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس