عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2013, 08:32 PM   #142
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المطالب العلية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلانى


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة2- باب محبة عبد المطلب جده فيه وبركته صلى الله عليه وسلم في صغره
4208- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا وهب بن بَقيَّة، أنبأنا خالد، عن داود، عن عباس، عن كندير بن سعيد، عن أبيه قال‏:‏ حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز‏:‏ رد إلي راكبي محمدًا رده إلي واصطنع عندي يدًا قلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ هذا عبد المطلب بن هاشم ضلت إبل له، فأرسل في إثرها ابنًا له في طلبها، فاحتبس عليه، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها‏.‏ قال‏:‏ فما برحت حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل، فقال‏:‏ يا بني، والله لقد حزنت عليك هذه المرة حزنًا، لا تفارقني أبدًا‏.‏
أخرجه الحاكم نحوه ‏,‏ وقال في آخره‏:‏ لقد جزعت عليك يا بني جزعًا لم أجزعه على شيء ‏,‏ والله لا أبعثك في حاجة أبدًا ‏,‏ ولا تفارقني بعد هذا أبدًا‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة3- باب أولية النبي صلى الله عليه وسلم وشرف أصله
4209- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ، فَتُسَبِّحُ الْمَلاَئِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الأَرْضِ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَهُ فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَزَلْ يَنْقِلُنِي مِنْ أَصْلاَبِ الْكِرَامِ إِلَى الأَرْحَامِ، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ، لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ‏.‏
4210- قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي، فَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ‏.‏
4211- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ، غَيْرُ نَسَبِي وَسَبَبِي‏.‏
وَحَدِيثُ الْمِسْوَرِ، فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة4- باب عصمة الله تبارك وتعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
4212- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إِلاَّ مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ، كِلْتَيْهِمَا يَعْصِمُنِي اللَّهُ مِنْهُمَا، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لِأَهْلِهَا يَرْعَاهَا‏:‏ أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَخَرَجْتُ، فَجِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ، وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ فُلاَنٌ تَزَوَّجَ فُلاَنَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، قَالَ‏:‏ مَا فَعَلْتَ‏؟‏ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ‏:‏ مَا فَعَلْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ مَا فَعَلْتُ شَيْئًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ قُلْتُ‏:‏ هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ الْكِبَارِ إِلاَّ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ هُذا، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏
4213- وَقَالَ الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَطَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نُهِيتُ عَنِ التَّعَرِّي‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة5- باب شهوده صلى الله عليه وسلم مشاهد المشركين قبل البعثة منكرًا عليهم
4214- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا جرير، عن الثوري، عن ابن عقيل، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم، قال‏:‏ فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه‏:‏ اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل‏؟‏ فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم‏.‏ قلت‏:‏ هذا الحديث أنكره الناس على عثمان بن أبي شيبة‏,‏ فبالغوا‏,‏ والمنكر فيه قوله عن الملك أنه قال‏:‏ عهده باستلام الأصنام‏.‏ فإن ظاهره إنه صلى الله عليه وسلم باشر الاستلام، وليس ذلك مرادًا‏,‏ بل المراد أن الملك أنكر شهوده لمباشرة المشركين استلامهم أصنامهم‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة6- باب البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مس الصنم إنما مسه موبخًا لعابديه
4215- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ‏:‏ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَجِدُ مِنْ يَدِهِ رِيحَ النُّحَاسِ، فَكَأَنَّ جِبْرِيلَ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَفَعَلْتَ ذَلِكَ‏؟‏ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ أَخِي، مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ‏.‏
وَقَدْ مَضَى فِي مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم نُهِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ مَسِّ الصَّنَمِ‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة7- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم
4216- قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ، أَشْفَارِ الْعَيْنِ، لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلاَ مُتَفَحِّشًا، كَانَ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا‏.‏
4217- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ‏:‏ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلاَنِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ، إِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ‏:‏ أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لَهُ‏:‏ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي، فَمَدَّ يَدَهُ، وَقَالَ‏:‏ أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ وَلاَ دَمٍ، وَلاَ عِرْضٍ إِلاَّ بِحَقِّهِ، رَحِمَ اللَّهُ امَرَأً سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الأَخْذِ، سَهْلَ الْعَطَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ التَّقَاضِي ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ لَهُوَ هُوَ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الأَنْفِ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، فإذا ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ، شَعْرٌ أَسْوَدُ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَدَنَا مِنَّا، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَأُقَصَّنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ، فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ، فَقَالَ‏:‏ مَا تَشَاءُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ، وَأَهْلَكْتَهُمْ، وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذَاكَ اللَّهُ قُلْتُ‏:‏ مَا تَدْعُوا إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا تَقُولُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أتَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ، وَتَكْفُرُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَمَا الزَّكَاةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ قَدْ عَرَفْتُ قَالَ‏:‏ قَدْ عَرَفْتَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَادْعُهُمْ فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ‏.‏
4218- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ مَعَ مَوْلاَيَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا أَحْمَرَ، فَقَالَتْ‏:‏ هَذَا شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة8- باب بناء الكعبة
4219- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا‏:‏ ثُمّ حَدَّثَ يَعْنِي‏:‏ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ السَّكِينَةَ، وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ مِثْلَ الْحَجَفَةِ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَبْنِي سَاقًا، يَعْنِي‏:‏ بِنَاءً، وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قَالَ لِإِسْمَاعِيلَ‏:‏ اذْهَبْ فَالْتَمِسْ حَجَرًا، فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْحَجَرِ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، وَقَالَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مِنْ عِنْدِ مَنْ لاَ يَتَّكِلُ عَلَى بِنَائِي وَبِنَائِكَ، فَوَضَعَهُ ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ، تَنَازَعُوا فِيهِ، فَقَالُوا‏:‏ أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ هَذَا الأَمِينُ، فَأَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ فَبَسَطَهُ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ رَجُلاً، فَأَخَذَ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعَهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ‏.‏
4219- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَقَيْسٌ، وهو ابن الربيع، وسلام، وهو ابن الأحوص، كلهم، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا هُدِمَ الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ، تَشَاجَرُوا، مَنْ يَضَعُهُ‏؟‏ فَاتَّفَقُوا أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَدَخَلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ، فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ، وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعُوهُ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏
4219- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ، يَعْنِي‏:‏ قُرَيْشًا اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا‏:‏ نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ‏:‏ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ، يَعْنِي‏:‏ قَبْلَ الْبَعْثَةِ‏.‏
4219- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا العباس بن الفضل الأزرق ببغداد إملاءً، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن سِماَك بن حرب، عن خالد قال‏:‏ قال رجل لعلي علي رضي الله عنه‏:‏ أخبرني عن بنائه‏؟‏ قال‏:‏ أوحى الله تعالى إلى إبراهيم، أن ابن لي بيتًا، قال‏:‏ فضيق على إبراهيم عليه السلام ذرعًا، فأرسل الله تعالى ريحًا يقال لها‏:‏ السكينة، ويقال‏:‏ الخجوج، لها عينان ورأس، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت، ويقيل إذا قالت، فسارت، حتى انتهت إلى موضع البيت، فتطوقت عليه، مثل الحجفة، وهي بإزاء البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم ساقًا فإذا اشتد عليهما الحر، استظلا في ظل الجبل، فلما بلغا موضع الحجر، قال إبراهيم لإسماعيل‏:‏ ائتني بحجر أضعه، يكون علمًا للناس، فاستقبل إسماعيل الوادي، وجاء بحجر، فاستصغره إبراهيم، ورمى به، وقال‏:‏ جئني بغيره، فذهب إسماعيل، وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل، فقال له إبراهيم‏:‏ قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك‏.‏ قال‏:‏ فبنى البيت، وجعل يطوف حوله، ويطوفون ويصلون، حتى ماتوا وانقرضوا، فتهدم البيت فبنته العمالقة، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا، فبنته قريش، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه، فقالوا‏:‏ أول من يطلع من الباب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏
4220- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهِ مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَهُولَةٍ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلاً عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ، كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، مُرَبَّعَةً مِنْ جَانِبٍ، وَمُدَوَّرَةً مِنْ جَانِبٍ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ، انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ ليَأْخُذُوا خَشَبَهَا فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ تَاجِرًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ‏:‏ نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُوَرِ الْبَيْتِ بَيْضَاءَ الْبَطْنِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَهُ، يَأْخُذَ مِنْهُ حِجَارَتَهُ، سَعَتِ إلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَعَجُّوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ‏:‏ وَقَالُوا‏:‏ رَبَّنَا، لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وَإِلاَّ فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا جَوَابًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، أَسْوَدَ الظَّهْرِ، أَبْيَضَ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَغَرَزَ مَخَالِبَهُ فِي بَطْنِ الْحَيَّةَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا يَجُرُّهَا وَذَنَبُهَا سَاقِطٌ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ جِيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، فَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، وَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ بَعْضُ النَّمِرَةِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بِنَائِهَا وَبَيْنَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَذَكَرَ حَرِيقَهَا فِي زَمَانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَابِطٍ، أَنَّهُ لَمَّا بَنَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَشَفُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَإِذَا الْحَجَرُ فِيهَا مِثْلُ الْحَلَقَةِ، مُشَبَّكٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، إِذَا حُرِّكَتْ بِالْعَتَلَةِ، تَحَرَّكَ الَّذِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى، قَالَ ابْنُ سَابِطٍ‏:‏ فَأَرَانِيهِ زَيْدٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُهَا أَمْثَالَ الْحَلَقَةِ مُشَبَّكَةً أَطْرَافُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا هَدَمُوا الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ، كَأَنَّمَا عُنُقُهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوا مِنْهَا، فَجَاءَ طَائِرٌ ظَلَّلَ نِصْفَ مَكَّةَ، فَأَخَذَهَا بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ، قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ وَخَرَجُوا يَوْمًا، فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، فَسَرَقَ مِنْ حِلْيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ عَادَ فَسَرَقَ، فَلُصِقَ الْحَجَرُ عَلَى رَأْسِهِ‏.‏
4221- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ‏:‏ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ، حِينَ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَكَانَتِ الرِّجَالُ تَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ، وَالشِّيدُ‏:‏ مَا يُجْعَلُ بَيْنَ الصَّخْرِ، قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ كُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا، وَابْنُ أَخِي مُحَمَّدٌ، فَكُنَّا نَنْقُلُ عَلَى رِقَابِنَا، وَنَجْعَلُ أُزُرَنَا تَحْتَ الصَّخْرِ، فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا، وَمُحَمَّدُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ وَقَعَ فَانْبَطَحَ، فَجِئْتُ أَسْعَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ فَقَامَ فَاتَّزَرَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَكَتَمْتُ ذَلِكَ النَّاسَ، خَشْيَةَ أَنْ يَرْوَهُ جُنُونًا‏.‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة9- باب المبعث
4222- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ إِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ هُوَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ‏:‏ وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ، فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرْ، فَإِنَّ السَّلاَمَ خَيْرٌ، ثُمَّ أُرِيَ، صلى الله عليه وسلم يَوْمًا آخَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ فَهِبْتُ مِنْهُ، قَالَتِ‏:‏ انْطَلَقَ، يُرِيدُ أَهْلَهُ، فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَابِ، فَقَالَ‏:‏ فَكَلَّمَنِي، حَتَّى آنَسْتُ بِهِ ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ إِذَا أَنَا بِهِ، وَمِيكَائِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ إِلَى الأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَصَلَقَنِي لِحَلاَوَةِ الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ مَا لَمْ يَعْلَمْ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ حَتَّى جِئْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَمَا تَلَقَّانِي حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ، إِلاَّ قَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَتِ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏
4222- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا هُوَ وَخَدِيجَةُ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ، فَجِئْتُ مُسْرِعًا، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَسَجَّتْنِي ثَوْبًا، وَقَالَتْ‏:‏ مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ‏؟‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ‏:‏ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ، فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ، فَوَزَنْتُهُ، حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، مِنْ فَوْقِهِ‏:‏ تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ‏.‏
4223- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِينَ‏.‏

10- باب أذى المشركين في أصنامهم
4224- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرني شبابة بن سوار المدائني، حدَّثنا نعيم بن حكيم، حدَّثنا أبو مريم، أنه حدثه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة، فنأتي العذرات، فنأخذ حريراق بأيدينا، فننطلق به إلى أصنام قريش، فنلطخها، فيصبحون، فيقولون‏:‏ من فعل هذا بآلهتنا‏؟‏ فينطلقون إليها، ويغسلونها باللبن والماء‏.‏
إسناده صحيح‏.‏
4225- وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ لِي‏:‏ ابْتَغِ لِي مَاءً، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي دَلْو، فَجَعَلَ يَبُلُّ بِهِ الثَّوْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهِ الصُّوَرَ، وَيَقُولُ‏:‏ قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا يُصَوِّرُونَ مَا لاَ يَخْلُقُونَ‏.‏

11- باب ما آذى المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وثباته على أمره
4226- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي أَبِيعُهَا، وَمَرَّ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، تُفْلِحُوا، قَالَ‏:‏ وَرَجُلٌ يَتَّبِعُهُ بِالْحِجَارَةِ، قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ، وَيَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ هَذَا غُلاَمٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ‏:‏ فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيَهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، هُوَ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلاَمُ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةِ، حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏
4227- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا‏:‏ يَا أَبَا طَالِبٍ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ‏:‏ يَا عَقِيلُ ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ‏:‏ أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ، مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ‏:‏ مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي، فَارْجِعُوا‏.‏
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏
4228- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ‏.‏
4228- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا‏:‏ مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ، يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا‏:‏ أَدْرِكْ صَاحِبَكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا، وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ وَيْلَكُمْ ‏{‏أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ‏}‏ قَالَ‏:‏ فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ لاَ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ، إِلاَّ جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ‏.‏

12- باب إسلام عمر رضي الله عنه
4229- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَوَّلُ إِسْلاَمِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضَ لَيْلاً، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ الْحِجْرَ، وَعَلَيْهِ نَعْلاَهُ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ‏:‏ فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عُمَرُ مَا تَتْرُكُنِي لَيْلاً وَلاَ نَهَارًا قَالَ‏:‏ فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عُمَرُ، اسْتُرْهُ قُلْتُ‏:‏ لاَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ بِالشِّرْكِ‏.‏

13- باب الهجرة إلى الحبشة
4230- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلاَءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، أَوْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا أَرَاكَ إِلاَّ قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ‏؟‏ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوْا، وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ يَعْنِي مُتَغَضِّبًا، حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ‏:‏ خَبَّابٌ، يُقْرِئِهُمَا سُورَةَ طه، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِسَّ عُمَرَ، دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ‏؟‏ قَالاَ‏:‏ مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ‏:‏ لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا، وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ‏؟‏ فَقَالَ خَتَنُهُ‏:‏ يَا عُمَرُ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ، فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، قَالَ‏:‏ فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَ وَجْهَهَا فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمْ تَقْرَؤُونَ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ‏:‏ أُخْتُهُ‏:‏ لاَ، أَنْتَ رِجْسٌ، أَعْطِنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ، قَالَ‏:‏ فَفَعَلَ، قَالَ‏:‏ فَقَرَأَ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَى قَوْلِهِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَلاَمَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرْ يَا عُمَرُ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ‏:‏ اللَّهُمَّ أَعَزِّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ فَقَالُوا‏:‏ هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُوحَى إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، هَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ، وَحَمَائِلِ السَّيْفِ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَنْتَ مُنْتَهِي يَا عُمَرُ، حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اللَّهُمَّ أَعِزِّ الدِّينِ بِعُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏
4230- حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏
4230- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَوَّلَهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم، عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ قَالَ‏:‏ فَتَقَلَّدَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، السَّيْفَ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ الْحَدِيثَ‏.‏
4231- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ اسْتَأْذَنَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضًا أَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا لاَ أَخَافُ أَحَدًا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النَّجَاشِيَّ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ حَسَدْتُهُ، قُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَأَسْتَقْتِلَنَّ لِهَذَا وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلاً ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطْفَةَ أَبَدًا، لاَ أَنَا وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ‏:‏ ادْعُهُ قُلْتُ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَجِئُ مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولاً، فَجَاءَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ، نَادَيْتُ‏:‏ ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَادَى هُوَ مِنْ خَلْفِي‏:‏ ائْذَنْ لِعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ هُو وَأَصْحَابُهُ، قَالَ‏:‏ فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ‏:‏ فَقَالَ النَّجَاشِيُّ‏:‏ نَحَرُوا نَحَرُوا، أَيْ تَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَمْرُو‏:‏ إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لاَ أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ‏:‏ فَتَشَهَّدَ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ هُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، قَالَ‏:‏ فَصَاحَ، وَقَالَ‏:‏ أَوَّهْ، حَتَّى قُلْتُ‏:‏ إِنَّ الْحَبَشَةَ لاَ تَكَلَّمُ، قَالَ‏:‏ أَنَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَقُولُ‏:‏ هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، قَالَ‏:‏ فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَخْطَأَ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، وَلاَ هَذِهِ، وَلَوْلاَ مُلْكِي لَتَبِعْتُكُمْ، وَقَالَ لِي‏:‏ مَا كُنْتُ لِأُبَالِيَ أَنْ أَلاَّ تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ، وَقَالَ لِآذِنِهِ‏:‏ مَتَى أَتَاكَ هَذَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ، إِلاَّ أَنْ أَكُونَ عِنْدَ أَهْلِي، فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَ أَهْلي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبِي فَأَذَنْ لَهُ، قَالَ‏:‏ وَتَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ لَقِيتُهُ خَالِيًا مِنْ جَعْفَرٍ، فَاسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ مَرَّةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَ‏:‏ فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ تَعْلَمْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ هَدَاكَ اللَّهُ تَعَالَى، فَاثْبُتْ، قَالَ‏:‏ وَتَرَكَنِي وَذَهَبَ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا شَهِدُوا مَعِي، فَأَخَذُونِي، فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيفَةً، أَوْ ثَوْبًا، فَجَعَلُوا يُغَمُّونَنِي، فَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، وَمِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، حَتَّى أُفْلِتَ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ، قَالَ‏:‏ فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ‏:‏ كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ‏:‏ كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ ذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، حَتَّى مَا تُرِكَ عَلَيَّ قِشْرَةٌ، وَمَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إِلاَّ قِنَاعُ حَبَشِيَّةٍ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ، فَقَالَ‏:‏ ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ آذِنْهُ، إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ، قَالَ‏:‏ اسْتَأْذِنْ، فَأَسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عَمْرًا قَدْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي، قَالَ‏:‏ كَلاَّ، قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ كَلاَّ، قَالَ‏:‏ بَلَى، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ‏:‏ اذْهَبْ مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلاَ يَقُولُ شَيْئًا إِلاَّ كَتَبْتُهُ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ، حَتَّى مَا تَرَكْتُ شَيْئًا حَتَّى الْقَدَحِ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، إِلاَّ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أَنَّ إِسْلاَمَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ عَلَى يَدِ النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ‏:‏ لاَ يُسَاوِي شَيْئًا، وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الْجُمْلَةِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏
4232- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الملائي، ثنا زكريا، عن الشعبي قال‏:‏ كانت الهجرة من الحبشة ليالي خيبر‏.‏

14- باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام واقتراح قريش عليه الآيات
حديث الزبير رضي الله عنه ‏,‏ تقدم في تفسير الشعراء‏.‏

15- باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة
4233- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا‏:‏ انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ، وَالْكَهَانَةِ، وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا‏:‏ مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالُوا‏:‏ أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ‏؟‏ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ، أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا، وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ، مَا نَنْتَظِرُ إِلاَّ مِثْلَ صَيْحَةِ الْحُبْلَى أَنْ يَقْدِمَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلاً وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فَنُزَوِّجُكَ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَفَرَغْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَتَّى بَلَغَ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ‏:‏ حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا‏:‏ مَا وَرَاءَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلاَّ قَدْ كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا‏:‏ فَهَلْ أَجَابَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنْيَةً، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا‏:‏ وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لاَ تَدْرِي مَا قَالَ قَالَ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ‏.‏
رَوَاهُ عَبْدٌ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، من طريق جعفر بن عون، عَنِ الأَجْلَحِ‏.‏

16- باب الإسراء
4234- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ مِقْلاَصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِيهِ فَرَايِصُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَوْ فَأَمَرَنِي فِي عَلِيٍّ بِثَلاَثِ خِصَالٍ‏:‏ بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ‏.‏
4235- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى أُمّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِغَلَسٍ، فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ شَعَرْتُ أَنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبِ الْأُذُنَيْنِ، فَرَكِبْتُ وَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ، وَقَصُرَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا أَخَذَنِي فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلاَهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، لاَ يَفُوتَنِي، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ‏:‏ إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فَشَرِبْتُ الأَبْيَضَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ شَرِبْتَ اللَّبَنَ، وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لاَرْتَدَّتْ أُمَّتُكَ ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، قَالَتْ‏:‏ فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ وَقُلْتُ‏:‏ أَنْشُدُكُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا، فَيُكَذِّبَكَ مَنْ صَدَّقَكَ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ، كَأَنَّهَا طَيُّ الْقَرَاطِيسِ، فَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ، كَأَنَّهُ يَخْطَفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ صلى الله عليه وسلم، قَدْ خَرَجَ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ‏:‏ وَيْلَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ، وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنَشَرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِ‏:‏ صِفْهُمْ لِي فَقَالَ‏:‏ أَمَّا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، وَدُونَ الطَّوِيلِ، وَعَرِيضُ الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، مُتَرَاكِبُ الأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، خَارِجُ اللِّثَةِ، عَابِسٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا، وَخَلْقًا قَالَ‏:‏ فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ‏:‏ كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ، كَانَ أَمَمًا، غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، نَصْعَدُ شَهْرًا وَنَنْحَدِرُ شَهْرًا، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ، وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، لاَ أُصَدِّقُكَ، وَمَا كَانَ الَّذِي تَقُولُ قَطُّ، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، وَأَقْسَمَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، لاَ يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لاِبْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالُوا‏:‏ يَا مُحَمَّدُ فَصِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ‏:‏ دَخَلْتُهُ لَيْلاً، وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلاً فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَصَيَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ‏:‏ بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ صَدَقْتَ، صَدَقْتَ قَالَتْ نَبْعَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَئِذٍ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكَ الصِّدِّيقَ قَالُوا‏:‏ يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هُوَ أَغَنْى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ بِالرَّوْحَاءِ، قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ، لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ قَالُوا‏:‏ هَذِهِ وَالْإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الْإِبِلُ، وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، عَلَيْهِ جَوَالِقُ مَخِيطٌ بِبَيَاضٍ، لاَ أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ، أَمْ لاَ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا‏:‏ هَذِهِ وَالْإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلاَنٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ، هِيَ ذِهِ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ‏:‏ سَاحِرٌ فَانْطَلَقُوا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الأَمْرَ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم، فَرَمُوهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا‏:‏ صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ‏:‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ‏}‏ قُلْتُ لِأُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلاَّ طُغْيَانًا وَكُفْرًا‏.‏
4236- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَسَارَ بِهِمَا فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ، ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ، فَسَارَ بنا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ‏:‏ سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَزَئِيرًا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ‏:‏ سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسَرَ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ عَلَى مَنْ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ قَالَ‏:‏ عَلَى رَبِّهِ، قُلْتُ‏:‏ عَلَى رَبِّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وَحِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، أَتَدْنُو مِنْهُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَتْ لِي الأَنْبِيَاءُ، مَنْ سَمَّى اللَّهُ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ‏:‏ مُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ‏.‏
4236- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ‏.‏

17- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
4237- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ حُدّثت عن ابن إسحاق قال‏:‏ فلما انطلق سراقة راجعًا من طلب النبي صلى الله عليه وسلم وطلب أبي بكر رضي الله عنه، جعل يذكر ما رأى من الفَرَس، ويذكر ما أصابه من الجهد في طلبهما، فسمع أبو جهل بذلك، فخشي أن يُسْلم حين رأى ما رآه، فقال في ذلك أبياتًا‏:‏ بني مدلج إني أخاف سفيهكم سراقة يستغوي لنصر محمد عليكم به ألا يفارق جمعكم فيصبح شتى بعد عز وسؤدد يظن سفيه الحي أن جاء بشبهة على واضح من سنة الحق مهتد فأنى يكون الحق ما قال إن غدا ولم يأت بالحق المبين المسدد ولكنه ولى غريبًا بسخطه إلى يثرب منا، فيا بعد مولد ولو أنه لم يأت يثرب هاربًا لأشجاه وقع المشرفي المهند فأجابه سراقة فيما قال، فقال‏:‏ أبا الحكم الله لو كنت شاهدًا لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه عجيب ولم تشكك بأن محمدًا أتانا ببرهان فمن ذا يكاتمه عليك فكف القوم عنه فإنني أرى أمره يومًا ستبدوا معالمه بأمر يود النصر فيه ويا لها لو أن جميع الناس طُرًا تسالمه‏.‏
4238- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ، يَعْنِي‏:‏ وَهُمَا فِي الْغَارِ‏.‏
4239- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن ابن جدعان قال‏:‏ كان أسنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني في الهجرة- أبو بكر الصديق، وسهل بن بيضاء رضي الله عنهما‏.‏

18- باب بيعة العقبة
4240- قال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا عيسى- هو ابن يونس- عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ لقد لبثنا بالمدينة سنتين، قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمر المساجد، ونقيم الصلاة‏.‏
4241- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النُّقَبَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ لَهُمْ‏:‏ تَؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي قَالُوا‏:‏ فَمَا لَنَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَكُمُ الْجَنَّةُ مُخْتَصَرٌ‏.‏
صَحِيحٌ أَخْرَجُوهُ مُطَوَّلاً‏.‏
4241- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏.‏

19- من باب الهجرة
4242- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ، قَرِيبَانِ مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْتُ فَرَسِي، وَهُوَ فِي الْمَرْعَى، فَنَفَرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي، فَرَكِبْتُهُ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مَخَافَةَ، أَنْ يَشْرَكَنِيَ فِيهَا أَهْلُ الْمَاءِ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ بَاغٍ يَبْغِينَا، قَالَ‏:‏ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ قَالَ‏:‏ فَوَحَلَ بِي فَرَسِي، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ مِنَ الأَرْضِ، فَوَقَعْتُ عَلَى حَجَرٍ، فَانْفَلَتَ، فَقُلْتُ‏:‏ ادْعُ الَّذِي فَعَلَ مَا أَرَى أَنْ يُخَلِّصَهُ، وَعَاهَدَهُ أَنْ لاَ يَعْصِيَهُ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَدَعَا صلى الله عليه وسلم لَهُ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُ‏:‏ أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ فَقَالَ‏:‏ هَاهُنَا عَمِّ عَنَّا النَّاسَ، وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ، قَالَ‏:‏ فَكُنْتُ لَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ طَالِبًا، وَآخِرَ النَّهَارِ لَهُمْ مَسْلَحَةً، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا فَلَمَّا قَدِمَ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُ قَالَ سُرَاقَةُ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ، أَتَيْتُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ‏.‏
4242- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِطُولِهِ وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ بِمَعْنَاهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِي هَذَا مُغَايَرَةٌ فِي مُوَيْضِعَاتٍ‏.‏
4243- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْتَخْفِيَيْنِ فِي الْغَارِ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فَاسْتَسْقِيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ، مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا، حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، وَقَدِ اهْتُجِنَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ائْتِنَا بِهَا فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ، فَسَقَى الرَّاعِيَ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبْدُ‏:‏ بِاللَّهِ، مَنْ أَنْتَ‏؟‏ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، قَالَ‏:‏ أَوَتُرَاكَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ قَالَ‏:‏ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلاَّ نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَتَّبِعُكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ، حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا، فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ فَتَبِعَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنَ الْغَارِ‏.‏

20- باب سرية نخلة
حديث عامر بن ربيعة في قصة عمرو بن سراقة رضي الله عنه ‏,‏ تقدم في كتاب الزهد ‏,‏ في باب عيش السلف‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس