43- كتاب المناقب
1- باب علامات النبوة
3796- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَصَلْتُ الْحَدِيثَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ باليمن، في عهد رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ ذِرَاعَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُ فِيهِمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَ الْيَمَامَةِ، وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ.
فِيهِ انْقِطَاعٌ.
3797- وَأنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فَحَنَّتْ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَيْهَا، فَسَكَنَتْ.
3798- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ.
3799- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلاَمِ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، قَالَ: فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَعَلَّمَنَا صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ.
3800- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُفَيْرَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لاَ يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلاَ يُرَى، فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلاَةٍ، لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلاَ عَلَمٌ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ، اجْعَلْ لِي فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لاَ نُرَى، قَالَ: فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَجْتَمِعَا، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَجَاءَتَا، فَجَلَسَ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا.
قَالَ: وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفَلاَةٍ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا مَسِيرَنَا، وَمَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ، عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خُذُوا أَحَدَهُمَا، وَرُدُّوا الْآخَرَ.
قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسِرْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ، فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: سَنَيْنَا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَتَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا لاَ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ، وَرَوَاهُ الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، بِطُولِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ، وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ: كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ حَسْبُ.
3801- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَكَذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلاَةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ، فَانْفَجَرَتْ عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ فُلاَنًا ظَلَمَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَسْأَلُ صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، وَدَاءٌ فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي، وَصَدَقَتِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ: هُوَ مَا سَمِعْتَ.
2- باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم
3802- قال أبو يعلى: حدَّثنا زكريا [ح].
وإسحاق، قالا: ثنا هُشيم، عن سيار، عن أبي هبيرة الأنصاري، عن جابر رضي الله عنه... فذكر حديث البعير، قال جابر رضي الله عنه: فلقيت رجلاً من اليهود فأخبرته بالذي كان، فجعل يتعجب، ويقول: أعطاك الثمن، ورد عليك البعير !.
3803- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأَجْوَدِ؟ اللَّهُ الأَجْوَدُ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ.
3- باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم
3804- قَالَ عبد: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلاَءٍ، فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ، فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ، خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلاَةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا: إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ، يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ، فَقَالَ: خُذْ لِمَجْلَدِكَ، فَاقْتَصَّ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ: خُذْ بِمَجْلَدِكَ، فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَعْفُوَ قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ، وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ؟ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ، وَكُنْتَ نَائِمًا، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا، أَعْرَضْتَ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ، فَقُلْتَ: لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاقْتَصَّ، قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ، قَالَ: اقْتَصَّ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا، إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
فيه حديث رافع بن خديج رضي الله عنه في مسح بطنه فما اشتكاه بعد.
وحديث أنس رضي الله عنه في باب الخطبة، من كتاب النكاح.
4- باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم
3805- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي سَلاَمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ حَدَّثَهَا، أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ، لاَ يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا، فَسَأَلَهُ: مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ جَمَلاً لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ، فَأُصِبْتُ، فَنَفَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ، فَأَبْصَرَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ، وَإِنَّهُ لاَبْنُ ثَمَانِينَ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ.
3806- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا، فَوُضِعْتُ فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فَوُزِنْتُ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ فجِيءَ بِعُثْمَانَ، فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ، فَرُفِعَتْ.
3807- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ.
3808- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ، عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ لَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَوَقَفَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي فُلاَنٌ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا زَالَ فِي خَنْقٍ وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، فَأَكْسَعَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ أُسَامَةُ: وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ، فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ، وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ، قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ أُسَامَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهَكَذَا كَانَ يَدْعُوهُ بِهِ تَحَشُّمَةً، نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا، قَالَ: فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، صلى الله عليه وسلم، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ، فَنَاوَلْتُهَ إِيَّاهَا، فَأَكَلَهَا صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ: نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا، فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، وَإِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ، قُمْ، فَاخْرُجْ، فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ، وَمَا قَطَعْتُ النَّاسَ، وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أَحَدًا، وَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا، أَوْ رَجْمًا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ رَأَيْتُ نَخَلاَتٍ صِغَارًا، إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، فَقَالَ لِي: يَا أُسَيْمُ، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ، حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُلْ ذَلِكَ لِلرَّجْمِ فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ تَفَاقُرَهُنَّ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَلاَ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: صلى الله عليه وسلم خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَلَمَّا دَخَلَ صلى الله عليه وسلم الْخِبَاءَ، قَالَ لِي صلى الله عليه وسلم: يَا أُسَيْمُ، انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلاَتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَأَتَيْتُ النَّخَلاَتِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
3809- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلاَمِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلاَمِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فَقَالَ لِي: اذْهَبْ، فَارْدُدْهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَاحِلَتِي قَدْ كَلَّتْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ، فَقُلْتُ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلاَمِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلاَ أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لِي، فَأَمَّرَنِي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ لِي صلى الله عليه وسلم كِتَابًا آخَرَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلاً، فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابِهِ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِي، ثُمَّ أَتَاهُ صلى الله عليه وسلم آخَرُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلاَ غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ، فَجَزَّأَهَا، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ، أَوْ أَعْطَيْنَاكَ بِحَقَّكَ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَلَزِمْتُهُ، وَكُنْتُ قَوِيًّا، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي صلى الله عليه وسلم، فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لاَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ، وَقَدْ تَلاَحَقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لاَ، إِلاَّ شَيْءٌ قَلِيلٌ لاَ يَكْفِيكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ كَفَّهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْإِنَاءِ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ: يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلاَ أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَسُقِينَا وَأَسْقَيْنَا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي: مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فيَ الْمَاءِ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَرَادَ بِلاَلٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، فَهُوَ يُقِيمُ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَأَقَمْتُ الصَّلاَةَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ، قَالَ: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ، وَأَنَا أُومِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ، قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ، فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا، إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا، وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا، فَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وَقَدْ أَسْلَمْنَا، وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ لَنَا، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا، فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا، وَلاَ نَتَفَرَّقَ، فَدَعَا بِسِتِّ حَصَيَاتٍ، فَتَرَكَهُنَّ فِي يَدِهِ، وَدَعَا فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ، فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، بَعْضَهُ مُفَرَّقًا.
3810- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ آتِهِ مَالاً وَوَلَدًا، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ، وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ، لاَ أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلاَ سَقْطٌ.
هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
3811- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، إِذِ امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ، وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لاَ يَقْرَبُنِي، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لاَ تَقْرَبُهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، إِنَّ عَهْدِي بِهَا لهَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ، فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسُّوقِ، فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أُدُمًا، فَلَمَّا رَأَتْهُ طَرَحَتِ الْأُدُمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ إِلاَّ أَنْتَ.
3812- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي: ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، كَانَتْ تَحْتَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بِكَفِّهَا، فَقُلْتُ لَهَا: اصْنَعِي وَأَنْعِمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَرْسَلَكَ أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ قَالَ: ادْخُلْ، وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: هَلْ مِنْ؟ كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأُدْمَ، قَالَ: فَأَتَوْهُ صلى الله عليه وسلم بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ، أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا.
وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.
3813- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبَرْجَمِيُّ، عَنْ أَبِي ظِلاَلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ، فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ، فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ رَبِيبَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَبِيبَةُ، أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ يَأْتَدِمْ بِهَا فَانْطَلَقَتْ بِهَا رَبِيبَةُ، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْكَ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ، فَجَاءَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَبِيبَةُ، أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي، فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، وَمَعَهَا رَبِيبَةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَعَلَتْ، قَدْ جَاءَتْ بِهَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَعْجَبِينَ إنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ؟ كُلِي، وَأَطْعِمِي، قَالَتْ: فَجِئْتُ الْبَيْتَ، فَقَسَمْتُ فِي قَعْبٍ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَتَرَكْتُهَا، فِيهَا مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ.
5- باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم وطاعتها
3814- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي، فَجَاءَتْ تَجِدُّ السَّيْرَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي، فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ، فَأَكُونُ مَعَكَ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ.
وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
3815- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِالْحَجُونِ، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً، لاَ أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً، فَنَادَى صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَتْ تَشُقُّ الأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ، قَالَ: فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ قَالَ: وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: كَانَ بِالْحَجُونِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً، فَدَعَا صلى الله عليه وسلم شَجَرَةً، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَمَرَهَا صلى الله عليه وسلم، فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا، قَالَ الْبَزَّارُ: لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
وَحَدِيثُ أُسَامَةَ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ.
6- باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم على ما يتكلم به أعداؤه وغيرهم في غيبته
3816- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ، وَهُوَ فِي مَكَانِهِ: لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: غَلَبْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.
7- باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بالخلفاء بعده
3817- قَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ، ثُمَّ لِيَضَعْ عُمَرُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاَءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي.
3818- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ جَدَّتَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُمَرُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، قَالَتْ: فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هَذَا أَمْرُ الْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي.
3819- حَدَّثَنَا أَبُو بَهْزٍ الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُعْلِمُهُ؟ قَالَ: أَعْلِمْهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً، فَإِذَا عُمَرُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آتٍ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ الْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلاَفَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ، وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ، هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ، وَبَكْرٌ، وَعَبْدُ الأَعْلَى: وَاهِيَانِ، وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا، فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الأَعْلَى، فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ، مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلأَنْصَارِ: قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ: عُمَرَ، أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَلَمَا قَالَ عُمَرُ: الأَمْرُ شُورَى فِي سِتَّةٍ.
8- باب حسن شمائله ووفاء عهده
حديث طارق بن عبد الله رضي الله عنه، تقدم في البيوع.
9- باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم
3820- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَوْ مُزَيْنَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَؤُلاَءِ وُفُودُ الذِّئَابِ، تَسْأَلُكُمْ أَنْ تَرْضَخُوا مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم الْحَاجَةَ، قَالَ: فَأْذَنُوهُنَّ، قَالَ: فَأْذَنُوهُنْ، وَلَهُنَّ عُوَاءٌ.
وَتَقَدَّمَ فِي الذَّبَائِحِ حَدِيثٌ فِي الذِّئَابِ.
10- باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم
3821- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ، فَادفنهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنُّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ، قَالَ: لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ، فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِهِ.
3822- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ح وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ، وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ فَذَهَبْتُ فَبَغِيتُ لَهُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: شَرِبْتُهُ، فَتَبَسَّمَ.
3823- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا، فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أُمَّ أَيْمَنَ، صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى، فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا.
11- باب بركته حيًا وميتًا
3824- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُحَدِّثُونَ وَيُحَدِّثُ لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَةٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَمَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ.
حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ.
12- باب حياته في قبره
في حديث أبي هريرة عند أبي يعلى في ذكر عيسى: ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه. يأتي في أشراط الساعة.
13- باب تواضعه صلى الله عليه وسلم وإنصافه
3825- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي، يَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَطْرَ اللَّيْلِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ، فَيُجِيبُهُ.
3826- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عَائِشَةَ أَنْ تُهَيِّئَ مِنْ أَمْرِ أُسَامَةَ شَيْئًا، إِمَّا مُخَاطًا أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا، يَتَوَلَّى ذَلِكَ مِنْهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْبَهِيِّ عَنْهَا، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.
3827- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نَابِلٍ مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ ثَفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرٌ، فَأَخَذَ تَمْرَةً، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً.
3828- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ، وَلاَ نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا، وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ.
3829- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلاَ أَمَةٍ وَلاَ صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلاَّ أَصْغَى إِلَيْهِ، وَلاَ يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ آدَمِيٌّ يَدَهُ قَطُّ إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ.
3829-، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَذْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، بِهِ.
صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.
3830- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلاً نَادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ.
3831- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ، فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ... الْحَدِيثَ.
3832- وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا بِالْعِيَالِ.
14- باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم
3833- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ فَأْتِنِي بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، وَآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ، فَقَالَ: خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ، وَتَطَّيَّبَ بِهِ، فَقَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبِ، فَسُمُّوا بُيُوتَ الْمُطَيَّبِينَ.
3834- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، فَيُقَالُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
15- باب حلمه صلى الله عليه وسلم
3835- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَرُدُّهُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعِ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسِ ابْنِ فَارِسٍ، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ، مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ رَعَى، قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَى الْقَرَارِيطِ، وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ.
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ النَّبِيَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لاِبْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، الْحَدِيثَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الأَدَبِ.
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرِ، عْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، زَادَ فِيهِ عَطَاءً.
3836- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ: مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلاَ لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ: مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ.
غَرِيبٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.