8- باب القيام للجنازة
819- قال عبد: أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن عون، عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا رأى جنازة قام حتى تجاوزه، وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا خرج في جنازة ولى ظهره إلى المقابر.
إسناد صحيح، وهو موقوف.
9- باب تقدم الإمام في الصلاة على الجنازة
820- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا بَكْرُ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِكُمْ أَحَدٌ غَيْرِي مَا دُمْتُ فِيكُمْ.
10- باب ما ينهى عنه أن يتبع الجنازة
821- قَالَ أَبُو يَعْلَى: قُرِئَ عَلَى بِشْرٍ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَتْبَعَ الْمَيِّتَ صَوْتٌ، أَوْ نَارٌ.
11- باب الدفن
822- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا بِمَكَّةَ كَانَ أَصْلُهُ رُومِيَّا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، يَقُولُ: أُوَّهْ، أُوَّهْ، فِي دُعَائِهِ قَالَ: فَخَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْفِنُ ذَلِكَ الرَّجُلَ لَيْلا عَلَى مِصْبَاحٍ.
823- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ مَيِّتًا يُدْفَنُ، فَقَالَ: لا تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي: أَنْ لا يُزَادَ عَلَى تُرَابِ الْحُفْرَةِ، وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحديث: خَفِّفُوا عَنْ صَاحِبِكُمْ قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي: مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ.
824- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا هُشيم أنبأنا مجالد، عن الشَّعبي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أوصاني عمر رضي الله عنه قال: إذا وضعتني في لحدي فافْضِ بخدي إلى الأرض، حتى لا يكون بين جلدي وبين الأرض شيء.
825- وقال أحمد في الزهد: حدَّثنا هارون، حدَّثنا ضمرة، عن عبد الحكم بن سليمان قال: لما وقع طاعون الجارف احتفر بشير بن كعب لنفسه قبرًا.
826- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أمية: هو ابن خالد، حدَّثنا شُعبة، عن قتادة، عن مطَرِّف قال: إن قيس بن عاصم رضي الله عنه أوصى بنيه فقال: و ادفنوني حيث لا يراني بكر بن وائل، فإني كنت أغادرهم في الجاهلية.
826- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا عبد الله بن مطيع، حدَّثنا هُشيم، عن زياد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن قيس بن عاصم إنه أوصى فذكر الحديث وفيه: وادفنوني في مكان لا يعلم به أحد، فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل هنّات في الجاهلية، فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام، فيفتنوا عليكم دينكم.
827- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سفيان بن عيينة حدثني عبد الله بن عبد الله الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم قال: لما ماتت ميمونة رضي الله عنه وهي خالته أخذت ردائي فبسطته في لحدها فأخذه ابن عباس رضي الله عنه فرمى به.
828- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلْحِدُوا، وَلا تَشُقُّوا.
829- وقال الحارث: حدَّثنا العباس بن الفضل، حدَّثنا همّام، عن قتادة، عن أبي الصديق قال: كان أنس رضي الله عنه إذا وضع الميت في القبر قال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه، ووسع عليه حفرته.
830- وقال الحارث: حدَّثنا العباس بن الفضل، حدَّثنا عبد الوارث، حدَّثنا أبو جلاس، حدثني عثمان بن الشماخ- وكان ابن أخي سمرة بن جندب رضي الله عنه – قال: مات ابن لسمرة قد سعى فسمع بكاء فقال: ما هذا البكاء؟ قالوا: على فلان، فنهاهم عن ذلك فدعا بطست أو بعُسّ فغسل بين يديه، ثم كفن بين يديه، ثم قال لمولى له: يا فلان اذهب إلى حفرته، فإذا وضعته فقل: بسم الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطلق عقد رأسه، وعقد رجليه، وقل: اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
12- باب الحثي في القبر
تقدم.
13- باب تسوية القبور
حديث علي في البيوع.
14- باب دفن الشهيد حيث يقتل
831- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ السُّوَائِيِّ: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُتِلا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلا فَاحْتُمِلا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةً عِنْدَ بَنِي هِلالٍ فَدُفِنَا هُنَالِكَ.
15- باب التعزية
832- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا عُزِّيَ مُؤْمِنٌ مؤمن قط بِمُصِيبَةٍ إِلا كُسِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّةً يَتَبَخْتَرُ فِيهَا.
16- باب صنعة الطعام لأهل الميت
833- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا حماد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال كنت أسمع عمر رضي الله عنه يقول: لا يدخل أحد من قريش في باب إلا دخل معه ناس، فلا أدري ما تأويل قوله، حتى طعن عمر رضي الله عنه فأمر صهيبًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس ثلاثًا، وأمر أن يجعل للناس طعامًا، فلما رجعوا من الجنازة جاؤوا وقد وضعت الموائد، فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه، فجاء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس قد مات.. الحديث.
وسيأتي في المناقب.
وقال أحمد في الزهد: حدَّثنا هاشم بن القاسم، حدَّثنا الأشجعي، عن سفيان، قال: قال طاوس: إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعًا، فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام.
17- باب زيارة القبور والأدب في ذلك
835- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: قَالَ نبي الله صلى الله عليه وسلم إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ، نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا، فَانْبِذُوا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَدَّخِرُوا لُحُومَ الأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاثٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا الْقُبُورَ، فَزُورُوهَا، وَلا تَقُولُوا هُجْرًا.
836- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنُ حُصَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ إذ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَبْشِرًا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ مِنْهَا، ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْنَا كَئِيبًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قُمْتَ مِنْ عِنْدِنَا قَبْلُ مُسْتَبْشِرًا، وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ كَئِيبٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أمي فَأَذِنَ لِي، أَوْ قَالَ: فَرَخَّصَ لِي، فَذَهَبْتُ لأَشْفَعَ لَهَا فَمُنِعْتُ.
837- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا عثمان بن حكيم، حدَّثنا عبد الله بن سرجس، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة رضي الله عنه يقول: لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إلي أحب من أن أجلس على قبر، قال عثمان بن حكيم: ورأيت خارجة بن زيد في المقابر فذكرت ذلك له، فأجلسني على قبر، وقال: إنما ذلك لمن أحدث عليه.
838- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ جَلَسَ عَلَى قَبْرٍ يَتَغَوَّطُ، أَوْ يَبُولُ، فَكَأَنَّمَا جَلَسَ عَلَى جَمْرَةٍ.
839- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا وهيب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْعُدَ عَلَى الْقُبُورِ أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا.
18- باب الدفن في قبر واحد
840- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أحمد بن أيوب، عن أبي حمزة السكري، عن جابر الجعفي، عن ثابت بن عبيد، عن جميلة بنت سعد بن الربيع قالت قتل أبي وعمي يوم أحد، فدُفنا في قبر واحد، ولم أجد من ميراثهما شيئًا، أخذته الحلفاء. قلت: جابر ضعيف، وقد جاء أن عمها أخذ موجود أبيها، وأن النبي منعه بعد ذلك، بسؤال أمها، وأمره أن يعطيها نصفها، في قصة ذكرها الطبري وغيره في تفسير سورة النساء.
19- باب كراهية موت الفجأة
841- أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ هُوَ ابْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَنَّ رَجُلا كَانَ عِنْدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، قَالَ: الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا آنِفًا؟ قَاَلُوا: نَعَمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: كَأَنَّهَا أَخْذَةٌ عَلَى غَضِبٍ.
841- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهِ.
841- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، بِهِ.
20- باب فضل من مات على فراشه
842- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِكَرِيمَةِ مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ.
842- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ بِهِ.
21- باب الرخصة في البكاء على الميت
843- إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي الأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ رُكْبَتَيْهِ، فَدَخَلَ مَلَكٌ، فَلَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا قَالَ: فَأَوْسَعْتُ لَهُ، وَأُمُّ سَعْدٍ يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ، تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ: وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدًا بَرَاعَةً وَمَجْدَا بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدَا مُقَدِّمٌ سُدَّ بِهِ مَسَدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ الْبَوَاكِي تَكْذِبُ إِلا أُمَّ سَعْدٍ.
844- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ، وَوَعْدُ صِدْقٍ، وَسَبِيلٌ مَأْتِيَّةٌ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولانَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونوُنَ، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ.
844- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، بِهِ.
أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ أَصْلَهُ مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ كَلامٌ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، فَأَشَارَ إِلَى مَا ذَكَرْتُهُ هُنَا.
844- وَرَوَاهُ أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، إِلَى قَوْلِهِ إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ، حَسْبٌ.
وَخَالَفَهُمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَتَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ فَرَوَيَاهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَعَلاهُ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ عَوْفٍ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَكَأَنَّ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخَذَهُ عَنْهُ.
844- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخَذَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَنِي النَّخْلَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مُقَطَّعًا.
844- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئُ الْحِفْظِ، وَالاضْطِرَابُ فِيهِ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
845- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي جَوَازِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ.
وَسَيَأْتِي إن شاء الله تعالى بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ.
846- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: مَا كَانَ مِنْ حُزْنٍ فِي الْقَلْبِ، أَوِ عَيْنِ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ، أَوْ ندبة فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ.
847- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَوَجَدَهُ قَدِ احْتُضِرَ، وَنِسَاؤُهُ حوله يَبْكِينَهُ، فَذَهَبَ رِجَالٌ يَرْدَعُونَ النِّسَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَتْ فَلا تَسْمَعُنَّ صَوْتَ نَائِحَةٍ.
هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ.
848- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا بشر، حدَّثنا حاجب بن عمر عن بكر بن عبد الله المزني أنه اشتكى قال فأتيته أنا والحكم فتذاكرنا الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقال بكر بن عبد الله قال أبو هريرة رضي الله عنه لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينطلق رجل غاز في سبيل الله تعالى فيقتل في قطر من أقطار الأرض شهيدًا فتبكيه امرأة سفيهة جاهلة فيعذب ببكائها عليه فقال الرجل لأبي هريرة رضي الله عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطل أبو هريرة.
848- قال أبو يعلى: حدَّثنا زَحْمُويَه، حدَّثنا صالح، حدَّثنا حاجب بن عمر قال: دخلت مع الحكم بن الأعرج على بكر بن عبد الله فتذاكروا الميت يعذب ببكاء الحي، فحدثنا بكر قال: حدثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني بذلك، فكأن أبا هريرة رضي الله عنه خالفه في ذلك، فقال أبو هريرة رضي الله عنه... فذكر مثله، لكن قال: كذب، بدل أبطل، وكرر ذلك.
849- حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّيَ بُكِيَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الرِّجَالِ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولائِي، إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُنْضَحُ عَلَيْهِ الْحَمِيمُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.