|
Re: (51)قرأت لك
" مواجهة حملات التشكيك فى السنة النبوية " " حوار مع الدكتور /أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الشريف "
· يقول الدكتور :
" ان التشكيك فى السنة النبوية يعد تشكيك فى القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم لا يمكن أن يفهم بدون السنة النبوية , قال تعالى : (( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم . ))... والبيان يكون : بقوله صلى الله عليه وسلم , وفعله , وتقريره , وما يلزم ذلك , اذن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم , وورد عنه من أحاديث , يلزم العمل بها ما دامت صحيحة , يقول الله تعالى : (( وما آتاكم الرسول فخذوه , وما نهاكم عنه فانتهوا . ))
· القرآن فيه أوامر مجملة مثل : (( أقيموا الصلاة . )) أو (( آتو الزكاة . )) أو (( كتب عليكم الصيام . )) فجاءنا بيان هذه , وأداء كل الشعائر الدينية الخاصة , وكيفية أداءها على الوجه الصحيح من السنة النبوية مثل : " صلوا كما رأئتمونى أصلى " " خذوا عنى مناسككم "..... فالسنة مفصلة لما جاء مجملا فى القرآن الكريم . "
· يقول أيضا :
" وكما تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن , صان الحديث الشريف أيضا ليكون بيانا للقرآن , لأن حفظ " المبين " وهو القرآن يستلزم حفظ " البيان " وهو السنة النبوية , لذا يقول رب العزة : (( انا علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه , ثم ان علينا بيانه . ))... وهذا البيان يكمن فى السنة النبوية التى تكفل بحفظها الله سبحانه وتعالى بأن قيض لها رجالا أمناء حفظوها فى صدورهم , وفى سطورهم , حتى جاءتنا فى جوامعها , ومسانيدها , المعتمدة .
· وعن قول بعض المشككين : " أن السنة لم تدون الاّ فى القرن الثالث الهجرى حيث نهى النبى صلى الله عليه وسلم "... يقول الدكتور عن هذا الزعم :
" ان من يقولون ذلك غير ملمين بتأريخ تدوين السنة النبوية , فهى لم تبق مهملة طيلة القرن الأول الهجرى , ولا الثانى , بل كتبت بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان من من كتاب السنة من لهم كتابات , وصحف , ومنهم عبدالله بن عمرو بن العاص , وكانت صحيفته تسمى : " الصادقة " وكان يقول : " هذه الصادقة , ما يرغّبنى فى الحياة الاّ هى , كتبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة , ليس بينى وبينه فيها أحد " ..... وكان فى هذه الصحيفة وحدها ألف حديث , وكان لسمرة بن جندب , صحيفة آخرى , ولسعد بن عبد الله صحيفة ثالثة , لأنس بن مالك صحيفة رابعة , ولجابر بن عبد الله صحيفة خامسة , فضلا عن صحيفة محمد بن هشام بن منبه عن أبى هريرة .
· يؤكد الدكتور : " ان الآحاديث الموجودة فى هذه الصحف , والمجاميع , لو قورنت بما دون بعد ذلك فى القرن الثانى , والثالث الهجرى , لوجدنا أعداد الأحاديث فيها متقاربة بعد حذف المكرر منها , ....... معنى هذا أن السنة النبوية لم تبق مهملة , كما تخيل من لا دراية له بتاريخ السنة .
· ومع تأكيد الدكتور لصحة الحديث الذى يقول : " لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن , ومن كتب شيئا فليمحه . " ...... يشرح ذلك قائلا : " ان هذا الحديث ورد فى بداية الدعوة عنما خشى صلى الله عليه وسلم على بعضهم أن يخلط بين القرآن والحديث , فيلتبس على بعضهم , لذا كان النهى فى بداية الأمر عن كتابة السنة . "
· ويؤكد الدكتور : " ان هذا النهى لم يكن للجميع , وانما لمن خاف عليه أن يخلط بين القرآن والحديث , أما غيرهم فقد أذن لهم صلى الله عليه وسلم أن يكتبوها فى عهده , وبين يديه مثل : " عبدالله بن عمر بن العاص , وأنس , وجابر , وهمام , وغيرهم , وكان صلى الله عليه وسلم يأذن بالكتابة لمن يخشى عليه من النسيان , أو أن تضيع منه الفائدة , وكمثال لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " أكتبوا لأبى شاه . " وابى شاه هذا هو رجل من اليمن سمع خطبة للنبى صلى الله عليه وسلم , واستأذنه فى كتابتها فأذن له , وأمر بكتابتها له , وكان يشير لبعضهم أن يكتب الأحاديث النبوية , ... كل هذا يدل على أن السنة النبوية الشريفة لم تبق مهملة طيلة القرنين الأول والثانى الهجرى , بل انها كتبت فى عهده صلى الله عليه وسلم .
· كتب الصحاح : نفى الدكتور ما يردده البعض من أن كتب الصحاح تتضمن أحاديث " ضعيفة " مؤكدا أن كل ما جاء فى : صحيح البخارى , وصحيح الامام مسلم , ومؤطا مالك , ورياض الصالحين , أحاديث صحيحة .
· ضوابط الأحاديث : يقول الدكتور :
" ان الضوابط التى وضعها علماء الحديث لضمان سلامتها , لا يوجد مثيل لها , فقد دونوا الأحاديث بقواعد غاية فى الدقة , والأمانة , هذه القواعد اشترطوا فيها توفر مواصفات معينة فى : " الرواة والرواية " مثل أن يكون الراوى له , عدلا , ضابطا , ولا شذوذ , ولا علة فى سند الحديث , والامام البخارى اشترط أن يكون الراوى قد التقى بمن روى عنه , وثبت وتحرى الدقة فى نقل كل حديث .
· فى رده على من يطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم : يقول :
" ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من هولاء بقوله : " يوشك رجل شبعان متكى على أريكته يقول ما أتاكم عنى أعرضوه على القرآن فان وافقه فأنا قلته , ..... ألا , وان ما حرم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مثل ما حرم الله . " فهنا ينبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم الى خطأ بعض المترفين الذين لم يرحلوا فى سبيل طلب الحديث , ويكتفون بالقول بأن ما جاء من السنة النبوية موافقا للقرآن الكريم نأخذ به , ومالم يوافق القرآن نتركه , ويحذرنا صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله : " ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله . " تطبيقا لقوله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله . )) ... ويقول تعالى : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . ))..... وفى هذا أبلغ رد من القرآن على هولاء المنكرين لحجية السنة .
· فى رده على من ينكرون شفاعته يوم القيامة : يقول :
· " ان شفاعته صلى لله عليه وسلم لأمته فى الآخرة ثابتة من الكتاب والسنة , يقول صلى الله عليه وسلم : " لكل نبى دعوة مستجابة , وقد اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة , فهى نائلة ان شاء الله لكل من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا . " والشفاعة ثابتة بالقرآن الكريم , يقول تعالى : (( من ذا الذى يشفع عنده الاّ باذنه . )) أما القول بأنها تعنى الاتكالية وعدم العمل , فمردود عليه لأن المقصود بالشفاعة , أن يكون أمام الانسان أمل فى جانب الله تعالى ورحمته , فهى تكريم للذى يشفع لمنزلته عند الله تعالى , وهى أيضا رحمة لمن يشفع له , وهى كما توضخ الآية لا تكون الاّ لمن يأذن له تعالى , والله لا يأذن الاّ لمن يستحقها , ..... ويواصل الدكتور قائلا :
· " الشفاعة لا تلقى العمل والقيام بالتكاليف الشرعية ولنها على درجات تتفاوت بقدر أعمال الناس فمنهم المجد , ومنهم من يبقى عند أول سلم , وكل من شهد لأن : " لا اله الاّ الله وأن محمدا رسول الله " دخل فى حوزة المؤمنين الذين لهم شفاعة عنده , فمنهم من ارتكب ذنبا ويشفع له فلا يدخل النار , ومنهم من يدخل النار ثم يخرج منها بشفاعته صلى الله عليه وسلم . "
...............ونواصل باذن الله :
|